الكتاب :خاوية الكاتب :أيمن العتوم سنة النشر :2016 عدد الصفحات :385 النوع:رواية
ثانيا في الكتاب أولا في الهلاك، للحزينين على أرضنا لمن أنهالت عليهم الكرب والفجائع. لمن أغتصب الحرب أوطانهم فشردهم و مزق شملهم . لمن إلتهم الموت كل أهلهم وكل قلبهم. كتاب مشبع بالحزن. ليس أي حزن أنه واقع وتعيشه بلدان بكامل شعبها.
يعرض الكتاب مشكلتين، مشكلة أطفال التوحد في الجزء الأول ومشكلة أطفال الحرب في الجزئين الثاني والثالث . و يربط الكاتب في هذه الرواية بين قصتين بحبكة منسوجة، ين خواء المدينة إثر الحرب، وخواء قلبين بعد أن ازدهر حبهما حين اختارها رفيقة لدربه لكن ظرفًا يؤثر على حياتهما وهو ولادة طفلهما المصاب بالتوحد يجعل كل واحد منهما يمشي في درب وهما معًا.
ترابط أجزاء الرواية مدهش و الألفاظ المستخدمه مناسبة جداً. وبين ثنايا الكلمات الكثير من الحكم عن الحرب والألم والمقاومة. أستمتعت بقراءتها وأحزنتني جدا لن أخفي أنها كادت تبكيني. كمية المشاعر الواقعية التي نقلها الكاتب و محاولة وصفه لفظائع الحرب نجحت. ولكن مهما بلغ الوصف لن يشعر بألم الحرب الا من عايشها. تفكيري بأن هناك من يتألم ويشعر مثل ما أقرأه في الكتاب من أحاسيس، مؤلم بشده. في وهلة تشعر بأن كل ألم البشرية في قلبك.
الكتاب يوعي عن سخافة الحرب. وعن خرابها. أود حقا لو يترجم ليقرأه صناع الحروب.
عبرت القسم الأول بتثاقل ، و ارتشفت القسم الثاني الذي جمع داخلي كل المشاعر بسلاسة ف عشت في الجو العائلي ثم الحب ف الزواج حتى وصلت الحرب ، بدأت ألتهم الرواية بنهم و تغص في حلقي الأحداث ، هي تجر أخرى .. و انا لا أقوى الإبتلاع لفرط الحزن الذي خشيته فأصابني 💔' أعتذر لكل من عاصر حربا و اجترع مآسيها .. في أي زمن و فوق أي أرض .. و إن كنت أجزم أنه لا يريد مني إعتذارا و لن ينفعه هذا في شيء 💔 . هذه الرواية هي أول ما قرأت للعتوم ، يبدو أنني بدأت عندما قرر أن يؤرخ نهاية للإنسانية !
كما بدر خلق عالمه الخاص وغاص فيه كذلك خاوية خلقت لنا عالمها الخاص عالم خاوٍ من كُلِّ شيء إلا الأسى. وفي هذا العالم يُثبت أنّه " لا شيء يمكن أن يحوّل الإبداع إلى فن حقيقي مثل المأساة".
الكتاب خليط من المشاعر يترأسها الألم والاسئ، الحرب دمار شامل والسلام نعمة لابد أن نحمد الله عليها ما دمنا أحياء في كل ثانية
أكثر شيء لم يعجبني بالراوية هو زياد شعرت وأنا أقرأ أن زياد ليس زياد ليست هذه شخصيته الحقيقة وإنّما هي حاجة الكاتب لإظهار واقع مخزٍ فلم يجد إلا زياد لهذه المهمة..
خاوية التي خوت قلوبنا وأعادت ملؤها في 385 صفحة لم أدري أن السلام غالي الثمن وأن الحروب قد تكون غير مرئية. عتبي على زياد الذي لم يؤمن بالغفران أو الحياه، زياد الذي تمسكت فيه إلى أن ذهب إلى الموت بساقيه. وعلى أيمن العتوم الذي سحب أنفاسنا وضخها رويدًا فينا مع كل صفحة تنهى، قلبي على نساء الحروب وأطفالها وبيوت الله فيها. رواية رائعة لخصت كل المشاكل الإجتماعية للحروب وآثارها وتحدثت عن التوحد الذي لا يفهم ولا تفهم معاناته حتى. مع نهايتها أصبحت أكثر تفهمًا لضحايا الحروب وضحايا الأزمات النفسية وأكثر تقديرًا للأمل، سلاحنا الذي نواجه به كل معتدٍ آثم، آمنت بالإختلاف وطريق المجد الذي يكسر حاجز النمطية، وآمنت بالسلام لنا جميعًا. شكرًا لك أيمن.
