"ها أنا أجلس على كرسي الصالون وأتلذذ بفعل الجلوس، خاصة وأن الكرسي له مسند للظهر، وهو ما أفتقده فعلاً، كما أفتقد الصعود والهبوط على الدرج، وعبور الشارع وتفادي السيارات، والنوم في أي وقت، وشرب المياه الباردة، وحمل الموبايل وطلب وجبة من المطعم، والاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية. ياه! أشتاق إلى الموسيقى، وأستمع إليها كأنني أكتشفها لأول مرة! ها هو فيفالدي وفصوله الأربعة، ترى كيف يبدو فصل الخريف الذي نحن فيه؟ فلتستعيد ذكرياتك الخريفية يا حربي، ولتستمع لما نسيته مما أبدعه الجنس البشري في غيابك في غياهب الصحراء المقفرة، ولتنسَ الصول رجب وبذاءته، وتكتل العساكر البحراوية بغبائهم عليك، والصعايدة بنذالتهم، ولتشعل سيجارة حشيش في أمن وأمان، ولتهبط أذنك الموسيقية بسلام على ذبذبات الوتريات الفيفالدية الآتية من عصر الباروك الزخرفي، بينما كنت أنت في العصور المظلمة يا حربي."
تسير الرواية بين عدد من الخيوط، يرى فيها الكاتب طرقًا للبحث عن معنى الوجود. فبين محاولاته لكتابة الرواية، وبحثه عن الجنس الذي لا يظمأ بعده أبدا والتحاقه بالجيش، يلقي الكاتب بنفسه وبقارئه في رحلة لاكتشاف ذاته، وتمييز الفارق بين شخصيته التي يعيشها وتلك التي يكتبها. في الجيش يكرهون التمرد، وفي الجنس يكرهون الإذعان، وفي الرواية يتصارع الاثنان معًا، فتكره زوجته تمرده على حياتهما الجنسية، ويكره صديقه الناقد إذعانه لهواجسه وفقر خياله، ثم يترك للقارئ تحديد مصيره حين يصل إلى نهاية الرواية، هل وجد ما يبحث عنه، أم ضل. هل انتصر، أم انهزم.
أحمد الصادق، قاص وموسيقي مصري، ولد بالقاهرة عام 1987. تخرج من كلية الآداب، قسم الفلسفة 2008. صدر له "لغة كل شيء" - قصص - عن دار العين 2015. فازت فكرة روايته "رحلة داخل فوهة الماسورة" بمنحة آفاق لكتابة الرواية بالشراكة مع محترف نجوى بركات دورة 2014.
أحمد الصادق، قاص وروائي وسيناريست ومؤلف موسيقي مصري، صدرت له ستة أعمال أدبية. حصل على عدد كبير من الجوائز الأدبية الرفيعة، أهمها "جائزة الدولة التشجيعية في الآداب، فرع: رواية خيال علمي" عام 2021 عن روايته "هيدرا: أوديسا الفناء والخلود". يعمل محررًا أدبيًا في مؤسسة "هنداوي"، وكاتبًا حرًّا في عدد من المنصات الإلكترونية في قسمي الثقافة والفنون. كما حصل على منحة وزارة الثقافة للتفرغ لأربع سنوات متتاليات.
