إحدى البحوث المتميّزة التي أنجزها المؤرّخ التونسيّ الهادي التيمومي، بل هي أوّل أعماله المنشورة والتي صودرت زمن بورقيبة بسبب ما تضمّنته من شهادات عن موقف الزعيم الراحل من المسألة الصهيونية. يغطي الكتاب مختلف انماط النشاط الصهيوني بتونس خلال الاحتلال الفرنسيّ، ومختلف التيارات الصهيونية الناشطة، مخضعا كل ذلك إلى تحليل موضوعيّ بحثا عن الدوافع الذاتية والخارحية والعلل المادية لتفسير حركة التاريخ. يخلص الكتاب باستنتاجات متوقعة وطبيعية، تتماشى والظاهر لكنّ المفاجآت تكمن في التفاصيل خصوصا، فبين صعوبة تخيل وجود أي نشاط صهويني بتونس، وبين عدد الوثائق التي تؤرّخ لهذا النشاط ولا تكتفي بالاشارة اليه، تصبح الحقيقة صادمة بالفعل.
السؤال الي يتطرح بعد قراءة هذا الكتاب: الصهاينة هاذم الكل الي في تونس،وينهم بعد 1948؟ تو وين موجودين؟.....
صفحة 134 : و قد أصبح في تونس في بداية الثلاثينات ممثلان للصهيونية "الاشتراكية": تجمع الاشتراكيين الديمقراطيين(les sionistes travaillistes) و تجمع الهاشومير هاتواير (الحارس الفتى)(hachomer hatzair).... كيف نعملو عليهم بحث صغير في الأنترنات؟؟؟؟؟
يهتم هذا الكتاب بالحركة الصهيونية في تونس، و على وضع المسألة اليهودية في تاريخ المجتمعات التي عاش فيها اليهود، و ليس خارج التاريخ و في خصائص العرق. و يدلنا الأستاذ التيمومي على مدى حاجة الحركة الصهيونية إلى الإضطهاد و تضييق الخناق على اليهود في مجتمعاتهم لكي يتحول الوطن، أي وطن بعيد عن فلسطين، إلى سجن و منفى. و لعل في هذا البحث ما يحرض العرب على دراسة الحركة الصهيونية في البلاد العربية التي نشأت فيها حركة صهيونية استطاعت بنشاطها ، أن تنجز بناء القلعة العسكرية التي تعيق تطورنا...
من المعروف أن الحركة الصهيونية هي حركة قومية بحتة تهدف لإقامة دولة قومية لليهود في كل العالم, وأن هذه الحركة لها أصولها وجذورها الفكرية الممتدة قبل القرن التاسع عشر. وهي إرهاص لتصاعد اللاسامية في أوروبا بشكل خاص ورد فعل لكسر انعزالية اليهود وفكّ الحصار والعدائية الأوروبية تجاههم.
ومن المؤتمر الصهيوني الأول سنة 1897م جذبت الصهيونية أنظار اليهود إليها, سواء كانت نظرات عدائية لأنها معادية للدين أو موالية لها لأنها حلّ من الحلول المطروحة للمشكلة اليهودية. ووصل صدى الحركة الصهيونية إلى اليهود في تونس.
في هذا الكتاب يعرض لنا الدكتور الهادي التيمومي سيرورة وتطور وانتشار الحركة والفكر الصهيوني بين اليهود في تونس خلال الفترة بين سنة 1897 وسنة 1948 سنة إعلان قيام الكيان الصهيوني. وهو انتشار مر عبر مراحل مختلفة, متأثرا بوضع الحركة الصهيونية على النطاق العالمي وتأثرها بالأحداث العالمية كوعد بلفور وصعود النازيين في ألمانيا, ومبرزا الأوضاع الإجتماعية لليهود في تونس وأصولهم المختلفة.
ولا يكتفي التيمومي بمجرد العرض بل يتجاوز ذلك إلى تحليل السلوكيات العدائية تجاه اليهود سواء من قبل المسلمين أو من قبل المسيحيين وبالأخص المعمّرين الفرنسيين والسلطات الاستعمارية. مشددا على أهمية العامل الإقتصادي كقاعدة أساسية للعداء ومسبب كبير لانعزالية اليهود. على أنه أيضا يشدد التيمومي أن العداء تجاه اليهود في تونس لا يعدّ شيئا مقارنة باللا سامية في أوروبا. وأن التعايش السلمي بالرغم من التوترات, التي كانت تذّكيها السلطة الاستعمارية, كانت الحالة السائدة. ولهذا السبب لم تنتشر الصهيونية بكثرة بين يهود البلاد التونسية إلا بعد الحرب العالمية الثانية بسبب الاحتلال النازي ومن بعده تسارع الأحداث نحو قيام الكيان الصهيوني سنة 1948م.
تحليل التيمومي لا يقتصر على اليهود بغيرهم بل أيضا يمس داخل الحركة الصهيونية التونسية المتسمة بالانقسامات وعدم التجانس. وتباين مواقف اليهود من قضية "الاندماج" والجنسية الفرنسية.
عبر هذا العرض التاريخي التحليلي نسكتشف أبرز الوجوه القيادية اليهودية التونسية في الحركة الصهيونية, كألفراد فالنزي رائد الصهيونية في تونس ومؤسس أول منظمة صهيونية في البلاد "أغودات صهيون", وقيادات أخرى كفيليكس علّوش ويعقوب بخاري.
🔹اسم الكتاب 📘 : الحركة الصهيونية بتونس 🔹 اسم الكاتب 👨 : الهادي التيمومي 🔹 عدد الصفحات 📑 : 190 صفحة
🖋️ يعتبر كتاب "الحركة الصهيونية بتونس(1897-1948)" لمؤلفه المؤرخ التونسي الهادي التيمومي ، كتاباً جريئا في زمنه. صدر الكتاب سنة 1981، و تم احتجازه لأنه ضم تصريحا للرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، يدعو فيه العالم العربي إلى الإعتراف بإسرائيل. كما تمت الإشارة فيه إلى الدور النضالي لعبد العزيز الثعالبي، المعارض للصهيونية. و كتب توطئة هذا الكتاب الشاعر الفلسطيني محمود درويش، فهو بذلك يدعم المؤلف و يحرج كل من أراد طمر الكتاب. سلط الكتاب الضوء على نشاطات الحركة الصهيونية بتونس ، التي عملت على صهينة أغلب يهود تونس. و اعتمد الكاتب في تحليلاته و استنتاجاته على عدد من الوثائق المكتوبة و الشهادات. و حسبي هنا ما جاء في مقدمة محمود درويش لهذا الكتاب : "لا يبدو لي أن قيمة هذه الدراسة التي يقدِّمُها الدكتور التيمومي تنحَصِر في ملاحقة تطوُّر الحركة الصهيونية في تونس أو أوضاع اليهود فيها، بل تتجاوَزها الى دراسة الوضع الاجتماعي والسياسي بتونس أثناء الفترة قيْدَ الدرس وهو يشرح الأوضاع بأدوات علمية حديثة. ولعل هذه الدراسة تُحَرِّض الباحثين العرب على دراسة الحركة الصهيونية في البلاد العربية التي نشأت فيها حركة صهيونية استطاعت بنشاطها وإهمالنا أن ترفد الدولة الصهيونية بالأيدي العاملة في ميدان العمل وفي ميدان الحرب وأن تنجز بناء القلعة العسكرية التي تُعيق تطوّرنا الحُرّ منذ ما يزيد عن الثلاثين سنة...".