الكتاب رقم 57/2023 خاوية : رواية الحرب والشام ايمن العتوم "أيّها العابِرون بحرَ الأيّام، لن نحسدكم، فقط نريدكم أنْ تخبرونا: هل صحيحٌ ما قالوه لنا ذاتَ وجعٍ: إنّ الله لن يجمعَ علينا جهنّمَين!! هل جهنّم في الآخرة أشدّ وطئًا من هذه الّتي عشناها في الدّنيا، أمْ أنّهما مُتشابِهتان؟! ماذا ظلّ لنا من عُمرٍ في هذه الفانِية، ونحن أعمارنا منهوبةٌ منذُ رأتْ عُيونُنا النّور، وأحلامُنا مسروقةٌ مذ جلسَ لصوصُ الأحلام على صدورنا وأذاقونا الويلات"
"نحاول الحياةَ في دوّامة الموت، أكانتْ أرواحُنا منذورةً للحزن!! كلاّ، نحن الّذين نُغرِقها في كأسه، فليرحلِ الحزن إذًا؛ في قلوبنا دفقةُ التّائقين إلى العيش، وغمرةُ المشتاقين إلى الفرح، فلمَ لا نفرح.لمَ لا ترقصُ أرواحنا، لِمَ لا تُغنّي شفاهُنا، لِمَ لا تُصفّق قلوبنا؟! وليكن ما يكون" "الوطن روح الإنسان إذا فُقد مات ..الوطن كرامة الإنسان إذا أهين لم يبقى له منها شيء .. الوطن جداره الأخير الذي يحمي روحه من الإنهيار والعبث" خاوية هي نعم خاوية لا انس ولا شجر ولا بيوت هي حرب ضروس اخذت معها كل ما هو جميل نعم هي كحرب غزة 2023 لا اختلاف في نوعية الحروب لكن من يدفع الثمن ان ذهبنا الى العراق سوريا اليمن والان غزة ذلك الجرح الكبير الذي ينزف . اذا هي كانت ثورة ارادها شعب ضد جنرال ظالم اباد الوطن ونهب خيراته فاصبحت خاوية اخذت ولم تبقي ارادها ايمن العتوم كما هي خاوية على عروشها بعدد صفحات427 واصدار عام 2016 قرائة ثانية حيث قرئت عام 2017 فهل اختلفت الحروب باختلاف السنوات ؟ هل عاد المهجرون ؟ وهل عادت الذكريات؟ وهل اختلفت القراءات ؟ الرواية - بين عمان ودمشق وبدر وليلياس وسلوى وجلال وزياد وليث واحداث واشخاص الرواية واشخاص جاء بهم الكاتب لاكمال الاحداث الكثيرة ، يمكن ان نذهب بها في ثلاث رمزيات مهمة ( الحرب والسلم والوطن) فالقسم الاول من عمان وتحديدا من جبل الحسين بين الطبيب جلال وزوجته سلوى وطفلهما بدر،ه أما القسم الثاني، فتدور أطوار أحداثه بحمص بسوريا بين زياد وأخته ليلاس وأصدقائه شادي وليث، والقسم الثالث، ففيه ينسج الكاتب حبكته الروائية حيث تلتقي الشخصيات كلها بسبب الحرب السورية، فيما تنضاف شخصيات عديدة أخرى كـأبو القعقاع وأبو دجانة وهما من رؤساء بعض جماعات المجاهدين، وشخصيات أخرى ثانوية.
- مرض التوحد : ما أصعب أن يتبدد الحلم في لحظة، بعد أن كان قبض اليد، وما أنفذ الطعنة حين تكون في أقرب الناس إليك، في الجزء الذي أحببته أكثر من نفسك، في الابن الذي كان ملئ السمع والبصر والفؤاد! هكذا كان حال سلوى مع مرض التوحد وابنها الوحيد الذي انتظرته خمس سنوات تحول الى حزن زكحاولة فهم فبعض الانكسارات تجعل من اشخاص مختلفون لتقرر سلوى دخول الحرب ضد المرض وان تخوض المعركة إلى نهايتها بعد أن علمت بإصابته بالتوحد، بسبب مطعوم أخذه، و لم تنتبه على الأعراض التي أصيب بها يومين بعد ذلك. كما أنه تسبب له بتهيج في الأمعاء، مما ضاعف المحنة وفرض على الأبوين اتباع حمية غذائية خاصة بـه. - تحدث الكاتب عن المرض بالتفصيل حيث يمكن اعتبار الرواية دليلا لمن يعانون مع ابنائهم في المرض فشخصية الطفل بدر هنا كانت الدليل التي تطرق فيها الى كل شيئ في الاعراض الملاحظة عند غالبية المصابين بهذا المرض، إن على المستوى الاجتماعي، كـرفض الاتصال البصري المباشر وعدم الاستجابة لنداء الآخرين له، أو على المستوى اللغوي كتأخر النطق، أو على المستوى السلوكي، مثل السلوكيات الغريبة التي كان يقوم بها بدر, والافكار المجتمعية تجاه من يعامون من المرض دون الاهتمام بمواهبهم وافكارهم التي قد تكون مفيدة للمجتمع . - الطبيب جلال ومهنة الطب مهنة مهمة خاصة بالحروب على الطبيب ان يبذل كل جهده وانسانيته "أجد متعة في مهمتي كطبيب وأنا أقف على حافة الهاوية بين الموت والحياة مع المنكوبين. أن تمسح على جراحهم يعني أن تكون ملاكا هبط من السماء ليهبهم أملا جديدا" ، فهو مهتم بالقضايا الانسانية والنكبات المحيطة بالبشر سافر الى الدول الافريقية وكان يعطي هذه المهمات كل وقته على حساب عائلته فهو لم يحضر ولادة طفله بسبب مهمة إنسانية بُعث فيها على رأس وفد إلى أنغولا، وتركهما كذلك عندما ذهب ليمسح جراح المكتوين بنار الحرب بالعراق سنة 2010، ثم عندما ذهب فيما بعد إلى مخيم الزعتري سنة 2012 لينقذ ما يمكن إنقاذه من ضحايا الحرب السورية. بل