هذا الكتاب تتبعت موضوع الصعاليك في الإسلام وهداني التفكير إلى أن حلف الفضول كان نتيجة لهؤلاء الصعاليك وعللت كيف وقفت الصعلكة في صدر الإسلام وأسباب وقوفها وكيف ظهرت في العصر العباسي على شكل آخر إلى اليوم أيضا، فكان من البحث في الفتوة والصعلكة هذه الرسالة.
واحد من أهم المثقفين الذين أرسوا قواعد الثقافة العربية الحديثة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الأزهر، وعمل قاضيًا، ومدرّسًا في مدرسة القضاء الشرعي، ثم أستاذًا للنقد الأدبي بآداب القاهرة، وعميدًا للكلية نفسها. كان أحمد أمين يكتب مقالًا أسبوعيًّا في مجلة "الرسالة"، كما رأس تحرير مجلة "الثقافة" التي كانت تصدر عن لجنة التأليف والترجمة والنشر والتي عمل رئيسًا لها أيضًا. اختير أحمد أمين عضوًا في مجامع اللغة العربية المصري والعراقي والسوري. صدر له عدد من المؤلفات كان أهمها "فجر الإسلام" و"ضحى الإسلام" و"ظهر الإسلام" و"هارون الرشيد
ولعل كلمته: "أريد أن أعمل لا أن أسيطر" مفتاح هام في فهم هذه الشخصية الكبيرة.
نص يعبر عن خيانة اللغة لنفسها وعن مراوغتها للمعنى , بعيداً عن صدى كلمة الفتوة وحدها , يعلو المجتمع على اللغة ويحيلها طيعة تحت سياغات جديدة مختلفة عما كانت عليه , واللغة هكذا ترضي المجتمع ولكنها لا تخون مفرداتها تماماً بل تجعلها مطاطة تحمل معاني مختلفة , متقاربة حيناً ومضادة أخرى ... بل وفي بعض الأحيان ترتجل تصورات المجتمع بهيئة مفردات جديدة فكلمة حرامي مثلاً والتي هي نسبة لقبيلة حرام أصبحت يدعى بها اللص وذلك نسبة لذلة هذه القبيلة والتي كانت تعد من أشراف العرب
ما لا حظته على نفسي هو أنني انبهرت بتفسير الكاتب لأبيات الجاهليين و غيرهم الأمر الذي يدل على أن بعد المسافة بيني وبينهم , وبين لغتي ولغتهم , قبل فترة كنت وجدت حديثاً عن من يذكر الكأس ويؤنثها , وأبسط من ذلك نجهله عن اللغة العربية
ملاحظتين أيضاً عن ما يسمى بحلف الفضول الذي مثل جزءاً من الحسنات في العصر الجاهلي , و وجوده بصيغة أخرى في العصر العباسي فيما سمي بديوان رد المظاليم , يعكس إستشراء الفساد في عصر إنتاجي إسلامي بإمتياز , والأخرى عن الوجود الغربي المستفز في الكتابات التي تقول وهذا الذي في الغرب كان عندنا منذ كذا تبيينا لنقص لا يسد في نفسياتنا
سرد تاريخي سريع ومتقن لنظام الفتوة من الجاهلية إلى العصر الحديث. و التفريق بين الصعلكة والفتوة قديماً وحديثاً, مع ذكر للـبلطجية في العصر الحديث وتاريخهم.
