أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي (364 - 450 هـ / 974 - 1058 م) الإمام العلامة، أقضى القضاة أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري، الماوردي، الشافعي، صاحب التصانيف. حدث عن: الحسن بن علي الجبلي صاحب أبي خليفة الجمحي. وعن محمد بن عدي المنقري، ومحمد بن معلى، وجعفر بن محمد بن الفضل. حدث عنه: أبو بكر الخطيب، ووثقه، وقال: مات في ربيع الأول سنة خمسين وأربعمائة وقد بلغ ستا وثمانين سنة، وولي القضاء ببلدان شتى، ثم سكن بغداد. قال أبو إسحاق في " الطبقات " ومنهم أقضى القضاة الماوردي، تفقه على أبي القاسم الصيمري بالبصرة، وارتحل إلى الشيخ أبي حامد الإسفراييني، ودرس بالبصرة وبغداد سنين، وله مصنفات كثيرة في الفقه والتفسير، وأصول الفقه والأدب، وكان حافظا للمذهب. مات ببغداد. وقال القاضي شمس الدين في " وفيات الأعيان " من طالع كتاب " الحاوي " له يشهد له بالتبحر ومعرفة المذهب، ولي قضاء بلاد كثيرة، وله تفسير القرآن سماه: " النكت " و " أدب الدنيا والدين " و " الأحكام السلطانية " و " قانون الوزارة وسياسة الملك " و " الإقناع "، مختصر في المذهب. وقيل: إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته، قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت، ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب، وألقها في دجلة وإن بسطت يدي، فاعلم أنها قبلت. قال الرجل: فلما احتضر وضعت يدي في يده، فبسطها، فأظهرت كتبه. قلت: آخر من روى عنه أبو العز بن كادش. قال أبو الفضل بن خيرون: كان رجلا عظيم القدر، متقدما عند السلطان، أحد الأئمة، له التصانيف الحسان في كل فن، بينه وبين القاضي أبي الطيب في الوفاة أحد عشر يوما. وقال أبو عمرو بن الصلاح: هو متهم بالاعتزال وكنت أتأول له، وأعتذر عنه، حتى وجدته يختار في بعض الأوقات أقوالهم، قال في تفسيره: لا يشاء عبادة الأوثان. وقال في: جعلنا لكل نبي عدوا معناه: حكمنا بأنهم أعداء، أو تركناهم على العداوة فلم نمنعهم منها. فتفسيره عظيم الضرر، وكان لا يتظاهر بالانتساب إلى المعتزلة، بل يتكتم، ولكنه لا يوافقهم في خلق القرآن، ويوافقهم في القدر. قال في قوله: إنا كل شيء خلقناه بقدر أي بحكم سابق. وكان لا يرى صحة الرواية بالإجازة. وروى خطيب الموصل، عن ابن بدران الحلواني، عن الماوردي. فإن كتاب أدب الدنيا والدين كتاب مفيد في موضوعه، وهو الأخلاق والفضائل الدينية من الناحية العلمية ... وبعضه في الآداب الاجتماعية، واسمه الذي وضعه له المؤلف في الأصل (كتاب البغية العليا في أدب الدين والدنيا) وقد شاع بين الناس باسم أدب الدين والدنيا. رتب على خمسة أبواب: الأول: في العقل. والثاني: في العلم. والثالث: في أدب الدين. والرابع: في أدب الدنيا. والخامس: في أدب النفس.
Abul-Hasan Alee ibn Muhammad ibn Habeeb al-Maawardee known in Latin as Alboacen (364-450 HD=972-1058 CE) .
هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي أكبر قضاة آخر الدولة العباسية، ومن أكبر فقهاء الشافعية والذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا.
تعلم على يد علماء منهم الحسن بن علي بن محمد الجبلي المحدث، ومحمد بن عدي بن زُحَر المقريء، ومحمد بن المعلى الأزدي، وجعفر بن محمد بن الفضل البغدادي وأبو القاسم عبد الواحد بن محمد الصيمري القاضي بالبصرة أبو حامد أحمد بن أبي طاهر الإسفرايني ببغداد.
ولد الماوردي في البصرة عام 364 هجرية، لأب يعمل ببيع ماء الورد فنسب إليه فقيل "الماوردي". ارتحل به أبوه إلى بغداد، وبها سمع الحديث، ثم لازم واستمع إلى أبي حامد الإسفراييني. عمل بالتدريس في بغداد ثم بالبصرة وعاد إلى بغداد مرة أخرى. كان يعلم الحديث وتفسير القرآن. لقب عام 429 هـ بأقضى القضاة، وكانت مرتبته أدنى من قاضي القضاة، ثم بعد ذلك تولى منصب قاضي القضاة.
نشأ الماوردي، معاصرا خليفتين من أطول الخلفاء بقاء في الحكم: الخليفة العباسي القادر بالله، ومن بعده ابنه القائم بأمر الله الذي وصل الضعف به مبلغه حتى إنه قد خطب في عهده للخليفة الفاطمي على منابر بغداد.
كان الماوردي ذا علاقات مع رجال الدولة العباسية كما كان سفير العباسيين ووسيطهم لدى بني بويه والسلاجقة.
اتهم الماوردي بالاعتزال لكن انتصر له تلميذه الخطيب البغدادي فدافع عنه ودفع عنه الادعاء. توفي في شهر ربيع الأول من سنة 450 هـ، ودفن في مقبرة باب حرب، وكان قد بلغ 86 سنة، وصلى عليه الإمام الخطيب البغدادي.
النسخة اللى املكها هى للدار المصرية اللبنانية ، تحقيق محمد فتحى ابو بكر من اصل خمس طبعات تحقيقية هى : نسخة بولاق والشعب والحلبى والآستانة ومكتبة الحياة وانقسم الكتاب لخمس ابواب رئيسة هى : باب فى فضل العقل وذم الهوى باب فى ادب العلم باب فى ادب الدين باب فى ادب الدنيا باب فى ادب النفس وتشعبت كل باب منها لفصول متفرقة واخصها الباب الاخير فى ادب النفس : انقسم فى مجانبة الكبر والاعجاب فى حسن الخلق ، فى الحياء ، فى الحلم والغضب ، فى الحسد والمنافسة ، فى الصدق والكذب ، واختص فصل فى المواضعة ليشمل : فصل فى الكلام والصمت ، فى الصبر والجزع ، فى الاستشارة ، فى كتمان السر ، فى المزاح والضحك ، فى الطيرة والفأل ، فى المروءة وفصل اخير فى آداب منثورة وفى دراسة كل وجه وقسم من مواضيع الكتاب وفاية مذكورة من الاديان الابراهيمية اقوال من الرسل ومن الكتب ، واستشهاد بأقوال بعض الحكماء والأدباء والشعراء على ملة او غير يمكن يكون الكتاب من عنونته وتقسيمه سهل .. انما التوغل بين صفحاته احتاج منى وقت كبير لاستيعاب فلسفته وتحقيق اقواله ابسط مالقيته انى انقل فهرست الكتاب للتذكير نوعا لأهميته وصعوبة انى اكتب مراجعة على شمول ما ورد فيه وهختم بما ختمه الماوردى فى اخر سطر : (فهذب ايها الانسان نفسك بافتكار عيوبك ، وانفعها كنفعك لعدوك ، فان من لم يكن له من نفسه واعظ لم تنفعه المواعظ )
الحمدلله الذي أدبنا بالقرآن الكريم، وهذبنا بسنة النبي العظيم، وأنزل شريعته جامعة للآداب والخُلُق القويم الكتاب الأول في قائمة رمضان ٢٠١٩ - ١٤٤٠ هـ 09.05.2019
من اروع ما قرأت عن الاخلاق فقد استعرته من مكتبة الجامعه وكان هذا الكتاب يصحبني خلال وقت فراغي في الجامعه.
