كتاب حكايات مسافر هو كتاب من تأليف الدكتور مصطفى محمود وهو ببساطة انطباعات للدكتور مصطفى محمود عن بلاد زارها.. وركز على باريس ولندن وبيروت وطرابلس ليبيا..
مصطفى محمود هو مصطفى كمال محمود حسين آل محفوظ، من الأشراف، ينتهي نسبه إلى عليّ زين العابدين، ولد عام 1921 بشبين الكوم، بمحافظة المنوفية بمصر، وكان توأما لأخ توفي في نفس العام، مفكر وطبيب وكاتب وأديب مصري، توفي والده عام 1939 بعد سنوات من الشلل، درس الطب وتخرج عام 1953 ولكنه تفرغ للكتابة والبحث عام 1960، وتزوج عام 1961 وانتهى الزواج بالطلاق عام 1973، رزق بولدين أمل وأدهم، وتزوج ثانية عام 1983 وانتهى هذا الزواج أيضا بالطلاق عام 1987.
وقد ألف 89 كتاباً منها الكتب العلمية والدينية والفلسفية والإجتماعية والسياسية، بالإضافة للحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات، ويتميز أسلوبه بالجاذبية مع العمق والبساطة، وقد قدم الدكتور مصطفى محمود 400 حلقة من برنامجه التلفزيوني الشهير (العلم والإيمان) وأنشأ عام 1979 مسجده في القاهرة المعروف بـ "مسجد مصطفى محمود" ويتبع له ثلاثة مراكز طبية تهتم بعلاج ذوي الدخل المحدود، ويقصدها الكثير من أبناء مصر نظرا لسمعتها الطبية، وشكل قوافل للرحمة من ستة عشر طبيبًا، ويضم المركز أربعة مراصد فلكية ، ومتحفا للجيولوجيا، يقوم عليه أساتذة متخصصون، ويضم المتحف مجموعة من الصخور الجرانيتية، والفراشات المحنطة بأشكالها المتنوعة وبعض الكائنات البحرية.
الكتاب في الستينات و واضح من مواضيعه انه كان قبل التحول الروحى اللى حصل للدكتور بس الكتاب وضحلى حاجه مهمة جدا او بمعنى أدق أكدهالى .. و هي ان الدكتور كان صاحب مبادئ و اراء فكرية معينه عن الشيوعية و الرأسمالية لم تتغير سواء بعد الايمان و اليقين اللى وصله او قبله .. اما بالنسبه للكتاب نفسه فهو كتاب شيق فتحلى نافذة على فنون الجانب الآخر في مرحلة انتقالية مهمه في التاريخ .. الكتاب يستحق عن جدارة انه يكون من ضمن الكتب اللى أرخت للفن و الفلسفه في العصر دا رغم بساطته و ايجازه
"والحضارات شأنها شأن الأنبذة كلما ضربت بجذورها في الزمن زادت عراقةً ونُبلاً.. وكذلك المُدن عظمتها بتاريخها ونصيبها من تقلّب الأحداث.."
منذ مدة وأنا اقرأ كتاب تشريح التدميرية البشرية لإرك فروم، وهو كتاب ضخم نسبياً سواء بحجمه ومحتواه.. وكنت اقرأ بصحبته الكتب الخفيفة نسبياً ذات الموضوعات المختلفة عن موضوع الكتاب الأول، لأحافظ على تركيزي فيه، وأنعم بقراءة ما هو لطيف قبل النوم. وقد وقع اختياري على هذه الكتاب بسبب عنوانه الجذّاب بالنسبة لي في هذه الفترة.
نصاحب الدكتور مصطفى محمود في رحلاته وسفره في بعض المدن الأوروبية: هامبورغ، باريس، روما ولندن، والمدن العربية: بيروت وطرابلس. ويسرد علينا تأمّلاته وأفكاره ومشاهداته في شوارع وساحات تلك المدن. وما تعرضه مسارحها وسينماتها من موضوعات وفلسفة، وكيف سبقنا الأوروبي في ميادين العلوم والصناعة.
