تاريخنا ليس كأيِّ تاريخٍ سبقَ وأنْ قرأتَه، ولهذا اخترنا منه قبسًا، قبس فيه كلُّ شيءٍ، العزّةُ والمنعة والكبرياء، ولحظاتُ الخزيّ التي تؤلم، والوجع الذي يُبكي، والسخط الذي يجرح حنجرتك المسكينة من البكاء وهي تهتف أن ياللغباء! تستطيع أن تعيش فيه كلّ شيءٍ، ستبكي وتفرح وتحزن في صفحةٍ واحدةٍ لا غير، وهذا ليس بغريبٍ عن التاريخ. سترى بعينيك الغلام وهو يتوعد عمر بن الخطاب، ستسافر مع خالد من اليمن إلى أبعدِ نقطةٍ في الشمال ليحكيَ لكَ ما فعله بالفرس، وتعبر معه السماوة إلى جيوش المسلمين الأربعةِ في اليرموك ترى الرومان وهم غاطسون في الحديد، وتعود مرة أخرى للعراق ترى المثنى بفرسه يختال بين الجموع، ويحكي لكَ سعدُ بن أبي وقاص ما فعله طليحة بن خويلد بالفرس في القادسية....
عمر محمد المعروف في الوسط الأدبيّ ب عمر جوبا، يدرس علم النفس في كلية الآداب، ومولع بالتاريخ الإسـلاميّ بشكلٍ خاص، يحاول أن يسرد التاريخ بشكل عامٍ بسلاسة وهدوء شديدين بعيدًا عن الكتابات الأكاديميّةِ الجافة. صدر له كتابٌ إلكتروني وهو "قبس من حكايا"
كتاب صغير فيه قبسات من حكايا التاريخ الإسلامي العظيم وأصداء من سيرة عظماء مشوا على الأرض يومًا يحملون عقيدة تهتز لها الأرض ومضات قصيرة من هذا التاريخ المشرف كُتبت بأسلوب أدبي ماتع ولغة جزلة وبحماس تستشعره من بين الكلمات وفخر تشي به الجمل والعبارات وحب للتاريخ كشفه الإهداء في أولى الصفحات فهى مفردات تنبيء بخروج كاتب معتبر في هذا المجال سعدت بقراءة هذا الكتاب وتشرفت بترشيحه لي وبمعرفة كاتبه الخلوق وكلي شوق لقراءة حكايات أخرى ..
الصديق العزيز عمر، القارئ الجميل، والمؤلف الواعد بإذن الله، يحكي ومضات من التاريخ كأنك تراها، لغة قوية وعرض سلس، كأن الروح قد ضجّت في سطور التاريخ فتمثّلت مرة أخرى كما وقعت في الزمان الأوَّلِ.
اسأل الله له الفتح والتوفيق والتيسير فيما هو قادم من كتابات، وجزاه الله خيرا عما قدم في هذا الكُتيب.
ورُغْمَ أنَّ الصمتَ في حرمِ الجمالِ جمالٌ لا مفرَّ من الحديثِ عن هذا الكتابِ اللذيذِ، فإنْ أردتَ أنْ تطرق أبوابَ التاريخِ فهلمَّ إلى هذا الكتابِ، ستجدُ أنْ قد اجتمعتْ فيهِ القواعدُ التي وُضعتْ للمؤرخين، ولا أكذِبُكَ إنْ قلتُ أنها اقْتُبِسَتْ منهُ، تظنَ أنني أبالغُ، أنا أيضا خشيتُ ذلك، فالرجلُ صديقي، وظننتُ أنُ صداقتي له ستغلبُ عليَّ وعلى رأيي، ولكني حينما سمعتُه يحكي تذكرت كلام د.حسين مؤنس في كتابه (التاريخ والمؤرخون)، وكيف أنَّ المؤرخَ هو الذي يُسمعكَ صليلَ السيوفِ وصهيلَ الخيولِ، ويُريكَ غبارَ المعركةِ، وتظنُّ أنكَ تدورٌ مع رحاها حيث دارتْ، وقد أحسنَ صديقنا ذلك لله دره. وأنا لست صديقاً للتاريخ، لا يحبني ولا أحبه ولا أطرق أبوابه إلا للضرورة، ولكني أحبُ العربية وأقدرُها، وأعشق أهلَها فهم أهلٌ الله وخاصتُه، وهذا الصديق جمع شتاتَ العربيةِ بين أصابعِه، فقلَّب حروفَها وكلماتِها حيث شاء، ونظمَ منها ما وددتُ لو استطعتُه بقَدْرٍ من سنيِّ عمري، وبهذا يكون قد اجتمع لقلم صاحبنا خصلتين لو وزِّعتا على أهل الأرض لكفتهم؛ عشقُه للتاريخ، والعربية الحُلوة المذاق. لا قطع مداد قلمه، ولا حرمنا بريق كلماته.
