What do you think?
Rate this book
يحكى أن: عن الذات والحرب والثورة
أسعد طه :
كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية، مصري من مواليد مدينة السويس عام 1956، بدأ حياته المهنية في الصحافة المكتوبة، ثم عمل بالإذاعة، وبعدها بالتلفزيون كمراسل في مناطق الحروب والأزمات ثم تخصص في صناعة الأفلام الوثائقية.
كتب لصحف عربية أبرزها الحياة والشرق الأوسط والأهرام، والعديد من المجلات الأسبوعية والشهرية ، وعمل مع إذاعة الشرق العربية من باريس، ومع التلفزيون المصري ، والتلفزيون السعودي، وقنوات MBC، والجزيرة، والعربي. وكتب لعدة مواقع أبرزها هافينتغون بوست عربي.
شارك في تغطية الحروب في يوغسلافيا، والشيشان، وجنوب السودان، والصومال، وألبانيا، والكونغو، وتنقل في مناطق الأزمات الدولية.
هنا حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة ، بعناوينها الرئيسية : الذات والحرب والثورة
كاتب صحفي وصانع أفلام وثائقية، مصري من مواليد مدينة السويس عام 1956، بدأ حياته المهنية في الصحافة المكتوبة، ثم عمل بالإذاعة، وبعدها بالتلفزيون كمراسل في مناطق الحروب والأزمات ثم تخصص في صناعة الأفلام الوثائقية.
كتب لصحف عربية أبرزها الحياة والشرق الأوسط والأهرام، والعديد من المجلات الأسبوعية والشهرية ، وعمل مع إذاعة الشرق العربية من باريس، ومع التلفزيون المصري ، والتلفزيون السعودي، وقنوات MBC، والجزيرة، والعربي. وكتب لعدة مواقع أبرزها هافينتغون بوست عربي.
شارك في تغطية الحروب في يوغسلافيا، والشيشان، وجنوب السودان، والصومال، وألبانيا، والكونغو، وتنقل في مناطق الأزمات الدولية.
هنا حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة ، بعناوينها الرئيسية : الذات والحرب والثورة
447 pages, Paperback
Published January 1, 2018
99 people are currently reading
1200 people want to read
Ratings & Reviews
Friends & Following
Create a free account to discover what your friends think of this book!
Community Reviews
Displaying 1 - 30 of 176 reviews
May 17, 2018
من الصعب فعلا تصنيف الكتاب، ليس سيرة ذاتية، ليس كتاب تاريخي، ليس أدب رحلات.
هو خلاصة تجربة أسعد طه في حياته وعمله الصحفي وسفره بين 70 دولة.
ليس جديدا أن الكاتب يتمتع بسلاسة عرض وسرد منمق كان يظهر بوضوح في متابعة حلقات قناة الجزيرة في برنامجي "يحكى أن و نقطة ساخنة" ولكن هنا في الكتاب متعة التجربة الذاتية و"الشخصنة" كما يحب هو أن يسميها، في حديثه عن نفسه وعائلته التي أضفت روحا مختلفة.
هناك نقطتين أريد التعليق عليهما:
أولا: قدرته على توثيق كل هذه التفاصيل في الأسماء والأماكن والتوقيت في أسفاره على مدار ستين عاما. بالتأكيد كان يستعين بمساعدات خارجية من أوراق أو تدوين الكتروني أو غيره، ولا أظنه اعتمد فقط على الذاكرة، لأن ذلك أدهشني فعلا، في ذكره بعض القصص بالتوقيت واسم الشخصية وماذا كانت ترتدي وانطباعاته عنها! في وقت لا أتذكر أنا فيه ماذا أكلت على الغداء من يومين.
النقطة الثانية أسعد طه شاهد على عصور عدة في بلاد مختلفة، هو غطى الحروب وكان شاهدا عليها بعد انتهائها، كما في البوسنة وألبانيا كسوفو ورواندا، حضر الانقلابات ثم سقوطها كما في فنزويلا، صوّر أنظمة ديكتاتورية ثم شهد زوالها كما في الاتحاد السوفيتي، عاصر دكتاتوريات بعدها وثّق انهيارها وصعود أنظمة تختارها الشعوب كما في نموذج علي عزت بيجوفيتش.
عاش الحكاية كاملة من البداية للحبكة للنهاية، مر على كل منعطفاتها، عاصر الظلم والعدل، وثق للضحية وللجاني، أظن لهذا ظهر نوع من اليقين في كتابته وأفكاره الذي استشعرته بوضوح، لا أقول "شاهد على العصر" بمعناها السياسي كشخصية عظيمة فاعلة في الأحداث، إطلاقا ولكن ما أعنيه هنا هو بساطته، كنت أتخيله في الحكايا التي قصّها رجلا وحيدا تائها قلقا يسافر من بلد لآخر، ليقف وسط الجموع بين القذائف والجثث والحروب ومؤامرات الدول العظمى، يقف فقط بقلمه يحاول الحديث مع الناس والبحث عن الحقيقة لتدوينها، ببساطة وتلقائية شديدة، بلا تنميق ولا تحريف.
قرأت هذا الكتاب - الذي عبارة عن حكايات، مجموعة من الحكايات والتجارب الشخصية لأستاذ أسعد- في توقيت لستُ في أفضل حالاتي، ولا بلادنا في أفضل حالاتها، نعيش حكاية لم تنته بعد، ولكن ربما لهذا تكون أعمق التجارب هي تلك التجارب المشتركة، حين يكتفي الإنسان بالقرب ممن عاشوا نفس التجربة ويرتاح من عبء التعبير عن نفسه، ويرى نهاية لتتمة الحكاية.
الكتاب جميل وملهِم
هو خلاصة تجربة أسعد طه في حياته وعمله الصحفي وسفره بين 70 دولة.
ليس جديدا أن الكاتب يتمتع بسلاسة عرض وسرد منمق كان يظهر بوضوح في متابعة حلقات قناة الجزيرة في برنامجي "يحكى أن و نقطة ساخنة" ولكن هنا في الكتاب متعة التجربة الذاتية و"الشخصنة" كما يحب هو أن يسميها، في حديثه عن نفسه وعائلته التي أضفت روحا مختلفة.
هناك نقطتين أريد التعليق عليهما:
أولا: قدرته على توثيق كل هذه التفاصيل في الأسماء والأماكن والتوقيت في أسفاره على مدار ستين عاما. بالتأكيد كان يستعين بمساعدات خارجية من أوراق أو تدوين الكتروني أو غيره، ولا أظنه اعتمد فقط على الذاكرة، لأن ذلك أدهشني فعلا، في ذكره بعض القصص بالتوقيت واسم الشخصية وماذا كانت ترتدي وانطباعاته عنها! في وقت لا أتذكر أنا فيه ماذا أكلت على الغداء من يومين.
النقطة الثانية أسعد طه شاهد على عصور عدة في بلاد مختلفة، هو غطى الحروب وكان شاهدا عليها بعد انتهائها، كما في البوسنة وألبانيا كسوفو ورواندا، حضر الانقلابات ثم سقوطها كما في فنزويلا، صوّر أنظمة ديكتاتورية ثم شهد زوالها كما في الاتحاد السوفيتي، عاصر دكتاتوريات بعدها وثّق انهيارها وصعود أنظمة تختارها الشعوب كما في نموذج علي عزت بيجوفيتش.
عاش الحكاية كاملة من البداية للحبكة للنهاية، مر على كل منعطفاتها، عاصر الظلم والعدل، وثق للضحية وللجاني، أظن لهذا ظهر نوع من اليقين في كتابته وأفكاره الذي استشعرته بوضوح، لا أقول "شاهد على العصر" بمعناها السياسي كشخصية عظيمة فاعلة في الأحداث، إطلاقا ولكن ما أعنيه هنا هو بساطته، كنت أتخيله في الحكايا التي قصّها رجلا وحيدا تائها قلقا يسافر من بلد لآخر، ليقف وسط الجموع بين القذائف والجثث والحروب ومؤامرات الدول العظمى، يقف فقط بقلمه يحاول الحديث مع الناس والبحث عن الحقيقة لتدوينها، ببساطة وتلقائية شديدة، بلا تنميق ولا تحريف.
قرأت هذا الكتاب - الذي عبارة عن حكايات، مجموعة من الحكايات والتجارب الشخصية لأستاذ أسعد- في توقيت لستُ في أفضل حالاتي، ولا بلادنا في أفضل حالاتها، نعيش حكاية لم تنته بعد، ولكن ربما لهذا تكون أعمق التجارب هي تلك التجارب المشتركة، حين يكتفي الإنسان بالقرب ممن عاشوا نفس التجربة ويرتاح من عبء التعبير عن نفسه، ويرى نهاية لتتمة الحكاية.
الكتاب جميل وملهِم
September 1, 2021
وأنا بقرأ حسيت بصدق في الكلام وبدفء وونس قلما وجدته في أي كتاب...
من أجمل إن لم يكن أجمل ما قرأت وبإذن الله أعيد قراءته مرات عديدة
كتاب بديع💙
من أجمل إن لم يكن أجمل ما قرأت وبإذن الله أعيد قراءته مرات عديدة
كتاب بديع💙
February 15, 2018
" حكاوي.. وأنا بحب الحكاوي، خاصة لمّا تكون حكاوي أسعد طه..السيّد/ أسعد طه"
كان هذا ردّي عندما سُئلت لأول مرة عن رأيي في الكتاب، ولم أكن وقتئذ قرأت منه سوى بضع صفحات، كنت أترقب وصول الكتاب إلى معرض القاهرة الدولي .للكتاب على أحر من الجمر، حيث سيظهر إلى العلن لأول مرة، كي أكون أول من يقتنيه وأول من يستكشف صفحاته..
