Jump to ratings and reviews
Rate this book

الحجر والصولجان: السياسة والعمارة الإسلامية

Rate this book
فى عالم الآثار درجنا على أن ننظر للحجر على أنه جماد تم تشكيله بشكل وظيفي وجمالي ليخدم منشأ معماريا أو ليقدم تحفة فنية، لكننا هنا - فى هذا الكتاب - سنجعل الحجر يتحدث ويحاور القارئ، إنه سجل حافل للعلاقة بين قوة السلطة وصولجانها، وبين العصر ومقتضياته ومعطياته السياسية والفكرية والثقافية والاجتماعية، يتناول العلاقة المعقدة بين السياسة وانعكاسها على العمارة الإسلامية خلال العصور المختلفة.
ويثير هذا الكتاب تساؤلات حول العمارة الإسلامية والسلطة بمكوناتها المختلفة ..السلطان ورجاله ..المجتمع وقواه الفاعلة والخاملة ..المبادئ الحاكمة للعلاقة بين الطرفين، تفاعلات متبادلة تعكس روح كل عصر وطبيعته. وقد جاءت العديد من المنشآت الدينية، ليعبر في ذات الوقت عن هيبة الدولة وعظمتها وقوتها، كما نرى في مدرسة السلطان حسن وجامع محمد على.
في هذا الكتاب سيجد القارئ محاولة لاستكشاف معامل القيمة ودوره في العمارة الإسلامية،فهذا المعامل هو أخلاقي رفيع نراه في أحكام طبقت من خلال فقه العمارة، فأنتجت صياغات جمالية من حيث مظهرها، لكن هذه الجمالية الشكلية تحمل في طياتها مضمونا قيما غير ظاهر للعيان، لكن الدراسة الدقيقة تكشف عنه، وعلى هذا فالفرد المتلقي للعمارة هو إنسان مرهف الحس يدرك ما تحمله من معان مركبة، وسيجد القارئ تارة نفسه بين طرز معمارية مختلفة من دولة لدولة، كل منها يحمل بين جنباته سمة هذه الدولة أو تلك، وتعكس العمارة هيبة الدولة وقدرتها بل تعكس قدرة الدولة الاقتصادية وإرادتها السياسية. هكذا تتحدث العمارة فهي ليست حجرا بل رداء للحياة وذاكرة حية للمجتمعات. وفى هذا الكتاب يسعى المؤلف لاستكشاف بعض الجوانب، متمنيا أن تكون مفيدة، آملا أن تكون محل نقاش هنا وهناك راغبا في مناقشة ما جاء به.

304 pages, Unknown Binding

First published January 1, 2007

4 people are currently reading
139 people want to read

About the author

خالد عزب

44 books59 followers
- خالد محمد مصطفى عزب .
- تاريخ الميلاد : 18 / 5 / 1966 .
- مكان الميلاد : مطوبس - محافظة كفر الشيخ - مصر .
- الجنسية : مصري .
- الوضع العائلي : متزوج وله ولد وبنت .
- العنوان الحالي : 3 شارع المرسي من شارع 45 شقة 6 ميامي –الإسكندرية.
- عنوان المراسلة : ص . ب 1820 - القاهرة - العتبة - 11511 .
- هاتف منزل : 5548925-3. ـ محمول : 0101704457
* المؤهلات الدراسية :
- ليسانس آثار من كلية الآثار - جامعة القاهرة - 1988م ، التخصص - الآثار الإسلامية .
- ماجستير في الآثار الإسلامية ، موضوع الرسالة :
"دور الفقه الإسلامي في العمارة المدنية في مدينتي القاهرة ورشيد فى العصرين المملوكي والعثماني".
بتقدير ممتاز مع توصية بالطبع على نفقة الجامعة والتبادل بين الجامعات وذلك فى 21 - 11 - 1995م .
* نال رسالة دكتوراه عنوانها "التحولات السياسية وأثرها فى العمارة بمدينة القاهرة منذ العصر الأيوبي حتى عصر الخديو إسماعيل" بكلية الآثار - جامعة القاهرة 2002 م.
* عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية .
* عضو جمعية إحياء التراث العلمي للحضارة الإسلامية .
* عضو جمعية الآثار والفنون الإسلامية .
• عضو اتحاد كتاب مصر .
• عضو اتحاد الأثريين العرب .

