على الرغم من أنني عماني ، وروائي كذلك ، لكنني أعترف أنها المرة الأولى التي أقرأ فيها رواية من الأدب العُماني
هل هي رواية أم حقائق واقعية؟
سرد متميز من المعمري ، أجاد فيه خلق شخصياته بحيث جعلها شخصيات ذات أبعاد ثلاثية ، بتفاصيلها وسلوكها وطبائعها
وأجمل الشخصيات بلا منازع هي شخصية بسيوني الجميلة الظريفة الطريفة الممتعة المتميزة
الرواية خاضت في مواضيع كثيرة حساسة وشائكة ، منها السياسية ومنها الإجتماعية ، والدينية ، واللغوية كذلك
أعجبني الكلام عن اختلاف المذاهب في الفصل الثالث من الرواية ، مع بعض التحفظ على بعض ما ورد فيها ، والتي تخالف مذهبي السنِّي .. التحفظ ليس من باب التعصب المذهبي ، بل هو من باب مخالفة الكاتب في بعض الآراء الجوهرية فيها بخصوص أساسيات الدين ، وليس مواضع خلاف مقبولة
الرواية متميزة بالفعل ، وقد أجاد الكاتب اللعب في أوراقها ، وقد تعامل مع شخصيات الرواية بإتقان ، رغم اختلاف عقائدهم ، وجنسياتهم ، وعاداتهم ، وتقاليدهم ، واختلاف مذاهبهم وآرائهم .. وأجمل من كل ذلك قدرة الكاتب الفذة في التحدث بلهجاتهم المختلفة ، وإيراد أمثلتهم الشعبية لكل دولة على حدا
الشيء الوحيد الذي كان يزعجني من هذه اللهجات هو أن يتحدث الواحد منهم بلهجته ، ثم ينحرف بها ليدخل عالم اللغة العربية الفصحى .. برأيي أن المتحدث إما أن يتحدث باللهجة ، أو بالفصحى .. أنا الخلط بينهما في كلام واحد ، هذا يسبب التشويش على القارئ
هناك أمر آخر يسبب التشويش لدى القارئ ، وهو أن تتراص الأسطر بتكدس فوق بعضها البعض ، بحيث تتجاوز الفقرة الواحدة الصفحتين والثلاث ، وهو تماماً ما فعله أديبنا المعمري .. غير أنني بكل صراحة لم أنتبه إلى هذا التكدس ولم يصبني أي تشويش من هذا التراص ؛ ببساطة لأن أسلوب الكاتب كان ممتعا بحق ، جعل هذه العيوب وكأنها لم تكن
الكاتب ذكي ، لا يختلف على ذلك قارئان ، ولعل أكثر محاور ذكائه التي أعجبتني (لو كنت أرتدي «كمة» لرفعتها ، لكنني أرفع عمامتي) هي المقارنة الجميلة اللذيذة الممتعة الذكية الطريفة ، بين زوجة رئيس التحرير الأولى ، وبين قفزة فيليكس التاريخية
ومن جميل أسلوب الكاتب ، ونا يدل على أدبه مع الأدب ، أنه تطرق في أكثر من موضع عن مسائل الجنس ، غير أن ألفاظه كانت محترمة ، لا تخدش الحياء مطلقاً .. خلافاً لكثير من الأدباء الذين يرون الجنس مادة خصبة لجذب القراء ، فيسهبون في الحديث عنه إسهاب مصاص دماء متعطش
الرواية تستحق الخمس نجوم في تقييمها بلا شك ، لكنني أضع لها أربع نجوم بسبب بسيط ، وهو قضية الرواية نفسها وعنوانها
إن جمال عبد الناصر طلب من حارس البرزخ أنه يريد العودة إلى مصر ، لكن الذي حصل أنه ذهب إلى عمان .. ترك مصر التي يريد ، وذهب إلى عمان ، ثم لم يفعل شيئا هناك سوى أنه زار بسيوني ، ليسقطه في غيبوبته إياها .. زاره في المستشفى ، وضع له باقة ورد .. ثم اختفى
لا أفقهُ كثيرًا في السياسة والحق أن السبب الذي دفعني لقراءة هذه الرواية هو أنها أحد الروايات الممنوعة في عُمان! ولكن ما إن بدأتُ في الصفحات الأولى حتى انغمست في أسلوب المعمري في سرد وقائع تاريخية بكل سلاسة -وأحيانًا بكل سخرية- وأنا التي تضجرني هكذا روايات.