وهذا بعض مما نقلته من الكتاب واعجبني :
كان بعض الحكماء يحسم الرخصة في الكلام وبيقول : اذا جالست الجهال فأنصت لهم ، واذا جالست العلماء فأنصت لهم ، ، فإن في انصاتك للجهال زيادة في الحلم وفي انصاتك للعلماء زيادة في العلم .
قال الجاحظ: لم يكذب أحد قط الا لصغر قدر نفسه عنده.
وحكي ان علي ن ابي طالب كرم الله وجهه قال لعامر بن مرة الزهري : من أحمق الناس؟ قال: من ظن انه اعقل الناس. قال: صدقت فمن اعقل الناس؟ قال: من لم يتجاوز الصمت في عقوبة الجهال.
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : العاجز من عجز عن سياسة نفسه وقال بعض الحكماء: من ساس نفسه ساد ناسه
وفي العلم : قال بعض العلماء: فثمرة العلم ان يعمل به وثمرة العمل ان يؤجر عليه. وقال ابو القاسم الامدي : من اعجب الاشياء انك لاتدري وانك لاتدري بأنك لاتدري
ابتدرتُ نفسي بقراءة هذا الكتابِ وفيَّ حنينٌ إلى كتبِ عيون التراث الأدبيّة، بتنوّع موضوعاتها، وعذابات لغتها، واختبارها صبرَ القارئ وصلاحِ باله. أي: كان فيَّ شوقٌ للتوحيديّ في إمتاعه، وللجاحظ في بيانِه، ولابنِ حزمٍ فيَّ حزمه وتأوّهه. لكن، عاجلًا ما عرفتُ أنّني كُنت لأنسبُ هذا الكتابَ لأبو حامدٍ الغزاليّ لو عرَفتُهُ أديبًا. الماوَرديّ على شاكلة الغزّالي - رحمهما الله - له سَمتُهُ في التعبير، ويميلُ إلى هندسة الفصول وترتيب الكتابِ ترتيبًا منطقيًّا، حتّى لتحسبُهُ أحيانًا يسعى إلى تأصيلِ منهجٍ في الكتابة الادبيّة. وعليهِ، فلن يخفى على القارئ الجاهل للماورديّ مثلي أنّ كاتب الكتابِ فقيهٌ، مفسّرٌ، وله باعٌ في علم الكلامِ والاجتماع والسياسة. اقتصادُهُ في اللغة ومباشرته جعلتني أحسّ أنّ الماورديّ رجلُ علمٍ يكتُبُ الأدب ويكأنّه علمٌ من علومِ الطبيعة، وهو بذلك يشبه - مرّةً أخرى - حجّة الإسلام الغزّاليّ.
هُنا تقرأ كتابًا فريدًا لأنّك لن تنفكّ تتساءل - حتّى آخر سطرٍ من الكتاب - إذا ما كنتَ تقرأ كتابًا في الأدب، أو كتابًا في الوعظ والتزكية والحكمة. لكنّك ستفهم بنفسك أنّ هذا ما ارتأى الماورديّ؛ هو لا يرى الدّين والدّنيا وجهين لعملةٍ واحدة كما نقول، إنّما هو لا يرى أصلًا أين هي العملة. فإذا رُمتَ أقوالًا في آداب الدّنيا (كالّتي تجدها مفردةً في فصول البيان والتبيين والبصائر والذخائر) لن تجدَها، وإذا رُمتَ أقوالًا خالصةً في الزّهد فأيضًا سيُخطئكَ رأيُك -- لا انفكاكَ بينَهما، كلُّها مردودةٌ على بعضها، مرتّبةٌ بتقديرٍ يسعى لتحقيقِ هذه البغية بالذّات. باختصار، عشوائيّة كتب الأدب الّتي ألفناها مفقودةٌ هُنا، وعليكَ أن تخضَعَ لمنهجيّةِ الأديبِ العالِم، الناقِلِ الفقيه، الّذي لا يضمّ كتابَهُ شيئًا لا يتّفق وسنّته في التصوّر والإدراك. هو كتابٌ يعرِفُ أينَ يضع الفاصلة، ومتى يقفلُ بنقطة، اتّفقتَ معه أم اختلفت.
أقول، لقد أنهضَتكَ معونة الله بتوفيةِ ما اهتدَيتَ إليه من الحقّ؛ حتّى سلمتَ من ذمّ التكلّف، وبرئتَ من عيبِ التقصير، وحُزتَ أجرَ الكفاية والإيضاح. بصّرَنا اللهُ بمرادِه، وعلّمَنا ما ينفعنا، ونفعَنا بما علّمنا، إنّه هو المسؤولُ ونعمَ الوكيل. رضي اللهُ عنه وأرضاه إن شاء الله.
نحتاج من وقت لآخر إلى كلام العلماء العقلاء ونصائحهم ووصاياهم، نحتاج إلى أن نشعر بتواصل مع تراثنا وحكمة الأجداد، نحتاج إلى أن نشعر بأننا نستند إلى شيء ما في مواجهة كل هذاالحمق والغباء الذي يطالعنا كل يوم ، ينقسم الكتاب إلى خمسة أبواب أساسية يندرج تحتها فصول كثيرة، الأبواب هي: في فضل العقل وذم الهوى، في أدب العلم، في أدب الدين، في أدب الدنيا، في أدب النفس. والمقصود بالأدب هنا هو السلوك المناسب الناتج عن خبرة ودراية في شتى المناسبات والمواقف سواء منها ما يتعلق بعمل الدنيا أو عمل الآخرة، من الصعب أن أذكر كل فصول الكتاب لأنها كثيرة ومتنوعة جدا وقد اشتملت تقريبا على كل ما يخطر ببالك من آداب وأخلاق. لابد أن تنبهر بهذا التفكير البارع للإمام الماوردي وقدرته المدهشة على استيعاب كل هذه الآداب ثم تقسيمها وتصنيفها وترتيبها بأسلوب بليغ ودقة متناهية ولغة بديعة.
