إن مسائل العلاقة بين الإنسان وربّه كثيرة، ولكن أهمها وأكثرها تعرضاً للجدل والنقاش، منذ عصر الصحابة إلى يومنا هذا، مسألة التسيير والتخيير في حياة الإنسان، وهي ذات ارتباط وثيق بعقيدة القضاء والقدر. وليس هناك مسألة من مسائل أصول الدين ثار حولها الجدل، في أواخر عصر الصحابة ومع اتساع الفتوحات الإسلامية، ثم استمر أمده وتطاول إلى يومنا هذا، كمسألة التسيير والتخيير هذه فقد جادل عليّ رضي الله عنه أناساً في القدر، وجادل شيخاً بعد انصرافه من صفين، جاء يسأله عن القضاء والقدر، وعن الإنسان أهو مجبر أم مخيّر... وجادل كل من ابن عباس وابن مسعود من جاء يخلط في مسألة القدر ويستشير المشكلات حولها. ثم اتسع نطاق الجدل في هذا الأمر، واشتدّ أواره، حتى تشكلت من ذلك فرق، والتجأ كل فريق إلى ردود ال
ولد في قرية جيلكا التابعة لجزيرة بوطان - ابن عمر - الواقعة داخل حدود تركيا في شمال العراق. هاجر مع والده ملا رمضان إلى دمشق وله من العمر أربع سنوات. أنهى دراسته الثانوية الشرعية في معهد التوجيه الإسلامي بدمشق والتحق عام 1953 بكلية الشريعة في جامعة الأزهر. وحصل على شهادة العالمية منها عام 1955. والتحق في العام الذي يليه بكلية اللغة العربية في جامعة الأزهر ونال دبلوم التربية في نهاية ذلك العام.
عُيّن معيداً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1960 وأُوفد إلى كلية الشريعة من جامعة الأزهر للحصول على الدكتوراه في أصول الشريعة الإسلامية وحصل على هذه الشهادة عام 1965. عُيّن مدرساً في كلية الشريعة بجامعة دمشق عام 1965 ثم وكيلاً لها ثم عميداً لها. اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة. كما كان عضواً في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في عمان، وعضواً في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد.
يتقن اللغة التركية والكردية ويلم باللغة الانكليزية. له ما لا يقل عن أربعين مؤلفاً في علوم الشريعة والآداب والفلسفة والاجتماع ومشكلات الحضارة وغيرها. رأس البوطي قسم العقائد والأديان في كلية الشريعة بجامعة دمشق. كان يحاضر بشكل شبه يومي في مساجد دمشق وغيرها من المحافظات السورية ويحضر محاضراته آلاف من الشباب والنساء.
اشترك في مؤتمرات وندوات عالمية كثيرة تتناول مختلف وجوه الثقافة الإسلامية في عدد من الدول العربية والإسلامية والأوربية والأمريكية. و قد كان عضو في المجلس الأعلى لأكاديمية أكسفورد في إنكلترا. كتب في عدد من الصحف والمجلات في موضوعات إسلامية وقضايا مستجدة ومنها ردود على كثير من الأسئلة التي يتلقاها والتي تتعلق بفتاوى أو مشورات تهم الناس وتشارك في حل مشاكلهم. وقف مع نظام بشار الأسد في سوريا خلال الثورة في عام ٢٠١١، وكان يرى أن ما يحدث خروج عن طاعة الإمام ومؤامرة تم تدبيرها من أعداء الأمة الإسلامية تلقى بسبب ذلك اتهامات كثيرة بالخيانة وتشكيك في نيته وانخفضت شعبيته بشكل كبير وتم مقاطعة كتبه من قبل الكثيرين تم اغتيال الشيخ خلال درس له في دمشق، وذلك خلال انفجار في المسجد ليلة الجمعة الموافق 10 جمادي الاول 1434, 21 مارس 2013.
Name: Mohamed Sa'id Ramadan, but more famous with the name al-Buti.
Birth: In the year 1929, in the village of Ayn Dewar, Northern Syria.
