Jump to ratings and reviews
Rate this book

عبادة المشاعر

Rate this book
يوضح هذا الكتاب مدى تحكم المشاعر في حياة الإنسان المعاصر ، ويسلط الضوء على الظروف والأسباب التي جعلتها تلعب دوراً مركزياً في جميع مجالات الحياة ( الاجتماعية ، السياسية ، الاقتصادية ، الرياضية ...) ، إلى حد أن الكاتب اعتبر أن المشاعر أصبحت مقدسة ومتخذة شكلا من أشكال العبادة سماها "عبادة المشاعر" : إننا نلج عصر المشاعر حيث يعلن الإنسان المعاصر : ((فلتهتز روحي لكل ذبذبات العالم)) وهكذا فإن ال home sapiens يترك مكانه لل Homo sentiens .

يقوم الكاتب بتحليل هذه الظاهرة تحليلا فلسفيا ونفسياً ، ويقسمها إلى نوعين : المشاعر الهائجة والمنفعلة التي سماها مشاعر الصدمة ، والمشاعر الهادئة والتأملية التي سماها مشاعر الإحساس ، ينتقد الكاتب كون الإنسان المعاصر أصبح يفضل مشاعر الصدمة : ((حياتنا العاطفية تعاني من اختلال راجع إلى الإفراط في مشاعر الصدمة والنقص في مشاعر التأمل )) ويخلص إلى ضرورة الرجوع إلى مشاعر الإحساس .

186 pages, Paperback

First published August 28, 2001

165 people are currently reading
3548 people want to read

About the author

Michel Lacroix

9 books48 followers
Michel Lacroix is a French philosopher and writer ، born on December 12 , 1946.

A graduate of the Ecole Normale Supérieure de Saint-Cloud , he is a graduate of Philosophy, Doctor of State and Honorary Lecturer at the University of Cergy-Pontoise . He is the author of a State Thesis on "L'idée de politesse dans les manuels de bienséance (XIXème et XXème siècles)" whose chairman of the jury was Jean Guitton .

He received the Grand Prix de philosophie from the Académie française and the Prix ​​Psychologies-Fnac 2009 for his essay " pour mieux vivre".

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
203 (22%)
4 stars
338 (37%)
3 stars
268 (29%)
2 stars
72 (7%)
1 star
25 (2%)
Displaying 1 - 30 of 224 reviews
Profile Image for عبدالله الوهيبي.
47 reviews515 followers
August 8, 2018
"يهتم الإنسان المعاصر بالمشاعر التي تتميز بالانفعالية أكثر من الأحاسيس التي لها طابع دائم"
يخصص الفيلسوف الفرنسي ميشيل لكروا (و 1946م) كتابه عن ظاهرة تقديس أو "عبادة المشاعر" لتحليل هذه الظاهرة الحديثة.
إن الإنسان المعاصر يفضّل مشاعر الصدمة المتهيجة، وإحساس الارتعاش والتفجر والانفعال العنيف على مشاعر التأمل والخشوع. وإذا رأينا الأوصاف النفسية التي تقدمها روايات القرن التاسع عشر -مثلاً- للشخصيات سيظهر لنا بوضوح الخلل في كيفيات الشعور والإحساس المعاصر.
يكشف المؤلف عن بعض مظاهر الميل العام المعاصر للانفعال والإحساس الصاخب في الإعلانات التجارية التي تركز على الفوران الحسّي، وكذلك الأفلام والمسلسلات، والتي تقوم كما يعبّر "بصياغة السيناريوهات وكأنها تشتغل على مادة أولية في مصنع بهدف استخلاص كل عصاراتها العاطفية".
طغيان المشاعر أيضاً نجده في ازدهار رياضات المغامرة والمخاطرة، وفي الحركات العرفانية الحديثة، مثل حركة العصر الجديد.
وفي الفنون أيضاً فقد أصبح حالياً خلق الانفعال إزاء العمل الفني أهم من "خلق الإعجاب".

- ما أسباب هذا الاندفاع المشاعري المعاصر؟
تكمن الإجابة في عملية التعويض، فالمشاعر تشغل الفراغ الذي سببه انهيار الأيديولوجيات والسرديات الكبرى ، وضبابية المستقبل. موت الأمل بالتغيير الجذري واليأس من عمل سياسي ضخم يدعو الناس للاكتفاء بالتنديد العاطفي، وتبدو المشاعر هي وسيلتهم في النضال. فالتقوقع داخل الحياة العاطفية يعد نتيجة لاجتياز العالم لمرحلة تحولات جذرية يظهر أنها خارجة عن سيطرة الإنسان. وحين يتعذر علينا الفعل ننفعل عاطفياً كأسلوب تعويضي.
وكما يقول أحدهم "الحياة عبارة عن عالم لا يسمح بفعل عظيم أو قول عظيم، أقصى ما يمكنك فيه هو الشعور والتفكير بعمق بأشياء عظيمة".
سبب آخر وهو اعتبار الشعور الانفعالي أداة لتحقيق الذات، فالرجوع إلى المشاعر هو بالأساس تعبير عن النزعة الفردية المعاصرة.

- "الكوجيتو" الجديد
ويصّور المؤلف التحوّل المعاصر من زاوية انتقال الوعي الذاتي من الكوجيتو الديكارتي (أنا أفكر إذاً أنا موجود) الذي يتناول التأمل الذاتي من وجهة نظر إدراكية، وهذا التأمل يهدف إلى تحقيق سلسلة من التعقلات الموجهة للوصول إلى يقين فلسفي تتأسس عليه معرفة الحقيقة. انتقل هذا التحقق من الوعي الذاتي وأصبح يطرح من زاوية شعورية فالإنسان لا يعود إلى ذاته من أجل تحليل مضمون تفكيره، بل من أجل إيجاد آثار انفعالاته وأحاسيسه، ليصبح الكوجيتو المعاصر "أنا أحسّ إذاً أنا موجود".
- مراحل تحرير المشاعر عند الإنسان المعاصر
وهي عملية تتم على ثلاثة مراحل:
الأولى: اجتماعية: وذلك بالتحرر من الإكراهات الاجتماعية المفروضة على المشاعر.
يشير المؤلف هنا للتراث الأوروبي الوسيط والذي كان يضع قيوداً ثقيلة فيما يتعلق بقواعد الآداب والأتيكيت في اللقاءات والمناسبات العامة، والتي كانت تنص على كبح الانفعالات، وإخفاء المشاعر.. المروحة اليدوية كانت تستخدم بالنسبة للمرأة لإخفاء انفعالات وجهها عند الخجل مثلاً. عالم الاجتماع الألماني نوربرت إلياس قدّم تفسيراً لهذه الكتابات الضاغطة على السلوك الاجتماعي باعتبارها ردة فعل على موجة معاكسة برزت مع نهاية العصور الوسطى.
ومع ذلك فلا تزال بعض المشاعر تتعرض للكبح في اللحظة المعاصرة، مثل شعور الغضب، لكونه شعوراً مدمراً ويفسد العلاقات، ولايناسب هذا الزمن الرأسمالي الذي يتجه في الاقتصاد للاهتمام بقطاع الخدمات الذي تكثر فيه اللقاءات المباشرة وجهاً لوجه.
الثانية: العمل الذاتي عبر أدوات مستعارة من العلاج النفسي، وتقنيات تطوير الشخصية، وبعض النصائح الطبية ذات العلاقة. والعمل على الذات هو قبل شيء عمل على الجسد.
وهنا يناقش المؤلف حزمة من الأطروحات المتنوعة المرتكزة على فكرة تحرير المشاعر. مثل تمارين التموضع الجسدي والاسترخاء بهدف اكتشاف الغلاف الجسدي، وتمارين "التنفس بوعي"، والعلاج الغرائزي الذي يدعو للاتصال الشمّي مع المأكولات..الخ.
ويشير أيضاً للدورات التي يقدمها مركز دوركهايم -وهو من أكبر مراكز تطوير الشخصية في فرنسا- والتي تشمل تدريبات من قبيل: اكتشاف الماء في مسبح دافيء، واللعب بالطين، وعجن الصلصال، والرسم بالأصابع. وهذه الدورات تعطي أهمية كبيرة لأنشطة بسيطة كاللمس والشم.
الثالثة: بعض أنواع العلاجات النفسية.
أحد الدروس النفسية –وهو من مسلّمات ثقافة المشاعر المعاصرة- أن العذابات النفسية لا تأتي من الأحاسيس التي نعبّر عنها، وإنما تنبع من الجهود التي نبذلها لكبتها. وهذا الكبت لا يلغي المشاعر بل يحولها إلى اللاوعي، واللاوعي هو ببساطة "مجموعة المشاعر التي نمتنع عن التعبير عنها فنعجز فيما بعد عن الإحساس بها".
العلاج النفسي ينقسم في بعض جوانبه إلى معالجات شفوية تعتمد على ترميم القدرة الشعورية بفضل نشاط التعبير الشفوي. ومعالجات غير شفوية.
ومن العلاجات النفسية غير الشفوية الجديدة ما طرحه أمثال آرثر جانوف والكسندر لوفن وفرتر بيرل وغيرهم والتي لا تركز على التعليق على المشاعر أو تحليلها بل الإحساس بها بشدة، والإطلاق الفجّ للشعور، بالصراخ والحركة والدراما النفسية والتمرينات الصوتية. فمثلاً يجتمع الذين يخضعون لهذا النوع من العلاج مع المعالج في قبو مغلق بإحكام وكاتم للصوت، ولدى الحضور عصي يضربون بها أدوات معينة بهيجان وصخب، والمعالج يصرخ بهم:"بالغ في احساسك" "ضخّم ما تشعر به"، "الأداة ليس سوى وسيط، قد تمثل قريب أو بعيد تشعر تجاهه بالكراهية"..الخ.
على المستوى الطبي حذّر وشكك بعض المختصين النفسيين في هذه العلاجات "الجديدة" وقالوا أن "التفريغ العنيف للمشاعر يؤدي إلى رجوع غير متحكم فيه للمكبوتات".

- الدراسات في العلوم العصبية وتكريس مكانة المشاعر
ومما يضيف لزخم الاهتمام المعاصر بالمشاعر التطورات العلمية في هذا الشأن، فمنذ السبعينات بدأت الأطروحات تتكاثر في الأنثربولوجيا (اللاعقلانية) والتي قدمت فيها دراسات ترى أن المشاعر مكون أساسي لهوية الإنسان وجزء من جوهر طبيعته.
ويشير المؤلف لأطروحة عالم الأعصاب أنطونيو داماسيو الشهيرة، والتي ترى أن المشاعر تلعب دوراً أساسياً في صياغة القرارات العقلانية، وذلك من وجهة نظر التطورات في العلوم العصبية، يقول داماسيو:"القدرة على إبداء وإحساس المشاعر ضرورية للشروع في السلوك العقلاني".
قديماً كان النموذج الفكري (البراديم) يمثل العقل المتحرر من المشاعر والعواطف، أما النموذج المعاصر المقترح من علم الأعصاب يشترط العكس بالتمازج بين الرأس والقلب.
- لماذا يحبون الحفلات الجماعية الصاخبة؟
يمضي المؤلف لتحليل عبادة المشاعر في مظاهرها الجماعية، والتي تبرز تمثلاتها في الحفلات الكثيرة الصاخبة وأحياناً الجنونية، حفلات تكريم، موسيقى، تراث، روحانيات..الخ. ما أسباب هذه الظواهر العاطفية؟
الجواب يتلخص في الحاجة لتوكيد الرابط الاجتماعي، فالإنسان المعاصر "لا يكتفي بالانتماء للمجموع على نحو رسمي، قانوني، ولا يقنع بروابط اجتماعية مبنية على التعاقد، هو بحاجة إلى إحساس بالالتحام الاجتماعي".
"التحركات العاطفية الحالية يمكن فهمها لو وضعت في سياق أزمة التلاحم الاجتماعي، فهي تقوم بدور إصلاحي في مواجهة انحلال الرابط الاجتماعي، الذي هو راجع بالأساس إلى تلاشي التكافلات القديمة في العمل والجماعة والقرية والأسرة.
المواطنون صاروا لا يتعارفون داخل الدولة التي لم تعد كياناً جامعاً قادراً على عقد الوحدة. لم يعد هناك مشروع جماعي محرك، ولا معتقدات فكرية ثابتة، ولا دين قادر على حكم الناس، ولا حتى شخصية منتمية لسلالة حاكمة تمثل الوحدة الوطنية. في هذه الظروف ماذا يبقى لضمان استمرارية الرابط الاجتماعي؟ المشاعر بطبيعة الحال".
أضف إلى ذلك أن "الإنسان المعاصر أصبح يفضل الغوص من وقت لآخر داخل حشد في حالة هذيان، ولكنه دون أن يتنازل عن هيمنته الكاملة على مجاله الخاص". وهكذا تظهر جاذبية المشاعر الجماعية، فهي تلبي الحاجة إلى الانتماء إلى القطيع، وفي الوقت نفسه تلبي الحاجة للانفرادية، فهي تمنح الانسان المعاصر الرابط الاجتماعي الكثيف -ولكن المؤقت- دون الخضوع لضغط المجموعة.

