يرى النقادُ أنَّ إبراهيم طوقان هو الفارسُ الذي اعتَلى صهوة جوادِ الشعرِ العربي في العقود الأربعة الأولى من القرن العشرين، فقد اتخذ من عشقه وإيمانه بقضية وطنه فلسطين محرابًا يتعبَّدُ فيه بإلقاءِ تراتيله ِالشعرية التي تُفصِحُ عن جوهر العشقِ الوطني في أعماله الشعرية التى جعلها تتنفس بعبير الهِمم التي تُحيي الأمم، وجعل من الحب والغزل زهرةً تعلنُ عن بداية الربيع في شعره بعد خريفٍ كتب على أوراقه مأساة فلسطين العربية التي تنادي العرب ولا تجدُ إلَّا رمادًا من نار الغضب، وقد أثنى على ديوانه الشعري العديد من النقاد وقالوا: إن شعره قادرٌ على استيعاب كل المراحل التي مرَّ بها الأدب العربي، وَرَأْي كامل السوافيري يُذكِّي هذا الرأي الذى تناولهُ في كتابه الأدب العربي المعاصر في
إبراهيم عبد الفتاح طوقان شاعر فلسطيني (ولد في 1905 في نابلس بفلسطين - توفي عام 1941 في فلسطين) وهو الأخ الشقيق للشاعرة فدوى طوقان ورئيس الوزراء الأردني أحمد طوقان. يعتبر أحد الشعراء المنادين بالقومية العربية والمقاومة ضد الاستعمار الأجنبي للأرض العربية وخاصة الإنجليزي في القرن العشرين، حيث كانت فلسطين واقعة تحت الانتداب البريطاني.
تلقى دروسه الابتدائية في المدرسة الرشيدية في نابلس، وكانت هذه المدرسة تنهج نهجاً حديثاً مغايراً لما كانت عليه المدارس في أثناء الحكم العثماني؛ وذلك بفضل أساتذتها الذين درسوا في الأزهر، وتأثروا في مصر بالنهضة الأدبية والشعرية الحديثة. أكملَ دراسَتَه الثانوية بمدرسة المطران في القدس عام 1919 حيث قضى فيها أربعة أعوام، وتتلمذ على يد "نخلة زريق" الذي كان له أثر كبير عليه في اللغة العربية والشعر القديم. بعدها التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت سنة 1923 ومكث فيها ست سنوات نال فيها شهادة الجامعة في الآداب عام 1929م
نشر شعره في الصحف والمجلات العربية، وقد نُشر ديوانه بعد وفاته تحت عنوان: ديوان إبراهيم طوقان"
ديوان إبراهيم طوقان (ط 1: دار الشرق الجديد، بيروت، 1955م). ديوان إبراهيم طوقان (ط 2: دار الآداب، بيروت، 1965م). ديوان إبراهيم طوقان (ط 3: دار القدس، بيروت، 1975م). ديوان إبراهيم طوقان (ط 4: دار العودة، بيروت، 1988م).
أشهر أعماله
من أشهر قصائده التي كتبها في ثلاثينيات القرن الفائت، قصيدة "موطني" التي انتشرت في جميع أرجاء الوطن العربي، وأصبحت النشيد غير الرسمي للشعب الفلسطيني منذ ذلك الحين.
كذلك قصيدة الفدائي وحي الشباب
و ساهم في كتابة النشيدالوطني التونسي في عهد الحبيب بورقيبة
لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي
مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي الحُسَامُ و اليَـرَاعُ لا الكـلامُ والنزاعُ رَمْــــــزُنا رَمْــــــزُنا مَـجدُنا و عـهدُنا وواجـبٌ منَ الوَفا يهُــــــزُّنا يهُــــــزُّنا
عِـــــــزُّنا عِـــــــزُّنا غايةٌ تُـشَــرِّفُ و رايـةٌ ترَفـرِفُ يا هَـــنَــاكْ فـي عُـــلاكْ قاهِراً عِـــداكْ قاهِـراً عِــداكْ مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي
-------------------------------------- أنا لن أعيش مشردا أنا لن أظل مقيدا أنا لي غد وغد ا سأزحف ثائرا متمردا أنا لن أخاف من العوا صف و هي تجتاح المدى ومن الأعاصير التي ترمي دمارا أسودا و من القنابل و المدا فع و الخناجر و المدى انا صاحب الحق الكبير و صانع منه الفدى أنا نازح داري هنا ك و كرمتي و المنتدى صرخات شعبي لن تضيع ولن تموت مع الصدى ستظل لسعا كالسيا ط على ظهور من اعتدى ستظل في اجفانهم أبدا لهيبا مرعدا وطني هناك و لن أظل بغيره متشردا سأعيده و أعيده وطنا عزيزيا سيدا لي موعد في موطني هيهات أنسى الموعدا أنا ثورةٌ كبرى تزمجر بالعواصف والردى سأزلزل الدنيا غدا .. وأسير جيشاً أوحدا --------------------------------------
بداية وجب التنويه ، الى ان تقيمي للديوان ، وهذا الريفيو ليس له اي علاقة بالتقييم المنطقي والموضوعي ،، اذكر عندما كنت في الصف الثالث ، كان عمري وقتها ثمن سنوات ، وكانت بدايه تعرفي على ابراهيم طوقان ، شاعر نابلس كما اسميه !!! كانت بدايتي معه ، مع تلك القصيده التي كتبها للرد على امير الشعراء شوقي ،،
شَوْقِي يَقُولُ وَمَا دَرَى بِمُصِيبَتِي
قُمْ لِلْمُعَلِّـمِ وَفِّـهِ التَّبْجِيــلا
اقْعُدْ فَدَيْتُكَ هَلْ يَكُونُ مُبَجَّلاً
مَنْ كَانِ لِلْنَشْءِ الصِّغَارِ خَلِيلا
وَيَكَادُ يَفْلِقُنِي الأَمِيرُ بِقَوْلِـهِ
كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُونَ رَسُولا
لَوْ جَرَّبَ التَّعْلِيمَ شَوْقِي سَاعَةً
لَقَضَى الْحَيَاةَ شَقَاوَةً وَخُمُولا
حَسْب الْمُعَلِّم غُمَّـةً وَكَآبَـةً
مَرْأَى الدَّفَاتِرِ بُكْـرَةً وَأَصِيلا
مِئَـةٌ عَلَى مِئَةٍ إِذَا هِيَ صُلِّحَتْ
وَجَدَ العَمَى نَحْوَ الْعُيُونِ سَبِيلا
وَلَوْ أَنَّ في التَّصْلِيحِ نَفْعَاً يُرْتَجَى
وَأَبِيكَ لَمْ أَكُ بِالْعُيُون بَخِيلا
لَكِنْ أُصَلِّحُ غَلْطَـةً نَحَوِيَّـةً
مَثَـلاً وَاتَّخِذ الكِتَابَ دَلِيلا
مُسْتَشْهِدَاً بِالْغُـرِّ مِنْ آيَاتِـهِ
أَوْ بِالْحَدِيثِ مُفَصّلا تَفْصِيلا
وَأَغُوصُ في الشِّعْرِ الْقَدِيمِ فَأَنْتَقِي
مَا لَيْسَ مُلْتَبِسَاً وَلاَ مَبْذُولا
وَأَكَادُ أَبْعَثُ سِيبَوَيْهِ مِنَ الْبلَى
وَذَويِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرُونِ الأُولَى
فَأَرَى (حِمَارَاً ) بَعْدَ ذَلِكَ كُلّه
رَفَعَ الْمُضَافَ إِلَيْهِ وَالْمَفْعُولا
لاَ تَعْجَبُوا إِنْ صِحْتُ يَوْمَاً صَيْحَةً
وَوَقَعْتُ مَا بَيْنَ الْبُنُوكِ قَتِيلا
يَا مَنْ يُرِيدُ الانْتِحَارَ وَجَدْتـهُ
إِنَّ الْمُعَلِّمَ لاَ يَعِيشُ طَويلان
حفظتها عن ظهر قلب ورددتها طويلا ،،
وبعدها كنت اعشق مسلسل التغريبه الفلسطينيه ،، وللصدفه اغنيه المقدمه لا تسل عن سلامته ، لابراهيم طوقان ،، كلماته ليست صعبه بل سهله جدا ،، لكنها مستني وقتها ومستني الان ،، شعرت بصدق شعره عن فلسطين ،، بسخريته من الاحداث ، بخفه دمه ،، وايضا ،، هو من علم اخته الشعر عندما منعت الذهاب الى المدرسه !! فلاتكلمني عن الشعر واصوله ، مع هذا الشاعر ، مع طفله فتحت عيناها على موطني موطني ،، عن من قال في يدينا بقيه من بلاد فاستريحوا كي لا تضيع البقيه !!