Location: The Shaykh immigrated with his father to Damascus at the age of four where he resides.
Studies: The Shaykh received both his primary and secondary schooling at Damascus, and in 1953 he joined the Faculty of Shariah at al-Azhar University from which he graduated in 1955, securing a first-class in the final exams. The following year he obtained a Diploma in Education from the Faculty of Arabic Language at the same University.
Engagements: The Shaykh was appointed a teacher in the secondary school of Homs in 1958. And in 1961 he was appointed a lecturer in the Faculty of Shariah at Damascus University. In 1965 he was back at al-Azhar University where he completed a doctorate with high distinction and a recommendation for a teaching post. In the same year he was appointed as a teacher in the Faculty of Law at the University of Damascus, thereafter an assistant professor, and finally appointed as a professor.
In 1975, he was given the position of the vice dean at the same college, and later in 1977 as the dean. He has now retired but with an extended contract with the same university as a lecturer. Academic activities:
1] Several of the Shaykh's religious and social programs are broadcast via satellite channels, including: 'The New Miracle in the Quran, Islam in the Scales of Science, Scenes, and Lessons from the Quran and Sunnah, and Quranic Studies.
2] He continues to participate in international seminars and conferences in various Arab, Muslim, and European countries.
3] He conducts regular programs in Masjid al-Imaan of Damascus (one of the largest mosques of the city). These 'Druze', as they are known, take place every Monday and Thursday. He also delivers the Friday sermon every week at the Grand Umayyad Mosque of Damascus.
4] The author of many articles which appear in academic journals and newspapers.
جاء هذا المبحث رداً على الاستشكالات والحجج الفلسفية والكلامية فيما يخص القضاء والقدر ، عمد الكاتب الكريم إلى الاستدلال بعلم الكلام دونما غلو وبعيداً عن العصبية والأهواء ، ولقد جاء حديثه مستعيناً بآيات من الذكر الحكيم وعدداً من الأحاديث النبوية ، فكان فيض من النور الآلهي يرق له القلب ويقنع العقل ويزيل الالتباس عن الكثير مما يوهم بالجبرية ، ويتضح المعنى كاشفاً عن حقيقة القضاء والقدر ليبدد الشكوك التي قد تراودك ، ويقدم اجابات لكل ما قد يتبادر إلى ذهنك من تساؤلات ... وسأطرح عدداً من النقاط الهامة التي تم ذكرها محاولة الإيجاز والإيضاح ... فالقضاء هو علم الله الأزلي بكل ما سيجري في ملكوته ، والقدر جريان الأمور وفقاً لعلم الله عز وجل وقد يحل كل منهما محل الآخر في التعريف... لقد أنعم الله على الانسان بملكة الإرادة والاختيار والقدرة على اتخاذ القرار ومن هنا أصبح الإنسان ذا قصد وعزم وتتجلى ثمرة هذه الملكة في الممارسات التطبيقية لتلك الملكة التي زوده الله بها... ويأتي قصد العبد مع الفعل ليكون الكسب وعليه الثواب أو العقاب ، وهما منوطان بهذا الكسب المنسوب للانسان وهو مسؤول عنه.. وسبحان الله فعلمه السابق لقصد الانسان واختياراته يأتي تابعاً لإرادته والتي بها يصدر منه الفعل ، والتي بموجبها يخلق الله ذلك الفعل له... وقد تتساءل كيف وعلم الله الأزلي هو السابق ، تأتيك الاجابة بأن هذا ليس خاضعاً للزمن الذي نتعارف عليه وهو أمر اعتباري نتوهم بأنه يمكننا تقسيم الأحداث والفصل بينها بكلمتي "قبل " و " بعد " ..فعلم الله هو الصفة الكاشفة كالمصباح تضيء الأشياء كما هى دون تغيير .. سبحان من خلقنا وهو عالم بنا وسابق علمه بما ستؤول اليه خياراتنا وقرارتنا...وتأتي قدرة الله وارادته لتمضي فيما قصدته...ولكن علينا أن نتذكر بأن العبد قد يعرض نفسه للطف الآلهي فيوفقه للهداية ويسوقه إلى الايمان سوقاً..فضلاً واحسانا.. وقد يعرض نفسه للمقت الآلهي فيقوده للتيه والضلال عقاباً وسخطا... أما الرضا فهو واجب على القضاء الذي لا ارادة لنا فيه ولا اختيار ، فهنالك حكمة نجهلها ويستحيل علينا انكارها ... وأخيراً على المرء أن يتحصن باليقين العقلي بالاستناد الى دلائل العلم واليقين القلبي بالتبتل والخضوع في محراب العبودية دون أن يجنح لاحدهما دون الآخر عندئذ ينعم بالسكينة في ظل ألطاف رب السموات والأرض مطمئناً لأحكامه وحسن تدابيره...