هذا كتاب عن تاريخ الفتوة و الصعلكة من الجاهلية الى اليوم. (اما الصعلكة فاختفت بظهور الاسلام و تحريم السلب) الفتوة تدل على المروءة و يختص بها الفتيان و الفتية الميسورين تتمثل في الكرم و قرى الضيف و اما الصعاليك فهم من الفقراء الذين يهبون لمساعدة الفقراء امثالهم بالاغارة على اموال الاغنياء البخلاء الفتوة مهدت لحلف الفضول الذي اسسته قريش لنصرة الظالم على المظلوم، و في العصرين الاموي و العباسي ظهرت فئة اخرى سموا فتية من اهل اليسر يلتقون في مجتمعات خاصة و لهم حظ من السماع و الشراب و يضيفون الغرباء، ثم الصوفية الذين استحسنوا الكلمة و ادخلوها في مذهبهم و جعلوا لها مقاما و اسرارا، و في فترة اخرى استعملت هذه الكلمة لوصف نوع من الشبان الاشداء الذين يتباهون بقوتهم و يهددون الناس في اموالهم، ثم ظهرت الفتوة العسكرية مع كثرة الحروب (و ذكر مثالا للحسن الصباح و فتيته الحشيشية الاسماعيلية، لكن الكاتب ذكرهم دون ان ينكر عليهم جرائمهم و سفكهم للدم المسلم) و ورث هذه الفتوة من بعدهم مماليك مصر. و من بعدها ظهرت الفتوة الكرمية و هي اطعام الطعام و قضاء الحوائج و نصرة المظلوم، ثم انتهى الى ظهور فتوات الحارات في بلده مصر و هي الفتونة و البلطجية الذين كانوا يعيثون في الارض فسادا. و في الاخير وجب الاشارة الى ان الكتاب يعيبه التكرار فالفكرة الواحدة يذكرها مرتين و ثلاث، عموما الكتاب خفيف و مفيد.
الكتاب بيتكلم عن تاريخ كلمة الفتوة وتاريخ كلمة الصعلكة وارتباطهم بفئة معينة من الناس الكتاب لغته جميلة جداً لكن مش سهلة أبيات الشعر اللي الكاتب استعان بها كانت صعبة شوية عليا لكن الكتاب في المجمل عجبني جداً وأرشحه لكل أصدقائي الكتاب غير مناسب للأطفال لصعوبة اللغة
بالمجمل،كتابات أحمد أمين، أمتع وثرية أكثر من كتابات أحمد تيمور باشا. الكتاب جميل في التعريف بأخلاقيات الصعاليك وبأخلاقيات الفتوة. الفتوة قيمة خلقية يبرزها المتصوفة كثيرا في كتبهَم. وهي مفقودة اصطلاحا وقيمة في عصرنا هذا للأسف.
اختلفت معاني الفتوة باختلاف الأزمان، فصار بداخل الكلمة تاريخ يشبه تاريخ البلدان، إذ تتغير أحوال البلد وعرفها ومزاجها بأحوال الأسرة الحاكمة، فكذلك الكلمة: يجتهد الباحث في استعراض تطور واختلاف معانيها الزمنية.
والمعروف أن الفتى حاليا هو الشاب حديث العمر قليل الخبرة متهور الأفعال، فلا يُمدح من يوصف فتى. كما أن الفتوة انتشرت في القرن الماضي بأنها صورة من صور البلطجة، إلا أن هذا الحال مغاير لصورته الأولى، وفي هذا الكتاب يستعرض أحمد أمين معاني الفتوة والصعلكة في مختلف الأزمان والمذاهب.
كانت الفتوة في أول الزمان دالة على القوة والكمال، فيقول الشاعر:
إن الفتى حمّال كل ملمة ليس الفتى بمنعّم الشبان
بل لما كان الدهر أقوى أثرا في النفوس وأشد تأثيرا في الطبيعة، سمى العرب الليل والنهار بالفتَيَان؛ فمن أقوى منهما في إذلال كل عزيز وإضعاف كل قوي؟
لم يلبث الفتيان أن عصفا بهم ولكـل قفل يسّـــرا مفــتاحـا
وكان طرفة بن العبد يرى الفتوة مزيج من ثلاث صفات: كرم وشجاعة، وإتلاف للمال في الجد والهزل، ثم عدم الاعتداد بالحياة في حرب أو سلم. فقال: ولولا ثلاث هن من عيشة الفتى وحقك لم أحفل متى قام عودي
ولما كان زهير عاقلا وفصيحا، جعل أهم صفات الفتى الفصاحة في اللسان والحكمة في الجنان فقال: لسان الفتى نصف ونصف فؤاده فلم يبق إلا صورة اللحم والدم
فصار الكل يرى الفتوة هي المثل الأعلى عنده، يرسمها حسب خيالاته وما يراه من حق وصواب.
وانتشر بجوار الفتوة معنى قريبا منها، وهو الصعلكة، لكنها أقرب للفقراء، فالصعاليك في الجاهلية كانوا من فقراء العرب، يسرقون من الأغنياء البخلاء، فيتركون كل غني كريم، وفي هذا لمحة على نبلهم وإيمانهم بأن ما يسلبونه هو حق لهم ولكل فقير محتاج.