شعرتُ برهبةٍ شديدة حين حملت الكتاب بين يدي لأول مرة، ولازمتني تلك الرهبة حتى بعد الانتهاء من الكتاب.. للحكايات دائما بالغ الأثر في نفسي، وعندما تكون
بين يدي حكايات السيّد/ أسعد ، السيّد كما أُحب أن أُلقبه، فلا عجب أن تتملكني تلك الرهبة وأنا على وشك معايشة واحدة من أمتع وأثرى تجاربي مع الكتب، حيث تمثلت إليّ، ببراعة السيّد أسعد وطريقته في السرد، كل حكاية بشخوصها..بمعاناتها..بألمها..بفرحها، كأنني كنت حاضرة الحدث..سمعت اضطراب أنفاسهم، والتفات أعينهم، ووقع كلماتهم المبعثرة، ومررت بمثل ما مروا به وأكثر
طوال قراءتي خُيِّل إليَّ أنني سمعت صوت السيّد/ أسعد، وكأنه قد خرج من الكتاب وجلس في مقابلتي يحكي ويحكي ويحكي وأنا أُنصت مشدوهة بالحكاية وراويها
الكتاب أثقل مما يبدو عليه.. كيف تحمّل الورق كل تلك الحكايا وأنا لم أستطع؟
انزعجتُ في أول الأمر من الطريقة التي طُبع بها الكتاب، فأنت إذا رأيت الكتاب ترى نهايات صفحاته ملتصقة ببعضها ككتاب من عهد قديم وقد فعل به الزمن ما فعل، وأنا التي يهمها كثيرًا أن يكون الكتاب على أمثل وأكمل صورة، ثم ما لبثت أن تأكدت أن الكتاب ما كان ليخرج في صورة أفضل مما خرج عليه؛ حيث مع كل حكاية ومع الاستمرار في القراءة، سيكون عليك أن تكون حذرًا جدًا وأنت تحاول تخليص الصفحات من بضعها البعض، ليس خشية أن تتمزق الصفحة، ولكن احترامًا للحكاية التي تخفيها تلك الصفحات الملتصقة..
انتهى الكتاب ولم أنتهِ يا سيدي...
كان هذا ردّي عندما سُئلت لأول مرة عن رأيي في الكتاب، ولم أكن وقتئذ قرأت منه سوى بضع صفحات، كنت أترقب وصول الكتاب إلى معرض القاهرة الدولي .للكتاب على أحر من الجمر، حيث سيظهر إلى العلن لأول مرة، كي أكون أول من يقتنيه وأول من يستكشف صفحاته..
شعرتُ برهبةٍ شديدة حين حملت الكتاب بين يدي لأول مرة، ولازمتني تلك الرهبة حتى بعد الانتهاء من الكتاب.. للحكايات دائما بالغ الأثر في نفسي، وعندما تكون
بين يدي حكايات السيّد/ أسعد ، السيّد كما أُحب أن أُلقبه، فلا عجب أن تتملكني تلك الرهبة وأنا على وشك معايشة واحدة من أمتع وأثرى تجاربي مع الكتب، حيث تمثلت إليّ، ببراعة السيّد أسعد وطريقته في السرد، كل حكاية بشخوصها..بمعاناتها..بألمها..بفرحها، كأنني كنت حاضرة الحدث..سمعت اضطراب أنفاسهم، والتفات أعينهم، ووقع كلماتهم المبعثرة، ومررت بمثل ما مروا به وأكثر
طوال قراءتي خُيِّل إليَّ أنني سمعت صوت السيّد/ أسعد، وكأنه قد خرج من الكتاب وجلس في مقابلتي يحكي ويحكي ويحكي وأنا أُنصت مشدوهة بالحكاية وراويها
الكتاب أثقل مما يبدو عليه.. كيف تحمّل الورق كل تلك الحكايا وأنا لم أستطع؟
انزعجتُ في أول الأمر من الطريقة التي طُبع بها الكتاب، فأنت إذا رأيت الكتاب ترى نهايات صفحاته ملتصقة ببعضها ككتاب من عهد قديم وقد فعل به الزمن ما فعل، وأنا التي يهمها كثيرًا أن يكون الكتاب على أمثل وأكمل صورة، ثم ما لبثت أن تأكدت أن الكتاب ما كان ليخرج في صورة أفضل مما خرج عليه؛ حيث مع كل حكاية ومع الاستمرار في القراءة، سيكون عليك أن تكون حذرًا جدًا وأنت تحاول تخليص الصفحات من بضعها البعض، ليس خشية أن تتمزق الصفحة، ولكن احترامًا للحكاية التي تخفيها تلك الصفحات الملتصقة..
انتهى الكتاب ولم أنتهِ يا سيدي...
June 4, 2019
قراءات ليلة العيد المعتادة المميزة.
بما أن اليوم هو العيد وبعد ساعات قليلة ستصدح الأجواء حولي بالتكبيرات (في مسجد مدينتي الوحيد) وكما اعتدت يوم ما كنت في بلادي التي لم أعد أشعر بها منذ زمن بعيد بتقضية ليلة العيد في قراءة كتاب طويل وانهاءه (قبل حماية العيد).
الكتاب يحكي عن ذكريات شخص شاهد الامي التي قرأت عنها وأماكن ارتبطت بها صغيراً وحكي لي عن ألامها وأحزانها وشهدائها
سراييفو وجمال البوسنة ، داغستان وذكري الامام شامل ، غرونزي وشيشانها الحر وشاملها الأحر،. شامل باسييف. هل سأنسي الفلبين وجبهة تحرير مورو أم مسلمي الايغور أو جراحنا الغائرة في ألبانيا،. كوسوفو. بلدان لا يسمع عنها العرب سوي القليل.
يحكي لنا أسعد رحلاته مراسلاً عاش تلك الالام ووثق الكثير منها في وثائقياته وتقاريره.
مع الكثير من الحكايا المختلفة، من السويس والاسكندرية الي القطب الشمالي.
September 10, 2018
كنت في رحلة الى اسطنبول
توجهت الى المكتبة في منطقة الفاتح
الشبكة العربية للابحاث و النشر
اشتريت الكتاب
قرأته = ابكاني و اضحكني
ترك في قلبي شعلة نور
تجولت مع أسعد في جبال البوسنة و معتقلات البانيا و حروب زائير
عن المهمشين في كوسوفو و عذابات تتار القرم
عن احلام البسطاء و حياة المسلكين
ثم رحل و انتهى كل ذلك بعد نهاية الكتاب
لكن المهم اني تعلمت ان لا ادع الحكاية تمر
أستاذ اسعد شكرا
توجهت الى المكتبة في منطقة الفاتح
الشبكة العربية للابحاث و النشر
اشتريت الكتاب
قرأته = ابكاني و اضحكني
ترك في قلبي شعلة نور
تجولت مع أسعد في جبال البوسنة و معتقلات البانيا و حروب زائير
عن المهمشين في كوسوفو و عذابات تتار القرم
عن احلام البسطاء و حياة المسلكين
ثم رحل و انتهى كل ذلك بعد نهاية الكتاب
لكن المهم اني تعلمت ان لا ادع الحكاية تمر
أستاذ اسعد شكرا
February 26, 2018
كان لي شرف حضور توقيع هذا الكتاب في اسطنبول ، حيث حصلت على نسختي ، و أنا بطبعي أحب القصص الذاتية الحقيقية أكثر من الخيالية ، و هذا الكتاب عبارة عن وقائع ممزوجة بالمشاعر الانسانية اللطيفة ... أنصح به
October 26, 2019
سعيدة بهذا الكتاب جدًا جدًا
مزيج رائع من السفر والرحلات والتجارب والحكمة وخفة الظل أحياناً
اعتقد أنه مكسبي من القراءة في عام ٢٠١٩
مزيج رائع من السفر والرحلات والتجارب والحكمة وخفة الظل أحياناً
اعتقد أنه مكسبي من القراءة في عام ٢٠١٩
March 22, 2020
" أسافر إلى المناطق الرمادية في التاريخ و الجغرافيا ثم أعود فأحكيها حكايات، ...... إنني أتوجه إلى المجهول ثم أرجع إلى الناس فأقص عليهم ما رأيت"
..........
ترددتُ في شراء هذا الكتاب من معرض مسقط الدولي للكتاب 2020.
أقول: ليتني لم أتردد لأن هذا العمل من العيب أن تتردد في شراءه!
بسم الله نبدأ..
أصلٌ للحكايات يرويها لنا أسعد طه في اثنتين و ستين حكاية ارتحل فيها لمناطق الحروب و الصراعات و الأزمات او كما يحلو لكاتبنا بتسميتها "المناطق الرمادية" ، المناطق التي لا تتضح فيها التفسيرات و المفاهيم إلا من خلال العدسة و الصورة و التوثيق.
" لاحقًا أدركتُ أن الحكاية أشبه بالسحر، بقدر ما يتقنها حاكيها بقدر ما يتسمر أمامها القارئ أو السامع أو المشاهد، فتفعل به الأفاعيل، ثم تمر الأيام لينقلها لمن هم بعده، و كأنها أمانة يجب حفظها و تسليمها للأجيال"
تتجلى براعة أسعد في السرد الذي يرتحل بالقارئ إلى عوالم لن يراها إلا من خلال هذا الكتاب أو ربما من خلال برنامج " نقطة ساخنة".
هذا البرنامج الذي اعتاد الناس أن يتسمروا أمام الشاشات لمشاهدته، هو بالفعل نقطة ساخنة ، و كيف لا يكون نقطة ساخنة بالله عليكم!
طيب! من الأفضل أن تقرأوا الكتاب لكي تعلموا لماذا هو " نقطة ساخنة"!
........................
أنا الذي أحبُّ البوسنة و قائدها الفيلسوف المجاهد علي عزت بيجوفيتش ، وجدتُ هنا تفصيلاً حيا لمآسي الحرب العار التي أدخلت فيها البوسنة إدخالا.
أسعد عايش هذه الحرب بكل التفصيلات الممكنة و الغير ممكنة، وثق بالنص اللحظات الحزينة و الجميلة مع أن في الحرب لا يوجد سوى الموت و جميع أقرانه!
........................
سار بنا أسعد في رحلاته إلى العالم من أقصاه إلى أدناه و هو الذي زار أكثر من ثمانين دولة حاملا فيها عدسته و دفتره و قلمه و الكثير من الشغف و الحلم.
شغفه و حبه للعمل الذي لامس عنان السماء..
" إن قامت القيامة و بيد أحدكم فسيلة فليغرسها... إنها قيمة العمل حتى النفس الأخير، لا أخشى الموت خشيتي من المرض الذي يقعدني فلا أغرس الفسيلة"
" الموت يعرف طريقي، أنا لا أعرف طريقه، ذهبت إليه مرات عدة لكنه أعرض عني؛ لأن الأجل لم يحن، فلما��ا أضيع وقتي في انتظاره؟ حري بي أن أكون في أفضل حال عندما يصل"
........................
الحياة رحلة ،و جميع تفاصيلها أجزاء من الحكاية نجمعها لنكون منها حكايتنا النهاية.
" هل تعلم أن الحياة لي��ت إلا رحلة، و لذتها ليست في الوصول، و إنما في الطريق؟ استمتع بالطريق، و افخر بنضالك و أنت تتغلب على عثراته، و ارفع رأسك فوق، فأنت لم ترضَ بالهزيمة"
..........
ترددتُ في شراء هذا الكتاب من معرض مسقط الدولي للكتاب 2020.
أقول: ليتني لم أتردد لأن هذا العمل من العيب أن تتردد في شراءه!
بسم الله نبدأ..
