حاول الدكتور سيد علي إسماعيل في تحقيقه لهذا النص الإجابة عن عديد من الأسئلة التي تتناول مؤلف النص وتاريخه وحظه من العرض ، وقد بذل جهدًا بحثيًا مشكورًا ، فرجع بالنص إلى نهاية القرن التاسع عشر ، وعاد بمؤلفه إلى ممثلة مغمورة اسمها لطيفة عبد الله ، عملت في جوقة مسرحية مغمورة أيضًا بدورها اسمها جوقة السرور موطنها حي بولاق الشعبي ، قدمت عروضها على خشبات متواضعة في القاهرة والأقاليم. ومن هنا تأتي قيمة النص لا من حيث الجانب الفني فهو شديد التواضع وإنما من الجانب التأريخي لبدايات التراث المسرحي المصري. الذي أثار حيرتي وعجبي ، وجعلني أشعر بالشك في نسبة النص إلى الممثلة المجهولة هو أن النص جاء في أغلبه شعرًا حوارًا وأحداثًا، وفي مستوى أراه يحتاج إلى ثقافة واسعة فهل توافرت لممثلة في فرقة جمعتهم مثل هذه الظروف، وهل هذا يُعد إرهاصًا للمسرح الشعري المصري الذي عرفناه وليدًا على يد أمير الشعراء أحمد شوقي ، أم أن للنص مؤلفًا مجهولا آخر لم يُكتب له الظهور. في المجمل النص ذو قيمة فنية متواضعة ، وقيمة تاريخية مهمة، يُشكر كل مَن ساعد على إزالة ما غطاه من غبار السنين ، في انتظار المزيد من البحث عن جذور المسرح المصري قويها وضعيفها.