· تحليل دقيق وموضوعي للأحداث الداخلية والإقليمية منذ عام 1962، وتصحيح أفكار كثيرة مغلوطة حول معركة 1967 · شهادة قيمة عن تجربة عسكرية فريدة: إعادة بناء وتدريب القوات المسلحة بالتزامن مع قتال العدو في فترة حرب الاستنزاف · المؤلف كان مدير الكلية الحربية والقائد العام للجيش المصري ووزير الحربية في عهد الرئيس عبد الناصر · طبعة جديدة فاخرة ومنقحة ومراجعة · تحتوي على صور نادرة لقادة تلك الحقبة من أرشيف المؤلف نبذة حينما يقول الفريق أول محمد فوزي، أحد أهم قوَّاد العسكرية المصرية الحديثة، إن إطلاق «صفة النكسة على معركة 1967 هو وصف مبالغ فيه، إذ إن معركة 1967 ما هي إلا معركة خاسرة وقتيًّا... أعقبها مباشرة، مواصلة القتال الذي استمر بين مصر وإسرائيل ثلاث سنوات
"عبد الناصر كان رجلا عظيما ولم يكن هو المسئول عن القوات المسلحة وبالتالي لم يكن مسئولا عن هزيمة 67" .. هذا هو ملخص الأربعمائة صفحة التي كتبها فوزي في كتاب - رغم جودة بعض معلوماته - إلا أنه يبدو مفككا ومكررا في بعض فقراته .. كتاب يؤصل لفكرة أن عبد الحكيم عامر كان هو المسئول عن كل الكوارث التي صادفها الجيش المصري منذ حرب 56 ومرورا بحرب اليمن وانتهاء بالنكسة .. النكسة التي يدعي فوزي انها مجرد هزيمة عسكرية لا ترقى إلى درجة النكسة .. يصر فوزي على براءة ناصر من المسئولية رغم أنه يؤكد على أن عبد الناصر كان يعلم باستحواذ عامر على الجيش ولا يحرك ساكنا !!
أصابتني الدهشة حين أكد عبد الناصر أن اسرائيل ستحارب في 5 يونيو وهو ما تجاهله عامر كما يقول فوزي ، أصابتني الدهشة بصورة أكبر حين علمت بعدها أن ناصر - كما يقول فوزي - ظل على حبه لعامر وخوفه على مشاعره فلم يحاول أن يحمله أي مسئولية ولم يحاول إلقاء اللوم عليه وحتى حينما قرر إبعاده عن الحياة العسكرية لم يفكر في محاكمته ولكنه فقط آثر تحديد إقامته وكأن المصريين لا يحق لهم أن يروا من ألحق بجيشهم هزيمة مذلة في أربعة ساعات فقط يحاكم ..
يسترسل فوزي بعد انتهاء النكسة أو النكبة الثانية في سرد خطة إعادة بناء القوات المسلحة طوال ثلاث سنوات انتهت بحسب سرده في يوليو 1970 ، لا أعلم لماذا توقف عن السرد في هذا التاريخ ولماذا لم يستمر في سرده حتى نهاية ولايته في مايو 1971.. لماذا لم يذكر مباردة روجرز ... لماذا لم يخبرنا ما السبب في عدم خوض الجيش لحرب التحرير في الميعاد المتفق عليه سلفا (بعد 3 سنوات) طالما كان الجيش مستعدا كما ذكر في مذكراته..
الحقيقة أن مزج الجانب السياسي بالعسكري في الكتاب قد أفسده وجعل منه مذكرات لرجل سياسي وليس قائدا عسكريا، كان الأجدر به أن يهتم بالتفاصيل العسكرية والحربية ، أن يتحدث اكثر عن قادته ، أن يتحدث عن الحرب لا عن عبد الناصر ..