• العمل :
* يعمل مدير إدارة الإعلام في مكتبة الإسكندرية
• يعمل حاليا مديراً بالإنابة لمركز الخطوط في مكتبة الإسكندرية.
• يعمل حالياً رئيس تحرير مجلة أبجديات- مركز الخطوط (مكتبة الإسكندرية)
• يعمل حالياً مدير تحرير لمجلة مشكاة ( المجلس الأعلى للآثار)
• يعمل محرراً للتراث بمكتب صحيفة الحياة اللندنية بالقاهرة .
• عمل مفتشاً للآثار الإسلامية بمنطقة آثار جنوب القاهرة بالمجلس الأعلى للآثار بمصر ومشرفاً على مشروع إنقاذ وتطوير أسوار صلاح الدين بالقاهرة .
- عمل مفتشاً مرافقاً لبعثة مركز البحوث الأمريكي التي تقوم بترميم منزل أحمد كتخدا الرزاز بباب الوزير بالقاهرة ويقوم بأعمال الحفر الأثرى للكشف عن أسوار صلاح الدين بالقاهرة .
* عمل محرراً للشئون الثقافية والإسلامية بمكتب صحيفة الشرق القطرية فى القاهرة
- عمل بمشروع ترميم آثار رشيد فى عام 1985م .
- عمل بمشروع ترميم آثار مدينة فوة فى عام 1986م وعام 1988م .
- عمل بمشروع ترميم منازل رشيد الأثرية فى عام 1989 وعام 1990م .
- شارك فى حفائر قلعة العبد رشيد عامي 1990م - 1991م .
- أشرف على أعمال الترميم الزخرفي لمسجد أصلم السلحدار بالقاهرة عام 1994م

* المؤتمرات :
- شارك فى العديد من المؤتمرات منها :
- مؤتمر آسيا الوسطى . المنعقد فى جامعة الأزهر فى ربيع الآخر 1414 هـ . سبتمبر 1993 م . ببحث عنوانه "دور وسائل الإعلام فى التواصل الحضارى مع جمهوريات آسيا الوسطى والقوقاز" .
- مؤتمر العلاقات الاقتصادية بي