أسلوب كتابة غاية في السحر والبساطة، فتشعر حقاً بأنك معه في جولاته، وأنك تشاركه آراءه حول التماثيل الرومانية، والمسارح الفرنسية، وتحضر معه جلسات "الدراويش الإنجليز"، وتجوب معه شوارع بيروت وفنادق هامبورغ، وتنبهر بتحليلاته عن التقدّم الغربي.. وترى بعيون قلبك وعقلك الأحداث التاريخية التي عاصرتها طرابلس. ينطبق على هذا الكتاب بالفعل: السفر عبر القراءة. فقط لو كان الكتاب أطول لزادت المتعة أكثر. ...
الكتاب صغير جدا لدرجة محزنة :( كان يستحق أن يكون أكبر .. وبه مقالات أكثر تنوعا ..
هو ببساطة انطباعات لد. مصطفى محمود عن بلاد زارها .. و ركز على باريس و لندن و بيروت و طرابلس - ليبيا ..
ما يميز فكر مصطفى محمود هو الاختلاف ! .. فإذا كانت كتب أدب الرحلات تصف لك الشوارع و المزارات و المتاحف بكل بلد .. فإن مصطفى محمود يصف ما وراء ذلك .. رأيه في مواطني البلد أنفسهم و في أيدولوجيتهم في التعامل معك كسائح !
جذبني للغاية حديثه عن "هايد بارك" بلندن .. أتمنى أن أزور هذا المكان قريبا .. لا أتخيله حقا ! .. مكان يتحدث فيه أي شخص من أي جنسية أو لون أو دين عن "أي" شئ يريد في حرية كاملة ، و يلتف حوله المستمعون ، و قد ترى الخطيب و نظيره الذي ينفي كل ما يقول في حلقتين متجاورتين !
مصطفي محمود يعتبر من أحد أهم الكًتاب المحبوبين وشهرة وبعد قراءة عدد من أعماله كان كتاب حكاية مسافر نصيبي هذه المرة يحكي في كتابه ، مجموعة من مقالات عن زيارته لبعض الدول منها باريس .وألمانيا ،ولندن وخاصة ليبيا ...!
مش حانكتب أو انعلق على زيارته لباقي المدن الاولى ولكن حانتكلم على زيارته لمدينتي الحبيبة طرابلس الغرب ...جميل ماسطره مصطفي محمود ....
ليبيا ما زالت تتكلم العربية بالرغم من عشرات الغزاة الذين حاولوا فرض لغاتهم بالسيف والمدفع، وهي مسألة تدعو للتأمل .. فالعرب أتوا غزاة هم الآخرون .. وأتوا بالسيف .. ومع ذلك تقبلتهم ليبيا مفتوحة الذراعين وتشربت لغتهم وحضارتهم ثم تحولت إلى مدافعة عن العروبة والعربية أكثر من العرب الأوائل الذين غزوها .. وربما كان هذا هو الدليل القاطع أن ما فعله العرب بالعالم لم يكن نشرا للعقيدة بالسيف وإنما كان نشرا لحضارة
ليبيا بلد الحضارة ليبيا التاريخ ليبيا الماضي والحاضر والمستقبل ....!.
أنهى دكتور مصطفى الكتاب متحدثا عن تاريخ ليبيا الطويل بعباره : تُرى ماذا تخبئ لك الأيام يا طرابلس ؟! .. يا أعز من احببت ذات شتاء فى عام 67
ااه ، لو تعلم كيف أصبحت جوهرة إيطاليا وإيتالو باولو ، وحبيبة القذافي ، وعروس البحر المتوسط ، إلي جحيم الحرية ، مدينة مُدمرة ..
كتاب عن رحلاته.. تأثر فيه كثيرا بالمرأة والجسد.. وبلغ الأمر أشده عندما بدأ يصف ما شاهده بخصوصه في فرنسا, وإيطاليا.. لم أحب تناوله هذه النقطة بالتفصيل
أسلوبه شيق.. وممتع.. إلا أنه لا يعد من الكتابات المميزة
أثار في رأسي بعض الأفكار..
تعجبت للمنفلوطي أشد العجب.. حينما كانت تبلغ سخريته أوجها.. فيسخر من نفسه.. من شكله.. ومشيته.. كنت أتساءل: ترى ما الفائدة التي تعود عليه عندما يسخر من نفسه ؟؟!!
