"خرجت هنادي من مكتبة أستاذها بحالة إضطراب شديد مبللة وتحس بذعر كون جهودها غير مقدرة. فكرت بحزن أن كل حماستها في إنجاز مشروعها عن الحياة النفسية والوجدانية للعوانس قد سُخّفت، شعرت أنها تائهة، كأنها لم تهب ذاتها طوال الأشهر في تدوين خصوصيات نساء غير متحققات، نساء دُفِنّ في الصمت والكبت، يعشن حياة مغلقة إلى درجة تبعث على الذهول. لكن الشعور الذي هيمن على كيانها هو رغبة ظامئة للإنتقام من أستاذها، وبدأ إرتعاش أُطروحتها بين يديها بسبب توترها أشبه بخفقان قلوب العوانس وثقن بها وبحن لها بما لا يقلنه لأحد... حفت بها صور النساء الصامتات، الصابرات الخاسرات، أحست بنظراتهن الحزينة تنظر إليها برجاء، كأنهن يطلبن منها ألا تخيب آمالهن… يجب أن يشعر الناس أي قهر نعيش، أية قسوة تمارس علينا
تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة تشرين في اللاذقية بدرجة جيد جداً عام 1982. حصلت على الاختصاص بأمراض العين وجراحتها من مشفى المواساة بـدمشق عام 1986. سافرت بعدها سنة إلى باريس للاطلاع وتقوم حالياً بتحضير دراسة عن أسباب العمى في سورية وستقدمها للفرنسيين في مؤتمر طب العيون القادم.
عضو اتحاد الكتاب العرب منذ عام 1994. حاصلة على جائزة أبي القاسم الشابي عن المجموعة القصصية الساقطة عام 2002 من بين مئة وخمسين مخطوط. تطبع رواياتها في أهم دور للنشر مثل دار الرياض الريس بيروت، دار الساقي بيروت ولندن، الدار العربية للعلوم بيروت، دار النهار، دار نلسن بيروت. تطبع لها اتحاد الكتاب العرب أربع مجموعات قصصية وكذلك طبعت لها وزارة الثقافة السورية. تنشر مقالات نقدية عن كتب في الدوريات العربية والمحلية مثل أخبار الأدب، العربي، الدستور.. الخ. لديها مقال أسبوعي كل أربعاء في جريدة الثورة ومقالاً ثابتاً في جريدة الجزائر نيوز كل ثلاثاء.
رواية جريئة في أحداثها و في شخصياتها الديناميكية التي تسرد كل واحدة منها حياتها الجنسية ، فتتعمق الكاتبة في سبر أغوار النفس الإنسانية وطبيعتها التي جبلت عليها. تتعرض الروائية خلال أحداث الرواية إلى عرض كليشهات عبارة عن لوحات فنية تجوس في عمق المشكل الأساسي الذي يعاني منه الانسان العربي خاصة . طابوه الجنس من بين المواضيع الشائكة التي لا يتقبلها العامة من الناس بسهولة لأنها تتعارض مع معتقداتها ولكن هذا أيضا مشكل عالجته الروائية بطريقتها الخاصة. ، الجنس هو جوهر الحياة البشرية ولكننا نخبئ ذلك وراء العادات و الأعراف المتفق عليها بسن قوانين وأحكام شرعية تحرم وتحلل كما تشاء ، متحكمة في حياة البشر المحدودة داخل نطاق ضيق من التفكير. هيفاء بطار تكتب بشجاعة عن الكبت الذي يعاني منه العالم العربي فقد أصبح هذا العالم البائس سجنا لغرائزنا التي ولدنا بها ، واضعين قوانين صارمة تحرم الإنسان من أن يعيش حريته كاملة. بإسم الدين و المعتقدات و الشرف ، إذ أن شرف أمة بأكملها بين فخذي امرأة وليس في رأسها !!!!!
القضية جيدة والرواية لا بأس بها في جزئها الأول ثم تغرق في التنظير وتصبح أقرب إلى مجموعة قصص قصيرة من كونها رواية مترابطة.. النهاية غير مفهومة أو غير ذات معنى أو مغزى. قضية الرواية جيدة ومحقة وجرأتها محببة لكن الرواية ككل غير جيدة
عارفين المثل المصري اللي بيقول (نفسي فيه اخي عليه) أفكار الرواية تدور في فلكه :) تتناول الكاتبة قضية مهمة وحساسة هي العنوسة لكن لم تعجبني طريقتها في معالجتها : كيف ان العانس تتوق للرجل والجنس و في نفس الوقت كيف تقرف منهما ..كيف ان العانس في المجتمع العربي تصارع الكبت الذي يؤدي بها الى الانفلات أو الشذوذ
لن أنكر تعاطفي مع الشخصيات منذ السطور الأولى للرواية ... ولن أنكر الكم الهائل للمشاعر التي اجتاحتني وانا أقرأ ... كم شعرت بالحزن والأسف وهززت رأسي قائلة معك حق ... هذا هو مجتمعنا بكل قسوته وهذه هي أقفاله .... لن اتحدث في النسيج الروائي الشبه مفقود ... لكنها قصة ذاخرة بالمشاعر ، متفجرة بالألم الواقعي الحقيقي لشريحة غير قليلة في المجتمع ... حتى أننا ان اردنا الحديث عنها لن يقتصر الكلام على العوانس فقط مع تحفظي على هذا اللفظ ... قصة ... تعرّي الواقع كما هو دون تزيين ولا روتوش ... لذا جاءت فجة وقحة قوية ... وأبارك وقاحتها رغم خوفي من ان تقرأها فتيات ما قبل العشرين ...
طيب تقييم الرواية صعب جدا كلغة و أسلوب هيفاء البيطار مبدعة جدا و أسلوبها الأدبي علي مستوي عالي و الموضوع اللي بتطرحه في الرواية رغم إنه شائك إلا إنها ناقشته بمنتهي الوضوح و الصراحة لكن ثنائية الإنحراف أو الشذوذ ليست الحل الأكيد
أحببت تلك القوة الهائلة التي تكتب بها هيفاء، مدفوعة بألم النساء ووجعهن. لكنني أتحفظ على الفكرة الأساسية التي اقول باندفاع المرأة نحو الجنس بتلك الشهوانية العالية. كما شعرت بكثافة القول وتدفقه، دون أن أجد فنية عالية في العمل. لكن هيفاء أبدعت في كتابتها وأحسست بالألم كله. وتمنيت لو تفتح أقفال النساء لأجلهن ولأجل الحياة كلها!❤️
رواية رائعة بكل ما تحمله كلمة رائعة من معنى.... ناقشت الدكتورة هيفاء البيطار موضوع العنوسة ووضع المرأة في وطننا من نواحي مختلفة من خلال عرض نماذج مختلفة لنساء وطريقة تفاعلهن مع العنوسة...