من جهةٍ أخرى، تكشّفت لي كثيرٌ من الأحداث التي مررتُ عليها مرور الكرام في فترة الربيع العربي وما تبعها من أحداث، كذلك ما وقع من اعتصامات ومطالبات في سنة ٢٠١١ في ربوع عُمان. جعلتني هذه الرواية أتفكّر في معنى أن أكون عُمانيةً عربيةً في هذه الفترة، وكيف ذلك مرتبطٌ أشدّ الارتباط مع منع هذه الرواية.
أخيرًا، احببتُ لمحة الخيال في الرواية ولن تكون الرواية الأخيرة التي اقرأها للمعمري!
في الحقيقة لم أندم على تأخري في قراءة رواية مثلما ندمت بتأخري بقراءة رواية الصديق سليمان المعمري والتي تحمل عنوان (الذي لا يحب جمال عبد الناصر) وربما مهما تحدثت عن هذه الرواية لن اوفيها حقها بما يتناسب مع الإبداع و الأمتاع والاسقاطات السياسية الصريحة التي قدمها المعمري عن الداخل العماني بكل تجلياته المجتمعية و المذهبية والسياسية وبالتحديد احتجاجات صحار المباركة، وتتضح عبقرية سليمان المعمري في هذه الرواية من خلال ربط جميع شخصياتها المذكورة بشخصية المدقق اللغوي بجريدة المساء المصري محمد بسيوني الذي يكره الرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر كرهاً لو وُزن بحقد البشر في الأرض لرجح الكُره الكامن في نفس بسيوني، إن شخصية محمد بسيوني سلطان لم تكن إلا فكرة عبقرية زرعها سليمان المعمري في الرواية، لإيجاد قاسم مشترك للحديث عن الايجابيات والكثير من السلبيات من تاريخ عبد الناصر وكذلك الاسهاب بالحديث عن الشأن العماني لأحداث تاريخية وقعت و افكار مجتمعية ما زالت قائمة، ونلاحظ هنا بعض الحقائق عن افعال عبد الناصر على لسان شخصية محمد بسيوني وهو يرد على الناقد السينمائي المعروف عبدالله حبيب بعد أن قام عبدالله حبيب بامتداح جمال عبد الناصر في اعتصام ساحة مجلس الشورى اثناء الاحتجاجات حيث كتب المعمري ما نصه،
(بسم والصلاة على رسول الله وبعد… السلام عليكم و رحمة الله وبركاته…أنا اسمي الأستاذ محمد بسيوني سلطان، خريج الجامع الأزهر ومن علماء اللغة العربية.. عايش معاكم هنا في عُمان من ييجي خمسة وتلاتين سنة.. درست ناس كتير : بعضهم دلوقت بقوا وزراء، وبعضهم كتاب، وبعضهم صحفيين، وبعضعهم مذيعين.. أنا ساهمت في تشكيل جيل النهضة المباركة.. انتوا لسه شباب وما عشتوش اللي أنا عشته.. ولا شفتوش اللي أنا شفته.. أنته نفسك يا أستاذ عبدالله يا حِداثي بتقول أنك كنت عيل في السنة اللي مات فيها الزفت اللي ما يتسماش.. ده رجل عظيم؟!.. استغفر الله العظيم.. رب كلمة قالت لصاحبها: دعني.. شفت أيه انته من عظمته يا أستاذ يا متعلم يا مثقف يا بتاع (كلاوديا أروح كلاوديا أجيء)؟!.. إن شاء الله ربنا حيحشرك معاه يوم القيامة.. مش ده اللي اخترع القومية العربية علشان يضرب بيها الإسلام؟!، قال أيه الإسلاميين حيرجعونا لعصر الحمير ربنا ينتقم منه.. مش هو اللي طلع لينا بالاشتراكية، قال أيه كفاية في الإنتاج و عدل في التوزيع، كفاية أيه وعدل أيه يا روح أمك.. مش ده اللي ارتكب جريمة الإصلاح الزراعي: قال أيه كل واحد خمسين فدان بس.. طيب افرض إن ربنا كارمني ب300 فدان.. يعني أيه؟! أرميهم للكلاب؟!