"خبر صغير في جريدة "الشروق"، يتوارى في صفحة من صفحاتها الداخلية. غياب الروائي المعروف يعقوب العريان... رجل من البدو. جاء ورحل. أخذ أنفه الضخم، وعينيه الصغيرتين، وجوعه الصحراوي، وعطشه الرملي، وشحوبه وهزاله ومرضه وذهب...".
He was a Saudi Arabian politician, diplomat, technocrat, poet, and novelist. He was an intellectual and a member of the Al Gosaibi family that is one of the oldest and richest trading families of Saudi Arabia and Bahrain. Al Gosaibi was considered among Saudi Arabia's topmost technocrats since the mid-1970s. The Majalla called him the "Godfather of Renovation".
اُسلوب رائع وسهل بدون تعقيدات وفلسفات يدخل الى نوازع النفس البشريةويقدمها كما هي بدون اَي مبررات للخطيئة.
ارتباطها مع الرجال كان دائما ينتهي بالموت، لم يعجبني خيانتها لزوجها كبير السن ، ولكن ارتباطها مع الرجال يعني الموت. لن أبرر خيانتها لهذا السبب فهو يدل على قلة إيمان ورضيت ان ترتبط به كعاشق. وأكن بأسلوبها هي وعلى طريقتها وان يخضع لها بالكامل كعبد لها.
ترددت في تقييم الكتاب ... إلا أنني أخيرا حسمت ترددي ومنحته 4 نجمات كاملة
هو الجزء الثاني من رواية "حكاية حب" والتي لم أحب فيها فكرة الزوجة الخائنة ومازلت متمسكة برأيي قطعا
إلا أنه هنا يكشف لنا عن طبيعة هذه السيدة وظروف حياتها ... فقد كانت الفتاة من بيئة إجتماعية قليلة الشأن ... فقدت والدها السيئ الطباع وهي طفلة وفقدت كل وجود ذكوري ذي شأن في حياتها بما يمكن من تقويم سلوكها وتوجيهه للأفضل فلا أب ولا أخ أكبر وفقط تدليل من الأم وانصياع تام لرغبات الإبنة ونزواتها
تزوجت في سن صغيرة من رجل كبير في عمر والدها إلا أنه لم يهنها بل أكرمها ووافق على كل شروطها، مما يجعلني أكره خيانتها له أكثر وأكثر
كرهت أنها اختارت الزوج واختارت الخيانه وتعايشت مع ذلك الوضع وتغاضت والدتها عما تفعله ابنتها لماذا إذن منحتها 4 نجمات كاملة؟؟
بسبب أسلوب د. غازي الذي جعل الرواية أقرب لمذكرات شخصية وحينما تقراها تشعر فعلا أنها صادرة عن تلك المرأة بلا تكلف أو افتعال
منحتها النجمات بسبب الحكايات القليلة الجانبية السياسية - لعنة دراستي تضرب من جديد :) - وكذلك بعض العبارات الرقيقة جدا في مضمونها والحقيقية جدا والموزعة على صفحات الرواية بشكل رائع
وأخيرا بسبب الأغنية التي تراصت كلماتها وميزتها بسهولة لأنني كنت أحفظها عن ظهر قلب منذ حوالي 16 سنة حينما اشتريت ذلك الشريط المسمى memories 1st وفيه كان هذا الكوكتيل من الكلاسيكيات وكنت أتنافس مع صديقة عمري وتوأم روحي على حفظ كلمات الأغنيات ومنها تلك الأغنية If You Go Away
وأحب أن أترك من يقرأ مراجعتي مع الأغنية التي وردت في الرواية... تلك الأغنية التي أداها الكثيرون ... أترككم معها بصوت من سمعتها منها لأول مرة http://www.youtube.com/watch?v=WuO_hL...
لم أعلم إلا مؤخراً أن لرواية "حكاية حب" جزء ثاني، لذلك أسرعت في شرائها وقراءتها مع أنني لم أتذكر جميع أحداث الرواية الأولى، ولكن ولله الحمد ما ان بدأت بقراءتها حتى بدأت تعود الذكريات ولَم أَجِد أي صعوبة في استيعاب الأحداث نظراً لعدم تذكري جميع تفاصيلها.