يسافر الى سوريا ليلتقي بصديقه الذي اصبح مجنونا بسبب الحرب لكنه يعطيه بحثا مهما في الطب يعد اكتشافا ، تلك هي حرب الدكتور جلال وهي مختبفة عن حرب زوجته طبعا ، لكن وكما هي في حرب مع التوحد الذي يعاني منه ابنها، فإنه هو الآخر في حرب من نوع آخر، حرب ضد الأمراض والأوجاع، يداوي منها ما استطاع إليه سبيلا. - في القسم الثاني تحدث الكاتب عن حرب مختلفة من نوع اخر افظع ما حدث فيها هو الحرب التي لم يكن احدا لينظر اليها اسهب الكاتب هنا في وصف المشاهد والقصف والاعتقالات والسجون كاعتقال زياد في فرع الامن وخضوعه للتعذيب لكي يعترف بمكان اصدقائه . وتعد الرواية من ااهم الروايات التي تحدثت عن الحرب في سوريا مع ادب السجون الذي برع فيه الكتاب السوريون مثل القوقعة ويسمعون حسيسها لكاتب خاوية ايمن العتوم - زياد وليلاس اخوة جمعهما الحب والحنان يعد زياد احد ضحايا الحرب الذين ماتوا وهم احياء ، فقد في القصف زوجته التي أحبها أكثر من أي شيء آخر في الدنيا، بل أكثر حتى من أمه وأخته المدللة “ليلاس”، التي فقدهما ايضا في النزوح حيث توفيت امه في قصف على سيارة كانت تقلهما الى الاردن لتاخذها امراة فقدت الولد ، بعد ان قررزياد تركهما خلفه والالتحاق بركب المجاهدين بحماة، لا حبا في سورية ولا طمعا في تحريرها، فهو كان يهزأ بهذه الشعارات أشد الاستهزاء، بل فقط لينتقم لزوجته.فلم يكن الموت هو الصعب، ولا رحيل من تحب، ما هو أصعب من الموت ومن الرحيل معا هو العيش مع ذكرى الراحلين، إنها مثل نحلة في الدماغ لا تجعلك تهدأ لحظة. - الخديعة الكبرى الحروب هي اكير خدعة يصاب بها من حاربوا ليكتشفوا زيف الشعارات زياد هنا تأكد فعلا من حقيقة ما كان يقول عن زيف تلك الشعارات، حيث رأى بأم عينيه الفصائل السورية وهي تتقاتل فيما بينها وتُحَوِّل دفة الحرب من حرب ضد النظام إلى حرب جديدة بين معسكرات الثوار أنفسهم. - وصف الكاتب هنا الحرب بكافة تفاصيلها الصعبة ، إعداد الخطط ثم الانتقال إلى مواقع القتال والاشتباكات، المشاعر التي تعتمل في صدر كل فرد في الفصيل، من مريد للانتقام إلى راغب في الشهادة إلى طامع في التحرير والنصر إلى آخر بلا هدف ولا غاية، سوى تصويب بندقيته على أي كان، كأنما الموت قد أصبح لعبة يستمتع بها لدرجة ان الموت اصبح سهلا ولو اكتشف ام فصيله هو من قتل زوجته ولا يمكن الحديث عما كان يحدث داخل أسوار المعسكر من اغتصاب وتجارة بالنسوة الأسيرات اللواتي ليس لهن ذنب إلا أن وجدن في مناطق النزاع التي تقَسَّمتها الفصائل. - اللجوء بعيدا عن الوطن مخيم الزعتري وما اشبه الزعتري بالوحدات فالمخيم هو نفس المخيم حيث اعد لاستقبال اللاجئين السوريين. هنا في فصول القسم الثالث والأخير من الرواية، يأخذ الكاتب القارئ في جولة من مناظر لا تسر هي مجموعة خيام تفتقر لأبسط شروط العيش، لكنها أرحم من سماء سورية التي تمطر الصواريخ في كل لحظة. حياة صعبة لكنها فرضت عليهم ويجب التعايش معها هنا البؤس في عيون أطفال محَت الحرب آثار البراءة عن وجوههم، فلا هم ينامون على هدهدات الأمهات، ولا هم يلعبون مثل أقرانهم بالألعاب المختلفة، بل بما تبقى من قاذفات وصواريخ. اطفال صغيرة لكنها اناث حولتها الحرب إلى أمهات قبل الأوان، تعتنين بإخوتهن الأصغر منهن، ويقاسين مرارة اليتم والفقر واثر الحرب. - كل شخص وجد ما فقد ، هنا الامومة كل طفل اصبح في رعاية الله وهذا ما حصل مع ليللاس التي وجدت اما عوضتها عن فقد الام برغم جروح سميرة الصعبة وفقد زوجها وجدت الامومة في ليلاس حيث اعتبرتها ابنتها. كيف لا وهي من لم يرزقها الله بالولد، فكانت ليلاس ملاذها وعطية الله لها في زمن الحرب ليتبناه الدكتور جلال ويعالجها لتبدا العداوة بين المرتين ولا يصلح العداء الا بدر الذي وجد ليلاس حيث كان بوحها له بما شاهدت من أهوال الحرب مُساعِدا لها على التخلص من الفزع الليلي الذي عانت منه بشدة . كما ساعده هو الآخر على رسم رسومات كثيرة مستوحاة من حكاياها. بدا كأن كلا منهما وجد ضالته في الآخر لينطلقا الى العالم ويحكون الحكاية . - "الحرب لا توقف الحياة، ربما تغير اتجاهها، ربما تضطر الأحياء إلى القبول بشروطها، ربما تظل عدوتها الأولى، ويظل المحبون للحياة في حرب مع الحرب. لا تقل لي من ينتصر في النهاية، قل لي من يملك نفسا أطول" تلك هي الحقيقة التي يقررها الكاتب في النهاية. فسواء أكانت حربا يخوضها الإنسان مع نفسه أو مع أقرب الأقربين إليه، سواء أكانت ضد مرض، أو ضد ظروف ما، حتى أو حربا بالمعنى الحقيقي، فإنها ولا شك إلى زوال. و يظل الأمل قائما ويظل التشبث بالحياة حتى آخر رمق هو ما يعطي الحياة معناها الحقيقي #Aiman alatum