لما يكون عندك صديق قارئ مميز للتاريخ انت اصلا من مريديه تبقى منتهى متعتك انك تقرأ له كتاب الكتاب صغير...150 صفحة يخلصو ف جلسة واحدة ولكنه مركز جدا فصول مركزة عن شخصيات واحداث مؤثرة فى تاريخنا المقدمة بصراحة توهتنى ودة الى طير النجمة الوحيدة بعد كدة اندمجت فصل خالد بن الوليد يستحق كتاب منفصل...وخمسة نجوم لوحده والباقى ممتع وبشدة لغة الكاتب جميلة وتشبيهاته عجبتنى جدا ودة مش غريب على قارئ زى عمر جوبا اربعة نجوم لكتاب تمنيته اطول كثيرا وبداية موفقة جدا لكاتب جديد....اتمنى له كل التوفيق انتهى الرفيو #الكتاب_رقم_26_لسنة_2018 #كتاب_لصديق #كتاب_تاريخ
اذا ذكر التاريخ ذكر جوبا ❤ .. اذا كنت تبحث عن اللغة فموجودة واذا كنت بتبحث عن المعلومة والمحتوى فموجودة برضه .. اكتر حاجة عجبتني احساسي اني فعلا شايفة المعركة وحساها ومشهد موت سيدنا عمر 😔 .. جرعة تاريخية مكثفة منوعة مناسب جدا لهواة التاريخ والمبتدئين ويشجعك ع البحث لان فيه معلومات اول مرة اسمعها وعاوزة استفيض منها ..
أول ما يهمني عند قراءة أي عمل هو قدر استمتاعي به؛ هل مللت، أم مرت الكلمات والجمل بانسيابية ومرّ معها الوقت بدون حسابٍ له أو شعورٍ به؟ هل شعرتُ بالأحداث وعشتها ورأيت الأبطال يجولون هنا وهناك، أم قرأتها فحسب؟ هل العمل متماسكٌ فنيًا، أم أن التشتت وعدم التلاؤم يملؤ ثناياه بشكل يُصعّب على النفس؟ أظن أن الجواب كان إيجابيًا في جميعها هنا، هذه الحكايا قصيرة الرواية وسمينة الأحداث والجمال قد حازت على قدرٍ عالٍ من الإبداع من قلمٍ يُحب التاريخ صدقًا حتى تخرج بهذا الشكل، أسلوب الكاتب لم يُوجِد أي خلل أو مشاكل تواصل بيني وبين الأبطال، وكأنني حادثتهم جميعًا وسمعت أحاديثهم ورأيتهم مرأى العين حقيقةً.. وهذا أجمل ما في هذا الكتاب. اللغة قوية ومتماسكة، وأسلوب سرد الكاتب رائع وسلس، يشبه تلك الحكايات التي تخطف عقولنا؛ التي كانت ترويها لنا الجدات في زمنٍ، ولكن زيدت فصاحةً وبيانًا. استمتعتُ بحكايا سيفُ الله جدًا، وبكيتُ موت عمر حتى أوجعني قلبي، وصرختُ "وامثناه! ولا مثنى للمسلمين اليوم!" ، كنت أعيش الأحداث وأنا سعيدة، أخذني الكتاب لعهدٍ قديم محببٌ للنفس، وما أرّقني سوى أن الكاتب استعجل القفز للأحداث في بعض الحكايا، ولكن لا بأس؛ فالكتاب مليءٌ بالحُسن ولن يشوبه شيء.. وسأنتظر الأعمال القادمة للكاتب بشغفٍ ونهم.