أصلٌ للحكايات يرويها لنا أسعد طه في اثنتين و ستين حكاية ارتحل فيها لمناطق الحروب و الصراعات و الأزمات او كما يحلو لكاتبنا بتسميتها "المناطق الرمادية" ، المناطق التي لا تتضح فيها التفسيرات و المفاهيم إلا من خلال العدسة و الصورة و التوثيق.
" لاحقًا أدركتُ أن الحكاية أشبه بالسحر، بقدر ما يتقنها حاكيها بقدر ما يتسمر أمامها القارئ أو السامع أو المشاهد، فتفعل به الأفاعيل، ثم تمر الأيام لينقلها لمن هم بعده، و كأنها أمانة يجب حفظها و تسليمها للأجيال"
تتجلى براعة أسعد في السرد الذي يرتحل بالقارئ إلى عوالم لن يراها إلا من خلال هذا الكتاب أو ربما من خلال برنامج " نقطة ساخنة".
هذا البرنامج الذي اعتاد الناس أن يتسمروا أمام الشاشات لمشاهدته، هو بالفعل نقطة ساخنة ، و كيف لا يكون نقطة ساخنة بالله عليكم!
طيب! من الأفضل أن تقرأوا الكتاب لكي تعلموا لماذا هو " نقطة ساخنة"!
........................
أنا الذي أحبُّ البوسنة و قائدها الفيلسوف المجاهد علي عزت بيجوفيتش ، وجدتُ هنا تفصيلاً حيا لمآسي الحرب العار التي أدخلت فيها البوسنة إدخالا.
أسعد عايش هذه الحرب بكل التفصيلات الممكنة و الغير ممكنة، وثق بالنص اللحظات الحزينة و الجميلة مع أن في الحرب لا يوجد سوى الموت و جميع أقرانه!
........................
سار بنا أسعد في رحلاته إلى العالم من أقصاه إلى أدناه و هو الذي زار أكثر من ثمانين دولة حاملا فيها عدسته و دفتره و قلمه و الكثير من الشغف و الحلم.
شغفه و حبه للعمل الذي لامس عنان السماء..
" إن قامت القيامة و بيد أحدكم فسيلة فليغرسها... إنها قيمة العمل حتى النفس الأخير، لا أخشى الموت خشيتي من المرض الذي يقعدني فلا أغرس الفسيلة"
" الموت يعرف طريقي، أنا لا أعرف طريقه، ذهبت إليه مرات عدة لكنه أعرض عني؛ لأن الأجل لم يحن، فلما��ا أضيع وقتي في انتظاره؟ حري بي أن أكون في أفضل حال عندما يصل"
........................
الحياة رحلة ،و جميع تفاصيلها أجزاء من الحكاية نجمعها لنكون منها حكايتنا النهاية.
" هل تعلم أن الحياة لي��ت إلا رحلة، و لذتها ليست في الوصول، و إنما في الطريق؟ استمتع بالطريق، و افخر بنضالك و أنت تتغلب على عثراته، و ارفع رأسك فوق، فأنت لم ترضَ بالهزيمة"
January 9, 2022
" أُسافر إلى المناطق الرماديّة في التاريخ والجغرافيا، ثمّ أعود فأحكيها حكايات.. "
حكايات آنستني في ليالي الشتاء الباردة، وجرعات من الجمال والإنسانيّة، تحزن عند النهاية لأنك تشعر وكأن الكاتب صديقك، وكأنّك اعتدت كل مساء أن تجلس فيحكي لك الحكايا ويقصّ عليك القصص، ويسافر بك إلى مواطيء الحرب والنزال، ومغامراته في الصحاري أو في الجليد، على متن طائرةٍ متهالكة، أو في سيارة تسير وسط زخات الرصاص .. ودروس وعبر ونصح أبٍ أو صديق ..
يُحكى أنّ، من الكتب التي أودّ أن أقرأها وأصطحبها مرةً ثانية.. شكرًا من كلّ قلبي للكاتب أسعد طه.
حكايات آنستني في ليالي الشتاء الباردة، وجرعات من الجمال والإنسانيّة، تحزن عند النهاية لأنك تشعر وكأن الكاتب صديقك، وكأنّك اعتدت كل مساء أن تجلس فيحكي لك الحكايا ويقصّ عليك القصص، ويسافر بك إلى مواطيء الحرب والنزال، ومغامراته في الصحاري أو في الجليد، على متن طائرةٍ متهالكة، أو في سيارة تسير وسط زخات الرصاص .. ودروس وعبر ونصح أبٍ أو صديق ..
يُحكى أنّ، من الكتب التي أودّ أن أقرأها وأصطحبها مرةً ثانية.. شكرًا من كلّ قلبي للكاتب أسعد طه.
October 29, 2021
أنهيت قراءة كتاب "يحكى أن .. عن الذات والحرب والثورة" لأسعد طه، باختصار .. هو من أمتع الكتب التي قرأتها في حياتي، خلاصة تجارب ٣٠ عاما من العمل الصحفي والتغطيات الوثائقية في رحلات عبر ٧٠ دولة وفي فترة زمنية شهدت صراعات كثيرة على مستوى العالم، الكتاب عبارة عن حكي لكنه ليس ذلك الحكي المسلي فقط بل يحوي تأملات وحكم تأي في سياقها الطبيعي غير مقحومة ولا متكلفة، رجل في الستين يحكي بروح شاب في العشرين وحكمة رجل عاش عشر حيوات لا حياة واحدة!
لأول مرة أعرف أن أسعد طه لم يعمل بشكل نظامي في أي مؤسسة، بل كان صحفيا حرا وتعامل مع عدد من المؤسسات المختلفة وأسس بعد ذلك شركته الخاصة.
ليس لأسعد طه مثيل أعرفه في وطننا العربي، غطت وثائقياته ومقالاته الكثير من القضايا التي لم يتطرق لها غيره فسد ثغرا مهما لا يكاد يلتفت إليه الكثير.. التوثيق!
أسعد يحدثك كشاب صديق وليس كوصي عجوز يود التقليل من خبرتك وتعظيم رأيه على الرغم من زخم خبراته وتجاربه، لذا فأنا أحب أن أقرأ وأن أسمع له وأثق بأن هذه الروح لا تحل إلا في من يستحقون أن يُسمع ويُقرأ لهم.
تلمسني القضايا الإنسانية و ثورات تحرر الأوطان ومقاومة الظلم ودفع الطغيان، كان أسعد طوال حياته كظمآن لا يرتوي إلا إذا حطت رحاله بشواطئ هذه النوعيات من القضايا، كان شجاعا مقداما لم تثنه المخاطر عن التقدم لتغطية الأحداث من الصفوف الحربية الأولى أحيانا!
أنهيت الكتاب في ٥ أيام متلكعا حتى لا أصل إلى الصفحة الأخيرة ولكنها كانت تقترب سريعا وللأسف الشديد، وشد ما آمل أن يكون هناك جزءا آخر لم يروه أسعد بعد يخطه في كتاب جديد.
بارك الله في أسعد طه وفيما قدمه وبارك في عمره.
لأول مرة أعرف أن أسعد طه لم يعمل بشكل نظامي في أي مؤسسة، بل كان صحفيا حرا وتعامل مع عدد من المؤسسات المختلفة وأسس بعد ذلك شركته الخاصة.
ليس لأسعد طه مثيل أعرفه في وطننا العربي، غطت وثائقياته ومقالاته الكثير من القضايا التي لم يتطرق لها غيره فسد ثغرا مهما لا يكاد يلتفت إليه الكثير.. التوثيق!
أسعد يحدثك كشاب صديق وليس كوصي عجوز يود التقليل من خبرتك وتعظيم رأيه على الرغم من زخم خبراته وتجاربه، لذا فأنا أحب أن أقرأ وأن أسمع له وأثق بأن هذه الروح لا تحل إلا في من يستحقون أن يُسمع ويُقرأ لهم.
تلمسني القضايا الإنسانية و ثورات تحرر الأوطان ومقاومة الظلم ودفع الطغيان، كان أسعد طوال حياته كظمآن لا يرتوي إلا إذا حطت رحاله بشواطئ هذه النوعيات من القضايا، كان شجاعا مقداما لم تثنه المخاطر عن التقدم لتغطية الأحداث من الصفوف الحربية الأولى أحيانا!
أنهيت الكتاب في ٥ أيام متلكعا حتى لا أصل إلى الصفحة الأخيرة ولكنها كانت تقترب سريعا وللأسف الشديد، وشد ما آمل أن يكون هناك جزءا آخر لم يروه أسعد بعد يخطه في كتاب جديد.
بارك الله في أسعد طه وفيما قدمه وبارك في عمره.
May 16, 2021
من الكتاب القليلة النادرة التي تقرأها على مهل وانت تخاف أن تصل إلى صفحاتها الأخيرة
من الكتب التي تستحق أن تصحبها إلى عزلتك
من الكتب التي تستحق أن تصحبها إلى عزلتك
November 21, 2018
كتاب جميل كروح كاتبه.. قد أعود يوما ما لكتابة المراجعة
March 9, 2021
" تفرح أنك تغلبت على الخوف ، أنك هزمت الألم ، فضحته أمام عيون العالم ، لكن سرعان ما تكتشف بعد سنوات عمرك الطويل ، أنك وإن هزمته ظلّ عالقا بك" .
مرّ وقت طويل على اخر مرة عرفت فيها انسانا من حروفه ، أعرف اسم اسعد طه من تويتر ، واليوم بت اعرفه من سنين عمره الطويله المليئة بالمغامرات .
في هذا الكتاب يستعرض اسعد طه حياته الصحفيه وكل ما حدث له من مفارقات ومغامرات وهو الذي كان دوما في نقطة النار ، في الشيشان او البوسنة او حتى الكونغو ، مطبّقا القول الشهير : وما في الشجاعة حتف الشجاع ولا مد عمر الجبان الجبن .
حين انتهيت من الكتاب نظرت الى حياته نظرة شمولية وادركت ان الايام تغيّر ملامح الوجه ونظرة العين ، وأنه وإن نجى من الموت الجسدي فلعل روحه من هول ما رأت محتارة بين بين .
تمنيت لو انحاز الكتاب الى الجانب الشخصي لاسعد طه اكثر من السياسي او الصحفي ، رغم انه اثار بداخلي حماسا وفضولا كبيرا للقراءة في التجربة البوسنية والتعرف اكثر على تلك البلاد البعيدة المسلمة !
" أمنيتي الأخيرة أن أفعل فعل النسر ‘، فإنه اذا ما شعر بدنو أجله حلّق عاليا إلى أن يأتيه الأجل مُحلِّقا "
مرّ وقت طويل على اخر مرة عرفت فيها انسانا من حروفه ، أعرف اسم اسعد طه من تويتر ، واليوم بت اعرفه من سنين عمره الطويله المليئة بالمغامرات .
