كمال الرياحي روائي وصحافي تونسي. فاز في مسابقة "بيروت 39" التي نظّمتها مؤسّسة هاي فيستيفال عام 2009. فازت روايته "المشرط" بجائزة الكومار الذهبي 2007 لأفضل رواية تونسية. ترجمت أعماله إلى الفرنسية والإيطالية والإنكليزية والعبرية والبرتغالية.
واجهت صعوبة في تقييم هذا الكتاب، فمن جهة سحرني أسلوب الكاتب البديع في تدوين يومياته، ومن جهة أخرى كرهت أسلوبه الفجّ في شتم الجزائر وناسها. على الرغم من أن الكاتب يدعي بأنه لا يشتم الجزائر إلا لأنها يحبها، فهي كما يقول أحب بلد إلى قلبه، إلا أنه لا يتوانى عن إلصاق كل صفة قبيحة بهذا البلد على طريقة المستشرقين الأوروبيين القدامى.
لا أعتقد أنه من اللائق أن يساهم الكتّاب في زيادة رقعة الكراهية في هذا الزمن الذي تجد فيه الشعوب أسبابا كثيرة للكراهية ولا تجد سببًا واحدًا للحب!
أحببت الكتاب، وقد يرجع ذلك بسبب الكاتب الكلاسيكي الذي يعيش داخل عالم منظم تسير فيه الكائنات والأشياء منسجمة لا يبدع، لا يحقق جديد، أما الرياحي لم يكن كلاسيكيا، كان متناقضا ومتحولا، عاريا بلا حجاب أمام قارئه، وأمسى عالمه موضوع استكشاف.
وقد عرفنا في هكذا نوع من الأجناس الأدبية، غالبا ما تكتب للإخبار عن الجوانب العمومية من حياة الكاتب، فما يعتمل في داخل عقل الكاتب وفي غرفته ذات النور الرديء من هواجس وأحلام ورغائب يكاد يكون غائبا، لكن لم يكن كذلك في كتاب الرياحي.
اختلف في تصنيف الكتاب باعتباره يوميات، فهو اقرب للسيرة أو المذكرات.
“شيءٌ ما يولدُ دوماً من الفيض؛ الفن العظيم ولد من مخاوف عظيمة، من وحدةٍ عظيمة، من كبتٍ وعدم استقرارٍ وعوائق عظيمةٍ أيضاً. ولكنه كان دوماً السبب في اتزان أصحابه.“ أنايسس نن
يكتب كمال الرياحي في هذا العمل يومياته لمدة عام قضاها في الجزائر.
يكتب عن تفاصيل حياته في هذه الفترة ويقول أنه يحب الجزائر وأنها من أحب الدول إلى قلبه لكنه لا يتوانى عن ازدرائها وشتمها وشتم أهلها ووصفها ببلد الإرهاب والنفاق.
ذكر الكثير من الأسباب التي من وجهة نظره تبرر وصفه للجزائر بأنها بلد للإرهاب والنفاق، لكنه لم يذكر لماذا يحبها. وكأنه بقوله أنها أحب بلد لقلبه، يريد أن يدفع عن نفسه تهمة العنصرية والإساءة للجزائر، لكن كم الأشياء السلبية التي ذكرها عن هذا البلد نفت حسن نيته، إن كان هناك حسن في النية!
اليوميات هي قدرتنا على التعري أمام أنفسنا ومصارحتها بما نخفيه عمل متميز للأديب كمال الرياحي نقرؤه أكثر من مرة لنكتشف الجديد كل مرة أفكر بجدية في كتابة يومياتي... مع أنني لم أحمل في حياتي يوما رقم 10
وددت لو أعطيت الكتاب خمس نجوم، لكن الذي دفعني لإنقاصها إلى ثلاث هو كمية البذاء والألفاظ النابية والمجاهرة بالمعصية حد القيء في الكتابة.
قد يسمي كثيرون ما فعله الرياحي جرأة، لكنني أسميه انحطاطًا خلقيًا وإشاعة للفاحشة، ما يمكن تسميته جرأة هو ما كان متعلقًا بطرح أفكار ينطوي عليها الكاتب وقد فعل.
لم يعرف العرب كثيرًا ما يسمى بأدب اليوميات، إلا أن كمالًا برع فيه وكتب يومياته من ناحية الإحكام واللغة الرصينة بما يجعلني أشهد له، خاصة أنه كتب اللاوعي واستطاع بجرأة أن يجعلك تعيش تفاصيل عامه الأسود ذاك.
أتوقع أن يغضب الجزائريون لما صوره الرياحي عن بلدهم أنها بلاد الدعارة والخمر والكآبة، رغم نفيه ذلك وادعاءه حب الجزائر وشعبها.
إذا كانت ما يسميها محبوه جرأة تروق لك فاقرأ الكتاب وإذا كانت الشتائم والألفاظ النابية من قاع الشارع تؤذيك فاترك الكتاب ولا تقرأه. ولا كرامة.
يوميات متقنة الكتابة، سلسة، تبرز الوضعية البائسة التي آلت لها المجتمعات العربية في فترة الكتابة. كتبت بجرأة ليست سوى كشف متقن للحقائق والحالة النفسية للكاتب. كتاب جميل جدا.
عام " أسود " قضاه كمال رياحي " الكاتب التونسي " في الجزائر .. فـ " تقيأ " على صفحات الورق بذاءاته وهذيانه وألفاظه الشوارعية وعلاقاته النسائية ! يوميات رسمت أبشع صورة للجزائر .. بلد الإرهاب والنفاق الديني ،، بلد الخمر والدعارة ،، بلد البؤس والكآبة .. !! مع ان الكاتب يدعي حبه الشديد للجزائر وأنها " أحب البلاد الى قلبه " الا أنه يملأ صفحات كتابه بازدراء البلد والناس .. ولم يقدّم لنا صفة واحدة أوسببا واحدًا يدعو لحبها وحب أهلها .. ! . . . " مع أنني أرى الموت من حولي في كل مكان ، فإنني لم أر مقبرة هنا . لم تعترض طريقي كما كانت تعترضني في تونس أينما توجهت . أين تختفي تلك الجثث كلها التي تتساقط في صفحات الصحف ؟ لماذا لم أرَ جنازة واحدة ؟ هل يمشي الناس هنا في الجنازات ؟ قد نموت وندفن فينا ، أجسادنا مقبرة قديمة لأحلامنا التي مانت منذ سنين " . .