، مش ربنا هو اللي بيوزع الأرزاق؟!.. مش الراجل العظيم بتاعك ده هو اللي فصل مصر عن السودان؟!!.. مش هو اللي دمر الاقتصاد المصري بعد ما كان الجنيه المصري يساوي تمانية جنيه استرليني؟!!.. مش ده اللي جابه للحكم الأخوان المسلمين وبعدين غدر بيهم زي ما غدر بزميله محمد نجيب!!.. مش هو اللي حط ايده على قبر الشيخ حسن البنا الله يرحمه وقال (نحن على العهد سائرون) وبعدين خان؟!!.. مش ده اللي قتل الشهيد سيد قطب.. مش ده اللي كان بيعذب الأخوان في السجون.. الله يرحمك يا أستاذ محمود أبو العينين، والله لما كنا نشوف ظوافره متشالة ومتاكلة من التعذيب كانت أجسامنا تقشعر.. مش ده اللي تسبب في هزيمة كبيرة للعرب وقام المنافقين بتوع التلات ورقات سموها (نكسة)!!.. جاتهم وكسة.. كل ده وأنا لسه ما تكلمتش على اللي عمله بالعُمانيين.. مش هو ده اللي كان بينصر الشيوعيين عليكم؟!.. مش هو ده اللي تخلى عنكم في زنجبار سنة 64 وخلا الأفارقة يدبحوكم دبح!.. لحد امتى حتبقوا مخدوعين فيه؟!.. كفاية بقا.. وربنا المعبود ده كان يقدر يوقف المجزرة ضد العمانيين بالتليفون لو كان عايز.. مجرد إتصال صُغير للراجل اللي اسمه نيريري كان يخليه يترعب.. بس فخامته ما كانش عنده وقت لأنه مشغول بحرب اليمن، مشغول بإبادة جنوده المصريين في حرب ضد إخواتهم العرب.. لا وكمان أجبر الأزهر يستقبل المجرم نيريري ولا كأنه عمل حاجة بالعرب والمسلمين)
استطاع سليمان أن يذكر تفاصيل لأحداث سياسية خطيرة ربما أن الكثيرين من جيل الشباب لا يعلمها أو لم يدرك حساسيتها على الأمن الداخلي، ولكن سليمان ركز بالمقام الأول على الاحتجاجات التي تفجرت في فبراير من عام 2011، وتحدث المعمري في عمق عن خوف السلطة من هدير الغاضبين في الشوارع و الساحات، وهنا أضع امامك عزيزي القارئ طرح معمق عن المواجهة الأولى بين الشعب و السلطة منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث يضع المؤلف نص للصحفي ناصر صالح،
(بقدر ما كانت الاعتصامات الشعبية التي شهدتها عُمان عام 2011 المواجهة الأولى بين المجتمع و السلطة منذ عقود، فقد كانت أيضًا، على المستوى السيكولوجي، المواجهة الأولى بين الفرد العماني و مخاوفه اللاشعورية من بطش السلطة، والمواجهة الأولى كذلك بين السلطة و عقدة خوفها و ارتيابها المزمنة، منذ سبعينيات القرن الماضي، من أي تجمع و احتجاج شعبي. لقد كانت هذه المخاوف الكامنة في لاشعور الفرد و السلطة معاً هي المسرح الخلفي لأحداث فبراير 2011. لم يكن الذين خرجوا للاعتصام في الشوارع و الميادين يواجهون السلطة بقدر ما كانوا يواجهون للمرة الأولى مخاوفهم المترسبة في قاع النفس و الذاكرة منذ سبعينيات القرن الماضي. كما أن السلطة حين واجهت الشباب العماني المحتج على سياستها إنما كانت تواجه لأول مرة مخاوفها و هواجسها الأمنية التي كانت أسيرة لها منذ حربها المسلحة مع (الجبهة الشعبية لتحرير عمان والخليح العربي)!.. كان الحدث يجري في فبراير 2011, ولكن المسرح النفسي للحدث ممتد إلى أربعين سنة ماضية، لذا كانت اللحظة محتدمة بالانفعالات المضطربة، الحائرة، المترددة. كانت الجماهير في الشوارع في مواجهة علنية صريحة مع مخاوفها من بطش السلطة وعقابها الشديد، أما السلطة فكانت هي الأخرى تنظر إلى الجموع الغاضبة في الشوارع بارتباك و خوف، وتصور لها مخاوفها احتمال الفوضى العارمة، و انفلات الأمن، وفقدان السيطرة والتحكم، وبالتالي ضرورة الردع والعقاب القاسي. كان الخوف من الجانبين سيد الموقف، لذا ذهبت الأمور إلى أقصاها في المواجهة الأولى في صحار، مما أدى إلى مقتل شاب عماني برصاص الشرطة، وعندها تفجر الغضب في صحار، و امتد إلى مسقط، وصلالة، و صور.. كانت الجموع الغاضبة لمقتل الشاب العماني تطالب بالقصاص و عقاب المسؤولين عن مقتل الشاب، ومعها تتعالى عشرات المطالب بإقالة المسؤولين الذين اعتبروهم رموز الفساد و الاستبداد! .. إنها لحظة المواجهة الأولى التي كسرت حاجز الخوف. كان العمانيون في الميادين بصدورهم العارية مستعدين لمواجهة القتل و الاعتقال و السجن، إنها لحظة الانعتاق الأولى من