في هذا الكتاب يستعرض اسعد طه حياته الصحفيه وكل ما حدث له من مفارقات ومغامرات وهو الذي كان دوما في نقطة النار ، في الشيشان او البوسنة او حتى الكونغو ، مطبّقا القول الشهير : وما في الشجاعة حتف الشجاع ولا مد عمر الجبان الجبن .
حين انتهيت من الكتاب نظرت الى حياته نظرة شمولية وادركت ان الايام تغيّر ملامح الوجه ونظرة العين ، وأنه وإن نجى من الموت الجسدي فلعل روحه من هول ما رأت محتارة بين بين .
تمنيت لو انحاز الكتاب الى الجانب الشخصي لاسعد طه اكثر من السياسي او الصحفي ، رغم انه اثار بداخلي حماسا وفضولا كبيرا للقراءة في التجربة البوسنية والتعرف اكثر على تلك البلاد البعيدة المسلمة !
" أمنيتي الأخيرة أن أفعل فعل النسر ‘، فإنه اذا ما شعر بدنو أجله حلّق عاليا إلى أن يأتيه الأجل مُحلِّقا "
May 5, 2019
يحكى أنّ .. مُحكم اللّفظ والوصف.
وما ازداد الإنسان علماً بنفسه إلا أمام خُلطة الحضارات والأعراق .. خصوصاً عندما تكون في حالاتها الحرجة ونقاطها المحوريّة في مسار الحياة.
الوصف الدقيق بين "الذات والحرب والثورة" .. هو ما يحمل هذا الكتاب بين دفاته حين تعيش شعوراً أمام كلمات ووصوفات الكاتب في مناطق لا يطالها الإعلام عادة وتُذكر كثيراً .. دول البلقان وأعماق إفريقيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي وربوع الوطن العربي.
الكتاب سلس وممتع.
وما ازداد الإنسان علماً بنفسه إلا أمام خُلطة الحضارات والأعراق .. خصوصاً عندما تكون في حالاتها الحرجة ونقاطها المحوريّة في مسار الحياة.
الوصف الدقيق بين "الذات والحرب والثورة" .. هو ما يحمل هذا الكتاب بين دفاته حين تعيش شعوراً أمام كلمات ووصوفات الكاتب في مناطق لا يطالها الإعلام عادة وتُذكر كثيراً .. دول البلقان وأعماق إفريقيا ودول ما بعد الاتحاد السوفيتي وربوع الوطن العربي.
الكتاب سلس وممتع.
November 17, 2018
6/5
لا تستهويني عادة الكتب العربية فبعضها صعب أتيه فيه و بعضها تافه المحتوى يحزنني قراءته و لكن يأتي كتاب أسعد طه لعيد لي الأمل .
استمتعت بكل صفحة بكل قصة بكل رحلة.
أحسست بأن أسعد طه صديق للعائلة و قد جلسنا معه بعد عودته من المطار ليحدثنا عن رحلاته.
تأثرت و حزنت و بكيت من تجاربه و كلماته, قراءت الكتاب خلال أسبوع و صدقا قصة الطفلة البوسنية فاتيما لا تغادر تفكيري.
كيف فعلت ذلك يا أسعد و لم تذكر أي تفاصيل عن لقائكما أو حتى من هي تلك الطفلة. لكن شعرت بحزنك و شعرت بالآسى على فاتيما, هل ما زالت على قيد الحياة؟ هل هي في البوسنة؟ هل و هل و هل؟
أعطي الكتاب خمس نجوم والنجمة السادسة للأجزاء التي ذكر فيها البوسنة. كم أنت رائع يا أسعد لم أذهب للبوسنة منذ سنوات وها أنت بكتابك أعدتني لهناك.
لا تستهويني عادة الكتب العربية فبعضها صعب أتيه فيه و بعضها تافه المحتوى يحزنني قراءته و لكن يأتي كتاب أسعد طه لعيد لي الأمل .
استمتعت بكل صفحة بكل قصة بكل رحلة.
أحسست بأن أسعد طه صديق للعائلة و قد جلسنا معه بعد عودته من المطار ليحدثنا عن رحلاته.
تأثرت و حزنت و بكيت من تجاربه و كلماته, قراءت الكتاب خلال أسبوع و صدقا قصة الطفلة البوسنية فاتيما لا تغادر تفكيري.
كيف فعلت ذلك يا أسعد و لم تذكر أي تفاصيل عن لقائكما أو حتى من هي تلك الطفلة. لكن شعرت بحزنك و شعرت بالآسى على فاتيما, هل ما زالت على قيد الحياة؟ هل هي في البوسنة؟ هل و هل و هل؟
"ما زلت في ذاكرتي حتى اللحظة فهل يا ترى أنا في ذاكرتك؟"
18, يحكى أن
أعطي الكتاب خمس نجوم والنجمة السادسة للأجزاء التي ذكر فيها البوسنة. كم أنت رائع يا أسعد لم أذهب للبوسنة منذ سنوات وها أنت بكتابك أعدتني لهناك.
"سيداتي و سادتي هل كنت محقاً عندما وقعت في غرامها؟ هل كنت محقاً عندما كتبت يوماً عليك أن تعمل الصالحات حتى تدخل الجنة أما في الدنيا فيمكنك الذهاب إلى سراييفو؟"
5, يحكى أن
February 2, 2021
كتاب دافيء.
January 2, 2019
شكرا على نقل التجربة والرحلة .. وشكرا على الصدق
كتاب جميل جدا إنساني بصورة مميزة .. نقل التجرية في ذاته عملا رائعا .. كعادة أستاذ أسعد الأسلوب سهل وبسيط وقريب جدا ..
كتاب جميل جدا إنساني بصورة مميزة .. نقل التجرية في ذاته عملا رائعا .. كعادة أستاذ أسعد الأسلوب سهل وبسيط وقريب جدا ..
July 2, 2019
أتحرق للكتابة عن هذا الكتاب الذي لم أنه قراءته بعد من نسخة مصورة مسروقة تركني المؤلف ورأيي في أن أقرأها أو أدع، فآثرت المضي بعد أن اختبلتني الحكايا وليسامحني الأستاذ أسعد!
سبعون بلدا هي حصيلة الكاتب من السفر والترحال، حكى عن القليل منهم، الكونغو، رواندا، الشيشان، طاجيكستان، ألبانيا، البوسنة والهرسك، والسويس.. وحصيلته منها آلاف الوجوه والقصص واللحظات، عقد التسعينات من القرن الماضي وأوائل الألفينات كان العالم يغلي فيها بالرصاص والدم، ولا زال عالم يجتاحه الجنون، يقول مريد: "هل سمعت عن كوكب مجنون قبل ذلك؟". والحق أن أسعد محظوظ جدا، محظوظ بنفسه التواقة وعزيمته الماضية ووقوفه مع الإنسان، وأيضاً أنه لا يزال على قيد الحياة بعد كل ذلك.
الحياة؟ أية حياة؟ الإنسان إذا عاصر أحداثاً جساما تنقلب حياته رأساً على عقب، تتغير حياتنا ونحن نشاهد الأحداث عبر شاشة فضية، فما بال من عاصر الأحداث وكان في منتصفها، ترى كم حياة عاشها الأستاذ أسعد؟
يقول عز من قائل: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ" أربع مرات في كتابه، ويقول في موضع آخر: "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ".. قد يكون السير لجمع الحكمة، أو طلب العلم، أو رؤية آثار المكذبين.. المهم السير، ولو عرجا ومكاسير، ولو على تعب.. لا تجزع يا صديقي، هذا درويش، فقط تعب من السفر وقرر النزول.
إن الأستاذ أسعد حكاء بارع، يصوغ القصة من منتصفها وكأنك في حلم ثم يعود لينسج أطرافها فتبدو متكاملة، وتلمس شغاف القلب أحياناً حتى كأنك على وشك البكاء، وهو (ابن نكتة) حتى لتكاد تتفصد من الضحك أحياناً أخرى، وفي كل الأحوال، لا تملك وأنت تتصفح قصص البشر، كل هؤلاء البشر وغيرهم، إلا أن تقول: "سبحان من له الدوام، سبحان خالق الجمال، سبحان الحي الذي يغير ولا يتغير، سبحان مليك يوم الحساب".
سأشتري الكتاب يوماً ما، وإلى أن يأتي ذلك اليوم، سأخرج ثمنه لأول فقير يقابلني وأهب ثوابه لكاتبه وليسامحني مرةً أخرى.
سبعون بلدا هي حصيلة الكاتب من السفر والترحال، حكى عن القليل منهم، الكونغو، رواندا، الشيشان، طاجيكستان، ألبانيا، البوسنة والهرسك، والسويس.. وحصيلته منها آلاف الوجوه والقصص واللحظات، عقد التسعينات من القرن الماضي وأوائل الألفينات كان العالم يغلي فيها بالرصاص والدم، ولا زال عالم يجتاحه الجنون، يقول مريد: "هل سمعت عن كوكب مجنون قبل ذلك؟". والحق أن أسعد محظوظ جدا، محظوظ بنفسه التواقة وعزيمته الماضية ووقوفه مع الإنسان، وأيضاً أنه لا يزال على قيد الحياة بعد كل ذلك.
الحياة؟ أية حياة؟ الإنسان إذا عاصر أحداثاً جساما تنقلب حياته رأساً على عقب، تتغير حياتنا ونحن نشاهد الأحداث عبر شاشة فضية، فما بال من عاصر الأحداث وكان في منتصفها، ترى كم حياة عاشها الأستاذ أسعد؟
يقول عز من قائل: "قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ" أربع مرات في كتابه، ويقول في موضع آخر: "قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ".. قد يكون السير لجمع الحكمة، أو طلب العلم، أو رؤية آثار المكذبين.. المهم السير، ولو عرجا ومكاسير، ولو على تعب.. لا تجزع يا صديقي، هذا درويش، فقط تعب من السفر وقرر النزول.
إن الأستاذ أسعد حكاء بارع، يصوغ القصة من منتصفها وكأنك في حلم ثم يعود لينسج أطرافها فتبدو متكاملة، وتلمس شغاف القلب أحياناً حتى كأنك على وشك البكاء، وهو (ابن نكتة) حتى لتكاد تتفصد من الضحك أحياناً أخرى، وفي كل الأحوال، لا تملك وأنت تتصفح قصص البشر، كل هؤلاء البشر وغيرهم، إلا أن تقول: "سبحان من له الدوام، سبحان خالق الجمال، سبحان الحي الذي يغير ولا يتغير، سبحان مليك يوم الحساب".