. . الكتاب عبارة عن موسوعة جمعت الحكم والمواعظ من القرآن والسنة والشعر والبلاغة وخاطبت الدنيا وهمومها والأخرة وتطلعاتها . الكتاب ينساب الجميع على اختلاف ميولهم وذلك لتنوع مواضيعه المعروضة . . . ماذا بعد القرّاءة ؟
المـــــــاوردي:- وَقَدْ تَوَخَّيْت بِهَذَا الْكِتَابِ الإشَارَةَ إلَى آدَابِ الدَّيْنِ والدُّنْيَا، مُسْتَشْهِدًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ بِمَا يَقْتَضِيهِ، وَمِنْ سُنَنِ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا يُضَاهِيهِ، ثُمَّ مُتَّبِعًا ذَلِكَ بِأَمْثَالِ الْحُكَمَاءِ، وَآدَابِ الْبُلَغَاءِ، وَأَقْوَالِ الشُّعَرَاءِ؛ لِأَنَّ الْقُلُوبَ تَرْتَاحُ إلَى الْفُنُونِ الْمُخْتَلِفَةِ وَتَسْأَمُ مِنْ الْفَنِّ الْوَاحِدِ. في بغدادَ، عاصمةِ الخلافةِ العباسيةِ، بَين أفول القرن ِالرابع ِالهجريِّ وسطوع ِالقرن ِالتالي، لم تكنْ الأمورُ تسيرُ على ما يرامُ .. نعمْ، يسيطرُ على الأجواءِ هدوءٌ نسبيٌ، لكنَّ رائحة َالحطبِ المحترق ِتوحيْ بواقع ٍلا يهدأ.ُ انقساماتٌ سياسية ٌ، تمرد ٌغاضب ٌ، خلفاءُ ضعفاءُ، حاشية ٌتكنزُ الذهبَ، صراعاتٌ مذهبية ٌ، حكامٌ يتبنونَ مذهباً فقهياً ويحاسبونَ رعيتـَهم على مخالفتِهِ، المفكرون يملأون الدنيا بالكتبِ، والشعراءُ يبدعونَ شعراً مبهراً، والجواريَ والقيانُ يعزفون أجملَ الألحان ِ، والمساجدُ تمتلئُ بطلاب ِالعلم ِوحلقاتُ النقاش. السنة ُوالشيعة ُوالمعتزلة، المتصوفة ُ والفلاسفة .. صراعاتٌ لا تهدأ ُوجدالٌ طويلٌ. وسط َهذه الأمواج ِالعاتيةِ، غرقتْ سفنُ بعض ِالمفكرين وهم يسألون، أين الطريقُ الصحيحُ؟ يئسوا من الجواب حتى أحرقَ بعضُهم كتبَه، ودفنها البعضُ في باطن ِالأرض ِ، أو مزقوها أو طرحوها في البحر ِ ليأخذها إلى مكان ٍبعيد ٍ. من قلبِ هذا الصخبِ والثراءِ، أطل علينا الماورديُّ بمؤلفاتِه التي ترفضُ اليأسَ وتبحث عن الحلِّ. نظر الماورديُّ إلى الإنسان ِفوجده ممزقاً بين تيارات ومذاهبَ مختلفة ٍ، فقرر أن يتجاوزَ ضِيْقَ المذهب ِإلى شمولية ِالإسلام ِ. فكتب أن الإسلام يسع كلَّ مذهب ِ، فالمذهبُ جزءٌ والإسلامٌ هو الكلُّ، فلماذا الصراعاتُ التي لا تهدأ! أراد أن يعيدَ للإنسان المسلم ِثقتـَهُ بنفسِه، فأعاد تعريفَ الإسلام ِوتعريفَ الإنسان ِ. رأى الناسَ بين الانصرافِ الت��مِّ إلى الدنيا خاصة ًعند المتنازعين على السلطة ِ، وبين الزهدِ الزائد ِعن الحد حتى انصرفوا تماماً عنها. عندها، أمسك بالقلم وكتب ” أدبِ الدنيا والدين ِ” ليرسِمَ للإنسان ِسياسة ًشاملة ً قِوامُها التوازنُ، تجعله يسعدُ في دنياه وينجو في آخرتِه. يقول الماوردي: وَأَعْظَمُ الأمُورِ خَطَرًا وَقَدْرًا وَأَعُمُّهَا نَفْعًا وَرِفْدًا مَا اسْتَقَامَ بِهِ الدِّينُ وَالدُّنْيَا وَانْتَظَمَ بِهِ صَلاَحُ الآخِرَةِ وَالأولَى؛ لِأَنَّ بِاسْتِقَامَةِ الدِّينِ تَصِحُّ الْعِبَادَةُ، وَبِصَلاَحِ الدُّنْيَا تَتِمُّ السَّعَادَةُ. ويقوم الكتابُ كلُّه على التوازن ِ، الذي يرى فيه أنه سبيلُ إنقاذ الإنسان من حَيْرَتِه. التوازنُ والتكاملُ بين الوحي ِ والعقل ِ، والتوازن ُبين الالتزام ِالإسلامي والانفتاح ِعلى الثقافاتِ المختلفة ِ. ويطوفُ بآدابِ الدنيا والدين ِوالعلم ِوالنفس ِ، يضع َ نظرياتِه التي تنقذ ُالإنسانَ من حَيرتِه، وتعيدُه إلى النقاءِ الكامل ِالذي يَستمدُّ منه قوتـَه. الماوردي، هو أبو الحسن ِالبصريُّ الشافعي ُّ، ولُقـِّبَ بالماورديِّ لأنه من أسرة ٍكانت تمتهنُ صناعة َماء ُالوردِ وبيعَه، وُلدَ عام 364 [أربعة وستين وثلاثمائة ] من الهجرة وعاش ستاً وثمانين عاماً. لُقب بلقبِ أقضى القضاةِ. شارك في السياسة ِوألفَ فيها العديدَ من الكتبِ [الهامة] التي كان يحاول من خلالِها إصلاحَ الفسادِ السياسيِّ الذي كان يسيطرُ على الخلافةِ العباسيةِ في أواخرَ أيامِها.
أخذت مني قرائته وقتا طويلا كنت أقف عند توصيات واشارات ذوقية قل نظيرها في كتب التربية المعاصرة. جمع من الحكم ما يربط به بين الشباب والشيوخ، فطيب نفس الشيخ وشحذ همة الشاب... أعجبت بمراجعه وكيف قسم الكتاب...
في خاتمة الكتاب قال الإمام الماوردي أن 'أصلح نفسك لنفسك، يكن الناس تبعا لك!' ما أحوجنا في زمننا هذا لكتب تخاطب اعوجاجنا ونحن نقومه دون أن نعي كنه هذا التقويم وهدفه، ألذواتنا ونجدتها أم لغيرنا وظهورنا عليهم!
ما عندي ما نقول عن الكتاب غير أن اقرؤوه مرارا وتكرارا! فيه إرث صدق وبصيرة!