تحتل هذه المذكرات موقعاً هاماً بين مذكرات القادة العسكريين لموقع صاحبها الذي تولى منصب قيادة أركان القوات المسلحة منذ عام 1964، وليكون أحد القلائل الذين استمروا في مواقعهم بعد هزيمة 67، انتهاءً بتوليه وزارة الحربية، التي ظل فيها إلى أن استقال في مايو 1971، ثم قُبض عليه وحوكم في قضية مراكز القوى.
بدأ فوزي فصول كتابه باستعراض الأوضاع السياسية والعسكرية في السنوات السابقة على الهزيمة، ويُحمل المشير عامر وجوقته المسؤولية الأكبر عن تردي الأوضاع، بينما لا ينتقد ولي نعمته عبد الناصر. أما عن مسئوليته الشخصية، فنجده يؤكد من البداية أنه وجد نفسه بلا صلاحيات فعلية بعد أن استحدث المشير منصب (مدير الأركان) وألحقه بقيادته، وبعد استحداث قيادة القوات البرية، وحذوها حذو القوات البحرية والجوية في العيش في جزر منفصلة، ويذكر أنه قرر أن يستغل (وقت فراغه) في تلبية دعوات الزيارات لدول مختلفة!
من أهم ما عرض من أوجه القصور انشغال الجيش بالأمن على حساب العسكرية، وضعف مستوى التدريب، واعتبارات الولاء قبل الكفاءة، والأثر السلبي لحرب اليمن..إلخ، وكلها عوامل مشتركة في شهادات القادة العسكريين لهذه الفترة، لكنه ينفرد هنا بنفي معلومة تخفيض ميزانية القوات المسلحة في العام السابق للحرب، ويذكر بالأرقام أن الميزانية كانت رقماً ثابتاً 174 مليون جنيه لمدة ثلاث سنوات على التوالي للأعوام المالية 1965، 1966، 1967، وفي رأيي أن عرض الأمر بهذه الصورة قد يكون مضللاً، فالمتوقع أن تزيد الموازنة ولو بشكل طفيف كل عام نتيجة للمتغيرات الاقتصادية على الأقل، ناهيك عن استيعاب أي مشروعات جديدة، لكن تثبيت الرقم في حد ذاته هو دلالة على التخفيض، وفي الأغلب أن الموازنة الأصلية قُدمت بأرقامٍ أعلى فكان الرد أنه لن يمكن تدبير اعتمادات أعلى من العام السابق، فُخفضت لتستمر بنفس الرقم، وما أراه أن هذا النفي هو جزء من الرسالة التي يريد إيصالها بأن القيادة السياسية ممثلة في عبد الناصر لم تُقصر في تدبير متطلبات القوات المسلحة، والله أعلم.
ثم بدأ في استعراض الأحداث التي أدت لاندلاع الحرب، ويبدأ بالحديث عن قصة الحشود المزعومة على حدود سوريا، ويذكر هنا أن وزير الدفاع السوري أبلغ المشير عامر بحشد العدو 11-13 لواءاً على الحدود، وتتضارب شهادات القادة في هذه النقطة، ففي حين تُجمع الشهادات على كون الاتحاد السوفييتي أهم مصدر لهذه المعلومة، فإن بعض الشهادات تذكر أن المعلومة أتت من السوريين أنفسهم أيضاً، بينما بعضها يذكر أن السوريين كانوا يسألون المصريين عن مصدر هذه المعلومة وأنه لا صحة لها!، والبعض يذكر أن السوريين كانوا يثيرون قضية الحشود لدفع الأمور لحافة الحرب لمواجهة الضغوط الداخلية، بينما يصل الفكر التآمري لأبعد من هذا بكثير، ولكن في كل الأحوال، الثابت أن فوزي أُرسل إلى سوريا للإطلاع على الحقيقة بنفسه ولم يجد أثراً لهذه الحشود، لكنه استغل الزيارة للترتيب على التنسيق بين الجيشين والتأكيد على أن يقوم سلاح الجو بضرب العدو إذا بادر العدو بمهاجمة أي من الدولتين، وبالطبع لم يحدث هذا التنسيق على أرض الواقع، وكان فوزي في موضعٍ سابق قد أشار للقيادة العربية الموحدة وأنها كانت شعاراً أكثر منها حقيقة مُنفذة.