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
4 (25%)
4 stars
4 (25%)
3 stars
6 (37%)
2 stars
1 (6%)
1 star
1 (6%)
Displaying 1 - 3 of 3 reviews
Profile Image for Noor.
358 reviews141 followers
May 14, 2023
نعاني نحن المعماريون من مشكلة اعتبارنا العمارة الإسلامية كحقيقة واجب تصديقها و يغيب عنا ان العمارة مثلها مثل كل جوانب الحياة خضعت الى اللعبة السياسية التي شكلتها وفقا لاعتبارتها فلم يكنْ من الصائب ان ندعي وجود العمارة الإسلامية إذ انها ليست من الإسلام في شيء فماذا يعني الاعتزاز ببوابة كان يعلق بها رؤوس الناس او قصور كانت تُتخذ لمطامع الحاكم و أفعاله المشينة هل الإسلام يعترف اساسا بالقصور كملاذ للحاكم ام انه جاء يساوي بين الناس و لا يُفرق بين احدا الا بالتقوى من أين جاءت هذه العمارة ... أليس الأجدر بنا تسميتها بالعمارة السياسية ؟!
للأسف قبل اكثر من خمس أعوام عندما كنت في المرحلة الرابعة في قسم هندسة العمارة جاء إعتراف اساتذتنا المتواضع بأن العمارة الإسلامية لا وجود لها فهي من ناحية العناصر المعمارية و من ناحية أنواع العمائر كانت متواجدة قبل الإسلام لذا لا نجعل المسميات تسقطنا في هوة السياسة
يتألف الكتاب من أربع فصول يتتاول الاول منها : العمارة الإسلامية - البنية و المستويات  إذ بين محددات دراسة العمارة الاسلامية  ببنية العمارة الاسلامية و البنية هي العلاقة المتشابكة بين المكونات المادية و الفكرية للعمارة فالبنية هنا تربط بين الكل الواقعي او تجمع اجزاؤه لذا فهي تعد القانون الذي يضبط هذه العلاقة . و هنا يجب التمييز بين البنية السطحية ( و هي هيكل الشيء و وحدته المادية الظاهرة و يكون ادراكها امر ميسر ) و البنية العميقة ( هي كامنة في صميم الشيء و هي التي تمنح الظاهرة هويتها و تضفي عليها خصوصيتها و ادراكها اكثر صعوبة يتطلب استخدام الحواس و اعمال العقل و الخيال و الحدس )
و يكون الوصول الى بنية العمارة الاسلامية من خلال تفكيكها و إعادة تركيبها فالفك عكس التركيب و يكون الاول الفصل و تفريق الاجزاء عن بعضها اما التركيب فهو جعل الشيء بعضه فوق بعض و ضمه الى غيره ، و تكون فائدة التفكيك و إعادة التركيب هي الوصول الى ماهية العمارة الاسلامية و تعتمد هذه الدراسة في بناء النموذج التفسيري على العصبة السياسية و التي تعني انتقال السلطة من جماعة سياسية الى اخرى و قد ظهرت على يد ابن خلدون إذ عادة ما يصاحب هذا الانتقال تغير في نمط طرز العمارة و في تخطيط المدن و هو تغير لا يكون سريع الحدوث
و عليه فإن المستويات الثلاثة من البنى التي تحدد العلاقة بين العمارة و السياسة هي :
١- العمارة كشاهد سياسي يمثل البنية السطحية ، و فيه تكون العمارة سجلا للعديد من الاحداث السياسية التي مرت عليها او في مبنى او تركت اثرها (مثل باب زويلة )
٢- الرؤية السياسية للعرب  و تمثل احد جانبي البنية العميقة إذ تجسد العمارة قوة الدولة و توجهاتها السياسية و تتمثل هذه الرمزية في عدد من المدلولات المعمارية يحمل بعضها المضمون الحضاري و الاخر المضمون السياسي السلطوي و يقودنا استخدام القبة في العمائر الضريحية الى لفت الانتباه الى ان القبة كمفردة معمارية تغري بتحميلها بمدلول رمزي ظهر هذا في صورة تحدي حضاري قبله العثمانيون حينما ارادوا التفوق على آيا صوفيا
