حكاية عامل غرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني

by محمد الفولي (Translator, Editor)

تستند هذه المجموعة المختارة من القصص، بصورة كبيرة على أعمال ثلاثة أدباء أرجنتينين. وتتنوع القصص التي يقدمها هذا الثلاثي وقصص أخرى بين تجاربهم الشخصية مع الساحة المستديرة التي تعكس مشاهد وأفكار عن الحياة الأرجنتينية، أو قصصاً خيالية صرفة منغمسة في تجارب واقعية وحياتية ترتبط بكرة القدم، أو حكايات يبدو للوهلة الأولى أنها تنتمي للواقع، قبل أن تنقل القارئ بغتة إلى عالم الفانتازيا.

Genres: Football

189 pages, Paperback

Published January 1, 2018

About the author

مترجم وكاتب مصري من مواليد 1987. تخرج في كلية الآداب، قسم اللغة الإسبانية، جامعة القاهرة، بتقدير جيد جدًا مع مرتبة الشرف. يعمل مترجمًا ومحررًا ومراسلًا في الخدمة العربية في وكالة الأنباء الإسبانية (إفى) منذ 2008. ترجم ما يزيد عن ثلاثين كتابا عن الإسبانية إلى العربية.


الجوائز والاستحقاقات:

جائزة جابر عصفور في الترجمة من المركز القومي للترجمة عام 2024 عن ترجمة رواية الوحش.

- المركز الثاني في جائزة الترجمة للشباب من المركز القومي للترجمة عام 2023 عن رواية "حاصل الطرح"

-القائمة القصيرة للدورة الـ15 لجائزة ساويرس الثقافية لشباب الأدباء في فرع أفضل مجموعة قصصية عن (تقرير عن الرفاعية).

-القائمة القصيرة للدورة الـ16 لجائزة ساويرس الثقافية لشباب الأدباء في فرع أفضل مجموعة قصصية عن (تقرير عن الرفاعية)


إنجازات متنوعة:

إدارة عدة ورش وندوات عن الترجمة الصحفية والأدبية أو المشاركة في إلقاء محاضرات عنها في كلية الآداب، جامعة القاهرة (مصر)، وفي مؤسسة (إثراء) في السعودية، وبيت الزبير (سلطنة عمان)، والمركز الثقافي الإسباني (ثربانتس) في القاهرة، ومعرض الكويت الدولي للكتاب.

Reviews

[محمد مكرم · Rating 3 out of 5]

جنون كرة القدم يمتد للأدب
مجموعة قصص ذات طابع انساني يجمع بينها خيط واحد وهو كرة القدم وعشقها وجنونها، القصص كلها تدور في أكثر البلاد هوساً بالكرة وهي الأرجنتين، بعض القصص جيدة، وكثير منها أقل من المتوسطة، وتتفق كلها في عيب واحد، هو الاستطراد والمط والتطويل المبالغ فيه، والذي قلل بالتأكيد من متعة قراءة العمل، معظم القصص- إن لم يكن كلها -كان يمكن اختصارها للنصف تقريباً دون أن يؤثر ذلك على جودة العمل

[Issa Deerbany · Rating 4 out of 5]

اذا لم تكن مشجعا لأي نوع من انواع الرياضة فلا تقرأ هذه المجموعة القصصية.

تتحدث القصص عن الشغف بكرة القدم كتبها عدة كتاب من الأرجنتين تبين مدى تعلق الناس بكرة القدم.

فهذا عجوز رحل الى منطقة اخرى ما زال يعود الى قريته لتشجيع فريقها فهو لم يتأقلم مع الأندية في منطقة سكناه الجديدة.

وهذا العجوز المريض بالقلب يعتمد على حفيدته المحبوبة لتأخذه لمشاهدة المباريات من وراء زوجته وأبناءه.

لا تتحدث القصص عن المشاهير سواء أندية او نجوم. بل عن فرق قروية صغيرة ومشجعين لاندية صغيرة. يلعبون مباريات تكون بالنسبة لهم كأس عالم.

كتاب جميل لما اصبح يسمى "أدب كرة القدم" على غرار أدب السجون مع انه ما زال غير موجود في عالمنا العربي.

[Sarah ~ · Rating 5 out of 5]

حكاية عامل غرف: مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني

أحببتها كلها، وإن أحببت البعض أكثر من الأخريات ..
مختارات بديعة ...

[AhmEd ElsayEd · Rating 4 out of 5]

قبل أن تبدأ في قراءة هذا العمل ...

-يجب أن تكون شغوفُا بكرة القدم
- يجب أن تمتلك شغفًا خاصًا ببلاد الفضة
-لا تنتظر حديث عن باتيستوتا، ريكيلمي أو ماريو كيمبس
-كل القصص تتحدث عن المهمشين والمجهولين في الكرة الأرجنتينية




حكاية عامل غرف، مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني
مجموعة قصصية تنتمي لأدب كرة القدم..
يجمعها أكثر من خيط .. شغف كرة القدم...المهمشين..بلاد الفضة


الحب الأول لأوسيالدو سوريانو .. عادية
الحياة التي نظنها لإدوارد سانشيزي .. رائعة للغاية
مذكرات جناح أيمن لروبرتو فونتاناروسا ..رائعة
نعم لمارادونا ..لا لغالتييري لأوسبالدو سوريانو ..جميلة
حكاية عامل غرف لروبرتو فونتاناروسا .. رائعة للغاية
عجوز ينهض واقفُا لإدوارد ساتشري مملة
الحكم غاياردو بيريث لاوسبالدو سوريانو جميلة
مقصية مزدوجة لإدوارد ساتشيزي مملة
كانسينو المجنون لروبرتو فونتاناروسا رائعة
أطول ركلة جزاء في العالم لأوسباندو سوريانو جيدة
مونتيس في باحة منزله مملة
مراقبة الطيور لروبرتو فونتاناروسا مملة للغاية
أعتقد يا عزيزتي أن ابنك أفسد الأمر لخورخي فالدانو مملة
سيكستو فيغاتسا لروبرتو فونتاتاروسا جيدة
عالم بدون كرة قدم لغوتستابو لومباردي جميلة