على وعدٍ بأن أعيش التاريخ لا أقرأه بدأت؛ وقد كان. حكايا المدن والأبطال ما عرفت منها وما لم أعرف، عشتها وتفاصيلَها؛ فبكيتُ عُمرَ وتحمست مع خالد وضربت مدافع القسطنطينة قلبي.. كانت رحلةً خفيفةً على الروح بدأتها قبل أكثر من عامٍ مع الكاتب ومقالاته المتفرقة وانتظارها بشغف، ولا أظنها انتهت هنا، هو رجلٌ يليق به أن يكتب التاريخ ويأخذنا في أحداثه كيفما اتفق، بلغته المحببة ووصفه. لم يُضِرْني سوى عدم تسلسل الأحداث في الحكايا وإن كنت أعلم سببه، ولكنني ممتنة لهذه الرحلة اللطيفة، سيكون فخرًا أن أقتني كلماتك ورقًا يومًا ما.
قلم جوبا جميل جدًا ،تأثرت بحكايات أعرفها كأني أقرأها للمرة الأولى. تمنيت لو الكتاب أكبر ،،أظن أن استاذ عمر عنده أكثر وأكثر وأكثر. جزء سيدنا خالد بن الوليد كان أفضلهم عندي في المجمل ،الكتاب جيد جدًا
ما جربت أبدًا أن أعيش التاريخ إلا بين أسطر خطها الكاتب بأنامله، قوة الأسلوب واللغة ودقة الوصف أوجدني في قلب المعارك، صوت صليل السيوف حمحمة الخيول المتأهبة لخوض حروب ضارية وصهيلها عندما حمي الوطيس، صوت قائد يشق عنان السماء ويبعث في القلوب الرهبة والقوة في آن واحد، قبس من حكايا عظماء، فتراني لوهلة أبتسم ثم تنقلب ابتسامتي إلى أنهارٍ جاريةٍ، أعدو خلف خالد ورايته بقلبي وأراقب سكناته وحركاته"حتى أخذ الراية سيف من سيوف الله ...حتى فتح الله عليه "، أبكي عمر وألعن الغدر الذي ينال من العظماء، وأصدر أنينًا على مثنى رحل ولم تنهل من عبقريته أرض المعارك، رحل المثنى ولا مثنى للمسلمين اليوم، القوم أقران ولا مثنى لهم، أسير حثيثًا بخطى ثابتة نحو أسوار القسطنطينية لا يزاحم أفكاري سوى صهيل الصافنات وصليل الصارمات، لقد أخذني الكاتب في عدة أماكن وأطلعني على قائد لا مثنى له وذكرني بأبطال الحديث عنهم ذو شجن . أعيب على الكتاب عدم التسلسل في الحكايا فهي قبس من حياة عظماء كُتبت في مقالات مختلفة ولكن لم تأتي بتسلسل فتارة أجد نفسي بجوار عمر وتارة أعود لرسول الله ثم أجد نفسي في خلافة أبي بكر، كما أن إعادة بعض المشاهد وتكرارها لم يكن لطيفًا بعض الشيء مما أفقد الكتاب جزء بسيط من المتعة والتلاحم مع الأحداث، تكرار طفيف في الوصف في مقالات مختلفة بالرغم من أن الكاتب يملك الموهبة والأسلوب واللغة التي تؤهله لخلق وصف جديد كل دقيقة، عمل يستحق أن يُقرأ وكاتب لديه الكثير والكثير ليقدمه وأنتظر كل جديد منه بشغف كبير
