تحكي الرواية الصراع السياسي في اندونيسيا في النصف الثاني من العام ١٩٦٥ بين الحزب الشيوعي برعاية سوكارنو حاكم البلاد وبدعم لوجستي من الصين الشيوعية وغالبية الشعب المسلم .. تعيش البلاد جحيماً من الاعتقالات والتصفيات السياسية والدينة .. حتى يتم السيطرة على اغلب المناصب من قبل الشيوعين الذين يتهيؤون لقيام الثورة حتى يسيطرو على اندونيسيا كاملة باعتبارها اكبر دوله دولة مسلمة .
حفظ معظم أجزاء القرآن وبعد أن أنهى دراسته الثانوية التحق بكلية طب القصر العيني وتخرج فيها 1960
عمل مديراً للتثقيف الصحي بوزارة الصحة دولة الإمارات العربية المتحدة
نشر أول مجموعة شعرية وهو في السنة الرابعة الثانوية، تحت عنوان: نحو العلا، ووالى النشر بعد ذلك
يكتب القصة والرواية والشعر .
حصل على جائزة الرواية 1958 والقصة القصيرة وميدالية طه حسين الذهبية من نادي القصة 1959، والمجلس الأعلى للفنون والآداب 1960، وجائزة مجمع اللغة العربية 1972، والميدالية الذهبية من الرئيس الباكستاني 1978
لا يهم ان كانت الرواية هي بالفعل عن عذراء (جاكرتا)...لأنها موجودة حتماً في كل مكان..
أحببت الرواية و تتبعت كل ما فيها بوعي كبير....أدركت أن وجه الطغيان هو واحد في كل مكان....المؤامرات واحدة ...لا يهم الزمان و المكان ...فالهدف دوماً واحد.. اللون دوماً واحد ...هو لون الدم... والنهاية أيضاً واحدة .....الفناء و الزوال.
يموت من يموت ...لكن يبقى من يروي لنا الحكاية في النهاية.
بين كلمات شيخ جليل ... و عزيمة شاب شجاع....و ثبات فتاة مناضلة... لا يهم تآمر المتأمرين.
لن يشعر القارئ بجمال الرواية إذا لم يعرف الحقبة التاريخية التي تتكلم عنها، ويحزر من الشخصيات التي ذُكرت مناصبها ولم تذكر أسماؤها في الرواية. التشويق الحقيقي يبدأ في الثلث الأخير من الرواية. لم يعجبني الحديّة والتضخيم في معالجة الشخصيات؛ الأشرار أشرار بإفراط، والأخيار طيبون مبرؤون من كل نقيصة. عنوان الرواية برأيي مبتذل قليلا ولا علاقة له بقضية الرواية الرئيسة. لكن بشكل عام، رواية جميلة ورصينة، تستحق القراءة في زمن أدب الغثاء والهراء.
تحكي الرواية الصراع السياسي في اندونيسيا في النصف الثاني من العام ١٩٦٥ بين الحزب الشيوعي برعاية سوكارنو حاكم البلاد وبدعم لوجستي من الصين الشيوعية وغالبية الشعب المسلم .. تعيش البلاد جحيماً من الاعتقالات والتصفيات السياسية والدينة .. حتى يتم السيطرة على اغلب المناصب من قبل الشيوعين الذين يتهيؤون لقيام الثورة حتى يسيطرو على اندونيسيا كاملة باعتبارها اكبر دوله دولة مسلمة .. بعد مااطبقت الشيوعية على غالبية المناصب وسيطرت على الاذاعات والصحف قامت بتصفية القادة في بعض مناصب الدولة ممن لايكنون ولاء للحزب الشيوعي .. الا ان واحداً نجى من التصفية وحدث الانقلاب مما اسقط الثورة .. وانحسرت الشيوعية في اندونيسيا .