كذا فعل الدكتور مصطفى.. سخر كثيرا من نفسه فيما كتب, إلا أنه بسخريته أظهر مقارنة طريفة بين البناء الجسدي الشرقي, والبناء الجسدي الاوروبي, مظهرا فروقا بين جسده وأجساد الألمان أو الفرنسيين
ربما يسخر الكاتب من نفسه فيما يظهر, وإن كان يقصد المعنى الذي لا يمكن أن يصل إليه من يهتم بالمظهر
أسوأ ما في كتب مصطفى محمود رحمه الله أنها تنتهي بسرعة ما أن أبدأ مع أول سطر فأجدني قد أتممت الكتاب قمة في بساطة و جمال الأسلوب لكن عمق المعنى لا يمكن سبر أغواره حكيم و فيلسوف في كتبه و في أدبه و في رحلاته ارتحل ليفكر و يقارن .. لا من أجل المتعة كتاب رائع عن مجموعة من رحلاته عيبه الوحيد صغر حجمه الشديد من الكتاب القلائل جدا جدا الذي ما أن تقرؤه و حتى تجد نفسك مأخوذ لكل حرف و لكل سطر أنت لا تقرأ كتبه بل تعيشها بكل كيانك رحمك الله أيها العظيم
أحيانا تقرأ كتابا بهدف تزجية الوقت لا غير، ولا تتوقع منه أن يدهشك أو يمتعك، ثم تفاجأ بأن الكتاب خيب توقعاتك وتجد نفسك متعلقا به وتلتهم صفحاته إلتهاما. حكايات مسافر هو من هذا النوع من الكتب، ولا يعيبه سوى صغر حجمه، وتقلص حجم المتعة الذي تنتج عن ذلك.
حكايات مسافر يشاركنا إياها الدكتور مصطفى محمود ليعطي لنا عصارة تجاربه و تأملاته و فلسفته الخاصة الفريدة.
كتبه صغيرة الحجم عظيمة المعنى فريدة المحتوى ، لا يمل منها ولا يشبع منها، إختياراته للمواضيع تعجبني حقا وسرد وقائع سفراته بسلاسة بهدف المقارنة و التفكير ، بهدف الوصول لمعاني سامية و محاولا الإجابة على السؤال الذي حير الملايين: ما الفرق بين مجتمعاتنا العربية والإسلامية والمجتمعات الغربية ؟
عشر حكايات رواها المسافر " الدكتور مصطفى محمود " ، عن باريس ، ألمانيا ، طرابلس لندن لبنان وكل هذا في سرد ممتع لا تمل منه . كتاب لطيف تقرأه للإسترخاء #أبجدية_فرح #تقيمي 4/5
عيب هذا الكتاب هو حجمه الصغير فقد استمعت إليه في المواصلات (بصوت إسلام عادل) في اقل من ساعتين وكنت اتمنى أن يكون أكبر من هذا.
استطاع الدكتور وصف البلدان التي سافر إليها وصفات ساكنيها بسلاسة تامة وبدون أي تعقيد وبأسلوب الدكتور المميز الشهير.
لم اسمع عن هذا الكتاب من قبل على الرغم من معرفتي بالدكتور منذ زمن وقراءة أعمال أخرى له، ولم أكن أتوقع أن يكون له كتاباً في أدب الرحلات، ولكنه أبدع في كتابته كالعادة بالطبع.
جولات الدكتور رحمه الله في ألمانيا وإيطاليا وبريطانيا ولبنان وليبيا في أواخر الستينيات ونظرته لشعوبها ونظرة العربي لهذه الديار , تستمتع في بعض مقتطفاته وخفة دمه وقوة فلسفته , وتمتعض من بعضها لكثرة التطرق عن الجنس والعري .