الأعمال الإبداعية: - "على مقام التجريب" (قصص) بيت الحكمة للثقافة 2025 - "دُوار العالَم" (رواية) دار العين 2024 - "هيدرا: أوديسا الفناء والخلود" (رواية) دار العين 2020 - "عشر محاولات فاشلة للانتحار" (قصص) منشورات الربيع 2019 - "رحلة داخل فوهة الماسورة" (رواية) دار الكتب خان للنشر 2017 - "لغة كل شيء" (قصص) دار العين للنشر 2015
الجوائز والمنح: - القائمة القصيرة في جائزة متحف الكلمة العالمية للقصة القصير جدًا 2022 - جائزة الدولة التشجيعية في الآداب فرع رواية الخيال العلمي، عن "هيدرا: أوديسا الفناء والخلود" 2021 - جائزة مسابقة المواهب بالمجلس الأعلى للثقافة، عن "الوجه السابع للنرد" قصص 2021 - جائزة قصر السينما في السيناريو، المركز الأول، عن الفيلم القصير"Surprise!" عام 2020 - منحة آفاق للكتابات الإبداعية والنقدية، عن المجموعة القصصية "10 محاولات فاشلة للانتحار" 2019-2020 - برنامج آفاق لكتابة الرواية بالشراكة مع مُحتَرَف نجوى بركات، عن رواية "رحلة داخل فوهة الماسورة" 2014 - الجائزة الأولى في مسابقة المواهب بالمجلس الأعلى للثقافة، عن "لغة كل شيء" 2014 - الجائزة الثانية في المسابقة المركزية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، عن "لغة كل شيء" 2014 - جائزة د.نبيل فاروق في القصة القصيرة للموسم الرابع عام 2012 - جائزة ساقية عبد المنعم الصاوي للقصة القصيرة مرتين متتاليتين لعامي 2011، 2012 - جائزة مركز رامتان الثقافي لثلاث مرات متتالية، للأعوام 2010، 2011، 2012
لقاءات ومؤتمرات ووِرَش: - شارك في "مهرجان طيران الإمارات للآداب" في فبراير 2025 كمتحدث في ثلاث جلسات حوارية، كما تم دعوته للتحكيم في "جائزة الفطيم للكلمة المصورة"، وكذا كتابة مقدمة كتاب الأعمال الفائزة في مسابقة "دار جامعة أكسفورد للطباعة والنشر" لكتابة القصة بعنوان "تخيَّل". - تمت دعوته من قِبَل وزارة الشباب والثقافة المغربية للمشاركة في فعاليات البرنامج الثقافي للدورة 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، وجلسة عن "أدب الخيال العلمي" في مايو 2024 بمدينة الرباط. - حل ضيفًا في برنامج "مطالعات"، مع الكاتبة نجوى بركات على قناة العربي 2 القطرية بالدوحة، وذلك لمناقشة رواية "دُوَار العالَم". - حل ضيفًا في برامج ثقافية مصرية عديدة في قنوات DMC والنيل الثقافية والنيل الإخبارية. - شارك في مُحتَرَف نجوى بركات لكتابة الرواية برعاية منحة آفاق، حيث أقيمت ثلاث ورش أدبية في بيروت وبشرِّي ومراكش، من مايو 2014 إلى يناير 2015 - حصل على منحة وزارة الثقافة المصرية للتفرغ لأربع سنوات متتاليات.
دراسات عن الكاتب: - كتبت الدكتورة نرمين جمعة -أستاذة الأدب الإنجليزي بكلية الآداب، جامعة الدلتا، ورئيسة قسم اللغة الإنجليزية- بحثًا باللغة الإنجليزية تناول رواية "هيدرا: أوديسا الفناء والخلود" كنموذج رئيسي لورقتها البحثية، بعنوان "الخلود الافتراضي والتفرد التكنولوجي في أوديسا الفناء والخلود لأحمد الصادق"، بالإنجليزية: Virtual Immortality and Technological Singularity in Ahmed Alsadik’s Hedra: The Odyssey of Mortality and Immortlity، ونُشرت في "مجلة كلية الآداب"، جامعة القاهرة.
