لوكيوس أنّايوس سينيكا، فيلسوف وخطيب وكاتب مسرحي، كتب أعماله باللغة اللاتينية٬ ويعد واحدًا من أبرز الدعاة إلى الفلسفة الرواقية، ووقف جلّ كتاباته الفلسفية والمسرحية من أجل هذا الهدف.
ومن بين أعماله النثرية ما يعرف باسم المحاورات، وهي فى الواقع مقالات فى الأخلاق، قصيرة نسبيًا، وتدل عناوينها على مضامينها، من مثل: عن العناية الإلهية٬ عن صمود الحكيم٬ عن الغضب٬ عن الحياة السعيدة٬ عن الرحمة٬ عزاء إلى هِلفيا، والمسائل الطبيعية وغيرها.
Lucius Annaeus Seneca (often known simply as Seneca or Seneca the Younger); ca. 4 BC – 65 AD) was a Roman Stoic philosopher, statesman, and dramatist of the Silver Age of Latin literature. He was tutor and later advisor to emperor Nero, who later forced him to commit suicide for alleged complicity in the Pisonian conspiracy to have him assassinated.
حجزت لهذا الكتاب منذ الآن مركز أسوأ ترجمة قرأتها هذا العام. وربما أسوأ وأضعف ترجمة قرأتها لعمل رواقي في حياتي.
وعلى الأغلب باعتقادي أن هذا الكتاب لم يمر على يد منقح ولا محرر. ففقراته غير مرقمة والأخطاء على مستوى تنسيق الجُمل والتنقيط كارثية. برغم أن مقدم الكتاب أثنى ونثر المديح على المترجم في البداية مما جعلني اتفائل.
هناك ايضًا هوامش لا داعي لها. وهوامش سيئة الترجمة أو الإيضاح.
الطريف أنني اشتريت مجوعة مؤلفات سينيكا الصادرة عن دار آفاق ومجموعها أربع كتب وبعد قرائتي هذا الكتاب لم يعد لي مزاج ولا رغبة في قراءة بقية الكتب.
إن المدقق في كتابة سينيكا عمومًا سيجد الكثير من التشابهات الواضحة مع الأناجيل وتعاليمها الأخلاقية. فلو لم يقل صاحب الكتاب أن سينيكا هو كاتبه، لاعتقدت أن كاتبه قديس ما مسيحي من العصور القروسطية! فكيف كُتب هذا الكلام بهذا المنطق والشاعرية والجمال قبل 2000 سنة! بالطبع الترجمة سيئة، ولكن الحق يُقال أن المترجم له بعض العذر، فكتابة سينيكا هي هكذا، كما عهدته في كتبه السابقة، وفي الواقع، سينيكا لا يقرؤه إلا شخص في آخر عمره، على المعاش، يقضي سنواته الأخيره في هدوء المحارب القديم، الذي لا مشكلة عنده في قراءة صفحات قليلة كل يوم، دون مشتتات ولا سرعة هذا العصر اللعين، يلوك كل كلمة، ويستمتع بسرد سينيكا الأخاذ بين التاريخ الروماني العجيب واستقاء الحكمة الفلسفية من الحوادث. فكتابة سينيكا تميل بشدة للإطناب وتحتاج إلى الهدوء والصبر والوقت - وهذا غير متوفر في زماننا للأسف. *** ::في سطور:: +++++++++ "قانون الحياة قد صك لحياتنا الدنيا وعلى الناس أن يتعلموا كيف يمنحون ويتلقون بحرية. النوايا الحسنة تضفي المتعة؛ لأنها تفعلها بطيب خاطر."
دي بينيفيشيس أو حول الإحسان هو عمل من القرن الأول كتبه سينيكا الأصغر الفيلسوف الرواقي الروماني. وهو يشكل جزءًا من سلسلة من المقالات الأخلاقية لتي ألفها سينيكا. ويتناول هذا الكتاب حض أخلاقي على سلوك المنح واستقبال الهدايا والخدمات داخل المجتمع، ويفحص الطبيعة المعقدة ودور الامتنان في سياق الأخلاق الرواقية، مع مناقشات بين السطور وتأملات حول الوقائع الرومانية. *** ::العنوان:: +++++++ "العمل يُنفذ في عقل المرء. إن دلالة العقل العظيم في ألا يعطي الإحسان ويفقده، بل يفقد الإحسان ليعطيه."
على الرغم من أن العنوان يُترجم عادةً (حول الإحسان) فإن كلمة "Beneficiis" مشتقة من الكلمة اللاتينية "beneficium"، والتي تعني خدمة أو منفعة أو خدمة أو لطف. وتضمنت الترجمات الأخرى للعنوان: "عن الهدايا والخدمات"؛ "عن منح وتلقي الخدمات"؛ "عن الخدمات"؛ "عن الأعمال الطيبة". هذا العمل وجهه سينيكا إللا أبوتيوس ليبراليس صديقه الذي هو أيضًا موضوع الرسالة 91. *** ::المحتوى:: ++++++++ "علمتنا الفلسفة أن نبذل الإحسان قبل كل شيء."