رواية خاوية.. أن تفتح طيات كتاب لتسمع أنين الحروف في أذنيك، ولترى بكاء الكلمات في حضرتك، حينما تشعر بأنّك تُنادى لتصغي بقلبك وروحك. نعم، عندما تشرع في البحث عن الحقيقة لزام عليك أن تذهب بفؤادك قبل قدميك الى كتب العبقري المبدع الدكتور "أيمن العتوم". "أنا لا أقتل الأمل، ولكنّني أُحيي الحقيقة، إذا كانت الحقيقة تتصادم مع الأمل فذلك شأنهما". والله إني أرى في قلمك صرخات حياة، وانبثاق أمل مهما طفا الحزن والأسى فوق تلك الأوراق المكدسة والمشبعة بجوهر صادق وروح صافية مؤمنة. قد تؤلمك الحقيقة يوما، شهرا، سنة، وحتى عقودا! لكنّها تبقى الحقيقة الناصعة فمهما اشتد ألمها رسخت وازدادت، وأنت يا أستاذي كتبت بدم الروح لا القلم. ليس من السهل أن تُحرك قارئة مثلي، ليس كِبرا وإنّما يقينا بشعوري وتذوقي للحروف، وأنت استطعت أن تمسك خيوطا أحد من السيف وأرفع من الشعرة، ونسجتها بألم أفجع قلبي وأدمى عيني. هي الحقائق التي تجعل من القارئ شخصا من شخوص الرواية، سمعت بأذني صراخهم، وألمهم، وغيرتهم، وضحكت حتى انفجرت باكية معهم. تلك الشخصيات لم تُرسم بقلم يخط معالم خفية وإنّما يكشف خبايا العالم بأسلوب محنك عميق، وأسمائهم وما أخفت من دلالات عظيمة تؤكد على أصل الفكرة وبعدها النفسي والواقعي أيضا. "عرف الشاب الذي اقترح الفكرة؛ أنّ الضحية تكون هي القاتل في الوقت نفسه". ونحن ندرك بأنّنا نمارس الحياة ونلعنها، كلّ بطريقته وأسلوبه، نتذمر ونهرب ونلقي باللوم دوما لنكون في مركب الضحايا، رافضين المسؤولية التي تقبع على عاتقنا وإن حاولنا التملّص منها!! مَن يتجرد من عقله وإيمانه ويهرب الى السراب، ليدّعي بأنّه ضحية الظروف والوطن والمكان، عذرا فأنت قاتل نفسك وأنت عدو حقيقتك، وهذه العداوة أخطر من أي خصم آخر. "لم يعد له ذات القلب. ولا الجسد. ولا الروح. بعض المنعطفات في الحياة تحولّك الى انسان آخر". فكر جيدا وانظر الى مرآتك، وقِف أمام ذاتك وابحث عن نفسك، هل أنت ذات الشخص الذي كان في العام الماضي؟ أو في الشهر الماضي؟؟ ابحث في جنبات روحك بين ظلك ونورك، ستدرك بأنّك في كلّ يوم تكون شخصا آخرا، تتطور تنضج وقد تقف على الهاوية وتسقط من عين نفسك! لذلك لا تعتمد على الآخرين، ولا تظن بأنّك ثابت صامد لن تتغير وتتبدل، ادعُ الله بالثبات والقوة فالحياة معركة قاتلة تُميت الروح والجسد ينبض ويا له من ألم. "لا شيء يمكن أن يحوّل الإبداع الى فن حقيقي مثل المأساة". وهي خاوية مؤلمة، حارقة مفجعة، مبكية مميتة وبالرغم من كلّ هذا حياة فوق جثث الأوهام، نستحق الحياة والأمل والقوة. نحن المحرك الأساسي لهذا العالم، نحن السلاح المخزون بأفكارنا وتوجهاتنا، من الصعب أن يسقط مجتمع يدرك ويفكر، لذلك فالحرب الفكرية أخطر من تلك التي تقع في الميدان. وكلّ هذه المآسي صنعت منا ما نحن عليه، وستصنع من الأجيال القادمة جوهرة نفيسة تحارب بالإيمان والفكر وتبدع في فهم النفس البشرية، فمن تربى بين الشظايا سيدرك نعمة الأمان، وسيخلد التاريخ بأنّنا نهضنا رغم ما حلّ في قلوبنا من دمار. نعم.. سننهض والله العزيز الجبار. ختاما يا مَن تقرأون أنصحكم بأن تغرقوا في كتب الدكتور "أيمن العتوم" فليشهد الله بأنّه يكتب بأمانة وصدق وروح، وبأنّه يدرك حقيقة ما يحمله من مسؤولية، ولتعلموا بأنّكم لم تقرأوا يوما إن لم تسمعوا صرخات قلمه ونبض حروفه. وإليك أستاذي واسمح لي بأن أقول لك "أستاذي" فإنني تعلمت وعايشت مع حروفك الكثير، وادعو الله أن تجمعنا الدنيا لأحظى بمناقشتك. شكرا لك لأن قلمك ناصع مغرد، ولأن كلمتك صادقة مؤمنة، ولأنّك تكتب لنا، فكتاباتك توقظ الروح من سباتها والقلب من انشغاله. أنت تكتب التاريخ الحقيقي، وستكون كتبك مرجعا للأمة. (خاوية، للكاتب أيمن العتوم، الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، الطبعة الثانية 2016) #لجين_شوشة