إذ اعتبر العثمانيون القبة قبل فتح القسطنطية هي وسيلة رئيسية للتغطية و عند قدماء الاتراك هي السماء اما القبة المركزية فهي تمثل الدولة و هي رمز الدولة العثمانية و الاسلام فقد اعتبر المسجد هو الرمز الحي للإسلام
بينما القباب الاصغر فهي تمثل الأقاليم و الولايات التابعة لها و تجدر الاشارة الى ان فتوى ابن تيمية بتحريم عبادة المقبورين في عمارة القبور الغت المحراب في عدد من الأضرحة ( و هو امر يحتاج منا الى القليل من التفكر إذ ان الاضرحة و القبور موجودة في فترة تسبق ابن تيمية بكثير و ان وجودها كان مع وجود ائمة أهل البيت عليهم السلام فهل ابن تيمية أصلح دينا منهم ؟ ألا يجعلنا ذلك نؤكد ان العمارة الأسلامية هي سياسية ؟! )
٣- العلاقة الفكرية بين السياسة و العمارة و هذه العلاقة التي تحكم طبيعة العمارة و موضوعاتها و حركتيها و تخطيطها تنبع من التوجه السياسي للسلطة هذا التوجه يكون ايديولوجيا ، ينعكس على العمارة في صور متعددة ، و هو لا يحدث دفعة واحدة بل يطل على العمارة القائمة على مراحل حتى يكسبها ، عند التحول من نمط الى نمط ، بتغير السلطة شخصية جديدة ، تعرف عند اهل الآثار و المعماريين بالطراز المعماري . و تنشأ السلطة السياسية عادة من حاجة البشر الى التجمع ،فالانسان مدني بطبعه اي لابد له من الاجتماع الذي هو المدينة و هي في اصطلاح ابن خلدون تعني العمران فالاجتماع الانساني فطرة مجبول عليها الانسان للحصول على  منافعه في الدنيا بدأت بالعجز الفطري و الذي دفع الى الخضوع الى الخالق و من ثم البحث عن الرزق ثم التعاون لسد الحاجات لتنتهي باتخاذ المدن ( و هي الصورة الانسانية للاستقرار المؤقت ) 
اما الفصل الثاني : السياسة الشرعية و فقه العمارة - الحدود الفاصلة و المشتركة فقد وضح ان للبناء و العمران في التشريع الاسلامي مفهومان :
- القوة و تعني الاتقان
- البناء للجمال و تعني الاهتمام بالمظهر الخارجي من خلال التناسق و الترتيب حسب عُرف الزمان و المكان ما دام انه محمود في ذاته و غاياته
و من الناحية الفكرية ارتبطت العمارة بنقطتين حاكمة :
- النقطة او الاطار الاول هي السياسة الشرعية التي يتبعها الحاكم في المجال العمراني سواء كانت تتعلق بالامور السياسية العامة او بالعمران مباشرة و كلاهما يترك اثره في العمارة و يتناول الكليات و مرتبط بالسلطة و ابرز مؤلفات هذا المجال مقدمة ابن خلدون
- النقطة او الاطار الثاني هي فقه العمارة المتعلق بمجموعة من القواعد التي ترتبت على حركية العمران نتيجة للاحتكاك بين الافراد و رغبتهم في العمارة و ما ينتج عن ذلك من تساؤلات يجيب عنها فقهاء المسلمين مستنبطين احكام فقهية من خلال علم اصول الفقه و يتناول علم تطبيقي يقوم على المجتمع و لا يرتبط بالسلطة و هو مرتبط كمؤلفات بالفتاوى و الجدل حول هذه الموضوعات
و يذكر الكتاب بأن شرعية السياسة تستند الى ضرورتها المبدئية قبل اي معنى لبناء شرعيتها على اساس القبول الفردي و الجماعي و ان العلاقات الانسانية التي تتناولها السياسة ليست علاقات فردية بقدر ما هي تعبير عن علاقات جماعية ، فرد بجماعة و جماعة بجماعة إذ ان السياسة بجوهرها لا تنفصل عن مقصدها و غاياتها فتصبح غاياتها غايات بوسائل و عليه فالسياسة قائمة على فقه المصالح فيما لا نص فيه و هذه سياسة تهدف الى التوافق مع مضمون الشرع ( و هو امر مشكوك في مقدار صحته إذ متى اتفقت السياسة بمفهومها المتعارف عليه مع شرع الله؟! )
