إن كثيراً من التصورات العقدية والثقافية تنطلق من تحيزات معرفية متولدة من خلال منهجيات خاصة مُسبقة في التعامل مع مصادر التلقي ومناهج الاستدلال... فالتحيز المعرفي يولد إشكاليات كبيرة خاصة فيما يتعلق بالأمور العقدية.. فلنطرح تساؤلاً جدلياً هاماً : هل يمكن الإستدلال على وجود الله عز وجل ؟ الإجابة وفقاً لكثير من الرؤى الفلسفية المختلفة هى لا في حين أن الجواب المحقق هو نعم فالمعرفة البديهية الفطرية يُستدل بها على وجود الله والأدلة العقلية ليست برهنة على ما هو موجود سلفاً بل تذكيراً بمقتضى الفطرة الأولى... ولكن هذا لا يُعتد به وفقاً لمن يؤمن بالمعرفة المادية... هذا المبحث عن طبيعة المعرفة ، أصلها ، مصادرها وإمكانياتها وحدودها وصدقيتها... من هنا تطلع على رؤى للاتجاهات المختلفة فيما يخص التحصيل المعرفي وفي الحقيقة إن الأمثلة التي قدمها الشيخ الكريم يسرت الفهم والإلمام بطبيعة المعرفة ومصادرها وإمكانياتها... ومن ثم تناول التصور الاسلامي في مجال المعرفة ، متضمناً سعة المجال المعرفي فيما يتعلق بالفضاء الدنيوي والفضاء الأخروي ( الشهادة والغيب ). تنوع مصادر التلقي : الحواس / الاعتبار بالنظر والقياس / العقل / الخبر. وأخيراً ما توصلت إليه هو أن لولا المعرفة الفطرية الضرورية لانهدم البناء المعرفي لدى المرء ، فهى التي يُبنى عليها كل المعارف وبها تنطلق من الصدق إلى اليقين....🍃🍃
لا أظنني أستطيع تقييم المحتوى ككتاب إذ هو في أصله محاضرة وقام البعض بتفريغها. لذا فتقييمها كمحاضرة أنها كانت جيدة جدا في هذا الباب، وطريقة تقديمها ولغة عرضها كانت ماتعة كعادة العجيري في استعراض مواده المعرفية.
تفريغ لمحاضرة للأستاذ عبدالله العجيري، خاصّة لطلبة برنامج صناعة المُحاور ناقش فيها نظريّة المعرفة، ثلاث أسئلة تحديداً: ما طبيعة المعرفة؟ ما مصادرها؟ وما إمكانيّاتها؟ -وما التصوّر الإسلامي لهذه الأسئلة-. بارك الله في الأستاذ عبدالله ونفع به.
وُفِّق الشيخ في تقديم نظرية المعرفة بشكل ممتاز وهو يؤكد أن هذا "مدخل" لنظرية المعرفة (الأبستمولوجيا)
(الجميل أنه قدم وجهة النظر اليونانية والغربية والإسلامية)
مما يُثلج الصدر أن الشيخ العجيري وكثير ممن هم على نفس خطاه أمثال الشيخ السكران والعميري وغيرهم يعودون للمراجع غير المترجمة مما يدل على أن السلفية اليوم في طريق أكثر قوة مثل فترة ابن تيمية على سبيل المثال
ودار تكوين ودلائل ونماء ...الخ يضحون كتب مهولة ومهمه في الفترة الأخيرة لاتكاد تجد بينهم كتاب لايستحق القراءة