أتممته بعد مدة طويلة من بدء قراءته - شهر ونصف تخللتها فترة اختبارات - الكتاب غني عن التعريف وهو من أمهات كتب الرقائق وتهذيب الأخلاق جمع فيه الماوردي ما يصلح المرء به نفسه وما يصلح حال الدنيا عامة واستشهد بآيات القرآن وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وأقوال الصحابة و الحكماء ، وقلما تجد في الكتاب سطر لا تخرج منه بفائدة ،،،
،،، ما لم يعجبني ،،،، ١) كثرة استشهاده بالأحاديث النبوية من غير ذكر للسند ٢) عدم تفريع الموضوعات الرئيسية ولعل هذا من الطبعة التي قرأتها
،،،. ملاحظة ،،،، لن تستطيع انهاء الكتاب بجلسة او اثنتين لأنه من الكتب الدسمة التي تتطلب ذهنا صافيا ووقتا كافيا،،،
لا أعرف حقيقة كيف أتحدث عن هذا الكتاب الأكثر من رائع والذي لا يُملّ حقيقة .. ولا عن الإمام الفقيه العالم الماوردي الشافعي صاحب الكتب المشهورة كالحاوي في الفتاوي والأحكام السلطانية وغيرهما .. الكتاب نقل فيه مؤلفه كثيرًا من النقولات الجميلة والحكم الرائعة .. وتحدث عن تفصيلات وتفريعات وأحكام وحكم كثيرة .. وقد قسمه لخمسة أبواب : - الباب الأول في فضل العقل وذم الهوى تحدث فيه عن ماهية العقل وفضله وأخبار بعض أهله ثم الهوى وأسبابه وعلاج تلك الأسباب . - الباب الثاني في أدب العلم وبدأه بفضل العلم ثم أهم العلوم التي ينبغي اكتسابها وأسباب تقصير البعض في العلم وعلاج ذلك .. وآداب المتعلم والعالم وأنواع المتعلمين وكيفية التعامل معهم. - الباب الثالث في أدب الدين وهذا باب لطيف جميل تحدث فيه المؤلف عن أقسام المأمورات وعن الحكمة في ترتيب الشرائع .. ثم عن المنهيات وعلاج فاعلي المنكرات .. وفيه شيء من المواعظ الرائقة .. - الباب الرابع في أدب الدنيا .. في ذكر قواعد صلاح الدنيا وكذلك قواعد صلاح الإنسان في الدنيا وكيفية العلاقات بين الناس وأسبابها ومراتبها - الباب الخامس وهو قريب من نصف الكتاب في ذكر أدب النفس .. وبيان أهمية ذلك ثم قسم الآداب لقسمين وتحت كل قسم فصول فالقسم الأول في أدب الاستصلاح وفصوله ستة هي : في مجانبة الكبر والإعجاب .. في حسن الخلق .. في الحياء .. في الحلم والغضب .. في الصدق والكذب .. في الحسد والمنافسة .. وفي كل فصل يفصل تفصيلا جميلا في الأسباب وفي علاج الأمور السيئة ونحو ذلك ..
والقسم الثاني جعله في أدب المواضعة .. وهو ما اتفق عليه الحكماء من الآداب وقسمه لثمانية فصول وهي : في الكلام والصمت .. في الصبر والجزع .. في المشورة .. في كتمان السر .. في المزاح والضحك .. في الطيرة والفأل .. في المروءة .. في آداب منثورة وهو كسابقه يذكر الأسباب ويكثر التقسيم فيذكر مثلا أقسام من يتم مشورتهم ويذكر طريقة المشاورة ونحو ذلك من فوائد .. وما أجمل ما ختم به كتابه في النصح بإصلاح النفس بأجمل عبارة وأخصرها .. ثم أتبع المحقق الكتاب بصفحات تحت مسمى نفائس مستجادات .. وهو في ذكر أبيات كانت مكتوبة على غلاف مخطوطات الكتاب المتعددة وهي أبيات جميلة كتبها الناسخون ..
الكتاب شانه كثرة الأحاديث الضعيفة بل ربما التي لا أصل لها - وإن كان المؤلف يقول ويروى عن النبي ﷺ كذا - والكتاب في الأصل كتاب حكمة وأدب وتزكية ولا يؤخذ منه الحديث .. فليتنبه لذلك .. أيضا التحقيق مع جمال إخراج نص الكتاب كما أراده المؤلف لكن الحواشي كثيرًا ما كانت غير مفيدة خصوصاً في نسبة الأحاديث فهو ينسب بعض الأحاديث لكتب لا شأن لها بالحديث فيقول مثلًا .. أورده في العقد الفريد .. وليس فيه تطرق لتصحيح أو تضعيف ..
ولكن المهم في مثل هذه الكتب وهو ما تميزت به دار المنهاج .. تحقيق النص والاعتماد على مخطوطات كثيرة ومفيدة ..
في النهاية أنصح كثيرًا بالاستمتاع بهذا الكتاب وقراءته ولو صفحات يسيرة يوميًا فالكتاب بحق رائع جدًا ..
الماوري له لغته و أفكاره التي يحلق بهما بعيدا عن الجميع يكتب لك و يكتب عتك يحدثك و يحاور نفسه في نفس الوقت لا يجمع من تب الاخرين فقط بل يمحص و يبحث و يدقق ليخرج لك الفرائد تلو الفرائد هذا الكتاب جمع لك ادب الدنيا من حياة و معاشرة و اخلاق و تهذيب للنفوس و تجارة و عمل و صناعة و سفر و ترحال و تفكير و مطالعة وكذلك جمع لك ادب الدين يقول الماوردي: وَأَعْظَمُ الأمُورِ خَطَرًا وَقَدْرًا وَأَعُمُّهَا نَفْعًا وَرِفْدًا مَا اسْتَقَامَ بِهِ الدِّينُ وَالدُّنْيَا وَانْتَظَمَ بِهِ صَلاَحُ الآخِرَةِ وَالأولَى؛ لِأَنَّ بِاسْتِقَامَةِ الدِّينِ تَصِحُّ الْعِبَادَةُ، وَبِصَلاَحِ الدُّنْيَا تَتِمُّ السَّعَادَةُ.
تقريبًا شهر كامل وأنا أقرأ فيه. عشت معه أوقات طيبة، أقرأ على مهل وأروي نفسي بكثير أخباره وأشعاره. والحقيقة، قلما أخرج من كتاب وأنا أجد آثاره مطبوعة في نفسي، وأنه هذبني وحسّن فكري بهذا الشكل.. فالحمد لله كثيرًا على القراءة الأولى.
تصفحت ما وقعت عليه عيني. الكتاب رائع، جمع بين حلاوة الأسلوب وصحة المكتوب، وجمع بين كلام الله ورسوله والحكماء والأدباء والشعراء، وكتب في العقل والدين والدنيا وغيرها من المواضيع المفيدة والممتعة. استفدت من الكتاب أيضاً الفصاحة، فهو يزيد فصاحة لسانك وحلاوة ألفاظك.
من الغريب أن المحقق ذكر في مقدمة تحقيقه (طبعة دار ابن كثير) أن الكتاب يحتاج إلى عناية واهتمام أكبر، ولكنه في ختام مقدمته قال إنه لم يُخرج الأحاديث خشية الإطالة. وهو عذر غريب؛ كون تخريج الأحاديث هو الأهم في كتاب مثل هذا يمتلئ بالكث��ر منها
#كتاب أدبُ الدنياَ و الدين #أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي.
يقول تعالى في محكم التنزيل {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ۖ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}َ مَنْ منا لا يسعى ��لى تحقيقِ المعادلةِ المتوازنة بين الدينِ والدنيا؟ مَن مناَ لا يَطلبُ سعادةَ الدارينِ (الدنياَ و الآخرة )... تلكَ لعمري أشدُ أمنية و غَاية البُغية ولنَ يتحققَ ذلك إلا بتحقيقِ التوازنِ بين قطبي ومركزي الإنسان ومحور دورانِ حياته واهتمامهِ: الدينِ والدنيا، يقول الماوردي (باستقامةِ الدينِ تَصحُ العبادة وبِصلاحِ الدنياَ تَتمُ السَعادة).
يُعدُ كتاب أدبُ الدنياَ والدينِ لأبي الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي من أشهرِ كتب التراث الإسلامي التي تركها لنا السابقون قنديلاً نقتدي به في وحشة الزمن الحالي، خاصةً حين ضاَعت دُنيا الكثير منا في متاهات و سبلٍ عدة حاَدت عن الطريقِ المستقيم القويم، وما يُخشى أن يضيعَ معها أدب الدين !