لم أجد كتابا تناول موضوع القضاء والقدر بكل شفافية وأجاب عن كل سؤال قد يخطر وقد لا يخطر على بال أي إنسان في موضوع القضاء والقدر مثل هذا الكتاب فجزى الله الشيخ البوطي عن المسلمين خير الجزاء
هو السؤال الذي يخطر على بال كل مسلم ليأتي هذا الكتاب ويجيب عنه بكل بساطة. الكتاب يوضح معنى التسيير والتخيير...يوضح معنى القضاء والقدر يناقش قضية خالق أفعال الناس وحقيقة إلغاء قضاء الله لاختيار الانسان.
الكتاب يجيب ويرد على آراء المعتزلة في العديد من المسائل مثل قضية القضاء والمقضي
المميز في الكتاب أنه يبسط المسائل بشكل سهل وبأبسط الطرق بحيث تصل الفكرة بشكل مباشر للقارئ
برأيي الشخصي يجب تواجد هذا الكتاب في مكتبة كل مسلم ويجب قراءته أكثر من مرة
"هل الإنسان مخيّر أم مسيّر؟" لا اعتقد أنّي سأجد جواباً أفضل من الذي وجدته في هذا الكتاب.. يحلل ويصحح المفاهيم ويزيل الشبهات حول هذا الموضوع من كل جوانبه.. جميل جداً..
كتاب يشرح القضاء والقدر من وجهة نظر الاشاعره والرد على المعتزله .. الموضوع مازال يسبب نقاشات بين اهل العلم ونقدر نستخلصه في ثلاث نقاط الاشاعره يرون ان الله سبحانه وتعالى خلق المشيئه وجعل الانسان يختار من عمل صالح او طالح وهو تحت علم ومشيئة الله المعتزله يرون ان الانسان مجبر على المعصية او الطاعة وهذا والعياذ بالله ضد اقوال اهل السنة والجماعه السلف يرون ان القدر مكتوب من قبل فاي يعمل يعمله الانسان هو مكتوب في اللوح المحفوظ فمن يتحجج بالمعصية ويمسبها للقدر فالرد عليه يكون انه لايعلم الغيب فقبل ان يعصي الله لايعلم اذا كان مكتوب ام لا فالشيخ ابن عثيمين يقول ان الجائز للانسان ان يحتج بالقدر في فعل المعصية جائز بعد وقوع المعصية لاقبلها لكن يجب للمسلم ان يفرق بين اللوح المحفوظ وبين الصحف الموجوده مع الملائكه الي تقدر كل سنة في ليلة القدر فهنا الدعاء يرد القضاء الموجود في الصحف كما جاء في احاديث كثيره للرسول صلى الله عليه وسلم نختم الموضوع في كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله عندما ساله سائل هل الانسان مسير ام مخير فقال رحمه الله اسال نفسك هل انت عندما كتبت السوال هل انت كتبتها باختيارك ام احد اجبرك فيقول انا متاكد انه سيقول انه من اختياره ولكن الله سبحانه هو الذي خلق الارادهوخلق الانسان وجعل فيه امرين الاول الاراده والثاني القدره فان فعل شيء الانسان فانما فعله باراده وقدره الله الذي خلقها الله في الانسان وعلى هذا النحو في الانسان مخيرفي فعل الشيء باختياره لكن الاراده والقدره مخلوقان من الله سبحانه وتعالى