رحلة داخل فوهة الماسورة، عنوان مدهش، معبر للغاية ومبتكر ولافت للنظر، ربما هي الحياة التي نعيشها، تضيق علينا كفوهة الماسورة، وبضغطة على الزناد قد يذهب كل شيء، عبثية الحياة حين تنفلت في غمضة عين.. والماسورة تكون أضيق بكثير حين يرمي الإنسان ذاته في آتون العسكرية، هنا تتجرد من ماهيتك تكون مجرد رقم، تفقد إحساسك بالزمن، يكون وجودك مرهون بالسمع والطاعة.. في الجيش ليس لك سوى فلوسك وشرفك طيزك بمعنى أدق وكلمة أخرى لا أتذكرها.. ربما هذا الجزء كان مرعبا بالنسبة لي، خاصة وأنا على وشك الحياة العسكرية على اعتبار ما سيكون، لولا أن نزل علي خبر كالمن والسلوى فسلوت هذا الأمر، فكانت دقة الكاتب في وصف الحياة العسكرية مثيرة للإعجاب.. وحالة المسخ والاستلاب الممارس على الجنود، لا تمييز وخلق ثقافة القطيع.. وعلى خط آخر فجمال يعاني صراع كبير، ما بين المشاهدة الجنسية والممارسة، يفقد القدرة التامة على الانتصاب حين الممارسة، مشكلة كبيرة يبررها من خلال أن الجنس أعلى درجات الحب، فكرة خلط الجنس بالحب، في نفس الوقت يعاني أحمد مع زوجته بشكل آخر، زوجته تبحث عن قبلة تشعره أنها مرغوبة، صراع الهو والأنا والأنا العليا.. ما بين الشراهة الجنسية، وإثبات الذات في العلاقة، والحب كنوع من المثالية من الأنا الأعلى، ربما تعبر كل شخوص الرواية عن الوطن، مهجن وليس له هوية جنسية، والبذلة العسكرية تنتصر في النهاية، تتفاقم الأوضاع حتى يجد جمال نفسه يسقط في حب امرأة سحاقية، هل يمكن أن يتخلى عن هويته من أجلها، وأمل؟ من منحته لذة التجربة الأولى هل يتخلى عنها.. هنا تتصاعد مشاكل أحمد مع سارة، وفي النهاية يرفع الهاتف ليخبر سارة بعد الثورة وبدايات إجهاضها بقراره النهائي.. ويسدد فوهة البندقية.. لثائر أم لقائد عسكري؟ الإجابة في بطن الرواية.. رواية رائعة لا يعيبها سوى النهاية المجتزأة.. سلق بيض يعني الأمر الآخر بعض الألفاظ الإكليشيه مثل تبا وسحقا وما شابه ذلك وأحيانا كانت بعض الجمل الحوارية تراثية ولم تكن تتواكب مع الشخصيات. تجربة رائعة لكاتب متميز
لقد أحببت الرواية وكرهتها ، واستمتعت بها وانزعجت منها ، وراقتنى كثيراً فى مواضع ولكم أغضبتنى فى أخرى ، وأسعدنى أنى كنت من مصادر الإلهام للكاتب فجعلنى أحد أبطال روايته نظرا لصحبتى إياه فى فترة التجنيد... ورأيى أن ما يميز الرواية ثلاثة اسباب .. الأول : قدرة الكاتب المذهلة على تصوير دقائق ومشاعر النفس البشرية وتشخيصها ويكاد يقترب فى هذه الناحية من يوسف إدريس والثانى أن موضوع الرواية يصور حياة جندى فى الجيش ببراعة وكأنك تحيا فى معسكر التدريب أو فى الكتيبة مع الجنود وضباط الصف والضباط والثالث هو خيال الكاتب الخصب وهو شرط ضرورى لأى روائى وهذا الخيال الخصب ظهر فى قدرة الكاتب على السرد وكتابة رواية داخل الرواية .... ما يعيب الرواية من وجة نظرى أن نهايتها لم تكن سعيدة ولم أتوقعها وهذا فى الحقيقة ليس عيب الكاتب او الرواية ولكنه رغبتى فى أن تنتهى أى قصة نهاية سعيدة والعيب الثانى أن الرواية تنتمى لذلك النوع من الأدب الذى يسمونه بالإيروتيك أى الإباحى وهذا بالتحديد سبب غضبى وانزعاجى وكرهى لبعض مواضع الرواية ولكن الكاتب اخبرنى أن هذا نوع