#الماوردي: هو أبو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري الماوردي (364 - 450 هـ / 974 - 1058 م) أكبر قضاة آخر الدولة العباسية، صاحب التصانيف الكثيرة النافعة، الفقيه الحافظ من أكبر فقهاء الشافعية والذي ألّف في فقه الشافعية موسوعته الضخمة في أكثر من عشرين جزءًا، ولد الماوردي في البصرة عام 364 هجرية، لأب يعمل ببيع ماء الورد فنسب إليه فقيل "الماوردي"، ارتحل به أبوه إلى بغداد وبها سمع الحديث ثم لازم واستمع لأبي حامد الإسفراييني، ثم عمل بالتدريس في بغداد ثم بالبصرة وعاد إلى بغداد مرة أخرى، كان يعلم الحديث وتفسير القرآن و لقب عام 429 هـ بأقضى القضاة، وهي مرتبة أدنى من قاضي القضاة، ثم بعد ذلك تولى منصب قاضي القضاة، نشأ الماوردي معاصرا خليفتين من أطول الخلفاء بقاء في الحكم: الخليفة العباسي القادر بالله ومن بعده ابنه القائم بأمر الله الذي وصل الضعف به مبلغه حتى إنه قد خطب في عهده للخليفة الفاطمي على منابر بغداد، وكان ذا علاقات مع رجال الدولة العباسية كما كان سفير العباسيين ووسيطهم لدى بني بويه والسلاجقة، بسبب علاقاته هذه يرجح البعض كثرة كتابته، ومن كتبه في هذا المجال: أدب الدنيا والدين، الأحكام السلطانية، قانون الوزارة، سياسة أعلام النبوة، تفسير القرآن "النكت والعيون" وقد نال الأخير عناية المفسرين المتأخرين ونقلوا عنه، كابن الجوزي في زاد المسير، والقرطبي في تفسيره الجامع لأحكام القرآن، يقال أن الماوردي اتهم بالاعتزال لكن انتصر له تلميذه الخطيب البغدادي فدافع عنه ودفع عنه الادعاء، توفي في يوم الثلاثاء شهر ربيع الأول من سنة 450 هـ، ودفن في مقبرة باب حرب، وكان قد بلغ 86 سنة، وصلى عليه الإمام الخطيب البغدادي.
-ربما لا يعلمُ البعضُ أن أصل تسمية الكتاب هو :كتاب البُغيةُ العلياَ في أدَبِ الدِينِ و الدُنياَ لكن الكتاب عُرف فيما بعد تحت اسم :كتاب أدبُ الدنياَ و الدين، بينما نجد أن الماودري قد التزم بالترتيب حسب تسمية كتابه فبدأ بأدب الدين ثم تلاه أدب الدنيا لكن قبلَ هذا و ذاك آثر الماوردي أن يسبق الأدبين بأدب العلمِ و التعلُّم لما له من أهمية بالغة في تهيئة النفس لتلقي الأدبين التاليين ، فجاء تقسيم الكتاب (بعد مقدمة الكاتب) وفق خمسة أبواب ، الباب الأول : فضل العقل وذم الهوى، الباب الثاني كما أسلفنا :أدب العلم ( فصل في التعلم، فصل في أدب المتعلم، فصل في آداب العلماء). أما الباب الثالث بعنوان: أدب الدين(دون فصول)، الباب الرابع : تحت عنوان :أدب الدنيا( فصل ما يصلح به حال الإنسان في الدنيا، فصل من أسباب الألفة المؤاخاة بالمودة، فصل في البر) و آخرها الباب الخامس: أدب النفس حيث تعددت و تنوعت فصوله ، فصل في مجانبة الكبر والإعجاب ، فصل في حسن الخلق، في الحياء، في الحلم والغضب، في الصدق والكذب، في المشورة و فصل أخير في آداب منثورة الملبس و المأكل و النوم و غيرها.
كتاب أدب الدنيا و الدين هو كتاب وعظي ديني بطابع فقهي أحيانا، حيث حوى الكتاب بينَ طياته درراً من الحكم والمعارف، مستشهداً بآياتٍ من كتاب الله العظيم وأحاديثاً من سنن نبيه المصطفى الكريم، ثم متبعاً ذلك بأقوال الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وبأمثال الحكماء وأحاديث البلغاء والشعراء، يُعد أيضاً كتابا تربويا ومرجعا مهما لكل خطيب، إمام ومعلم ومرشد للنشء، تناول موضوع تربية النفس وتهذيبها بآداب وخصال لابد أن تستقيم في نفس الفرد حتى يستقيمَ بها دينه الذي هو عصمةُ أمره في دنياه وآخرته. ما يستشعره القارئ من الكتاب النزعة الفلسفية والأدبية للماوردي، كما تظهر نزعته الفقهية، كيف لا وقد شغل الرجلُ قاضي قضاة زمانه حتى لقب بأقضى القضاة، وقد عاش في كنفِ حضارة عرفت بشيوعِ علم الكلام وبها تعددت الفرق من معتزلة وشيعة وخوارج مع ظلال الحضارة الفارسية التي لم تبرح بغداد ابداً، لهذا نجدُ الماوردي، خلال معالجته لمسألة معينة، يسرد الرأي والرأي الآخر مستدلاً بحجج الطرفين وتمحيصاً منه في كل جحة وبرهان مثل مسألة قلة الأصحاب أو كثرتهم، الفقر أحسن أم الغنى، الأصل في التحريم يرجع للعقل أولاً أم للشرع ...
#إضاءة: يذكر ابن خلّكان خبرا مفاده أنّ الماوردي أخفى تصانيفه في حياته، ولم يظهر منها شيئا، وجمعها كلّها في موضع "فلمّا دنت وفاته قال لشخص يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلّها تصنيفي، وإنّما لم أظهرها لأنّي لم أجد نيّة خالصة لله تعالى لم يشبها كدر، فإن عاينت الموت ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي فإن قبضت عليها وعصرتها فاعلم أنّه لم يُقبل منّي شيء منها فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة ليلاً وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك فاعلم أنّها قُبلت وأنّي قد ظفرت بما كنت أرجوه من النيّة الخالصة، وقال ذلك الشخص: فلمّا قارب الموت وضعت يدي في يده فبسطها ولم يقبض على يدي فعلمت أنّها علامة القبول فأظهرت كتبه بعده" (ابن خلّكان، د.ت، مج3، ص ص 282-283).
تجدر الإشارة و التنويه إلى الجهد الجميل المبذول من طرف محقق هذه الطبعة حيث حقق الكتاب، علق عليه ووضع فهارسه محمد فتحي أبو بكر (حيث اعتمد في التحقيق علي النسخ السابقة وهي: نسخة بولاق + نسخة الحلبي + نسخة الشعب + نسخة مكتبة الحياة + طبعة الآستانة). كما أعقب الكتاب فهارس عدة منها فهرس القوافي، فهرس الأحاديث، فهرس آيِ القرآن الكريم، وفهرس الأعلام الذي وردت بالكتاب، ما ينقص هذا التحقيق المهم والعمل الجبار هو عدم تخريج الأحاديث الموضوعة الواردة بالكتاب.
🔴 المأخذ الوحيد على كتاب أدب الدنيا والدين للماوردي هو استشهاده بالأحاديث الضعيفة والموضوعة عن النبي صلى الله عليه وسلم، و ما ترتب على هذا الفعل هو جعله مرجعا لكثير من الكتاب الذين استشهدوا بدورهم بتلك الأحاديث نقلاً عنه.