- أبرز الممارسات المعاصرة التي تشوه المشاعر
1- التهييج المبالغ فيه للحواس: وهنا يبدي الكاتب انزعاجه من هذا الصخب الدائم في المدن المعاصرة، فالمهيجات السمعية (الموسيقى مثلاً) في كل مكان، والمهيجات البصرية كذلك.
وقد كتب المؤلف الكتاب قبل ظهور الأجهزة الذكية، والتي أضافت بلا ريب دفعات غزيرة بل مرعبة من هذه المهيجات التي لا تنتهي وعلى مدار الساعة.
2- نموذج الشامان: والشامان هو الكاهن-الساحر عند بعض المجتمعات القديمة والذي كان يستعمل الرقص والطبل والمخدرات في الاحتفالات المقدسة. في العالم المعاصر يجتمع مئات ربما من الشباب والفتيات في نهاية أسبوع ما ويتناولون حبوباً منشطة أو مخدرات ويتراقصون على أنغام صاخبة وتحت زخات كثيفة من أضواء الليزر الراقصة.
3- استغلال الجغرافيا: وهنا يتحدث المؤلف عن الهوس المعاصر بالسفر حول العالم بهدف استخراج أقصى ما يمكن من الأحاسيس، وما يرافقه من التجارب الخطرة كمغامرات المناطق القطبية أو ركوب الأمواج أو تسلق الجبال، فـ"العالم لا يمثل عند مغامرات الخطر سوى منجم لأحاسيس جاهزة للاستهلاك، وخزان لعروض مثيرة للمشاعر القوية".
4- الإثارة المنحرفة: القاتل آكل لحوم البشر لا يعامل ضحاياه كأدوات محضة كما يتوهم البعض، بل هو يستمتع بشبق بالصدمة الشعورية التي تبديها الضحية عند قرب افتراسها، هذه اللحظة الهشة المرتعشة تمنح القاتل لذة هائلة وشعور بالقوة المطلقة.. إن كثيراً من الثقافة الترفيهية المعاصرة تعمل بنفس تلك الآلية السيكولوجية الإجرامية، فهي تقدم مثلاً شخصاً عادياً في فيلم ما أو مسلسل وفجأة نكتشف لاحقاً في تسلسل الأحداث أنه مضطرب نفسياً أو قاتل شرير، أو يضع المشاهد فجأة في مشهد دموي بشع، إن المخرج وكاتب السيناريو حين يفعل ذلك يمارس تلاعباً نفسياً يكشف هشاشة المتلقي المصدوم، ويستمتع بذلك. ألا يشبه هذا الاستمتاع تلك اللذة الشبقية من آكل لحوم البشر؟

- متلازمة فقدان الإحساس
حياة الإنسان المعاصر تعاني من "اختلال راجع إلى الإفراط في مشاعر الصدمة والنقص في مشاعر التأمل".
وقد أدى هذا الخلل إلى ما يسميه المؤلف "متلازمة فقدان الإحساس"، ومن أعراضها:
1- فقدان الانتباه.
2- انتشار المشاعر السلبية (الخوف، الاشمئزاز، الغضب).
3- نسيان ما هو طبيعي، فالخفقان الانفعالي الملوث بالإحساس الجارف بفعل الرقص المصور، والصور المتحركة، وألعاب الفيديو، والعروض الضخمة، والحفلات المجنونة، والأنشطة الصاخبة، والموسيقى الحماسية، ورياضات المخاطرة، كل هذا يستنزف قدرة الإنسان المعاصر على الإحساس بأشيا�� بسيطة.
4- فقر الحياة الباطنية: ما الذي يثري الحياة الباطنية؟ إنه ترسب المشاعر المحسوسة في اللحظات التي نقبل فيها على العالم في لحظة انتباه.
ماذا يحدث عندما تختزل الحياة الشعورية في تتابع لمشاعر صادمة وانفعالية؟
إنها تتوقف عن التفاعل داخل الوعي العميق، وبالتوازي مع ذلك يضعف هذا الأخير فتختنق الحياة الباطنية، ويستنزف الخيال.

- البديل الهشّ
في آخر الكتاب أوصى المؤلف بتبني أسلوب التأمل وتخفيف السلوك والشعور العاطفي الانفعالي الذي اجتاحنا.
ولم يقدم سوى بديل ساذج، بل هو في الحقيقة لا يخرج عن النموذج الفكري للسياق الحداثي العام، والذي يحاول تقديم أشكال معلمنة من السلوكيات والمعتقدات الروحانية كبديل عن الأزمة الروحية التي تجتاح العالم الصناعي المقفر، فهو يدعو صراحة لتبني معتقد حركة دينية قديمة يدعى أتباعها بالإبسيتاريون، وعقيدتهم "قائمة على الخشوع أمام كل ما هو سامٍ، والافتتان بكل ما هو جميل".
وهكذا تجد أن المعالجة العميقة لهذه الأزمة المعاصرة لا يمكن أن تتجاهل "الإيمان الروحي"، فالدين يمنح المؤمنين إشباعاً عاطفياً وشعورياً كثيفاً، وتتيح الحياة الدينية مساحات وافرة للتأمل والخشوع، بل تكشف التجربة الروحانية عن وجود علاقة مباشرة بين غمْر الحواس والعواطف والإسراف في تلبية نوازعها وفقر الطمأنينة والاحساس بالثراء الداخلي، وقد اكتفى النبي صلى الله عليه وسلم بالاتصال بالله عن الطعام والشراب، كما فسّر ابن القيم حديث:"إياكم والوصال. قيل إنك تواصل؟ قال: إني أبيت يطعمني ربي ويسقين فاكلفوا من العمل ما تطيقون". وقال:"ومن له أدنى ذوق وتجربة يعلم استغناء الجسم بغذاء القلب والروح عن كثير من الغذاء الجسماني ولا سيما الفرح المسرور بمطلوبه، الذي قرت عينه بمحبوبه".


Profile Image for فايز غازي Fayez Ghazi.
Author 2 books5,134 followers
January 11, 2024
- "عبادة المشاعر" هو دراسة او بحث يظهر فيه الفيلسوف الفرنسي كيف ان ال Home Sapiens بدأ يفقد دوره لصالح ال Home Sentiens نتيجة تفعيل الحياة الشعورية كردة فعل او كسيرورة للإنسان العقلاني والمادية في القرن الماضي.

النموذج الفكري لأسلافنا كان هو العقل المتحرر من المشاعر، بينما النموذج الفكري الجديد المقترح من طرف علم الأعصاب الأحيائي وعلم الإدراك يشترط على العكس التمازج بين الرأس والقلب

ان الفكر البارد عقيم وان العمل العقلي لا يكون مثمراً الا اذا كان مفعماً بالإنفعالات العاطفية، الأسس النظرية تكون هندسة فاشلة اذا لم يتم تدعيمها بخفقان الخيال، بالفرح والإبتهاج

- تحرير المشاعر او التصريح بها يأخذ (حسب الكاتب) مسارين: مسار صادم صاخب منفعل مهتاج خطر، ومسار تأملي انساني ثري، وهو بالطبع يدعو للثاني بعد تحليل النوعين. استفاض لاكروا في المقارنات والأمثلة وعقد الكثير من المقارنات لأنواع المشاعر وتصنيفاتها والطرق الصحيحة لإستعمالها.

اذا كان الإنسان المعاصر يريد تحقيق مشروعه في نشر الثقافة العامة، اذا كان يريد اعادة تشكيل روحه، فعليه ان يشحن حياته الباطنية بالإعجاب، الذي هو خليط من المشاعر ومن الفضائل

- جمع لاكروا خلال هذا البحث بين الأدب والشعر وعلم النفس والتاريخ من اجل صياغة افكاره التي طرحها، والتي وجدتها متشابهة جداً مع مقولة هيغل "العقل يسكن في القلب

في كل يوم عند خروجي من مسكني، اغلق على أحاسيسي بالمفتاح، فأكون مستعداً لتلقي أحاسيس أخرى تلائم الأشياء الطائشة التي تنتظرني

- بشكل عام الكتاب جيد، يثير العديد من الأسئلة ويطرح علامات استفهام حول أفكار قد تكون من المسلمّات في حياة الكثيرين كالعقلانية مثلاً او الإفراط في العقلانية بتعبير أدق
Profile Image for Omar Kassem.
606 reviews190 followers
September 4, 2025
"كل يوم عند خروجي من مسكني، أُغلق على أحاسيسي بالمفتاح، فأكون مستعدًا لتلقي أحاسيس اخرى تلائم الأشياء الطائشة التي تنتظرني".

☆ يهدف الكتاب إلى إظهار أن المجتمعات أصبحت مكشوفة لرياح وحركات قوية وهو ما يُجبرنا على تفعيل الحياة الشعورية..إننا بكل بساطة ندخل الى عصر المشاعر حيث يعلن الإنسان المعاصر:
"فلتهتز روحي لكل ذبذبات العالم".

☆ الرجوع للمشاعر ليس إيجابيًا على الدوام، بل انه يحتوي الخطر كما يحوي الثروة، فهو ثروة عندما يخفف من الإفراط والاعتماد على العقلانية، وخطرًا لانه يميل الى إعطاء إحساسنا توجهًا أُحاديًا.

☆ الانسان المعاصر يقوم في مجال المشاعر باختيارات خائبة في الأعم الأغلب والتي تؤثر على حياته العاطفية، إنه يتخلى عن المشاعر الهادئة لصالح المشاعر الصادمة والتجارب العنيفة، لتتحول عملية تحرير المشاعر من مسالة مهمة إلى عملية تتطلب المزيد من إفراز الأدرينالين.

☆ الترجمة جيدة.
Profile Image for Issa Deerbany.
374 reviews687 followers
January 25, 2019
المشاعر تلعب دورا كبيرا في حياتنا،. وتم التركيز عليها في العصر الحالي ليعبر الانسان عن مشاعره لكل شيء. ولكن اثارة المشاعر أصبحت بربرية وبدون تأمل واستمتاع بالجمال.

