المحاضن التربوية إحدى سمات هذا العصر المبارك، لقد أسهمتْ في نشر الدين وتوعية الجيل وتحصين النشء وتربية الطاقات، من خلال جهود حثيثة بُذِل فيها نفيس الأوقات وربيع الأعمار، من جنود مخلصين، كرَّسوا حياتهم للتربية الإسلامية، يرجون ما عند الله تعالى من الثواب والنعيم، لا تطاردهم الأضواء، ولا تتزين بهم الشاشات، إذ الموعد الجنة؛ حتى أثمرت هذه المحاضن من كل حلو في مطعمه وجميل في منظره. وتأتي موضوعات التجديد كجزء من الموضوعات المهمة التي تستحق فتح باب المدارسة والنقاش بين القائمين على هذه المحاضن، إذ يمثل هذا الموضوع ضمانة الإبقاء على وهج الحياة، وإلا.. فإنَّ الهرم والموت بالمرصاد.
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله ، يفتح الكتاب عين المسلمين على الواقع الذي اختلف كثيرا عن سنين مضت ٌو لكن الثابت أن الحق حقٌ و الباطل باطل تختلف الوسائل و الأسباب ، و يلزمنا العمل و الاستعانة بالله لاستعادة عزة الإسلام التي أضاعها المسلمون و لكنها ستعود بإذن الله إن لم يتربى الإنسان بالوحي و السنة و مربٍ يخالطه (سواء أب ، أم ، معلم ، صديق ، أخ ) فلاشك أنه سيتربى على غير ذلك و في زماننا لا يخفى على أحد أثر الأفلام و الأغاني و المسلسلات و اليوتيوبات و الانستجرام و السنابات و تويتر ..و إن كان هناك خيرا طبعًا و لكن كلنا نعلم أن الشر غالب و شتان ما بين شخصية حذرة قد تخالط الناس في تلك المواقع لتفقه الواقع و تذب عن الدين ..و بين مسلم ألقى دروعه و ذهب يستقى علمه من حثالات البشر و يتربى على ذلك التربية مهمة للغاية و يلزمنا الكثير من العمل و الجهاد و الصبر و لن يفلح المربي إلا حينما يبدأ بنفسه فيربيها و يهذبها بنور الوحي و السنة مستعينا بالله متوكلا عليه صابرا على نفسه و على الناس عالما بأن أهل الباطل لا يفترون عن نشر باطلهم ..و الحق أحق أن يتبع اللهم ردنا إليك ردا إليك ردا جميلا و اهدنا صراطا مستقيما اللهم انصر إخواننا المستضعفين اللهم أعز الإسلام و المسلمين اللهم صل على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم.
بسبب التغيرات الفكرية والعقدية والثقافية في المجتمع، ولأن الشأن التربوي غير منفك عنها، جاء هذا الكتاب للمربين وأهل الدعوة والإصلاح لمواكبة هذه التغيرات الحاصلة وبالتالي تغيير أسس وطرق التربية والدعوة.
جاء في الفصل الأول شيء من المساعي الغربية ضد الإسلام وأهله، عن طريق الإعلام وقنواته وبرامجه وتأثير ذلك في انحرافات الشباب والبنات الفكرية والعقدية نتيجة هذا الانفتاح الإعلامي الهائل والمخيف، وضياع البوصلة واسقاط القدوات مع الاعتداد بالرأي على ضحالته وجهله، من العلماء وحتى في الأسر بين الافراد. الفصل الثاني تحدث عن الشواهد التاريخية التي يمكن اعتبارها مرجع عن كيفية تعامل الصحابة مع أحداث مفصلية تستلزم تعاملا جادا مع معطيات الواقع الجديدة، واحتياجات المرحلة " فإن الاحتياجات مفاتيح المشاريع الدعوية والتربوية" ( جمع القرآن الكريم بعد معركة اليمامة، انتشار البدعة وظهور فتنة خلق القرآن، المدارس النظامية) فكانت هذه الشواهد التاريخية دليل " أن الجمود على ( متغيرات) الماضي سيقتل ( ثوابت) الحاضر والمستقبل، فحافظوا على ما هو ثابت وأصيل وغيروا ما هو قابل للتغيير" جاء الفصل الثالث مشدّدا على ضرورة التمسك بالكتاب والسنة وجعلهما مرجع وأساس التربية، فإن كانت الضرورة تقتضي التغيير في وسائل التربية وتقنياتها لا تعني تغيير المنهج الأصيل الرباني، واتباع طريقة التربية النبوية في عرض وتقديم المسائل الكبرى، ومعالجة الاشكالات والانحرافات، والاهتمام بالفرد وشخصيته واهتماماته. وتربيته لمواجهة الواقع وتحدياته. رابطا كلّ ذلك بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم مع صحابته وتربيته لهم. لهذا أنوه دائما إلى مرجعية السيرة النبوية في اتخاذ الطريقة القويمة في التربية والتعامل. تحدث المبحث الرابع والخامس عن المحاضن التربوية وأهدافها وتحدياتها وما تستلزمه عليهم التغيرات الحاصلة، وركائز النجاح والتأثير... وإن كنت أرى أنها مناسبة لأي مربي عموما، في تعديل سلوكياته ومواكبة التغيرات لتحقيق النتائج المثلى، معتمدا على السيرة النبوية في الشواهد العملية. أذكر ركائز النجاح وهي ثلاثة، كما ذكرها المؤلف: الركيزة الأولى: دفء الإخوان، وتكتكمل بثلاثة عناصر: المصاحبة، المواساة، التثبيت. الركيزة الثانية: طعم الإيمان، تقوم على: تقديم الموعظة الرقيقة، بناء التصورات الإيمانية، حاكمية الوحي. الركيزة الثالثة: تحرير الإنسان، وفيها: الموازنة بين الفردية والجماعية، تحرير العقل وتنميته، وبناء الشخصية. جاء الفصل السادس في الضرورة إلى العودة إلى التربية المكية واستلهام معالمها في بناء نموذج تربوي لشباب وبنات اليوم. تحدث الفصل السابع والاخير عن المربين في العصر الجديد والتحديات التي تواجههم والمآزق، وذكر صفات المربي المؤمن وما يتوجب عليه.
