دراسة الحرب وفهمها مسألة حيوية ليس بالنسبة للمختصين فحسب، وإنما أيضا بالنسبة للمثقفين والصحفيين والسياسيين والفنيين والعلماء والمناضلين والجماهير. بل إن ظاهرة تحول الثقافة العسكرية الى ثقافة عامة للشعب، أصبحت ظاهرة عالمية في كل البلدان. لأن الحرب ومسائلها أصبحت تعتمد اليوم أكثر من أي يوم مضى على الجهد الجماعي للأمة كلها سواء أكان في عمليات المؤخرة أم الميدان. إذ لم تعد عملية قيادة الحرب ووضع استراتيجيتها من اختصاص الجنرالات وحدهم فقد أصبحت استراتيجية –حتى في الدول الغربية الرأسمالية– ترسم على طاولة مستديرة يلتف حولها القادة السياسيون والجنرالات وأصحاب الاختصاصات المختلفة. أما في الصين الشعبية، فان دراسة الحرب وقواعدها جزء أساسي من برامج التعليم في المدارس و
الأستاذ منير شفيق مفكر فلسطيني عربي إسلامي و عضو في مجلس امناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. ولد في القدس لأبوين مسيحيين عام 1934م، انخرط في العمل السياسي والحزب الشيوعي الأردني، عمل في حركة فتح حتى بداية السبعينات، واعتنق الإسلام في أواخر السبعينات. كان يسارياً ثم تخلى عن تلك التوجهات واتجه نحو الفكر الإسلامي، وبرز في الأخير كمحلل سياسي، ولكنه ينتمي إلى مدرسة التحليل الراديكالي الثوري.
يبدا الكتاب بمقدمة يعتبر فيها الكاتب أن هذا العمل من باب مساعدة العاملون في مقاومة الاحتلال في فهم كيف يفكر الخصم ثم ينطلق في شرح مفهوم الحرب هل علم ام فن و يخلص إلى أنه كلاهما ثم يبدا في محتوى الكتاب بالاستراتيجية يتناول فيه الحديث عن تاريخ تطور الاستراتيجية و كونها في الماضي تنحصر في مجال اللوجيستيات فقط ثم تطورت عبر العصور الى القرن ال 19 ثم يقف بالتطور عن القرن ال 19 و يقفز إلى مناقشة تعريف الاستراتيجية و الفارق بينها و بين التكتيك و يسرد عدد ضخم جدا متنوع من التعريفات المختلفة و رؤية أصحابها و لكنه لا يعتنق تعريف معين مما زاد من ضبابية فهم المصطلح لتنوع التعريفات التي تناولته ثم يعود ليكمل شرح تطور الاستراتيجية تاريخيا بعد القرن ال19 في الحربين العالميتين و الحروب الشعبية طويلة الأمد و بعد ذلك يعود لمناقشة و شرح اشكال الاستراتيجية و عناصرها ثم يقفز مرة أخرى إلى السرد التاريخي و يعود لشرح الاستراتيجية في فترة الحرب الباردة و تطورها مع أحداث الحرب و يفرد مساحة جيدة في شرح استراتيجيات وضع التوازن النووي ثم يتنقل لموضوع يتحدث فيه عن ما سماه القواعد الاساسية لعلم الحرب و لم يوضح إذا كانت هذه القواعد تتبع الاستراتيجية ام التكتيك تناول في هذا القواعد 10 مبادئ أساسية بعضها يبدو مكرر أو يتناقض مع بعضها الآخر و يؤخذ عليه عدم توضيح شرح معان هذه القواعد بشكل وافي أو ضرب أمثلة تاريخية لها توضحها و يأتي فصل عن التكتيك و هو من أفضل الفصول و أمتعها في الكتاب في رأيي و قد تناول فيها شرح مقدمة حول مفهم التكتيك و الياته مثل التشكيلات و الحركة و السلاح الخ ثم قدم بأسلوب مختصر تطور التكتيك تاريخيا عبر العصور انتهاءا بحرب غزة 2008 آخر حرب شهدها الكاتب عند كتابة سطور الكتاب ثم يختف الكتاب بمقارنة لطيفة بين الحروب النابليونية و الحروب في الفتوحات الإسلامية و يستخلص منها الكاتب تطور العرب في مجال التكتيك العسكري بشكل سابق على ابداع نابليون في القرن ال19
من عيوب الكتاب 1- الإغراق في التصور الماركسي الطبقي و ارتداء النظارة الشيوعية في رؤية الأحداث التاريخية و ينعكس ذلك على إعجابه بتكتيكات السوفييت و الصين الشيوعية و إغفاله لسقطاتهم حتى أنه لم يتناول الغزو السوفيتي لأفغنستان إبان الحرب الباردة بعكس تناوله لمعظم الحروب الامريكية في هذه الفترة
2- مبالغته في الإعجاب بنموذج حزب الله في حرب 2006 الذي أشار إليه في كل فصول الكتاب تقريبا عشرات المرات في مواضع مختلفة
3- عدم التوضيح في كثير من الأمور التي تبدو مبهمة التي كانت تحتاج إلى تفصيل شرح أو رسومات توضيحية أو حتى نماذج أمثلة من التاريخ عليها
4- إغراقه في شرح كافة التعريفات لكل مصطلح مما ضلل المعنى تماما فلم يبدو واضحا الحد الفاصل بين الاستراتيجية و التكتيك أو التكتيك و العملية الخ
5- عدم ترابط مواضيع الكتاب أو تسلسلها بخيط ناظم منطقي و تكرار بعض الأفكار بأساليب متنوعة مما يعطي انطباعا ما على أن الكتب هو محاولة تجميع أفكار من عدة كتب قرأها الكاتب و يحاول تجميع خلاصة ما استفاده منها
6- اغفاله لمواضيع هامة متعلقة بالاستراتيجيات مثل بناء التحالفات الدولية و الحرب بالوكالة و في التكتيكات مثل دور الاستخبارات و الحرب الدعائية 7- اهتمامه بمعارك الحرب البرية المفتوحة فقط و إغفاله لدور التكتيكات في الحروب البحرية و الجوية و البرمائية و الحصار و حرب العصابات و التكتيكات الحديثة الناشئة عن تطور التكنولوجيا و الأقمار الصناعية
ربما منذ فترة بعيدة لم تقع يدى على دراسة مستفيضة فى العلوم العسكرية مثل تلك الدراسة لمن أراد التخطيط وتعلم فنونه حتى على المستوى الشخصصى عليه بهذا الكتاب فى الاساس على التخطيط هو على عسكرى محض يعتمد على اسس دراسات نقاط القوة والضعف الكتاب يعطيك هذا الحس الدراسة تقدم العديد من التكتيكات والاستراتيجيات العسكرية كما تقدم شرح تفصيلى وواضح لكل مستويات التخطيط يالاضافة الى ذلك تستفيض الدراسة فى شرح القواعد الاساسية للتخطيط والتى ربما برزت بشكل عسكرى هنا الا اننا يمكتتا تعميمها ان دراسة العلوم العسكرية ليست طرف فكرى او ماشابه بل هى من وجهة نظرى اساس قوى واستعداد ليوم نحتاج فيه لتلك العلوم علاوة على فوائدها فى توسيع قدرة الخيال وزيادة مرونة التخطيط لدى اى مشرع لمشروع صغير حتى ينتهى الكتابة بدراسة مستفيضة جدا وعرض فى تجربة مقارنة لتوضيح اهمبة العسكرية الاسلامية ودورها المحورى فى توضيح للعالم تكتبكات نسبت الى نابليون على انه مخترعه