Profile Image for عزام الشثري.
616 reviews752 followers
January 8, 2021
التفاعل مع [المشاعر] جزء أصيل من وجودنا
لكن [عبادتها] ظاهرة جديدة تستحقّ الدراسة

ومن هنا ينطلق ميشيل لاكروا في توصيفات بارعة للظاهرة
لترى بوضوح شيوعها المخيف
وكيف استثمرها السوق لمضاعفة الأرباح
وكيف دمّرت جوهر الوجود الإنسانيّ
وعذّب إدمانها الإنسان الحديث
وأفسدت علاقاته وتصوّراته وجداول أيّامه
فصار شرهًا للأحاسيس القويّة والصدمات والتهييج والإثارة
وعجز عن التأمّل الهادئ والإحساس بالأشياء والإعجاب العميق

كتاب مخيف، وممتع، وجمال صياغاته لا يعني سهولة أفكاره
حاولت قراءته قديمًا، ثمّ توقّفت لصعوبته
كنت ظننته بسهولة كتب التنمية البشريّة/المساعدة الذاتيّة
أو كتابًا ساخرًَا أو مليئًا بالقصص، ولم يكن كذلك

أعجبتني بعض المعالجات الفرعيّة لقضايا هامّة
مثل مناقشة فكرة وجود ينبوع سعادة عميق وأصيل في داخل الإنسان
حلّلها وأنكرها وبرهن لكون السعادة الداخل انعكاس لاختيارات خارجيّة

كتاب جميل ومتماسك حتّى لو لم يقنعك المؤلّف أحيانًا
أو وجدت أفكارًا استعصت على المترجم
الذي يتّضح أنّه بذل جهدًا عظيمًا
لكنّ مفردات النصّ عسيرة حتّى على المؤلّف
Profile Image for Heba.
1,242 reviews3,085 followers
February 25, 2020
مجتمعنا المعاصر يعاني من حياة شعورية جارفة عنيفة تتبنى مشاعر الصدمة الصاخبة والتهييج المفرط وتعززها على حساب مشاعر التأمل ..في محاولة للهروب من سجن المادية والتحرر منه اذ بنا نصبح أسرى للمشاعر الصادمة ، نرضخ لعالم مخطط مسبقاً يفتقر الخيال وخاوياً رغم المحاولات لملأه لكن يظل فارغاً ، يطغى علينا شعور بالاستيلاب وفقد شيء لا ندرك كنهه...غارقين في كل ما هو زائف ، متحررين من كل العلاقات الجادة وروابطها ، نؤثر الروابط العابرة الهشة ، وننكفىء على ذواتنا منغلقين أمام العالم...
لقد وفِق الكاتب في تقديم طرحاً موضوعياً وتحليلياً لتحكم المشاعر الصادمة في حياتنا وطرق العلاج بالانفتاح على العالم وتعزيز مشاعر التأمل وابداء الاعجاب بكل ما يفوقنا دون شعور بالقوة والغرور...
Profile Image for شيماء هشام سعد.
Author 9 books2,509 followers
August 19, 2019
كتاب مُهم يتناول ظاهرة مُقلقة في هذا العصر وهي غلبة الاهتمام بالمشاعر المُصنَّعة على الإحساس التلقائي والطبيعي، تفضيل المشاعر الجارفة على الأحاسيس الهادئة والعواطف، ويُفرِّقُ بين الشعور والعاطفة؛ حيث الشعور لحظيٌّ وقصير وسهل، بينما العاطفة أهدأ وأكثر دوامًا.

يرى الكاتب أن إنسان هذا العصر يعاني من حالة هياج شعوري بينما توقف عن معرفة كيف يحس، فهو دائمًا مُتطلِّعٌ إلى تجربة مشاعر مثيرة، لكنَّه يعزف عن ترك نفسه على سجيته والانفعال الهادئ بالجمال من حوله، لذلك لا يحقق سعادةً على الرغم من لهاثه خلف المشاعر القوية.

كانت قراءةً ممتعة.
Profile Image for سُندُس عَبدُاللَّه.
268 reviews222 followers
March 31, 2020
يكفي أن أقول أنه منحني إحساسًا حقيقيًا عميقًا أثناء كل لحظات القراءة، أوضح أبعادًا لم أكد أصدق أن أحدًا يؤمن بها سواي، شعرت باتصال! .. أحببته، وهي كلمة لا أقولها إلا عن صدق.
- فهم المراجعة القصيرة جدا فرع عن فهم الكتاب الرائق جدا! -
Profile Image for Arak.
706 reviews90 followers
March 26, 2022
أحببت الكتاب،
كان مصداقاً لأمورٍ كثيرة أراها في الواقع، وأيضاً نبّهني إلى أمور أخرى لم أكن أنتبه لها.
نحن كما قال الكاتب نسكنُ بقلبٍ فارغ عالماً مُمتلئاً
Profile Image for محمد حمزة.
351 reviews133 followers
August 16, 2021
كتاب رائع يتحدث عن طغيان مشاعر الصدمة على مشاعر التأمل..

الفرق بين التنهد والصرخة
"��نراقبْ شخصا يتسلى في الجبال الروسية أو في حفلة ملاهي أو بلوحة حاسوب، يظهر في الطريقة التي يتصرف بها شيء من اللهفة، حيث أن المشاعر التي يحسّ بها تنزع منه من وقت لآخر صيحة تشبه الصرخة. فلنعتبر على العكس شخصا مأخوذا بسماع عزف منفرد أو في حالة تأمل لمنظر جميل. إذا ما حصل وأظهر مشاعره، فلن يكون ذلك بإطلاق صرخة، ولكن بإطلاق تنهيدة. هذان الشخصان يتأثران، ولكن بطريقة مختلفة.
مشاعر الشخص الأول تشبه تدفقا مفاجئا. النوع الآخر من المشاعر يعبر عن حالة داخلية هادئة، مولوعة وشاعرية. في الحالة الأولى، المشاعر هي عبارة عن انفجار، في الحالة الثانية عن سيلان، هذان النوعان من المشاعر يتعارضان مثل تعارض الارتجاج مع الخشوع، والإحساس القوي مع الموقف التأملي".

"في كل يوم عند خروجي من مسكني، أغلق على أحاسيسي بالمفتاح، فأكون مستعدا لتلقي أحاسيس أخرى تلائم الأشياء الطائشة التي تنتظرني".


أنصح بقراءة الكتاب، وعلى أقل تقدير قراءة، الفصول التالية: الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر (أي من الصفحة 117 لغاية نهاية الكتاب) ففيها زبدة الكتاب.

ربيع الأول - 1442
تشرين الأول - 2020
Profile Image for ُEmanMarhoon.
307 reviews80 followers
April 22, 2019
عن ماذا يبحث الفرد في هذه الحياة التي ما تنفك أن تكون دوامة متسارعة ، أنه عالم بأنه يفقد نفسه في كل ذلك لذا وجب عليه التمسك بما يجعله يشعر بأنه إنسان حقيقي . وماهو أحسن وأفضل من تفعيل مشاعره الفطرية ليعود كما كان في البدء، إلا أن الطريق لا يكون معبدا دائما، هناك مؤثرات دخيلة تجعلنا دون قصد ننحرف عن المسار المفترض بنا اجتيازه وهو ما حدث للمشاعر وفق لكروا

إن عودةالمشاعر لم تحدث كما هو مراد منها فهي تأثرت بقوام المجتمع العقلاني ذلك أن الفرد أصبح يتتبع المشاعر القوية ذات التأثير الصادم وهي بالطبع ليست المشاعر التي المنشوده ، ذلك أنها ليست الا ذات تأثير سريع الانطفاء كما أنها لا تلج إلى اللب ما جعل الفرد في بحث متزايد عن المزيد من المشاعر الحادة والتي عبر عنها لكروا بالمشاعر المنحرفة

إن المشاعر الصحيحة التي يراد لها أن تعمر النفوس هي مشاعر التأمل والصفاء القادره على بعث الانسان من الانطفاء لا تلك المشاعر الحادة التي لا تلامس سوى القشور ما يجعل معها الفرد غير مستكفي وفي حاله بحث عن المزيد لكن السؤال المطروح هنا هل الانسان فعلا بحاجة إلى مشاعر التأمل والصفاء أم إلى مزيج من مشاعر الصدمة والتأمل معا ؟!

إن قراءة هذا الكتاب جعلتني في معرض استقراء مشاعري الحالية طوال الفترة السابقة


ثلاث نجوم
Profile Image for ندىٰ.
225 reviews362 followers
May 27, 2020
يحلل الكتاب الاتجاهات والتغيرات "الشعورية" في هذا العصر، كتفضيل المشاعر الجارفة على الأحاسيس الهادئة المتأملة
الصخب على الهدوء
المبالغة على التعقل
العاطفة على المنطق
الحذر على الإعجاب.
الركيزة الأساسية التي شعرت بدعم الكتاب لها هي التخلص من الزيف والابتذال الذي ينتشر عن طريق الموضة أو العروض أو المشاهير،
التخلص من التقليد الأعمى وأن يتمكن الإنسان بمفرده من الإحساس والاهتزاز لأحاسيسه بعيدًا عن تأييد الجماهير.


"في كل يوم عند خروجي من مسكني، أغلق على أحاسيسي بالمفتاح، فأكون مستعدًا لتلقي أحاسيس أخرى تلائم الأشياء الطائشة التي تنتظرني"
-بيتر أبلارد

"عندما نقول: "حرروا مشاعركم"، فإننا نقصد تحريرها من الأشياء الزائفة التي تستأثر بها ومن العروض التي تشوهها ومن التخيلات التي تفسدها."

أثار الكتاب ومضات في عقلي عند فقرات محددة. لكنني لم أتغلب على الملل الذي انتابني أحيانًا لشعوري بالتكرار والإسهاب في تفصيل بعض المواضيع.
تجربة جيَّدة لموضوع يستحق البحث والاطلاع.
264 reviews50 followers
October 3, 2020
بدأت أشعر بالخبل لكون هذه الحياة الهائجة تطمس أولئك الذين يعيشونها، وحل بي دوار شبيه بذلك الذي يحس به شخص عُرضت أمام عينيه العديد من الأشياء بطريقة سريعة. قلبي لا يتعلق بأي شئ من كل الأشياء التي تشد إنتباهي، ولكن كلها مُجتمعة تشوش وتُعطل أحاسيسي، لدرجة أنني أنسى في بعض اللحظات من أكون.

كتاب هايل وبرشحه بشدة لأي إنسان حابب يدعبس في مشاعره ويعرف دوافعه، لكن فيه شوية حاجات ناخد بالنا منها.

للأسف الكتاب ماينفعش يخلص في جلسة واحدة لإنك هتحتاج تعمل إسقاط على حياتك الشخصية كتطبيق مع نهاية كل فصل، فلو خلص في مرة واحدة هتبقى كروتة وبسترة مشاعر ومش هتستفيد بحاجة.

الحاجة التانية هي إن الهوامش في نهاية كُل صفحة مش مُهمة للأسف بردو لأنه ذكرها على سبيل توثيق للمصادر، فمش معقول تروح تقرأ كتاب كامل علشان ذكر منه فقرة ما، دا غير المصادر الصعب تتبعها زي المجلات.

الحاجة التالتة إن الكتاب مليان مُصطلحات مكلكعة وشرحها على جوجل أكتر كلكعة، فمش هيسلك فيها غير لو حد دايس في الفلسفة كدراسة أكاديمية أو كهواية، فاللي مش مفهوم يتفوت عادي لإنك داخل تشوف لماذا تشعر بما تشعر مش هتترشح لنوبل في الفلسفة.

وإنت ماشي ماتنساش تدون الأفلام والمزيكا اللي الكاتب هيذكرها، وبالمرة تدون أسماء الفلاسفة في الأجزاء المُهتم بيها علشان تقرأ كتبهم بتوسع أكتر بعد كدا.
Profile Image for Amani Abusoboh (أماني أبو صبح).
541 reviews329 followers
August 29, 2020
أراه كتاباً مهماً ويفسر كثير من السلوكيات البشرية في العصر الحالي التي تميل للأطراف في غالبية تصرفاتها والهياج والمبالغة..
المواضيع المطروحة قيمة جداً، وتدخل في صلب وعمق شخصية الأفراد.
اللغة سلسة جداً، تشد القارىء بشكل كبير.
كتاب تعلمت منه الكثير ، ومنحني فرصة الاتصال بموضوع دراستي لعلم النفس.
Profile Image for Huda AlAbri.
186 reviews221 followers
May 29, 2019
يشهد الوقت المعاصر عودة قوية للمشاعر، بعد أن تم تهميشها في فترة الخمسينات والستينات لصالح العقلانية حيث اعتبرت المشاعر خللاً في السلوك وإضاعة للوقت، وكانت صورة الإنسان الصلب الذي لا يهزه شيء هي المبتغاة والمنشودة. بيد أن هذه العودة للمشاعر أتت ناقصة لا تنفذ في العمق، ولا تشبه في شيء أدبيات العصر الرومنسي. حيث أنه من جملة المشاعر المحسوسة فإن الإنسان المعاصر يفضل القوية على تلك الهادئة والمسترخية، ويستجيب للمشاعر التي تحدثها المؤثرات الاصطناعية عوض الاستقاء من منبعها المباشر التي تنفذ رويدا رويدا في عمق النفس.