ولم تكن كلمة الصعاليك وقتها مثلا سيئا، بل كان يفتخر منهم شعراء معروفين كعروة بن البرد، والشنفري وتأبط شرا.
وأكبر ميزة لعروة أنه كان رجلا يشعر بالناس أكثر مما يشعر بنفسه، فيقول:
إنـــي امرؤ عافــى إنائي شركـــة وأنت امرؤ عافـى إنائك واحــــد أتهزأ منــي إن سمنت وقـــد تـرى بجسمي مس الحق والحق جاهد أقسّم جسمي في جســـوم كثيرة وأحسو قــراح الماء والمــاء بارد
وأما الشنفري، فكان شعره يصور معاني الشجاعة والسلب والنهب، لذلك قالوا أن شعر عروة في غيره وشعر الشنفري في نفسه.
ومن شعرائهم أيضا البراق، ومن شعره:
لعمري لست أترك آل قومي وأرحل عن غنائي أو أسير بهم ذلي إذا ما كنت فيهم على رغم العدا شرف خطير أأنزل بينهم إن كان يسر وأرحل إن ألمّ بهم عسير؟ فكُفّ الكفّ عن قومي وذرهم فسوف يرى فعالهم الضرير
وكان أكثر شعر الصعاليك مقطوعات لا قصائد، وفي هذه ظاهرة عجيبة، كأنها تنسجم مع طبيعة خطفهم السريعة، فصاروا يخطفون في الشعر كما يخطفون في الحرب.
ولما كانت الفتوة والصعلكة وجهان لمعنى النبل، لا يفترقان إلا بالغنى والفقر، أشار أحد الشعراء أن الغنى وحده لا يطابق النبل ولا الكرم ولا الفتوة، فقال:
وليس فتى الفتيان من راح واغتدى لشرب صبوح أو لشرب غبوق ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى لضر عدو أو لنفع صديق
ومن هنا ربما انبثق حلف الفضول، وهو حلف عقدته قريش لنصرة كل مظلوم بمكة، "وذكروا أن رجلًا من خثعم قدم مكة معتمرًا ومعه بنت له يقال لها «القتول» من أوضأ نساء العالمين، فاغتصبها منه نبيه بن الحجاج، وغيبها عنده، فقال الخثعمي: من يعديني من هذا الرجل؟ فقيل له: عليك بحلف الفضول. فوقف عند الكعبة ونادى، فإذا هم يسرعون إليه من كل جانب، وقد انتضوا أسيافهم يقولون: جاءك الغوث فما بالك؟ فقال: إن نبيهًا ظلمني في ابنتي وانتزعها مني قسوة. فساروا معه حتى وقفوا على باب الدار، فخرج إليهم، فقالوا له: أخرج الجارية ويحك، فقد علمت من نحن وما تعاقدنا عليه. فقال: أفعل، ولكن متعوني بها ليلة. فقالوا: لا، لا والله. فأخرجها إليهم.
وفي الحديث أن رسول الله ﷺ قال: «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا ما أحب أن لي به حمر النعم، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت.»"
وجاء في القرآن استعمال (فتى) كوصف حسن لصاحبه، فوُصِف سيدنا إبراهيم عليه السلام وقت تحطيمه الأصنام بأنه فتى، ووصف أصحاب الكهف لما تركوا أهل الكفر وحافظوا على إيمانهم بأنهم (فتية).
وقالوا: لا سيف إلا ذو الفقار، ولا فتى إلا على.
وهذا لشجاعة الإمام، حتى جعلوا من الفتوة سندا متصلا، كما كان في زمن الخليفة الناصر لدين الله، فأوثق السند بداية من الإمام علي، مرورا بسليمان الفارسي وحذيفة بن اليمان والحسن البصري وأبي مسلم الخراساني وصولا إليه.