هي جميع ما حصل برواية حكاية حب ولكن هذه المره من جانب روضة وعلى لسانها، حياتها السابقة، خيباتها وصدماتها.
غازي القصيبي مازلت تبهرني واتوقع بأنك ستستمر تبهرني عند كل قراءة جديدة لك، عظيم أنت يا رجل.
فظيع! لن أجد الكلمات لأصف هذا الكتاب ٩٥ صفحة من الروعة و الكفر و الخيانة و الحب! غازي القصيبي فنان ولا أستطيع التخلص من ذلك الشعور الذي يقول أن يعقوب العريان كان تجسدا لشخصية غازي عبدالرحمن القصيبي أو تجسد لشعور أو حلم "نحن نصنع في رواياتنا ما لا نستطيع أن نصنعه في حياتنا. لو تمكن كل روائي من أن يفعل في حياته ما يريد لما اكتظت المكتبات بالروايات. يخطيء الذين يعتقدون أن الرواية سيرة شخصية. الشعر هو حياتنا، و أما الرواية فهي حياتنا كما نتنمى أن تكون."
حزينة جدا هذه الأقصوصة :(. تحفظي عليها هو الخيانة الزوجية. ولكنها بشكل عام تتناول عاطفة أو ظاهرة قلّما أقرأ عنها أو أجدها وهي: حين نحب شيئا/شخصا لابد أن تنزعه الحياة منا :(.
البطلة هنا هي روضة، شابة ذكية و ذات شخصية قوية لديها نعمة "الرؤيا" تتحقق رؤاها في لمح البصر، تعلمت منذ نعومة أظفارها بأنها "شؤم" و حين وجدت "الحبيب" أجبرت نفسها على أن لا تعترف له بحبها "كتحايل على القدر" و في نهاية الأقصوصة تعترف له بحبها بعد أن تكتشف بأنه مصاب بسرطان الدم.
قراءة "رجل جاء وذهب" جميلة في الدراما السريعة في الأحداث ، ممتعة في حديث النفس .
و طبعا شهادتي مجروحة في غازي فكل شيء من غازي رائع كل شيء . رحمة الله عليه
"قُلتَ 'هيّا!'.. قُلتُ 'هيّا!.. سِرْ فما من طريقٍ طال لا نذرَعه'.. قلتُ والعمرُ بعيني كالكرى وأنا في حلمٍ أقطعُه، جمع الدهر حبيباً وامقاً بحبيبٍ.. وغداً ينزعه" -ابراهيم ناجي
الفقد؟ الفقد.. ألمه غادِر، كئيب أسود بغيض، ألمٌ مُوجع يُذبلنا وينفذ من خلجات قلوبنا، يستنفذف أرواحنا مع من نفقد. الفقد.. فقد الأحبه، هو الذهاب بلا عودة، هو الرحيل مبكراً، هو وداع مُفاجئ بلا مقدمات، بلا لقاء آخير يشرح أي شيء، بلا قبلات ولا أحضان دافئة، فقط رحيل غير مبرر.. أو ربما أن الموت تبرير كافٍ لكننا لا ندرك هذا، لا نريد إدراك هذا. لن نراهم مجدداً؟ لن نشعر بأنفاسهم في الدنيا؟ لا آمان بعد الرحيل.. لعن الله الرحيل وليت الراحلين يعودون. _______ "لن أبكي الآن، قد أبكي في المستقبل كما بكيت في الماضي ألف مرة من دون أن يراني هو، من دون أن يراني أحد، من دون أن أرى نفسي. أنزف من الداخل مطراً أسود في غابة استوائية كثيفة، يسيل قطرةً قطرة.. التعذيب بالقطرات."
أهذا القدر؟ بالتأكيد القدر، لكن أنعيب على القدر أم أن العيب عيبنا نحن، أننا علقنا قلوبنا.. أننا ضحكنا وسهرنا ورقصنا مع القمر؟ أم أنه لا عيب من الأساس؟
"إذا قررت أن تذهب.. وأنا أعرف أنك قررت.. فقل للأرض.. أن تكف عن الدوران.. حتى تجيء.. هذا إذا كنت تنوي أن تعود.. وقل لي ما قيمة الحب.. إذا لم أحبك أنت.. وهل بوسعي أن اخبرك الآن .. وأنت تتأهب للرحيل.. أني سأموت موتاً بطيئاً.. وأحيا مع اللقاء القادم؟"
أنا آسفة لحال روضة، وآسفة لها لأني ظننتها امرأة جاحدة القلب، لكن هذا ليس جحوداً هي فقط تخاف ان يلعب القدر لعبته معها، لكنه كشفها.. فضحتها ابتسامتها ودندنت الأغنيات فقرر أن يبيد هذا كله، وأن يحيل الوجه الزمردي إلى شحوب كالح، ووجه عبوس ذابل.