لكن فاطمة لم تعد إلا في الصندوق الخشبي ....... وملابسها البيضاء الطاهرة مهضبة بالدماء ......انطلقت في الظلام رصاصة اثمة أودت بحايتها .... سقطت عذراء جاكرتا شهيدة , وفي يدها وردة حمراء ذات أشواك . وعلي ثغرها ابتسامة رضا .. وفي جيبها مصحف صغير , وتبلل أهدابها الطويلة دمعة عشق خالد وهتف حاجي محمد إدريس بصوت عال تخضله الدموع : ( البقاء لله وحده ... وهناك ..هناك الخلود )
عن اصحاب القضية والرسالة , عن افضل ختام وأسعد النهايات يتحدث الكاتب
رواية عن رجال السلطة والنفوذ الموجودون في كل زمان و مكان. تتحدث عن السياسيين المخادعين الذين تختبئون وراء الشعارات الكاذبة التي لا تنطبق عليهم و لكن الشعب يقتنع بها. أسلوب عملهم هو التخوين و القتل والدمار دونما اهتمام بمصلحة الوطن و الشعب، إذ أن مصلحتهم الشخصية هي كل ما يهتمون بهم. وبوجود هكذا نماذج هناك دائما المناضلون من أفراد الشعب الذين يفتدون الوطن بأرواحهم. الذين يملكون من الوعي ما يسمح لهم برؤية الحقيقة بالرغم من الأقنعة المبهرجة الكاذبة...بطلة القصة من هذه الفئة و هي مثال يصح لكل المجتمعات و البلاد. قصة مميزة بجد و تستحق القراءة.
تتشابه هذه الرواية مع واقعنا الحالي الذي نعيش فيه , كثير من الكلمات والمصطلحات تعاد وتتكرر , الكثير من المشاهد , تمنيت ان تكون النهاية مثلما حلمت بها وها هيي تحققت اخيرا ولكن على صفحات هذه الرواية . كم كان حزني كبير على فاطمة عذراء جاركتا .. لا استطيع نهاية سوى القول الا ان نصر الله لقريب باذن الله :)
رواية للأديب نجيب الكيلاني ... وهي افضل رواياته علي حسب شهادة كتير من الناس هو اديب اسلامي ... وده بنفتقده كلنا في مجتمعاتنا الاسلامية ... دي اول رواية اقرأها ليه وان شاء الله هقرأ ليه تاني الجميل فيه انه بيخرج بيك بره القطر بتاعك ... الرواية دي مثلا في اندونيسيا و رواية تانية في نيجيريا وكده
"""عذراء جاكرتا""" فعلاً رواية قيمه جدا جدا ... فيها من العبر والفايده كتير هتسفاد حتي في النقاش الي بيدور بين الأبطال الرواية احداثها في جاكرتا عاصمة إندونيسيا وابطالها فاطمة الشيخ حاجي محمد ادريس ابو الحسن الزعيم ومراة الزعيم دول يعني الشخصيات المؤثرة في الرواية فاطمة تعتبر هي حلم كل شاب محترم يلاقي بنت زي دي ... عسل بطه والله وهتعيشو معاها ومع شخصيتها الشيخ حاجي هو والد فاطمة وعالم ابو الحسن خطيب فاطمة الزعيم ده انسان عديم الدين والاحساس وكل حاجه ... يعني الكاتب جايبه انه انسان منحط هو زعيم الحزب الشيوعي زوجته هي بتحبه وفي نفس الوقت عايزة ان يبقا ليها شأن اكبر ... حتي مع اعتراضها علي شوية حاجات وليها موقف كويس في القصة بس ده ميمنعش انها علي شاكلة الزعيم
الرواية بتتكلم عن الظلم والقمع وان ازاي عايزين يمحو هوية الشعب الاسلامي ويبدلوها بالشيوعية عن طريق ثورة مزعومة ... والصراع دخل فيه فاطمة ووالدها وخطيبها ... مش عايز احرق الرواية من اكتر الكلمات الي شدتني ... كلمة حاجي محمد علي المنبر وهو بيخطب في الناس ... "أيها الناس تحرروا من الخوف أيها الناس تعلموا أصول دينكم عندئذ تتصاغر أمامه كافة الفلسفات المستعارة ... كلمات الله أقوي الكلمات لأنها الصدق الأزلي ... العراة لا يتزينون بأي زي برغم فقرهم ... إنهم يحافظون علي زيهم القومي ولو كان مرقعاً ... لو لبس متسول بدلة سهرات لاجتلب علي نفسه الهزء والسخرية"
وبرضو كلمات فاطمة لما طلعت تتكلم قدام الحزب في أول الرواية ...
