الدكتور محمد رجب النجار ( 1941 - 12 فبراير 2005 ) مصر من مؤلفاته : - « دعوة لدراسة تراثنا القصصى فى ضوء مناهج الفولكلور» - «الأدب الملحمى فى التراث العربى مدخل بنيوى لدراسة السير الشعبية ـ الأساطير العربية» - «حكايات الحيوان فى التراث العربي» - « فن الأحاجى والألغاز فى التراث العربي» - «ملاحظات حول أدب الملاحم العربية وقضايا البطل الملحمي» - «حكايات الشطار والعيارين فى التراث العربي» - «المرأة فى الملاحم الشعبية العربية» - «البطل الأوليائى فى القصص الصوفي» - «شخصية السندباد فى التراث الشعبى العربي» - «موت البطل فى السير والملاحم الشعبيـة» - « قراءة فى سيرة حمزة العرب» - «ملحمة الصراع بين العرب والفرس فى التراث الشعبى العربي» - « سيرة فيروز شاه أو الرواية العربية للشهنامة الفارسية» - « قصص الحب فى الليالي» - « الأصول الأسطورية لسيرة سيف بن ذى يزن» - «أبو زيد الهلالي» دراسة نقدية فى الإبداع الشعبى العربي» - «جحا العربي»
"فإن من المعروف أن مثل هذه المجاعات الساحقة والأوبئة الضاربة تهيئ مناخاً نفسياً مواتياً للفكاهة والسخرية، إنكاراً للواقع وهروباً منه واستعلاءً عليه، ولهذا لا غرو أن يذكر ابن تغري بردي في وباء سنة ٨٥٣ ھ أن الناس شوهدوا في شوارع القاهرة وهم يضحكون ويهزلون على حين كان الوباء يحصد منهم في اليوم الواحد عشرة آلاف نفس على الأقل."
تمت نشر هذا سطور هذا الكتاب على جزئين في كدراسة أدبية على صفحات مجلة (عالم الفكر) الكويتية عامي 1983 و1984 قبل أن يتم جمع الكتاب عام 2015 عن طريق الهيئة المصرية العامة للكتب، فجزى الله خيراً صاحب هذه الفكرة.
يأخذنا الكاتب -رحمه الله- في رحلة أدبية وتاريخية وسياسية واجتماعية لعصر المماليك، حيث اجتمعت فيه كل المتناقضات التي ما زلنا نُعاني جلها في القرن ال21 في عالمنا العربي المعاصر، ولم لا وقد كام الحُكام هم مجموعة من القادة العسكريين المحاربين الذين لم يهتموا بحال الشعب المطحون الذي لا يجد قوت يومه اللهم إلا بعض السلاطين العادلين في عصر دولة المماليك الذهبي.
"فقد فَقَد الناس دهشتهم -في عصور المماليك- منذ زمن بعيد، ولم يعد لديهم إلا لسانهم أو آدابهم الشعبية مجهولة القائل، باعتبارها ضرباً من ثقافة المقاومة بالحيلة، الأمر الذي كان يعفيهم عادة من مسئولية العقاب الذي كان ينتظرهم."
ينقسم الكتاب -كما أسلفنا- لجزئين: الشعر السياسي الساخر والشعر الإجتماعي الساخر، من وجهة نظرى فإن الجزء الأول كان ممتعاً بالنسبة لي لسرد الكاتب موجز مختصر لبداية دولة المماليك وديدن سلاطينها برغم الأسلوب الجاف في السرد والذي لا أعيبه لكون الكتاب في الأصل دراسة أدبية.
أما الجزء الثاني كانت اليد العليا فيه للشعب الذي يأس وصرخ وجأر من قسوة حياته وتحدث بسخرية عن ملبسه ومسكنه ومأكله ومشربه بل ووصل الأمر للعبثية والسخرية من نفسه أحياناً.
أعجبني الكتاب وأنصح به لكل مهتم بالتاريخ السياسي والأدبي للشعب العربي والمصري.