من أقواله الرائعة :
" إن الحضارة تقوم على ساقين إحداهما الكتب والأخرى المصانع , الكتب تصنع للإنسان الغايات مثل الآداب والعلوم والفنون وفي المصانع يصنع الإنسان الوسائل إلى هذه الغايات "
يستطيع د.مطصفى محمود أن يتخلل وجدان الأمم ويستعرض تفاصيلها بأبسط الطرق ولن تجد نفسك أسير لزمن كتابة كلمات الكتاب في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات فحكايات مسافر يجوب معك مدن أوروبا وآسيا كأنه في عالمنا اليوم للاستمتاع فقط واستكشاف عوالم لم تزرها...
لا أعلم متى نفيق نحن المسلمون و نجعل نصب أعيننا قول الله سبحانه وتعالى: "إقرأ" ، و قوله تعالى: "وقل اعملوا"... و قول الرسول صلى الله عليه و سلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه".
لا أعلم متى نفيق نحن العرب فنستوعب بل و نؤمن بقيمتنا الحقيقية، بقدر و مكانة لغتنا العربية الرفيعة السامية، و التي كانت أول ضربة وجهت إلينا من خلالها، و نحن كالمسوخ اتبعنا الغرب و ما زلنا ننقاد لزيفهم و نقلد سلبياتهم مثل البهائم، ف أضعنا أنفسنا و قبلها أضعنا ديننا و عروبتنا.
محزن محزن محزن... حالنا محزن و مخجل... يا رب اهدنا جميعاً.
عشره اسباب لاقتناء هذا الكتاب : ١- مصطفي محمود ٢-خفيف الظل ٣-يخلص في ساعه بالظبط ٤- يخرجك من حاله مليش مزاج اقرا ومش عارف اقرا ايه ٥-يصحي جواك افكار علي شاكله " الجد اولا قبل اي شيء " ٦-يخليك عايز تسافر وتشوف العالم وتفتح افقك علي كل ما هو جديد ٧- مضاد الاكتئاب ولكن كذلك هو مصطفي محمود ايضا ٨- سهل ولكنه عميق ٩- عميق وسهل في نفس الوقت ١٠- مش لاقيه سبب عاشر الصراحه
كتاب لطيف خفيف عن انطباعات د. مصطفى محمود حول بعض المدن التي زارها، أو حكايات ورؤى متعلقة بتلك الأماكن (ألمانيا، باريس، إنجلترا، بيروت، وطرابلس) لسببٍ ما ذكّرني بطفولتي عندما كنت أجلس لأستمع القصص والمغامرات من كبار السن الأقارب أو المعارف، وكم كنت أتمنى حينها أن يمُر الوقت بي سريعًا لأكبر بسرعة كي تصبح لي قصصي ومغامراتي الخاصة كهؤلاء الكبار!
وإن كان يدرج هذا الكتاب تحت باب أدب السفر/الترحال ، إلا أنه أقرب إلى تعليقات عن الأحوال الثقافية والمجتمعية للبلدان التي زارها الكاتب أكثر من أن يكون مجرد "مشاهداته أو انطباعاته" عنها... فمصطفى محمود لا يخفي عدم استسياغه لأسلوب الحياة اليومي في ألمانيا..بلد الصناعة الأول..والتي يصفها بالبلد الرتيب الباهت كذلك لم ترق له روما وإيطاليا كثيرا ... أما لبنان فنالها نصيب الأسد من الذم ، حيث يرى أن الرأسمالية توغلت في كل شبر فيها ، حتى القيم والمبادئ أصبحت سلعا تباع وتعرض وتغلف بحسب مايريده السائح الذي يزورها أما البلدان التي راقت له فمنها بريطانيا ، ولندن تحديدا حيث " الحياة المتزنة " على عكس ألمانيا الصارمة وكذلك طرابلس ليبيا ، بوابة الصحراء ، التي قال عنها "يا أعز من احببت ذات شتاء فى عام 67" وله كلام طويل عن تاريخها ورقي أهلها ~~ في الختام رحلة ماتعة جدا قضيتها أثناء قراءاتي لهذا الكتاب
يحكي لنا د.(مصطفى محمود) عن مجموعة من أسفاره ورحلاته لبعض الدول العربية والأوربية خلال الخمسينيات والستينيات، وكيفية شعوره تجاه هذه البلاد، وانطباعه عنها، وما لفت أنظاره فيها، والسمات التي تميزها، كما يوضح لنا مدى إنعكاس الأدب والفن على التفكير السائد في المجتمع.
