أربع خطوات إلى الأعلى - إنها الحدود، أربع خطوات إلى الأسفل - إنها الحدود، يا إلهي، كم هذا الوطن صغير ! أرمينية... كم هي صغيرة ! حقا ً إنها قماط طفل، وأنا أحتضن هذا القماط، يا إلهي، ها أنا أقف حائرا ً. قل لي: ماذا أفعل، وإلى أين أذهب ؟ أربع خطوات إلى الأعلى - إنه الخراب والموت، أربع خطوات إلى الأسفل - إنه السلب والنهب.
(أرمينية)
هذا هو وطني، وهو بحجم يمكنني اصطحابه عند ذهابي إلى أمكنة بعيدة، إذ إنه صغير كالأم العجوز كالمولود الجديد، وأمّا على الخارطة فهو دمعة واحدة فحسب... هذا هو وطني، وهو بحجم يمكنني من أن أحفظه في قلبي كي لا أفقده فجأة...
(هكذا كان)
رغب االله كتابة كلمة "السعادة على أرضكِ من زاوية إلى زاوية، ولكن، يا للأسف، كانت تلك الكلمة طويلة جدا ً ولم تتسع لها بقعتك الصغيرة... تمنى الله أن يكتب كلمة "السلام ولكن، يا للأسف، تلك الكلمة أيضا ً كانت طويلة جداً حتى إن نصفها لم تتسع له أرضكِ الصغيرة... ماذا كان على االله أن يفعل، إذا كانت كلمة "الألم" هي الكلمة المناسبة،، وإذا كانت كلمة "الحزن" هي الكلمة المناسبة، وكذلك كلمة »البكاء هي المناسبة لبقعتك الصغيرة... ***
-إكنا صاري أصلان (موت الزاوية)
في يوم من الأيام سئِمت الزاوية من ضلعيها فطردتهما وماتت
(موت اللون) كان ثمة لون في قديم الزمان وبما أنه لم يحب أي لون آخر ابداً مات
(موت الشاعر) كان في قديم الزمان شاعر كان يولد عندما يبدأ في كتابة قصيدة جديدة ويموت عندما ينتهي منها ***
-زاهراد
(ليقل ما يشاء) - شريطة أن لا يقول شيئا ً رديئا ً - ليتكلم كيفما يشاء - شريطة أن لا يقول شيئا ً - وإن أراد فليسكت - شريطة أن لا يفكر
(المطر)
لن تستطعن التسلل إلى النفق يا قطرات المطر البائسة ولن تستطعن الدخول إلى بيوت أغنياء الحرب لأن سقوف بيوتهم الفخمة لا تسرب قطرات المطر أنا وأمثالي نحبكن لأن َّكن تجلبن الخير فيرخص سعر الخبز لكنني نعسان فلا تهطلن على مخدّتي رجاء. ***
-زاريه خراخوني (ثمّ)
لنكن كالجموع و نفعل كل شيء لنصفِّق مثلهم - لنطعن بأرجلنا معهم هذا أو ذاك ولنلقِ المحاضرات ونتوسّط من أجلهم جميعا ً، ولنرفع أصابعنا ونوجّه الأسئلة بحضور الآخرين ولا نفهم منهم إلا الضجيج، ومن ثم نجلس ونتأمل وحيدين. لنفتح قلوبنا للجميع ونوزع أنفسنا للآخرين كالخبز قطعة قطعة لنتقاسم آلام الآخرين - ونسرد لهم همومنا ونعرّض أنفسنا للسعات الابتسامات المهينة لهذا أو ذاك ومن ثم نتألم ونتحمّل كل ذلك وحيدين. لنفتح أحضاننا للحشود ونلقِ بأنفسنا في أحضان الجماهير بسرور من يلقي بنفسه في البحر فلنسرّ ونصرخ معهم -لنحس بأنفسنا أقوياء مثلهم- ونتملّقهم ونحن نرتجف وبالكاد نخلص أنفسنا من خطر الانسحاق ومن ثم ننزوي ونبقى وحيدين. لنمدّ أيادينا إلى العالم، لنتآخ َمع الغريب، مع الآتي والعابر لنفتح أبوابنا للقريب والغريب كما تفتح المائدة والروح، لنحب و نمنح بإسراف في حين نرى أن الكلّ يريدون المجيء إلينا ليحكموا علينا. و حينئذٍ نحزن ونبكي وحيدين. ومن ثم... و من ثم نتوجه إلى الجميع و نصلّي وحيدين ***