الرواية اديها 4 من 5 النقطه الي نزلت دي بسبب ان الكاتب المفروض انه كاتب اسلامي وفي كام تجاوز حصل حتي ولو حاجه بسيطة بس هي اخطاء مكانش المفروض تبقا في رواية محسوبة انها من اديب اسلامي ... وبسبب شئ في شخصية حاجي محمد المفروض ميبقاش فيه ... وهي الطيبة لدرجة السذاجة وده كان واضح في كلامه مع السجانين ... منها الراجل الي فضل يبوس في ايدو بس الرواية فعلاً استمتعت بيها جدا
الآن أنهيت قراءة #رواية #عذراء_جاكرتا لــ د. #نجيب_الكيلاني، يوجد تشابه كبير مع عمله الآخر "#النداء_الخالد" في سرد الأحداث وتشابهها، ربّما ما أعيبه على نجيب أنّه يبالغ في وصف طيبة ومثالية الأبطال، ما فعله مع الشيخ أحمد حاجي مثل ما تعودته منه في أعمال أخرى، إنّه يجسّدهم كأنبياء يتحملون العذابات... شرفاء إلى أبعد الحدود، عموما تعجبني أعمال نجيب ببساطة لأنها ثورية، عميقة الحس، شريفة المقصد، ربّما قد أعود لأكتب قراءتي في هذا العمل... أيضا شدّ انتباهي أنّ نجيب قد فعل ما يعفله المنفلوطي في العادة "قتل أبطال القصة"، شخصيا لا أحب هكذا نهايات وإن كان لها ربّما وقعها التراجيدي القويّ، ولسمتها الفنية الساحرة. (لمن يود أخذ نظرة عامة حول الرواية، أحداثها تدور حول رفض الاستبداد، الثورة، الحبّ والتضحيات)
لن تشعر بجمال الرواية ولا قيمتها إن لم تكن تعرف جاكرتا والحقبة التاريخية تلك .. لكنني لازلت أؤمن أن مثل هذا النوع من الروايات قد يفتح لك باب التاريخ على مصرعيه إن كنت لتزال ترهبه ..
إندونيسيا دولة تقع في جنوب شرق آسيا، تضم 17508 جزر. ويبلغ عدد سكانها حوالي 238 مليون شخص، وهي رابع دولة من حيث عدد السكان، وأكبر عدد سكان في العالم من المسلمين حاليا. اندونيسيا هي جمهورية عاصمتها جاكرتا. حاليا إندونيسيا عضو في مجموعة العشرين للاقتصادات الرئيسية والاقتصاد الإندونيسي هو الثامن العشر عالميا من حيث الناتج المحلي الإجمالي والخامس عشر من حيث القوة الشرائية (فقط حتى تقارنها بتونس وتعلم أن النمو الاقتصادي ليس مرتبطا بما مر على البلاد من نكبات بل بما في الشعب من عقليات)
بعد ثلاثة قرون ونصف من الاستعمار الهولندي حصلت إندونيسيا على استقلالها بعد الحرب العالمية الثانية. وقد كان تاريخ إندونيسيا مضطرباً بسبب إحباط الجيش محاولة انقلاب في 30 سبتمبر 1965 قاد على إثرها حملة تطهير عنيفة ضد الشيوعيين بسبب محاولة الانقلاب من الحزب الشيوعي الاندونيسي، قتل على إثرها ما بين 500000 ومليون شخص. --- هذه نبذة جغرافية وتاريخية بسيطة على إندونيسيا ستساعدك كثيرا لفهم محتوى الرواية إن كنت تنوي الإطلاع عليها ..