الإنسان المعاصر يعشق الأدرينالين والمغامرة والصخب، ويثيره الانغمار في المشاعر المترتبة عليهم. الإنسان المعاصر يبحث عن الأحاسيس في ألعاب الفيديو، وأفلام مارفل، و موسيقى الروك، وتحزبات كرة القدم، والسياقة المتهورة والرياضات الخطرة. وفي المقابل فإن منظر السماء المرصعة بالنجوم، أو مشهد شروق الشمس وغروبها، أو حفيف الريح بين الأشجار كل ذلك لا يحرك شيئا في نفس الإنسان المعاصر. "إنه يفضل مشاعر الصدمة التي تدخل في خانة الصياح على مشاعر التأمل التي تدخل في خانة التنهد."

يمتزج في هذا الكتاب فيها حقول معرفة متعددة بداية من التاريخ، الميثولوجيا، الفلسفة، علم النفس، والأدب والشعر، وهو يبحث في أصل العودة للمشاعر، العراقيل أمامها، دور الحداثة المعاصرة، وسبل إيجاد المشاعر المطمورة، دور الجسد في كشف أو طمس المشاعر، صراع العقلانية والتأمل، المشاعر الجماعية، واستغلال التسويق للمشاعر. بالمختصر هذا كتاب غني في إطروحاته، يعيب عليه الترجمة التي بدت سيئة في بعض المواضع.


لو كنت بائعة كتب، أو أمينة مكتبة لكنت قدمت هذا الكتاب جنبا إلى جنب مع كتاب "في مديح البطء" وذلك لأن موضوعي الكتابين يتقاطعان في جوانب كثيرة.
Profile Image for هُـدىٰ.
230 reviews30 followers
August 22, 2020
بداية علي أن افرغ حنقي على الترجمة السيئة جدا حتى لا أخلط بينها وبين المادة المطروحة.
المترجم انتهج أسلوب الترجمة الحرفية وبذلك نقل قواعد الكتابة من اللغة الأصل كما هي، مما جعل النص غير مترابط يلزمك بذل مجهود حتى لا تتشتت.

الكتاب جمع أفكار متفرقة حول إنسان هذا العصر وكونه يتعطش لشعور الصدمة، وما يواجهه من مدخلات إعلامية تتكفل بذلك.
ثم يبين إشكالية مشاعر الصدمة وكون المادة التي تستدعيها قائمة على مشاعر مضاعفة من الخوف أو الاشمئزاز.
يستطيع الإنسان المعاصر أن يلحظ هذا التيار الموجه على مشاعره في كل شيء يستقيه، وهذا من شأنه أن يفقر خياله ويفقده سكينته؛ إذ الضوضاء من حوله تطغى عليه وتفوق ما قد يمنحه الخيال.

الكتاب يجمع أفكارنا المبعثرة حول أمور نعايشها ونحس بها من سمات هذا العصر، كلها تتمحور حول الشعور.
بعض الأفكار جميلة وتساهم في التوعية النفسية وبعضها لاتستند على برهان حقيقي فهي مجرد افتراضات نتجت عن إهتمام الباحث الشديد بهذا الموضوع.
Profile Image for Candleflame23.
1,318 reviews992 followers
January 24, 2019
.
.
في كتاب عبادة المشاعر يُحدثنا ميشال لاكروا
الفيلسوف الفرنسي عن نوعية المشاعر التي
نحيا بها اليوم ، ذاكراً عدة أمثلة توضح مقاصده .
وينتقد الكاتب أيضا مشاعرنا الحديثة فيصفها
بمشاعر الصدمة و الإهتياج إذ أنها تشبه موج
البحر بعلوه المفاجئ والسريع ثم هدوءه وكأن
شيئاً لم يكن في سلسلة متواصلة مما يجعل
عواطفنا ومشاعرنا متعبة . كذلك نجد أن لاكروا
يركز على أهمية المشاعر الهادئة التي يدعمها
التأمل والإستقرار .


الكتاب في مجمله ممتع كون الموضوع بالنسبة
لي جديد نوعاً ما ، ولكن يحتاج لقراءة متعمقة
لذا أعتقد بأني سأعود لقراءته مرة أخرى .


#تمت
#أبجدية_فرح 4/5
#عبادة_المشاعر #ميشال_لاكروا 🌸
Profile Image for ريما السيّاري.
173 reviews41 followers
August 30, 2022
الصحوة العاطفيّة التي نشهدها حاليًا تضعنا في موقف متناقض، فمن جهة هناك تدفق هائل للمشاعر، ومن جهة أخرى فقر في الأحاسيس نسبيًا؛ شراهة الأحاسيس القوية ��رافقها تخدير للإحساس العادي، نتأثر كثيراً، ولكننا لا نعرف أن نحس حقيقة.
لا يمكنك تكوين فكرة عن روحك إلا إذا هدئت كليًا أمواج بحيرة نفسك.