الخوف، لحظة التحرر من الأسر، والانطلاق و الحرية. إنها لحظة استعادة الشعور بالذات الفردية كشخصية حرة، والوعي بالذات الجماعية كشعب عماني له إرادة و عزيمة وقدرة على التغيير. كان الفرد العماني يعلن ذاته لأول مرة: أنا أحتج، و أرفض، و أعترض إذاً أنا موجود. وكان الشعب ككيان معنوي و فيزيقي ينبثق ويتعين في الساحات و الميادين كإرادة شعبية متضامنة تعلن وجودها لأول مرة: نحن نحتج، ونرفض، ونطالب، ونريد، إذاً نحن موجودون. إنها لحظة معنوية فاصلة. لحظة انبثاق الوعي الأول بالذات الفردية و الجماعية. الأنا العمانية ولدت و تحققت في تلك اللحظة التاريخية، إنها ذات فاعلة لها إرادة حرة. كما أن الشعب العماني أخذ يتبلور كهوية و إرادة جامعة، و ككيان معنوي جماعي له شخصيته الاعتبارية و حقوقه في المشاركة و صناعة القرار في وطنه.. لقد فوجئت السلطة بالجموع الغاضبة و المستنكرة. أربكتها الأصوات و اللافتات الصريحة التي طالبت بإقالة القيادات الأمنية و المدنية البارزة في السلطة، ولم تعرف كيف تتعامل مع هذه اللحظة المنفلتة من العقال، كانت كل جهودها طوال الأربعين عاماً الماضية منصبة على تجنب هذه اللحظة الصدامية المتفجرة، لهذا كانت تعتقد أن كل تجمع شعبي أو رأي ناقد للسلطة يشكل خطراً و تهديداً للحكم، هكذا كانت المخاوف الأمنية تفاقم الإحساس بالخطر لدى السلطة من الشعب! ولكن السلطة اكتشفت أن مخاوفها و هواجسها الأمنية أضغاث أوهام. فهاهم العمانيون يتجمعون في الشوارع و يعتصمون في الميادين، ولكنهم لا يشكلون تهديداً لنظام الحكم، بل يريدون تغيير وزراء و مسؤولين في الحكومة، و يطالبون بإصلاحات اقتصادية و سياسية! كانت السلطة تتحرر من مخاوفها وتكتشف زيف أوهامها، فقد كان المحتجون يعبرون عن وحدتهم الوطنية، و يؤكدون مطالبهم المشتركة بسن و تطبيق القوانين العادلة، و محاربة الفساد، و إصلاح المؤسسات، و ترسيخ بناء الدولة.. لقد حررت الاعتصامات الفرد من مخاوفه كما أنها حررت السلطة من هواجسها و أوهامها الأمنية، وهو ما أدى إلى انفراج الحالة السياسية المحتقنة، لذا أصبح سهلاً على السلطة أن تتيح للمحتجين أن يبقوا في الشوارع و الميادين ما داموا لا يهددون نظام الحكم، لذلك توقفت المواجهات العنيفة، و انتقل الصراع إلى محاولة إيجاد الحلول السياسة، و الوصول إلى مخرج من الأزمة. و وجدت السلطة نفسها، بعد أن تحررت من مخاوفها الأمنية، أكثر قدرة على الاستجابة لمطالب المحتجين، و إجراء التغييرات السياسية، لذلك جاءت التعليمات واضحة و صريحة لأجهزة الأمن بعدم التعرض للمعتصمين، وصدرت القرارات بإقالة الوزراء و المسؤولين الذين طالب المعتصمون بإقالتهم، كما توالى صدور القرارات التي استجابت للكثير من المطالب التي أعلنها المعتصمون في الساحات العامة)
إن هذه الرواية في الحقيقة عمل جاهز درامياً مكتمل الأركان ولا يحتاج إلا دعم لانتاج حقيقي على أرض الواقع وقبل هذا رفع الحظر المفروض عليها من جانب مقص الرقيب مثلما اخبرني سليمان المعمري حتى كتابة هذه الأسطر، شكرا سليمان المعمري على هذه الرواية التي لامست الكثير من افكاري الخاصة،
رواية الذي لا يحب جمال عبد الناصر للروائي العماني المبدع سليمان العبري.. تناقش الرواية أحداث سياسية ساخنة حصلت في عمان كحادة اعتقال المشايخ ( ٢٠٠٥) و أحداث الربيع العربي (٢٠١١) في عمان ومصر وتونس بطريقة هزلية مضحك من منظور عدة أشخاص يحملون وجهات نظر مختلفة.. .. أسلوب الرواية بسيط وسلسل وممتع جدا ومضحك بعض الأحيان أحداثها متسلسه جد .. تحتاج منك لجسلة واحدة لقراءتها من الجلد إلي الجلد..