يظل الواحد فينا يفكر في مواضيع كثيرة يتمنى لو يستطيع التكلم بها مع الناس دون أن يشعر بالذنب... ويستغفر ربه عندما تجول في خاطره أمور كثيرة رغم أننا غير محاسبين عما نفكر به ... ثم ترى كتابا يناقش كثيرا من الأفكار التي يرغب الإنسان في معرفة كنهها ويتنور حقائق الأمور في مثل هذا الكتاب القيم الذي عثرت عليه صدفة في المكتبة يستعرض البوطي -رحمه الله - في هذا الكتاب قضية التسيير والتخيير والقضاء والقدر و عبودية الإنسان لخالقه تعالى وأفعال اﻹنسان وخلقها و الكسب الذي يؤدي إلى ثواب أو عقاب... و ناقش هذه المواضيع في فصول كتابه وطرح محاججته و أدلته واعتقاداته فيها مستشهدا أحيانا بالقرآن الكريم وأحيانا أخرى بأحاديث نبوية شريفة و أحيانا بحجج كﻻمية فلسفية مع أنه ﻻ يرغب بالكﻻم بأسلوب المحاججة والإقناع الذي أتقنه برأيي إﻻ أنه وضح أنه مضطر لذلك ليرد بعض الشبهات التي اختلقتها بعض المذاهب الإسﻻمية بشكل عام والمعتزلة بشكل خاص فقد رد على الكثير من أفكارهم ردا سليما مقنعا يدل على تنور وبصيرة و فهم الكتاب أجاب عن أسئلة طالما شغلت بالي و أقنعني بعدة أمور كنت حائرا فيها فالتسيير والتخيير قضية تحتاج لتوضيح كي نفهمها أنصح بقراءة هذا الكتاب بشدة و في النهاية أرجع و أقول رحم الله العﻻمة محمد سعيد رمضان البوطي و أثابه على علمه الذي نفع المسلمين به!
أقولها صراحةً: أخذت منّي الإستشكالات العقليّة حول مسألة القضاء والقدر ، إضافةً إلى الشبهات الناجمة عن عدم الفهم الصّحيح للكتاب والسنّة ما أخذت ، حتّى بات التّفكير في هذه المسألة أكثر أمرٍ يشغل بالي في فترةٍ من فترات المراهقة. لم يحلل أحدٌ لي هذه المشكلة سوى هذا الكتاب الرّائع الّذي يفصّل بأسلوبٍ مبسّط وأدبٍ راقٍ جميل كلّ تلك الإستشكالات العقليّة إضافةً إلى تفنيده للآيات الّتي توهم الجبر والأحاديث الّتي توهم الجبر ثمّ الرّد على تلك الشّبهات والإستشكالات ، ثمّ يفصّل الكاتب -رحمه الله وغفر له- في الحديث عن الكسب وما إلى ذلك ، ناهيك عن إبتدائه كتابه بتفنيد الإستشكالات العقليّة والإجابة عن كلّ الأسئلة الّتي يطرحها العقل حيالَ هذا الأمر . ثمّ يتسعرض مسألة الخير والشرّ وخلقهما بفضل الله أوّلاً وكاتب هذا الكتاب ثانياً ، بتُّ أعلمُ كيف يكون الإنسان مخيّراً وهو قابعٌ تحت سلطان الله ، وأفعاله كلّها مخلوقاتٌ من قبل الله تعالى
الكتاب مرهق ومتعب جداً .. أو ربما عقلي في حالة كسل .. لا أدري غوص في علم الكلام والفلسفة والمنطق ورد على أقوال المعتزلة بشكل أساسي في قضية القضاء والقدر والجبرية والقدرية وغير ذلك
بشكل عام .. عندما اقرأ للبوطي .. لا أسعى للحصول على معلومات وحقائق بقدر ما أسعى لأتعلم كيف أفكر وكيف أحلل وكيف أناقش القضايا بمنطقية وعمق ... البوطي لا يعطيك حقائق فقط .. ولكن يعلمك كيف تفكّر
رحم الله شيخنا البوطي وتقبله مع الشهداء وأسكنه فسيح جناته ونفعنا بعلمه
