ين الإرهاب الذي عصف بجزائر التسعينيات الى الحرب على الجسد تمتد رواية "لها سر النحلة" للكاتب "أمين الزاوي" فتأتي الكتابة تعويضاً عن الخسارة واستمراراً للحياة، أو بمعنى آخر استمرار للواقعي المعيشي أو بديلاً عنه. فعلى مدى الرواية يكتب "أمين الزاوي" حكاية المرأة في مجتمع ذكوري، تلك الحكومة بالانتقال من إحباط الى آخر. والمتوقفة طموحاتها في ظل أوضاع سياسية واجتماعية قاهرة متخذاً من شخصية "فاطمة"، أو "فاطي" أنموذجاً للمرأة التي تعيش حالاً من الفقدان، سواء على مستوى المجتمع ككل أو الأسرة التي ننتمي إليها. فجأة تجد "فاطمة" نفسها مضطرة لمغادرة مقاعد الجامعة، والانتقال الى "وهران" لتعمل بمطعم صغير بحي "اللاكدوك" الذي يشرف عليه "خوسيه" لتجد نفسها في عالم آخر وتصبح "فاطي" النادلة، وغاسلة الصحون، ومغنية في الوقت نفسه وذلك حينما يطالبها صاحب المطعم "خوسيه" بأن تغني للزبائن بعد أن اكتشف صوتها الجميل، وليس غريباً عليها هذا فهي تشبه في ذلك خالتها "يامنة" صاحب الصوت الجميل، وهنا، تبدأ فاطمة بالخروج من جلدة المراة المحافظة ومظاهر جفاف الأنوثة، وترتدي ثوب حياة الحرية، لتصنع لنفسها حياة جديدة وذاكرة جديدة. وهكذا يقف كاتب "لها سر النحلة" على جوانب من المشهد الجزائري في التسعينيات، والتحولات التي طالت الأماكن والناس، وبالأخص ما يتعلق منها بوضع المرأة والثقافة الذكورية التي لا ترى في المرأة سوى جسد وهو ما عكسته الرواية...
أمين الزاوي من مواليد 25 نوفمبر 1956 ببلدة مسيردة بولاية تلمسان، حيث تلقى دروسه الإبتدائية، قبل أن يزاول دراسته بثانوية الشهيد الدكتور بن زرجب بقلب مدينة تلمسان، ثم ينتقل إلى جامعة وهران ليتحصل على شهادة الليسانس من معهد اللغة والأدب العربي، مما أهله وساعده للإلتحاق بجامعة دمشق لينال شهادة الدكتوراه في الأدب عن أطروحته حول موضوع: «صورة المثقف في رواية المغرب العربي».
تولى الأستاذ الزاوي عدة مناصب، من أستاذ الأدب المغاربي و الترجمة بكلية الآداب بجامعة وهران، ثم مدير قصر الثقافة بوهران، ليتوج مديرا عاما للمكتبة الوطنية،ويشتغل حاليا أستاذا بجامعة الجزائر المركزية في مادة الأدب المقارن، كما يشرف على مجموعة من طلبة الماجستير والدكتوراه.
هو كاتب روائي، له عدة مؤلفات في القصة والرواية من أبرزها: و يجيء الموج إمتدادا، كيف عبر طائر فينيقس البحر المتوسط، التراس، صهيل الجسد، السماء الثامنة، الرعشة، رائحة الأنثى، يصحو الحرير،وليمة الأكاذيب،شارع إبليس، حادي التيوس أو فتنة النفوس.. و له روايات أخرى كتبها أصلا باللغة الفرنسية من أهمها: إغفاءة ميموزا، الخضوع، الغزوة، حرس النساء، ناس العطور، ثقافة الدم (دراسة)، غرفة العذراء المدنسة، يهودي تمنطيط الأخير.
ترجمت بعض أعماله الروائية إلى لغات مختلفة مثل الفرنسية والإنجليزية والإيطالية والصربية والتشيكية وحتى الإيرانية.واستأثرت باهتمام المثقفين ووسائل الإعلام. وتتميز كتاباته الأدبية بنوعيتها المخالفة والمختلفة،فهي تغوص في أعماق المواضيع الحرجة الممنوعة والمرغوبة،المسكوت عنها والمغضوب عليها، فتخلق هزات إرتدادية لدى القراء بوجه عام.