وفي كل الأحوال عاد فوزي لينقل الصورة لعامر، ومع هذا بدأ حشد الجيش لسيناء، ويذكر فوزي أنه اتضح له وجود رغبة مشتركة بين عبد الناصر وعامر لانتهاز أي ظرف دولي أو إقليمي لإلغاء تبعات حرب 1956 من وجود قوات دولية في شرم الشيخ، وعبور سفن العدو في خليج العقبة، ويذكر أن "عبد الناصر من جانبه كان يرى أن تحقيق هذا الهدف لا يصل إلى درجة الدخول في صراع مسلح مع العدو، بخلاف ما يهدف إليه المشير من الزج بالقوات المسلحة في صراع مسلح سريع مع إسرائيل" وهذا أيضاً في إطار تصوير عبد الناصر في صورة صوت العقل، بينما تصوير عامر في صورة المندفع بدون تفكير، وكأن قرارات مثل تحريك الجيش إلى سيناء وسحب قوات الأمم المتحدة كانت قرارات المشير وحده!، ولكن بغض النظر، فإنه من المفهوم والمجمع عليه وجود تضارب في القيادة، لكن من المفهوم أن يكون على مستوى التفاصيل، لكن ليس في الأُطر العامة.
تشير أغلب المذكرات إلى ضربة جوية مصرية استباقية كان مقرر لها فجر يوم 27 مايو 1967، ويُفهم من هذه المذكرات أن عبد الناصر لم يكن على علمٍ بها، وأنه أوقظ من نومه ليلة الهجوم وأخبره السفير السوفييتي بضرورة ضبط النفس وإلغاء هذا الهجوم، وعليه صدرت الأوامر بذلك، وتوحي هذه الرواية بمدى اختراق العدو والقوى العظمى لنا، ولكن لا يُتصور عقلاً أن يُقدم عامر على بدء الحرب فعلياً بدون علم عبد الناصر.
أما فوزي في كتابه هذا فيذكر أن اسم العملية أسد، وأن أمر الإلغاء صدر يوم 25 مايو بعد اجتماع القمة العسكري بمكتب المشير والذي حضره عبد الناصر، وفي نهاية الاجتماع انفرد ناصر بعامر نصف ساعة ليخرج المشير بعدها ويصدر أمراً بإلغاء الضربة.
ويخصص فوزي فصلاً للحديث عن أمرٍ مجمعٍ عليه في مذكرات جميع القادة وهو إخفاقات المخابرات الحربية ومعلوماتها الخاطئة فيما يتعلق بقدرات العدو وتمركز قواته ومدى طيرانه، وكلها أثرت على متخذ القرار، والعجيب أن قائد المخابرات الفريق صادق ظل في موقعه بعد كل هذا، وبمتابعة تقارير المخابرات اليومية نجد أنها كلها خطأ منذ اليوم الأول، وأنها تكرر أسطورة الحشود على الجبهة السورية، ثم تتحدث عن حشود للعدو جهة المحور الجنوبي، وهو ما أدى لاتخاذ قرار نقل أغلب القوات المصرية لمواجهة هذه الحشود المزعومة، ليبقى المحور الشمالي الذي تم منه الهجوم الفعلي مخلخلاً وضعيفاً، وكان التقرير الوحيد الصحيح بتاريخ 3 يونيو بعد استطلاع جوي للجبهة تبين منه عدم وجود حشود بالمحور الجنوبي، ومع هذا لم تغير القيادة وضع القوات التي كانت قد أُنهكت بالفعل من كثرة التحركات في كل الاتجاهات. وأجب أن أنقل هنا تقرير المخابرات يوم 2/6/1967 والذي يقول بالنص: "إن إسرائيل لن تُقدم على عمل عسكري تعرضي، وإن الصلابة العربية الراهنة ستجبر العدو بلا شك على أن يُقدر العواقب المختلفة المترتبة على اندلاع شرارة الحرب في المنطقة"، وكما نرى، فإن هذا التقرير لا يعدو كونه كلاماً إنشائياً وخطابياً، بخلاف كونه عارياً عن الصحة، ومما يثير الأسى تأثيره المدمر على القوات المسلحة، فيذكر فوزي أن المشير أمر بتوزيعه على جميع القوات حتى مستوى القادة الأدنى، ومن الواضح أن هذا الأمر زاد من حالة الاسترخاء في صفوف الجيش وإيمانهم بأن الحرب مستبعدة، والعجيب أنه في نفس اليوم كان الاجتماع الشهير الذي حضره عبد الناصر وأخبر فيه الحضور أن العدو سيهاجم في الأغلب يوم 5 يونيو، ولم يُبلغ هذا التحذير لأحدٍ خارج القاعة!
