الكون مكان ساحر بمعنى الكلمة بما يحويه من كيانات وأجسام مهولة تفعل كل شيء تقريبًا؛ تسير، تستقيم، تنحرف، تدور، تنفجر، تتفتت، ثم تفنى، فهذا المكان مترامي الأطراف، هو غامض النشأة والنهاية لدى عالم جاهل بالعرفان، تخيل يومًا أنه يمكن أن يكتب سيناريو متطرف يكسر به قواعد الفيزياء ثم يخرج على الناس بفكرة يصفها بـ"المجنونة" وغفل أنها موجودة بالفعل، فيصفق له هذا وذاك، لكن العارفين وحدهم من يلتزموا الصمت. مسح "هارون" على رأس أخيه، ثم ناوله كسرة الخبز التي سقطت من يده، وعاد يتحدث: - ماذا عن عوالم أوجدها الله بأكثر من شمس كما تحدثت روايات الخيال القديمة؟ عن ثقوب شريرة غير مرئية تمتص كل شيء ولها يضطرب نسيج الكون نفسه؟ عن حساء من مادة النجوم؟ عن كواكب تمطر ألماسًا؟ ماذا عن نجوم هجينة، يحوي الواحد منها نجمًا آخر يدور بداخله؟! فكرة غير معقولة إلا في عالم العرفان، حينما يدور عارف في قرطبة داخل قلب عارف في القاهرة مثلًا، أو حينما يدور عارف في أصفهان داخل قطرة ماء تدلت من ورقة شجر في قونية، فعالم العرفان هو عالم من خيال معقول، لكنه يوصلنا في النهاية إلى الحقيقة الكبرى
مصر / دمياط مقيم بدولة الكويت مواليد 1/7/1977 حاصل على ليسانس في الآداب والتربية لغة عربية ودراسات إسلامية جامعة المنصورة كاتب قصة وباحث أدبي مستقل صدر له :
لوزات الجليد
2006 عن مركز الحضارة العربية /مجموعة قصصية
رائحة الخشب
/ 2008مؤسسة شمس للإعلام والنشر القاهرة/مجموعةقصصية
حصل على العديدمن الجوائز العربية والمحلية في مجال القصة القصيرة
عمل صحفياً بجريدة يوليو الإقليمية وشارك في تأسيس مجلة صوت الطلاب وموقع أدباء دوت كم www.odbaa.com
ينشر أعماله بالعديد من الصحف العربية والدولية القبس الكويتية / الراي الكويتية/ النهار الكويتية/ العالم الإماراتية/ الوفاق الدولية
أعثرت على العشق يا فتى؟ العشق كنقطة في بحر تنبثق منها كل الخطوط، ولكل خط لغة، ولكل لغة حرف، والحرف من نقاط، ولكل نقطة بحر، ولكل بحر عاشق، ولكل عاشق صلاة، ولكل صلاة أمانيها، ولكل أمنية عارف،ولكل عارف رحلة، ولكل رحلة طريق، ولكل طريق علامات، ولكل علامة يقين، ولكل يقين عائد، ولكل عائد غاية، ولكل غاية نهاية، ولكل نهاية بداية، ولكل بداية قلب، ولكل قلب باب، ولكل باب نور، ولكل نور قنديل، ولكل قنديل خادم، ولكل خادم دعاء، ولكل دعاء رجاء، ولكل رجاء قدر، ولكل قدر كتاب، ولكل ملاك سماء، ولكل سماء لون، ولكل لون صفة، ولكل صفة موصوف، ولكل موصوف واصف، ولكل واصف مثل، ولكل مثل خالق، ولا خالق إلا هووو. رحلة عشق اخرى من رحلات البوهي تأخذنا الى اعماق الصوفية ورحلة الوصول والارتقاء من شخص لا يعلم ماهية نفسه ولا يدري اين الطريق لعارف يصل لاعلى درجات الوصول التي اعتقد لا يصل لها أبدا سالك وانما تكون للمجذوب ، من يريده الله بقربه ويرشده للطريق ويفتح له الأبواب ويضع الناس مفاتيح واشارات للوصول أليه... واعتقد تلك أعلى درجات العشق بنظري.. اللغة رقيقة دقيقة معبرة وشرح لأدق التفاصيل التي تبعث في الروح الارتقاء انتظر المقبل ورحلة اخرى من رحلات البوهي في عالم الصوفية
شرعت في قراءة العمل مستمتعة مع تجربتي الأولى في القراءة عن الصوفية من خلال شخصية العارف حيث تتلاشى الأبعاد والحدود والأزمان، تسبح في الكون بروحك، تبحث عن الأمنية الكبرى، تلك الأمنية التي تتلاشى معها جميع الأمنيات الفانية، تحلق بجسدك، تذوب بروحك في عالم من الروحانيات اُختصت به فئة بعينها، يدفعك شغف المعرفة للبحث عن أجوبة لكنك تلتزم بأن العارف يُسأل ولا يسأل، يصل إلى مبتغاه بتصفية القلوب وتنقية الروح من كل ما يشوبهما، تبحث عن الجواب وحولك البرهان، تبحث عن السكينة والاستكانة بعيدًا عن الوجع والألم، وما الفراق في عهد العارفين إلى بوابة تُفتح لتجمع والتقاء المحبين المشتاقين، لحظة الوداع في العالم الفاني هي لحظة العودة في العالم الغيبي حيث الجنة والنور الإلهي، لقد وصلت إلى عشقك يا فتى بعد شقاء كتب لك مُسبقًا، فالعشق كما جاء على لسان العارف "أوله عودة، وأوسطه شوق، وأخره قبول".. أنت أمام عمل قيّم مليء بكم غني من اللغويات والمفردات التي تجعلك تتذوق حلاوة اللغة، العمل ليس للهواة، إنما لمحبي التعمق والتذوق الأدبي أجدت، فأبدعت فأخرجت شيئًا قيمًا تفخر به شكرًا أ. محمد على تلك التجربة الإثرائية في كل شيء ،
أعترف لغة محمد سامي البوهي عي الأفضل على الإطلاق و سرده يجبرك على أن تكمل ما ملكت فكرته منذ البداية و فقدت معه أي إثارة أو شغف إلا أن سحر السرد و روعة اللغة لهم الكلمة الأولى و الأخيرة من عبائة التصوف خرج العارف الذي أظنه جزء أخر لأخيه الأكبر الحلاج و لاأعتقد أن يتوقف زخم التصوف و تدفق النفحات الآلهية على البوهي ليجود بها علينا فأظنه مازال يمتلك في جعبته الكثير من هذا المضمار إلا أني أنتظر منه أن يكون أكثر اختلافا و تشويقا المرة القادمة