أأعجبتني القصة؟ ربما.. أظنني أحببتها للغاية رغم أنها تبدو تقليدية للبعض لكنها جيدة جداً، طريقة الكتابة وصيغة السرد مُلهمه وللحق أن الكلمات أذابتني وأسرتني أغنيات وأشعار روضة. كنت أقارن بين مذكرات روضه هنا وبين ذكريات يعقوب هناك في "حكاية حب" وقد برع الكاتب حقا في فصل الشخصيتين، لم أشعر بأن من يكتب هو شخص واحد أبداً، يبدو أنه كاتب بارع وهذا أول لقاء وليس الآخير بالتأكيد.
"لو بقيت معي.. لتحوّلت إلى ظلٍ لك.. مجرد ظل لك.. أرجوك! لا تذهب!"
رآئعه جداً بل مُدهشه !! هي الجزء الثاني لـ حكاية حب إلا أن الحكايه هنا تُروى بلسان " روضه " ...... لقد كانت روضه أنثى ذكيه جداً كانت لا تقبل الهدايا منه! لكي لا يشعر أنها واحدة من فتياته من بنات دار السرور،،فأختارت أن تكون هي من يعطي الهدايا لا هو ! ولم تقبل أن تعترف و تقول له أحبك أو تناديه بـ " حبيبي " أرادت أن تكون هي سيدة العلاقه لا هو ...
روايه جميله جداً أحببتها بشدّه و كنت أتمنى أن لا تنتهي !! تستحق 5 نجمات و بجداره ولو كان هناك أكثر لما ترددت في تقييمها بأكثر !
رحمك الله يا غازي ❤
" يا امرأة ! عندما يُلامس النسيمُ شفتيك . . . يتحوّل إلى حقول من الزنابق الحمراء . . . وحين يهبط شعرُك على وجهي . . أغوص في كل لؤلؤة سوداء . . تنام في كل محيط . . و عندما أمسّ نهديك . . أرتطمُ بأعمق أعماق الوجود . . و بكل أسراراه . . . "
رحم الله غازي ! حينما يكتب روايتين .. حكاية حب بنظرة الرجل ورجل جاء وذهب لتحكي نفس القصة ولكن بنظرة المرأة .. فهذا قمة الإبداع الذي ينشده روائي ! غازي كتب حكاية حب .. وقرأتها ولم أكن أعرف أن هناك نصف القمر الآخر سيرويه بلسان العاشقة ! لكن الطرف الآخر كان لذيذاً .. الحق أنك حينما تروي قصة الحب لمن وقع فيها فجأة أروع من أن ترويها لمن وقع فيها بالتدريج .. مؤلمة .. نهايتها .. لكن الحب الذي يسكن القلوب لا ينتظر منا دائما اللحظات اللذيذة والمتع الخفية واللقاءات الحميمية .. ينتظر النهايات الحتمية والدموع في آخر الطريق !
أنصح بقراءة حكاية حب قبل هذه .. وستصنع الفرق .. خيال يا غازي رحمك الله .. خياااال !
“الحب الحقيقي لا يتضح قبل فعل الحب ، ولا خلال فعل الحب ، ولكن بعد فعل الحب .”