تحدث الكاتب في الرواية عن جاكرتا في فترة الانقلاب العسكري .. مرحلة التشويه الأخلاقي والديني والسياسي التي مرت بهم .. تحدث عن الظلم والطغيان في الحزب الشيوعي ودمويته الرهيبة .. ذكر التسلسل الحقيقي لاحداث الانقلاب وإن لم يذكر أسماء الشخصيات ..
لا أعلم ان كانت شخصية فاطمة حقيقية أم لا لكن الكاتب أبدع في رسم الصورة الثورية لها .. عائلة فاطمة وجماعة "الماشومى" الإسلامية قصة تتكررت في كل بلد تقريبا ونفس الظلم والتطهير الديني الحاصل لكل الجماعات الإسلامية عند محاولة الأنظمة الشيوعية السيطرة على البلدان الإسلامية ..
أسلوب الرواية ولغتها كانا بسيط كعادة نجيب الكيلاني دائما .. القصة وغايتها نبيلة أيضا كعادته ^^ ما اعيبه فيها حقا كون نجيب الكيلاني يجعل الأبطال طيبين جداا لدرجة التقديس مما يفقد الرواية أحيانا بعض مصداقيتها .. الجديدة والملفت في هذه الرواية أنها ليست نمطية فنهايتها لم تكن "عاد فرحا مسرورا" .. بل نهاية وااقعية جدا تليق كنهاية للثورة قلبت حال جاكرتا وجعلتها رائدة في كل المجالات بعد أن كانت أرض رحى للهولنديين والصينيين واليابانيين ..
عن الوقوف عندما يكون الكل عكسك والدوران دوران الدور على الحق مرة وعلى الباطل والانتصار للحق والقضية عندما تعلم أنها حق و إيمانك وتمسكك بها رغم موقفك الضعيف الإسلام سينتصر في كل بقاع الأرض و كان رائعاً انتصاره على يد "فاطمة" وإنه ليبدو أنه ستكمل الباقيات الدور ولو كن لسن عربيات وهذا نراه دائماً "الصراع"
الجميل في الرواية هي أنها تفتح عيونك على معاناة وصراع بلدان إسلامية ما كنت تعلم عنهم شيئاٌ .. فأنا لم أقرأ من قبل عن بلد كأندونيسيا وعن معاناتها مع الاحتلال والشيوعية ... ولكن من ناحية البناء الروائي فإنها تفتقد للحبكة الدرامية والعمق الأدبي سواء للشخصيات أو مجريات القصة ... كنت أتمنى لأن ترقى للذائقة الأدبية
الملخص: تتحدث رواية عذراء جاكرتا عن فتاة جامعية مثقفة صعبة المنال و الإقناع. فتاة غير قريناتها لا ترضى بالأفكار الرائجة بسهولة و إنما تشغل عقلها و تتذبر في الأمور قبل اتخاذ اي قرار او تتبنى اي فكرة و هو الشيء الذي لاح بها و عائلتها في متاهات. التقييم الشخصي: رواية جد رائعة لا تختلف في روعتها عن باقي أعمال نجيب الكيلاني.
أنها الرواية الأولى التي قرأتها و لكن كنت أقرأها و أعيدها الانها تدفعنا بأن لا نفقد الأمل مهما واجهتنا الكثير من الصعاب ابق متمسك على هدف دائما و لا تستسلم لقد كان الكتاب هو من ضمن الكتب التي قرأتها و الراااائعة جداا
تبادلنا كتبا مرة وكان من نصيبي. لم أكن أقرأ كتبا عربية حينها، فنال إعجابي ما كتب و عشت تفاصيل القصة بكل جوارحي. كان أول كتاب للكيلاني أقرأه بعدها قرأت له كتبا أخرى. أنصح به 'الجمهور الناشئ" ...