قائم من الأدب وأنه ليس بدعاً فى هذا الشأن وبالتالى فإن اعتراضى ليس على الرواية بالتالى ولكن على هذا النوع من الأدب عموما .. إن هذا السبب الأخير هو ما دفعنى لأن أنقص نجمة فى التقييم .. وأتمنى من شباب الروائيين أن لا يستكثروا من هذا النوع من الروايات بل إلى تركه تماماً وقد يعتبروا دعوتى هذه نوعاً من الاستبداد الفكرى أو دعوة لفرض تابوهات فى عصر انعدمت فيه كل أنواع المحرمات ولكنه شىء فى صدرى لم استطع إلا البوح به والدعوة إليه ... إلى الأمام صديقى أحمد الصادق وسأقوم إن شاء الله بقراءة مجموعتك القصصية ( لغة كل شىء ) وأتمنى قراءة روايات اخرى لك بشرط !!!!!ألا تكون من هذا المسمى إيروتيك
بداية من اسم الرواية "رحلة داخل فوهة الماسورة" مرورا لكل تفاصيلها حتى اخر كلمات خُتمت بها الروايه اجد نفسى امام نوع جديد من الكتابه الاسقاط الذى ربط بين الحياة-مدنية او عسكرية- والجنس والحب ممتع خاصه وان البطل يعكس حياته بل ويعالجها فى كتابه روايه داخل للرواية جعلنى اعيد التفكير فى كثير من الامور ...."الحب هو أعلى درجات الجنس ، كما أن الجنس هو أعلى درجات الحب" ! كيف .... طريقه العرض شيقه و كذلك اسلوب الكتابه لمسة الموسيقى التى تتخل الرواية اعجبتنى خاصه وحين تكون تلك الموسيقى فى الخلفيه وقت قراءة المقطع الذى ذُكر فيه اعجبنى الجزء الاخير وتلك النهاية التى فى حيرتنى وجعلتنى اتوتر بين الاحتمالات الكثيرة التى يمكن ان تحملها تلك النهاية تجربة فريدة وممتعه ..
الماتريوشكا الروائية الماتريوشكا هي دمية روسية، دمية كبيرة بداخلها دمية أصغر بداخلها دمية بداخلها دمية ... وصولا إلى أصغر دمية في المجموعة. وهكذا رواية رحلة داخل فوهة الماسورة، فهي في الأصل رواية داخل رواية داخل رواية داخل رواية. تماما كالموضة السينمائية في فترة التسعينات؛ ٣ أفلام في بروجرام واحد. ولكن للأسف تم حذف جزء كامل من الرواية وهو الضلع الثالث لها. ولكن لا بأس؛ فأصبح غير مؤثر، وحذفه لم يكن واضحا. الرواية تحوي قصتان، الأولى عن حربي الذي يدخل الجيش لأداء خدمته العسكرية ويعاني مشاكل زوجية مع زوجته سارا يسعى لإصلاحها. والقصة الثانية هي رواية دخل القصة الرئيسية؛ قصة حربي، وهي عن جمال الذي يعاني مشاكل مثل الخجل وعدم الخبرة في التعامل مع النساء وكبت جنسي ظل يلازمه لسنوات. وهذه القصة هي رواية يكتبها حربي في معسكر الجيش في الخفاء وبعيدا عن أعين قادته. الفكرة وتناولها مبتكر جدا، فبدلا من أن تكون القصتان، أو الحكايتان منفصلتان؛ وجد لهما الكاتب رابطا جيدا، وهو أن تكون الحكاية الثانية يكتبها بطل الحكاية الأولى كرواية. اللغة جيدة لا يشوبها أخطاء. والسرد سلسل ورشيق لا يصيبه ملل. الرواية عموما جميلة، خاصة أنها أدخلتنا في عالم الجيش والتجنيد، وأنا على دراية بأن الكاتب حكى لنا تجربته في التجيند من خلال التفاصيل الدقيقة في المعسكر. لكن ما يعيب الرواية هو الإفراط في إستخدام الألفاظ البذيئة، لست أعارض إستخدامها ولكن كل شيء بالمعقول. رحلة داخل فوهة الماسورة الرواية الأولى للكاتب الشاب أحمد الصادق. تجربة فريدة من نوعها وروائي جيد قادم بقوة.
This entire review has been hidden because of spoilers.