يرجع تأليف الشيخ « أبي عبد الله محمد بن أحمد ميارة الفاسي (ت 1072هـ) » , لمختصره : « مختصر الدر الثمين والمورد المعين على منظومة المرشد المعين على الضروري من علوم الدين » , لدواعي ذكرها في مقدمة الكتاب، فهو كما يقول لما أكمل الشرح وخرّجه من مبيضته:«وجدته لطوله غير مناسب لمشروحه، ولا جار على طريقته، فهمَمت باختصاره، واقتطاف أنواره، كي يناسب المشروح، وتغتبطه من كل قارئ لأصله النفس والروح»، إلا أن هّمَته إلى هذا الاختصار حالت دونها عوارض الدهر والتسويف، إلى أن منّ الله عليه بزيارة مدينة سلا، فوافى بها الإمام أبا محمد عبد الله بن محمد بن أحمد العياشي، الذي حضّه على اختصار شرحه على المنظومة بعد مطالعته له، فكان ذلك دافعاً له على البدء بالاختصار.
أحد سلاطين الفقه بالمغرب، ولد بفاس سنة 999هــ، ونشأ بها مقبلا على العلم وحلقات الشيوخ، فأدرك بقية من فطاحل العلم ممن ضمتهم حلبة السلطان أحمد المنصور الذهبي. واستفاد من الحركة التي شهدتها فاس ومراكش على عهد السعديين، وان امتد العمر بميارة ليرى نهاية دولتهم، وقيام دولة الأشراف العلويين. (aljounaid.ma)
“في عقد الأشعري وفقه مالك *** وفي طريقة الجنيد السالك” شرْح "المرشد المعين" لإبن عاشر من طرف تلميذه محمد ميارة كتاب أساسي لا يستغنى عنه لمعرفة الأسس في الدين الإسلامي, التي تتمحور حول المراتب الثلاث 'الإسلام - الإيمان - الإحسان' عبر تطبيقاتها 'الفقه - العقيدة - التصوف'.
ما أعظمه من متن وما أبهاه من من شرح.. الإمام ميارة عالم رباني وفقيه مالكي فحل من الطراز العالي، والناظر في شرحه على نظم شيخه ابن عاشر رحمهما الله يتأكد عنده هذا القول.. الدر الثمين: هو شرح كبير موسع على نظم المرشد المعين لابن عاشر في فقه المالكية، وهو من أشهر المنظومات التي يشتغل عليها المالكية بعد الأخضري والعشماوية..اختصره مصنفه في هذا الشرح المختصر..لهذا يعرف الأصل بالكبير ، والمختصر بالصغير.. أحببت هذا الشرح حبا جما ، لاسيما باب التصوف لأن القارئ يتحسس خبرة الناظم والشارح بطريق الآخرة وصدق معرفته بالله جل وعلا ، بالإضافة إلى الأبواب الأخرى كالطهارة والصلاة والزكاة والحج فقد أبدع الشارح رحمه الله في الشرح أيما إبداع.. أخص بالذكر كذلك باب الحج فقد شرحه شرحا وافيا يجعلك تعيش مناسك الحج ويشوقك إلى الأراضي المقدسة ..وابن عاشر كان ابتدأ نظمه في رحلته لحج بيت الله الحرام ، ثم ظهر له إظافة الأوبا الأخرى فبارك الله له في نيته.. لا ينقص من قيمته عدم احتفائه بالألة من الكتاب والسنة على ما تعرض له من الروع، لأن عادة العلماء في وضع المختصرات هو التطرق للأقوال المشهورة في المذهب وتسهيل العبادة على العوام، ومن أراد من الطلاب التدليل لكل فرع فليباشر المطولات .. اللهم ارحم الإمام العلامة ابن عاشر رحمة واسعة وانفع بنظمه العبا واجعله له ذخرا عندك يا كريم.. وتغمد برحماتك الواسعة الإمام الرباني ميارة الفاسي واجمعنا بهما في جنتك مع الصديقين والشداء والصالجين آمين..
المعلوم من الدين ضرورة. اعتقد أن تصنيف وترتيب المنظومة هو نفسه المتبع في تدريس التربية الإسلامية بالسلك الابتدائي... الأهم ان الكتاب مقدمة معينة لمن أراد "التبحر" في المذهب المالكي... وليس يجزئ القارئ بعد قرائته من مطالعة المصادر الكتب الأخرى... او على الاقل الشرح الكبير للكتاب عينه... رمضان ١٤٤١