اذا كنت تمتلك صديق كجوووبا جهبز ف التاريخ فعليك أن تقرأ له👌ولكن دون استسلام فالقارئ السطحي فقط هو من يسلم بشيئ دونما تتدقيق وتمحيص😊كون العمل تاريخي وله علاقة بمجال دراستي ..فبلا شك احببت العمل لكل مافيه... سرد مبسط لمواقف انا عبر السنون والفترات والعقود ..لغة أبسط ما يقال في حقها انها رائعة استطاع بها ان يجذب انتباهي دون كلل او ملل من الأحداث. وهذا شيء ليس باليسير فعله ايها السادة❤الجمل ووصف المواقف رائع ...معارك ومواقف جميلة تزين صفحات هذا العمل💜👌 طالحتميريقة سرد الاكداث جميلة والانتقال من موقف لموقف يتم بمنتهى السلاسة والبساطة دونما فقدان نكهة التشوق لما هو آت ☺👌 انني سأنتظر من الكاتب عمله الجديد ف التاريخ ...وامنيتي ان تكون صفحاته أكثر سع�� ..ليست مجرد كبسولة رائعة كتلك التي اتقن بحرفيه خط سطورها أجدت أيها الكاتب ...مودتي اليك💜👌
طرقت به باب التاريخ ، والطريق لديّ طويل . أتمنيت لو أقرأ كل تاريخ الإسلام بالأسلوب الرائع دا لغة قويه ومفهومه تصوير فائق للأحداث ، اتمنيت لو الكتاب ما يخلصش ويفضل يحكي ويحكي كل الحكايا بتفاصيلها ، اتمنيت لو لم يكن مجرد " قبس"
لا اتذكر اخر مرة قرأت عملا بهذه القيمة والجودة فى ظل انتشار السفه وتسويق السلعة المبتذلة هناك قبس من نور دائما وفى الوقت الحالى كان هذا الكتابهو صاحب النصيب ♥
قبس من حكايا، كتاب صغير الحجم يتحدث عن بعض الحكايات المضيئة التي وقعت في التاريخ الإسـلامي، الكتاب بسيط في الحجم ولعلها ميزة من ميزاته القليلة، وكذلك بساطة الحكايات جعلتْه مميزًا فعلًا، لكن الكاتب عانى من التحذلق اللغوي فكانت تشبيهاته معقدة وألفاظه تغلب عليها صفة التراثية. يتكون الكتاب من 6 حكايات (عن سيدنا عمر بن الخطاب، والتاريخ، وسيدنا خالد، والمثنى، والقسطنطينية، وسمرقند) من مميزات الكتاب أنه يتكلم عن التاريخ بشكل أدبيٍّ قصصي، فأخرج التاريخ من المنطقة الأكاديمية المحظورة إلى سعة الحكايات الأدبيّة التي تصل إلى القلب أسرع، لكن يُعاب على الكاتب أنه تقريبًا لم يأتِ بجديد، اللهم إلا حكايا المثنى ليس إلا، أما باقي الحكايات فهي معروفة وتكاد تكون محفوظة لدى قراء التاريخ، ولا يعني هذا أنه لم يقدمها بشكل جديد. بعض التشبيهات مكررة، وكثير من الجمل الأسلوبية أيضًا كُررتْ بشكل تام أو ناقص، لكن التشبيهات كانت مبتكرة إلى حدٍ ما، الكتاب يمتاز بالأصالة في أكثر مواضعه، وإن كانتْ هناك اقتباسات بسيطة من أشياء مشهورة. يبدو على الكتاب بشكل واضح أنّه تم تجميعه من عدة أوقات مختلفة، ويعني ذلك أن هذه المقالات كتبت في أوقاتٍ متباعدة ولعل هذا ما جعل هناك تكرارًا في بعض التشبيهات، وكان النص أيضًا يحتاج إلى كثيرٍ من التدقيق اللغوي لأن هناك هفواتٍ ليست هينة العدد، أكثر ما يميّز الكتاب هو أن الأسلوب جعلك تعيش الحكايات كأنها تُصنع أمامك، وأسوأ ما فيه أنه مفكك غير مترابط، لو كان الكاتب وجد رابطًا بين الحكايات وبعضها لكان الكتاب أفضل.