في النهاية هي مجموعة قصصية تتمحور حول شغف هذا الشعب بكرة القدم ..
.. وكيف لنا ألا نحب الارجنتين وقد أنجبت لنا أعظم من لعب كرة القدمليونيل ميسي وديغو مارادونا
فلتحيا الأرچنتين لأنها جلبت مارادونا وليونيل

[Raya راية · Rating 5 out of 5]

سمعت لأول مرة باسم "الأرجنتين" في مسلسل كرتوني كنت أتابعه في صغري، وهو "وداعًا ماركو" والذي يحكي عن قصة الطفل ماركو الذي يذهب إلى الأرجنتين للبحث عن والدته وينتقل من مدينة إلى أخرى، ومن خلال أيضًا عرفت مدينة بوينس آيرس. وأذكر أنني أحببت ذلك الاسم "الأرجنتين" فله وقع لطيف وموسيقي في الأذن. الأرجنتين في اللغة اللاتينية تعني بلاد الفضة، والبلاد البعيدة التي تقع في الجزء الجنوبي من الكرة الأرضية. وحين نتحدث عن الأرجنتين فأننا نتحدث عن أُمّة تتنفس كرة القدم، شعب يعشق الساحرة المستديرة، وقد أنجبت الأرجنتين العديد من أساطير هذه الرياضة كمارادونا وباتيستوتا وحين نتحدث عن الأرجنتين فأننا نتحدث عن أُمّة تتنفس كرة القدم، شعب يعشق الساحرة المستديرة، وقد أنجبت الأرجنتين العديد من أساطير هذه الرياضة كدي ستيفانو، وماريو كيمبس، ودييغو مارادونا وغابرييل باتيستوتا وخافيير زانتي وليونيل ميسي وغيرهم الكثير، ولن أتحدث عن عشقي لمنتخب التانغو أو "البيثليستي" وتعني اللونين الأبيض والأزرق السماوي نسبة لألوان قمصان المنتخب، ولن أتحدث كذلك عن مدى خيبتي بأدائهم الخائب في المونديال الأخير، لكن الأمل يبقى في أبناء هذه البلاد التي لا تعرف عشقًا سوى الساحرة المستديرة.

أحببت جدًا هذا الكتاب فهو يمزج سحر الأدب اللاتيني بسحر الكرة، فتشعر بأنك تحلّق بعيدًا إلى تلك البلاد وتشاهد مباريات الدوري الأرجنتيني، والكلاسيكو الناري بين بوكا جونيورز وريفير بليت، فتسمع هتافات الجماهير التي تشجع بجنون لا يعرفه إلَا شعوب البلاد اللاتينية، وتختلط بأجوائها وطقوس شعبها.

أنا سعيدة جدًا بأن هكذا كتب أصبحت بمتناول القارئ العربي والمُحب لكرة القدم أيضًا. شكرًا جزيلًا للمترجم الأستاذ محمد الفولي على ما قدمّه لنا في هذه المجموعة الممتعة أشد المتعة، وأتمنى أن أرى المزيد من الكتب الرياضية في قادم الأيام.

"كان ميسي يُعد حينها أفضل لاعب في الكوكب، اتخذه آلاف الأطفال في كل أنحاء العالم كنموذج يجب الاقتداء به، بل حلم يجب الوصول إليه. كان ميسي صورة مُجسّدة لكرة القدم، بل نوعًا من الكرة يُحاكي –وربما- يتخطى الواقع الافتراضي. كان صورة لكرة القدم التي تبتكرها المُخيلة. استمتع الكل بمهاراته، حتى حينما لم يتمكن أحد من تفسير القدرة البدنية لهذا البشري الصغير."

...

[Wissal H · Rating 3 out of 5]

حكايات من الأدب الأرجنتيني تصف حب و عشق الشعب الأرجنتيني لكرة القدم، ثلاثة قصص أبطالها تدور حياتهم حول تتبع فريقهم المفضل في هذه الرياضة العجيبة.

رياضة كرة القدم لها ميزة خاصة في كل شيء توحد الجميع و تشعل شرارة المنافسة في قلوب الجميع، عشاقها بالملايين في هذا العالم الذي يعج بالرياضات لكنها تبقى الأشهر و التي تحتل مكانة خاصة لدى الجميع، سكان القارة اللاتينية أبطالها دون منازع هم أصحابها، ليسوا فقط عشاقا لها بل هم الأكثر إتقانا وهي الأكثر انتشاراً في كل أحياء أمريكا اللاتينية.

لا يمكننا التحدث عن كرة القدم دون ذكر مكانتها في كل البرازيل أو الأرجنتين مثلا وهذه الرواية وصفت بدقة مدى عشق الأشخاص لهذه الرياضة و إيمانهم الراسخ بأنها الأفضل و الأكثر استحقاقا للمتابعة و الحب.

رواية لطيفة رغم عدم حبي و متابعتي لكرة القدم.

[Odai Al-Saeed]

عادة ما تتقاطع ميول المثقفين مع هوس كرة القدم بحيث أنها تغدو مغربة خارج عن إهتمامتهم البتة...لي أصدقاء كثر لا يشاركوني الإهتمام بهذه المستديرة
في الأرجنتين هناك مليون لاعب مسجل في القوآذم الرسمية للنوادي المختلفة وكرة القدم لديهم كالهواء والماء ....أحلامهم تتسطح بعيداً عندما يفشل فيهم شخص ما في الإقتران بهذه اللعبة الساحرة ...من هذا المنطلق جاءت فكرة هذا الكتاب الذي يحكي نوادر ومفارقات في خضم هذا الهوس بأقلام شخوص مختلفة ...كتاب مسل ومتع

[Hadeel · Rating 5 out of 5]

الكتب التي تتحدث عن أمر تحبه هي المفضلة بكل تأكيد، بعض المختارات لم تكن بتلك الروعة لكن الكتاب ككل كان رائع ولذيذ واستمتعت به وهذا المهم، بالنسبة لي عالأقل❤️

[Amy · Rating 5 out of 5]

توازي جمال هدف في الدقيقة تسعين, في بعض القصص مفاجآت صادمة كضربة جزاء في الدقيقة نفسها بمباراة نهائية. 👍

[Noor Abd-alhadi · Rating 4 out of 5]