اسم الكتاب : خاوية اسم المؤلف : أيمن العتوم عدد الصفحات : 379 التقييم : ☆☆☆☆ ............... ................ .......... يربط الكاتب في هذه الرواية بين قصتين بحبكة منسوجة، بين خواء المدينة إثر الحرب، وخواء قلبين بعد أن ازدهر حبهما حين اختارها رفيقة لدربه لكن ظرفًا يؤثر على حياتهما ويجعل كل واحد منهما يمشي في درب وهما معًا! ومن حيث الموضوع فإن هذه الرواية تعرض لمشكلتين قديمتين حديثتين، ألا وهما مرض التوحد وضحايا أطفال الحروب إن شخصيةّ جلال انعكاسٌ لصورةِ الإنسان الذي يجمعُ بين العلم، والإيمان وهذا ما يظهرُ واضحًا في سياق الأحداث، أما شخصية زوجته سلوى فهي متقلبةٌ نتعرفُ في الروايةِ على عالَم التوحد بكافةِ تفاصيله، وعلى حياةِ الطفل الذي يعاني منه، والذي يعيشُ في عالمٍ مُختلفٍ عن عالمنا وفي القسم الثاني تبدأ مرحلة الأحداث المأساويّة، والتي تعرضُ صورًا لا إنسانيّة من خلال استخدام شخصية زياد، وكيف أن الحربَ في سوريا أدت إلى انتشار القتلِ، والقهر، والاغتصاب، وفقدان أي مظهرٍ من مظاهر الإنسانيّة من خلال الاستعانة بمجموعةٍ من الشعارات الكاذبة، وتتحول الأزمة السوريّة إلى تجارةٍ من قبل تجار الحرب في سوريا الذين ينصبونَ أنفسهم متحكمين في الناس. في النهايةِ تسدلُّ الستارة على أحداثٍ قد تمتدُ لسنواتٍ طويلة، وتشكلُ مشاهدَ متوقعةً عن الحالة التي قد تصلُ لها سوريا، فستولدُ من جديد لتحمل معها ذكرياتٍ عن الحرب، ذكرياتٍ لن تنسى أبدًا بعد أن كانت أغلب مدنها، وأحيائها خالية، فالأرضُ لا تنبتُ إلا بعد أنّ تُصبحَ خاوية.
خاوية.. حيث تمرّ شوارع المدينة والبيوت فتجدها رمادًا... خاوية حين يخنقُ الهدوء أروقة المكان، فلا يفضّ خلوّها إلّا البرد... خاوية، انتظار في الفراغ خاوية حتىّ تخرج منها بشعلةِ غضب ... خاوية حين تثور في داخلك، تدخل حربًا فلا تخرج منها إلّا ميتًا...ميتًا في مكانٍ ما.. خاوية حين يخون " الثّائر" وطنًا...
من أوجع ما كُتِب
ما بين حبٍّ وحرب...موت وحياة... بعد خمس سنوات، يُرزقا "بدر"، ليكتشفا بعدها أنّه مصاب بالتّوحد، فتكون #خاوية؛ معاناة أم تتمسّك بالحياة لأجل أن تهبها لطفلها، ثمّ تنتقل الرواية بحرفية لجزئيها الثاني والثّالث لتدور ما بين الحب والحرب، اللقاء فالفراق...
حب الأم لابنها، حبّ عاشق يثور لموتٍ أمّ لم تتمّ شهورها التّسعة، وكيف يخون الثّائر وطنًا... لنتجرع ألم الفراق، الحقد على الحرب وقسوتها، والعالم الذي لولا الحبّ لكان اسود قاتم، خاوية عندما يفقد الانسان الحب...خاوية عندما يموت الضمير.
رواية لابأس بها. الكاتب تجرأ وكتب عن مواضيع شائكة يحاول الكثير تفاديها. الا أنه افتقر للدقة وللبحث المطلوبين لتغطية مثل هذه المواضيع. كما أن رسم احدى الشخصيات كملاك كامل الأوصاف طفولي بعض الشئ. اضافة الى التطرق لمسارات جانبية في القصة لاداعي لها أبدا. لكن يبدو أنه اضطر لحشوها لايجاد مايملأ به السياق. لكن برغم ذلك أعتقد أنها رواية جيدة وتستحق القراءة، لكن لاتعلق عليها الكثير من الآمال
أسم الرواية : خاوية الكاتب : أيمن العتوم عدد الصف��ات : 379 التقييم : 9/10 . كعادة العتوم في رواياته .. ينتشلك من الواقع الذي تعيش فيه الى عالم آخر تماماً .. وفي خاوية كان الأنتشال صعباً ومؤلماً للغاية .. كان الى زمن الحرب تدور احداث الرواية في سوريا والأردن .. الحرب في سوريا .. الواقع المرير .. الموت الذي بات هو الحياة .. المناورات بين الجبهات.. الأطراف المتنازعة .. الأنسان يصبح عدوّ الانسان كمّ أن الأنسان أحمق يخلق الحرب من الاشيء يدمر آلاف الأحلام .. المؤلم حقاً في الرواية قصص الموت .. قصص تفتُك في قلب الأنسان ، ولا يعود قادراً على تحمّل هذا الكمّ الهائل من الموت .. كما نعلم جميعاً الأطراف المتنازعة هي المنتصرة .. والشعب هو الخاسر الوحيد في كل حروب العالم .. حيث يصبح آليّا يتم التحكم به وبفكره وبقراراته .. الأنسان يصبح خالٍ من الأنسانيةّ بلا ضمير يقتل ويشنّع كالحيوان او لا الحيوان له نصيب من الاحساس يصبح كائن متبلّد .. مجدداً .. ماذا تصنع بدنا روايات بهذا الكمّ الهائل من الألم ؟ . أقتباس : هل نجد في النّهاية مخرجاً ؟ هل يُمكن أنّ نصحو ذات صباح فنجد الآلام ذكرى ، والأوجاع ماضياً ولّى دون عودة ، واليأس مُصطلحاً قديماً حُذف من المعاجم دون أسف ؟! هل ينقرض هذا النّوع الوحشيّ من البشر ؟! هل يرحمنا التّاريخ فلا يُعيد لنا الشياطين في هيئاتٍ بشريّة ؟! لقد بُتنا نؤمن أنّ الشّيطان لهُ ظهوراتٌ مثل أيّ نبتةٍ تشقّ تراب الأرض وتظهر على سطحه ، كان هؤلاء الشّياطين يشقّون ثياب البشر ويدخلون إلى أجسادهم وأرواحهم فيُصبحونهم !
