ما يسعى إليه هذا الكتاب هو اقتراح رؤية ومقاربة للعلاقة بين السلطة والثقافة من خلال أمثلة مستمدّة من تاريخ الفكر والإبداع في عدد من اللغات أو السياقات الثقافية. الرؤية، التي تشكِّلُ جزءاً من أطروحة البحث، هي أن التأثير المشار إليه يستثير ردود فعل تتضمن مواقف وإجراءات تتيح لصاحب النصّ مجابهة القوة الماثلة أمامه أو المتخيَّلة والتي يتوقع أن يستفزّها ما يحمله النصّ من دلالات أو إيحاءات. تلك المواقف والإجراءات هي، بتعبير آخر، إستراتيجيات وأساليب تكتيكية تعبِّر عن موقف مُنشئ النص أو توضِّح طريقته في تفادي آثار السلطة أو نتائج مجابهته لها، أو تبرِز أسلوبه في الردّ عليها بمراوغتها والتحايل على هيمنتها لقول ما يريد قوله. واللغات والسياقات الثقافية هنا شرقية وغربية تتأبى في كثافتها وتعقيداتها على التبسيط والمفاهيم الجاهزة لتستدعي تحليلاً أكثر إصغاءً للاشتباك الدائم والخافت غالباً بين متطلبات السلطة واحتياجات الحرية
سعد البازعي ، ناقد ومفكر سعودي حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة الملك سعود بالرياض 1974. حاصل على الماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة بردو بولاية إنديانا في عام 1978 ، والدكتوراة في الأدب الإنجليزي والأمريكي من جامعة بردو 1983 أيضاً وكانت أطروحته حول الاستشراق في الآداب الأوروبية. عمل أستاذاً للأدب الإنجليزي المقارن بجامعة الملك سعود بالرياض منذ 1984 وحتى انتقاله لعضوية مجلس الشورى عام 2009 ، رئيس النادي الادبي بالرياض.
….... لا يمكن للفهم الإنساني أن يحدث على مستوى جمعي إلا بعد أن يحدث على المستوى الفردي. ثم يضيف " لكن وعي الفرد في عصرنا قد جرى قصفه، إن لم نقل أيضاً خنقه بواسطة كميات هائلة من المعلومات المنظمة والمحزومة، والتي تهدف أساساً إلى توليد نوع من القبول وعدم المساءلة الجمعية ." إدوارد سعيد، الثقافة والمقاومة، حاوره دايفيد بارساميان، ترجمة علاء الدين أبوزينة، دار الآداب،2006 ص 93.
كتاب يروي فيه سعد البازعي عن أثر مواجهات السلطة سواء السياسية أو الاجتماعية أو الثقافية على الفكر والفنون الأدبية وغيرها. وما يتصل بهذه أو تلك من المؤثرات في حياة الإنسان لاسيما المثقف المبدع . الذي يواجه قيوداً أو إقصاءات ورقابة بسبب إنتاجاته أو صداماته مع السلطة بمختلف أشكالها، في سبيل الحرية أو حق التعبير أو لخلق تغيير بالاحتجاج على السائد أو على الموروث، كذا النضال لأجل ترسيخ قيم الديمقراطية و حقوق الإنسان أو لأسباب أخرى تتعلق بصراع الهوية والانتماء ، وغيرها.
ضم الكتاب عدد من المواقف الفكرية والأدبية لنماذج مختلفة المشارب من الموروث الثقافي الغربي الممتد من العصور الوسطى حتى القرن التاسع عشر ، ثم المواقف البارزة من الفكر الاوروبي والأمريكي في النصف الاول من القرن العشرين. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : رينيه ديكارت، إسبينوزا، وليم بليك ، هاينرش هاينه، غرامشي، حنة آرنت، تشومسكي ، فوكو ، جيجيك ، باديو، غونتر غراس ، عزرا باوند ، وآخرون. الذين أبدعوا أو خلفوا نصوصاً كثيرة في مناحي مختلفة، وسياقات شتى، بعضها تأريخي والبعض أدبي والبعض ذو طابع فكري-فلسفي أو تحليلي أو نقدي.