وفي هذا الكتاب، نرى (مصطفى محمود) الشاب بعقلية مختلفة متحررة فلسفية تختلف عما اعتدناه منه؛ فنراه يميل للاشتراكية التي لطالما ذمها، وقدح فيها في السنوات اللاحقة من حياته. كما كان حالمًا بشكل كبير؛ فتوفع سقوط الرأسمالية بسقوط الاستعمار، وآمن بأن مآل الدول العربية للاتحاد حتمًا، وهو ما لم يحدث، وغالبًا لن يحدث أبدًا.
ولا ينتمي هذا الكتاب لأدب الرحلات بالشكل التقليدي؛ لإنه يركز على السمات الأدبية والسياسية في الشعوب، وهو ما يمكن الكتابة عنه دون الحاجة للارتحال إلى تلك الدول. ولقد كان الفصل الذي يتحدث عن (طرابلس)، وتاريخها أفضل فصول الكتاب.
كتاب خفيف ياخذك في رحلة ممتعة حول بعض بلدان العالم..ابهرني بوصفه الدقيق لبيروت بلد التناقضات.. فوجئت بصمود طرابلس عبر التاريخ فاحببتها حبا يفوق حبي لها..اما مقال التفكير في العملية الجنسية فقد وصف الشرف بانه لا يقتصر على العفة وان كان مهم ولكن للشرف معنى اوسع هو العمل والعمل هو شرف الكلمة الوعد شرف الاتقان شرف اداء الدور..اما دقة الالمان في كل شي فحدث ولا حرج.. كتاب ممتع تنهيه في جلسة واحدة
في معظم الكتاب كان يتحدث عن رؤيته التاريخية والثقافية لكل بلد زارها لا عن ملاحظاته ومشاهداته أعجبني بشده الفصل الأخير الذي إحتوى على سطور من تاريخ ليبيا العريق
سهولة قراءة كتابات مصطفى محمود تجعله مباشرة من أفضل المؤلفين عندي. كلامه ممتع ومفيد، سهل استساغه، عميق المعنى، مثال واقعي لمثل "خير الكلام ما قل ودل".
في هذا الكتاب الصغير يحكي تجاربه في بعض اسفاره. عن افكاره وملاحظاته في تلك البلاد، من هامبورغ لروما، من باريس الى لندن، من بيروت الى طرابلس.
يحكي عن اختلاف الفكر بين العرب والغرب، مفهوم الشرف المحدود لدينا واتساعه لديهم. وكيف يسمحون لأنفسهم بملهيات ومنكرات في العلن، تثير غضبنا عند رؤيتها بينما نحن نفعلها في الخفاء. نختبئ خلف حجاب الدين متى اعجبنا الأمر، ونلبس لبس العرب متى غلبتنا الشهوات.
تحدث عن الاستعمار والأوهام، عن الدين والتاريخ، عن الفخر بما ليس له قيمة لدينا، وبالثقة بالنجاح لديهم.
"والحضارات شأنها شأن الأنبذة كلما ضربت بجذورها في الزمن زادت عراقةً ونُبلاً.. وكذلك المُدن عظمتها بتاريخها ونصيبها من تقلّب الأحداث.."
حكايات مسافر كتاب بسيط يحكي فيه الدكتور مصطفى محمود عن مجموعة من رحلاته لدول أوروبية في خمسينات وستينات القرن الماضي، يتناول فيها العديد من السمات الأدبية والسياسية لشعوب تلك البلدان والمدن، من ألمانيا لفرنسا وإيطاليا مرورا بلبنان وليبيا، أعجبني تاريخ مدينة عريقة كطرابلس، وأحزنني جهلي بتاريخ تلك الحقبة العظيمة لمعارك أسطول طرابلس
كتاب خفيف دوَّن فيه ةدكتور مصطفى رحلاته واسفاره فى بلدان زارها بين لندن وباريس وبيروت وبرلين وطرابلس أنهى دكتور مصطفى الكتاب متحدثا عن تاريخ ليبى طويل ومشرف بعباره : تُرى ماذا تخبئ لك الأيام يا طرابلس ؟! .. يا أعز من احببت ذات شتاء فى عام 67
- - - - آآه يا طرابلس .. وكأن التاريخ يعيد نفسه من جديد
مصداقية مفقودة و حكايات مسلية... هذا انطباعي الكلي عن الكتاب..