في حين يتناول الفصل الثالث : رمزية مقر الحكم - و التحول السياسي في العالم الإسلامي
بينما يتناول الفصل الرابع : المهندس و دوره - بين العمارة الإسلامية و العمارة المعاصرة فقد تغير التخطيط الاسلامي من فترة حكم الرسول ( عليه و على آله افضل الصلاة و السلام) الى فترة الامويين حيث اصبح القصر له المساحة الاكبر ضمن المدينة (علما انه لم يتواجد في فترة الإسلام)  و اصبحت المدينة محددة بأسوار لحماية الخليفة او رأس الدولة السياسية و ليس للحماية من الاعتداءات الخارجية
و يتضح من اعمال العمارة الاسلامية ان المعماريين المسلمون قد استخدموا الرسم المعماري و ذلك من خلال ثلاثة محاور الاول ، الاثار المعمارية الباقية التي تدل على دقة المهندس في عمله و قد اتضح هذا من النسب الدقيقة لمكونات العمائر بعضها الى بعض مع مراعاة المهندس لطبيعة وظيفة المنشأة و البيئة العمرانية المحيطة بالمنشأة. اما المحور الثاني فهو المؤلفات الهندسية التي وصلتنا او التي لم تصلنا و ورد ذكر لها في المصادر التاريخية و قد يكون بعضها غير ذي صلة مباشرة بموضوع الرسومات المعمارية و لكن موضوعها العلمي ذو صلة بالعمارة كفن و علم . في حين ان المحور الثالث هو الحوادث التاريخية التي تؤكد على استخدام المعماريين للرسم المعماري عند تنفيذ منشآتهم و من هذه الحوادث تأسيس بغداد إذ كان العمل يتم في المنشآت وفقا للمراحل المتوازية من حيث التنفيذ ( فمثلا بينما يتم حفر الاساس يتم عمل السقوف و اعمال النجارة )
و لم يقتصر دور المهندسين المسلمين على الرسم المعماري بل وصل بهم الامر الى اعداد نماذج مجسمة للعمائر و أقدم نموذج هو نموذج قبة السلسلة الذي لا يزال باقيا الى اليوم
كما كان المهندس المعماري يقدر تكاليف الانشاء و التنفيذ للمبنى من خلال ما يعده له من تخطيطات على وفق اسعار مواد الانشاء و اجور العمال ، اي انه بعد ما يسمى بالمقايسة حتى يكون صاحب المنشأة على بينة من امره
بالإضافة الى ذلك فقد كانت المحاكم الشرعية تستعين بالمهندسين كخبراء للفصل في المنازعات التي كانت تنشب بين افراد المجتمع او في النازعات بين السلطة و افراد المجتمع و هذا الاحتكاك بين طائفة المهندسين و بين القضاء يكشف عن طبيعة الاحكام المتعلقة بتنظيم حركة العمران في المجتمع ففي العصر العثماني تولت المحاكم مهام جديدة منها احيانا مسؤولية المحتسب و الرقابة على المهن حيث ان الرقابة الخاصة بالبناء كانت من اختصاص المحتسب و كان على المحتسب التأكد من مدى صلاحية مواد البناء كما يستعين بالمهندسين لتحديد اثمان العقارات و اماكنها و مدى ضررها على الجار و المار و التعويضات عن الضرر و استعين كذلك بالمهندسين في الفصل في النزاعات التي تثار حول حدود المباني و قد دلت وثائق المحاكم الشرعية على وجود طوائف للمهندسين تنظم المهنة و ترعاها و تمنح عضويتها لمن يستحق لقب مهندس و لم يقتصر وجود هذه الطوائف على المدن الكبرى بل امتد وجودها الى المدن المتوسطة و الصغيرة