الخطاب مظنة للخطر ومكمن لاحتمالات مقلقة، يقول فوكو. "أفترض أن إنتاج الخطاب، في كل مجتمع، هو في نفس الوقت إنتاج مراقب، ومنتقى، ومنظم، ومعاد توزيعه، من خلال عدد من الإجراءات التي يكون دورها هو الحد من سلطاته ومخاطره، والتحكم في حدوثه المحتمل، وإخفاء ماديته الثقيلة والرهيبة. إننا نعرف طبعاً، في مجتمع كمجتمعنا، إجراءات الاستبعاد. أكثر هذه الإجراءات بداهة، وأكثرها تداولاً كذلك هي المنع. إننا نعرف جيداً أنه ليس لدينا الحق في أن نقول كل شيء، وأننا لا يمكن أن نتحدث عن كل شيء في كل ظرف، ونعرف أخيراً أن لا أحد يمكنه أن يتحدث عن أي شيء كان ." ميشيل فوكو- جاك دريدا، نظام الخطاب، ترجمة محمد سبيلا، دار التنوير، بيروت، 1984. ص9
كما كانت هناك قراءات في سياقات مختلفة لنماذج من مواجهات السلطة في الثقافة العربية، لشخصيات كان لها بالغ الأثر في تاريخ الفكر العربي الإسلامي والإنساني - السياسي، الثقافي والاجتماعي ( منذ ماقبل الإسلام ، مروراً ب العصر الحديث، وأخيراً المشهد العربي المعاصر .)، ك النابغة الذبياني ، حسان ابن ثابت، ابن المقفع، المتنبي، وأبوحيّان التوحيدي، الفارابي ، ابن خلدون، عبدالله العروي، الجابري ، أمين الريحاني ، مي زيادة ، طه حسين، أدونيس، حنا مينه، سعدي يوسف، ميسون صقر، وغيرهم…
كتاب ينطلق من ثنائية السلطة و الثقافة و علاقة القلق السائدة بينهما عبر نصوص مختلفة مستمدة من تاريخ الفكر الإنساني عموما و العربي خصوصا. العمل يدرس هذه العلاقة الإشكالية و يلقي الضوء على الكيفية التي قام المثقف "الاديب" بالتحايل على السلطة و الهرب من الرقابة بأنواعها. العمل غني بإحالات لنصوص و كتاب متنوعين سعدت بإضافة بعضهم على لائحتي القرائية
كتاب جيد للدكتور سعد البازعي يتحدث فيه عن المواجهات الادبيه على مدار التاريخ من الكتاب والشعراء مع السلطة سواء كانت سياسيه او اجتماعيه او دينيه ..
فكرة الكتاب جيدة وشيقة وبرضو تحتاج لجرأه وهذا اللي فقده البازعي في كتابه ، تحس الكاتب متحفظ بزياده في الكتاب مع ان الموضوع يحتاج قوة اكبر لكن الشي ماوجدته في الكتاب للاسف .
في شخصيات واجهت السلطه لكن الكاتب ماتطرق لها مثل الشاعر العراقي احمد مطر والفلسطيني محمود درويش ، ايضا الكاتب غسان كنفاني وغيرهم .. وكان السبب هو انه مايبي يذكر كتاب كان لهم مواجهات مباشره مع السلطه ويفضل المراوغين مع السلطه وللامانه ماوجدت هالسبب مقنع بالنسبه لي .
الكتاب يحتاج بحث وجهد كبير وهذا مافعله الكاتب لكن كان من الممكن ان يظهر الكتاب بشكل افضل خصوصا ان موضوعه كان محمس اكثر من المحتوى للامانه .
كتاب جيد وممتع وتغلب عليه البساطة ولا يلام على هالشي ، لكن اسلوب البازعي الرصين مايخطلك ابدا ولو ان المحتوى ابسط من اسلوبه الا انه يذكرني بالسبب الي يخلي البازعي احد اهم المثقفين السعوديين وحتى العرب . وطبعا الموضوع مهم جدا وموضوع يخص كل شخص يهمه الانسان ويذكر القارئ بالتضحيات الي بذلها البعض والي قاعدين يبذلونها الحين بنطاق الكتاب وخارجه . قراءة ممتعه وجيده عموما وفي الموضوع مجال واسع جدا للتأمل والتفكير