هذا المزيج من الحكايات التي تتمحور حول كرة القدم يعكس بوضوح كيف تجاوزت كونها مجرد وسيلة للترفيه إلى كونها جزءا من ثقافة شعب يتنفس هذه اللعبة المجنونة التي تحبس الأنفاس وتغير مسارات الحياة وتوقف قرارات وتدفع ل��تخاذ أخرى كما أنها تمنح الحياة متعة وتضفي عليها نكهة وتنتزعنا من براثن اليأس وتذكرنا بطعم النجاح بنفس قدرتها على القيام بالعكس..
كرة القدم هي أكثر بكثير من مجرد ركل الكرة بارجل 11 لاعبا هي أكثر بكثير من مجرد النجوم الذين يصبحون معشوقي الجماهير هي أكثر بكثير من البطولات والكؤوس كرة القدم هي حياة بأكملها؛ النجاح والحزن والخداع واليأس والأمل والنجومية والانطفاء والتميز والفشل هي فريق يعمل خلف الكواليس يملك من الشغف أكثر بكثير ممن هم في الصورة وأمام الجماهير ..هي مشجعون تمثل مباراة يوم الأحد بالنسبة لهم أكثر من مجرد متنفس من هموم الأسبوع
الترجمة العبقرية التي ذكرتني بترجمات صالح علماني أضفت جمالية وروحا إلى النص المفعم بالحياة والنابض بالصدق.. حكاية عامل الغرف التي عنوان الكتاب أيضا من أكثر القصص عبقرية وتشويقا وتاثيرا بالإضافة إلى قصة حارس المرمى الذي أفسد المباراة...
الكتاب ينظر إلى كرة القدم بصورة مميزة بوصفها جزءا من حياتنا بل بوصفها حياة بأكملها..

[Marwa Eletriby · Rating 3 out of 5]

مختلفة
في حكايات ممتعة
في بعض المقاطع شعرت بنوع من التوهان

[Ahmed Mohsen · Rating 4 out of 5]