وظهرت معاني جديدة في الفتوة لما دخلت القاموس الصوفي، فقال القشيري (أصل الفتوة أن يكون العبد ساعيا أبدا في أمر غيره)، وقال الفضيل (الفتوة الصفح عن عثرات ا��إخوان)، وقيل (الفتوة ألا ترى لنفسك فضلا على غيرك)، وقيل (إن إبراهيم عليه السلام سمى في القرآن فتى لأنه كسر الصنم، وصنم كل إنسان نفسه)، وسئل ابن حنبل عنها، فقال (الفتوة ترك ما ترجو لما تخشى). فنرى أن الفتوة هنا صبغت بأسمى معاني الصوفية، كما رآها من قبل أبناء الجاهلية، وكلٌ يرسم فيها مبلغ الكمال البشري، ولذلك عقد ابن العربي في كتابه (الفتوحات المكية) فصلا عن الفتوة، وقال عنها:
إن الفتوة ما ينفك صاحبها مقدما عند رب الناس والناس إن الفتى من له الإيثار تحلية فحيث كان، فمحمول على الراس ما إن تزلزله الأهوا بقوتها لكونه ثابتا كالراس في الراس لا حزن يحكمه، ولا خوف يشغله عن المكارم حال الحرب والباس انظر إلى كسره الأصنام منفردا بلا معين، فذاك اللين القاسي
ثم صبغت الفتوة بمعاني جديدة، نبعت معها مراسم خاصة لمن يدخل في سلك الفتيان، كلباس الفتوة، وشرب كأس الفتوة، حتى انتشرت مذهبا سياسيا وعسكريا يصاحبه التدريب على فنون الرياضة والفروسية.
وكان من أثر انتشارها، تصدي الإمام ابن تيمية لها بفتوى أصدرها ، فقال: (إن لباس الفتوة وإسقاء الملح والماء باطل لا أصل له. ولم يفعل هذا رسول الله ولا أحد من الصحابة، ولا علي بن أبي طالب ولا غيره من التابعين. والإسناد الذي يذكرونه عن طريق الخليفة الناصر إلى عبد الجبار إلى تمامه إسناد لا تقوم به حجة. وفيه من لا يعرف. وما ذكر من نزول هذا اللباس من السماء في صندوق هو من أظهر الكذب باتفاق العارفين.)
وكذلك مما يدل على انتشارها أن ابن الوردي الشاعر المشهور علق على فتوى في الفتوة بقوله: قد غاظني حتى هاضني، وحنقني حتى خنقني ما أحدثه أهل الجهل والابتداع، وسكت عنه العلماء حتى شاع في الرعاع وذاع، وهي البدعة التي يجب إعفاء رسمها، والنكرة المعروفة بالفتوة. وهي ضد اسمها، وكيف لا، وقد عكف عليها أتباع الضلال، ودعا إليها الجهال وأهل البطالة، يجمعون لها الجموع من الأنباط، ويحضرها المرد وأهل اللواط. فمنهم من يتصابى على سنه، ومنهم من يمشي على بطنه، وإن تنحنح ذو سطوة أجابوه بسكين وتكاثروا عليه، وإن أضمرت كلمة الحق ظهروا، ما أحقهم بالنفي عن الجنس، وما أولاهم بالكبس، وجعلهم كأمس، كبيرهم العاص يزيد تيهًا على الفرات، وهو عند الشريعة صغير. فيتصدر فيهم بغير علم ولا هدى، ولا كتاب منير. يلبسهم لباس شر، ولباس التقوى ذلك خير. ويسقيهم ماء له بالملح المذاب، وبئس الشراب، فيشقيهم بما يسقيهم، ويطغيهم بما يعطيهم، ويمد لهم خوانًا، يجمع فساقًا وخوانًا، جمع ثمنه من القمار والدبر والحوك والنجامة، والكنس والحجامة. واشترط شروطًا ليست في كتاب الله. والشيطان بغرور دلاه.
واستمرت الفتوة في المجتمع حتى صارت تجمعات في كل حي، يرأسها كبيرهم، لا يخرجون عن طاعته، وينفذون ما يؤمرون، فيكونون للحي حاميته، وجامعي الضرائب، والمحافظين على أمنه، وأحيانا من يعتدي عليه باسم الفتونة.
بل كانوا أحيانا أول من يطرد العدو الأجنبي، كما كانوا يفعلون مع الفرنسيين من هجمات ومكائد، يستخدمون فيها كل طاقاتهم وأسلحتهم وإن كانت عصى وسكاكين!