هذا الجزء، أفضل نسبياً من الجزء الأول " حكاية حب " وإن كنت كم أكره تلك الوجبات السريعة، التي تنتهي في غضون صفحات قليلة من بدايتها، وأن تقرأ وأنت تعلم النهاية مسبقاً جعل الأمر منتهي من بدايته، وكم أكره تلك القصص التي تكمن نهايتها في سطورها الأولى أيضاً. أود تلك الوجبات الدسمة التي أبحث عن مهضم بعدها لأبتلع ما تركته فيا من أثر. “عندما نرتكب السعادة ، هل ننحدر إلى جريمة من الجرائم ، أم نرتقي إلى معجزة من معجزات الوفاء ؟”
تلك روايتي الثانية لغازي القصيبي، وبالفعل ستكون الأخيرة على ما أعتقد ذلك، رواية قصيرة يبحث فيها الكاتب عن نوع من النساء كم أكرهه حقاً، هؤلاء النسوة اللاوتي يحملن بين أضلعهن قلوب رجالهن وتحت أرجلهن نخوة أسيادهن ليجعلوهم عبيد خانعين إليهن. وحقاً لا أحمل لهؤلاء النسوة في قلبي ذرة من الأسف أو التعاطف، وإن كان القدر كان خبيثاً نوعا ما مع روضة، إلا إنها ساءت السبيل والأختيار أكثر من خبث القدر نفسه، ورزعت لنفسها ولمن حولها مصائب أكثر مما كتب القدر بنفسه إليها.
“لماذا يستطيع الرجل أن يحب امرأتين، واحدة بقلبه، والثانية بعقله، ولا تستطيع المرأة أن تحب رجلين، أحدهما بإسم القدر، والثاني بإسم جسدها؟”
سأكتفي بالتعليق الذي تركته على القصة الأولى لأن العيوب كما هي، لكن ترك الكاتب لنا هنا بعض من الاقتباسات الجيدة، وتنظيم الأحداث الجيد حقاً، وأحببته هذا الجزء في هذة الرواية لذلك قيمتها بالنجمة الثانية. سأترككم مع بعض منها.
“الذرية . امتداد الذات . تحوّلها إلى أولاد . يبقون هنا بعد أن نرحل نحن . يحملون أسماءنا وملامحنا . الاستنساخ الذي اكتشفه الإنسان البدائي قبل العلماء المعاصرين بآلاف السنين . وهم الخلود .”
"لن أبكي الآن، قد أبكي في المستقبل كما بكيت في الماضي ألف مرة من دون أن يراني هو، من دون أن يراني أحد، من دون أن أرى نفسي. أنزف من الداخل مطراً أسود في غابة استوائية كثيفة، يسيل قطرةً قطرة.. التعذيب بالقطرات."
"إذا قررت أن تذهب.. وأنا أعرف أنك قررت.. فقل للأرض.. أن تكف عن الدوران.. حتى تجيء.. هذا إذا كنت تنوي أن تعود.. وقل لي ما قيمة الحب.. إذا لم أحبك أنت.. وهل بوسعي أن اخبرك الآن .. وأنت تتأهب للرحيل.. أني سأموت موتاً بطيئاً.. وأحيا مع اللقاء القادم؟"
صرت أحب هذا الكاتب ويبدو أني بدأت قصة حبي له عشقاًً! لماذا ذهب عن الدنيا وتركنا بدون كتبه التي تثير المشاعر جميعها! الكتاب جاء على لسان روضة (بطلة قصة حكاية حب) وفي الحقيقة كانت عندي تساؤلات أجاب هذا الكتاب عنها! هل زينب ابنته أو ابنه من زوج روضة؟ هل القصة من نسج الخيال من مريض سيموت؟ أو هي بالفعل حقيقة؟ من هي روضة؟ كيف جاءت في طريقه ؟
مع الاسف في القصة العديد من الاخطاء المطبعية وهناك جملة مقتبسة من فيلم اجنبي:
“الحقيقة؟! هل تستطيع أنت أن تتحمّل الحقيقة؟! الحقيقة أنَّ في أعماق كل واحدٍ منّا وحشاً ينتظر الفرصة لينطلق...” The truth! You cannot handle the truth (jack Nicholson saying from Few good men movie)
اقتباسات:
“هذا الرجل الشاحب النحيل لا مكان له في «دار السرور». مكانه الطبيعي، مثلي، في دُور الأحزان. في منازل اليأس. في أعماق الجرح.”
“وماذا أفعل الآن وأنا أحبّ واحداً منهم؟! ماذا أفعل؟! وما أغرب هذا البدويّ! هذا الرجل الحليق الحزين الشاحب الذي يتطيّب بدهن العود ويدير عمله بالمراسلات الالكترونية. الذي يقرأ الكتب ويؤلّف الروايات. هذا الرجل الرقيق الناعم الخجول. كم أتمنّى لو لم يكن بدويّاً.”