و يتطرق الكتاب الى العديد من تراجم اعلام المهندسين التي وصلتنا و ابرزهم مهندسي السلطة الذين شيدوا منشآت للسلاطين و الملوك و الامراء و تعد اسرة الطولوني من الاسر التي حدث فيها توارث لمهنة الهندسة
و عليه فقد وضح هذا الفصل ان آلية تحقيق المنتج المعماري من قبل المعمار تقوم على تغيير حالة مادة خام منتزعة من الطبيعة عن طريق معرفة موروثة اجتماعيا او مكتسبة من خلال التعامل نفسه و يتحقق هذا التعامل حينما تستقطب مقومات متعددة بثلاثة مقررات و هي :
- الفرد المؤدي كالمعمار و الحرفي و الفرد المتلقي المنتفع من المنتج المعماري
- الحاجة الاجتماعية اي ادراك صفة ما يحتاجه المجتمع من العمارة و تحديده كمطلب يمكن تلبيته ضمن ظروف و إمكانيات المجتمع . يشمل المطلب الناحيتين المادية و الفكرية بما في ذلك تأمين النواحي العاطفية و الهوية و المتعة
- التقانة الاجتماعية و تتضمن مقوماتها المادة الخام ، معرفة خصائص المادة ، سلوكية التعامل مع المادة ، معرفة تحديد المطلب الاجتماعي و الموقف منه