رواية ممتعة ، فكاهية نوعًا ما رغم عمق المغزى .. أعجبني فيها السرد الواقعي ومناقشتها لقضايا لاتزال توجد في مجتمعاتنا لكن قد لا يُسلَّط عليها الكثير من الضوء فتبدو وكأنها اندثرت إلا أنها في الواقع لاتزال موجودة تنخر ربما في بعض المجتمعات ! ..
لربما أوافق الناقد السوري حين قال أن سليمان المعمري ينوِّع كثيرًا في روايته ويعطي كل شخصية حقها في التعبير عن ذاتها وتفاعلاتها مع المحيط الخارجي إلا أنني وددت لو أن صوت الكاتب كان ملموسًا أكثر في تلك السطور ولا أعلم إن كانت تلك ميزة تميز بها المعمري عن غيره من الكُتَّاب أم أنه يعتبر مأخذًا على الرواية ..
أخيرًا .. هذا كان أول كتاب أقرأهُ لكاتب عماني ، و بعد قرائتي له أظن أنه يتوجب علي قراءة المزيد للكُتَّاب العمانيين لأتعرف على أساليبهم أكثر وأفهم الأدب من منظور آخر ! ..
رواية سياسية،ساخرة .. بطلها "الذي لا يحب جمال عبد الناصر " مصري يقيم في مسقط ، و من خلال هذه الشخصية ستنطلق أصوات سردية لشخصيات لها علاقة و معرفة بالذي "لا يحب جمال عبدالناصر". تنوع و تعدد هذه الأصوات السردية هي أحد عوامل قوة هذه الرواية . حيث تعددت جنسيات الأصوات السردية بين عمانية،مصرية،تونسية و سودانية . حيث جعل المؤلف من هذه الشخصيات صوت للربيع العربي الذي جرى في بلادها ،و تداعياته.
ماذا اقول فيك يا سليمان المعمري ؟؟ لقد اعجبت حقا بهذه الرواية واعتقد ان قراءتها هي فرض واجب لكل عماني..
رواية سياسية ساخرة ..استمتعت حقا بشخصياتها وبمجرياتها وكم كشفت لي رغم اختلافي في الرأي معك بعد نظرك وثقافتك الواسعه ولأول مرة اقرأ لكاتب عماني (ابن بلدي) فلا يخيب ظني! اعتقد ان روايتك تستحق القراءة بل وحتى الدراسة
هيٓ تجربتي الأولى مع الأدب العُماني وكانت ممتعة بحق. قهقهت بين السّطور.. الكاتب ذكي جداً ليطرح قضايا الربيع العربي بهذه البساطة والكوميديا السوداء في بعض الأحيان، يشعرك بأنك تقرأ أحداثاً حقيقة حدثت بالفعل. تستحق القراءة ولو أن عبدالنّاصر خرج من البرزخ وأتى إلى عمان ليدخل بسيوني في غيبوبة ويهديه وردة ولَم يفعل أي شيء آخر!