“ولكن... إذا بقيت.. فسوف أصنع لك يوماً.. لا يشبهه يومٌ قبله.. ولن يشبهه يومٌ بعده... سوف نبحر على الشمس.. ونمتطي المطر.. ونتكلَّم مع الأشجار.. ونمجّد الريح.. وعندها... إذا مضيت.. فسوف أتفّهم.. ولكن دع لي قليلاً من الحب... أُطبق عليه يديّ...”
“ألا تعني الحياةُ الاستسلامَ للقدر؟ وألا يعني الاستسلامُ للقدر الاستسلامَ للحب؟ وألا يعني الاستسلامُ للحُبّ الاستسلامَ للموت؟”
“إنتصر؟ لا ينبغي لأحد أن يستهين بخبث البدو الذين أفاقوا من النوم ليجدوا سيارات «الرولزرويس» في انتظارهم عند مدخل الكهف.”
“يا امرأة! عندما يلامسُ النسيمُ شفتيك... يتحوّل إلى حقول من الزنابق الحمراء... وحين يهبط شعرُك على وجهي.. أغوص في كل لؤلؤة سوداء.. تنام في كل محيط... وعندما أمسّ نهديك.. أرتطمُ بأعمق أعماق الوجود.. وبكل أسراره... * يا امرأة! عندما ترقصين.. تقف الأفلاك.. لتتعلّم منك فنَّ التناغم... وعندما تغنّين.. تصل رسائل الأرض إلى ضمير السماء... وعندما تدخّنين.. يتطاير أعداء العشق في الدُّخَان... دعيني، هنا، قربك... لا ترسليني من جديد.. إلى العالم الموبوء بالبشر.. لا تربطيني، مرّة أخرى،.. بالطاحونة التي تدور حول نفسها... وهل يوجدُ سواك، يا امرأة؟ * لا يوجد هناك شيء.. سوى الأنانية التي تعظ بإسم المبدأ... سوى صراع الظالمين... الذي لا يموت فيه سوى المظلومين.. سوى السراب.. الذي يطلق عليه كل ظامئ.. اسمه المفضّل... وأنا متعبٌ جدّاً، يا امرأة! أتعبني البحث عن زُمرّدةٍ لا تُوجَد... أتعبني التنقيب في بطون الكتب.. عن حكمةٍ لا تكذب... أتعبني الغوص في صدور الرجال.. ابتغاءَ صديقٍ لا يخون... أنا متعبٌ... وجائعٌ... وظامئ... في واحتكِ وَحْدها.. أجد الريّ السخيّ.. ومن نخلتك وَحْدها.. آكل الرُّطَب المكنون.. وعلى رمالك وحدها.. ألتقي بالسكينة الشاعرة.”
“يا امرأة!.. أنا لستُ شاعراً.. ولكنني كنت أحمل ورقة بيضاء في جيبي.. عندما رأيتك.. وحين عدتُ إلى المنزل... وجدتُ الورقة تتحوّل أمامي إلى شجرة... تُنبتُ ألفَ غصن.. ويُنبت كلُّ غصن ألفَ وردة.. وتُنبت كلُّ وردة ألفَ قلب... ينبض بحبك.”
أربعة نجوم ، لأنني تمنيتها أطول .. فيطول استمتاعي بها ! رواية الكرسي ، هكذا أسماها القدر منذ عرفتها .. ولي مع اقتنائها حكاية . كل ذلك لأقرأها في هذه الليلة ١ مارس ..ليلة مولد كاتبها - غازي القصيبي - و آخرين. للقدر جدوله الزمني المجرم ! الرواية متممة لرواية حكاية حب ، لكنها أجمل بكثير .. مليئة " بروضة" تلك التي جعلتني أحبها بكل مافيها من تضاد بين جنون و سكون .. تلك التي تصل بعشاقها إلى أسمى نقطة في الحياة ليهوي بهم قدرها نحو أسفل بقعة في الموت ! ما أجملها .. الرواية في مضمونها تناقش مقولة (( إن الله يغار )) عندما نحب شخصاً او شيئاً بطريقة جنونية ، تنسينا كل شيء ، يحرمنا الإله منه حباً فينا و غيرة علينا .. هذا ما كان يحصل مع روضة/ التي أحبها الله .. الموضوع فلسفي ولا أحسن وصفه ، كل ما اعرفه ان الله يحرم لسبب يصب في مصلحة العبد .