كانت نفرٌ من الجن الرواية قبل الأخيرة التي قرأتها للكاتب ايمن العتوم في شهر أغسطس من العام المنصرم، برغم جمال الرواية وحلاوة اللغة لكنها لم تلامس بقعة الدهشة في داخلي كما لامستها " خاوية". الصفحات الأولى تتركك في حالة من التخمين عما تحمله الصفحات اللاحقة؟! أهي رواية في الحب.. الخيال... ادب السجون... لتكتشف من خلال القسم الأول قد اخذك بعيدا عن كل هذا، لا احب ان اذكر تفاصيل لكي لا أفسد خيال القارئ لكنها قصة من نوع مختلف اكتشفت من خلال تفاصيلها الدقيقة حياة عائلة رزقت بطفل بعد انتظار دام خمسة أعوام لكن الطفل يعاني من ( متلازمة طيف التوحد). الرسالة التي أراد العتوم ايصالها بأن كل ألم لابد من امل بداخله وان آلامنا قد تبدو ضئيلة بحجم حبة بازلاء مقارنة بغيرها حين انتقلنا إلى القسم الثاني من الرواية عالم الجائع الكبرى ( الحرب).
القسم الثاني من الرواية يحتاج قارئ ذي قلب قوي، غَلبتني عَبراتي كثيرا،، وأحيانا أخرى كنت أغلق الرواية لأنني وببساطة لم أعد قادرة على قراءة المزيد من جرعات الام المركزة. ثم يعود الكاتب ليربط الخطوط الدقيقة لشخصيات القسمين في القسم الاخير من الرواية في نهاية تحمل في طياتها الكثير من الأفكار والعبر. لااريد ان اسهب اكثر الرواية تستحق تقييم ٤.٧٥ /٥ وبجدارة من حيث اللغة والفكرة وترابط الأحداث ودقة التفاصيل.. احب الكاتب الذي يرى نفسه دوما في محل المسؤولية تجاه مجتمعه وأمته.
خاوية لطالما سمعت باسمها محاولة تخمين ما تجمعه هذه الصفحات في سطورها.. سمعت من الجميع بما تحتويه من ألم و معاناة و حرب.. معاناة عشتها و عاصرتها فكان هذا الدافع الوحيد لقراءتها و ليتني لم اقرأ! لا أعلم لماذا؟ هل لسذاجة بعض المواقف و الكلمات و العبارات التي كتبت بجانب عبارت أخرى ذات ألم و عمق لا يمكن جمعها مع الأحداث الساذجة، ام لأنني عشت الكثير من هذه الأحداث "و لو تسعفني الكلمات لربما كتبت روايات" فشعرت بأن قول المعاناة أصعب بكثير من عيشها، شعرت احيانا بأن هذه حياتنا و معاناتنا و مواقفنا و حتى ذلنا فكيف سمحت لنفسك ان تكتب عما لا يعنيك؟ ام لأنه تكلم عن واقعنا؟.. تثاقلت في بدايتها و تساءلت ما علاقة ذلك بموضوع الرواية؟.. انتظرت كثيرا حتى بدأت في موضوعها الأساسي و لكنها أيضا كانت مخيبة للآمال فأي حرف و كلمة و سطر بإمكانه ان يعبر عن عشرة سنين من الحرب عن ٢٣ مليون سوري عن ١٨٥كم^٢.. عن الالاف بل عن الملايين من الحكايا التي لا يمكن لأي حروف جمعها في سطور.. لم أشعر و لو للحظة بأن هناك شيئا غريبا او خطر ببالي اي تساؤل عما اذا كان يمكن لبشري ان يفعل ذلك لأنني رأيته بأم عيني، فربما ذلك سبب اخر جعلني لا أحبذ قراءتها.. الشعور الوحيد الذي رافقني طوال فترة القراءة هو امنيتي بتمزيق صفحاتها و كلماتها كي لا اقرأ كلمات الذل التي كتبت و التي قرأها آلاف الأشخاص "لكنها لم تكن ملك لي" فتمنيت لو أستطيع جمع كل النسخ و حرقها..
