صحفى وناقد مصري، مواليد 1974، درس الأدب الإنجليزى. ويعمل مديرا لتحرير جريدة اخبار الأدب، كما رأس تحرير مجلة عالم الكتاب. حصل على العديد من الجوائز من بينها جائزة دبى للصحافة، وجائزة نقابة الصحفيين فى دورات متعددة.
إهداء: إلى محبي أسطورة القرن العشرين وسيدة الغناء العربي، التي وصلت إلى ما لم تصل إليه أي مطربة عربية.
هل يمكن أن تضحي بوقتك وتجلس لتقرا مذكرات مطربة من مطربات اليوم؟ لا أعتقد، ولكن لكل قاعدة استثناء، فأم كلثوم الاستثناء غير القابل للتكرار. إنها هرم الغناء، وكوكب الشرق، "الست" أم كلثوم، ثومة، فنانة الشعب وقيثارة الشرق.
الست دومًا حاضرة وبقوة بصوتها وأغانيها التي تتحدى الزمن.
الكتاب مقسم إلي 3 أجزاء، الجزء الأول خاص بمذكرات اتنشرت علي صفحات مجلة أخر ساعة وهي في سن التلاتينات بتحكي فيه عن بدايتها وذكريات للطفولة، الجزء التاني كان اكتشاف بالنسبالي لجزء جديد في شخصية أم كلثوم وهي بخلاف الغنا والتمثيل كانت كاتبة مقالة موهوبة، وبرغم أهمية الجزء الأول اللي فيه حكايات عن صعوبة البدايات بالنسبالها وتوثيق لخطواتها الأولي إلا أن الجزء التاني كان أجمل بالنسبالي. يكفي الأسلوب في مقال "أحمد حسنين باشا" و "كيف علموني ألا أكذب" والخيال وخفة الدم في مقال "موسم النرفزة" والمقال إللي قسمت فيه جمهورها.. طبعا واضح إختلاف المواقف بين مقاله بتشرح فيها شعورها وهي بتغني أدام الملك إلي مقالة عن ثورة 52 وسنوات الظلام بس طبعا أم كلثوم مسموح لها بأي حاجة. الجزء الأخير، وكان جديد بردو بالنسبالي، وفيه قصة القضية بينها وبين الشيخ زكريا أحمد علي حقوق التلحين واللي بدأت بإختلاف وقت تسجيل الأغاني القديمة اللي متسجلتش وقت الحرب العالمية في شركة كايروفون لعبدالوهاب وإن بموجبه أم كلثوم هتاخد ألف جنيه والشيخ زكريا 200ج وحس فيها الشيخ مساس بكرامته فأتجه للمحاكم وقرر طلب منع أم كلثوم من أداء أغانيه..استمرت القضية حوالي 9 سنين وانتهت بصلح في قاعة المحكمة وحكم بموجبه يلتزم الطرفين بتقديم 3 أغاني أتعمل منهم "هو صحيح الهوي غلاب" لكن توفي الشيخ قبل تنفيذ باقي الحكم وفي الكتاب وثائق المعركة بينهم.. كتاب جميل ومحمد شعير بالنسبالي ماركة مسجلة.. مجرد ما بلاقي اسمه علي حاجة بعرف إن فيها روح صنايعي موهوب قادر كل مرة يكتب بشكل مختلف حتي لو موضوع اتكتب عنه كتير قبل كده وفي كل مرة يقدم اكتشاف جديد.
أفضل ما في الكتاب مقدمة محمد شعير، كتابة رشيقة، لخصت المحتوى لدرجة ربما تغنى عن الكتاب ذاته، الكتاب ثلاثة أجزاء، الأول ذكريات أم كلثوم عن بدايتها واحترافها الغناء منذ طفولتها، والثانى مقالات كتبتها أم كلثوم لبعض الصحف، والثالث وقائع الخلاف القضائى بين الملحن الكبير زكريا أحمد وكوكب الشرق، الذى انتهى بأغنية «هو صحيح الهوى غلاب».
مذكرات لم تكتبها ام كلثوم ولكنها مقالات لها قد جمعها أحد الصحفيين وجعلها مذكرات . مما أدهشني كيف كانت أم كلثوم تحفظ القرآن وكانت تقرأه في صباها ، وكيف أن هذا الأسلوب الذي أبتدعته وهو تشكيل الأداء علي حسب الجمهور وتفاعله ، فلا يقع أحد قي في الملل سواء المستمعين او الحاضرين الحفل !. أيضاً به تاريخها وكيف كانت أدوارها بعد النكسة في مصر .. كتاب مفيد لكن يفقد للسرد من صاحبه نفسه