سأشتري الكتاب يوماً ما، وإلى أن يأتي ذلك اليوم، سأخرج ثمنه لأول فقير يقابلني وأهب ثوابه لكاتبه وليسامحني مرةً أخرى.
July 24, 2021
اسم الكتاب: يُحكى أنّ: عن الذات والحرب والثورة
اسم المؤلف: أسعد طه
دار النشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
تاريخ النشر: 2018
صنف الكتاب: مذكرات
عدد الصفحات: 447
أسعد طه؛ كاتب وصحفي وصانع أفلام وثائقية، مصري من مواليد مدينة السويس عام 1956، اشتهر كمراسل في مناطق الحروب والأزمات وتخصص في صناعة الأفلام الوثائقية. غطى وقائع الحروب في يوغسلافيا، والشيشان، وجنوب السودان، والصومال، وألبانيا، والكونغو، وغيرها... في هذا الكتاب حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة.
يُحكى أنّ؛ نبشٌ في ذاكرةِ الماضي، واستحضارٌ لوقائعَ متنوعة؛ حروب، وألم، وأمل، ونهضةٌ، وانتصار... يأخذنا الكاتب في رحلة إلى الماضي ليقص علينا ما شاهده في مناطقَ عدة من العالم، كيف تكون الثورة، وكيف يتحول الإنسان من شخصٍ عادي إلى بطلٍ مناضل، وكيف يتخلى بعد ذلك عن مبادئه ويتنكر لها، وكيف يتشبثُ بما آمن به حتى آخِرِ رمق. هذا الكتاب يُشعلُ فينا شعلة تحثنا على السفر ورؤية العالم، والتعرف على أشياء جديدة، وعاداتٍ جديدة، وأُناسٍ جدد. " كيف للمرءِ أن يموتَ ولا يغادر مكانَ مولده؟" هكذا تساءل الكاتب في تعجب ممن يموت حيثُ ولد دون أن يُسافر ولو مرة. إنه أمر شاقٌ حقا أن يبقى المرءُ في مكانه!! في الكتابِ حديثٌ عن الذات وعن الحرب وعن الثورة بأسلوبٍ شيّقٍ ماتع، لا تشعُرُ معه بأي ملل ولا ضجر. الكتاب ينبشر في الذاكرة، ويؤكد على عبارة: " كي لا ننسى" التي يخطها ضحايا الحرب في كل مكان تأكيدا منهم أنهم أبدا لن ينسوا ما فعله بهم جلادوهم. كيف للبوسنيين أن ينسوا ما فعله بهم القادة الصرب المتوحشون؟ وكيف لمسلمي آسيا الوسطى أن ينسوا ما فعله بهم شيوعيوا الاتحاد السوفياتي؟ "كي لا ننسى" ربما فيها بعضُ العزاء.
الكتاب الجيد هو الكتاب الذي تشعر بالأسى عند تقليبِكَ لآخر صفحة فيه وتقول: ليتهُ لم ينتهِ!! هكذا شعرتُ عندَ آخِرِ صفحة من هذا الكتاب.
اسم المؤلف: أسعد طه
دار النشر: الشبكة العربية للأبحاث والنشر
تاريخ النشر: 2018
صنف الكتاب: مذكرات
عدد الصفحات: 447
أسعد طه؛ كاتب وصحفي وصانع أفلام وثائقية، مصري من مواليد مدينة السويس عام 1956، اشتهر كمراسل في مناطق الحروب والأزمات وتخصص في صناعة الأفلام الوثائقية. غطى وقائع الحروب في يوغسلافيا، والشيشان، وجنوب السودان، والصومال، وألبانيا، والكونغو، وغيرها... في هذا الكتاب حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة.
يُحكى أنّ؛ نبشٌ في ذاكرةِ الماضي، واستحضارٌ لوقائعَ متنوعة؛ حروب، وألم، وأمل، ونهضةٌ، وانتصار... يأخذنا الكاتب في رحلة إلى الماضي ليقص علينا ما شاهده في مناطقَ عدة من العالم، كيف تكون الثورة، وكيف يتحول الإنسان من شخصٍ عادي إلى بطلٍ مناضل، وكيف يتخلى بعد ذلك عن مبادئه ويتنكر لها، وكيف يتشبثُ بما آمن به حتى آخِرِ رمق. هذا الكتاب يُشعلُ فينا شعلة تحثنا على السفر ورؤية العالم، والتعرف على أشياء جديدة، وعاداتٍ جديدة، وأُناسٍ جدد. " كيف للمرءِ أن يموتَ ولا يغادر مكانَ مولده؟" هكذا تساءل الكاتب في تعجب ممن يموت حيثُ ولد دون أن يُسافر ولو مرة. إنه أمر شاقٌ حقا أن يبقى المرءُ في مكانه!! في الكتابِ حديثٌ عن الذات وعن الحرب وعن الثورة بأسلوبٍ شيّقٍ ماتع، لا تشعُرُ معه بأي ملل ولا ضجر. الكتاب ينبشر في الذاكرة، ويؤكد على عبارة: " كي لا ننسى" التي يخطها ضحايا الحرب في كل مكان تأكيدا منهم أنهم أبدا لن ينسوا ما فعله بهم جلادوهم. كيف للبوسنيين أن ينسوا ما فعله بهم القادة الصرب المتوحشون؟ وكيف لمسلمي آسيا الوسطى أن ينسوا ما فعله بهم شيوعيوا الاتحاد السوفياتي؟ "كي لا ننسى" ربما فيها بعضُ العزاء.
الكتاب الجيد هو الكتاب الذي تشعر بالأسى عند تقليبِكَ لآخر صفحة فيه وتقول: ليتهُ لم ينتهِ!! هكذا شعرتُ عندَ آخِرِ صفحة من هذا الكتاب.
August 28, 2018
أسعد طه كاتب وصحفي وصانع أفلام وثائقية لا تغيب عن ذاكرة جيلي والأكبر لقطات من برامجه نقطة ساخنة ويحكى أن والتي كانت عبارة عن أفلام وثائقية لدول عانت من ويلات الحروب ما عانت
يستعرض الكتاب شذرات من تجربة أسعد طه عن مذكراته الشخصية ومذكرات رحلاته والثورة وجيلها
بعض الكتب تسكنها وبعضها يسكنك ولا يكاد يفارقك حتى وإن انتهيت من صفحاته مهما كانت كثيرة .
لو صنّف بالسيرة الذاتية فهو أفضل ما قرأت وإن صنّف في أدب الرحلات فهو يستحق جائزة ابن بطوطة لأدب االرحلات بلا منازع
يستعرض الكتاب شذرات من تجربة أسعد طه عن مذكراته الشخصية ومذكرات رحلاته والثورة وجيلها
بعض الكتب تسكنها وبعضها يسكنك ولا يكاد يفارقك حتى وإن انتهيت من صفحاته مهما كانت كثيرة .
لو صنّف بالسيرة الذاتية فهو أفضل ما قرأت وإن صنّف في أدب الرحلات فهو يستحق جائزة ابن بطوطة لأدب االرحلات بلا منازع
March 18, 2019
نحن نبكي ونحن نقرأ نهاية الرواية أو نشاهد نهاية الفيلم،"
نبكي للفرح ونبكي للحزن، السبب الأخير هو الأغلب، نبكي على
رغم أننا لسنا معنيين بالأمر، بل زد على ذلك أننا موقنون بأن هذه
الشخصيات والأحداث وهمية، لكنها تلامس شيئا داخلنا، ظاهرنا
"أننا نبكي لها، والحقيقة أننا نبكي لأنفسنا .
...تعمدت البطء أثناء قراءة هذا الكتاب ،
حاولت أن أقتبس ولكن أي اقتباس ينقص من حق هذه التحفة الأدبية، شكراً أستاذ أسعد طه، شكراً لأنك أنت :))
نبكي للفرح ونبكي للحزن، السبب الأخير هو الأغلب، نبكي على
رغم أننا لسنا معنيين بالأمر، بل زد على ذلك أننا موقنون بأن هذه
الشخصيات والأحداث وهمية، لكنها تلامس شيئا داخلنا، ظاهرنا
"أننا نبكي لها، والحقيقة أننا نبكي لأنفسنا .
...تعمدت البطء أثناء قراءة هذا الكتاب ،
حاولت أن أقتبس ولكن أي اقتباس ينقص من حق هذه التحفة الأدبية، شكراً أستاذ أسعد طه، شكراً لأنك أنت :))
April 23, 2020
ياااااه!!!!
ليتها لم تنته الحكاية! بل ليتها طالت بضع صفحات إضافية!!
هل أتحدث عن متعة الحكايات أم عن نبع الحكمة المستقاة مما يزيد عن ستين عاما من الحياة بحلو الأيام و مرها!
أم عن ذكريات استمتاعي بتقارير الأستاذ أسعد الإخبارية و أنا لم أتجاوز الثالثة عشر حينها!!!
أم عن عشقي لسراييفو التي رأيتها بعيني عاشقها الأول عم أسعد!!
لن أفي هذا الكتاب حقه مهما تحدثت لكن أثره الجميل الذي تركه بداخلي سيبقى طويلا!!
ليتها لم تنته الحكاية! بل ليتها طالت بضع صفحات إضافية!!
هل أتحدث عن متعة الحكايات أم عن نبع الحكمة المستقاة مما يزيد عن ستين عاما من الحياة بحلو الأيام و مرها!
أم عن ذكريات استمتاعي بتقارير الأستاذ أسعد الإخبارية و أنا لم أتجاوز الثالثة عشر حينها!!!
أم عن عشقي لسراييفو التي رأيتها بعيني عاشقها الأول عم أسعد!!
لن أفي هذا الكتاب حقه مهما تحدثت لكن أثره الجميل الذي تركه بداخلي سيبقى طويلا!!
September 29, 2019
يقال أن الحكواتي يروي قصصاً حماسية تنتهي فصولها بأنتصار الخير. ولكن كم هو مؤلم ما سوف تجده في هذا الكتاب من فواجع و مآسى وكم هو رائع ما سوف تعرفه من معلومات دقيقة لعشرات المدن و العواصم وكم من الابهار سوف تقرأه لطريقة السرد الحكواتي إن صح التعبير للاعلامي أسعد طه في كتابه هذا الذي يحمل عنوان (يحكى أن: عن الذات والحرب والثورة)
على مدى اكثر من ستين حكاية يذهب بنا أسعد طه لعشرات المدن و العواصم اثناء تغطيته لها وهي مناطق ملتهبة بالحروب الاهلية والمجازر و الإبادات العرقية،
كثيرة هي القصص المؤثرة في هذا الكتاب والتي عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة سوف تجعلك تتألم من أعماقك وتقف لتتخيل الكثير من التفاصيل المفزعة..