"لا قيمة للنظرية الاقتصادية والفلسفة الاجتماعية ما لم ترعى حرمة الإنسان، وتحترم آدميته، فالنفوس الحاقدة الدنئية من العسير أن تخلق مجتمع السعادة والرخاء، والفقر ليس كائنا شريرا يستأصل بالسيوف، لكنه مرض يحتاج إلى معالجة حكيمة ولمسة حنان للجسم الذي يعيش فيه، وإلى قضى على المرضى في نفس الوقت" هكذا قال حاجي محمد أبو فاطمة بطلة الرواية عند عودته من سجن الشيوعيين بعد أن فشلت خطتهم الدموية في السيطرة على مقاليد الحكم. تحكي الرواية الصراع الدائم بين السلطة الغارقة في الفساد حتى أعماها عن مواصلة حكمها وأغرقها في ملاذتها بعيدا عن الشعب ودقائق الحكم وبين الشيوعيين والإسلاميين، والذي أتمنى أن أصل يوما لفهم أبعاده ودوافع إستمراره بين أطياف المعارضة الغارقين في الفقر والظلم والخوف معا! الرواية تاريخية، لم أشعر بملل طوال قرائتها... لكنها شديدة التحيز، وهذا لا يعيبها من الحيث المبدئ، لكن لا أتمكن من الحكم هل ما ورد بيها صحيحا أم به مبالغة بسبب مرجعية الكاتب لعدم إطلاعي على هذه الحقبة من تاريخ إندونيسيا. تبدأ الرواية بندوة يلقيها زعيم الحزب الشيوعي الراغب في الانقلاب على السلطة بعد ما أصبحت بعيدة كل البعد عن الشعب وعن حتى إدارة شؤون البلاد، فيحدث تعارض في بعض الآراء بينه وبين فاطمة الفتاة المسلمة المتدينة، فتنتهي الندوة ويطلب منها لقاء في الحزب على أمل الوصول لرأيي مشترك، أو في أحسن الأحوال تحسين صورته أمام الصحافة بعد أن عجز عن الرد على إنتقادتها في الندوة. ثم تتعقد الأمور، ويبدأ الحزب الشيوعي في التخطيط للاستلاء على السلطة والقضاء على أفرادها والمتدينين من الشعب الذين من الممكن أن يعارضوا وصولهم، فيتم القبض على والد وخطيب فاطمة، لكن سرعان ما ينتفض الشعب بسبب دموية هذا الانقلاب بأحداث مثيرة ينزل فيها الكاتب إلى تفاصيل الشخصيات ودقائق أحاسيسهم، ثم يصعد ليعرض الموقف على كل البلاد. لم يعجبني فقط أسلوب العرض المباشر جدا أحيانا في عرض الفكرة وطرح التحيز...لا أحب هذا الأسلوب في عرض الروايات، لكن بصرف النظر عن تلك النقطة فهي كانت مسلية ومفيدة لي جدا.
ما يحرق الصدر كلمات ويكبيديا لما تبحث عن الحزب الشيوعي الاندنوسي يخبرك ويكبيديا " ان هذا الحزب تعرض الى عمليات تطهير وحشية وعنيفة عام 1965 “!! حيث ان ويكبيديا نسي جرائم الحزب والمجازر والمذابح والجرائم الشنيعة التي قام بها . هذا الحزب بتطهيره بصورة وحشية بل كانت تقوم له محاكم . عكس ما كان يقوم به هو عندما كان ماسك مقاليد السيطرة على الشعب ! فعلا التاريخ لا يكتبه الا الاقوياء
تحكي قصة معاناة شعب مسلم ليس قريبا منا جغرافيا ( إذ يقع في أقصى الشرق) .. و لكنه قريبا منا دينا و عقيدة
فتروي لنا كيف حاول الجنرالات القيام بانقلاب عسكري على سلطة البلاد الشرعية -و كأن الإنقلابات لا تحدث إلا في بلاد المسلمين- .. و كما هو مُعتاد فإن الأهداف المُعلنة للإنقلاب مُعبأة سلفاً من رفع مستوى المعيشة و محاربة الطبقية و و و .. و لكن الحقيقة الأكيدة للإنقلاب هي إسقاط البقية الباقية من حكم الإسلام في البلاد و تمكين الشيوعية الملحدة من مقادير البلاد و العباد ..