هل نحن حقيقة بصدد العودة إلى طبيعتنا ككائنات حساسة، أم نحن فقط مجرد هستيرين خاضعين لأحاسيسهم؟
أرسطو كان يقول: "العيب يكمن في الإفراط والفضيلة تكمن في الإعتدال"
Profile Image for إيمان عبد المنعم.
469 reviews461 followers
March 2, 2019
عادة أرفض التعميم والمبالغة لذا أتردد كثيرا في اختيار الكتاب الأفضل والأجمل والأشد تأثيرا، لكن هذا الكتاب استثناء فهو من أجمل ما قرأت وأشدها تأثيرا في فكري ووجداني،
الكتاب دسم للغاية رغم حجمه المتوسط وهو غني بالملاحظات الدقيقة الذكية والعبارات اللطيفة متقنة الصياغة والتشبيهات المتفردة حقا التي نادرا ما نجدها في كتب من هذا النوع.
لقد وضعت علامات على كثير من صفحات الكتاب وعباراته لدرجة أربكتني لكني مع ذلك يمكنني تلخيص الكتاب كله في عبارات بسيطة: يقع إنسان هذا العصر في مفارقة عجيبة، فمع أنه يقدس المشاعر ويوليها اهتماما فائقا إلا أنه في الوقت ذاته يركز اهتمامه على المشاعر العنيفة المتفجرة الوقتية سريعة الزوال، وهذا بالتالي يجعله متبلد الإحساس رغم احتفائه الظاهري بالمشاعر وتعلقه بها، والعلاج لهذا الداء يتمثل ببساطة في العودة إلى الإحساس أي الشعور الهاديء المتأمل الذي يترسب في النفس على مدار الوقت ليرسخ ويتمكن ويجعلها منفتحة على العالم .
قسم المؤلف الكتاب إلى ثلاثة أجزاء وكل جزء انقسم إلى عدة فصول:
*** الجزء الأول بعنوان "عودة المشاعر" وفيه يستعرض المؤلف مكانة المشاعر في حياتنا المعاصرة، وينقسم إلى ستة فصول:
في الفصل الأول وهو بعنوان "كل مشاعر العالم" يشرح المؤلف بأمثلة عديدة كيف اقتحمت المشاعر كل مجالات الحياة، ففي الرياضة والفن والسياسة والدعاية والتسويق تُستغل المشاعر أسوأ استغلال ويتم التركيز عليها كمكسب وحيد من وراء كل ذلك .
في الفصل الثاني بعنوان "المشاعر: اختيار في غياب ما هو أفضل" وفيه يذكر المؤلف الأسباب التي دفعت إلى عودة المشاعر وهيمنتها على إنسان العصر ويلخصها في ثلاثة أسباب: أولا انهيار الأيدولوجيات والمرجعيات الكبرى مما ولد فراغا هائلا يحاول الإنسان ملأه بالمشاعر العنيفة، ثانيا المشاعر هي بديلة للفعل الذي حرمتنا منه التقنيات الحديثة التي سيطرت على العالم وجعلتنا متجرد متفرجين عاجزين عن التحكم في حياتنا لذا نهرب إلى المشاعر كميدان وحيد يمكننا فيه الإفلات من السيطرة ونسيان خذلان العالم لنا، ثالثا المشاعر هي تجسيد النزعة الفردية المعاصرة فالإنسان لا يهرب بها فقط من الاكتئاب والشعور بالعجز لكنه يطمح كذلك إلى تحقيق ذاته من خلالها والوصول إلى الكمال.
في الفصل الثالث بعنوان " الأموسنتيانس هو النموذج المثالي لعصرنا" يطرح المؤلف فكرة دقيقة جدا، وهي أن النموذج المثالي لإنسان العصر هو نموذج الإنسان الحساس العاطفي الذي يواجه مشاعره ويديرها لمصلحته ،والذي يعبر عنها تعبيرا دقيقا، والذي يغوص في أعماق نفسه متأملا مشاعره تأملا عاطفيا ممتعا يولد له النشوة والرضا، ويختم المؤلف الفصل بالقول بأنه بينما كان عصر الأنوار يهلع من الإنسان عديم الذكاء واللغة أي المجرد من المكتسبات الثقافية فعصرنا الحالي يهلع من الإنسان المتجرد من المشاعر .
في الفصل الرابع بعنوان" حرروا مشاعركم" يتتبع المؤلف منهجية الإنسان المعاصر في تحرير مشاعره فيقول أنها تتركز في ثلاث مراحل: الأولى سوسيولوجية بالتمرد على القيود الاجتماعية المفروضة وإطلاق العنان لسيادة المشاعر مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المشاعر انتقائية تماما وتخضع للتصورات السائدة في مجتمعاتنا الحديثة، المرحلة الثانية هي العناية بالجسد والحواس والالتزام بالتدريبات المستمرة للتحكم فيها وتقويتها، المرحلة الثالثة هي العلاجات النفسية ويتوسع المؤلف في شرحها سواء كانت شفوية أو غير شفوية مع إبراز العلاجات الجديدة المرتكزة على تفجير المشاعر المكبوتة بطرق استعراضية، في النهاية يلخص المؤلف الفصل بقوله أن الهدف لم يعد التحرر من المشاعر كما في السابق بل تحريرها.
في الفصل الخامس بعنوان "الصورة الجديدة للإنسان" وفيه يشرح المؤلف كيف أن العودة المشاعر ليست مجرد انسياقا وراء موضة ما وإنما هي نتاج لتطور الأفكار العلمية، ففي علم الأنثروبولجي وعلم النفس نلاحظ أن العلماء أخذوا يركزون على تميز الإنسان بمشاعره وليس بعقلانيته وبدلا من أن يعتبر علماء النفس المشاعر كخلل سلوكي كما في السابق صاروا يعتبرونها كنز الإنسان وثروته، كان هذا الفصل ممتعا حقا ومفيدا في تصور كيف تتبدل الأفكار العلمية للنقيض أحيانا.
في الفصل السادس بعنوان" الكاتدرائيات الشعورية" وفيه يركز على دور المشاعر في التواصل الاجتماعي والانفتاح على العالم والاهتمام بالآخر، فهذه الكاتدرائيات الشعورية _ وهو يطلق هذا الوصف على المشاعر الجماعية المشتركة التي تلتحم فيها الجماهير سواء كان احتفالا بفوز فريق أو رياضة جماعية أو مسيرات تأييد أو مناهضة_ تمثل تعويضا للإنسان المعاصر عن انحلال الروابط الاجتماعية لكنه تعويض يحتفظ به كذلك بخصوصيته ونزعته الفردية فهو يلتحم بالحشد وينصهر فيه ساعات معدودة ثم يعود إلى بيته منعتقا من أي واجب أو مسئولية، هذه الكاتدرائيات الشعورية مرتبطة كذلك بالقيم التي يحاول إنسان هذا العصر أن يعززها بشكل استعراضي دون تقييد لحريته.
*** الجزء الثاني بعنوان "مشاعر محرَّفة" وفيه يوضح المؤلف حقيقة المشاعر التي يستدعيها العصر الحالي ويفرضها، وينقسم إلى ثلاثة فصول:
الفصل السابع بعنوان "شره الأحاسيس القوية" وفيه يؤكد المؤلف على تمييزه بين المشاعر العنيفة القوية التي تطغى على حياتنا المعاصرة وبين الأحاسيس الهادئة الصافية التي نفتقدها، فثمة حقن دائم يخضع له الإنسان المعاصر يجعله في حالة هيجان مستمر، يتمثل هذا الحقن في أربعة أمور: التهييح الزائد لحواسه السمعية والبصرية في الشارع والتليفزيون والعمل والمواصلات، وحالات الترانس التي يعيشها الشباب متمثلة في الحفلات الصاخبة والإدمان على المخدرات والموسيقى الراقصة، واستغلال الجغرافيا في عروض السفر حول العالم لمجرد المتعة وتجربة المشاعر المختلفة من مغامرة وحنين وخوف وانبهار، والإثارة المنحرفة المتمثلة في جرائم القتل المتسلسل والاغتصاب وغيرها التي يحتفي بها الإعلام ويبرزها في برامجه وأخباره.
الفصل الثامن وهو من أمتع فصول الكتاب وأنفعها بعنوان "مشاعر الصدمة ومشاعر التأمل" وفيه يتوسع المؤلف في شرح ما يعنيه بمشاعر الصدمة ومشاعر التأمل، فمشاعر الصدمة قوية متفجرة لكنها لا تلامس قلب الإنسان ولا تدوم بداخله وتعزله عن العالم، بينما تكون مشاعر التأمل رقيقة هادئة تنفذ إلى داخل الإنسان فتفتح قلبه عى العالم وتنمو معه بمرور الوقت لتنضج وينضج معها،
الفصل التاسع بعنوان "تهييج زائد مع إحساس منعدم" يؤكد فيه المؤلف على كون مشاعر الصدمة هي أصل الشر والعامل الأساسي في مرضنا الجماعي المعاصر الذي يسميه "متلازمة فقدان الإحساس" ويشخص له أربعة أعراض أساسية تتمثل في: فقدان الانتباه الملاحظ على الأطفال والكبار، انتشار المشاعر السلبية عبر المجتمع من خوف واشمئزاز وغضب، نسيان ما هو طبيعي حيث لا ينفعل الإنسان إلا بالمؤثرات الصناعية والتقنية التي غزت عالمه بينما لا يثير فيه الجمال الطبيعي _عبير زهرة أو ضحكة طفل أورقرقة النهر_ أي شيء، وأخيرا إفقار الحياة الباطنية حيث لا وقت للتأمل ولا الأحاسيس العميقة، فعبادة المشاعر تعوض الإفراط في الإحساس بحس الإفراط والإنسان الحديث يتحول من الرومانسية النبيلة إلى الحيوية النشيطة القوية حيث تستبدل العاطفة الحقيقية بكل ما تعنيه من معاناة وجهد وصبر ووقت ومسئولية بلحظات متتابعة من المشاعر المتدفقة التي لا تدوم إلا قليلا، فالعواطف تستهلك الإنسان بينما يستهلك هو المشاعر، والإنسان المعاصر شغوف حقا باستهلاك الأشياء ثم تجاهلها ولذلك يفضل المشاعر على العواطف.
*** الجزء الثالث بعنوان "الاستعمال الصحيح للمشاعر" وفيه يحاول المؤلف العثور على دواء فعال لمعالجة ما يسميه الانحراف في الإحساس، أي كيف يمكننا استعمال مشاعرنا بطريقة صحيحة؟
وينقسم هذا الجزء إلى ثلاثة فصول:
الفصل العاشر بعنوان " الجاهزية أو فن الإحساس" وفيه يحدد المؤلف خصلتين رئيسيتين للتعافي من عبادة المشاعر هما: الجاهزية والتأمل، كما أنه يحدد "عقلية الانتباه" كوسيلة للتعامل مع الحياة بدل عقلية الإرادة والتخطيط السائدة، ترتكز "عقلية الانتباه" على : التمهل أي إعطاء الوقت للذات للتأمل والإحساس وإبطاء وتيرة الحياة، اللامبالاة والمقصود بها هنا التخلص من المقاصد النفعية في تعاملنا مع الكون والبشر، التنازل عن القوة وحب السيطرة وحب التملك.
الفصل الحادي عشر بعنوان "الإنسان غير الجاهز" وفيه يحذر المؤلف من ثلاثة عوائق يمكن أن تضعف فعالية عقلية الانتباه والجاهزية التي أشار إليها آنفا، هذه العوائق هي الغيرية أي الخوف من الآخر وتغييره لحياتنا وتحريكه لها على غير ما نريد، والاستقلالية والتي تمثل بحق أيقونة الحياة الحديثة غير القابلة للنقد والتي توهم الإنسان بضرورة الاكتفاء الذاتي من كل شيء، وأخيرا التصور المغلوط عن طبيعة الحياة الباطنية السليمة حيث يتم التعامل معها كثروة مضمونة وليس كثروة مكتسبة تعتمد على مخزون من مشاعر التأمل ولحظات الانفتاح على العالم والتأثر به.
الفصل الثاني عشر بعنوان "شيء من الإعجاب" وفيه يلخص المؤلف وصفته العلاجية بأنها العودة إلى الإعجاب، والإعجاب الذي يقصده هنا هو شعور بالافتتان والعرفان والامتنان تجاه النعم التي وهبنا إياها الله عز وجل، وهو شعور متجدد متعدد المعاني ولا ينضب ولا يُمل ولا ينفك يضيء حياتنا كلما تعمقنا فيه وتأملناه، هذا الإعجاب لا يجب أن يهدر عبر النزعة الاستهلاكية التي تروج لكل شيء من خلاله فتحصره في إعجاب سطحي بنجوم الفن والرياضة والمجتمع ومتابعة أخبارهم، وكذلك لا يجب أن يمتنع منه بدافع من الحرص على المساواة التي شكلت هاجسا دائما لمجتمعنا الحديث ودفعته لرفض التسليم بقيم التفوق والعظمة والانجرار وراء النقد المتواصل والشك في كل شيء.
في النهاية يلخص المؤلف كتابه بقوله:
"هدف هذا الكتاب كان هو إظهار أن المجتمع أصبح مجتاحا بحركات قوية وهو ما ينتج عنه تفعيل للحياة الشعورية، إننا نلج عصر المشاعر حيث يعلن الإنسان المعاصر: «فلتهتز روحي لكل ذبذبات العالم»، وهكذا فإن الأموسابیانس Homo sapiens يترك مكانه للأموسنتیانس Homo sentiens.
ولكن، وكما رأينا، فإن هذا الرجوع للمشاعر يشكل خطرا وثروة في آن واحد، ثروة لأنه يخفف من الإفراط في العقلانية، وخطرا لأنه يميل إلى إعطاء إحساسنا توجها أحاديا، وبالفعل فإن الإنسان المعاصر يقوم في مجال المشاعر باختیارات تفسد جودة حياته العاطفية، إنه يتخلى عن المشاعر الهادئة لصالح مشاعر الصدمة والتجارب العنيفة والارتجاجات المتراكمة مع هیجان شديد.
حتى أن «تحرير المشاعر» يكاد يتحول من مسألة محترمة إلى طلب غوغائي «بالمزيد من الأدرينالين».
هكذا يظهر التناقض التالي: معاصرونا ينفعلون كثيرا لكنهم لم يعودوا يعرفون كيف يحسون، إنهم هائجون أكثر فأكثر وحساسون أقل فأقل"
Profile Image for نورة.
792 reviews893 followers
October 16, 2025
حين يتأمل المرء في الخطابات الحديثة، يجد أن لغة “الإحساس” قد اعتلت عرش السلطة، حتى غدت أحكام الناس في الخير والشر، والحقّ والباطل، تُصاغ بعبارات من قبيل: «أحسّ إن هذا صح»، «أحسّ ما يصلح كذا»، وكأنّ معيارَ الصواب لم يعد برهانًا يُستنار به، بل وجدانًا يُستشعر.
تحوّل الوجدان من شاهدٍ على الحقيقة إلى صانعٍ لها، ومن وسيلة لفهم التجربة الإنسانية إلى مصدرٍ للمعيار الأخلاقي والمعرفي. وهذه النزعة الشعورية -التي تتخفّى تحت لافتات الأصالة والحرية والصدق مع الذات- إنما تعبّر عن انزياح عميق في بنية الوعي الإنساني؛ إذ لم يعد الإنسان يبحث عن “ما هو الحق”، بل عمّا “يُشعره بالرضا”، حيث يغدو الإحساس أفقا للحقيقة، وتتحول القيم إلى أهواء مؤنقة، يزيّنها الخطاب النفسي والعلاجي والإيجابي.
ومن هنا تأتي خطورة هذا التحول، الذي نبّه إليه المؤلف، إذ يرى أن الإنسان الحديث يوشك أن يغادر مرحلة الإنسان العاقل (Homo sapiens) إلى مرحلة الإنسان الحساس (Homo sentiens)، وحل الوجدان محل الحقيقة، وتأسس الحكم الأخلاقي والمعرفي على ما “يُشعَر به” لا على ما “يُعرَف”. وإذا صار الإنسان “حساساً” بالمعنى الوجودي، فسيعيش تبعًا لاضطراب انفعالاته.
ينتج عن ذلك: تصور عدمي للمعنى؛ لأن العاطفة متقلّبة لا تستقر على معيار. وهذا من لوازم النسبية الأخلاقية.
لم يغُص لكروا في جذور المسألة كما ينبغي، فالكتاب أقرب إلى تأملات ثقافية منه إلى بحث فلسفي تأسيسي.
ينتقد المؤلف غلوّ المشاعر، لكنه لا يصرّح: هل يرى الإشكال من جهة أن المشاعر تضعف العقلانية؟ أم لأنها تُفقد الإنسان الروحانية؟ أم لأنها تُنتج فراغًا قيميًا؟
لذلك بدا نقده أحيانًا متذبذبًا بين خطاب أخلاقي محافظ وخطاب وجودي إنساني، دون تحديد قاعدة مرجعية.
بالإضافة لتقسيمه الثنائي السطحي؛ إذ يُقابل بين الإنسان “العاقل” و”الحساس” وكأن الإنسان لا يمكن أن يكون كليهما، بينما الحقيقة أن الوعي الإنساني مركّب مما لا يمكن تبسيطه. وهذا التبسيط يكرّس نزعة الاختزال التي تشكو منها الحداثة ذاتها، إذ تحصر الإنسان في بعد واحد.
ربما لا تعبر الترجمة العربية لـ"مشاعر الصدمة" تمامًا عمّا أراد؛ إذ إن المقصود أقرب إلى الانفعالات الحادّة أو البحث عن الإثارة والأدرينالين، أكثر من كونها مشاعر بالمعنى الوجداني الرقيق.
ولعلّ ما يُحسب له أنه التفت إلى اختلال التوازن بين المشاعر البطيئة التأملية والمشاعر السريعة الانفعالية، غير أنّ المعالجة لم تتناول بعمق البعد المعرفي لهذا الخلل، ولا أثره في رؤية الإنسان للوجود والمعنى.
كما أن هذا النوع من الدراسات سيكون أكثر نفعًا وعمقًا لو اتخذ منحى اجتماعيًا ميدانيًا، يدرس الظاهرة في الواقع الاجتماعي عبر تحليل صورها وتجلياتها في الإعلام، والعلاقات، والثقافة اليومية. فمثل هذا التناول الاجتماعي-التحليلي كان سيمنح الفكرة حضورًا محسوسًا ويُعزّز من قيمة النقد الذي أراد المؤلف إيصاله.
يمكن القول إن قوة الكتاب في فكرته لا في بنائه، وفي عنوانه لا في تحليله.
Profile Image for Arwa.
12 reviews4 followers
April 11, 2017
قرأت الترجمة العربية للكتاب وأرى ان الافكار الموجودة قد تكون عامة لكثير من المجتمعات المعاصرة وليس المجتمع الفرنسي فقط. اعجبني دعوة المؤلف للقراء للرجوع على الاحاسيس الهادئة المبنية على التأمل خلافا للمشاعر الصاخبة التي تصبغ انفعالات الانسان المعاصر.
Profile Image for Bookish Dervish.
829 reviews285 followers
November 10, 2023
عبادة المشاعر
description
يبدأ الكتاب باستقراء لطريقة تعامل شخصيات القرن التاسع عشر من خلال الأعمال الأدبية ثم يقارنها بمقاربتنا للمشاعر في العصر الحالي فيخلص إلى أننا ننتهج أسلوبا مغايرا
هذا المنحى المزدوج لاعادة استكشاف المشاعر و إفسادها هي موضوع هذا الكتاب.
أثناء سعينا لاعادة الاعتبار للمشاعر، وقعنا كمجتمع حديث في خطأ تضخيمها و استغلالها. إنها مؤامرة يحيكها الجميع بما فيهم نحن بل و نستمتع بذلك. ملاحظة الإعلام (أفلام، إشهارات، رياضة،أخبار)توضح سيطرة نوع إنفعالي من المشاعر، ممارسات السياسة (يجب أن يستثمر السياسيون الناجحون في إضهار مشاعرهم للقواعد الناخبة.) أيضا تؤكد السير العام في هذا الاتجاه.
يعزو ميشيل لكروا أسباب هذه الأوبة للمشاعر و المبالغة في إبدائها فيقول أن انعدام البديل "الفكري-سياسي" هو الباعث الأساس أي أن الامر يتعلق بتكتيك تعويضي ننهجه للتعامل مع عدم انصياع العالم لأفعالنا و رغباتنا فننكفؤ إلى ذواتنا و عوالمنا الداخلية و نوغل في مشاعرنا كأي مدمن محترم (أدرينالين، الدوبامين...) . هذا تماما ما يتلائم و النزعة الفردانية التي تجتاح العالم. لهذا لا تستغرب استبدال الكوجيتو الخاص بديكارت إلى شيء من قبيل: " أنا أحس، إذن أنا موجود". يسعدني أن لكروا أقحم كتاب هواجس المتنزّه المنفرد بنفسه by Jean-Jacques Rousseau ل جان جاك روسوو خاصة نزهته الخامسة في هذا الكتاب.
الفصل الرابع المعنون ب"حرروا مشاعركم" أيقظني من غفلة ففتحت عيني إلى أقصاهما. تربيتنا لأبنائنا تتسم بكبت لبعض مشاعرهم كالحزن و التبرم و الاستياء فنضطرهم للتخلي عنها مذعنين، إرضاءا للأبوين، لتعود و تتغول لاحقا.
________________________
يجب أن نميز هنا بين مشاعر التأمل و مشاعر الانفعال، فالأولى تتدفق بثبات بينما الثانية انفجارية و تنحو نحوا ظاهر.
مشاعر الصدمة

