حكايات متنوعة من التراث الدمشقي الشعبي مما يتناوله العامة في أحادبثهم المنقولة عن بعضهم بعضاً، وفيها طرائف وغرائب. يقول المؤلف في مقدمة كتابه: تحوم أكثر أحداث هذه القصص حول أشخاص ولدوا وعاشوا في دمشق المدينة الخالدة على مر الدهر. ويضيف قائلاً: دمشق جدّة المدن التي تحدثت عنها الكتب المقدسة زارها كثير من المؤرخين الجغرافيين والرحالة والشعراء والعلماء وتحدثوا عنها بكل إعجاب وتقدير. ولو استعرضنا كل من كتب عن دمشق لوجدنا أن الجميع يعدونها رفيقة الزمن ودوحة الإنسان وقلب العروبة وعقل الإنسانية المفكر وصوت التاريخ وموطن الإبداع والحضارة، وبلد الترحيب بالغريب، فعلى أرضها اصطرعت مختلف المدنيات وتركت وراءها أوابد تحكي قصة الإنسان الذي عاش في أرضها قبل التاريخ لأنها نقطة
هذه تجربة غير ناجحة لكتابة قصص شعبية.. لن أقول فاشلة خشية أن يكون في ذلك إجحاف لبعض الفقرات الجيدة فيها.
أظن المشكلة الأكبر التي تواجهنا في هذا الموقع هي أن آراءنا غالبًا تتأثر بتوقّعاتنا السابقة أو انطباعاتنا المسبقة التي نرسمها في ذهننا حول الكتاب، من عنوانه أو غلافه أو ما يقوله الآخرون عنه.
وإنني أذكر أن ذلك العنوان الذي يحمله الكتاب جعلني ألتهب شوقًا لشرائه وتقليب صفحاته في معرض الكتاب الماضي. حكايا وحارات ودمشق؟ أليس هذا العنوان مُغريًا !! كم أحب حكايا جدتي وجدي عن أهل دمشق وبعض العائلات فيها.. وكم كنت مخطئة حين ظننتُ هذه المجموعة تسمو لتُقارن بحكاياهما!!
أولاً:
توقّعت أن أجد في هذه المجموعة قصصًا حدثت في دمشق.. أو أن أجد توثيقًا يدلّني على أنها قد حدثت فعلاً بغض النظر عن المكان الذي حدثت فيه !! أو على الأقل.. أن تُحكى القصص بأسلوب الروي (صيغة الغائب) عن الأشخاص الذين حدث معهم ما حدث؛ كي أتبيّن أن الكاتب كتب ما سمعه أو ما قرأه! لكنّه لجأ إلى التحدث بضمير المتكلم في أكثر من قصة فأصابني بشكّ في مصداقيته، فقد استبعدت أن يكون هو البطل في تلك القصص حقًا..
ظللت هكذا حتى مررت بقصة يحكيها البطل بصيغة المتكلم أيضًا، فإذا به يذكر فيها اسمه! عجبًا! لكنني رغم ذلك بقيت على شك من أن يكون هو البطل في القصص التي سبقت هذه أو التي تلتها. وهو في كثير من القصص لم يذكر أسماء تذهب شيئًا من الفضول والشك.. فأبقاني في حيرة من أمري.. بل إنني شعرت بشيء من الانخداع والحزن :( هل كل من يقول سأكتب قصصًا حدثت في حارات دمشق نقول له تفضل؟ أنت ترسم ملامح مدينة يا سيد..أنت توثّق تاريخًا.. وعند توثيق التاريخ لا مكان لأي شيء يُفقِد المكتوب مصداقيته !!
ثانيًا:
صحيح أنني لا أعرف عن الكاتب سوى اسمه، لكنني أصبحت أعرف أيضًا أنه بحاجة ماسة لأن يلتفت إلى زيادة علمه بكيفية كتابة القصص القصيرة.
فهو يذكر في قصصه ما لا فائدة من ذكره، عكس ما هو معروف عن القصص القصيرة وأنها تحوي من الأحداث والمعلومات ما يخدم الفكرة أو يسير بالقارئ إلى خاتمتها وهكذا..
فعلى سبيل المثال، في إحدى القصص يُريد الكاتب أن يقص لنا قصة عن رجل في الثمانين من عمره.. فيبدأ بالحديث عن عائلته والجو الذي نشأ فيه في صغره. يخبرنا عن أبيه وعمله وعن أمه أنها زوجة أبيه لا أمه وأنها أمية وعن الخلافات الكائنة بينهما التي تصل أحيانًا للطلاق.. ويخبرنا عن أخته وأنها أمية أيضًا وأنها تزوجت من أحد لا أذكر من يكون.. كل هذا يحكيه ثم يخبرنا أن هذا الشخص أحب آنذاك قراءة الكتب الأدبية وقام بجمعها حتى صارت لديه مكتبة مليئة بالكتب.. ثم ماذا؟ توفي أهله ولم يبقَ لديه أحد.. وهو على حافة القبر كما يقولون.. فاحتار إلى من سيترك هذه المكتبة؟ وصارت هذه الحيرة كابوسًا تلاحقه مساءً.. وذات يوم ظلّ يُفكر في الأمر حتى استيقظ من النوم وهو يصرخ فانتبهت له زوجته واحتضنته..
وفقط!!