الرواية تستند على "المغايبة" الذي باتت تحدث كثيراً في السلطنة و هي عند وفاة أحد الأشخاص ثم يراه أحد بعد فترة زمنية و يستندوا بقولهم أنه تم اختطافه من قبل أحد السحرة، تقص حول إمكانية عودة الرئيس جمال عبد الناصر لأنه خطفة ساحر مكان الحدث هي مقر عمل جريدة " المساء" و بها أحد أشد الحاقدين على جمال عبد الناصر و هو مدقق مصري الجنسية أشبعتني حوارات الرواية ضحكاً، الكاتب أبدع في تصوير اللحظات إبان حدوث الربيع العربي في عام 2011 و قفزة فليكس و الأحداث التي حدثت في عام 2005 عندما قبضوا على مجموعة من الشباب الذين أرادوا تغيير الحكم في عمان للإمامة أسلوب الكاتب ممتع جداً و سلسل بورك الرحم الذي حملك يا سليمان أبدعت في الكتابة ...
رواية من الروايات العمانية التي نالت حظاً وافرا من الدعاية و التحليل إستمتعت متعت بقراءتها, وقد نجح سليمان المعمري في إدخال تحليل للربيع أو الح��اك الذي شهدته السلطنة في العام 2011.
فصول الرواية أو ما سماه المؤلف موجز الكراهية سلسلة و سهلة في اللغة و الترابط
قد يأخذ على الرواية سوء إخراج الغلاف كان من الممكن أن يكون أفضل من ذلك
اعجبني اسلوب الكاتب كثيرا .. كان مشوقا جدا . حتى انني كنت اقرأها بشغف .. الكاتب كان ينتقل من فصل لاخر بسلاسة .. والاساليب التي اتخذها الكاتب كانت جميلة .. ما لم يعجبني في الرواية هو تطرقه إلى المواضيع الدينية على الرغم من انها لم تكن ذات طابع هجومي .. وما لم افهمه ايضا ما هو دور عبدالناصر من كل الاحداث ؟!
رواية عمانية جميلة من الأدب السياسي الساخر. أكثر ما شدني فيها هو واقعية الشخوص والأحداث التي رواها الكاتب بحرفية تحسب له كعلامة فارقة في تقديره لثقافة ونباهة قرائه، والذين -حسب رأي المتواضع- يدركون أن الإسقاطات واقعية لدرجة أنها تبدو كرواية تأريخية معاصرة. أرفع للكاتب قبعتي.
This entire review has been hidden because of spoilers.
لا أعرف ما الذي سيطلبه عبدالناصر بعد خمسة آلاف وتسعمائة واثنين وثمانين سنة، ولم أتشوق كثيرًا لأعرف من ما زال يكره عبدالناصر فيلاقيه ليطرحه في غيبوبة أخرى ولكنني رافقت بسيوني الذي بدت عليه علامات العودة للحياة وأظن أن الأمر هذا لمصلحة الجميع، لأنني أعتقد أن لا شيء سيمنعه عن جمال عبدالناصر وقتها إلا رحمة الله.
إنني أتخيل بسيوني الإضاءة التي ربطت السرد في شبكة أحداث محكمة، ومكنتنا من قراءة أحداث عربية ومشاهد من الربيع العربي وتحولاته كما تعمقنا في عمان بتاريخها المعاصر في لمحات شتى، تمكن فيها الكاتب من دسها دون تكلف وبسلاسة جعلت من الرواية عالمًا شيقًا ومتكامل وبواقعية عجيبة جعلت كل من ذُكر في الرواية يبدو حقيقيًا داوود الحراصي وسالم الخنصوري ومرهون البطاشي وزينب العجمي غيرهم.
اختيار الحقبة الزمنية والحركة الرشيقة بين الأحداث والتغيرات مع استحضار الأحداث التاريخية وسط الفصول، كوّن خطًا زمنيًا عجيب يغوص فيه القارئ ويرى كما ترى الشخصيات الأحداث ولكن كانت هناك ثغرة حيرتني فحتى وأنا لم أضع أي علامات تعيدني للصفحات ما زلت أذكر فصل "هل سيد قطب إباضي؟" بلسان داوود الحراصي، ففي كل الرواية الجميع كان يتحدث وهو بين السنوات ٢٠١٠-٢٠١٣ ما الذي مكّن الشيخ داوود من معرفة أن نزوى عاصمة الثقافة الإسلامية ٢٠١٥ هذا البيان من داوود سيبقى نقطة محيرة في خط السرد.