، تتوجه نحو الفِعل. إنها أساسية للبقاء على قيد الحياة لكنها تميل للمبالغة و عدم الدقة ما يُفسر الكثير من نوبات الغضب و الحزن و الخوف الغير مبررة
مشاعر الأحساس

تتوجه نحو الفكر و هي أكثر عمقا و غنى تساعد للتواصل مع الذات. إنها مشاعر لا تضمحل و لا تنقص إلا قليلا حتى كذكرى. حفلة موسيقية، جولة ليلية برفقة الأهل، سجدة في جوف الليل و دمعة امتنان.
______________________
تلوث سمعي، بصري و ذوقي، التخلي عن القراءة مناقشة لأسطورة جرة الذهب، إحالات إلى غوتة، روسو، هايديغر، دوركهايم. كتاب ممتع و مفيد


Homo Sapiens => Homo Sentiens
يرصد الكتاب مرحلة المراجعة الشاملة التي سادت الأنثروبولوجيا للمشاعر باعتبارها خللا في السلوك و فعلا ضائعا مهدورا.
يهتم الإنسان المعاصر بالمشاعر الانفعالي أكثر من الأحاسيس التي لها طابع الديمومة.
وفي موضوع غير ذي صلة (إلا من بعيد) فيلم قصير تذكرته أثناء قراءة الكتاب يحمل عنوان :
watch your feelings
https://youtu.be/8AGgbIQyqR8
Profile Image for آية شوقي.
118 reviews98 followers
September 24, 2019
لم أعتقد في حياتي أنني سأقرأ كتابًا بهذا الجمال، لقد كانت تجربتي معه وكأنني أجلس أمام مرآة تضخّم كل ما لم أستطع التعبير عنه في نفسي.. .
Profile Image for Ahmed Fathy.
140 reviews45 followers
August 15, 2019
هذ الكتاب هو بمثابة إنجيل التحليل النفسي لإنساننا المعاصر إنسان القرن الحادي والعشرين
Profile Image for Abdulrahman Alhabashi.
118 reviews9 followers
July 28, 2020


✨ تلخيص و عرض كتاب 📚🕯🖋

عبــــــــــــــــادة المشاعـــــر
ميشيل لكـــــــــــروا

ترجمة:
د. أمين كنون

دار أفريقيا الشرق
١٧٩ ص
🇲🇦 🇫🇷

❶ تَمْهِيــــــــــــــــد

هل ما زلنا نشعـــر .. كما شاءت لنا الطبيعة المودعة فينا أن نشعر؟
يجيبنا الكاتب، فيما نفهم عنه، أنه قد فطن لأمرٍ غاب عن كثيرين، هو الفارق بين إنسان اليوم وأخيه بالأمس، لا في الشكل ولا في العقل ولا في أدوار الحضارة وطرائق العيش. وإنما في الوجدان والحس والشعور.
كيف يكون ذلك؟
وكيف عسانا نصلح ما فسد جرَّاء هذا الاختلاف؟
هذا ما يكتب ميشيل لكروا كتابه من أجله.

❷ أَجزَاء الكِتَــــاب

١. عودة المشاعر

❁لقد أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن فيه كلفًا بمشاعره على نحو ما هو كائن الآن. يدرس كاتبنا العصر والإنسان، فيسمي الأول عصر "عودة المشاعر"، ويدعو الثاني بـ"الباحث عن الأحاسيس" Sensation Seeker.

فأما آية ذلك: فالدعايات والأفلام والرياضات وحركات المجتمع والسياسة اللاتي تجعل المشاعر في القلب منها. وتحشد الأتباع بإغراء شعوري لا بإقناع عقلي.

وأما أسبابه:
-فالتعويض عن نهاية الأيديولوجيات التي لم يكن من محركٍ، ولا مَعرضٍ للشجاعة الإنسانية والطاقة البشرية سواها.
-و"تحقيق الذات" الذي بات شغل الناس الشاغل ومُتَعَبَّدَهُم الأكبر. لكن هاته الذات، لا تجد أربها كما يبدو في العقل وإنما في الإحساس.

❁و(بِضِدِّها تُتَبَيَّن الأشياء). فلنتذكر "الحكيم الرواقي" الذي دعا للرضا بحوادث الدهر والصبر على نوائبه، ولنتذكر "مريض العجز عن إبداء المشاعر" Alexithymia. لنبصر على عكسهما أن:

الإنسان المعاصر = "الإنسان الحساس"
Homo Sapiens = Homo Santiens

❁دون العودة إلى المشاعر ثلاث خطوات هن:
-التحرر من قيود المجتمع القديمة الناقمة على إبداء المشاعر، و
-الأخذ بأسباب العلاج النفسي الجديدة "المكرمة" للحواس، و
- "مقاومة" الموانع النفسية لـ"تحرير المشاعر".

لقد أصبح العلم ينظر للأحاسيس من مجموع تكوين الإنسان نظرة إجلال وإكبار. ويتبنى "أنثروبولوجيا لا عقلانية". وقد تولى كِبْرَ ذلك إدكار مورين في٧٣، ليتبعه أنطونيو دماسيو الذي رأى أن "ما يعيق عملية الإدراك ليست هي المشاعر إنما بشكل متناقض عدم القدرة على التعبير عنها".

❁يستدرك الكاتب بعد ذلك ليدرس أثر المشاعر في العلاقات والأواصر، بعد أن أمعن في تمظهراتها الذاتية. فيقدم بأسباب الضرورة المجتمعية إليها. وهي:
-حاجة "النفس الجماعية للحماس" بين حين وحين، و
-حفظ الوحدة الوطنية التي لم يعد لها من نصير. فلا مشاريع جماعية كبرى ولا معتقدات ثابتة ولا ملكيات عريقة، و
-ترسيخ القيم ونشر الأخلاق.

٢. المشاعر المحرفة

❁تقوم من الحياة اليوم شواهد على حقيقة مخزية، هي نبذ التأمل الصحيح والتعلق بالـ"الأحاسيس المبعثرة".

❁ألا إن "شراهة الأحاسيس" و "اصطناعيتها" داعيةٌ إلى "إتلاف العلاقات الشخصية". إذ هي نرجسية الطبع ليست بها حاجةٌ إلى المشاركة والتقاسم.

❁فكيف فسدت هذه المشاعر؟
يقول الكاتب أن هذا التشوه نتاج "مواد" "حقن بها مريض هذا العصر" هي:
-"التهييج الزائد للحواس". لقد قسمت القسمة بين الحواس و الخيال فكان للحواس النصيب الأوفى من كل ما يعترض المرء في هذا العصر حتى لم يعد لخياله المجرد دورٌ مطلوب.
-القدوات الزائفة. نحن لا نتطلع إلى مَثَل الحكيم أو القديس ولكن إلى مَثَل "الشامان" الحر في أفعاله وفي عواطفه يصنع بها ما شاء. والشامان هو الكاهن الساحر عند قدماء البشر الذي يقود احتفالات قومه بالرقص والمخدرات.
-"استغلال الجغرافيا"، فتجد الإنسان المعاصر طوّافًا للعالم نهمًا لتجارب جديدة بغية المشاعر لا إيثارًا للتأمل والتعمير.
-" الإثارة المنحرفة"، وبها يستغل صناع الأفلام والألعاب مشاعر جماهيرها بصدمتهم عبر مشاهد الإجرام التي تلي السكون المريب، فيملكون بذلك مشاعرهم ويُحرِزون من النجاح ما تشهد لهم به الأرقام.

❁لا يحارب كاتبنا المشاعر جملةً كما قد يقع في ظن بعضنا. ولكنه يحارب "مشاعر الصدمة" و يدعو إلى "مشاعر التأمل". ولأولاهما هاته الأعراض:
-"فقدان الانتباه وفرط الحركة"
-شيوع الخوف والغضب
-الغفلة عن جماليات الطبيعة
-و"فقر الحياة الباطنية"
-وشيوع الجنس وقلة العاطفة.


٣. الاستعمال الصحيح للمشاعر

❁كان فيما سبق الداء، فما عساه يكون الدواء؟
إنه في الانفتاح الرشيد. أن يستقبل المرء عالمه بذراعين ممدوتين، و أن ينتقي من الأشياء السامي الراقي ويميز الخبيث من الطيب. وإن أردنا عدَّ "المبادئ" التي يقوم عليها أي عمل صالح في ميدان المشاعر، وجدناها تقوم على ما يلي:

-التأني والبطء. ومنه القراءة والتأمل، وعمليات التنفس الواعية.
-"اللامبالاة". ومنه التخفف من "المصلحة" في طريق الحياة، وحب العلم لأجل العلم لا لأجل المنصب والشهرة والجاه.
-"إعادة الاعتبار للأشياء الصغيرة" مما هو يومي وحقير في نظر الإنسان الشره للأحاسيس الصادمة.
-التخلي عن القوة والزهد في "التملك". ومنه الاستمتاع بجمال العمارة والفن والبساتين دون السعي المحموم لملكيتها الصارف عن فرصة "الانبهار" بها. لا يقصد بالتملك شراء البساتين والمزايدة على لوحات الرسامين وشيادة المباني من حر أموالنا وحسب، ولكن وجود "جميع جماليات الطبيعة تحت إشارتنا" في أجهزة الحفظ الإلكترونية نلتمسها وقتما أردنا. وخيرٌ لمن أراد إصلاح مشاعره أن يلتمسها في مَظَانِّها في صفحة الكون الفسيح.

❁ما هي "العراقيل" في طريق هذا الانفتاح وهذه الجاهزية؟

-مخافة المشاعر مَغبَّة الهشاشة والرقة. وأوضح علائم هذا الخوف كره الالتزام في العلاقات.
-"وهم الاستقلالية" وكفاية الذات للقيام بحاجات النفس العاطفية.
-المفهوم الغالط "للحياة الباطنية". ويعني بها "التجرد من العالم" والبحث في قرارة النفس عن "ثروة" ناجزةٍ من حازها فكأنما حيزت له الدنيا.

❁والصواب أن الحياة الباطنية إنما هي "نتاج الطمي والرواسب التي خلفتها المشاعر المحسوسة عند اتصالنا بالعالم".