أسألكم بالله هل هذه قصة !!!!!!!!!؟؟؟؟
ثالثًا:
ذكر في إحدى القصص (وهي القصة التي ذكر فيها اسمه) حكايةً على لسان شخص يعرفه من الشاغور وهي عن أحد الشيوخ المعروفين بالصلاح والتقوى على حد قوله وأنه أجرى مكالمة تحدث فيها مع شخصٍ ما دون وجود لنظام الاتصالات الذي نعرفه الآن آنذاك.
أعلم أعلم أن قصص دمشق لا تخلو من قصص على هذه الشاكلة... فكثيرًا ما أسمع من أفواه الناس هناك أن فلانًا كان قد كُشِف له المستور.. فلان كان صاحب بركات وفلان ولي وفلان مدري مين هو..
وكنت ومازلت أستغرب فعلاً من التصديق التام لهذا الأمر دون إحكام العقل ولو قليلاً والتفكر في أن الصحابة ما سمعنا عنهم شيئًا كهذا فكيف نسمعه عن بشرٍ خطائين عاديين مثلنا؟ على أية حال لن أدخل في تفاصيل هذه النقطة فالله أعلم.. وهنالك أمر أهم من هذا قد أزعجني بدرجة أكبر!!!
فالكاتب بعد أن ذكر أن هذا الشيخ على قدر كبير من الصلاح والتقوى، يعود ليخبرنا أنّه ذات يوم حين أتاه فوج من الضيوف بدأ باستقبالهم بالكلام المقذع والتوبيخ اللاذع وعدم الاحترام الظاهر ! وأنهم كانوا يقبلون ذلك منهم بالرضا والسرور!!!
أتساءل هنا.. منذ متى كان الصلاح والتقوى يقترنان بسوء المعاملة والألفاظ؟؟؟ أشعر بالغضب من هذه الأفكار التي لا تنم إلا عن جهل بديننا الحنيف.
رابعًا:
إن افترضنا أن الكاتب كتب هذه المجموعة القصصية على أنها قصص حدثت في دمشق، فإن المفروض والمُسَلّم به منطقيًا أن الكاتب سيقوم بذكر القصص كما سمعها أو كما تلقاها.. وأنه سيترك للكاتب التفكير فيها... دون أن يذكر بين سطورها أفكاره وآراءه الخاصة به !! لكنه فعل ذلك للأسف..
خامسًا:
الحوار لم يكن واقعياً البتة، ففي إحدى القصص، يقول البطل على سبيل السؤال:
" ولكن ما علاقة ما ذكرت بأحداث الثورة السورية التي هب فيها كل شبر من أرض الوطن يصارع المستعمر الدخيل؛ تلك الثورة التي ستظل حية في قلوب أبناء الشام وعقولهم في الريف والحضر، ينقلها جيل بعد جيل، متوجة بالعز والإجلال، ومشغولة بالفخار والاحترام؟"
وإنني على يقين أن هذا أقرب لأن يكون محاضرة لا سؤالاً.
لا أنصح بهذا الكتاب.. أسأل الله لنا ولكاتبه المغفرة والرحمة..
كتاب قصصي صغير، ينفع أن يكون وجبة خفيفة بين القراءات، و إعادة تمرين للياقة القرائية، اثنا عشر قصة دارت أحداثها في حواري دمشق القديمة، مابين الشاغور ومدحت باشا وسوق البزورية وباب الحديد، حكايا من الحارة وشهامة أهلها وذكريات للكاتب من تلك الأيام الكتاب عندما رأيته في المعرض ذكرني بمجلد ضخم لقصص وأمثال شعبية من الشام وصلني كهدية في طفولتي، كانت الكتابة فيه مزيج بين العامية والفصحى و وصف للحارات والأماكن الشعبية في دمشق، لم أنتهي منه قط، ولم أمله حتى أختفى! واستبدله أهلي بمجموعة قصصية من الشام تشبه الأولى لكن أصغر وموجهة للأطفال، هي أيضا تطايرت أعدادها ولم يبق منه شيء لليوم، كتب طفولتي كانت أجمل وحكاياها عن الشام وحواريها بدت لي أكثر عذوبة ودقة وأقرب للقلب من كتاب الأستاذ سعيد. تحدث في إحدى القصص عن كرامات إحدى الأولياء في إحدى الحواري والذي أجرى مايشبه الإتصال الهاتفي في زمن لم تكن فيه الكهرباء موجودة ليطلب وجبة طعام من صفايح اللحم، فوفرها صاحب الفرن الذي سمع هاتف الولي ونفذه فوراً! وبدا مؤمنا بهذه الخرافة، وفي قصة أخرى مرر رأيا اجتماعياً خاصاً به في قصة, لذا تساقطت النجوم في التقييم
حكايا بسيطة كنت أظن بالبداية أنها حكايا وقصص عن البيئة الشامية والشخصيات القديمة في ذلك الوقت, فشرعت لشرائه واقتنائه .. لكن الكتاب خذلني لم يحتوي على أي حكاية مثيرة او مفيدة
كتاب خيب ظني ... عنوان مشوق وغلاف ينم عن دمشق وحاراتها ... ولكن المحتوى مغاير ... قصص أكثر من بسيطة ولو كان الأسلوب أقوى لخفف من فشل هذا الكتاب ولكن حتى الأسلوب ضعيف وركيك من كل الكتاب أعرت اهتماما لست صفحات فقط ..هي المقدمة ..ولا شيء سواها يستحق القراءة :(