كتاب رائع تعيش فيه بين اية قرآنية وتفسيرها او حديث نبوي وشرحه او حكمة او عظة او عبرة او بيت شعر. مع كل صفحة فائدة مع اسلوب رائع وسلس. نقطة الضعف الوحيدة وجود الكثير من الاحاديث النبوية بدون توضيح مدي صحتها.
قرأت هذا الكتاب بعد ترشيح الدكتورة هبة رؤوف عزت له على مجموعة درس وحوار الثلاثاء بناظم قراءة جزء ما أسبوعيًا والمناقشة فيه، وهذا من الكتب الثمينة التي لا بد أن تُقرأ أكثر من مرة
#ريفيو #أدب_الدنيا_والدين #الماوردى #كتاب 526 صفحة منهم 29 صفحة تقديمات للكتاب . وفى نهاية الكتاب من ص 435 الى النهاية المراجع وفهرس للاعلام والايات القرءانية والاحاديث الشريفه والابيات الشعرية حاجة فى منتهي الجمال والروعة واحترام القارئ بجد الكتاب طبعا مزود بهامش فى كل صفحة بمعانى المفردات الصعبة او نبذة عن اسماء الشخصيات او شرح لموقف معين" لغة عربية فصحى صعبة فى بعض الاحيان اقدر اقول انى استوعبت من اللى قريته تقريبا 70% مقسم ل 5 ابواب 1/فضل العقل وذم الهوى 2/ ادب العلم 3/ ادب الدين .... وده من اكتر الابواب اللى عجبتنى بجد 4/ ادب الدنيا 5/ادب النفس بيتكلم عن طباع الفرد فى الاحوال الخمسة من المنظور الاسلامي طبعا وتدرجها من الافضل للاسؤ فى كل امور حياتنا الدينية والدنيوية اعيب على الكتاب المط والتطويل لموضوعات كان ممكن اختصارها اكتر من كده ويمكن تكون مفيدة لغيري طبعا .. او لحد بيقرا عن الاسلام عموما وبيتعرف عليه لاول مرة الكتاب لفت نظرى طبعا لمجموعة من الموضوعات والشخصيات اللى هنزلكم عنها ريفيوهات تباعا باذن الله عشان نستفيد سوا ومنها *الاصمعى*الشعبى*كتاب منثور الحكم *الحسن البصري*المعتزلة الكندى*اردشير بن بابك*الجاحظ وكتابه البيان اقيمه 3/5
كتاب رائع جدا مع انه يتكلم عن اداب وقيم معروفة لدينا جميعاً لكن طريقة سردها والتكلم عنها تجعلها في غاية الروعة لتشجعنا على العمل بها ، اكثر ما اعجبني فيه هو مدى قوة اللغة الفصيحة التي كُتب بها اضافة للكم والكيف الذي استشهد به الكاتب من الايات القرآانية والاحاديث الشريفة وحكم اكثر من رائعة لمختلف الادباء والحكماء اضافة للابيات الشعرية الرائعة التي استشهد بها الكاتب كما سبق وقلت ، بإختصار شديد انصح الجميع بقراءته ولو انه طويل نوعا ما بحيث في بعض الاحيان يشعرك بالملل لكن في احيان اخرى تستمع جداً في قراءة بعض مواضيعه التي تجذبك بشدة وتجبرك على ان تقرأها بنهم ،، اقيّم الكتاب بـ 3 نجوم ولو استطيع ان اضيف نصف آخر للتقيم لفعلت ذلك
أهم مأخذ على هذا الكتاب هو استشهاد الماوردي بأحاديث ضعيفة أو غير صحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومن الجيد أن هناك من أفرد هذه الأحاديث وبين ووضح عللها
والكتاب ككل لا يخفى على أحد مافيه من حسن وجمال ودقة ومهارة في التفصيل والتقسيم واستيعاب حال النفس البشرية ومايعتريها في معترك الحياة كان للمتقدمين نفس طويل في التأليف فأنتجوا لحضارتنا وثقافتنا الإسلامية علم لو عدنا إليه بما كان لديهم من همم لتحسنت الأحوال وعادت الأمجاد بحول الله وقوته ..
رائع، يبث في نفس قارئه الآداب الرفيعة والأخلاق الراقية، ويسمو باللغة والبلاغة والمفردات، ويهبه خلاصة تجارب الشرق والغرب الحياتية... ما أجمل أن يُقرأ جماعةً ففي ذلك فوائد جمة ومنافع عظيمة...
هذا كتاب ثمين ثمين ثمين بـ وزنهِ ذهباً و أكثر ، يُعين على تهذيب النفس و دليل لـ مكارم الأخلاق و الفلاح و تمام الخيرات في الدنيا و الآخرة ، من أدرك المرور به فلا يتركه حتى يُنهيه
مقتطفات من كتاب أدب الدين والدنيا للكاتب علي بن محمد بن حبيب الماوردي
---------------- أصل الرجل عقله، وحسبه دينه، ومروءته خلقه. ------- ما استودع الله أحدا عقلا الا استنقذه به يوما ما ------- العقل أفضل مرجو، والجهل أنكى عدو ------- العاقل إذا والى بذل في المودة نصره، وإذا عادى رفع عن الظلم قدره، فيسعد مواليه بعقله، ويعتصم معاديه بعدله. إن أحسن إلى أحد ترك المطالبة بالشكر، وإن أساء إليه مسيء سبب له أسباب العذر، أو منحه الصفح والعفو. والاحمق ضال مضل إن أونس تكبر، وإن أوحش تكدر، وإن استنطق تخلف، وإن ترك تكلف. مجالسته مهنة، ومعاتبته محنة، ومحاورته تعر، وموالاته تضر، ومقاربته عمى، ومقارنته شقا. -------- إن الدنيا ربما أقبلت على الجاهل بالاتفاق، وأدبرت عن العاقل بالاستحقاق. فإن أتتك منها سهمة مع جهل، أو فاتتك منها بغية مع عقل، فلا يحملنك ذلك على الرغبة في الجهل، والزهد في العقل. فدولة الجاهل من الممكنات، ودولة العاقل من الواجبات. -------- العقل صديق مقطوع، والهوى عدو متبوع -------- إياكم وتحكيم الشهوات على أنفسكم فإن عاجلها ذميم، وآجلها وخيم، فإن لم ترها تنقاد بالتحذير والارهاب، فسوفها بالتأميل والارغاب، فإن الرغبة والرهبة إذا اجتمعا على النفس ذلت لهما وانقادت -------- ولست براء عي�� ذي الود كله ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا فعين الرضى عن كل عيب كليلة ولكن عين السخط تبدي المساويا --------- الهوى مطية الفتنة، والدنيا دار المحنة، فانزل عن الهوى تسلم، واعرض عن الدنيا تغنم، ولا يغرنك هواك بطيب الملاهي ولا تفتنك دنياك بحسن العواري. فمدة اللهو تنقطع وعارية الدهر ترتجع، ويبقى عليك ما ترتكبه من المحارم، وتكتسبه من المآثم --------- يا أيها الرجل المعلم غيره هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كيما يصح به وأنت سقيم ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم فهناك تعذر إن وعظت ويقتدى بالقول منك ويقبل التعليم لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم ---------- من جهل شيئا عاداه ---------- عليك بكل نوع من العلم فخذ منه، فإن المرء عدو ما جهل، وأنا أكره أن تكون عدو شيء من العلم ---------- الاخبار قبل الاختبار جهل، والخشية قبل الابتلاء عجز ---------- ينال الفتى من عيشه وهو جاهل ويكدي الفتى من دهره وهو عالم ولو كانت الارزاق تجري على الحجا هلكن إذن من جهلهن البهائم ---------- لا تخل قلبك من المذاكرة فتعد عقيما، ولا تعف طبعك من المناظرة فيعد سقيما ---------- من العلم أن لا تتكلم فيما لا تعلم بكلام من يعلم فحسبك جهلا من عقلك أن تنطق بما لا تفهم ---------- من تفرد بالعلم ��م توحشه خلوة، ومن تسلى بالكتب لم تفته سلوة ---------- قد أصبح بنا من نعم الله تعالى ما لا نحصيه، مع كثرة ما نعصيه، فلا ندري أيهما نشكر، أجميل ما ينشر، أم قبيح ما يستر ---------- {فلما نسوا ما ذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء حتى إذا فرحوا بما أوتوا أخذناهم بغتة فإذا هم مبلسون}. الأنعام ---------- قد روى عبد الله بن المبارك رحمه الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن قوما ركبوا سفينة فاقتسموا فأخذ كل واحد منهم موضعا، فنقر رجل منهم موضعا بفأس. فقالوا: ما تصنع ؟ فقال: هو مكاني أصنع فيه ما شئت. فلم يأخذوا على يديه فهلك وهلكوا}. ----------- إن يكن الشغل مجهدة، فالفراغ مفسدة ------------ الجاهل يعتمد على أمله، والعاقل يعتمد على عمله ------------ من خير الاختيار صحبة الاخيار، ومن شر الاختيار مودة الاشرار ------------ إن الدنيا كثيرة التغيير، سريعة التنكير، شديدة المكر، دائمة الغدر، فاقطع أسباب الهوى عن قلبك، واجعل أبعد أملك بقية يومك، وكن كأنك ترى ثواب أعمالك ------------ السعيد من اعتبر بأمسه، واستظهر لنفسه، والشقي من جمع لغيره وبخل على نفسه ------------ استغناؤك عن الشيء خير من استغنائك به ------------ ابنك ريحانك سبعا، وخادمك سبعا ووزيرك سبعا، ثم هو صديق أو عدو ------------- إن كان عقد النكاح لأجل المال وكان أقوى الدواعي إليه، فالمال إذا هو المنكوح فإن اقترن بذلك أحد الاسباب الباعثة على الائتلاف جاز أن يلبث العقد وتدوم الالفة فإن تجرد عن غيره من الاسباب وعري عما سواه من المواد فأخلق بالعقد أن ينحل وبالالفة أن تزول، لا سيما إذا غلب الطمع وقل الوفاء؛ لأن المال إن وصل إليه فقد ينقضي سبب الالفة به ------------- من رضي بصحبة من لا خير فيه لم يرض بصحبته من فيه خير -------------- روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {عليكم بالودود الولود ولا تنكحوا الحمقاء فإن صحبتها بلاء وولدها ضياع}. --------------- الشهوة في الابتداء، كراهية في الانتهاء --------------- فلا تحتقر نفسي وأنت خليلها فكل امرئ يصبو إلى من يشاكل --------------- عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه فكل قرين بالمقارن يقتدي -------------- عداوة العاقل أقل ضررا من مودة الاحمق --------------- قال المأمون: الاخوان ثلاث طبقات: طبقة كالغذاء لا يستغنى عنه، وطبقة كالدواء يحتاج إليه أحيانا، وطبقة كالداء لا يحتاج إليه أبدا ---------------- تنقسم أحوال من دخل في عدد الاخوان أربعة أقسام: منهم من يعين ويستعين، ومنهم من لا يعين ولا يستعين، ومنهم من يستعين ولا يعين، ومنهم من يعين ولا يستعين. فأما المعين والمستعين فهو معاوض منصف يؤدي ما عليه، ويستوفي ما له. فهو القروض يسعف عند الحاجة ويسترد عند الاستغناء، وهو مشكور في معونته، ومعذور في استعانته. فهذا أعدل الاخوان. وأما من لا يعين ولا يستعين فهو منازل قد منع خيره، وقمع شره. فهو لا صديق يرجى، ولا عدو يخشى ----------------- وكن معدنا للخير واصفح عن الاذى فإنك راء ما علمت وسامع وأحبب إذا أحببت حبا مقاربا فإنك لا تدري متى أنت نازع وأبغض إذا أبغضت غير مباين فإنك لا تدري متى أنت راجع - أبو الاسود الدؤلي - ----------------- العاقل هو الفطن المتغافل - شبيب بن شيبة الاديب - ----------------- لا تستكثر أن يكون لك ألف صديق، فالالف قليل. ولا تستقل أن يكون لك عدو واحد، فالواحد كثير - سليمان بن داود عليهما السلام - ------------------ رب مغبوط بمسرة هي داؤه، ومرحوم من سقم هو شفاؤه ------------------ المقادير الغالبة لا تنال بالمغالبة، والارزاق المكتوبة لا تنال بالشدة والمطالبة، فذلل للمقادير نفسك واعلم بأنك غير نائل بالحرص الا حظك ------------------ اعلم أن النفس مجبولة على شيم مهملة، وأخلاق مرسلة، لا يستغني محمودها عن التأديب، ولا يكتفي بالمرضي منها عن التهذيب ------------------ العقل بلا أدب كالشجر العاقر، ومع الادب كالشجر المثمر ------------------ الفضل بالعقل والادب، لا بالاصل والحسب؛ لأن من ساء أدبه ضاع نسبه، ومن قل عقله ضل أصله ------------------ الاعجاب يخفي المحاسن ويظهر المساوئ ويكسب المذام ويصد عن الفضائل ------------------- للكبر أسباب: فمن أقوى أسبابه علو اليد، ونفوذ الامر، وقلة مخالطة الاكفاء -------------------- عجبت لمن قيل فيه الخير وليس فيه كيف يفرح، وعجبت لمن قيل فيه الشر وهو فيه كيف يغضب -------------------- من أظهر عيب نفسه فقد زكاها. فإذا قطع أسباب الكبر وحسم مواد العجب اعتاض بالكبر تواضعا وبالعجب توددا. وذلك من أوكد أسباب الكرامة وأقوى مواد النعم وأبلغ شافع إلى القلوب يعطفها إلى المحبة ويثنيها عن البغض -------------------- الناس في الولاية رجلان: رجل يجل العمل بفضله ومروءته، ورجل يجل بالعمل لنقصه ودناءته. فمن جل عن عمله ازداد به تواضعا وبشرا، ومن جل عنه عمله ازداد به تجبرا وتكبرا. -------------------- روى حكيم عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه}. -------------------- إذا لم تخش عاقبة الليالي ولم تستح فاصنع ما تشاء فلا والله ما في العيش خير ولا الدنيا إذا ذهب الحياء يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء -------------------- احتمال السفيه خير من التحلي بصورته، والاغضاء عن الجاهل خير من مشاكلته --------------------- ما عاداني أحد قط الا أخذت في أمره بإحدى ثلاث خصال: إن كان أعلى مني عرفت له قدره، وإن كان دوني رفعت قدري عنه، وإن كان نظيري تفضلت عليه. فأخذه الخليل - الاحنف بن قيس - --------------------- من ظهر غضبه قل كيده ---------------------- غضب الجاهل في قوله، وغضب العاقل في فعله ---------------------- ثلاثة لا يعرفون