انتقيته لاهرب من هول الاحداث المحيطة بنا وحال غزة واهلها لمعرفتي ببعض ابياته الوطنية والمؤلمة والتي وصفت حال البلاد فاجأتني قصائده الغزليه وقلبه المرهف ورقته ومع ذلك تبقى قصائده للوطن وللانسان هي الاجمل
كفكف دموعك ليس ينفعك البكاء و لا العويل و انهض و لا تشكُ الزمان فما شكا إلا الكسول و اسلك بهمتك السبيل و لا تقل كيف السبيل؟ ما ضل ذو أمل سعى يوما و حكمته الدليل كلا، و لا خاب امرؤ يوما و مقصده نبيل أفنيت يا مسكن عمرك بالتأوه و الحَزَنْ و قعدت مكتوف اليدين تقول: حاربني الزمن ما لم تقم بالعبء أنت، فمن يقوم به إذن ؟ كم قلت : أمراض البلاد و أنت من أمراضها و السوء علتها فهل فتشت عن أعراضها ؟ يا من حملت الفأس تهدمها على أنقاضها اقعد فما أنت الذي يسعى إلى إنهاضها وانظر بعينيك الذئاب تعب في أحواضها أضحى المتشاؤم في حديثك بالغريزة و السليقه مثل الغراب نعى الديار و أسمع الدنيا تعيقه تلك الحقيقة و المريض القلب تجرحه الحقيقه أمل يلوح بريقه فاستهد يا هذا بريقه ما ضاق عيشك لو سعيت له، و لو لم تشك ضيقه
بعيدآ عن امتحان الغد الذي لم اذاكر له شئ وجلست أتلذذ بهذه القصائد فقد شعرت بالكثير الكثير من السعادة
كانت كلمات مقدمة ونهاية مسلسل التغريبة الفلسطينية هو أول الشعر الذي علق بذهني منذ شاهدت المسلسل فى عرضه الأول عندما كنت صغيراً , كانت كلمات الأغنية هي شعر إبراهيم طوقان الوثير
“لا تسل عن سلامته روحه فوق راحته بدلته همومه كفناً من وسادته يرقب الساعة التي بعدها هول ساعته شاغل فكر من يراه بإطراق هامته بين جنبيه خافق يتلظّى بغايته من رأى فحمة الدجى أضرمت من شرارته حملته جهنم طرفاً من رسالته هو بالباب واقف والردى منه خائف فاهدأي يا عواصف خجلاً من جراءته صامت لو تكلما لفظ النار والدما قل لمن عاب صمته خلق الحزم أبكما وأخو الحزم لم تزل يده تسبق الفما لا تلوموه قد رأى منهج الحق مظلما وبلاداً أحبها ركنها قد تهدما وخصوماً ببغيهم ضجت الأرض والسما مر حين فكاد يقتله اليأس إنما هو بالباب واقف والردى منه خائف فاهدئي يا عواصف خجلاً من جراءته”
ما بين الوطن والحب والرثاء.. يداعب طوقان مشاعرنا ويعيد إلينا ذكريات بعض الاحداث.. ويرثي لنا شخصيات كان لها اثر في التاريخ..
وتبقى موطني هي الأكثر ثباتا في الذاكرة بين جميع قصائده
🌼 بعض من أشعاره..
بيض الحمائم حسبهنه.. أني أردد سجعهنه رمز السلامة والودا.. عة منذ بدء الخلق هنه
يا موطنا قرع العداة صفاته... أشجيتني ومن الرقاد منعتني يا موطنا طعن العداة فؤاده... قد كنت من سكينهم في مأمن لهفي عليك وما التهافي بعدما... نزلوا حماك على سبيل هين
كفكف دموعك، ليس ينـ... ـفعك البكاء ولا العويل وانهض ولا تشك الزما... ن، فما شكا إلا الكسول واسلك بهمتك السبيـ... ـل، ولا تقل كيف السبيل
أيا وادي الرمان لا طبت واديا... إذا هي لم تنعم بظلك سرمدا ويا وادي الرمان لا ساغ طعمه... إذا أنا لم أمدد لذك الجنى يدا ويا وادي الرمان واهاً وعندهم... حرام على المحزون أن يتنهدا
حلفتِ ألا تكلميني.. وسوء حظي قبل اليمين إن ترحميني تعذبيني.. أو تظلميني لا تنصفيني يا من هواها أجرى دموعي.. وأشعل النار في ضلوعي لما تيقنتِ من خضوعي.. حلفتِ ألا تكلميني
هذا. ومصر بساتين منمقة... شبابها بعض أزهار البساتين خاضوا ميادين من جد ومن لعب... فأحرزوا السبق في كل الميادين
حرم طهره فادي الورى وإليه المصطفى ليلا سرى وكذا البيعة حيث عمرا حبنا حب أبى أن ينكرا
ديننا حبك يا هذا الوطن... سرنا فيه سواء والعلن فارو يا تاريخ واشهد يا زمن
لا حمى مثل فلسطين حمى مجدها سطر في لوح السما أي مجد مثله مهما سما إنه نور يضيء الأنجما
أديب في زمن كان فيه للأديب مكانة، وبيت الشعر مكانة، وللكلمة مكانة. أديب في زمن تصدح فيه الصدور بمشاعرها، دون خوف أو وجل، والأهم دون تكلُّف وابتذال أبيات شعر تزلزل الواقع الذي تحياه فلسطين في الماضي والحاضر ولربما في المستقبل. من يقرأ القصائد يجد الشاعر قد ناقش كل المواضيع، فهو الثائر، والمغامر، والمحب والولهان وصاحب الضمير الحي وسليط اللسان متقد الأذهان
عرفتُ قصيدته (الفدائيّ) قبل أن أعرفه، وهي ما دفعني لقراءة الكتاب، وبعد قرائته، فإنها أكثر قصيدة أعجبتني أيضاً وتظل الأجمل والأقوى بالنسبة إليّ، وبعدها تأتي (موطني)، وبعض القصائد التي تتحدث عن القضية الفلسطينية والعربية بشكل عام، وبعض قصائد الغزل، أما قصائد المدح والرثاء فلم تعجبني.
أنا أقول رأيي كقارئة فقط وأعبر عن مدى استمتاعي، أما قواعد الشعر وطُرق تقييمه فأنا ليس لديّ أي معرفة بها.