أرى أن الكاتب شكّل مثلث الربيع العربي برؤوسه الثلاثة متخذًا من تونس مثالًا لم يصبر على مجنونه فأتاه الأكثر جنونًا ومن مصر حالة لم تتغير إلا على مستوى المسميات وفي عمان أبقى النزاع قائمًا سواء على مستوى من عاش أجواء الساحة ومن ناصرها ومن خالفها وفي ذلك استعراض ضمنيّ للمصالح وللطبقات الاجتماعية المختلفة في المجتمع فرفض زوينة الهنائي وزوجها مثال على الطبقة العليا في المجتمع، كما أن سالم الخنصوري وحسن العامري شكلا المثقف ونقداه وسط كل ما حدث ويحدث، ولقد عبرت زينب بلسان حالها"تستطيعون اعتباري أخطر امرأة في هذه البلاد!".
بسيوني كما ذكرت سلفًا كان إضاءة تبيّن ملامح السرد وسط الشبكة المتداخلة من العلاقات فلابد من أن صحيفة المساء وميدان التحرير أن يكونا مشهدًا ولكن ما هي الخطوط التي ستربط كل من الملحق الثقافي والمحلي والديني والاقتصادي إن لم يكن المصحح بسيوني سلطان.
في الذكرى الستين لثورة يونيو يستيقظ جمال عبد الناصر طالبًا من حارس البرزخ أن يعود إلى مصر فيشترط عليه حارس البرزخ لقاءه بشخص مصري -يعيش في سلطنة عمان- يكرهه أشد الكراهية فإن استطاع جمال محو ولو ١٪ من كراهيته له فسيكافىء بالعودة إلى مصر ثانية..
ومن هنا نبدأ روايتنا ، ولكي نتعرف على بسيوني سلطان- كاره جمال عبد الناصر-سنتعرف عليه عبر ابنه جار النبي وعبر زملاءه في جريدة المساء العمانية ومن خلال تعرفنا على بسيوني تتوسع الرواية في معرفة الاحداث ومجريات الأمور في أحوال الجريدة والثقافة وغيرهما ..
اعجبني للغاية ان الرواية لم تقتصر على بسيوني وجمال بل انها تشعبت بنا وتداخلت في عدة أمور تخص عدة بلاد وبالطبع السلطنة بأسلوب بارع،كما أن بالرواية كم من المعلومات يخص السلطنة هو جديد على عين وأذن القراء..
نصل في النصف الثان من الرواية لبسيوني معرفًا عن نفسه بنفسه ومتحدثًا عن سبب كراهيته لجمال عبد الناصر لزميلته في المجلة : زينب ..
اطلق الكاتب على مفتش الشرطة السابق اسم مالك بن سليمان المعمري!! واختار ان يكون أحد المتخاصمين في فصل بسيوني من قبيلة المعمري !! فهل للرواية احداث كثيرة من واقع حياة الكاتب أم ان اختيار الأسماء محض صدفة أو مزحة من الكاتب ؟
يقول رئيس القسم الثقافي عن أهل الثقافة: "بسيوني أفسد علاقتي بالمثقفين، وأنتم تعرفونهم هؤلاء.. إنهم وسط مريض .. التعامل مع أطفال الحضانة أسهل بكثيز من التعامل معهم.. لو أمعنتم التأمل في جبين أي منهم ستجدونه مكتوبًت عليه: " أنا سبب رئيسي للسرطان وأمراض القلب والرئة والشرايين"
اختتمت الرواية بصورة رشيقة بالرغم من أم الكاتب تركنا بنهاية مفتوحة عن العم بسيوني .. إلا أننا من سياق الختام سنعي ماذا كانت نهاية العم بسيوني وروح الرئيس الراحل ..