الا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الجواد الا في العسرة، والشجاع الا في الحرب، والحليم الا في الغضب ---------------------- من استحلى رضاع الكذب عسر فطامه ----------------------- روى شهر بن حوشب عن أسماء بنت يزيد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {الا أخبركم بشراركم ؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: من شراركم المشاءون بالنميمة، المفسدون بين الاحبة الباغون العيوب}. ----------------------- لا تحسبوني غنيا عن مودتكم إني إليكم وإن أيسرت مفتقر - المؤمل بن أميل - ----------------------- إذا لم يساعدنا القضاء ساعدناه ------------------------ للكلام شروطا لا يسلم المتكلم من الزلل الا بها، ولا يعرى من النقص الا بعد أن يستوفيها وهي أربعة: فالشرط الاول: أن يكون الكلام لداع يدعو إليه إما في اجتلاب نفع أو دفع ضرر. والشرط الثاني: أن يأتي به في موضعه، ويتوخى به إصابة فرصته. والشرط الثالث: أن يقتصر منه على قدر حاجته. والشرط الرابع: أن يتخير اللفظ الذي يتكلم به. فهذه أربعة شروط متى أخل المتكلم بشرط منها فقد أوهن فضيلة باقيها. ------------------------- من أعجب بقوله أصيب بعقله -------------------------- إن من حسن التوفيق وإمارات السعادة الصبر على الملمات والرفق عند النوازل -------------------------- وليس لمن قل صبره على طاعة حظ من بر ولا نصيب من صلاح، ومن لم ير لنفسه صبرا يكسبها ثوابا. ويدفع عنها عقابا، كان من سوء الاختيار بعيدا من الرشاد حقيقا بالضلال -------------------------- لا تطل الحزن على فائت فقلما يجدي عليك الحزن سيان محزون على فائت ومضمر حزنا لما لم يكن. --------------------------- لا تحملن على يومك هم غدك، فحسب كل يوم همه - الحسن البصري - --------------------- لتسهيل المصائب وتخفيف الشدائد أسباب إذا قارنت حزما، وصادفت عزما. هان وقعها، وقل تأثيرها وضررها. فمنها: إشعار النفس بما تعلمه من نزول الفناء وتقضي المسر وأن لها آجالا منصرمة ومددا منقضية، إذ ليس للدنيا حال تدوم ولا لمخلوق فيها بقاء. ---------------------- ما يكون الامر سهلا كله إنما الدنيا سرور وحزون هون الامر تعش في راحة قل ما هونت الا سيهون تطلب الراحة في دار الفنا ضل من يطلب شيئا لا يكون ----------------------- اعلم أن من الحزم لكل ذي لب أن لا يبرم أمرا ولا يمضي عزما الا بمشورة ذي الرأي الناصح، ومطالعة ذي العقل الراجح ----------------------- الرجال ثلاثة: رجل ترد عليه الامور فيسددها برأيه، ورجل يشاور فيما أشكل عليه وينزل حيث يأمره أهل الرأي، ورجل حائر بأمره لا يأتمر رشدا ولا يطيع مرشدا ------------------------ ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار ------------------------- إياك ومشاورة رجلين: شاب معجب بنفسه قليل التجارب في غيره، أو كبير قد أخذ الدهر من عقله كما أخذ من جسمه ------------------------- فإذا عزمت على المشاورة ارتاد لها من أهلها من قد استكملت فيه خمس خصال: إحداهن: عقل كامل مع تجربة سالفة فإن بكثرة التجارب تصح الروية. والخصلة الثانية: أن يكون ذا دين وتقى، فإن ذلك عماد كل صلاح وباب كل نجاح. ومن غلب عليه الدين فهو مأمون السريرة موفق العزيمة. والخصلة الثالثة: أن يكون ناصحا ودودا، فإن النصح والمودة يصدقان الفكرة ويمحضان الرأي. والخصلة الرابعة: أن يكون سليم الفكر من هم قاطع، وغم شاغل، فإن من عارضت فكره شوائب الهموم لا يسلم له رأي ولا يستقيم له خاطر. والخصلة الخامسة: أن لا يكون له في الامر المستشار غرض يتابعه، ولا هوى يساعده، فإن الاغراض جاذبة والهوى صاد، والرأي إذا عارضه الهوى وجاذبته الاغراض فسد. ------------------------- من استغنى برأيه ضل، ومن اكتفى بعقله زل ------------------------- الخطأ مع الاسترشاد أحمد من الصواب مع الاستبداد. ------------------------- اعلم أن كتمان الاسرار من أقوى أسباب النجاح، وأدوم لأحوال الصلاح ------------------------- {ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله} فاطر 14 -------------------------- اصنع الخير عند إمكانه يبقى لك حمده عند زواله، وأحسن والدولة لك يحسن لك، والدولة عليك، واجعل زمان رخائك عدة لزمان بلائك ---------------------------- ثلاث خصال لا تجتمع الا في كريم: حسن المحضر واحتمال الزلة وقلة الملال --------------------------- العاقل الكريم صديق كل أحد الا من ضره، والجاهل اللئيم عدو كل أحد الا من نفعه - عبدالله بن العباس - ---------------------------- من تغير عليك في مودته فدعه حيث كان قبل معرفته ---------------------------- اعلم أن الاداب مع اختلافها بتنقل الاحوال وتغير العادات لا يمكن استيعابها، ولا يقدر على حصرها، وإنما يذكر كل إنسان ما بلغه الوسع من آداب زمانه، واستحسن بالعرف من عادات دهره ---------------------------- اجعل نصح نفسك غنيمة عقلك، ولا تداهنها بإخفاء عيبك وإظهار عذرك، فيصر عدوك أحظى منك في زجر نفسه بإنكارك ومجاهرتك من نفسك التي هي أخص بك لإغرائك لها بأعذارك ومساءتك. فحسبك سوءا رجل ينفع عدوه ويضر نفسه -----------------------------
كثيرة هي الكتب التي ما أن أنهيها حتى أرى ضرورة وجودها بكل منزل , وبمكتبة كل قارئ لكن بعد إنهاء هذا الكِتاب أيقنت أنه من أهم ما قرأت من الكتب إذ أنه جمع مابين ( الدين والدنيا ) و جمع من الأدب أغلب أشكاله فحين يتطرق لموضوعاً ما , يذكر ما يدل عليه من الآيات والآحاديث والحِكم و الأبيات الشعرية و القصص والمواقف وغيرها .. و مما أعجبني هو تيسير وصول القارئ للموضوعات من خلال الفهرس المفصل لكافة عناوين الكتب سواء الأساسية او الفرعية .. الأمر الوحيد الغير جيد بالكتاب هو وجود عدد كبير من الاحاديث الضعيفة أو الغير معروف صحتها من عدمه , نوه بالهوامش لكل حديث من أخرجه ومدى صحته من ضعفه , لكن وددت عدم إضافتها من الأساس إذ ليس كل قارئ قد يهتم بقراءة الهوامش أو البحث عن صحة الحديث .. لكن هذا لايقلل من جمالية الكتاب و أهميته .