هو: الإمام شيخ الإسلام حافظ المغرب أبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر بن عاصم النَّمَري القرطبي، ولد سنة ثمان وستين وثلاث مائة في ربيع الآخر, وطلب الحديث قبل مولد الخطيب بأعوام.
وساد أهل الزمان في الحفظ والإتقان.
وكان مع تقدُّمه في علم الأثر وبصره بالفقه والمعاني, له بسطة كبيرة في علم النسب والأخبار. جلا عن وطنه فكان في الغرب مدة, ثم تحول إلى شرق الأندلس فسكن دانية وبلنسية وشاطبة وبها توفى، وذكر غير واحد أنّ أبا عمر وليَ قضاء أشبونة مدَّة.
شيوخه:
خلف بن القاسم, وعبد الوارث بن سفيان, وعبد الله بن محمد بن عبد المؤمن, ومحمد بن عبد الملك بن صيفون, وعبد الله بن محمد بن أسد الجهني, ويحيى بن وجه الجنة, وأحمد بن فتح الرسان, وسعيد بن نصر, والحسين ابن يعقوب البجاني, وأبي عمر أحمد بن الحسور, وعِدَّة.
وأجاز له من مصر المسند أبو الفتح بن سيبخت, والحافظ عبد الغني، ومن مكّة أبو القاسم عبيد الله ابن السقطي.
تلاميذه:
أبو العباس الدلائي, وأبو محمد بن أبي قحافة, وأبو الحسن ابن مفوز, وأبو عليّ الغسّاني, وأبو عبد الله الحميدي, وأبو بحر سفيان بن العاص, ومحمد بن فتوح الأنصاري, وأبو داود سليمان بن أبي القاسم المقرئ, وآخرون.
مناقبه:
قال أبو الوليد الباجي: لم يكن بالأندلس مثل أبي عمر في الحديث.
قال ابن سكرة سمعت أبا الوليد الباجي يقول: أبو عمر أحفظ أهل المغرب.
وقال ابن حزم: التمهيد لصاحبنا أبي عمر لا أعلم في الكلام على فقه الحديث مثله أصلاً, فكيف أحسن منه.
قال الذهبي: وكان ديِّناً صيِّناً ثقةً حجةً صاحب سنة واتِّباع, وكان أولاً ظاهريا أثرياً, ثم صار مالكياً, مع ميلٍ كثيرٍ إلى فقه الشافعي.
وقال الحميدي: أبو عمر فقيه حافظ مكثر عالم بالقراءات وبالخلاف وبعلوم الحديث والرجال. قديم السماع يميل في الفقه إلى أقوال الشافعي رحمة الله عليه.
مصنّفاته:
قال الحافظ الذهبي: وله تواليف لا مِثل لها في جمع معانيها، منها:
"الكافي" على مذهب مالك خمسة عشر مجلداً.
ومنها كتاب "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" ليس لأحدٍ مثله.
ومنها كتاب "جامع بيان العلم وفضله".
وله كتاب "الاكتفاء" في قراءة نافع وأبي عمرو.
وكتاب "بهجة المجالس" نوادر وشعر.
وله كتاب "التقصّي" لحديث الموطأ.
وكتاب "الإنباه عن قبائل الرواة".
وكتاب "الانتقاء لمذاهب الثلاثة العلماء" مالك وأبي حنيفة والشافعي.
و"البيان في تلاوة القرآن".
و"الأجوبة المستوعبة".
وكتاب "الكنى".
وكتاب "المغازي".
وكتاب "القصد والأمم في أنساب العرب والعجم".
وكتاب "الشواهد في إثبات خبر الواحد".
وكتاب "الإنصاف في أسماء الله تعالى".
وكتاب "الفرائض"، وغير ذلك.
وفاته:
قال أبو داود المقرئ: مات أبو عمر ليلة الجمعة سلخ ربيع الآخر سنة ثلاث وستين وأربع مائة, واستكمل خمساً وتسعين سنة وخمسة أعوام. رحمه الله تعالى.
آداب المجلس، وحقّ الجليس، وفضل البلاغة، وحمد الصمت، وذم العيّ، وفضول الكلام، وذمّ الغضب، ومدح العفو والتجاوز، والنحو والإعراب وفضلهما، والأجوبة المسكتة وحسن البديهة، وغيرها من المواضيع الأخرى التّي تناولها ابن عبد البر في كتابه هذا بأسلوب بسيط وجميل جدا.