العبارة الصادقة و الباقية "ستنتهي و سنعود و سيعود الياسمين إلى دمشق لا محالة"
خاوية " كان صوت الحياةِ في روحه اعلم من صوت الموت ، ارادته اقوى من الرصاص المنهمر في الفضاء بلا غاية كسحابه ضلت الطريق فأمطرت في غير ارضها "----- الحرب لا توقف الحياة ، ربنا تغير اتجاهها، وربما تضطر الاحياء الى القبول بشروطها ، ربما تظل عدوتها الاولى ، و يطل المحبون للحياة في حرب مع الحرب ..لا تقل لي : من ينتصر في النهاية؟! قل لي: من يملك نفسا اطول !!------ كان الظلام يغلف كل شيء ..كف عن تكسير الاغصان، ارسل طرفه الى البعيد ، وراح يبكى بكاءً منهمراً ..عاد بعد ان افرغ حمولة الهم بالبكاءِ والركض...... ولكننا اخوة ، نصرنا واحد وهزيمتنا واحدة ،.. واهم ؟؟ .. ماذا؟؟ (( الحرب مثل يوم القيامة )) ماذا تقصد ؟! ((اللهم نفسي)) لو كانت هذه الدبابات معنا لانقلبت الموازين .. اجابه لا تتفائل كثيرا لو كانت معك لربما فعلت اسوأ مما فعلوه ، الحرب تغير الطبائع يا صديقي .. لا بد انك تهذي ، لن نتغير لان عدونا مشترك سننتصر في الحرب وسنهزم الشر .. ليس في الحربِ طرف فائز ؛ لعنةُ الخسارة ساطارد الجميع !!! فرد : سننتصر حينَ ينتهي الخبثُ من الصفوف ..في المنظور الذي اراه.. لن ينتهي .. هذه الحرب اشعلها الشيطان ولن تتوقف الا في الجحيم ايها القائد.. هذه الحرب غادرة .. هذه الحرب عمياء حين تفتح شدقيها لا تعرف من الذي ابتلعته بينهما ، لا تفرق بين شاب وعجوز ولا بين رجل وامراة ..(اكثر وقود هذه الحرب من الابرياء).. اتعرف شيئا اخر يا انت .. انت لا تدري كم عائلة يتمت او رملت او هجرت يوم انقضاضكم الاعمى ..أرايت المدينه كم هي خاوية ..تكاد تسمع نفسك فيها اذا دخلتَ حواريعا المهدّمة ، وبقايا صرخات الهاربين للظفر بعمرٍ اخر في مكان اخر ..اتعرف من اضطرهم الى ذلك ؟!!... / الحرب لا تعترف بالحب / كانت قد فقدت انسانيتها، كل انواع الالم الممكنه والمتخيله في الدنيا لا يمكن ان توازي هذا النوع الفريد من الالم .. ان كانت كل الجراح في الجسد ، فهذت الجرح في الروح ، لقد حُفِر عميقا هناك انه لا يمكن البرء منه ابدا شعرت انهت مجموعة من ورق اصفر قديم مزق في لحظة ، وانها عمود من الخشب المنخور اضرمت فيه النار في غمرة وذهول..لو كان للموت تعريف جيد لكان هذا هو المنظر الذي راته يومخا ولو كان للكره ان يحتل مكانا فلن يكون في مكان اكثر وضوحا منه في وجوههم .. سيأتينا الرصاص في الظهر ،، انه اصعب ما يمكن ان تعيش معه ؛ موتٌ ذليل او عيشٌ جبان" فما رايك ؟! نقاتل حتى نموت.. كان ملقى على جانبه لا يستطيع الحراك بدات الحياة تنسرب من جسده الجريح ، دماؤه جبلت بالتراب ، ولونت الحجارة المتناثرة تحته ، مسألة الموت مسأله وقتية ، الحياة والموت لا يجتمعان فب جسد واحد معا ،اذا نجح الموت في هدم الحاجز الذي تبنيه الروح .. فسيبدا بالانتشار مثل الغاز خفيفا دون ان يرى ، لكنه سريع الانتشار ، عندها ستوقن الحياة انه لم يعد لها مكان هنا ، فتنسحب راضية بتبدل الاشياء وبقوانين القدر المحتوم .. ((انه حي؟؟ كانت عيناه تتشبثات بآخر خيط من خيوط الحياة في الثوب الذي لم يبق فيه خيط واحد تقريباً ..)) كان الماء حياه والطعام ترفا .. وبدا اول الانهيار ، استسلم بعضهن، وانتحر قسم اخر ، وقاتلت البقيه حتى اخر رمق لم يكن من الرجال في القريه غيرهن وعجوز في الثمانين من عمره تمترس وراء اكمة وراح يصرب رصاص بندقيته القديمه باتجاه من يراه منهم ، واعدم في الراس بعد ساعتين من جثومه هناك ..!! لم يحم شرف المكام والتاريخ سواهن ، لم يعرف معنى ان تموت من اجل وطنك وعرضك ومبداك عداهن ..!!! "الجسد سلاح؛ اخطر سلاح يمكن به ان تقتل الضحيه قتلا دائما ، تنكسر الضحية ، تنهزم،
" خاوية" هي قراءتي الثالثة في كتابات أيمن العتوم الروائية بعد أرض الله وكلمة الله ، بإستثناء هذه الأخيرة ، لا يمكن إغفال الجانب الإنساني في كتابات العتوم . خاوية جمعت أربعة مواضيع انسانية صرف وهي مرضى التوحد والجرحى من أطفال الحرب والحرب السورية والأطباء الميدانيين في ساحات القتال ، والملفت للنظر أن الكاتب حرر نفسه من قيد التأييد لهذا الطرف أو ذاك ، فالحرب بالنسبة له هي حرب عبثية وكل من شارك فيها هو مجرم وإنتهازي ، وهذا ما أخرج اارواية من الطابع السياسي إلى الطابع الإنساني ، مع براعة في تزيين المواضيع الرئيسية بمواضيع جانبية من مثل العلاقات الزوجية المتوترة ومصير المتفوقين السوريين الذين طحنتهم رحى الحرب بشكلٍ قاسٍ . سردياً ، يبدأ الكاتب روايته بقصة طبيب أردني رزق بولد يعاني من التوحد وينتقل بعدها للحديث عن الحرب ومعاناة الأطفال وفرق الإنقاذ والمقاتلين منها ، لنستنتج بعدها أن حياة أطفال التوحد وأطفال الحرب وفرق الإنقاذ خاوية، كمدن سوريا المدمرة، الا من شعلة أمل تلوح في نهاية النفق . خاوية ، رواية جميلة تستحق القراءة .