والحقيقة أنه كتاب قيّم نافع مبارك، في جهد مستند للسيرة النبوية وأحداثها، أوسع من أن يُلخص، وأنا أكتب مراجعة له عزمت على إعادة قراءته، أنصح به.
من أهم الأفكار المركزية في الكتاب -وكله مهم-: ضرورة عناية الإدارات التربوية وقيادات المحاضن بوضوح الفلسفة التربوية لدى العاملين والطلاب ولدى الإدارة أنفسهم قبل ذلك توسع في شرح الفكرة في فصل "مع المحاضن التربوية" وأراها من أهم أفكار الكتاب لشدة ندرتها في الواقع التربوي مع ضرورة وجودها.
أفكر: ماذا لو كانت الإدارات التربوية -قبل العاملين- معتنية باستمرارية البناء التربوي لأنفسها ولمحاضنها؟ ماذا لو كانت محاضننا دائبة التطوير التخطيطي والبنائي والمعرفي، كما هي مهتمة ومغرمة بالتطوير الأدائي؟ ماذا لو كانت محاضننا تجسيدًا لما نوقش في هذا الكتاب؟
آمال وهموم وواقع يبكي ويُبكي. ونداءات استغاثة صارخة من الواقع. لا من سامع ولا من مجيب. الله يهيئ لمحاضننا وواقعنا أمر رشد يستعملنا فيه ولا يستبدلنا..
أمثال هذه الهموم تذكر بفكرة: مركزية صناعة الحملة، الواقع يصرخ بمركزيتها ويئن ويحنّ لأهلها، الله يجعلنا منهم.
يطرح الكتاب ما بتعلق بالشأن التربوي وموقفه من المتغيرات والتحولات المجتمعية، ويفتح أفقاً في الاستثمار الأمثل في انجاح مسيرة التربية الإسلامية محاور الكتاب:الجيل الجديد يتعرض إلى تشكيل جديد ثانيا:الشواهد التاريخيةللابداع الدعوي والتعليمي، كان لها أثر واضح في تغير خطط أهلها للعمل في خدمة الإسلام وأنهم لم يجمدوا في باب التقنيات والوسائل وكيف استطاعواالمحافظة على الثوابت وهم يبدعون ثالثا: المحاضن التربوية وركائز النجاح فيها رابعا:التربية المكية وسمات المربي الناجح في العصر الجديد فالتربية تصحح الانحرافات وتقوم الاعوجاج وتلبي حاجة المتربين،وتهدف إلى بناء متكامل للشخصية، منهج يكيل بالحق والعدل يفهم الواقع واستشراف المستقبل..
رغم كثرة المتغيرات في عصرنا الحاضر، وعلى كافة الأصعدة.. إلا أنَّ الإسلام الصحيح الذي ارتضاه الله للناس صالح لهذا العصر ولكل مكان في هذا العصر. ذلك أنَّ من الأصول التي ينبغي اليقين بها أنَّ الإسلام صالح لكل زمان ومكان، وعصرنا الحاضر ليس مستثنى من الأزمان. _ راقني هذا الكتاب كثيرا بكل مافيه من أفكار وجوهر وتفاصيل ودلائل خاصة أنه يحتضن فكرة التربية وتشعباتها وما لاقته من انحياد وانسلاخ بسبب سموم غربية وما لامس قلبي وعقلي أكثر هو كيف أنه جعل القران والسنة مرجع لا يجب أن نبتعد عنه أبدا بل يكون مرجعا أساسيا في كل وقت وحين وفي كل مكان . ثم كيف أعطى ميزات الحاضن المربي الذي وبعون الله سينشيء بيئة تربوية ترضي الله ورسوله عليه السلام .
الكتاب موجه للمربين عموما و الى المحاضن التربوية كما سماها الكاتب، ابتدأ بمراجعه التاريخ و ان ما وصلنا اليه موجود في التاريخ و بعدها ازدهر التاريخ بفضل انفتاح و قوة و ذكاء المربيين، ثم يبدا بطرح بعض من المشكلات الموجودة كما يستشهد بقصص الصحابة كثير و كيف تم حلها ، يختم كيف يكون المربي في العصر الجديد…. الكتاب بالمجمل يحمل في طياته الكثير من الهمة و الايجابية، لكن برأي يفتقد لشئ من العمليه او الواقعية، بالمجمل انصح به للقائمين على اي عمل تربوي مهما كان صغيراً او كبيراً
توصيف التغير في المجتمع, وذكره للمؤثرات في هذا التغير, وايضا خصائص المربي التي وضعها والنصائح التربوية جدا جميلة
النقطة الوحيدة السلبية والتي استفزتني هي ذكره لمثال الدولة البويهية والتعريض بالشيعة واعتبارهم اعداء الاسلام والسنة ينبغي التخلص من هذه اللغة الاقصائية, والبحث عن المشتركات والتعاون, فالاختلاف هو سنة الحياة
الكتاب ضمن برنامج البناء المعرفي للجيل الصاعد أعداد / أحمد بن يوسف السيد كجزء من المواد التي ينصح بها المربون الذين سيطبقون هذا البرنامج أو غيره من البرامج التربوية.