حكاية عامل غرف، مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني
..
تشبه الكتب بعضها بعضًا إلى أن يأتي كتابٌ يُحلِّقُ وحده خارج السرب، وهذا التحليق المتفرّد لا يؤدي دائمًا إلى نهايات جميلة، إلا أنه كن كذلك في هذا الكتاب الذي بدأه المُترجم ومُختار القصص الصديق العزيز مُحمد الفولي بتوفيق كبير وأحرز هدفًا مُبكرًا باختياره ذلك الاسم الجميل "حكاية عامل غرف" وهو اسم إحدى قصص الكتاب وأجملها وأكثرها عبقرية. الكثير من قراء الأدب المحبين للكرة سيشعرون أثناء قراءتهم هذه القصص أن عالمين بدا وكأنهما شديدا البعد كل منهما عن الآخر قد التقيا في مزجٍ جماليٍّ عجيب، ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أن كاتبي القصص من أرض الكرة والكلمة: أمريكا الجنوبية، وبالأخص الأرجنتين: أرض بورخس ومارادونا.
رغم أنني عشت سنين من حياتي كانت كرة القدم فيها لعبًا وتشجيعًا ومُتابعة هي محور أنشطتي ثم غابت رويدًا رويدًا ليحل محلها الأدب والكتابة والقراءة، فإنني لم أتخيل يومًا ما يمكن أن يكون وراء هذه المباريات التي نشاهدها من كل تلك الحكايا والحيوات والقصص التي تُبكي أحيانًا وتُهدش أخرى. تحدث محمد الفولي مترجم الكتاب في المقدمة عن ثلاث فئاتٍ قد تهتم بقراءة الكتاب، وهذه في نظري أهم وأكبر ميزات الكتاب، وهي اتساع دائرة من يثيرهم ما فيه، وفي نفس الوقت، بخلاف كتب أخرى تحاول فعل ذلك، فهو ليس كتابًا صحفيًا أو هاويًا كتبه أحد مشجعي الكرة القدامى، وإنما هو أدبٌ أصيلٌ يبلغ في بعض قصصه الغاية في الإتقان والجودة الأدبية. الفئة الأولى هم محبو الكرة من غير قارئي الأدب، وهؤلاء –مدفوعين بحبهم لتلك الساحرة المستديرة- سيدخلون عالمًا طالما كان سؤال كيف يمكن أن يُقدَّم إليهم وإلى غيرهم من غير المحتكّين به سؤالا مؤرِّقًا لكل حاملٍ لهمِّ الأدب والثقافة. أما الفئة الثانية فهي أولئك القراء الذي لا يهتمون بالكرة ولا يرون فيها أكثر من صراعٍ لا معنى فيه بين اثنين وعشرين لاعبًا حول كرة من الجلد. سيدرك هذا النوع من القراء أن الأمر –على الأقل في أماكن وأوقاتٍ معينة- كان ماء الحياة وخبزها كما كان الشعر للعرب والمسرح لليونان. والفئة الثالثة هي أوفر الفئات حظًّا ونصيبًا، وهم أولئك المحبين لكلا العالمين فسوف يعيشون مع الكتاب لحظاتٍ مرّوا بها من خلال رحلتهم بين الكلمات وملاعب الكرة، غير أن هؤلاء لن يُعدموا من الدهشة أثناء رؤيتهم هذا الفنّ الجميل الذي يصوّر أرواحًا خلف الكرة لا مجرد سيقان.
تتنوع القصص الخمسة عشر المختارة على مستويات عدّة، فمنها ما تدور أكثر أحداثه داخل الملعب وبين المردجات، غير أنه دائمًا سيختلف عن مشاهدة نفس الأمرعلى الشاشة بأنه سينفذ إلى النفس الإنسانية وحركتها داخل ذلك المستطيل الأخضر وخارجه، سيتحدث عن أحلامها وآمالها وآلامها وانتقابها من الطيران في أعلى سماء إلى أن تنكسر على صخرة بين دقيقة وأخرى. تأتي ثاني قصص الكتاب بعنوانها الجميل: "الحياة التي نظنّها" لثاني أكثر كتّابي المُفضّلين من الخمسة أصحاب قصص المجموعة. لإدواردو ساتشيري كاتب هذه القصة عبقرية خاصة تتميز بها قصصه وهي النفاذ إلى أعماق أبطاله وقدرته على الحديث عن مشاعرهم بطريقة تخاطب في كل قارئ ذلك الإنسان الذي يُحبّ ويُهزم وينكسر ويحيا ويصر على الحياة. تحكي قصّته الأولى حكاية فتاةٍ وجدِّها العجوز العاشق للكرة، وعن ذهابهما للملعب لوداع المدرجات رغم تحذريات الأطباء له من مضاعفات انفعالاته العصبية، غير أن الوداع لم يكن كما تمنّت الفتاة التي لم تكن تعرف الكثير عن كرة القدم، وبعد أن عادت الفتاة يملؤها الأسى على رحيل جدّها المنتظر بوداع لم يرده، يحدث خلاف ما أعدت له نفسها.
بعد ذلك تأتي أولى قصص العبقري "روبرتو فونتاناروسا" والذي شارك "ساتشيري" مكانته عندي، ولم يرفع كعبه إلا قصته العبقرية "حكاية عامل غرف"، لكننا إن وضعنا في مقابلها "عجوز ينهض واقفًا" هذه الملحمة الإنسانية، التي عشنا أقسى منها ولكنّنا لم نجد من ينطق عن أولئك العجائز حتى الآن، وسأعود للحديث عن كلا القصتين لاحقًا، لكنني أردت القول إن لكل واحد من الكاتبين قصة تجعلني غير قادر على رفع أحدهما عن الآخر، غير أن لكل واحد ملحمه الذي يتميّز فيه، ف"ساتشيري" واقعيٌّ وبارع في الحديث الإنساني، و"فونتاناروسا" خبير بالكرة وأسرارها على ولعه بعوالمه السحرية فكانت أغلب قصصه فيها رائحة الواقعية السحرية اللاتينية. فأول قصة له "مذكرات جناح أيمن" تحكي عن مذكرات لاعب في لُعبة كرة القدم الخشبية التي لعبناها جميعًا في صغرنا حين يُمسك كل لاعب بمقابض خشبية كل مقبض حين يلفُّه بيده ينقلب كل اللاعبين المُعلّقين بهذا القضيب الخشبي فيحرز هدفًا أو يصدُّ هجمة. تسلّل "فونتاناروسا" إلى عقل ذلك الجناح الأيمن وقصَّ علينا فيما يفكّر وكيف يرى نفسه.
ثم يصوّر "أوسبالدو ساريانو" أحدث الثلاثة أصحاب القدر الأكبر من القصص شوارع الأرجنتين أثناء المباراة التي أحرز فيها مارادونا هدفيه الأشهر: الهدف الذي أحرزه "بيد الله"، والآخر الذي غزا فيه إنجلترا كلها، تنمزج في القصة أحداث المباراة مع وقائع تاريخية تتعلق باحتلال إنجلترا لجزر في الأرجنتين حيث أقيمت المباراة في ذكرى حرب الفوكلاند بين الأرجنتين والأسطول الإنجليزي والتي انتهت بانتصار الإنجليز وسيطرتهم على الجزر، ليعود الأرجنتيون إلى المطالبة برد تلك الجزر يهتفوا باسم "مارادونا" بدلًا من "غالتييري" –القائد الذي أضاع الجزر من قبل- كي يعيدها لهم كما انتصر لهم على الإنجليز في نصف نهائي كأس العالم 1968 بالمكسيك، قبل أن يفوزوا بالبطولة.
بعد ذلك تأتي جوهرة الكتاب قصة "حكاية عامل غرف" التي يحكي فيها "فونتاناروسا" على لسان عامل غرف قضى خمسةً وعشرين عامًا في مهنته بأحد أندية الأرجنتين. يحكي هذا العامل من موقعه بين غرف الملابس وتحت مدرجّات المشجعين حكاية لاعب مغمور أتى من المجهول وصعد كشهابٍ إلى أعلى نقطةٍ للمجد يمكن أن يصل إليها لاعب في ظروفه، ثم في مباراة الحُلم يحدث ما لم ينتظره أحد فيتهاوى كل شيء ويعود ذلك اللاعب إلى طيّ النسيان، تقطر القصّة ألمًا وفجيعة، وتحكي عن الفشل وعمّن ابتلعهم النسيان، وتمزج في نهايتها الواقع بالفانتازيا والأسطورة كبقية قصص "فونتاناروسا".
يعود "إدواردو ساتشيري" مع أعظم قصصه والدرّة الثانية من درر الكتاب: "عجوز ينهض واقفًا". في هذه القصة نحن بصدد أديب عظيم وكاتب يملك أدوات الكتابة امتلاكًا يجعله يكتب قصّة يظل متردّدًا في أولها في اختيار راويها، يفعل ذلك بحرفية شديدة. هذه القصة ليست فقط من أفضل قصص هذا الكتاب، بل هي من أفضل القصص التي قرأت على الإطلاق. قصّة عن الفقد، والهروب، والعودة، والراحلين الذين لا يغادروننا أبدًا. قصّة عن عجوزٍ ينهض واقفًا، فلماذا فعل؟ يقول في واحدة من أجمل أجزاء القصّة:
"لم يعرف الفتى شيئًا عن الأمر في هذا المساء. لقد عاشه ولكنّه لا يعرفه. أن تعيش شيئًا أمرٌ وأن تعرفه أمرٌ آخر. قد تبدو المسألة واحدةً لكنّها ليست كذلك. هناك فرق بين أن تحدث أشياء لك وأن تُدرك أنها تحدث لك".
بعدها يحكي "أوسبالدو سوريانو" عن عالمٍ مُتوحِّشٍ من مشجعي كرة القدم حيث يُمكن أن تُكسر عظام اللاغبين مع الحكم لأنّ هدفًا أحرزه الفريق الضيف قبل نهاية المباراة، بعد قراءة هذه القصة وتفاصيلها سيعرف القارئ أن جمهور الكرة هذه الأيام مع كل ما يحدث هو جمهور مهذّبٌ و"وديعٌ" جدًّا. ثم تتوالى القصص في مزيج جميل بين إنسانيّات "ساتشيري" في قصصه: "مقصيّة مزدوجة" عن أخوين لعبا معًا الكرة في صغرها وكان أحدهما حارس مرمى والآخر لاعب وسط عاشا لحظةً ملحميّةً في شبابهما ثم عادا ليعيشا ذكراها حين بلغا من الكبر مبلغًا لم يمنع تلك الملحمة من أن تفارقهما، و"مونتس في باحة منزله" حين نعيش اللحظات الأخيرة لرجل أقدم على الانتحار ولم يؤخره عن ذلك إلا مباراة "كلاسيكو" بين الفريق الذي ظل طوال عمره يشجعه وغريمه، فكيف سنتنتهي حياته؟ أما "فونتاناروسا" فيكمل بخياله قصصه التي تبدأ في الملعب قبل أن تبرز لها نافذة تنقلها إلى عالم آخر يكسو قصصه بطابعه الخاص. إلى جانب أولئك الثلاثة الكبار، نقرأ قصّة جميلة ل"خورخي فالدانو" جميلة الحكي والنهاية عن فتىً حلم حُلمًا في ليلة أهم مباراة له في البطولة، ثم استيقظ ليتحقق الحلم الذي حلم به، غير أنه يفسده، ليقول أبوه طريح الفراش في المشفى القريب من ملعب الكرة لأمه: "أعتقد يا عزيزتي أن ابنك أفسد الأمر". وفي آخر القصص يسشترف "غوستابو لوباردي" العالم بعد أربعة قرون حين تكون كرة القدم لعبة اندثرت مع ساكني الأرض الذين غادروها هم ولعبتهم التي لم تعد سوى مجال للدراسات عن شيء ملك على الإنسانية لُبّها طوال قرون.