ويتضح من خلال القصص المدرجة (مثلما أراد أسعد طه تسميتها) أن حكايات حرب البوسنة و الهرسك وتغطياته لها كمراسل أخذت مساحة لا بأس بها ربما لقوة المناظر التي عاشها.
ولنأخذ هنا قصة عن أحد المصورين وكيفية بحثه عن (صيد ثمين) فيقول ما نصه،
شريط الصورة هنا يفيد أن امرأة كانت تسير بجوار البناية التي يعتلي سقفها المصور، وهي تدفع عربة رضيعها وبصحبتها طفلها الآخر، استهدفتها رصاصة قناص صربي فسقطت قتيلة في الحال فيما ظل الطفلان يصرخان، شريط الصوت المصاحب سجل صوت المصور البوسني وهو ينطق بعبارة استفزازية: (الرصاصة قتلت المرأة.. رائع.. ممتاز!)، يعلق أسعد طه (الرجل لم يكن بالتأكيد فرحٱ بالحدث و إنما سعيد بصيده، لقد وثق الجريمة، لكن كل من شاهد الصورة وسمع الصوت و فهم اللغة استنكر رد فعله)
تلك قصة واحدة لما يفعله البشر مع أبناء جلدتهم.
خذ القصة التالية من البوسنة كذلك على لسان أسعد طه فيقول ما نصه،
يومًا وفيما كنت أغطي أحداث حرب البوسنة، وجدت مراسلة لشبكة عالمية تسأل مترجمتها ماذا عن هذه الحالة؟ فترد المترجمة: اغتصاب، فتقول المراسلة: اصرفيها أريد حالة أشد، وهذه؟ فترد: ذبحوا زوجها، فتعاود المراسلة بوجه عبوس: لا لا أريد أشد، وهذه العجوز؟ وتستمر في التعامل مع الحالات بدم بارد و أعصاب حجرية.
إذا هل نقول أن هذا الكتاب هو سيرة ذاتية أو توثيق للجريمة و الحدث أو معلومات للبلدان و شعوبها و تاريخها أو رحلة للماضي بعيون الحاضر؟
أعتقد أن أسعد طه جمع كل شيء ولم يترك لي إلا أمنية واحدة من وجهة نظري المتواضعة أن لا تنتهي صفحات هذا الكتاب..
شكرا أسعد طه لكونك عملت صحفياً مستقلاً طوال عملك الشاق والمميت في أحياناً كثيرة لتكتب لنا عن الموت والحب والثورة والجغرافيا وقبل كل شيء عن الإنسان،
فهد الجهوري
على مدى اكثر من ستين حكاية يذهب بنا أسعد طه لعشرات المدن و العواصم اثناء تغطيته لها وهي مناطق ملتهبة بالحروب الاهلية والمجازر و الإبادات العرقية،
كثيرة هي القصص المؤثرة في هذا الكتاب والتي عزيزي القارئ/عزيزتي القارئة سوف تجعلك تتألم من أعماقك وتقف لتتخيل الكثير من التفاصيل المفزعة..
ويتضح من خلال القصص المدرجة (مثلما أراد أسعد طه تسميتها) أن حكايات حرب البوسنة و الهرسك وتغطياته لها كمراسل أخذت مساحة لا بأس بها ربما لقوة المناظر التي عاشها.
ولنأخذ هنا قصة عن أحد المصورين وكيفية بحثه عن (صيد ثمين) فيقول ما نصه،
شريط الصورة هنا يفيد أن امرأة كانت تسير بجوار البناية التي يعتلي سقفها المصور، وهي تدفع عربة رضيعها وبصحبتها طفلها الآخر، استهدفتها رصاصة قناص صربي فسقطت قتيلة في الحال فيما ظل الطفلان يصرخان، شريط الصوت المصاحب سجل صوت المصور البوسني وهو ينطق بعبارة استفزازية: (الرصاصة قتلت المرأة.. رائع.. ممتاز!)، يعلق أسعد طه (الرجل لم يكن بالتأكيد فرحٱ بالحدث و إنما سعيد بصيده، لقد وثق الجريمة، لكن كل من شاهد الصورة وسمع الصوت و فهم اللغة استنكر رد فعله)
تلك قصة واحدة لما يفعله البشر مع أبناء جلدتهم.
خذ القصة التالية من البوسنة كذلك على لسان أسعد طه فيقول ما نصه،
يومًا وفيما كنت أغطي أحداث حرب البوسنة، وجدت مراسلة لشبكة عالمية تسأل مترجمتها ماذا عن هذه الحالة؟ فترد المترجمة: اغتصاب، فتقول المراسلة: اصرفيها أريد حالة أشد، وهذه؟ فترد: ذبحوا زوجها، فتعاود المراسلة بوجه عبوس: لا لا أريد أشد، وهذه العجوز؟ وتستمر في التعامل مع الحالات بدم بارد و أعصاب حجرية.
إذا هل نقول أن هذا الكتاب هو سيرة ذاتية أو توثيق للجريمة و الحدث أو معلومات للبلدان و شعوبها و تاريخها أو رحلة للماضي بعيون الحاضر؟
أعتقد أن أسعد طه جمع كل شيء ولم يترك لي إلا أمنية واحدة من وجهة نظري المتواضعة أن لا تنتهي صفحات هذا الكتاب..
شكرا أسعد طه لكونك عملت صحفياً مستقلاً طوال عملك الشاق والمميت في أحياناً كثيرة لتكتب لنا عن الموت والحب والثورة والجغرافيا وقبل كل شيء عن الإنسان،
فهد الجهوري
April 25, 2020
إذا مرت بك حكاية لا تدعها تمر... هكذا يقول أسعد طه فالحكايات مثل الجواهر وهذا الكتاب كالمعرض يعرض فيه الكاتب جواهره التي لم يدعها تمر
كتاب يمسح على القلب ويبرّد على الفؤاد، في المشاهد الطيبة والقاسية على سواء... كتاب أدبي رائع صاغ عباراته بإبداع لم أر مثله، وفيه شيء من سخرية، كوصفه لزماننا أنه زمن الديمقراطية ذات الأنياب وغيرها من الجمل المحبوكة حتى لتجد نفسك وكأنك تمشي في روضة من جمال الكلمات وسط شوك وحشية المواضيع
هو كتاب رحلات، وكتاب سياسة، وصحافة ومذكرات شخصية وتأملات وشعر، وكل ذلك فيه فهو مثل الحديقة تمشي فيها مستمتعاً بما ترى وتسمع... الفائدة العلمية والتحليل السياسي أو التغطية الصحفية قد لا تجدها ولكنك ستجد شيئاً آخر ستجد نفسك وتجد قلبك وتحدثه ويحدثك دون أن تشعر... كل ذلك وأنت تتجوّل في الحديقة
~~~~
نعم، لا تدري عم يتكلم أو يحكي هل في السياسة أم الصحافة أو مجرد عواطف أم في التحفيز أم هي خواطر جادت بها النفس من حياته ومما شاهده صاغها بلغة أدبية شاعرية... مثل أفلام الجزيرة الوثائقية الجميلة الرائعة الممتعة والمثقّفة جداً إلا إنها ناقصة، وغير مترابطة قصتها ولا تخاطب عقلك بقدر ما تخاطب قلبك... وكأن الكاتب يخشى الملل من السرد المنطقي العقلي البحت
عادة لا أحب هذا النوع من الكتابة العاطفية إلا إن أسعد طه مبدع بدون شك... وقراءة ما كتب شيء ممتع أو محزن المهم أنه مؤثر
~~~~
ولكني كنت أتوقع من رجل مر بهذه التجارب العظيمة أن يكتب أحداثاً ووقائع أكثر... ربما في كتاب آخر، لا أدري
~~~~
تبقى فيه إشارات لطيفة عن التاريخ والنضال وسنن الله، ومن ذلك فصل "لماذا يتغير المناضلون" فصل عميق جداً تساءل فيه الكاتب وحُقّ له... أين المبادئ
وفيه توكيد على أهمية توثيق التاريخ وما أدراك بالتوثيق؟ فبه تحفظ الحقوق ولو بعد حين ولكن بدونه - أي التوثيق- أنت وحقوقك صفر
كتاب يمسح على القلب ويبرّد على الفؤاد، في المشاهد الطيبة والقاسية على سواء... كتاب أدبي رائع صاغ عباراته بإبداع لم أر مثله، وفيه شيء من سخرية، كوصفه لزماننا أنه زمن الديمقراطية ذات الأنياب وغيرها من الجمل المحبوكة حتى لتجد نفسك وكأنك تمشي في روضة من جمال الكلمات وسط شوك وحشية المواضيع
هو كتاب رحلات، وكتاب سياسة، وصحافة ومذكرات شخصية وتأملات وشعر، وكل ذلك فيه فهو مثل الحديقة تمشي فيها مستمتعاً بما ترى وتسمع... الفائدة العلمية والتحليل السياسي أو التغطية الصحفية قد لا تجدها ولكنك ستجد شيئاً آخر ستجد نفسك وتجد قلبك وتحدثه ويحدثك دون أن تشعر... كل ذلك وأنت تتجوّل في الحديقة
~~~~
نعم، لا تدري عم يتكلم أو يحكي هل في السياسة أم الصحافة أو مجرد عواطف أم في التحفيز أم هي خواطر جادت بها النفس من حياته ومما شاهده صاغها بلغة أدبية شاعرية... مثل أفلام الجزيرة الوثائقية الجميلة الرائعة الممتعة والمثقّفة جداً إلا إنها ناقصة، وغير مترابطة قصتها ولا تخاطب عقلك بقدر ما تخاطب قلبك... وكأن الكاتب يخشى الملل من السرد المنطقي العقلي البحت
عادة لا أحب هذا النوع من الكتابة العاطفية إلا إن أسعد طه مبدع بدون شك... وقراءة ما كتب شيء ممتع أو محزن المهم أنه مؤثر
~~~~
ولكني كنت أتوقع من رجل مر بهذه التجارب العظيمة أن يكتب أحداثاً ووقائع أكثر... ربما في كتاب آخر، لا أدري
~~~~
تبقى فيه إشارات لطيفة عن التاريخ والنضال وسنن الله، ومن ذلك فصل "لماذا يتغير المناضلون" فصل عميق جداً تساءل فيه الكاتب وحُقّ له... أين المبادئ
وفيه توكيد على أهمية توثيق التاريخ وما أدراك بالتوثيق؟ فبه تحفظ الحقوق ولو بعد حين ولكن بدونه - أي التوثيق- أنت وحقوقك صفر
July 7, 2019
بأسلوبه السهل الممتنع وبصوته الموهوب الذي تكاد تسمعه واضحاً جلياً وان تقرأ سطور هذا الكتاب يأخذنا المبدع أسعد طه في رحلة لأكثر المناطق سخونة في العالم، يواجه الموت غير آبه به، يرتعد في لحظة المواجهة، وبعد النجاة يعاود الكرة مرة أخرى وتجده في موقف أكثر خطورة فسرعان ما ينسى، ينقل لنا حكاياته من هنا وهناك، حكايات تسافر بها وتتنقل، ما كان لك أن تعرفها فإذا بك تحياها كأنك البطل. خلاصة عمر وحياة وخبرات يجمعها بين دفتي كتاب اختار له أن يجمع بين ما هو ذاتي وما يحكي به عن الثورة وعن الحرب حين تفرض عليك، يحكي عن التدين، وعن أناس هناك يشبهونا ولا نعرفهم، هذا كتاب حين تصل لصفحته الأخيرة تشعر وكأنك على وشك وداع حبيب لك، فتمهل قليلاً واستمتع
August 21, 2019
الحكاوي العظيمة لا تحدث إلا لأولئك الذين يجيدون حكايتها
بقلمٍ سيال، وعبارة رشيقة، يتنقل بنا أسعد طه حول كل النقاط
الساخنة، مسجلاً ذكرياته وخواطره وسيرةٍ شخصية أنهكتها الفظاعات
التي كان شاهداً عليها، بلا مراء هذا الكتاب افضل ما قرأت هذا العام.