و لكن يبدو أن الشعب المسلم في إندونسيا و قياداته كان أكثر وعياً و إدراكاً من إخوانهم المسلمين في بلادنا .. إذ قاموا في وجه هذا الإنقلاب العسكري الغاشم .. و حاربوه بسلاحه .. البندقية في مقابلة البندقية و الدبابة في وجه الدبابة و الإعلام لا يقاومه إلا الإعلام .. حتى اندحر الأنقلاب العسكري و باء بالفشل و قُبِض على قادته و قُدموا لمنصات الإعدام العلنية ..
كل هذه الأحداث الساخنة تأتي من خلال قصة حب .. أي نعم .. حب طاهر تعاهد فيه الشاب و الفتاة على الزواج بعد زوال الغمة عن البلاد و خروج والد الفتاة من المُعتَقَل .. و لكن كيف لأجلاف الإنقلابات أن يفهموا تلك المعاني السامية .. فقتلوا الفتاة غدرا و غيلة و حبسوا الشاب حتى خرج بعد سقوط الإنقلاب
العذراء التي أتمنى لكل أخت أن تكون مثلها..فاعلة عاملة ملتزمة من أروع ما قرأت الحياة الثورية للمرأة المسلمة في عهد سوكارنو في عهدة الشيوعية الأندونيسية عذراء جاكرتا من الأعمال المنشورة للأديب المصري نجيب الكيلاني رحمه الله رائد الأدب الروائي والمسرحي الإسلامي، وتدور أحداثها في أندونيسيا في سبعينات القرن الماضي(1965) بعد فترة الاستعمار الأوروبي، في ظل الصراع المستعر بين الشعب الأندونيسي المسلم وبين الحزب الشيوعي الذي يسعى متغولاً في كل مناحي الحياة لقلب مفاهيم المجتمع وتغيير منظومته القيمية بدعم من الصين، تقف جماعة (ماش.ومي) التي تتخذ من الإسلام منهجاً في وجه الحزب الشيوعي متمثلا بقائده الذي كان يخطط لمحاولة انقلابية لتصفية العنصر الإسلامي في أكبر دولة إسلامية، تنشط فاطمة ابنة حاجي محمد إدريس في تثقيف طلبة أندونيسيا للخطر المحدق بالبلاد ويختطف والدها من قبل جهاز الحزب الشيوعي، يستمر التضييق على كل من يواجه سياسة الحزب. يصور الكيلاني بعضاً ملامح الصراع بين الشعوب الإسلامية والجهات الممولة من الجهات الخارجة عنه التي تسعى لاحتلاله قيمياً وثقافياً وقلب المفاهيم الاجتماعية التي تتوافق مع نظرتها للحياة والوجود والمرأة والمجتمع والدولة والقانون مقابل التضييق على ثقافة وعقيدة الشعب المسلم التي تأبى إلا البقاء.
من أروع ما قرأت من روايات الأدب العربي .. تلخيص الرواية في أسطر قليلة لن يعطيها حقها فهي تحمل الكثير من واقع عالمنا اليوم المؤلم .. كيف ان الدول تسعى للعلمانية للسيطرة على الشعوب و جعل المسلمين مسلمو هوية فقط لا غير و يحاولون القضاء على الاسلام و يسجنون دعاته و يقتلونهم بينما ينشتر الخمر و الرذيلة في قصور الزعماء و رؤساء الاحزاب و يضيع الشعب و يقام الحد على الاسلام و المسلمين المتمسكين بدينهم و الذين يخافون الله .. ثم يستطيعون السيطرة على الشعوب و من بعد ذلك تظهر الحقيقة لترينا بأن الظلم لا يدوم فتنقلب الايات و يسحق الباطل و ينتصر الحق .. يصل القارئ لقمة الالم في منتصف الرواية لما تؤول اليه الظروف و طريقة السرد التي تجعلك تشعر مع المظلومين ثم تفرح بنهايتها لتعطيك أملا لكنها تعود لتخبرنا بأنه لا بد من تضحيه الظلم .. الثبات على الحق .. التوكل على الله.. النصر وعد من الله..الأمل و التضحية و الصبر كلها معاني تجلت في هذه الرواية و الراوي أبدع ! من اروع ما قرأت لنجيب الكيلاني