و من ذلك ما حكاه الجبرتي أيضًا في ترجمة الشيخ حسن الكفراوي، فقد كان صديقًا للشيخ صامودا المنجم؛ *فرأى أحد المماليك على عضو زوجته كتابة، فسألها عنها فقالت له: قد كتبها الشيخ صامودا ليحببك فيَّ. فقال لها: إنه إذًا رضي أن يطلع على عضوك.* ثم أمسكه وقتله وشهر به وبالعلماء، وشهر بصديقه الشيخ الكفراوي، فاضطهد الشيخ اضطهادًا كبيرًا ألجأه إلى أن يحتمي بفتوة حي الحسينية، إذ كان الشيخ يسكن فيه وهو الحاج عمر الجزار، ليمنع عنه أذى الناس، وتزوج ببنته.
وانتهت مسيرة الفتوة لحال الحرافيش الذي خطها العبقري نجيب محفوظ في ملحمته المصرية، تصور مذهبهم ونزاعاتهم، ولكنها انتهت تقريبا بقتل الإنجليز مذهبهم، عن طريق تشريدهم وإغراقهم في ملذات الخمر والمسكر، حتى استبدلوهم تماما بهيئات حكومية تقوم بأفعالهم الطيبة، كحفظ الأمن ومساعدة الفقراء.
هو يعتبر كتيب صغير ورغم ذلك احتوي علي كم شيق ورائع من المعلومات والأفكار يتناول الكتاب موضوعي الصعلكة والفتوة وعن اختلاف معني الكلمة عبر العصور يبدأ بعرض مفهوم الكلمتين منذ عصور الجاهلية وعصور صدر الإسلام من خلال استعراض أشعار عن الصعلكة والفتوة فقد ذكر جماعة الشعراء الصعاليك ومنهم عروة بن الورد وتأبط شرا والشنفري وأنه مفهوم الصعلوك كان هو الفقير الذي يترصد الأغنياء الأشحاء ثم يسرقهم ويوزع الغنيمة بالعدل علي مجتمع الصعاليك ليتم بذلك تطبيق العدالة الاجتماعية عن طريقهم ثم تطور واختفاء الصعاليك في عصر الإسلام لظهور مبادىء الزكاة وبيت المال ثم عودتهم مرة أخري في العصور التالية ليصل معني الكلمة إلي ما نفهمه منها حاليا وكذلك استعرض مفهوم الفتوة فبدأ بعصر الجاهلية وأشعاره التي دلت علي مفهوم الفتوة بأشكال مختلفة اتفقت جميعا علي غني أصحابها ثم تبدل المفهوم في العهد الإسلامي ليصبح دالا علي المروءة ومكارم الأخلاق حتي يصل إلي مفهوم البلطجي في الوقت الحالي وينهي حديثه بأن الصعلكة والفتوة قد وجدت في المجتمع الغربي والأوروبي ولكن علي شكل مؤسسات فمؤسسات مثل الهلال الأحمر والكشافة تتبع إلي حد كبير معني الفتوة من حيث نجدة الآخرين ومساعدتهم ومؤسسات مثل الضرائب والجمارك تتبع معني الصعلكة من حيث أنها تأخد من الغني بالقوة وتعطي للفقير ويتمني أن تكون لنا مؤسسات في وطننا العربي والإسلامي يحقق معاني الصعلكة والفتوة الأصلية لا أن يتحول معناها لدينا إلي معني سلبي بغيض أشعار الكتاب جزلة وقوية في لغتها ويفسر المؤلف الغريب منها ورغم قلة عدد صفحات الكتاب لكنه احتوي أفكارا عظيمة ورائعة
كما يبدو من عنوان الكتاب يتطرق أحمد آمين لمعنى الصعلكة والفتوة وتطور هذين الكلمتين منذ الجاهلية وحتى الاسلام والعصور المختلفة الأخرى ، ولا يخلو الكتاب من الأمثلة القصصية والابيات الشعرية لإيضاح المعنى في العصور المختلفة. فعلى سبيل المثال في الجاهلية الفتوة تشمل الشبان من ابناء الاغنياء الذين يتمتعون بحياة الترف والبذخ،ومع ذلك قد يتصفون بالكرم والضيافة، اما الصعاليك هم من ابناء الفقراء الذين يعشيون حياة ضنك وفقر وكذلك فهم يتصفون بالكرم. يوضح لنا أحمد آمين ان الصعالكة