❁ولو أردنا استبدال شعور حسن بتلك القبيحة كان أَرَبُنا في شعور واحد هو:

الإعجاب.
"فالشيء يثير الإعجاب عندما يفوقنا. التأمل إذن هو خضوع باحترام لما هو متفوق".

وإن له من المزايا ما هو حقيقٌ بتعويض الإنسان عن سائر مشاعر الصدمة، فهو:
-شعورٌ وافر الغنى لا سبيل للملل إليه.
-وهو شعور "ممتن" للعالم مرتبط به عظيم الاتصال به.
-وهو قادر على "الحياة الباطنية" إلى "حياة روحانية". والثانية أخلد وأصلب وأقوى. إذ هي متحققة بحقائق تجدها في "تجربة كل البشر".

"عندما يحس الشخص بالإعجاب، فإنه يتوقع أن يكون الشيء الذي أثاره، يوقظ بالضرورة الإحساس نفسه عند الأشخاص الآخرين. إنه يرفض الاعتراف أن إعجابه مجرد تعبير عن ذوق شخصي واعتباطي".

❁وهذا الإعجاب "مهمل" في عرف الناس اليوم. فهو:

-مهدرٌ في حق الإنسان والقيم والطبيعة موفرٌ في حق المنتجات والمشاهير.
-موبَّخٌ مزدرًى حينما يُظَنُّ أن" كل شيء قابل للمحاكاة" فلا شيء يستثير منا الإعجاب أو يستحقه.
-ومشكوكٌ به. إذ العقل اليوم عقل الشك، والطابع اليوم طابع النقد." المثال الأعلى للإنسان المعاصر هو ذاك الذي ينكر دائمًا".

❁ألا إن خلاصنا هو في الإعجاب. و "إن تقديس الإعجاب هو ما يريد هذا الكتاب الدعوة إليه".

❸ فَائِدةُ الْكِتَـــــابِ

قليلةٌ هي الكتب التي تعود على المرء بنفعٍ كبير، وأقلُّ منها كُتُبٌ تغير الفكر وتبدل الشعور وتُنْشِؤك خلقًا آخر. أو قل أنها تعيد للإنسان ما غاب عنه و تعوضه ما نُقِصَهُ على مد عُمُره الفائت. وإذا ما قِيسَ قدر الكتاب بحجم أثره الحادث أو المتوقع في نفس قارئه، وجدتَ أن هذا الكتاب ذو قدرٍ عظيـــــــم.

وإن من شأن هذا الكتاب الموجز أن يلفتك إلى عظيم الحاجة للاتزان والسكينة، وإلى مدافعة النزعة العصرية في اللعب بمشاعرك، لعبًا يؤخر النضج ويستنزف الطاقات فيذهَب بالعمر ويُخِلُّ بالميزان النفسي.

❹ اقْتِبَاسَــــــــــاتٌ

❞ الإنسان المعاصر لا يقول "أنا أفكر، إذن أنا موجود" ولكن "أنا أحس، إذن أنا موجود" ❝

❞ الشعور الحقيقي الصافي الغني، يعرف بالخاصية التالية: حتى لو كنا وحيدين في اللحظة التي نحس فيها به، فإننا نرغب بشدة في تقاسمه ❝

❞ ينصح الفيلسوف نتشه بما يلي: "إذا أردتم توجيه شاب إلى طريق الثقافة الحقيقي، احذروا جيدا من كسر الرابط التلقائي التوثيق ... الذي يجمعه بالطبيعة. يجب أن يخالط الكائنات من غابة وصخرة وعاصفة ونسر وزهرة ومرج، ويتحدث معها كل واحدة على حدة ❝

❞ إننا نحتاج إلى شاعرية حقيقية وليس إلى الأدرينالين. لنفسخ العقد البائس الذي تم ربطه بين الإحساس والاصطناعية، لنصلح قدرتنا على الاهتزاز لما هو طبيعي ولما هو جميل. عندما نقول: حرروا مشاعركم فإننا نقصد تحريرها من الأشياء الزائفة التي تستأثر بنا والعروض التي تشوهها والتخيلات التي تفسدها❝

❞ بدأت أشعر بالخبل لكون هذه الحياة الهائجة تطمس أولئك الذين يعيشونها، وحل بي دوار شبيه بذلك الذي يحس به شخص عرضت أمام عينيه العديد من الأشياء بطريقة سريعة. قلبي لا يتعلق بأي شيء من كل الأشياء التي تشد انتباهي، ولكن كلها مجتمعة تشوش وتعطل أحاسيس، لدرجة أنني أنسى في بعض اللحظات من أكون ❝

تم بحمد اللَّه في ١٥ أبريل 🗓.
Profile Image for El Pyjama Reviews .
122 reviews37 followers
April 15, 2025
الكتاب بيناقش فكرة مهمة جنون المشاعر والسعي المحموم وراء كل كل يشعرك أنك علي قيد الحياة ويحرك حياتك الداخلية وأثر هذا عليك نفسيا وعلي المجتمع والناس والعلاقات.
الكتاب مليء بالملاحظات الرائعة كاللجوء للشعور بديلاً عن الفعل في بعض القضايا وأثر الكثافة الشعورية علي تعطيل الأحاسيس الطبيعية كالذي يعتاد طعم الشوكلاته ثم يتذوق فاكهة فلا يستسيغها ، لكن الفكرة الرئيسية بحد ذاتها يكفيها مقال طويل.
Profile Image for أمَـان.
93 reviews33 followers
September 18, 2020
كتاب ممتع موضوعه فريد.
سيئته الوحيدة انعدام ترابط بعض النقاط، أو صعوبة استيعاب الرابط بينها على القارئ -بالنسبة لي-
Profile Image for رانيا جلال.
57 reviews29 followers
June 22, 2020
يتناول الكاتب تعريف المشاعر والفرق بينها وبين العاطفة، وأثر المشاعر المهتاجة في عدم ترك مجال لمشاعر التأمل والعاطفة الهادئة.

"الإنسان المعاصر يهتم بالمشاعر التي تتميز بالانفعالية أكثر من التي لها طابع دائم، فيهمل التي تثري روحه ويؤثر تلك التي تحقق له نوعا من الإهاجات المبتذلة، فيفضل مشاعر الصدمة التي تدخل في خانة الصياح، على مشاعر التأمل التي تدخل في خانة التنهد"
"الرجوع إلى المشاعر هو بالأساس تعبير عن النزعة الفردية الخالصة"
"هدف العصر ليس التحرر من المشاعر، وإنما تحريرها.. وتلك هي عبادة المشاعر"
الكتاب ينقسم لثلاثة أجزاء في اثني عشرة فصلا. في التعليقات سأضع تلخيصا بسيطا للأجزاء الثلاثة
Profile Image for Mohamed gomaa.
93 reviews28 followers
January 6, 2025
كتاب مهم ورائع جدا بيقدم تفسيرات كتيرة عن اللي بنشوفه حاليا رغم ان ميشيل لكروا نشره سنة 2001 قبل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي وزيادة العزلة واستفحال ظاهرة الأموسنتيانس"الانسان الحساس" اللي بنشوفه كل يوم وأصبح حقيقة يومية على فيسبوك وتويتر وتيك توك، على سبيل المثال البلوجرز ومحتواهم المُعتمد بشكل كلي على استهلاك مشاعر زي الحزن والفرح بشكل جماعي من خلال تزييف العلاقات العاطفيه لحد الخطوبة والجواز وكل حياتهم الشخصية لدرجة استخدام الأطفال في المحتوى ودا بيعكس الذاتية و"الأنا" بشكل شديد الانحراف. أيضا الميتافيرس، بيوضح بشكل أكبر عبادة المشاعر لانه بيوفر مساحة للناس يعيشوا حياة موازية بعيدًا تماما عن الواقع . في الميتافيرس، العلاقات بتكون افتراضية ومصطنعة، وده بيزيد من العزلة رغم إن الناس بتكون "متوصلة" بشكل دائم. كمان بيسمح للناس بإنهم يخلقوا "أنا" بديلة (أفاتار) تعكس صورتهم المثالية دون أي ضريبة أو تنازل عن مساحتهم الشخصية الفعلية _على الأقل هما فاكرين كدا_ وده بيأكد فكرة الكتاب عن الذاتية المفرطة. ممكن نعتبر الميتافيرس نسخة حديثة من الكاتدرائيات الشعورية، اللي بيكون فيها تشارك للمشاعر بشكل جماعي، لكن مع فارق إن التفاعل بيكون افتراضي ومش حقيقي. ده بيأكد فكرة إن الإنسان المعاصر بيفضل الذوبان في الجماعة بشكل مؤقت، لكنه مش مستعد يتنازل عن خصوصيته أو يتفاعل بشكل حقيقي مع الآخرين.
------------------------------------------------------------------------
الكتاب بيتكون من ثلاثة أجزاء أساسية وهي عودة المشاعر، المشاعر المنحرفة، الاستعمال الصحيح للمشاعر.
وما يلي هي أهم افكار كل جزء وبعض الاقتباسات

الجزء الأول : عودة المشاعر

كل مشاعر العالم
في مرحلة ما بعد الحداثة وهيمنة ضبابية الرؤية المستقبلية وغياب الأيديولوجيات بعد عصر العقلانية المفرطة ، اقام العصر الجديد المعرفة على اساس المشاعر وأصبح اللجوء إلى الحياة العاطفية حلاً للارتباك؛ فهناك الانبهار أمام لا تناهي الكون والخوف من رؤية الأنظمة البيئية تدمر والحروب والخوف من المستقبل بكل ما يتضمنه.
لكن بدلا من الفعل نأخذ دور المتفرجين ولتعذر امكانية الفعل فإننا ننفعل عاطفياً، فالتغيير الذي يستحيل فرضه خارجيا يعاد توجيهه للداخل، ولكن ليس هذا الدور الوحيد للمشاعر فإنها ليست تعويضية فقط ولكنها أصبحت هدفا في حد ذاتها لتحقيق الانسان ذاته ، فإنها اصبحت مركز اهتمامه وموضوع كل لحظة ، لكونها تحقق النموذج المثالي للحياة التي تتجسد في عبادة النفس، فالرجوع إلى المشاعر هو تعبير عن النزعة الفردية المعاصرة . فأصبح هناك سيادة الرغبة في القيام بتجارب عاطفية استثنائية بتعطيل للعقلانية الباردة والانجذاب الى الغموض والعيش على حافة الانهيار، فالإحساس بالموت يوقظ إحساسهم بالحياة. وأصبحت المشاعر تتجلى في العلاقات الشخصية وفي الإعلام وحتى في السياسة.
الأموسنتيانس (هو ذلك الكائن الذي يقدس ثقافة المشاعر، انه الانسان الحساس.)
عبادة المشاعر تقلب الترتيب الطبيعي لقدرات الروح وتزيح العقلانية من القاعدة. العالم بالنسبة للأموسنتيانس هو منبع من المشاعر الذي يجب استغلالها . فالأموسنتيانس لا يعي نفسه بأنه كأن يفكر لكنه كائن يشعر، إنه لا يؤمن ب "أنا أفكر اذن أنا موجود " لكن ب " أنا أحس إذن أنا موجود " بل يتعدى الأمر ذلك ويصبح أنا أحس أنني أحس فهو بكل تأكيد يفضل روسو على ديكارت.
• لا يخاف مواجهة مشاعرة ولا يشعر بالخجل عند التعبير عنها ولا يحتاج إلى كبتها.
• يحرص على الالتزام بالذاتية ؛فالقدرة على الارتعاش والاحساس بالنشوة هي أغلى سمة تطبع إنسانيته.
• تحرير المشاعر وتقديسها فتصل للمكانة التي يصل إليها الجسد، فالاهتمام المخصص للجسد هو الذي يفسر ولو بشكل جزئي اعادة اكتشاف المشاعر "عبادة المشاعر وعبادة الجسد هما وجهان لثورة واحدة في العقليات"
"فسح المجال أمام المشاعر هو تمكين للجسد من التعبير. عبادة المشاعر تجلب الإنسان المعاصر لكونها تطفي الشرعية على نمط حياة عضوية وبدائية بتسليم أنفسنا للمشاعر، نتعلم من جديد كيفية التواجد جسديا، نحس بتماس لذيذ مع الفيزيولوجيا داخل القالب الثقافي ، ونساهم في الثورة الثقافية عبر الطبيعة ."

