انتهيت منه اليوم، ونقدر نعتبره مقدمة مناسبة جدًا لفهم مصر وأوضاعها السياسية والعسكرية من 52 حتى حرب 67
الكتاب في مجمله جيد جدًا، وعلى الرغم من بشاعة التقسيم للكتاب، وبعض التشتت، إلا أن الكاتب قدر يحيط الكاتب بمعظم الأحداث في تلك السنون.
الجزء الأول للكتاب، كان عن مصر بعد أحداث 52 وبدء الجيش بسيطرته على مصر والحياة السياسية، والصراع الدائر بعد ذلك بين عبد الناصر ونجيب والذي انتهى بإقصاء الأخير وسيطرة الأول على الساحة بأكملها، ليصبح نظام الحكم شمولي.
واستمر الحديث عن النظام السياسي لمصر بعد 52 وكيف تعامل الجيش كحاكم لمصر، حتى حرب 52.
أما الفصل الثاني، فكان مهم جدا جدا وثري، وكان عن مصر وعلاقاتها الخارجية مع الدول المختلفة حتى حرب 56
طبعا أهم تلك الدول، هي الدول الكبرى الولايات المتحدة، السوفييت، بريطانيا، فرنسا، ثم الدول العربية.
جمال عبد الناصر كان عنده حس سياسي عالي في تلك الفترة بخصوص التوازنات الدولية، وكان كله هدفه الحصول على الاستقلال وحفظ كرامة مصر، وعدم إدخالها في أي تحالف مع أي دولة كبرى ينقص من استقلالها أو من سيادتها، وقدر ينجح في ده فعلا.
وطبعا علاقته بالولايات المتحدة كانت متوترة نظرًا لربط الأخيرة مساعداتها لمصر، بإدخال الأخيرة في حلف بغداد أو أي حلف تاني يكون برعاية أمريكية، لضرب السوفييت ومنعهم من الدخول للمنطقة العربية.
وفي نهاية الفصل وضح لنا الكتاب مقدمات حرب 56 وسبب قيامها وتداعيتها
الفصل الثالث، كان أيضًا ثري جدًا وكان عن مصر ودول المنطقة من بعد حرب السويس حتى ما قبل حرب اليمن، طبعا العلاقات بين الدول العربية كانت مختلفة ومتوترة ومتباينة وقائمة على المصالح، والأحزاب والتحالفات، وعدم الإجماع على الكلمة - كالعادة -.
أما الفصل الرابع فكان عن حرب اليمن، وهي المستنقع الذي أوحل عبد الناصر.
هيقدم الكاتب في الفصل ده حرب اليمن وأسبابها وليه مصر شاركت فيها، وازاي مشاركة مصر في الحرب دي، جعلت العلاقات بينها وبين السعودية توصل إلى حد الحرب الصريحة بينهم ، وإزاي الحرب دي أثرت على الاقتصاد المصري، والحياة الاجتماعية، وكمان وده الأخطر، أثرت الحرب على الجيش المصري بشكل بالغ جدًا، لأن 30% من الجيش كان في اليمن، في حرب شوارع.
الفصل الخامس أتكلم عن السياسية والمؤسسة العسكرية
فصل مهم جدًا لأنه أتكلم أولًا عن عبد الناصر وعلاقته بعبد الحكيم عامر وفترات التوتر الي كانت بينهم. بالإضافة إلى توغل الجيش في جميع النواحي في مصر، سياسيًا واجتماعيًا وخلافه، بالإضافة إلى اعتماد القيادة "عامر" على الولاء وليس الخبرة، والشللية والمحسوبية، وكمان تعدد القيادات، مما سبب حدوث اختلاف الأوامر، كل ده كان من أسباب تدهور الوضع قبل حرب 67.
الفصل السادس والأخير كان عن سنة 66 و سنة 67
والأحداث المتصاعدة في تلك السنين والتي انتهت بمأساة 67.
لتتعرف على الكاتب، يجب أن تتعرف على المراجع التي اطلع عليها، وهي موجودة في أرشيف رئاسة الجمهورية و دار الوثائق الخاصة بالقوات المسلحة ووثائق من المخابرات الحربية بالإضافة إلى مذكرات شخصية لما يقرب من ١٠٠ شخصية مؤثرة تأثير مباشر على الأحداث. ما أذهلني حقاً المعلومة الخاصة بإعادة القوات المصرية إلى اليمن بعد عودتها و التوصل إلى اتفاق مع الملك فيصل في جدة بإشارة إصبع من السوفييت! (راجع تاريخ فيلم منتهى الفرح بمناسبة عودة قواتنا من اليمن) الكاتب سياسي محترف مطلع