هذه الرسالة قد اُنتقيت فصولها من كتاب " بهجة المجالس وأُنس المجالس " للعالم الإمام " ابن عبد البر " ، وما هى إلا شواهد من الأحاديث النبوية ، وممن أوتي من أراد الله به خيراً فأتاه الحكمة ، وعدد من الأبيات الشعرية... وقد جمعت الرسالة ما بين الرصانة والطرافة في صورة بديعة وما يؤخذ عليها بأن رغم جهد الضابط للرسالة في إخراجها وهو جدير بالثناء إلا إنه لم يذكر شرح معان لكلمات صعبة واردة بالأبيات الشعرية... ولا يسعني القول إلا من يتمعن في آداب المجالسة وأصولها ، يتعرف على الرُقي البهيّ الذي يتسم به ديننا الحنيف...🤍 وسأدعكم بمختارات مُنتقاة من عدد من الأبواب الوارد ذكرها فى هذه الرسالة النافعة : 🍃 حمد اللسان وفضل البيان : عن النبي صلى الله عليه وسلم " إذا أراد الله بعبدٍ خيرا تكلم بخير فغنم أو سكت فسلم ". 🍃 ذم العي وحشو الكلام : يقول عمر بن الخطاب " من كثر كلامه كثر سقطه ". 🍃 قيل عن البلاغة : حسن الإشارة وإيضاح الدلالة والبصر بالحُجة وانتهاز الفرصة. 🍃 حمد الصمت وذم المنطق : يقول نبينا صلى الله عليه وسلم " إن الله ليكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال " 🍃 قيل عن ذم الخلاف ومدح المساعدة : المخالفة توجب الوحشة والمساعدة توجب الألفة وليس مع الإختلاف ائتلاف . 🍃 عن العفو والتجاوز وكظم الغيظ : يقول النبي صلى الله عليه وسلم " ما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا " أخيراً...والله إن كل الحكمة التي جاءت على لسان العلماء والمحدثين والأدباء لا تضاهي جوامع الكلم التي أتاها رسول الله عليه افضل الصلاة وأزكى التسليم...
💡قرأت ولله الحمد (١١٨) صفحة من كتاب: أدب المجالسة وحمد اللسان وفضل البيان وذم العيّ وتعليم الإعراب وغير ذلك .. وأنهيته للحافظ ابن عبدالبر رحمه الله تعالى ..
💡نبذة عن الكتاب: الكتاب عباره عن آيات وأحاديث وأقوال وآثار جُمعت ورُتبت على فصول كَـ ذم العيّ ، فضول الكلام، ذم الصمت، مدح العفو، فضل البلاغة... وغيرها. مقسمة على خمسة عشر بابًا .. وقيل أنها فصول اُختيرت من كتابه الكبير ( بهجة المَجالس وأُنس المُجالس ) ..
💡التقييم : ٥/٣
الاقتباسات:
🌸قال أبو أيوب الأنصاري رحمه الله: " من أراد أن يكثر [ علمه ] فليُجالس غير عشيرته "
🌸قال معاذ بن جبل رضي الله عنه: " إياك وكل جليس لا يُفيدك علمًا "
🌸قالوا: " الكلام بالخير غنيمة والسكوت سلامة، ومن غَنِمَ أفضل ممن سَلِم "
🌸وقال غيره من الحكماء: " حادثوا هذه القلوب بالذكر فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد "
تشتمل هذا الرسالة على مقدمة موجزة وخمسة عشر بابًا صغيرًا في موضوعات متناثرة يجمعها المؤلف في نسق بديع ويؤلف بينها ببراعة وإتقان وهي فصول اختيرت من كتابه الكبير "بهجة المجالس وأنس المجالس"والرسالة على صغر حجمها فأن المؤلف يحشدها بالشواهد التاريخية والأحاديث والآيات
قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - الْخلاف شَر وكان يُقال - لَا خير مَعَ الْخلاف وَلَا شَرّ مَعَ الائتلاف - وقالو بعض الْعلمَاء أن الْخلاف يهدم الراي وَلَا يقوم مَعَ الْخلاف شَيْء