تقول روضة ليعقوب العريان: "يا رجل أنت تتمتع بخيال مخيف." ويرد هو: "روضة! نحن نصنع بخيالنا ما تمنعنا طبيعتنا من عمله."
ولكم يشبه العريان كاتبنا القصيبي في كتابته هذه القصة الخيالية والتي قد لا يتقبل عقل، ولكن الإسقاطات التي يرميها من خلال الحوارات تجعلنا نتقبل قصة الحب الخيالية هذه وكل القصة الخيالية.
يتمتع القصيبي بأسلوب ساخر جدًا ج��ًا لدرجة في نظري قد لا يتقبل هذا الأسلوب الجميع، ويقول ما هذه اللغة الذي يكتب بها.
القصيبي قامة أدبية خليجية، عرفت كيف تكتب بكل سلاسة وبساطة وتجعلني أحس بأنه يتحدث وكأنه بيننا بأسلوبنا العادي.
بعد إن كنا مع حكاية حب وفلسفة الموت والحب، نعود هنا ولكن بلسان روضة وهي تتحدث عن العلاقة بين الرجل والمرأة ومن هو سيد هذه العلاقة، وكما تتحدث عن بعض الشخصيات الغنية والاستعلاء الذي يلازمهم واستغلال حاجة الناس. وحتى عن توارث الأجيال بعض الأمور المسلمة دون البحث لماذا يقلدون أباءهم. وحتى تحدث عن الكتابة والشعر.
كانت هذه الرواية تتمة للرواية الأولى " حكاية حب" وجدتها أكثر تماسكا واكثر رقة من السابقه. اقتبست منها العديد من العبارات الجميلة : "ليس للتخلف علاجٌ سوى الحرية "
" هذا الصراع يوشك أن يقتلني.لا اقصد الصراع بين القلب والمبادئ.في عالمي لا توجد مبادئ إلا في القلب."
" لماذا يستطيع الرجل أن يحب إمرأتين واحدة بقلبه والثانية بعقلة ولا تستطيع المرأة ان تحب رجلين واحد بإسم القدر وواحد بإسم الجسد؟"
" ألا تعني الحياة الاستسلام للقدر؟وألا يعني الإستسلام للقدر الاستسلام للحب؟وألا يعني الاستسلام للحب الاستسلام للموت؟"
"حياتي مع الآخرين واجب.حياتي معك مكافأة على إنجاز الواجب"
"السعادة لا تجيئ إلا في قطرات صغيرة جداً،بمجرد أن تمتلئ الكأس بالقطرات ، يضرب القدر ضربته"
"إزالة الجبال وتجفيف البحار وتحويل النحاس الى ذهب،أسهل بكثير من تغيير سلوك رجل واحد"
روايتي "حكاية حب" و "رجل جاء و ذهب" هما روايتين تحكيان نفس القصة, على لسان يعقوب في الأولى, وعلى لسان روضة في الثانية. على أن الخيانة الزوجية مرفوضة تماماَ, إلا أن شخصية روضة شدّتني كونها امرأة قوية تدرك ماتريد ولديها مبادئ تتبعها بغض النظر عن ماهية هذه المبادئ. أمور عدة أعجبتني في الروايتين, مثلا: دمج اقتباسات من ثلاث روايات يفترض أن يعقوب كتبها جعلها غنية جدا و متنوعة, الحديث العرضي عن السياسة.. الحوارات القصيرة.. وأشياء أخرى كثيرة. على الرغم أني قرأت الروايتين في يوم واحد و تمنيت لو أنهما كانتا أطول, إلا أن جزء من الجمال الذي وجدته كان في قصر الأحداث و عدم الإسهاب في الوصف.
نحن نصنع بخيالنا ما تمنعنا طبيعتنا من عمله * حكاية حب على لسان روضة، الفترة الزمنية بين المجيء والذهاب كانت أقصر من قُبلة محترمة ! المسافات التي قطعتها روضة ويعقوب جعلتهما يلهثان في الموعد الثاني ! النحيب الذي يعلو في صدرها رنّ في أذني.