بقى في هذا الفصل أن أشير لطريقة انتقال المعلومة من مركز المعلومات الأمامي للمخابرات الحربية على الجبهة، فهي تُبلغ لمكتب وزير الحربية شمس بدران للإطلاع عليها، ثم تُرسل للقوات الأمامية في سيناء، وهو أسلوب عقيم وغير سليم وقت الحرب ويؤدي لتأخير وصول المعلومة لمن يحتاجها في وقتها.
بعد ذلك انتقل لوصف تفاصيل المعركة، وتحدث عن الإنذار الأول من محطة مخابرات العريش الذي وصل لمكتب المخابرات بوزارة الحربية ولم يُبلغ في حينه للوزير لأنه لم يكن موجوداً، والإنذار الثاني هو الإنذار الشهير من الفريق عبد المنعم رياض (عنب عنب عنب)، ولا نقول أن مجرى التاريخ كان سيتغير إذا وصلت المعلومات في وقتها، ولكن ربما لم تكن الهزيمة لتكون بهذا الإذلال، وربما لم يكن سلاحنا الجوي ليتدمر كليةً.
يذكر فوزي أن العدو تدرب لمدة 10 سنوات على خطة ضرب الطيران (الخطة كولمب)!، وأن طيران العدو هاجم منطلقاً من 5 مطارات رئيسية بكامل قاذفاته (164 طائرة) على نسقين، وفي حين يذكر الفريق مرتجي أن العدو هاجمنا بكامل قواته الجوية وترك 12 طائرة فقط للدفاع عن إسرائيل، ينفرد الفريق فوزي ليحدد الطائرات الموجودة للدفاع ويذكر أنها كانت طائرات أمريكية قامت بعمل مظلة جوية فوق الأرض المحتلة، كما يذكر أن محطة عجلون رصدت طلعات جوية من حاملة الطائرات الأمريكية، وهي معلومات هامة وتحتاج للتدقيق، وبخلاف ذلك، يُفصل فوزي دور السفينة ليبرتي في التشويش على اتصالاتنا اللاسلكية، ودورها كذلك في مساعدة وتوجيه طائرات العدو للوصول لأهدافها.
ينفرد فوزي كذلك في مذكراته بجزء من خلفيات قرار الانسحاب، فيذكر أن عامر استدعاه مع رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة بعد ظهر يوم 6 يونيو طالباً إعداد خطة انسحاب في 20 دقيقة! وبدون مناقشة هرعوا لإعداد الخطة وعادوا إليه ليخبروه بالخطوط العريضة للخطة، والتي تلخصت بالانسحاب التدريجي للقوات بشكل تبادلي خلال أربعة أيام، فتهكم عليهم المشير وأخبرهم أنه أصدر أمر الانسحاب بالفعل. ومع وصف عشوائية الانسحاب، ورغم أن هذه المذكرات كُتبت بعد أكثر من 10 سنوات على هذه الأحداث، فإن فوزي يذكر أنه لا يعلم لمن أبلغ المشير قرار الانسحاب، ومن الذي بلغه للقادة في سيناء، وهذا أمر مستغرب أن يكون هذا الحدث الجلل الذي بالقطع خضع أطرافه لمئات الساعات من التحقيقات، وتظل العديد من أحداثه مجهولة، وستظل مجهولة طالما أننا لا نجد مصدراً لمعلوماتنا سوى المذكرات، في حين لا يملك مؤرخ أن يطلع على السجلات العسكرية ليكمل الصورة!