إنْ الكتابَ سفينةُ الزمنِ التي ما زالَ يرجوُ العلمُ لو أن يخلقا * عنقاءُ تحملُ من أتاها عاليًا فيدورُ في فلكِ الزمانِ مُحلِّقا ** ما بينِ أرضيِّ كلِّ سطرِ يلتقي أممًا ونسمعُ عزفها مترقرقا * ويعيشُ في زمنٍ سحيقٍ حينما يرجو من الأزمانِ شيئًا شيقا
والتاريخ هو أصدق معبر عن هذه الأبيات، وقد خاض عمر الرحلة وركب سطور التاريخ. عندما امتطى عمر فرسه بدأ بمن سُمِّي على اسمه .. عمر بن الخطاب رضي الله عنه فتحدث عن حياته قبل الإسلام وعن إسلامه، عن شدته في الحق ورغبته في إعلائه دوما، ثم انتقل إلى خلافته وأيامه وعدله وفتوحاته، ثم عن اليوم الذي استشهد فيه شامخًا كالجبل
ثم تحدث عن فارس يحبه وهو المثنى ، وكيف كان بطلاً في الحرب لا يهاب أحدًا ويهابه أشد الفرسان.
ثم نقلنا إلى سيف من سيوف الله ، خالد بن الوليد . واستفاض في حديث عنه وعن إسلامه، عن فروسيته وعبقريته ، عن يوم مؤتة وعبقريته الحربية فيه .
ثمتحدث عن قتيبة وفتحه سمرقند دون تحذير أهلها، وعن عدل عمر، وقضاء القاضي وإخراجه جيش ظافر لأنه خالف ما أمر الله به .
ثم نقلنا إلى زمن متقدم حيث جيش قال فيه رسول الله أنه خير الجيوش، عند القسطنطينية لما وقف محمد الفاتح وحمل جيشه السفن على اليابسه .
كان يتنقل عمر في التاريخ ما بين الشام والعراق، يحملنا تارة هنا وأخرى هناك، في متعة جميلة وبريشة رشيقة.
عمر جوبا و نصيحته " لا تقرأ التاريخ لتجترَ أمجاد الماضي فقط ، عِشْ لا تقرأ " 💗
أخذت تلك النصيحة بعين الإعتبار لأشعر بمشاعر عميقة ؛ أتحفني ( عمر جوبا ) بطريقته و صياغته للجمل و إنتقائه للكلمات بعناية فعلاً أبدع و أضاف لي بعض الكلمات التي كُنت أجهلها
حسناً أحببت حنكة خالد بن الوليد و تفكيره شجاعته ومبدأه المميز " عند الصباحِ يحمد القوم السرى " ، بل كيف جالت تلك الفكرة ودقت باب عقله لـَ يعطش الجمال ويقطع الصحراء فعلاً كما قال أبو بكر الصديق "خالد لها "
والمثنى و عَنى زوجته له " وامثناه " ومارأيكم بتلك المدينة التي فُتحت بلا قتال ومشهد أهلها و إسلامهم 🌱
وعمر بن الخطاب وحكاية إقدامه وتميز الصباح ليكون فريداً من نوعه ليشهد على إسلامه ومشهده وهو نائم تحت الشجرة وسبحان من جعل له هيبة حتى في نومه
سلمتَ وسلمت يمناك يا عمر، كتابٌ يحمل بين ثناياه عبق التاريخ، وشخوصًا لو لو وُضِعت البشريةُ أجمع في كفةٍ وهم في كفةٍ لرجحتْ كفَّتُهم. بدأتُ بالقراءة فوجدتُني متحدةً مع تفاصيلها، أُلازم الراوي وأطيرُ حيث يطير جوادُهُ، أختبئُ مع التاريخِ خلف التلةِ وأرقبُ المعارك والمواقف الذهبية. أسمعُ صهيل الجياد وضربَ سنابكها على رمال الصحراوات، يتعالى الغبار من تحتها حتى أستنشقهُ، أرى خالدًا قادمًا من بعيد ينقذ جيوش الرومِ فأنبهُ التاريخ أنْ يستعدَّ بأوراقه ليكتب، وأسمعُ صرير قلمِهِ يسجل المعاركِ والأيام