يتألف (عن الإحسان) من سبعة كتب. نقرأ السطر الأول من الكتاب: "عزيزي ليبراليس، لا شيء أفدح من جهلنا بكيفية منح الإحسان وتلقيه في ظل الأخطاء الفادحة التي يرتكبها من يعيشون بتهور وبلا تدبر، ولهذا منح الإحسان أخذ ورد كذلك." كان هدف سينيكا من العمل، من خلال مناقشة الإحسان هو تنظيم ممارسته والحض عليه دون انتظار مقابل، مع التركيز الشديد على النية الحسنة في الإحسان أكثر من الشيء الممنوح. فأهم ما قدمه سينيكا هو التمييز الحاد بين الموضوع المادي وهو هبة مادية كالمال والعقار والمنصب السياسي بامتيازاته وتوابعه، وبين النية وهي إحسان حقيقي. كان إعطاء المنافع بالنسبة لسينيكا هو أهم شيء يربط البشر أخلاقيًا في المجتمع؛ لأنه يتبع ذلك أنه إذا تم وضعها في مكان سيئ، فسيتم الاعتراف بها بشكل سيئ، وعندما نشكو من عدم ردها، يكون الأوان قد فات، لأنها ضاعت في الوقت الذي أعطيت فيه. *** ::الإحسان:: ++++++++ ما هي طبيعة المنافع النسبية للأشخاص الذين يقومون بدور في التبادل الاجتماعي إما كمعطي أو متلقي. وهذا يشمل تبادل المنافع، والمعاملة بالمثل، والعطاء والأخذ داخل المجتمع. يمكن التفكير في موضوع العمل على أنه أخلاقيات اجتماعية، وبشكل خاص أخلاقيات رواقية.
كما يتناول كتاب الأخلاق فيما يتعلق بالقيادة السياسية. وعلى هذا النحو، فإن العمل يتناول حياة الأرستقراطيين الرومان وطبيعة علاقاتهم. وهذا يتعلق بنوع وآداب الروابط بين الأشخاص من خلال تقديم وتبادل الهدايا أو الخدماتأو المنح، كما يصف سينيكا الطريقة التي قد يتصرف بها الأرستقراطيون، لصالح المجتمع الروماني القديم. يؤكد سينيكا على المصطلح اللاتيني للصداقة في سياق الثقافة الرومانية القديمة فهو يمثل المثل الأعلى. العلاقات من هذا النوع تكون بين الذكور من النخبة ذوي المكانة الاجتماعية المتساوية إلى حد ما.
يعرف سينيكا الإحسان على أنه فعل يُبنى على النية الحسنة وهو يدخل السرور ويؤدي إليه، ويقدم طوعًا لفعل ما ينبغي وليس موضوعه ما فعلته أو ما منحته، بل الطريقة التي فعلت بها أو منحت بها، أي نية المعطي أو الأداة. *.*.*.*.*
في هذا العام قمت بزيارة المدرسة الرواقية الرومانية، التي يمثلها سنيكا، أبيكتيكوس ( سأتحدث عنه في المنشور اللاحق ) والامبراطور الروماني ماركوس أورليوس ( قرأته في السنة الماضية ) تبدو لي الرواقية اليوم مجموعةٌ من الحِيَل الحياتية، التي تساعدنا على الحد من القلق والغضب ، وبقول أخر يمكن القول بأنني رواقي بدون رواقية ( كما كتب عبد السلام بنعبد العالي ) تركز الرواقية على اللحظة الراهنة أو الحاضرة، بوصفها حقيقة يمتلكها الإنسان، عكس الماضي والمستقبل، اللذين ينفلتان من وجود الإنسان الحقيقي إلى الوجود الوهمي في العقل.. وتدعو إلى تقبل هذه اللحظة بكل ما فيها من آلم أو لذة، ونبذ أي استجابة في العقل للأشياء التي حدثت في الماضي، أو التي قد تحدث في المستقبل، فأغلب انفعالات النفس تأتي من تمازج هذين التيارين في العقل والنفس، فتولد مشاعر الألم والإحباط والمعاناة من الماضي، والتوتر والخوف من المستقبل. الرواقية كما يكتب عنها ميشال أونفراي، أنتربولوجيا شفَّافة وملموسة تضربُ بجذُورها في "الهنا والآن"، وهي في الأخير فكر ذو نزعة حتمية، في علاقة مع الكوسموس الذي يعيد وضع الإنسان في مكانه الصحيح. ، إنها الحياة التي تريد الحياة la vie qui veux la vie وبالتالي فمن البداهة ألا نريدها قبل أن تصير، لكن حين صيرورتها يمكننا إرادتُها عندئذ وإرادتنا لها ليست إلا حُبَّنا إيَّاها، لأننا لا نستطيع ولا نقوى على القيام بشيء ضدَّها، ذاك ما يسميه نyتشه، الذي استعار كل شيء تقريبًا من الفلاسفة الرواقيين، بـ""amor fati: "أحب قَدَركَ"، وفضلا عن ذلك نجد أن إنسانه الأعلى هو تعبير وإفصاح عن فلسفة رواقية عليا surstoïcisme. من المثير للاهتمام أن كتاب عن الغضب لسينيكا كان قد هربا الى زنزانة الزعيم الافريقي نيلسون مانيلا الذي قال علمني سينيكا ان اؤمن ان كل الناس يرتكبون الاخطاء، وعلينا ارشادهم وهدايتهم دون ان يتملكنا الغضب.
أولا انه فيه كثيرا من الاطناب، والحشو والتكرار ..بغض النظر عن ان اكثر من خمسين صفحة الاولى كلها مقدمات رديئة.. فالافضل في رأي لو كان الكتاب من 100 صفحة سيكون تحفة باهرة ..
العيب الثاني هو الترجمة السيئة جدا في بعض المواضع، اعتقد انه ليس هناك من يقوم بمراجعة للترجمة، الترجمة الحرفية واضحة في كثير من المواضع في الكتاب ..لم يتكبدوا عناء مراجعة الترجمة ..ترجمة افكار فيلسوف عظيم ..
على غرار هذا، تمكنت من الاستفادة من معظم ما جاء به سينيكا من افكار عن موضوع الاحسان ..
سينيكا فيلسوف عظيم ..🔥🔥 ولي عودة لمراجعة مفصلة
لكن الاكيد انه يجب ان نقرأ ل سينيكا ..اقرأو سينيكا يا معشر القراء ..