الكتاب بدأ بداية قوية جدا.. تخلى فيها مصطفي محود عن أسلوب "درس الجغرافيا" الذي اتبعه في كتاب مثل "مغامرة في الصحراء" ليستعيض عنه بأسلوب ادبي جيد يتحدث فيه كاديب و ليس كمحاضر..
كعادة أدب الرحلات فإن المشوق فيها هو ذلك الصدام بين المسافر و بين المجتمعات الجديدة التي يزورها.. تلك الاختلافات التي يلاحظها المسافر و يندهش لها.. اختلافات اجتماعية أو فكرية أو سياسة أو دينية أو طبيعية.. أحيانا تكون جيدة و تجعل المسافر يتسائل لماذا لم يفكر قومه في هذا من قبل؟ و أحيانا قد تكون سيئة و تجعل المسافر يؤمن أكثر بمميزات مجتمعه ووطنه.. و مصطفي محمود لا يختلف كثيرا هنا عن ذلك.. ينظر للدول التي زارها و يلاحظ فيها الجيد و الردئ.. و هو هنا في كثير من الأحيان إلى حد ما معتدلا.. و لكنه بالطبع لم ينس أحيانا أن يخرج عن اعتداله و حياديته ليذم الحضارة الغربية و يمدح في الشرق كعادته دائما.. يبدو أن شخصيته تشعر بالعذاب إذا قالت كلمة جيدة في حق الغرب!
أما العيب الخطير هنا فهو مصداقية مصطفي محمود... تلك المصاقية التي لم اشعر بها في الكتاب لسببين: أولا .. أن معظم الانتقادات التي وجهت للغرب على لسان الآخرين ( و خصوصا في محاورات هايد بارك) هى بذاتها نفس الانتقادات التي يذكرها مصطفي محمود في كل كتبه.. و بنفس العبارات المحفوظة المكررة دائما و أبدا عنده.. و هذا بالطبع غير طبيعي على الإطلاق! فكيف يقول الخطباء كل افكار مصطفي محمود عن الشرق بذات الدقة و بنفس الكلمات بحذافيرها؟؟؟؟ هذا ليس بمنطقي إلا إذا كان مصطفي محمود قد "فبرك" بعض المحاورات و صاغها كما يحب هو... ثانيا.. يقول أن الوسيطة الروحية كشفت زيفها عندما قالت "عمة" فردت عليها الزبونة بأن قالت "لا توجد عمة و لكن توجد خالة" .. أو العكس.. لا أذكر تحديدا.. وهو شيء اندهش منه للغاية.. اللغة الانجليزية لا تفرق بين العمة و الخالة .. كلاهما له نفس اللفظة الانجليزية... فكيف يمكن للسيدة الانجليزية ان تفهم من الوسيطة الانجليزية أيضا أنها تقصد العمة أو الخالة؟!! إلا إذا كان مصطفي محمو مرة أخرى يصوغ الموقف على حسب ما يرى هو..
هناك العديد من الحوارات الاخيرة التي لم اقتنع بأنها حدثت أيضا.. مما أفقدني الثقة في مصداقية الكاتب و جعله كتابا ترفيهيا و مسليا أكثر منه كتاب يحكي حقائق و وقائع..
3 نجمات للأسلوب المسلي للكتاب و الذي لولاه كنت منحت الكتاب نجمة واحدة فقط لعدم مصداقيته..