و قد تعامل المعمار المسلم مع هذه المقررات بكفاءة عالية من خلال ادراكه لبنية المتطلبات الاجتماعية فكان له حوار مع المتلقي و بالتالي انتاج عمارة تلبي حاجة المتلقي
بينما كان للفنان التقليدي الكلاسيكي الحرية في عكس الفكرة بينما كان ينظر الى الطبيعة لاستنباط المبادئ و الاشكال اما طالب البوزار فقد كان ابداعه ينحصر في الاختيار من المدونات التي تقدم له و التي سجلت الاعمال الكلاسيكية و اعمال النهضة و هي اعمال تكرس السلطة المطلقة ( يعني كأنما لغة يختار منها المفردات )
في حين كان عصر النهضة في اوروبا بداية لارتقاء المعمار مرتبة مرموقة في المجتمع إذ حدث فصل في مرحلة التصميم و الانتاج بسبب ظهور المعمار الاكاديمي و التمهن الرفيع نظير العامل الحرفي المتواضع الذي يقوم بمرحلة تطبيق ما يضعه المعمار المحترف فأصبح المعمار يتعامل مع العمارة كفكر مع فكر اي تترجم الفكرة في مخاضة الدماغ الى رسوم على الورق و هذا التعامل لا يمثل اكثر من مرحلة تدوين الفكرة بينما الحرفي الذي ينفذ يسخر عند تعامله مع المادة الخام فكرا تم تحقيقه له مسبقا
و قد سبب هذا احداث ازدواجية في شخصية المعمار التقليدية و ما ان ظهرت هذه الازدواجية و اصبح تعامل المعمار الاكاديمي بمعزل عن متطلبات المادة المباشرة اصبح تبعا او بسببه فكرا يتعامل مع فكر دون ان يخضع هذا الفكر ، في آنية تهيئة الفكرة الى متطلبات المادة . اي اصبح حرا في مخاضات الفكر حين يقدم على تهيئة استراتيجية الإنتاج و بهذه الحرية او بقدر ما منح نفسه من حرية فكرية عند التعامل مع ضرورات المطلب و المادة فقد تماسه مع الواقع . و قد تمثل هذا في ظهور عناصر زائفة في العمارة النهضوية فقد ادى الى تغير جذري في العلاقات الانتاجية و قد ادى ظهور المكننة الى تغير جذري في هذه العلاقات و بالتالي عزل المعمار الاكاديمي عن مرحلة الانتاج
و قد ناقش رفعة الجادرجي بعض التغيرات و تأثيرها في دور المعمار الأكاديمي في المجتمع و هي :
١- اخذ ما كان من تغير في دور النشوء في عصر النهضة يتفاقم في عصر المكننة و العلوم المعاصرو فاصبح التشخص حالة عامة و مقبولة من قبل مختلف المستويات الفكرية في المجتمع و لذا تنوعت المدارس و الاتجاهات المعمارية بل اصبح هم المعمار الاول لا اظهار تفرده عن الاخر فحسب بل اظهار تفرده في كل عمل يحققه و لا يكتفي بتجاوز المرجعية القائمة بل كذلك اصبح يتجاوز المرجعية التي سبق له ان استحدثها و يتمثل هذا في التغير الذي حققه لي كوربوزيه في طراز تصاميمه
٢- كان دور الحرفي قد انقسم الى ذلك المنتج الأجير و المعمار الاكاديمي اي تخصص المعمار في تحقيق الرؤية للمنتج المعماري بينما حدد دور المنتج الأجير في انتاج دون فكر يخصه و بدون تماس مباشر مع فكر المعمار الاكاديمي
٣- و بقدر ما تقدمت العلوم فقد توسعت الاختصاصات و تجزأت و يتمثل هذا التجزؤ في ظهور المهندس الانشائي و الكهربائي و الصحي و الصوتي و المساح و غيرها من الادوار
٤- ادى استحداث المكننة في الانتاج الى فقدان العلاقةالسبريانية ( cybernatics ) في الانتاج او تخفيفها او تقطيعها
اما الانتاج التقليدي ( ما قبل المكننة ) فقد استند الى طاقة مصدرها المباشر جسدية الفرد المؤدي و لذا هناك تماس مباشر و توجيهي في عملية تغير حالة المادة الخام عند اجراء مرحلة الانتاج ، اي ان هناك تفاعل سبرياني لمختلف مراحل الانتاج ، إذ في كل حركة جزئية يحققها الفرد تلحقها فترة تأمل آنية يستعرض خلالها الفكر ما كان حققه و يقيمه . و تبعا لهذا يقدم الفكر و ينظم سلوكية الحركة اللاحقة في اتجاهها او سرعتها و شدتها و هناك حس مباشر و آني في كل حركة تحقق تغييرا في حالة المادة الخام  ترتب على ذلك وجود قلة من المعماريين ممن تمكن من التوفيق بين متطلبات الاختصاص و متطلبات انسانية الفرد و متطلبات المجتمع عامة و عليه ظهر في المجتمع صنفان من المتخصصين في مجال العمارة :
- المعمار المثقف ؛ هو الفنان و العالم المثقف و هو من يتعاطف مع المتطلبات الحضارية لمجتمعه
- المعمار التقني ؛ اصبح منتجا جيدا للعمارة غالبا ما يجهل المتطلبات الحسية ، الضميرية للمجتمع إذ لا تتذاوب همومه و تتداخل مع متطلبات المجتمع الضميرية و الحسية . و يكون لديه حصر للمعلومات التي يتعامل معها و بالتالي حصر احساساته في تخصص معين و حصر همومه في المستوى الشخصي فاصبحت رؤيته لحضارة مجتمعه و ثقافاتها مختزلة و متحيزة و احداثاتها مجردة من واقعيات تاريخياتها لذا غالبية المعماريين المعاصرين بمعزل عن واقعية متطلبات مجتمعهم الوجدانية و الحضارية خاصة .
في عمارة الحداثة ظهر الفصل بين مراحل عملية البناء من التصميم الى الرسومات التنفيذية و بعيدا عن مشاركة المستعمل في البناء و كان هدف الفصل الرغبة في التحكم و السيطرة على المراحل كافة عليه تحولت العمارة الى مهنة تحوي مجموعة من التخصصات و التشبعات ظهرت ما بعد بافكارها المتضادة النتيجة تشوه معماري لا يمكن تسميته بالتجربة المعمارية العربية المتكاملة كنموذج يحتذى به
الغريب ان اي معمار يتفق ان الحاجة من العمارة هي ذاتها في كل بقاع الارض و مع ذلك فقد تكاتفت جهود المعماريين للتنكيل بتجربة الحداثة التي ادعت ان الحاجة واحدة و العمارة لا مكانية فهل التناقض باتت سمة المعمار؟!
Profile Image for نجلاء صلاح الدين.
372 reviews43 followers
July 31, 2017
كتاب مُميز جداً جداً عن العمارة الإسلامية ،ولكن قرأت الكتاب ولم أفهم معنى كلمة "الصولجان " فوجدتها في المعجم فكانت :عصًا يحملها المَلِكُ كرمز لسلطانه ،فكان دليلاً على إرتباط العمارة بالسياسة .
Displaying 1 - 3 of 3 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.