بقلمٍ سيال، وعبارة رشيقة، يتنقل بنا أسعد طه حول كل النقاط
الساخنة، مسجلاً ذكرياته وخواطره وسيرةٍ شخصية أنهكتها الفظاعات
التي كان شاهداً عليها، بلا مراء هذا الكتاب افضل ما قرأت هذا العام.
May 23, 2022
في ليلة أرق مش فاكر السبب ولكن افتكر إني فتحت الساوند كلاود أدور على أي مقال أو كتاب مسموع يسليني لحد ما أنام، فالتقيت ب "هل شممت رائحة النبي؟". طبعا منمتش ساعتها :-) لأني كملت بعدها أكثر من واحد من إعجابي بالالقاء والصوت ومحتوى القصص _اللي غالبا ما كانت تلفت انتباهي_ لأنها من مناطق مكتش اسمع عنها غير قليل وبدون التفاصيل، من شخص عاش معاهم وكان موجود في ظل الأحداث اللي مرت بيها، وفضلت مدة بعدها روتيني قبل النوم هو "يحكى أن" ، لحد من فترة قليلة لقيت الكتاب ومكتش أعرف إنهم متجمعين في كتاب واحد فقررت أقرؤه والنهاردة خلصته ودي حكايتي مع الكتاب ;-)
August 24, 2021
لا توفيه النجوم الخمسة حقه.
مزيج من تجارب الحياة،المشاعر الصادقة،الحرب، الثورة، و العائلة، مزيج من كل شيء.
لغة جميلة وعناوين الفصول كانت مبدعة.
مزيج من تجارب الحياة،المشاعر الصادقة،الحرب، الثورة، و العائلة، مزيج من كل شيء.
لغة جميلة وعناوين الفصول كانت مبدعة.
October 20, 2020
بعض الكتب التي نصادفها تارة ما تلعب دور المعلم في حياتنا و تارة أخرى تلعب دور الصديق.
صديقي في الأشهر الماضية كان كتاب أسعد طه "يحكى أن"
كنت اهرع إليه كلما اشتدت أفكار آخر الليل ... لأجد أجوبة أو سلوى بالتعرف على تجارب وثقافات بعيدة عني.
يعرف الكاتب نفسه أنه مسافر إلى المناطق الرمادية في التاريخ و الجغرافيا ثم يعود ليحكيها كحكايات من حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة وكل حكاية تتمحور عن الذات و الحرب و الثورة .
كل قصة حملت معها درسا إما يضحكني أو يبكيني وغالبا ما يبقيني لليالي أسهر مستمتعة بكل فصل من فصوله و سأستغرق وقتا طويلا للعثور على كتاب آخر يملئني بالحكايا و التجارب كما فعل ...تمنيت لو أن الصفحات بيننا لا تنتهي يا صديقي
صديقي في الأشهر الماضية كان كتاب أسعد طه "يحكى أن"
كنت اهرع إليه كلما اشتدت أفكار آخر الليل ... لأجد أجوبة أو سلوى بالتعرف على تجارب وثقافات بعيدة عني.
يعرف الكاتب نفسه أنه مسافر إلى المناطق الرمادية في التاريخ و الجغرافيا ثم يعود ليحكيها كحكايات من حصيلة ذكرياته لثلاثين عاما في أكثر من سبعين دولة وكل حكاية تتمحور عن الذات و الحرب و الثورة .
كل قصة حملت معها درسا إما يضحكني أو يبكيني وغالبا ما يبقيني لليالي أسهر مستمتعة بكل فصل من فصوله و سأستغرق وقتا طويلا للعثور على كتاب آخر يملئني بالحكايا و التجارب كما فعل ...تمنيت لو أن الصفحات بيننا لا تنتهي يا صديقي
December 10, 2019
يُحْكَى أنَّ لنا عَمّْاً هوَ أسْعَد
شاءت الأقدار حتى الآن ألا ألتقي أسعد طه وجها لوجه. قد يكون في ذلك حكمة حتى أحفظ له كل هذا الاحترام والإعجاب والترقب لكل تجربة وحكمة وخبرة يشاركها.
أرجو ألا يلومني عمنا أسعد في ظني هذا الذي هو براء من أي إثم. إذ ابتلانا هذا الزمان بفقاعات ما إن احتكينا بها حتى انفجرت وأفرغت كل ما فيها من سوء.
الأقدار نفسها شاءت ألا أسمع عن أسعد طه إلا كل خير ممن احتك به وهو ما أفتاني به قلبي عندما استفتيته في صاحب الهمة المتجددة والقلب النابض شبابا والحضور البهي والصوت الرخيم والثقافة الواسعة والتجارب الغنية والنقاط الساخنة والحكايات من المناطق الرمادية في العالم.
إعجابي بالعم أسعد ظاهري لا باطني، فأنا أرى برانيته ولم أبلغ جوانيته. وهذا الإعجاب لا أحتكره وحدي فكثيرون مثلي دأبوا على متابعة تدويناته وتغريداته وسلاسل المرئيات القصيرة والحلقات الوثائقية العميقة. فما إن صدر "يحكى أن" حتى عزمت على النهل من تجارب وحكم من شم رائحة النبي، قارئا بصوته وأدائه وكأنه يحدثني وجها لوجه.
يتمرد عمنا أسعد على التقدم بالسن وغزوات الشيب في مساحات الرأس لكنه يقر بأنه في "مخزن العمر"، وهناك "تجارب رائعة ودروس عظيمة" لم يعد باستطاعته الاستفادة منها إلا أن الزمان يمنحه فرصة للتعبير عنها فهو خبر حياة الشباب لكننا لم نبلغ حكمة الشيوخ بعد.
يحثنا عمنا أسعد على السفر وهو الذي انطلق من السويس وحط في البوسنة وما بينهما من مدن وبلاد وقارات وتطلعات وآمال بقدر آلام الحروب والمآسي. فالسفر يشعرنا "أن هذه الأرض مهما امتدت هي بيتك، وأن ساكنيها مهما اختلفوا هم أهلك. يفرحك فرحهم ويحزنك حزنهم، لكن هل يظل بوسعك إذن أن تتحمل كل هذا الألم؟".
لا يخجل أسعد طه أن يعترف بأنه علم نفسه بنفسه وأن يشكر أصحاب الفضل عليه وأن يستعرض مسار تطوره إلى ما هو عليه اليوم. ولا يجد حرجا في أن يشارك قصص الفشل وإن ظللتها عبارات وجدت طريقها اليوم إلى تجار "التنمية البشرية". فعمنا أسعد يدعونا إن كنا في القاع إلى أن ننظر "إلى عل، إلى القمة، واحلم وفكر، لعلك تنال بهمتك منزلة لم تكن تتوقعها. ثم ما الضير في أن تنظر إلى القمة وأنت في القاع؟ اطمئن لن تسقط، فليس بعد القاع قاع".
جريء أسعد طه في "يحكى أن". هي جرأة التصالح مع الذات وعلى الملأ. هي محاولة ربما للتطهر من إثم لم يرتكبه في أفلامه عن قصد. هو تبرؤ من "انحراف بندقية حزب الله" ومن جعجعة "تشافيز" الممانعة المعادية لربيع العرب، من جعجعة أصمّت فلسطين ولم تتذوق طحينها الأبيض ولا ذهبها الأسود ولا ورقها الأخضر.
يعزي عمنا أسعد نفسه بأن "الكتابة هي ربما البضاعة الوحيدة التي لا يستطيع بائعها منح المشترك صك ضمان. فالكاتب يكتب اليوم كما يراه الآن، وليس كما سيكون في المستقبل وكذا يفعل صانع الفيلم الوثائقي".
بين دفتي "يحكى أن" تحضر أسماء كثيرة قابلها العم أسعد منها من ترك بصمة في حياته أو حول مجراها إلى البوسنة وعاصمتها سراييفو. إذ فيها قال إن "عليك أن تعمل الصالحات حتى تدخل الجنة في الآخرة، أما في الدنيا فيمكنك الذهاب إلى سراييفو"، ليكرر علنا نسينا أن "بعض المدن كبعض النساء لا تعرف سببا للوقوع في حبها".
وأسماء أخرى، تسجل حضورها في سطور "يحكى أن" في صداقة مستمرة أو مهمة عمل عابرة. أسماء بعضها معروف أشبه بفقاعات الهواء الخاوية إلا من هراء، وإن شئتم لكم أن تستبدلوا الهاء بالخاء. فقاعات "امْتُقِعَ" وجهها أي تغير لونه من حزن أو خوف أو مرض على ذمة قاموس المعاني، اللهم آمين إلى أبد الآبدين.
لو خط عمنا أسعد حكاياته مبكرا لكنت أبكرت في التعلم واتخذت قرارات تحررية جريئة ليس أقلها كسر قيود العبودية الوظيفية.
هو جنون نعم. لكنه العقل بذاته وبشروط أسعد طه: "الهمة والرؤية والمرونة". همة تدفعه للمغامرة وتحمل عثرات الطريق. ورؤية تحدد المسار. ومرونة تمكن من التغيير عند الخطأ.