الكتاب في جملته رائع و يتيح لخيالك تصور الكثير من الثقافات المختلفة تصوراً جذاباً.. يحتوي الكتاب على مجموعة من المواقف التي حدثت له أثناء سفره إلى البلدان المختلفة بصورة موجزة و ليس وصفاً مفصلاً للمدن التي زارها لذلك لا يرتقي لمنزلة أدب الرحلات. أعجبني جداً أسلوبه الشيق الذي يدفعك لإكمال الكتاب ربما في جلسة واحدة. لكنني أود أن أنوه إلى بعض الملاحظات: لقد ذكر الكاتب في ثنايا حديثه عن روما أن الحضارة تقوم على محورين أساسيين: الكتب و المصانع، و ذكر أن ما تحتاجه مصر لنَيل ما أدركته الدول المتقدمة في أوروبا من إنجازات بل تخطيه هو توافر هذين المحورين.. لكن ماذا عن ثقافة الأمة التي تتبعثر مننا يوماً بعد يوم؟ إن ما نحتاجه في الواقع هو العمل على إجلال ثقافة احترام الإنسان في النفوس، و الترغيب في القراءة، فماذا ننتظر غير التخلُّف و الهمجية من أناس هجروا القراءة و سخروا ممن يقبل عليها؟! كما يجب أيضاً العمل على تعزيز ثقافتنا الأصيلة أمام حملات التغريب كي نضمن مجتمعاً سليماً بلا أمراض اجتماعية أو طبقية. عندئذٍ يصبح الاهتمام بالكتب و الصناعة أمراً منطقياً لإدراك التقدم.
و عندما تطرق للحديث عن ليبيا، كان السرد بمثابة درس تاريخ، فلم يذكر لنا ما صادفه هو في طرابلس، إنما ذكر بإيجاز الكثير من الأحداث التاريخية التي مرت بالمدينة.
المهم ما جذب انتباهي في الكتاب هو تباين أسلوب الكاتب على مدار فصوله، فذلك يوضح أن الكاتب لم يقم بكتابته جملةً واحدة أو خلال فترة قصيرة، إنما هي رحلات في أعمار مختلفة أخذها من ذاكرته أخذاً. فأنت تلاحظ تطور ثقافة الكاتب و آرائه و أسلوبه من فصل لآخر.
كتاب رائع أخذني في سفر إلى عدة دول ومدن في ألمانيا وهامبورج وروما وباريس ولندن وبيروت وطرابلس..أعطاني معلومات عن قرب وأنا أتنقل من دولة إلى أخرى وهذه بعض الإقتباسات التي أعجبتني في الكتاب:
"يجب أن نفهم أن معنى الشرف لا ينحصر في المعنى الجنسي وإنما يشمل أيضا شرف الكلمة وشرف العمل وشرف المسؤولية "
" متى نفهم أن الرجولة هي الجلَد على العمل وحمل المسؤولية والصمود للعقبات الجسام والبطولة في الميدان وفداء الأوطان"
"المجد الحقيقي ليس مكانه مخادع الغواني وإنما المعامل والمصانع والحقول وميادين القتال"
"إنّ الحضارة تقوم على ساقين إحداهما الكتب والأخرى المصانع"
"من أدلة الرخاء في بلد أن تجد زحاما شديدا في المكتبات وطوابير على أبواب المسارح فهذه أشياء لا يفكر فيها الناس إلا بعد أن يشبعوا "
" الحضارة تنتقل حيث يحلو لها وحيث يوجد من يعمل لها ويسهر من أجلها "
كعادة مصطفى محمود يسحرنا بأحاديثه رغم بساطة مُفرداتها. سافرت معه بينَ أوروبا ولبنان وطرابلس. حديثه جميل, لطيف ورائع, كثيراً ما استوقفتني بعض الجمل, يا له من رجل مُبدع. في الحقيقة, ـ بما أني ليبيّة ـ كانَ حديثه عن طرابلس الأجمل عندي, ليست عنصريّة, ولكن هذا ما شعرت به. كتبَ ذلك أيام الملك إدريس رحمة الله عليه, أي عندما بدأت ليبيا تقف على قدميها مُستعدّة للنهوض بعد الاستعمار الطلياني الفاشستي المُدمّر ! وأنا اقرأ أشعر أنّي على وشك البكاء .. آه يا مصطفى محمود .. بعد العرب والأسبان والطّليان وعهد المملكة ثم القذافي وبعده الثورة والآن .... لا أقول إلا كما قلت : ماذا تخبئ لكِ الأيام يا طرابلس؟ اللهم خيراً.