بقي أن أشيد بالترجمة شديدة الجمال التي لم أشعر في أي سطر من سطورها أنني أقرأ قصصًا مُترجمةً، لا في التراكيب ولا في الألفاظ. سلاسة الترجمة وكثرة الألفاظ والتعبيرات بنت اللغة العربية جعلت منها نصًّا شديد الألفة على القارئ العربي، وأخرجته عملًا أدبيًّا جميلًا حافظ على جمال ذلك النوع الفريد من الأدب. فشُكرًا للصديق العزيز مُحمد الفولي على مجهوده لإثراء المكتبة العربية بهذه المختارات الجميلة في كتابٍ يسدُّ مساحاتٍ كثيرةً ناقصة، أ��مها تلك الكتب التي تصلح كبوّابة لمن يريد أن يبدأ علاقة مع الكتب.

القاهرة
20 أبريل 2018

[Najat Alheela · Rating 3 out of 5]

إن كان هناك أمر يلفتني في كرة القدم، فهو “الحماس” الذي يكون عليه محب كرة القدم أو مشاهِده، وباعتبار أن معظم إخوتي عشّاق لكرة القدم… فلطالما عشتُ من أجواء طفولتي من صدى هذا الحماس… الذي كنتُ أمتعض منه أحيانًا ما، وأندمج فيه أحيانًا أخرى.

الكتاب عبارة عن ١٥ حكاية من أدب كرة القدم الأرجنتيني، وأعجبتُ كثيرًا بحكايتيْ “الحياة التي نظنّها” و “عجوز ينهض واقفًا”. أما الأولى؛ وجدتها تلامس الكثير من المشاعر في حين كانت الأخرى مذهلة السرد… لم أقرأ أسلوب سردي بهذا الشكل وقد راقتني وشغفتني… وكِلا الحكايتين للمؤلف نفسه؛ إدواردو ساتشيري.

وأعجبتُ أيضًا بظرافة حكاية “الحكم غاياردو بيريث”، وأما “حكاية عامل غرف” فشدّتني قليلاً.

أما بقية الحكايات؛ فمعظمها تهتُ في أحداثها… لا أدري، ربما لأنها احتوت على الكثير من مصطلحات كرة القدم أو ما يمسّ من خصوصيات التاريخ الأرجنتيني من حيثيات كرة القدم.

[m · Rating 3 out of 5]

ترجمة فذّة على أعلى مستوى.
مقالات تأخذك لأعماق لا بومبونيرا و المونومومنتال و حالات الجنون الجماهيري في المدرجات.

بعض المقالات كانت شيّقة بينما الآخر لم يتعدى كونه كلام إنشائي في إطار صحفي.

[Mohammad Alrasheed · Rating 4 out of 5]

لست متابعاً جيداً لكرة القدم. لكن هذا الكتاب جعلني أشاهد عدة مباريات بين دفتيه. قصص جميلة. وأشيد كذلك بالترجمة الممتازة

[Amr Fahmy · Rating 5 out of 5]

مجموعة مبهرة لكل من عاش كرة القدم، لا أقول من عرفها أو تابعها في فترة ما، بل من عاشها.
حاولت إطالة وقت قراءتها وحزنت حين انتهت، صحيح أنني تعلقت -وإحدى القصص في طور الترجمة- بشخصية داردو غاريدو ولكن ما إن قرأت بقية المجموعة حتى وجدت قصصا توحدتُ معها.
المترجم برع في نقل كل شيء، جعلني ضيفا على مائدة أغوستينا وجدها بعد مباراة خيمناسيا، ألبسني قميص فريق مجهول هو إستريا بولار، عانيت مأساة اللعب على أرضية باردا ديل ميديو، وبحثت عن كانسينو في الشوارع، وتمنيت أن يوفق الدكتور ريفاس في مهمته، وكثير غير هذا.
قد تُرى شهادتي مجروحة، ولكن لا يهم

[Youssef Reda · Rating 4 out of 5]

ترجمة رائعة

[Osama Gharieb · Rating 4 out of 5]

كانت هذه الهتافات توجه له من المدرجات لأن الجماهير لم تحمل رؤيته بهذا الحزن، لكنه كان ينفجر في البكاء مثل الأطفال.

