التاريخ هو علم أحوال البشر ومواقفهم وحياتهم على مر العصور والأزمان، فإن لم نتعلم الفراسة والسياسة من سير من سبقونا فممن نتعلمها؟!! والسياسة هنا ليس المقصود بها ما هو متعارف عليه من الأمور السياسية المتعلقة بالدول والحكام فحسب، وإنما المقصود بها أيضاً على مستوى الأفراد والجماعات حسن التفكر والتدبر في المواقف السلبية التي وقع فيها من سبقونا فتوجب علينا تجنبها، لأننا إذا ما سرنا في نفس الطريق، فسوف نحصل على نفس النتيجة، وكذلك تلمس الطرق الإيجابية التي ساروا فيها وأثمرت عزاً ونهضة فنسير فيها مقتفيين أثارهم.. إن دراسة التاريخ بهذه الطريقة تجعله حياً.. ينبض بالحياة.. وليس مجرد أحداث صلبة جامدة لا تغنى ولا تسمن من جوع، فـ نحن نقرأ لنتفاعل.. نتعلم.. نستفيد..!! وليس لمجرد التسلية أو الدراسة الأكاديمية البحثية فحسب. ومما سبق نصل لنتيجة مفادها: ليس الهدف من التاريخ هو مجرد سرد القصص والتباهي أننا نعرف قصة هذا الزعيم أو ذاك، ونعلم تاريخ هذه البلدة أو تلك، فضلاً عن أن يكون الهدف منه مجرد التغنى بالأمجاد أو البكاء على الأطلال، بل الهدف من التاريخ هو تغيير مفاهيم وقناعات واهتمامات، وغرس قيم ومبادئ وأخلاق.
موسى بن نصير ..عبد الرحمن الداخل ..عبد الرحمن الأوسط ..عبد الرحمن الناصر..الحكم المستنصر ...المنصور بن أبي عامر ..المعتمد على الله بن عباد هؤلاء هم رجال التاريخ الأندلسي الذى ألقى عليهم الكتاب الضوء .
أهم ما في كتاب ( رجال صنعوا التاريخ) للأستاذة رانيا عدلي نور الدين هو محاولتها جعل التاريخ مادة حية ثرية بالتجارب البشرية التي يمكن إسقاطها على حاضرنا للاستفادة من درس التاريخ .
لا أزعم أن هذا الكتاب يمكن أن يضيف لمعلوماتك كثيرًا لو كنت مثلًا قرأت موسوعة عنان الرائعة عن دولة الإسلام في الأندلس ، لكن ما أعجبني حقيقة في الكتاب هو محاولة قراءة تاريخ هؤلاء الأعلام بوصفهم بشر لهم أخطاء كما لهم حسنات ، فإن محاولة بعض من ينتسبون للحقل الإسلامي قراءة تاريخنا بوصفه تاريخ ملائكة جريمة تعادل تمامًا جريمة العلمانيين في شيطنة تاريخنا .
ومن هنا فإني أري أن أكثر فصول الكتاب موضوعية هو ذلك الخاص بالمنصور بن أبي عامر ، فلم يغفل الكتاب رغم انتصارات المنصور الباهرة القاء الضوء على الجانب الآخر الانتهازي في حياة المنصور .
الكتاب جميل لمن يريد البدء في القراءة عن الأندلس ، ونتمنى من دار كتوبيا والعزيز Ahmed Diouf مراجعة الكتاب مرة أخرى لتصحيح الأخطاء النحوية والمطبعية .
شكر وتقدير للمؤلفة على هذا المجهود ونتمنى لها أعمالًا رائعة كهذا في المستقبل إن شاء الله . #من_إصدارات_معرض_الكتاب_٢٠١٨
أولا:- كتاب جيد من حيث سرد الأحداث التاريخية .، ولكن عنوانه فى غير محل . كان من الممكن أن يكون حكام الأندلس أو الدولة الأموية فى الأندلس رجال الأندلس . لأن التاريخ أعم وأشمل من قيام الدول والإمبراطوريات , فكل الشعوب من مختلف الأجناس و الأديان أقاموا إمبراطوريات و أسقطوا إمبراطوريات . التاريخ الحقيقى الذى يجب علينا أن نحتفى به . هو تاريخ التقدم العلمى و العقلى . وتاريخ العباقرة والأفذاذ و المفكرين الذين لهم الفضل فيمت نحن فيه الأن . من تقدم حضارى وإزدهار علمى . هؤلاء هم رجال صنعوا التاريخ . لأنهم أثروا فى حياة الناس وجعلوها سهلة العيش .. وليس تاريخ قادة قاموا بسفك الدماء لإقامة دولتهم و إمبراطوريتهم هم !! كيف يعقل أن يكون عبد الرحمن الداخل المسئول عن سفك دماء مئات الألاف من الأنفس لقيام دولته ودولة ورثته ، صانع للتاريخ وليس مثلا الفيلسوف و الطبيب الكبير بن سينا أو بن الهيثم أو الرازى وغيرهم .!!! م ثانيا:- بعد قراءة للكتاب سوف تدرك أن الكاتبة يسيطر عليها الفكر السلفى . من تفضيل الزمن القديم عن الزمن الحالى .. وأيضا التناقض الذى يتصف به الفكر السلفى مثل ( كيف يكون المنصور بن أبى عامر رمز من رموز المسلمين . وهو إستولى على الحكم بهذه الطريقة من قتل لخصومه لدرجة أنه قتل إبنه ).و أخيرا يحتفى الفكر السلفى بالدعوة والموعظة .وهما فى الكتاب كثير .. مثل كلمة تذكر .. ثم تقول الكاتبة موعظتها للقارىء !! ولا تترك القارىء يستمتع بإستنتاج العبرة والموعظة بنفسه من المواقف !!
الرواية سيئة جدا رغم إنها تتحدث عن شخصيات لها تاريخ عظيم لكن فيها خروج كثير عن مضمون الرواية وحديث جانبي عن شخصيات محيطة بالشخصيات الأساسية تاريخ الأندلس مليء بالشخصيات العظيمة فكان بدلاً من حشو الرواية بحديث جانبي كان من الممكن التحدث عن هذه الشخصيات