العلاقة بين التأمل والشعور
يبحث المتأمل عن السكينة والهدوء والسلام وغالبا ما يشبهون الغاية التي يرغبون بها ب ببحر صافي بلا أمواج ولكن هل هذه هي الغاية فعلا ؟! إن ما يحدث فعلا هو مرحلة انتقالية من السلام الداخلي ولكن ما يبغون في الوصول إليه في الحقيقة هو تذوق تجربة شديدة العمق والشعورية والوصول إلى رعشة الانتشاء. فقليل من التأمل يبعدنا عن المشاعر، لكن كثير من التأمل يصل بنا إلى أعمق اغوارها.

الكاتدرائيات الشعورية
في غياب مشروع جماعي أو معتقدات فكرية ثابته قادرة على حكم الناس تبقى المشاعر هي الضمان لاستمرارية الروابط الاجتماعية، ولكن هل تلك الروابط بالقوة الكافية ؟!
على الرغم من الفكرة المبدئية التي قد تتبادر إلى ذهنك بأن الأموسنتيانس يرغب في الروابط الاجتماعية لما تتميز به من جانب شعوري إلا أن ذلك ليس صحيح، فالنزعة الفردية تسيطر عليه، ولكن في مفارقة فإنه يظل يبحث عن التجمعات البشرية بغية تشارك الغبطة الجماعية والذوبان في الجماعة وصهر الانا داخل الكتلة، وهذا يحدث مثلا في مباريات كرة القدم ومشاهدة الأفلام في السينما وبعض المظاهر الأخرى، إنه يفضل الغوص من حين لآخر داخل الحشد في حالة من الهذيان ولكنه لا ينوي ان يتنازل عن مجاله الخاص، فبرغم ندمه أحيانا على اضمحلال الروابط الاجتماعية الا انه يفضل الحفاظ على الخصوصيات الفردية ولن يقبل الخضوع مرة أخرى للضغوط العائلية أو كلام الناس في القُرى أو حتى صالونات البرجوازيين.

الجزء الثاني : المشاعر المنحرفة

تفضيل المشاعر القوية
تمنح بعض التجارب المشاعر القوية الإنسان وتجعله في حالة غير عادية إنها حالة النشوة لذلك إن جاز التعبير فهي كالمخدرات، وبمرور الوقت لن يكتفي المدمن بالجرعة السابقة من المخدر، دائما يريد جرعة اخرى أكبر ( تجربة أخري أشد خطورة وإثارة ) ليصل إلى نفس المستوى من النشوة والسعادة، ذلك النوع من التجارب غير متوفر في العلاقات الطبيعية بين البشر في الحياة اليومية التي تتسم عادة بالمشاعر الهادئة لذلك فإن المصير المحتوم هو العزلة ومحاولة البحث عن الهدف في مكان آخر. المشاعر الحقيقية تفرض اشراك الاخر على عكس الاحاسيس الحادة المصطنعة فإنها غير قادرة على ان تكون صلات بين البشر، كما ان العزلة وعدم التفاعل مع الاخر قد يكون سبب في الرغبة إلى المشاعر القوية فالبعض منهم يلجا الى هذه الانشطة بسبب عجزهم عن التفاعل مع الآخر فتصبح تلك الانشطة حاجة ملحة بين ذاتهم وآناهم المثالي، فهو حوار داخلي حيث الاخرون مستبعد ولكن هيهات فبمجرد انهاء تلك التجارب تعود العزلة مستوحشة أكثر فأكثر.
استغلال الجغرافيا والصورة
ويصل الانحراف في بعض الحالات إلى الذهاب في الرحلات السياحية الى الاماكن شديدة الفقر مثل المقابر القديمة المأهولة بالسكان" بالقاهرة "حيث ينام الاطفال داخل المقابر! أو الرحلات السياحة الجنسية في آسيا وأمريكا اللاتينية. فهذه الرحلة ليست لدفع التبرعات مثلا او محاولة تحسين حال أولئك الناس إلى أفضل إنما لإشباع رغبات ملحة والوصول إلى حالة شعورية أكثر إثارة من سابقتها. وحتى متسلقي الجبال وراكبي الامواج والملاحون جميعهم يذهب للقاء احاسيسه الخاصة وليس استكشاف العالم، كما يزعمون، "فالفضول الجغرافي يترك مكانه للجغرافيا الذاتية والشعورية مما يؤدي الى حالة من اللامبالاة اتجاه العالم والتي تكون أكثر مأساويه من تسليعه بالمال."

الفرق بين مشاعر الصدمة والتأمل
مشاعر الصدمة تسجل في لحظة متفجرة على شكل صاعقة في تتابع سريع فهي تكون مجرد ارتجاجا سطحيا لا يؤثر في الروح ولا يترك اثرا في الذاكرة، إذا أردنا ان نصفه بحق فانه مجرد شرود وبمجرد أن يمضي فإنه يمضي.
"لقد أصبحت أرواحهم الملوثة بأحاسيس قوية، غير مفتوحة لجمال العالم. لم يعد بإمكانها الخفقان والارتعاش أمام ما هو طبيعي. إنها تشبه أراضي جنوب الصحراء التي تغرق دوريا بفيضانات مدمرة والتي هي رغم ذلك مفتقرة إلى الماء، كذلك الإنسان المغمور بمشاعر الصدمة، يفتقر إلى الماء الثمين المتمثل في مشاعر التأمل."
مشاعر التنهد هي سيلان يستمر مده اطول فيأخذ الحدث العاطفي الوقت الكافي للتعمق والتطور، وبهذا يسهل تحول مشاعره الى أحاسيس ذات صبغه تأملية تتفتح لنا عندما نتوجه الى العالم فهي توحدنا وبمرور الزمن تكون جاهزة للاستحضار وتوليد نفس الانطباع مره أخرى.
"الأشخاص الذي يظهرون شيئا من الباطنية يستمدون كنزهم الداخلي من الانطباعات المأخوذة من الخارج، والتي يمكن أن تتجلى بالنسبة لشخص ما، في الإحساس بالمتعة أمام لوحة رسم؛ وبالنسبة لشخص آخر، في الإعجاب المحسوس أمام منظر طبيعي، أو تشارك فرحة مع طفل أو حوار مع شخص محبوب، أو لحظة خشوع في حفل ديني. الأنا العميق ليس غنيا بخصوصية ذاتية، ولكن بمشاعر تطورت بداخله وبمواقف تأمل حماسي عبأته، الحياة الباطنية تشكلت عبر تراكم ذكريات اللحظات التي كنا فيها منفتحين على العالم، فهي عبارة عن ترسب وتكاثف تأملي لتلك اللحظات المميزة، التي امتدت في الذاكرة وشكلت الذاتية"

الجزء الثالث: وسائل الاستعمال الصحيح للمشاعر

أولا الجاهزية أو فن الاحساس هو الاستعداد الذهني والروحي والعاطفي للتفاعل مع مشاعرنا وتجاربنا بشكل صحيح وبناء. يركز هذا المفهوم على تحفيز قوة الإيمان والتأمل في المشاعر والعواطف بطريقة تعزز النمو الشخصي والروحي.
ثانيا التمهل واعطاء الوقت للذات وابطاء وتيره الحياة فهكذا تتسلل المشاعر الهادئة الى الروح وتعمل على تنميتها كما أن ذلك يمكن الانسان من استخلاص العصارة الشعورية في نفس المكان والزمان بمعنى اخر سيتمكن من تذوق المشاعر الناعمة في الحاضر فكما قال " الاشياء تخاطبنا إذا منحناها وقتا للإنصات" ومن هنا يأتي تفوق القراءة على استهلاك الصورة فأثناء عمليه القراءة تتشكل الصورة الذهنية والافكار بشكل تدريجي على عكس الصورة الخارجية التي تنبعث كامله التكوين فالصورة الداخلية تحتاج الى وقت ويساعد بطء نضجها على ظهور مشاعر عميقه تتفاعل مع دواخلنا بصوره متشابكه فقراءه رواية دائما ما تكون ممتعه أكثر من مشاهده الفيلم.
ثالثا اللامبالاة والمقصود بها هنا هو التخلي عن المقاصد النفعية وأن تصبح غايتنا هي المعرفة وليس إظهار المعرفة، والتحلي بالجاهزية ايضا يفرض الاهتمام بكل ما هو بسيط ويومي، كذلك التنازل عن القوة؛ فالرغبة في السيطرة تقتل المشاعر الرقيقة.

أسباب فشل الوصول إلى الجاهزية
أولا الشعور بالتهديد؛ فالتحلي بالجاهزية يفتح المجال للكثير من التغيرات الشعورية والتي يمكن أن يؤثر من خلالها العالم الخارجي فينا، ومن الطبيعي أن يفضل الانسان أن يضغط على العالم ويغير فيه على أن يتركه يضغط عليه ويؤثر فيه.
ثانيا الاعتقاد بالاكتفاء الذاتي وهذا قد يسبب انغلاقا مستكبرا وعداء للتغير اتجاه العالم، فقبولنا بالارتباط بالعالم هو ما يمكننا من استقبال تذبذباته التعددية والتي بدورها تطور الاحساس أكثر مما تفعله الاستقلالية.
ثالثا الاعتقاد بوجود عالم خاص مستقل داخل كل انسان ومنفصل عما نمر به من تجارب واحاسيس كما يعتقد بعض الباطنيين ، لكن الانا العليا ليس غنيا بذاته وإنما بما يأخذه من العالم وبما يلتقطه من المشاعر. فلا وجود لشيء داخل الحياة الباطنية لم يسبق للحواس ان التقطته وتأملته داخل حيز المشاعر.
الاعجاب

يزعم الكاتب أن الجهد اللازم لإصلاح الحياة الروحانية سيظل دون جدوى إذا لم يتم تعزيزه بجهد موازي لإصلاح "الاعجاب" فالطابع النفسي الحالي يميل إلى النقد أكثر من الافتتان، فتجريد الاشياء واخضعها للمحاكمات هو القاعدة السائدة، والمثال الاعلى للإنسان المعاصر هو الذي ينكر دائما. فأصبح " الاحترام " بديلا عن الاعجاب لرفض الفوقية؛ فالاعتراف بتفوق أحد علينا ليس من صفات العصر الحالي ولكن في أسوأ الاحوال فأنا احترمك أي أنك مساوٍ لي وليس اعلى مني.
Profile Image for سَلمىٰ.
10 reviews7 followers
May 3, 2019
"الأفكار العظيمة تنبع من القلب"
كذلك ذكرها ميشيل لكروا في الفصل الخامس..
كانت هذه الكل��ات تؤكد قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم-:"استفتِ قلبك"، يقول ميشيل أن المشاعر ما هي إلا مصادر التفكير، وأن الإدراك والعقلانية لا يكتملان إلا بالتعبير عن المشاعر العفوية وليس بكبحها..

يذكر أيضًا كيف أن الإنسان المعاصر سلبته المادية والمشاعر القوية والانفعالات وزهد هدوء المشاعر وصدقها.. أصبح ذاك الذي يجذبنا هي مزيج المشاعر القوية جدًا كأن تستقل "قطار الموت" فتشعر بالخوف الشديد والسعادة وبعضٌ من ذاك الصراخ الغير مفسّر لسبب محدد...
أصبح حتى في أحلام يقظته لا يميل إلا إلى السلبية والأحلام المليئة بالمشاعر القوية...لكن لا أحد يغمض عيناه ليتأمل نفسه أمام بحيرة صغيرة هادئة ويشعر بتلك السكينة...

"كل ما تفعلونه، افعلوه ببطء أكثر شيئًا ما"
هذا هو الحد الفاصل بين "مشاعر الصدمة" و "مشاعر التأمل"
بين المشاعر السطحية المنفعلة للإنسان المعاصر، والمشاعر التي أخذت وقتًا لتتعمق في النفس البشرية...

يرفع هذا الكتاب يافطة "حرروا مشاعركم" بكل ما تؤتيه هاتان الكلمتان من معانٍ عظيمة نفتقدها.
Displaying 1 - 30 of 224 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.