حسنا يا فتى. يوما حين تصبح عجوزا ، ستسير مغردا هنا وهناك بأنك سجلت هدفا في "القط" دياث، لكن حينها لن يتذكرني أحد

ومن قصة الحياة التي نظنها لـ إدواردو ساتشيري التي أعجبتني قصصه أكثر من غيرها، وحين ظنت الفتاة بأن جدها قد توفي من جراء هزيمة فريقه في المباراة الأخيرة التي صحبته فيها مرغمة :
أحيانا لا تفعل الحياة معنا سوى ما ترغب فيه، كنت مستعدة لسماع صوت الجدة، ألمها وحزنها وحاجتها لأن تخبر والدتي بالأمر أولا، لكن ما لم أكن مستعدة له – وأقسم على هذا – هو صوت الرجل، الهاديء، المنخفض، المكتوم، الذي سألني:
- اهلا يا كرتي الصغيرة. تحققي مع من سنلعب في المباراة المقبلة على أرضنا

[Batool · Rating 3 out of 5]

في ٢٠١٨ حينما صدر الكتاب ومع انطلاقة كأس العالم بدأ اصدقائي الذين تجمعني بهم حب القراءة وكرة القدم بقراءة هذا الكتاب. تحمست حينها لكن شغلتني الدنيا.
قصص من كتاب عديدين تدور محورها عن كرة القدم، أعجبتني بعضها وخصوصًا "مونتيس في باحة منزله" و "أعتقد يا عزيزتي أن ابنك أفسد الأمر." لأسطورة ريال مدريد فالدانو
عمومًا أنصح به لمحبي اللعبة.

[Esraa · Rating 3 out of 5]

[image error]

[image error]


القصص في مجملها متوسطة لكن أجملهم كانوا:
- قصة الحياة التي نظنها لادواردو ساتشيري 5/5
علاقة الجد بحفيدته❤
"لا تشعري بالضيق يا كرتي الصغيرة. لا تستائي، الحياة التي نظنها شيئا، تتغير بعد ذلك، تنقلب وتستحيل لشئ آخر، وفي النهاية تفعل الحياة ما يحلو لها."

- قصة حكاية عامل غرف/ روبرتو فونتاناروسا 4/5
ربط بينها وبين اسطورة سيزيف.

- قصة الحكم جاياردو بيريث/ اوسبالدو سوريانو 3/5

- قصة كانسينو المجنون/ روبرتو فونتاناروسا 5/5 تخيل مشهد بكاء لاعب بسبب تأخر فريقه في تسجيل هدف واستخدامه راية العارضة كمنديل قتلني ضحك😂 وباقي القصة كان مثير جدا.

- عالم بدون كرة/ جوستابو لومباردي 5/5
فكرتها جديدة وتخوف. اللي هو ازاي نعيش من غير كورة😅.
"عدت لأشعر، لا، بل لأهتز من الداخل مثل أسلافي والفضل في هذا يعود لكرة القدم، لهذا سأبحث عنها لأنقذها من النسيان، قبل انقراضها بالكامل، وكي تنتشلني من هذا الواقع الأليم"

[Saleh Al-Nabhan · Rating 5 out of 5]

حكاية شغف
قراءة في المجموعة القصصية ”حكاية عامل غرف“
مختارات من أدب كرة القدم الأرجنتيني
اختيار وترجمة: محمد الفولي

يصدِّر المترجم اختياراته الرائعة لنصوص هذه المجموعة بقول ”خورخي لويس بورخيس“: "لا يوجد ما هو أكثر انتشاراً من الغباء حينما يتصارع أحد عشر لاعباً مع أحد عشر لاعباً على الركض وراء كرة، فهذا الأمر ليس به شيء من الجمال" (ص7).
مخالفة أو موافقة بورخيس رأيه ليست هي القضية؛ فهذه مجموعة قصصية كتبت بحس إنساني عميق وبأسلوب أدبي إبداعي مبهر بغض النظر أن يكون موضوعها كرة القدم تحديداً. ولكن عندما يبلغ الشغف بهذه الساحرة المستديرة أقصى حالاته، وأن تصبح الأرجنتين كبلد وكشعب يتنفس كرة القدم؛ فلا غرابة أن يحتل موضوع كرة القدم كل هذه المساحة من الكتابات الأرجنتينية الإبداعية المتنوعة. أتذكر وصف الروائي البحريني القدير فريد رمضان إحدى قصص هذه المجموعة بأنها تمثل ورشة حقيقية في فن كتابة القصة القصيرة، ويقصد بذلك قصة "عجوز ينهض واقفاً" للكاتب إدواردو ساتشيري.
يشكل ذلك العجوز محور قصة أخذت بالتبلور في ذهن الراوي العليم في اللحظة التي فرض العجوز نفسه في المكان وصنع حكايته. الهوامش التي يتحرك من خلالها الراوي هي التي صنعت الحبكة وأضفت عليها عمقاً يسند الحكاية ويلملم أطراف أزمانها لتتسلل شخصياتها بانسيابية آسرة جعلت الراوي نفسه يتساءل: "من أين جاء هذا الحوار بين العجوز ومن جاوره في المدرج" (ص81).

تبدأ المجموعة بقصة "الحب الأول" لأوسبالدو سوريانو وهي مقارنة مدهشة بين نشوة تسجيل أول هدف ونشوة أول ممارسة حب، وكأن الشغف واحد والنشوة تتكرر بارتعاشات شتى. ليتحول الشغف في القصة الثانية إلى قاتل عندما تقودك الخسارة إلى مكابدة ثم مقاومة الألم المتجسد في ألا تصبح الحياة مجرد قطعة الخراء التي هي عليها الآن. في القصة الثالثة "مذكرات جناح أيمن" يؤنسن الكاتب روبرتو فونتاناروسا الجناح الأيمن للعبة الـ Foosball أو الـ Table football ويستنطق كل مشاعره في مواجهة شتيمة الجمهور وكل ذنبه أنه يتحمل كل أخطاء من يحركه الذي يستحق منه شتيمة مضادة كثأر مؤجل لابد من استيفائه.