لطالما أثار موضوع التسيير والتخيير جدلا كبيرا بين علماء الأمة ومنهم من يتجنب الحديث عنه بوصفه مفهوما شائكا لكن الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله أبى إلا أن يطرحه تفصيلا وتحليلا بناء على منطق الحجة والبرهان مستدلا على ذلك بآيات من الذكر الحكيم وأحاديث نبوية وكذا أقوال السلف الصالح فكان كتاب "الإنسان مسير أم مخير؟" ثمرة جهود علمية أفرزت أجوبة شافية لكل من أشكلت عليه هذه المفاهيم، وقد حاولت أن أقطف ثماره عن طريق ترشيح الأسئلة المهمة مرفقة بالأجوبة الموافقة لها في مقال مع تبسيط لطريقة العرض حتى تعم الفائدة جميع القراء بدون استثناء.
هل الإنسان مخير أم مسير؟ الإنسان أيا كان يتعرض لنوعين من التصرفات: الأولى: مسير فيها خارجة عن قصده وإرادته كالسقوط غير العمد، التثاؤب والارتعاش، أما الثانية: مخير فيها تأتي ثمرة قصد وإرادة من صاحبها كالقيام للصلاة أو مباشرة عمل معين، والفرق بينهما كالمرض الذي يصيبك والدواء الذي تتناوله بيدك. هذه الإرادة معرضة أحيانا للتشويش من طرف مؤثرات داخلية تنبع من الإنسان نفسه كالمشاعر والانفعالات، الأهواء وجماح الغرائز أو خارجية كالمحيط العائلي والاجتماعي، في هذه الحالة يبقى العقل الملاذ الوحيد من أجل اتخاذ القرار الصحيح حتى لا تفقد هذه الإرادة فاعليتها وسلطانها ثم تذبل لتصبح شكلا من غير مضمون.
" إيجاد الله للعناصر التي لا بد منها للفعل لا يعني إيجاد الفعل ذاته، فمادة الفعل وعناصره من خلق الله واستيلاده حصولا وتنفيذا ثمرة لقصد الإنسان وعزمه. "
هل القضاء ينفي إرادة الإنسان؟ يظن البعض أن القضاء يلغي حق الإنسان في الاختيار لكنه على العكس من ذلك، إنه علم الله عز وجل بسائر تصرفات الإنسان الاختيارية والقسرية. قال أبو سليمان الخطابي "وقد يحسب كثير من الناس أن معنى القضاء والقدر إجبار الله سبحانه وتعالى العبد وقهره على ما قدره وقضاه وليس الأمر كما يتوهمون وإنما مفاده الإخبار عن تقدم علم الله سبحانه وتعالى بما يكون من أكساب العبد وصدروها عن تقدير منه". و بما أن العلم تابع للمعلوم وليس العكس، فالقضاء ليس أكثر من علم الله بما يجري أو سيجري في الكون لا يستوجب الجبر والإلزام، صفة كاشفة غير مؤثرة، حيث إنه بجهد الإنسان تتفتح أزاهير الخير والإصلاح وبسوء سعيه يكون قد أوقد نيران الفساد والشرور. ما هو الزمن بالنسبة لكل من الله عز وجل والإنسان؟ إن التوقع أو التخطيط المستقبلي أمر منطقي في حياة كل إنسان إلا أنه منفصل عن المستقبل لأنه يدخل في باب الإرادة والاختيار عكس المستقبل المحجوب عنا اللحظة الحاضرة. أما الله عز وجل فالمستقبل في حقه تعالى ليس محجوبا بالزمان الحاضر. وأفعال الإنسان من الذي يخلقها؟ إيجاد الله للعناصر التي لا بد منها للفعل لا يعني إيجاد الفعل ذاته، فمادة الفعل وعناصره من خلق الله واستيلاده حصولا وتنفيذا ثمرة لقصد الإنسان وعزمه. فالله يخلق القبح وهو من مظاهر ربوبيته ولكن لا ينسب إليه فعل القبح تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. من هذا نخلص إلى أن ملكة الاختيار بمعناها الكلي مخلوقة من الله عز وجل وتعلقها التطبيقي بجزئيات الأمور والتصرفات ممارسات تنسب إلى الإنسان.