📚: الذي يكره جمال عبد الناصر 📝: الكاتب العماني سليمان المعمري ⭐️: ٥ من ٥ 📑: ٢٠٠ صفحة 📍: عمان 🇴🇲 / مصر بالطبع 🇪🇬 📄: * الرواية بديعة وعظيمة وذكية … ذكية للغاية * دعك من عنوان الرواية - وإن كان هذا ما شدّني إليها-؟… هل تصدق بأن الرواية محايدة ومنصفة ؟ فالكاتب استند على الواقع الحقيقي لأحداث سياسية بارزة خلق منها واقع آخر يستعرض فيه وجهات نظر جميع المعسكرات في قالب روائي سلس وكوميدي وساخر وذكي * فصول لرواية تسرد الحيوات المتوازية للموظفين: * بسيوني سلطان المصري والاخواني السابق - المصحح اللغوي والشخصية الرئيسية في الرواية * سالم الخنصوري الليبرالي - رئيس قسم المحليات * حسن العامري السني - رئيس القسم الثقافي * زينب العجمي الشيعية - رئيسة القسم الاقتصادي * داوود الإباضي - رئيس القسم الديني * رئيس التحرير المتلون لطمعه بمنصب وزير الإعلام * المصحح التونسي والسوداني والمترجم المصري * هذه الحيوات التي تتقاطع في محل عملهم في جريدة "المساء" خلال أحداث ٢٠١١ التي عصفت بالعالم بأسره * رواية قوية وممتعة وعمانية بامتياز … وللأمانة تعجبت جدًا من جرأتها في الطرح استنادًا إلى الصورة النمطية التي وضعت الشعب العماني في قالب السلمية الأقرب للسلبية * من الروايات التي تستحق القراءة وتكرار قراءتها أيضًا
اول تجربة لي للادب العماني،وبصراحه تفاجئت جدا بالرواية الجميلة والفكرة المضحكة: جمال عبدالناصر طلب من حارس البرزخ أنه يريد العودة إلى مصر، لكن الذي حصل أنه ذهب إلى عمان. ترك مصر التي يريد، وذهب إلى عمان، ثم لم يفعل شيئا هناك سوى أنه زار بسيوني(الشخص الاساسي للرواية واللي بيكره جمال عبدالناصر حتى النخاع) ليسقطه في غيبوبة، ثم زاره في المستشفى، وضع له باقة ورد، واختفى، وهنا تبدأ الاحداث.الاحداث وصلب الرواية تدور في قالب ساخر في صحيفة عُمانية خاصة اسمها “المساء”، من خلال المواقف والمقالب والحداث بين طاقم الصحيفه المتنوع من شخصيات عمانية وموظفين عرب من السودان،مصر،تونس . الروايه جميلة جدا وكتبت باللغه الفصحى وبعض الاحيان باللغه العاميه. هناك معلومات كثيرة عن عمان وتاريخ عمان والمجتمع العماني،وهاي المعلومات خلتني ابحث بالانترنت عن تاريخ عمان اللي للاسف مش معروف بالنسبة لي. الرواية خاضت ايضا في مواضيع حساسه وسياسيه ودينيه أعجبني الكلام عن اختلاف المذاهب الدينيه.
تجربتي الثانيه مع الادب العُماني بعد تغريبة القافر ، بسيوني( الذي لا يطيق اسم جمال عبد الناصر )شخص مصري مقيم في عمان ويعمل في جريدة المساء برفقة زملاء من مختلف بلادنا العربية ،يدخل في غيبوبه ،ويبدأ كل زميل في التحدث عنه والمواقف التي جمعته ببسيوني وفي النهاية نتعرف علي سبب الكرة الشديد لعبد الناصر من قبل بسيوني ،توقعت الرواية تتحدث بشكل أكبر عن الزعيم الراحل ولكن دا للاسف محصلش فاتقييمي ليها كان 2 من 5.
يسرد #سليمان_المعمري في روايته "الذي لا يحب جمال عبد الناصر" بعض الأحداث السياسية والمذهبية والاجتماعية في رواية ساخرة تتصاعد فيها الأحداث بين ثورة الربيع العربي، صحيفة المساء، الصحفيين، ميدان التحرير، وحكايات خلف كل شخصية بسرد لا يخلو من حس الفكاهة حيناً، والامتعاض الصلب حيناً آخر. وعلى الرغم من ذلك، لعلَّ ذاكرتي حرّضتني أن يبقى كتاب #كائنات_الردّة هو المفضّل لديّ من بين كُتب المؤلف ذاته.
كتاب جميل جداً وخفيف كذلك، يتحدث فيه الكاتب عن مجموعة من موظفي جريدة المساء وهم يسردون شيئاً من حياتهم ، أحداثهم اليومية ، الأحداث السياسية المهمة التي عاشتها عمان خلال الألفية الجديدة. تدور الأحداث حول المدقق اللغوي المصري بسيوني وزملائه في العمل.
كتاب لما خلصته سألت نفسي أسئلة واجد. شخصية بسيوني مُسسسسسستفززززززززة ما أتوقع إذا صادفت شخص مثله في حياتي بقدر استحمله. الرواية جميلة، وتتحدث بشكل غامض عن آراء سياسية عمانية مصرية تونسية من تحت التريلات.