كان" بينو اونو" يُغنّي: المسيح قام.. المجدُ للربّ في الأعالي، حينما حدثت المُعجزة.. اصفرّت الورقة بكفّهِ الصغيرة، وارتعشت لنراها جميعاً، وهى تستشيط رويداً رويداً، لتتصاعد منها خيوط دخان رفيعة دقيقة لا تُغمي، وكأنما تلك الخيوط الرفيعة من الدُخّان ، كانت ترسُمُ بحرقِها في الورقة شيئاً. من مواقعنا على مقاعد القاعة، رأينا الورقة بيدِ " بينو اونو" تحترق من فوق السطور ببطء دون أن تشتعل كليةً، وكأن أحداً أعاد كتابة الكلمات بالحرق الدقيق بدلاً من القلم. نفذت من ثنايا الورقة، أطراف شعاع الشمس الآتي من خلفِه، فرأينا بأُم أعيُننا، الورقة من ظهرها المقلوب، وقد صارت مُفرّغةً بالحرقِ بدلاً من الكتابة.
أذكر اليوم الذي قادتني فيه الأقدار للتعرف على محمد إمبابي بقراءة إحدى كتاباته، كانت قصة قصيرة اسمها ريتا، أتذكر جيدًا مدى انبهاري حينها بمهارته في الحكي التي ذكرتني بسيد الحكائين خيري شلبي، كانت الحكاية، على بساطتها، تمزج بشكل مدهش بين الواقع الأليم والجمال الكامن داخل كل روح مهما اختلفت ظروفها، ومهما كانت هيئتها، حتى لو كانت حيوان، لو كانت كلبة، اسمها ريتا. أنهيت الحكاية يومها وكان ردي على محمد أن: يا رجل بالله عليك، إياك أن تتوقف عن الحكي، وإياك أن تحكم على هذه القصة الجميلة أن تظل حبيسة درج مكتبك أو حاسوبك الشخصي، وما أشد سعادتي حين مرت الشهور سريعًا لأكتشف أن ما أكنت أتمناه قد تحقق، وأن القصص سترى النور، والحكاء الجميل سيمتع غيري، وفور أن حانت فرصة اقتناء هذا الوليد الجديد في معرض الكتاب، كنت في غاية السعادة.
لأعترف: لدي حساسية مفرطة تجاه القصة القصيرة، لأنها لون أدبي مظلوم دومًا، نادرًا ما تجد من يكتبها كما يجب، وقليلون هم من يملكون القدرة على بث أفكارهم خلال سطور معدودة، لذلك، فور أن أجد أي محاولة جيدة في هذا اللون أهتف لها مشجعًا ومحمسًا، وهذا ما أصبو إليه من هذه المراجعة بالأساس.
حكايات المجموعة تمر عليك كحلم هادئ، بسيطة في مجملها، لن تخرج من أي قصة دون أن تستمتع، وباستثناء بداية ونهاية المجموعة الرائعتين، فقد تراوحت جودة القصص بين المقبولة والجيدة والجيدة جيدًا، قصص تنبع من عالم المهمشين والكادحين، ذلك العالم الذي أبدع في رسمه خيري شلبي سابقًا، والذي يتضح من الحكايات أنه بمثابة الأب الروحي لمحمد إمبابي، فالقصص، على اختلافها، تحمل بين طياتها دائمًا ذلك الجمال النابع من التعبيرات الدارجة، والألفاظ العامية التي لا تجدها إلا في الريف أو الصعيد، فتجدها تلمس جزءًا خاصًا من كيانك، كأنها تداعبك بخفة.
بدأت المجموعة وانتهت بأقوي قصتين فيها من وجهة نظري، وهما القصتان اللتان شرفت بقراءتهما مسبقًا قبل أن تخرج المجموعة ذات القصص الثمان إلى النور، ومن هنا أجدني أتسائل: هل يا ترى رغبة الكاتب في نشر قصصه الجميلة دفعته إلى إتمام المجموعة بقصص أقل جمالًا رأيتها إما مبتورة أو عادية؟، حقيقةً لا أعلم، ولا أريد أن أتحامل على الكاتب، فحتي لو فعل ذلك فله عذره، من أجل القصتين الرائعتين المبهرتين وقصتين أكثر من جيدتين تهون انتقاداتي لباقي القصص، والتي، رغم أني وجدتها أقل جمالًا، إلا أنها تظل جميلة.
منسوجة نسيجًا متنوعًا يأخذك لعالمٍ يخص كل قصة عن الأخرى لكن هناك رابطٌ ما تشعر به ولا تستطيع أن تقبض عليه ربما هو الهدوء او الرمادية أو موسيقى كمان ، لكن قصة أبو كلبة كانت الأكثر تأثيرًا عليٌ لشدة البؤس ، فأنا تؤثر بي القصص البائسة منذ الطفولة ، المجموعة هادئة في إيقاعها جديدة في تناولاتها ومسميات شخوصها ، صاخبة في وقعها على الروح ، قد تكون هي الاولى للمؤلف لكن فعليًا كأنها العاشرة من شدةِ تمكنه من أدواته ، النضوج واضح في كل المفردات والحالات والشخوص ، سأقرأ لإمبابي دائمًا
"كان الكلام من الألسنة قد امتنع، وتدفقت بدلًا منه أطنانٌ من أقوال الأعيُن والارتعاشات والطبطبة على الأكتاف. كانا يُربِّتان على بعضهما كلامًا وحق كتاب اللّٰه!" مجموعة قصصية بديعة في غاية الخفَّة والثقل.
غاية فى الروعة . عامله زى اكله حلوة جدا ولكنها مش تقيله ومهما تاكل متحسش بالتخمة . متعه وجمال ولكن بعض المشاكل شابت الصفاء دا . فيه قصتين او ٣ مش بالمستوى الكافى . كمان النهايه المهترئة بتاع القصة الاخيرة (وهى الاجمل) كانت نهاية بائسة جدا . كل الناس بطلت تطلع البطل كان بيحلم من زمان . دا انا بطلت شعر لما لقيت نفسى عملتها فى ٣ قصايد وخسيت انى مفلس ومعنديش . فمكانتش تليق اطلاقا بجمال القصه ولا جمال المجموعه . لكن انا مبسوط للغايه وعاوز اقرأله تانى اكيد