أول مؤلف أقرؤه للبوطي و حتما لن يكون الأخير , الكتاب كان تحقيقا علميا ممتازا لمسألة التخيير و التسيير الفلسفية, أتذكر أني تعرضت لهذه المسأل قبل 4 سنوات في مادة الفلسفة بالثانوية بشكل سطحي,لكن هذا الكتاب كان أشبه بالحقيقة الكاملة حول الموضوع, تسلسل الأفكار مثالي جدا . تطرق الكاتب لمسألة القضاء و القدر, الخير و الشر, خلق الله لأفعال الإنسان و منحه قدرة الاختيار و تشعبات عديدة تخص المسألة و كل الإشكاليات المطروحة التي قد تحيط بها, قال الكاتب في خاتمة كتابه أن سبيل المسلم في تحصين ما اكتسبه هو بتوفر شيئين اثنين : _ اليقين العقلي المستند إلى دلائل العلم و بياناته _ تغذية مشاعر العبودية في القلب, بالإكثار من ذكر الله و مراقبة و تهييج عوامل محبته و تعظيمه و المخافة منه و الواحدة منهما ناقصة بغياب الثانية في رحلة المعرفة و العلم
لا أذكر تحديدًا متى قرأته، ولكن السؤال كان يراودني وأنا صغيرة... إذا كان كل شيء مُقدّر فلماذا أنا موجودة؟؟؟ كنت صغيرة على صياغة سؤال كهذا، ولكن هذا الكتاب شرح لي الكثير... اليوم تذكرته، لأن ذات الفكرة راودتني ولكن من زاوية أخرى... أحب الطفلة التي تسأل في داخلي... وأحب أن أجد لها الأجوبة بنفسي... أأنت -يا من تقرأ الآن- مخيّر أم مسيّر؟ ؟؟ قبل أن تجب، قلّب السؤال في ذهنك وانظر إلى تصرفاتك ، ماذا يقيدك؟؟؟ أهو دينك فعلاً أم أشياء أخرى؟؟؟
الكتاب ومحتواه لا غبار عليهما، كفاني أنه أجاب عن تساؤلاتي، وأفضل جزء فيه الخاتمة، وما أذهلني قوله .. كيف تفهم هذا الكتاب وتثبت معلوماته؟ وأجاب رحمه الله، أن تمتلئ قلوبنا يقينا بالله وعبوديتنا له، في نفس الوقت الذي نشغل فيه عقولنا بأحكامه ونتفقه فيها، وهذه خير فكرة❤️
أعتقد أنه لا يخلو بال إنسان من تساؤلات بخصوص هذا الموضوع، وأظن أنه لا يوجد كتاب أجاب على كثير من التساؤلات مثل هذا الكتاب بتفصيل وشرح مبسط وكافي دون إطالة مملة .. في المجمل أعجبني الكتاب جدًا مع بعض التحفظات هنا وهناك لكن برأيي أنه كتاب مهم وأساسي يجب قراءته .. ينضم إلى مجموعة الكتب التي تُقرأ أكثر من مرة ..