لتصبح فيما بعد أمجادًا تُدرَّس، تُحكى ويتحاكى الناسُ بها أبد الآبدين. أحبُّ قراءة التاريخ، لا سيما عصر النبيِّ وسيرته مع أصحابه، أحبُّ من العصورِ عصرهِ أو ما شابهه أو كان منه مدانيًا. وقد كان هذا الكتاب يحمل ما أحبُّ تمامًا، كتابٌ تاريخي، وما أكثر كتب التاريخ! كتاب يحكي عن عمر وخالد وما أوفرهم! ولكنَّه كان مسلطًا ضوءه على المواقف العسكرية والحروب أكثر من باقي جوانب حياتهم. ذكر رجالًا هم في التاريخِ وكتبِه قادة وعظماء، ولكن في ذاكرتنا الآن، يكاد لا يعرفهم أحد. يبدأ بابن الخطاب ومواقفه وحروفه التي تُسطَّرُ بماء الذهب في الصحائف، من قال وهو تفيض روحه: " ويلي وويل أمي إن لم يغفر الله لي" غفر الله لك يا عمر! ثم يُثنِّي بالمثنَّى، وكان هذا أول لقاء بيننا، فارسٌ يمتطي "شموسَهُ" ويطوف بجنوده يحضهم ألا يفضحوا العرب اليوم، الرجل الذي جاهد وبروحه وأفاضها في هدوء، وامثناه! ولا مثنى للمسلمين اليوم! القوم أقرانٌ ولا مثنى لهم. وأتبع المثنى بخالد، سيف الله المسلول في وجه من كفر، أشهر سيفه وكسر غمده ولم يعيده إلى أن فاضت روحُه، الرجل الذي تهابه كل جيوش الأرض، من قال لقائد الروم: "إنّا قومٌ نشربُ الدماء، وقد بلغنا ألا دم أطيب من دم الروم!"، قلت يا عمر: -وهو نسيجٌ وحده- وهو وصفٌ يوجف له القلب. الليثُ الضارم الذي سُمع أنينه وهو يحتضر:"لقيتُ مائة زحفٍ أو زهاءها، وما في جسدي موضعُ شبر إلا وفيه طعنة بسيف، أو رميةٌ بسهم، أو طعنةٍ برمح، وهأنذا أموت حتف أنفي كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء"،طبت وطاب ثراك ومسراك يا خالد. ثم مرورًا سريعًا بقتيبة والفاتح وقسطنطينته، والأحداث الجسام التي لا يهبها الزمان إلا بحساب. .. ومما لفت انتباهي وظل يحول بيني وبين الاندماج مع النص، كثرة تكرار الألفاظ، مثل صليل، صورام، صهيل الصافنات، صليل الصارمات، ثم أعودُ وأقول لنفسي لا بأس فهو حديثٌ عن الحرب فلا بد من مناسبة الألفاظ.. ولكن أعود لأجد أنَّ حتى التشبيهات والجمل مكررة أكثر من مرة، معنى ولفظًا، مثل اعتلت الشمس عرش السماء، نزلت الشمس من عرش السماء، لم يجود الزمان بمثله، ��اد به الزمان مرة ثم عقم، جادت به النساء ثم عقمت، وهكذا.. فسببَّ لي هذا شيءٌ من التشتت في القراءة. وكلمة "ربما في حكاية أخرى" في البداية أثارت فضولي كثيرًا وظننتُ أنّ كلّ حكاية منهم سيأتي دورها، ثم أكتشف أنها في الغالب لا تأتي بجديد وهي فقط لإنهاء الفصول، لم أجد لها فائدة. وأيضًا يحتاج النص بعض التنسيق الداخلي والربط بين نهاية كل فصل وما يليه، فكثيرًا ما شعرتُ أنها مقالاتٍ متفرقةٍ لك ومجمعة معًا بين جلدتين وليس فصولًا متتالية مرتبطة، وبعض الأخطاء الإملائية وأظنها سهوًا غالبًا. فيما عدا ذلك فهو تجربة أولى ممتازة، مختلفة، سررتُ بقرائتها وبأنها لك.