في قصة "نعم لمارادونا.. لا لغالتيري" تتأرجح حكاية أوسبالدو سوريانو بين السياسة والحرب التي عُرفت بأزمة جزر الفوكلاند وهدف مارادونا على انجلترا الذي خدع به الحكم التونسي علي بن ناصر. ذلك الهدف الذي تدخلت اليد الإلهية بتسجيله كما يزعم مارادونا ومن رائه جمهور الارجنتين الشغوف بكرة القدم حد الثمالة. وفي عالم الكرة لا ينتهي الشغف عند اللاعبين أو الجمهور، بل يتعداه إلى عامل الغرف الذي يعتقد أن دوره لا يقل إن لم يكن أهم من في الملعب.. نعم، هو يعني ذلك تماماً، فهو يعتقد أنه يؤدي دوراً روحانياً. ففي هذه القصة "حكاية عامل غرف" يمزج الكاتب روبرتو فونتاناروسا طموحات رئيس النادي السياسية واتخاذه من النادي منصة يقفز من خلالها نحو أشياء أخرى ترى في الشغف الكروي غاياتها النهائية، ولا يهم من يحقق لها هذه الغايات، فدائماً ما تجد من يحملون أقداراً أسطورية كاللاعب غارديو صاحب المهمة السيزيفية. وقد يقود الشغف مونتيس اليائس الذي أراد أن ينتحر في باحة منزله في قصة إدواردو ساتشيري إلى اكتشاف إشارات أخيرة قد تردع قراره بالانتحار. "كان يفكر بينما توقع أن يتم الأمر برغبة عمياء واحدة وهي الضغط على الزناد" (ص134). تتكثف كل تفاصيل أحداث تلك اللحظة.. لون السماء.. تغريدة عصفور في أجواء قيلولة الأحد الرمادية.. صوت سيارة مسرعة بكاتم صوت مثقوب. تفاصيل صغيرة استدعتها اللحظة تخص طفولته المرعبة.. وحشية ليالي الأحد على المحبطين أمثاله.. يتفحص مسدسه فيسمع صوتاً معدنياً بعيداً، نسمة هواء خفيفة تهز شعره الطويل. وسط كل هذه التداعيات اللحظية ينفذ إلى أعماق ذاته فيتذكر أنه "كان يخشى الصلع كي لا يرى في ذاته أي شبه يجمعه بوالده". كان الصوت المعدني الذي يسمعه هو صوت الراديو عند أحد جيرانه. ميّز أصوات المعلق والمحلل والمذيع. يرفع المسدس ويلصق الفوهة بصدقه، يتواصل صوت الراديو جلياً. سمع صوت المعلق يعلن عن هدف، "أدهشه أنه مازال حياً. لا يعرف لأي سبب ملعون عاد صوت المعلق بينما سلاحه في يده في الباحة أسفل السماء الرمادية القذرة. لا يمكنه أن يموت الآن دون معرفة ما الذي سيحدث. رحيله بهذه الطريقة سيعد خيانة. ولكن مهما كانت النتيجة لن يتغير شيء. المزحة الكبرى الآن أن الأمر يهمه، وعليه أن ينتظر وأن يعيد السلاح. يرتعش من هذه الفكرة كما لم يرتعش أمام هاوية الموت السوداء". وإذا كان صوت الراديو أنقذ مونتيس من الموت انتحاراً، فإن نفس الصوت، صوت الراديو، في قصة "مراقبة الطيور" للكاتب روبرتو فونتاناروسا يكثف الزمن، فهو، أي صوت الراديو، "أقبح بكثير من الذهاب إلى الملعب، هو أشبه بالشجار مع شخص في غرفة مظلمة" (ص147). هكذا إذن هي انفعالات مجانين المشجعين في معايشة الحدث الكروي "يزداد عمرك خمس سنوات مع كل كلاسيكو" إذ أن معرفة النتيجة بعد المباراة أرحم بكثير من مكابدات الألم الذي يكثفه المذيع وخزة وخزة تنخر جهازك العصبي.. ومع الخبرة، وشيئاً فشيئاً، تستطيع مشاهدة المباراة من خلال هتافات الجمهور فقط.!!

يختتم المترجم اختياراته الرائعة لهذه المجموعة بقصة غوستابو لومباردي "عالم بدون كرة"، يستشرف فيها أحداث سنة 2463 بعد انهيار العالم القديم (عالمنا الحالي) ونشوء عالم جديد خالٍ من لعبة كرة القدم. يقوم الراوي وهو باحث في التاريخ القديم بالتحري عن حدث مؤلم وقع في مونديال سنة 2018 لمنتخب الأرجنتين، إذ بعد فوز ذلك المنتخب بكأس العالم للمرة الثالثة وامتلاك الكأس يكتشف الاتحاد الدولي لكرة القدم أن اللاعب ليونيل ميسي كان قد خضع لعملية تطوير جيني (عملية بدائية وفقاً لعلوم سنة 2463) على يد الدكتور رابيلدو أحدثت تغيرات بيوميكانيكية هائلة على قدرات اللاعب مكنته من قيادة منتخب بلاده لتحقيق الفوز بالكأس. وعلى إثرها يقرر الاتحاد الدولي لكرة القدم سحب الكأس وتعليق عضوية الأرجنتين فيصاب الشعب الأرجنتيني بـ "انهيار قومي حقيقي". يقود الشغف هذا الباحث - الراوي - للتحري أكثر عن هذه اللعبة التي اندثرت فعلا ولم يعد أحد يلعبها الآن سوى بعض الشعوب المنسية في الملاحات الشرقية من الكوكب، تمارسها تلك الشعوب كطقس ديني عتيق.

صالح النبهان
الأول من يوليو 2018

http://salehalnabhan.blogspot.com/201...

[Harith Alrashid · Rating 3 out of 5]

مجموعة قصصية لطيفة من كتاب مختلفين من الارجنتين تدور حول كرة القدم مليئة بالشغف ومحبة هذه اللعبة الشعبية بعض القصصفي اندية ريفية صغيرة وبعضها في اندية كبرى في الارجنتين كمحب لكرة القدم اعجبتني هذه المجموعة

[Bodour Bahliwah · Rating 3 out of 5]

ربما لأنني لا أهتم بعالم الكرة! ربما

[Ali Khalaf · Rating 5 out of 5]

لا أدري من أين أبدأ ولكن أعلم أن هذه من أجمل ما قرأت وقراءتها تعيد لي شغفي بكرة القدم كلما خبى وتكونت لدي عادة بأن أقرأ قصة من هذه المجموعة قبل أن ألعب كرة القدم لكي ألعبها بشغف وحب، الترجمة قديرة جداً، متقنة، أدبية بإمتياز وشاعرية.

[Afrah · Rating 5 out of 5]

‏مختارات كروية جميلة احببت قصة الحياة التي نظنها.

[جاسم كلمد · Rating 4 out of 5]

هذه المجموعة القصصية، ممتعة.. ومدهشة..