التسيير والتخيير من أخطر المسائل في التاريخ الإسلامي، والخلاف فيها شائك، ولا أعرف أحدا بسط شرح القضية كما فعل المؤلف، وقد أحاط بجميع جوانب القضية بإيجاز غير مخل وبلغة سلسة
واحدة من المحن اللى اتعرض لها الاسلام هي الصدام المرير بين المعتزلة و أهل السنة (الأشاعرة)... المعتزلة تأثروا بالفلسفة اليونانية و آمنوا بأن الله يعلم الكليات فقط و ليس الجزئيات ... و أوجبوا على الله عز و جل صفات معينة و أفعال محددة... و منعوا الله عز و جل من ارادة الشر او القبيح ...و جعلوا للأشياء حسن ذاتى و قبح ذاتى ..
كانت هذه المعركة تهدد العقيدة الاسلامية التى ترى ان علم الله شامل للجزئيات و الكليات ..و أن الله بيده الخير و الشر معا و ان كان لا يرضى لعباده الكفر..و أن القبيح ما قبحه الشرع و الحسن ما حسنه الشرع ...
الكتاب العميق ده و الخطير في نفس الوقت بيسرد شبهات طالت عقيدة أهل السنة و بيرد عليها في أوضح طريقة ...و بيرسي نقاط هامة لكل مسلم : مثل الفارق بين ارادة المآل للكفر و الرضى بالكفر .. الفارق بين ان الله يخلق القدرة فى العبد للقيام بالفعل و بين ان العبد يختار الفعل بنفسه دون اجبار . الفارق بين القضاء و القدر .. معنى المحو و الإثبات ... و غيرها من التعبيرات التى قامت بسببها معارك فكرية و أُلفت كتب بضخامة منهاج السنة لابن تيمية و شفاء العليل لابن الجوزي رحمهما الله....
كتاب مرهق في قراءته (شهر تقريبا )...لكنه من أهم ما قرأت في ٢٠١٩
الإنسان مسير أم مخير؟! كثيراً ما نقع في الحيرة بجميع أمور حياتنا و بالأخص في أمور التسيير و التخيير ، و هذا ما يجعلنا في حالة من اضطراب المشاعر و عدم قدرتنا على فهم الأمور. فلو فهمنا أمور حياتنا هل نحن مسيرين بها أم مخيرين سنصل إلى مرحلة الراحة النفسية و الاستقرار. هنا كانت جهود الدكتور البوطي واضحة و مشكورة و لا يحق لنا أن نحصرها ب خمس نجوم. يقول الكتاب بأن الله سبحانه و تعالى هو عالم ما كان و ما يكون و ما لم يكن لو كان كيف سيكون. الله سبحانه هو الخالق لعناصر الفعل و الفعل يعود للإنسان، القبح موجود و هو من كماليات الحياة ووجد ليحصل التوازن الطبيعي كالخير و الشر و الجيد و السيء و كل هذا موجود بعلم الله و لكن صفة القبح او الشر لا تنسب إليه تعالى الله عن ذلك. فالقضاء ه�� علم الله الازلي بكل ما سيجري في ملكوته ، و القدر هو جريان وفقاً لعلم الله سبحانه و تعالى. كل شيء بعلم الله و إرادته و نحن أمامنا الوسائل لنكسب و نجتهد و نتحمل نتيجة اختيارنا في العقاب و الثواب. الكتاب يحتاج إلى تركيز عالي لفهم الحقائق و الاستفادة منه.
لا اهلم لماذا شعرت بكل هذا الارتياح واليقين الايماني في العقيدة الاسلامية وانا اقرأ صفحات هذا الكتاب . ربما لانه يناقش جميع النقاط التي حالت فيها الشكوك التأويلية و التي استحالت ان نفهمها بعقولنا لمجرد قراءتها وعدم تحليلها كما قام به البوطي في هذا الكتاب . عرض الكتاب مجمل المشاكل التي تخص مواضيع : التخيير و التسيير القضاء والقدر رد القضاء المشيئة والارادة العزم و كسب الافعال وخلق الافعال الجبرية والقدرية كما انه استعرض واستشهد بعقائد طوائف المعتزلة و بماذا اختلفت فيه عن طائفة اهل السنة والجماعة (الاشعرية والماتريدية). لقد اوضح في هذا الكتاب معنى القضاء والقدر بالمفهوم القرءاني الصحيح و السنةالشريفة الصحيحة وليس بمفهومنا القاصر والذي تهوك فيه كثير من الملحدين والعلمانيين في هذا الزمن .