" حكى الرواة عن إسلامه، حكوا رواياتٍ أغلبها ضعيف، و لكن الحقيقي والثابت أن السبب الرئيس لإسلام عمر هو دعوة النبي صلى الله عليه وسلم لما قال : «اللهم أعزَّ الإسلام يأحب الرجلين إليك» و كان أحبهما إليه عمر. "
كتاب يتكلم عن التاريخ لكن ليس كباقي كتب التاريخ الأسلوب و اللغة مميزين و الكاتب ابدع في سرد المشاهد كأنك موجود في الحروب وسط ال 3000 جندي في غزوة مؤتة تشاهد سقوط القادة ال 3 و تولي خالد القيادة و الخطة الذي وضعها للهجوم على الأعداء و اخافتهم. فعلاً الكاتب ابدع.
" ولهذا حكايات أخرى " في انتظار مشاهدة المزيد من وقائع العظماء بعيني الكاتب ، الكتاب لبس من النوع الذي يمكن وضعه في مصاف الكتب " الظريفة أو الخفيفة " للكتاب ثقله الذي يحتاج لذهنٍ صافٍ لضمان وصوله للذهن سالمًا ، إجمالًا استمعت بالكتاب و حكاياه و لغته ، و لكني أرى الكتاب كان بحاجة لمراجعة أخيرة نظرًا لعدم اتساق بعض الجمل مع بعضها البعض .
أتابع الكاتب في صمت من خلال الفيسبوك، ورغم أني لا أقرأ للكتاب الشباب نهائيا تقريبا، إلا أني كنت أنتظر بفارغ الصبر أن يصدر روايته التي كتب عنها من قبل وكنت سأقرأها بكل سرور. لا أعرف السبب ولا أعرف لماذا هو الاستثناء الوحيد.. ربما لاشتراكنا في حب خالد بن الوليد رضي الله عنه، أو لأنه من القلائل المتيمين بالمثنى مثلي. عندما رأيت رابط الكتاب احتفظت به على الهاتف حتى يحين وقته، وكان الأمر سريعا. كانت ليلة كئيبة أردت أن أكسر ظلامها بصديق غير ورقي، فتصفحت هاتفي ووقعت عيني على الخيار المناسب. بدأته وأنهيته في نفس الليلة فهو كتاب صغيرٌ حجما، عظيم قدرًا.. كتابٌ زاخرٌ بمشاعر متنوعة: من بكاء إلى ضحك، ومن ندم إلى فخر. الكتاب ليس مجرد سرد بأسلوب أدبي بليغ فقط، إنما هو قبس مما يجب أن نكون عليه، حكايا رجال تسلحوا بعقائدهم فلم يثبت لهم طاغية، حكايا مركزة تفضحك أمام نفسك وتكشف تخاذلك وتقصيرك. الكتاب بديع، يأخذك رأسا إلى أرض المعركة مع بطله فتشعر بدفء الدم على جسدك، وبرد اليقين في قلبك. رضي الله عن عظماء أمتنا ورضي عنا وعن الكاتب.
هذا الكتاب يحكي عن البطولة والثبات، عن رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه.. وأن تبدأ الحكايا بـ حكاية "عمر بن الخطاب" فهذا يكفي لجعله كتابًا مميزًا جدًا.. سرد فريد من نوعه، مميز.. المقدمة جعلتني أنغمس كليًا مع عظماء الإسلام.. لغة عظيمة جزلة أمتعتني كثيرًا.. بكيتُ موت الفاروق ومازالت في حلقي غصة. أنتشيت بروح خالد والمثنى في القتال.. الحكايتان الأخيرتان كانتا قصيرتان جدًا. صدق الكاتب حينما قال أن كل ما عاشته هذه الأمة يستحق أن يروى. هذا كاتب يستحق الدعم وهذا كتاب يستحق القراءة.