مؤثر العم أسعد في حكاياته تأثيرا حقيقيا ليس تأثير الـ"إنفلونسر" أو فقاعات الهراء. هو المؤثر الحكيم لجيل يواجه تشويش مؤثري السلع التجارية والعادات السلوكية.
هو الشيخ الذي يفتقده شاب مثلي ليعترف أمامه كما يعترف المذنب للكاهن، فيربت على كتتي ليقول "ماذا ستخسر إذا جربت؟ لا تجربة خاسرة مهما بدا لك الأمر غير ذلك، تفقد بعض الوقت، وتفقد بعض المال، وتفقد بعض الجهد، وتكون محل استهزاء البعض وتهكمهم، لكنك في المقابل تكسب كثيرا. معارف ودرايات وخبرات كثيرة ودروسا عظيمة، أدناها أنك تأكدت أن هذا الاختيار لا يناسبك، عليك أن تبحث عن غيره".
هو ابن بطوطة زماننا الذي يعود إلينا بالحكايات والتجارب عن الثقافات والإنسان ومآسيه المهملة على قارعة السياسة القذرة.
هو رحالة لا يكتم أسرار رحلته ولا يستعرض فيها انستغراميا. هو الذي يقول لك "كنت ثريا وسيما أو فقيرا محروما من الجمال، ألم تلاحظ أن بعض الأماكن قد تبتسم لك، قد تغازلك، وتقع في حبك، ولا تتردد في أن تخبرك به، فترتبك وتتعثر في الطريق. فإذا ما غبت عنها في سفر طويل ثم عدت فإنها تعانقك أو تلومك لغيابك، من قال إن المدن حجارة، لا روح لها؟".
هو الحكّاء الذي لا يمل من حكاية الحكايات بل يريد من كل قارئ منا أن يكون حكاء، فالحكاية "هي بندقية أخرى لا تصيب ولا تقتل إلا الباطل المحتل والفاسد الحاكم، تحمي ذاكرة الوطن إلى من يأتي محملا بكل أسباب النصر".
هو الباحث خلف الإنسان وقصص يرفض أن يدفنها النسيان في شرق آسيا ووسطها وبلاد ما وراء النهر وبين النهرين وجزيرة العرب وفسيفساء البلقان وجروح أفريقيا الغائرة والقارة اللاتينية. يكتبها ويرويها في أفلامه حكايات لغايات في نفسه أولها فرضية التوثيق.
"يغادر المرء نفسه وأهله والعيال
يحمل متاعه
يعبر البحر والجبال
تفر من بين يديه السنون والأيام
يبحث عن الذهب
فإذا ما العمر ذهب
أدرك ما غابت عنه الأفهام
الذهب هو الإنسان
إذا ما ظل فيه الإنسان"
أسعد طه
شاءت الأقدار حتى الآن ألا ألتقي أسعد طه وجها لوجه. قد يكون في ذلك حكمة حتى أحفظ له كل هذا الاحترام والإعجاب والترقب لكل تجربة وحكمة وخبرة يشاركها.
أرجو ألا يلومني عمنا أسعد في ظني هذا الذي هو براء من أي إثم. إذ ابتلانا هذا الزمان بفقاعات ما إن احتكينا بها حتى انفجرت وأفرغت كل ما فيها من سوء.
الأقدار نفسها شاءت ألا أسمع عن أسعد طه إلا كل خير ممن احتك به وهو ما أفتاني به قلبي عندما استفتيته في صاحب الهمة المتجددة والقلب النابض شبابا والحضور البهي والصوت الرخيم والثقافة الواسعة والتجارب الغنية والنقاط الساخنة والحكايات من المناطق الرمادية في العالم.
إعجابي بالعم أسعد ظاهري لا باطني، فأنا أرى برانيته ولم أبلغ جوانيته. وهذا الإعجاب لا أحتكره وحدي فكثيرون مثلي دأبوا على متابعة تدويناته وتغريداته وسلاسل المرئيات القصيرة والحلقات الوثائقية العميقة. فما إن صدر "يحكى أن" حتى عزمت على النهل من تجارب وحكم من شم رائحة النبي، قارئا بصوته وأدائه وكأنه يحدثني وجها لوجه.
يتمرد عمنا أسعد على التقدم بالسن وغزوات الشيب في مساحات الرأس لكنه يقر بأنه في "مخزن العمر"، وهناك "تجارب رائعة ودروس عظيمة" لم يعد باستطاعته الاستفادة منها إلا أن الزمان يمنحه فرصة للتعبير عنها فهو خبر حياة الشباب لكننا لم نبلغ حكمة الشيوخ بعد.
يحثنا عمنا أسعد على السفر وهو الذي انطلق من السويس وحط في البوسنة وما بينهما من مدن وبلاد وقارات وتطلعات وآمال بقدر آلام الحروب والمآسي. فالسفر يشعرنا "أن هذه الأرض مهما امتدت هي بيتك، وأن ساكنيها مهما اختلفوا هم أهلك. يفرحك فرحهم ويحزنك حزنهم، لكن هل يظل بوسعك إذن أن تتحمل كل هذا الألم؟".
لا يخجل أسعد طه أن يعترف بأنه علم نفسه بنفسه وأن يشكر أصحاب الفضل عليه وأن يستعرض مسار تطوره إلى ما هو عليه اليوم. ولا يجد حرجا في أن يشارك قصص الفشل وإن ظللتها عبارات وجدت طريقها اليوم إلى تجار "التنمية البشرية". فعمنا أسعد يدعونا إن كنا في القاع إلى أن ننظر "إلى عل، إلى القمة، واحلم وفكر، لعلك تنال بهمتك منزلة لم تكن تتوقعها. ثم ما الضير في أن تنظر إلى القمة وأنت في القاع؟ اطمئن لن تسقط، فليس بعد القاع قاع".
جريء أسعد طه في "يحكى أن". هي جرأة التصالح مع الذات وعلى الملأ. هي محاولة ربما للتطهر من إثم لم يرتكبه في أفلامه عن قصد. هو تبرؤ من "انحراف بندقية حزب الله" ومن جعجعة "تشافيز" الممانعة المعادية لربيع العرب، من جعجعة أصمّت فلسطين ولم تتذوق طحينها الأبيض ولا ذهبها الأسود ولا ورقها الأخضر.
يعزي عمنا أسعد نفسه بأن "الكتابة هي ربما البضاعة الوحيدة التي لا يستطيع بائعها منح المشترك صك ضمان. فالكاتب يكتب اليوم كما يراه الآن، وليس كما سيكون في المستقبل وكذا يفعل صانع الفيلم الوثائقي".
بين دفتي "يحكى أن" تحضر أسماء كثيرة قابلها العم أسعد منها من ترك بصمة في حياته أو حول مجراها إلى البوسنة وعاصمتها سراييفو. إذ فيها قال إن "عليك أن تعمل الصالحات حتى تدخل الجنة في الآخرة، أما في الدنيا فيمكنك الذهاب إلى سراييفو"، ليكرر علنا نسينا أن "بعض المدن كبعض النساء لا تعرف سببا للوقوع في حبها".
وأسماء أخرى، تسجل حضورها في سطور "يحكى أن" في صداقة مستمرة أو مهمة عمل عابرة. أسماء بعضها معروف أشبه بفقاعات الهواء الخاوية إلا من هراء، وإن شئتم لكم أن تستبدلوا الهاء بالخاء. فقاعات "امْتُقِعَ" وجهها أي تغير لونه من حزن أو خوف أو مرض على ذمة قاموس المعاني، اللهم آمين إلى أبد الآبدين.
لو خط عمنا أسعد حكاياته مبكرا لكنت أبكرت في التعلم واتخذت قرارات تحررية جريئة ليس أقلها كسر قيود العبودية الوظيفية.
هو جنون نعم. لكنه العقل بذاته وبشروط أسعد طه: "الهمة والرؤية والمرونة". همة تدفعه للمغامرة وتحمل عثرات الطريق. ورؤية تحدد المسار. ومرونة تمكن من التغيير عند الخطأ.
مؤثر العم أسعد في حكاياته تأثيرا حقيقيا ليس تأثير الـ"إنفلونسر" أو فقاعات الهراء. هو المؤثر الحكيم لجيل يواجه تشويش مؤثري السلع التجارية والعادات السلوكية.
هو الشيخ الذي يفتقده شاب مثلي ليعترف أمامه كما يعترف المذنب للكاهن، فيربت على كتتي ليقول "ماذا ستخسر إذا جربت؟ لا تجربة خاسرة مهما بدا لك الأمر غير ذلك، تفقد بعض الوقت، وتفقد بعض المال، وتفقد بعض الجهد، وتكون محل استهزاء البعض وتهكمهم، لكنك في المقابل تكسب كثيرا. معارف ودرايات وخبرات كثيرة ودروسا عظيمة، أدناها أنك تأكدت أن هذا الاختيار لا يناسبك، عليك أن تبحث عن غيره".
هو ابن بطوطة زماننا الذي يعود إلينا بالحكايات والتجارب عن الثقافات والإنسان ومآسيه المهملة على قارعة السياسة القذرة.
هو رحالة لا يكتم أسرار رحلته ولا يستعرض فيها انستغراميا. هو الذي يقول لك "كنت ثريا وسيما أو فقيرا محروما من الجمال، ألم تلاحظ أن بعض الأماكن قد تبتسم لك، قد تغازلك، وتقع في حبك، ولا تتردد في أن تخبرك به، فترتبك وتتعثر في الطريق. فإذا ما غبت عنها في سفر طويل ثم عدت فإنها تعانقك أو تلومك لغيابك، من قال إن المدن حجارة، لا روح لها؟".
هو الحكّاء الذي لا يمل من حكاية الحكايات بل يريد من كل قارئ منا أن يكون حكاء، فالحكاية "هي بندقية أخرى لا تصيب ولا تقتل إلا الباطل المحتل والفاسد الحاكم، تحمي ذاكرة الوطن إلى من يأتي محملا بكل أسباب النصر".
هو الباحث خلف الإنسان وقصص يرفض أن يدفنها النسيان في شرق آسيا ووسطها وبلاد ما وراء النهر وبين النهرين وجزيرة العرب وفسيفساء البلقان وجروح أفريقيا الغائرة والقارة اللاتينية. يكتبها ويرويها في أفلامه حكايات لغايات في نفسه أولها فرضية التوثيق.
"يغادر المرء نفسه وأهله والعيال
يحمل متاعه
يعبر البحر والجبال
تفر من بين يديه السنون والأيام
يبحث عن الذهب
فإذا ما العمر ذهب
أدرك ما غابت عنه الأفهام
الذهب هو الإنسان
إذا ما ظل فيه الإنسان"
أسعد طه
Displaying 1 - 30 of 176 reviews