من أفضل الكتب اللي قرأتها اللي بتتناول مبحث القضاء والقدر في ضوء عقيدة المسلمين وتفسير الآيات والأحاديث المتعلقة بالموضوع ده وتصحيح العديد من الإشكاليات حولها.... حقيقي أتمنى لو كل الناس تقرأه 🖤
نعلم أنه لأمر غير يسير أن يخوض أي كاتب سواءا كان شيخا ملما بأمور الدين أو فيلسوفا أو مفكرا في أمور غيبية كالقضاء والقدر، كمشكلة الخير والشر ، كالارادة والخيار والتسيير والاجبار وما الى ذلك من ما المصير وراء هذه الحياة وما الضمان..... لن يجيب أي انسان جوابا كافيا عن هذه الارهاصات مهما كد وفعل، ومهما وصلت به الملكة العلمية والتقنية والتكنولوجية.
الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي رحمه الله على غرار شيوخ الاسلام المجتهدين قام بالادلاء برأيه من منظور الدين وعلومه وطبعا كونه انسان واجه ما نواجه نحن أيضا، حيث لا يخلو عقل أي انسان من طرح التساؤلات مهما كانت عقيدته أو توجهه.
ما لم يرقني في الكتاب حسب وجهة نظري هو كالتالي: - يحسب لشيخنا أنه دافع على توجه أهل السنة والجماعة الا أن دلاءله على صحة توجههم من عدمه ليست مقنعة بشكل واف - أسلوب شيخنا في المقارنة بين أهل السنة والجماعة تغمره النزعة الذاتية، والحكم عليهم بالباطل والجهالة صراحة - التطاخل مع خوالج القراء الذين قد لا يعجبهم هذا الاسلوب مثلي تماما والحكم عليهم برأي تقريري مسبق لا يتخالف كثيرا عن رأيه في المعتزلة الا أنه ألين قليلا.
ما كان يجب عليه فعله حسب وجهة نظري، أن يلتزم التحيز الموضوعي وأن يدقق في منطق أهل السنة والجماعة وأن يأتي ببراهين أعمق و أيسر وأجرد بدل التنويع في نعت المعتزلة بالنعوت التي لا يعلم مدى سلمها من عدمه الا الله .
بقدر ما تبدو مسألة هل الانسان مخير ام مسير مسألة واضحة لكن الكتاب يعرضها بشكل منطقي وفيه تسلسل ويعرض كل ما ذكر في ايات واحاديث بخصوصها …وبيبن وجه التوافق فيها مع ما قد يظهر من ظاهر لفظها من الاختلاف .
وفي فصول اخرى من الكتاب يتعرض بالتفصيل نسبيا لاراء المعتزلة بخصوص هذه الجزئية وما يحلقها من تفاصيل ( كقدرة العقل على الاستحسان والاستقباح ) ومعضلة الشر وغيرها من مسائل العقيدة المرتبطة بها
بطبيعة الحال يتبني الكاتب اراء الاشاعرة والماتوردية ( أهل السنة والجماعة )
الكتاب في أجزاء كثيرة منه تفصيلي ويبدو مكرر لكنه بمنطق انه يسير بخطوات متأنية ومبنية بناء منطقي ومترابط مع بعضها
بحث في مسؤلة دينية جد معقدة و بحث متكامل في موضوع القضاء و القدر لاكن لا أنصح به عامة الناس الذين ليس لهم أول أساسيات العقيدة لأنه سيدخلهم في متاهات كبيرة التي واجهت الفكر الاسلامي على مر العصور و التأقلم مع هذه التوجهات ليس سهل و يمكن أن يدخل القارئ في متاهات لا ،صح بها الذين لا يعرفون جيدا مبادئ العقيدة