كانو قطاع طرق ينهبون الاغنياء البخلاء ليأخذوا اموالهم ويتقاسموه بالعدل بينهم او يوزعوه على من احتاج، وهم لا يعترضون طريق الاغنياء الكرام، وهذا ما يعبر عن نبل الصعالكة. ويذكر أيضاً انه هنالك نوعين من الصعالكة صعلوك خامل كسول ينتظر الصدقة من الاخرين وصعلوك يسعى لرزقة ورزق غيره عن طريق السلب والنهب. وأيضاً الفتوة نوعان جميعهم من بني الاغنياء لكن يختلفون فى مقدار النجدة والكرم. ويذكر انه في معنى الفتوة ان يكون فتى الفتيان ،جده في الحياة وضاراً لعدوه نافعاً لصديقه. وكانت الصعلكة والفتوة في الاسلام حاضرة أيضاً كعهد الدولة العباسية مثلاً. ولا تتحدد الفتوة والصعلكة في المعنيين المذكورين فقط انما قد يختلف المعنى ويشمل صفات اكثر بحسب البيئة والزمن وهذا هو غاية الكتاب كما ذكرت آنفاً تتبع تاريخ تطور تطور كل من الفتوة والصعالكة. كتيب صغير لكنه غني بالمعرفة وممتع في القراءة.
بعض المماليك في مصر في عصر من العصور كانوا ينقسمون إلى قسمين، ذي الفقارية والقاسمية، واتخذوا لذلك شارات، فالفقارية اتخذت شعارها البياض في الثياب والركاب، حتى أواني المأكولات والمشروبات، والقاسمية اتخذت شعارها الحمرة في كل شيء من ذلك. وكان بين الفريقين من الفروسية والألعاب والقتال ما كثر ذكره في الجبرتي وغيره. .............................................. واضح ان مصر مقسومة أهلي وزمالك من زمان أوي :D كتاب ممتع وشيق عن مفهوم الصعلكة والفتوة ومظاهرهما وتاريخها في العصر الجاهلي والإسلامي، وتناولهما في الأدب والشعر
ليس الكتاب الأول الذي أطالعه لأحمد أمين، وجدت الكاتب يستحق أن يقرأ له، فوضعت لي عدة كتب أخرى له، وكان منها هذا الكتاب ذو النكهة التراثية، أعجبني انتخابه للأشعار وذائقته الأدبية.
الكتاب جيد في موضوعه، حيث تحدث فيه عن أبرز شعراء الصعاليك الجاهلين: عروة والشنفرة وتأبط شرًا، وأعطى لمحه سريعة عن تاريخ الصعاليك في الجاهلية والإسلام، وعن معنى الفتوة وأبرز الفتوات في التاريخ.
أحمد أمين سهل العبارة، كتابه قصير نسبيًا، نأمل أن نقرأ له كتابًا آخر في القريب العاجل.
This entire review has been hidden because of spoilers.
الكتاب صغير الحجم يبحث في أصل كلمتي الصعلكة والفتوة وأصل كل منهما، وكيف تغيرت الكلمتان مع الزمن منذ الجاهلية مروراً بالإسلام وعصور الخلافة المختلفة، وإستعمال لفظ الفتوة عند الأتراك وحتى الأوروبيين قديماً حيث تتصل الفتوة بالفروسية والشجاعة والكرم. ويصل بنا حتى العصر الحديث وظهور فتوات الحارات في مصر كمثال. وإندثار الصعاليك حيث خفت نجمهم مع ظهور الإسلام شيئاً فشيئاً فأصبحت الصعلكة في العصر الحديث مردافاً لقلة شأن الفرد على عكس ما كان قديماً.
أسلوب جيد ولكن اللاسف لايوجد لدينا كتاب كثر يكتبون بموضوعية وبحيادية ويتناولون الموضوع بما له وما عليه ،ولكن ان يوصف الفئات الت تقتل وتنهب وتسبي النساء بالنبلاء والكثير من المغالطات بالوصف فالعقلية التى لدى الكثير من يمجدون الماضي ،يبدو انها لا تفرق بين الكاتب والشخص العادي،وهذا هي النتيجة التي نعيشها من أحداث مؤسفة .