انها قصة المرأة التي تقف أمام النافذة ترى الأطفال يل��بون فتتمنى لو ان لها طفلاً يلعب معهم ، تستقيظ صباحاً وترى الأمهات يودعون اطفالهم في الحافلات المدرسية متمنية أن يكون لها طفلاً تودعه وتشاركه بناء مستقبله ، هربت من الأصدقاء لكي لا يحاصرون قلبها بالأسئلة فيفتضح ألمها ، سلوى توحدت مع ألمها لكنها ليست وحدها في هذا العالم فهناك زياد وحنين وليث والكثير ممن تجرع الألم الحياة بالنسبة لهم كذبة والموت رفيقهم الذي لا يغيب للحظة ، وقصة البلاد الكثلى بأبناء عاقين وكل ما ولد طفلاً كان اكثر عقوق وقسوة فكل ما تمنت ان يأتي الصالح لأرضها وجدت أنها انجبت طاغية ينبت في قلبه حب السلطة والنفوذ والانتقام والثأر ، الثأر من اخيه الإنسان اوه على كل بلد تندلع الحرب في ارضها ولا تعلم من عدوها فتكون الخيانة في الصفوف وكل يوم قصة تستحق الندم ، وماذا عن الحب الذي يواجه الحرب ويخمد الحرائق ويحرك اللسان المتردد ؟ ، يستحق القراءة 👌🏻
رواية حرب تتركك خاويا بعد أن تقرأها ، بدأت بقصة طبيب في طب الأزمات و مشاكله مع زوجته التي لا ترى من مهنته إلا انشغاله عنها ، و بعد أمد طويل رزقا بطفل مصاب بالتوحد ، صور لنا الكاتب ما يمكن أن تصير إليه عائلة أحد أفرادها مصاب بمرض نادر يصعب التعامل معه و كيف لن يكون تقبله حتى من أمه على قدر من البساطة. في الجزء الثاني ، كذلك كانت البداية عادية و الحياة آمنة إلى أن حطت حرب ما أثقالها بسوريا ، فصور لنا الدمار و الخراب و الكفر و التجارة بالإنسان و الوحشية و انعدام الإنسانية والجوعو الخوف و الذعر و الهرب من موت إلى موت و الهجرة و النزوح و التخلي عن كل شيء .. ثم التقت القصتان في الجزء الثالث لتتوضح أكثر آثار تلك الحرب و نتائجه و مخلفاته لتتركك خاويا بحق من كل شيء.
خاوية ماذا يتبقى من الوطن بعد ان تحول لحطام و ارض خاوية؟ هل تستحق ارضنا ان نضحي بالحياة لاجلها؟ الرواية جمعت بين قصتين القصة الاولى لطفل اردني مصاب بالتوحد من عائلة الاب فيها طبيب ازمات اردني و القصة الثانية هي لعائلة سورية قبل حرب سوريا و اثناءها وصولا للنزوح اما الثالثة فهي تجمع القصتين لقصة ثالثة .. اعجبني الطابع الماساوي لبعض شخصيات هذه الرواية لكن "النهاية السعيدة" لم ارها نهاية مناسبة لمحو هذا النمط الحزين.. نفرح لان فلان و فلان من الرواية حظيوا بنهاية افضل بينما الاخرون احترقوا و تحولوا اشلاء؟ماعرف شخصيا مشفتهه ترهم ..
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب عبارة عن مجموعة من الروايات ، وانا اخترت قصة سلوى وجلال الذين رزقا بطفل مصاب بالتوحد ونجحت سلوى في تدريب ابنها ، واكتشفت طريقا لتتفاهم معه هو الرسم بالفرشاة والألوان المائية على حيطان البيت بعد ان وصل عمر العشر سنوات ، ثم بدأ يتكلم بجمل من 3 كلمات ، ساعدته والدته باغداقه بالحب وصبرها ومحاولاتها المتكررة والمتنوعة للتفاهم تمنى جلال وهو ينظر الى النجوفي السماء : (ليتني كنت مثل النجوم لها قلب ضاحك وصدر خال من الهموم) الصبر على البدايات يُفضي إلى نتيجة محمودة في النهايات.معه.
في الوقت الذي تعتقد انك واقع في ابشع المصائب والاوجاع،تأتي خاوية لتطرح مقارنة بين جوانب خياة متشابهة من الحب،العيش، الألم، والأمل في أزمنة وأماكن مختلفة. وفي مفارقة جميلة توضخ خاوية علاقة البشر ببعضهم البعض وغاية وجودنا في إعمار الارض وحماية الأنفس. ستشعر بعض القراءة بأن جزء من قلبك اصبح خاو لمعرفتك حقائق وتخيلك مشاهد كنت تجهلها.
This entire review has been hidden because of spoilers.
خاوية ؛ انها خاوية من كل راحة … هي خليط من ألم نفسي لا يبرأ منه القارئ في زمن وجيز ! مؤلمة كثيراً ..أقرب ألما ً إلى "القوقعة" وكل أدب السجون قاس ٍ مريب ..يجعلك تقرأ النص وقلبك يتسارع في نبضه ! و العتوم قدم نصاً ذو نسق مُحكم !
لأيمن عتوم تلك القدرة العجيبة على عصر الجراح و كشفها.. نزيف الثورة السورية بدا مريعا، كاسرا ، مخجلا، لكل من يتسمى انسانا! نجح العتوم في رسم صورته الموغلة في الوحشية، و الالم، و العنف، صورة عصفت ببقايا الرحمة ..صورة تشكلت على أنقاض الأمل و الفرح و الحب!! #خاوية