اعجبتني قصة المرأة التي تتحكم في العلاقة وتضع لها الشروط، ولها من الجرأة أن تخبر أمها بالخيانة وعزمها على استمرار هذة النزوة دون علم زوجها، وأن الثواني التي تجود بها على العشيق من حين لأخر لن تتحول إلى مشروع طفل تلصقه بزوجها، مهما كان، وفي خضم ذلك لا تعاني من صراع بين القيم والمبادئ يحرمها اللذة!
روضة بطلة الرواية والراوية التي نقلت الأحداث كلها ، بدأت بالحب والزواج الشرعي ثم من أخر ومن بعده أخر تترمل مرتين وتتزوج رجلا كان يريد أمها فتتزوجه وتنجب منه وتصبح المصيطرة وتخونه ايضا. ياه ياله من حلم يتحقق كلما أصابته بموت أزواجها بزواجها من منصف بحبها وخيانتها من يعقوب المحامي أحلام تصير بعد المنام. عندما تقرأ الرواية تعلم أن روضة ما هي الا كل عربي عاش ومازال يرى الامور ويحبذ أن تتغير الى الأحسن من الفقر الى الغنى والثروة ولكن ماهذه الا اقتباسات أغلبها أحلام. ربما اتخذ من البدوي الادات التي غيّرت ومازالت تغير وتتغير ربما للأحسن وربما لا. الكثير أضاعوا الثروات وبدل أن يستفيدوا ويفيدوا أصبحوا رمزا للفساد في بعض البلدان التي كانت محتاجه الى النماء وما الفله والشركاء الا نوع من هذا الفساد والافساد والتضييع فهل تم الأكتفاء ام لا. الأخطاء التي تحدث في الحياة تحتاج الى اصلاح لا زيادة الكذب او النظر بنصف الحقيقة كما كلمت روضة يعقوب في اخر ايامه عن حبها و ابنتها زينب. المحاماة ادات للعدل ومساعدة المحاكم ان تتخذ العدالة ولكنها هنا منتقدة بشدة وكأنها سمسرة كما يصفها الكاتب الخبير وايضا هناك نصيحة لا تثق في كل شي وانما المكتوب هو الموثوق. العطور والطيب وخاصة قضية دهن العود ربما هي لربط الماضي بالحاضر ومهما تنوعت الاذواق والبضائع لا بد الرجوع للماضي ايضا.
مع احترامي للأستاذ غازي القصيبي فلا أستطيع أن أصف هذه الروايه إلا بكلمة واحد قد يظنها البعض سوقيه ولكنني لم اجد غيرها فهي "سخيفه" في الحقيقه الشيء الذي استفدته منها أنني تعرفت على أسلوب أدبي جديد لم أطلع عليه من قبل ، وخرجت ببعض المفردات الأدبية من هذا الكتاب ، هذا أول الكتب اللتي قرأتها لغازي القصيبي ، كم كنت متفائله عندما أمسكته ولكنه لم تعجبني أتمنى ألا تكون باقي كتبه خاصةً ما اشتهر منها كهذه فلدي أمل في أن تنال البقية إعجابي، بصراحه كان محتوى هذه الروايه تافهاً إلى أبعد درجات الحدود ، لم أحبب شخصيات هذه الروايه ولا الموضوع الذي تتحدث عنه ، لا أنصح بقرائتها فقد كان فيها بعض المجون الأخلاقي والخيانه الزوجيه والخدش للحياء
إنها كل ما كان منه .. وما تبقى منه ! إنها شطر "يعقوب العريان" الآخر .. تمثلت في "روضة" .. التي اختارت أن تعيش "حكاية حب" خارجة عن المألوف .. لم تعتبرها خيانة .. بل جرعة سعادة غفل عنها الألم تشربتها نفسها في أيامِ لقاءٍ قليلة متباعدة .. كتعويض لها عن كل من سرقهم الموت منها وأفجعها بهم .. أرادت اخفاء حبها و سعادتها بمن تحب خلف جدار حجري من التصنع واللامبالاة .. لكنها وجدته مجرد زجاج .. تهشم تحت رحى المرض التي أخذت بيد الموت لترشده إلى جسد ذلك الحبيب ! مشاعر المرأة في أقصى حالات الحب المتطرفة .. تقمصت "روضة" بمجيء "يعقوب" .. إلا أنها لم تذهب برحيله !