فكرة الكتاب لطيفة وهي البحث عن تاريخ الكلمات، فيصف تلك الفكرة قائلا : "لكل كلمة تاريخ يشبه تاريخ البلاد وتاريخ النظم السياسية وتاريخ الأشخاص، وتاريخ الكلمات قد يكون معقدا ملتويا غامضا كما يحدث في غيره من أنواع التاريخ" ولكن التطبيق للفكرة كان ضعيفا به كثير من العبارات المرسلة والنتائج التي لم يسبقها مقدمات.
الفارق بين الصعلكة والفتوة كبيرًا جدًا لكنني أحببت الصعاليك أكثر ربما بسبب عروة بن الورد إمام الصعاليك و"روبن هود العرب" الذي سأبحث عنه أكثر. أكثر ما جاء في الكتاب لطفًا كانت قصة قريب الرشيد الذي هجم عليه أحد الأشخاص لأنه يتكسب 100 ألف درهم يوميًا!! "كريستيانو وميسي مبيعملها في اليوم يا عم"
فالمدحة أيام الجاهلية تعتبر سبة الآن. أكثر ما اعجبني حديثه عن حلف الفضول. يظهر شيم العرب قبل الإسلام. كذلك جميع القصص في عهد الدولة العباسية وما يسبقها إلى وقت الرسول كانت جميلة وشهمة.
من عنوانه فهمت انه هيتكلم ع الكفار والفتوه ونصح بالدين طلع بيتكلم عن الفرق بين الصعلكة ومعنها وبين الفتوة اى الاشداء ومعنها بس نور ف عقلى وصله عصبية ،، فكتر خير الكاتب ....😂😂
من الغريب ان يقول الكاتب لسان حال الصعلوك "فهؤلاء لما راوا هذه الحال ،حال منغمس في الترف لا الى حد ومنغمس في الفقر لا الى حد لم يرضوا عنها والوا على انفسهم ان ياخذوا من الظالم للمظلوم "ص٥٦ وكأنه يمدحهم ولا يرى في انهم قد انتهكوا القوانين الاسلامية والانسانية فهم سراق وقتلة حيث يسرقون المال ويختطفون النساء ويقتلون الناس بدعوا ان الذي سرقوه بخيل وهل البخل يبيح فعلهم الذي هو اقبح من فعلهم وكما قيل عذر اقبح من فعل فبدل ان يثور ضد الظالم الحقيقي المتمثل بالخليفة والامير كمعاوية وغيره يقوم بسرقة الناس الا لكونهم لا حولة لهم ولا قوة بهم حيث يستغلون كثرتهم بغلبة الناس وهل فعلهم يخرجهم من كونهم سراق وقتلة وايضا لاجل اشراك الناس بفعل الحرام يقومون بتوزيع ما حصلوا عليه على الفقراء حتى يشاركوهم الحرام وليس قوم النبي صالح عليه السلام عنهم ببعيد وفعلهم بناقة صالح وفصيلها وما فعلهم ببعيد عن السارق روين هود الذي كثرت الافلام عن شجاعته ونبله مع كونه سارق وقاتل ولكن فعله فعل الصعاليك واما قول ان حركة ابا ذر الغفاري تشبه الصعلكة لانه نادى بالمساواة فهذا راي بعيد لكون ابا ذر كان فعل ما قلناه من الثورة ضد الحاكم الظالم الناهب وهو معاوية في وقته حيث اثار الاموال لنفسه واهله ومن يطيعه ولا يعطي اموال الناس الي هي من خزينة الدولة او بتعبير مال المسلمين فمال المسلمين للمسلمين وليس لمعاوية او غيره فانا لله وانا اليه راجعون
فى البداية ستظن ان عنوان الكتاب مجحف فى حق الإسلام و لا انكر ان الكاتب وضع عنوان استفزازى للكتاب و لكن عندما تقرأ صفحاته ستجد انه يتحدث عن اصل الفتوه و الصعلكه منذ العصر الجاهلى و حتى العصر الحديث و كانت فى العصر الجاهلى منتشرة بقصد الحماية و رد الحقوق الى الغير على الرغم من انحراف تصرفاتهم احيانا و اخذت الفتوهو الصعلكه اسماء اخرى فى العصور الإسلامية بعد تحريمها لأنحرافها الى انتهائها تماما فى العصر الحديث كمفهوم عنه كفعل .