أحببت جدًا القصة الثانية في هذه المجموعة والتي تحمل عنوان: "الحياة التي نظنها"
قصة جميلة جدًا، تستحق أن يبتاع الكتاب من أجلها

قصة أخرى فاجأني اسم كاتبها، ألا وهو خورخي فالدانو! إنه لاعب منتخب الأرجنتين في كأس العالم ١٩٨٦.. أتذكره جيدًا وأتذكر هدفه في نهائي ذلك الكأس.. واليوم قابلته كأديب.. ولا أخفي عليكم قصته جميلة ومحبوكة كما لعبه..

وهناك قصة وهي الأخيرة في المجموعة، بالإمكان إدراجها تحت نوع الخيال العلمي..

شخصيًا استمتعت بهذه المجموعة، التي اختار قصصها وقام على ترجمتها محمد الفولي..
الترجمة جيدة جدا وسلسة، وهو أمر يجب الإشادة به ..

شكرًا لك سيدي المترجم على اختياراتك وترجمتك الجميلة..

من يحب كرة القدم فليطلع على هذه المجموعة، أما من لا يحب كرة القدم ويرى بأن الادب لا يمكن معالجة موضوع كهذا، فليقرأ هذه المجموعة ويتعلم


راجيًا للجميع قراءة ممتعة 🌹

[Ahmed Saleh · Rating 4 out of 5]

ليست كرة قدم وحسب، انما أكثر من ذلك.

[Hazem]

ممتع وانصح محبي الكرة بقراءته

[Mohamed Elnaggar · Rating 5 out of 5]

باختصار شديد كل شئ في بلاد الفضة يدور حول كرة القدم .
ذلك العجوز الذي حدثت له ازمة قلبية جراء احراز فريقه لهدفين في اخر 5 دقائق من المباراة و نجاحهم في تفادي الهبوط و كان بقاءه علي قيد الحياة نتيجة هذا الحدث صدفه و رغم تحذير الاطباء له بعدم حضور المباريات لكنه ما زال يحضرها خلسة دون علم زوجته .
مارادونا الملهم و كيف تسبب اقصاؤه لانجلترا في كاس العالم 1986 في بث الروح للشعب الارجنتيني للمطالبه باستعادة جزر فوكلاند بعد ان استسلم بويرتو ارخنتينو و اصبحت تحت حكم انجلترا .
عامل غرف الملابس و قصة غاريدو المحزنه و موسمه الرائع الذي كان قوب قوسين ان يتوج بالدوري
و النجاة من شبح الهبوط و كيف خانه القدر حين اصر علي اكمال المباراة و قدمه مكسوره وعن طريق اهدار ركلة الجزاء التي ذكرتني بروبيرتو باجيو و احرازه لهدف في مرماه بالخطأ . لعنة ثاوماس علي غاريدو التس ذكرتني ب لعنة بيلا غوتمان علي بنفيكا .

دون ألبرتو و كيف له ان حول القدر مرتين " لم نخسر بعد . هل تفهم؟. فقط تصدي للكرة و اترك الامر لي" كيف ل دون ألبرتو ان يتمسك بالامل مرتين ؟ رغم استحالة الفوز ؟ كيف اقسم لصديقه مانويل انه سيعتادل لو تصدي للكرة ؟ كيف له ان يتمسك بالامل في الحياة بعد انا أكد جميع الاطباء انه جميع احتمالات نجاح الجراحه ضعيفه .

كانسينو المجنون او القاتل المجنون و نجاحه في مساهمة فريقه للعودة في المباراة قبل القبض عليه رغم عدم انتهاء المباراة . خلد كبطل هذه افضل كلمات وصفت كانسينو المجنون .
اطول ركلة جزاء في التاريخ و القط دياث رغم تصديه للكرة لكنه لم يظفر بحب شقراء ال فيريرا في النهاية
مونتيس الذي اوشك علي الانتحار و يوقفه صوت الراديو مشيرا الي تأخر فريقه المفضل الي توقف عن تشجيعه منذ فترة كبيره , لكن فضوله يمنعه من الانتحار حتي تنتهي المباراة و معرفة النتيجة النهائية للمباراة .


هنا بلاد الديربات لا مجال للعب النظيف كل شئ هنا عنيف لا مجال للتهاون .
يوجد بين الاجنتينين شئ اكثر لذه من اسعاد الذات و هو تعاسة الاخرين .

[Rawan · Rating 2 out of 5]

أتيت إلى هذا الكتاب بعد أن كنت استمعت قبله مباشرة للكتاب الرائع أغرب الحكايات في تاريخ المونديال لنفس المترجم الأستاذ محمد الفولي و لأن هذا الكتاب يدور حول نفس الموضوع كرة القدم و من نفس المترجم فقد تحمست لسماعه،و لكن للأسف الشديد لم تكن تجربة جميلة مثل الكتاب الذي قبله، هذا الكتاب عبارة عن قصص قصيرة تدور حول كرة القدم بأقلام كتاب مختلفين من أمريكا اللاتينية،و هذه القصص تتفاوت فيما بينها تفاوتا كبيرا في المستوى فبعضها جميل و لطيف و البعض الآخر ممل و فيه تفاصيل كثيرة سخيفة و لاتخرج من القصة بأي معنى،أجمل حكاية هي التي سمي باسمها الكتاب و هي مذكرات عامل غرف حيث يحكي عامل الغرفة مذكراته مع اللاعبين و المدربين و قد كانت طريقة السرد شيقة و المواقف التي يحكيها لطيفة و مميزة،ما سوى ذلك فالقصص عادية لشخص مثلي لايهتم بكرة القدم،ربما المشكلة في أنا لأنني غير معتادة على قراءة الروايات و أفضل عليها الكتب الواقعية أو لأنني لا أهتم بكرة القدم،ممكن،في النهاية أحب أن أشيد بالترجمة الممتازة للأستاذ محمد الفولي فقد كانت سلسة و واضحة بدون تعقيدات و لولاها لما استطعت إكمال الكتاب،و أخيرا أحب أن أنوه بصوت الراوي الأستاذ يامن عبد النور الذي كان فوق الرائع و أبدع في الأداء الصوتي حيث أنني سمعت الكتاب صوتيا على تطبيق ستوري تل.