لا نجد تفاصيل كثيرة بعد ذلك فيما يخص المعركة في سيناء، والتفاصيل الأكثر نجدها في مذكرات بقية القادة، ولكن فوزي يدعي – والله أعلم – أن عامر اتخذ قرار الانسحاب الأول دون أخذ رأي عبد الناصر. ويخبرنا فوزي بأن عامر غادر القيادة إلى الأبد يوم 8 يونيو وطلب منه أن (ياخد باله من القوات المسلحة)، ثم أخبره شمس بدران أنه وعامر سيستقيلا وكذلك كل كبار القادة، ليتركوا للقيادة السياسية حرية الحركة في المرحلة القادمة، وتخبرنا مذكرات قادة آخرين كالفريق مرتجي أن فوزي كان مهتماً بجمع استقالاتهم لكنه لم يقدم استقالته وأنه كان على تواصل مستمر بسامي شرف بما يوحي بوضعٍ تآمري، ونجد أن فوزي مر بالأمر في مذكراته بطريقة الاستعباط، فلماذا لم يقدم استقالته بصفته هو أيضاً من كبار القادة، بل ثاني رتبة في هرم القيادة العسكرية، وكأن وصية عامر له كتكليف بالبقاء مثلاً!
بعد ذلك يخبرنا عن تكليف ناصر له بمهام القائد العام للقوات المسلحة، ثم نهاية مرحلة الصراع على السلطة بين ناصر وعامر، والدعم العربي والسوفييتي عقب الحرب مباشرةً، والتوجيه الاستراتيجي من عبد الناصر أن هدف المرحلة القادمة هو إعادة بناء القوات المسلحة بحيث تصبح قادرة على استعادة الأرض والوصول لخط الحدود، مع تحديد فترة 3 سنوات لتحقيق هذا الهدف. وأعتقد أن هذه المرحلة هي المرحلة الحقيقية التي تستحق الفخر في مسيرة فوزي المهنية، وفي مسيرة كل الرجال الذين بذلوا الجهد والعرق والدم في سبيل إعادة بناء الجيش، والصمود في وجه العدو المتغطرس، والإعداد لحرب التحرير، ويستغرق الجزء الذي عرض فيه تفاصيل إعادة بناء الجيش وبعض أحداث حرب الاستنزاف أكثر من نصف الكتاب، مع وجود بعض التكرار لبعض الأحداث من حينٍ لآخر.
تكرر في الكتاب الحديث عن الدعم السوفييتي لمصر، ويخبرنا فوزي أن الاتحاد السوفييتي بدأ جسراً جوياً لتعويض مصر عن خسائرها في الحرب من قبل وقف إطلاق النار، وأن هذه الأسلحة كانت بلا مقابل!، ثم يتحدث عن تعاونهم أيضاً في توفير احتياجات القوات المسلحة من الأسلحة المتقدمة وصواريخ سام للدفاع الجوي، ودور الخبراء والمستشارين الروس، وتواجد الأطقم السوفييتية من الطيران والدفاع الجوي للدفاع عن العمق لحين إكمال حائط الصواريخ الذي اكتمل الجزء الأساسي منه ونقل للجيهة قبل سريان هدنة مبادرة روجرز بسويعات، وفوزي في حديثه عن الدعم السوفييتي ينقل الإحساس للقاريء بعدم وجود أي مشاكل أو صعوبات، وهو ما يتناقض مع رحلات ناصر المتكررة لهم ومن بعده السادات طلباً للسلاح.
وتكررت في شهادة فوزي الإشارة إلى أن القوات المسلحة في عام 1970 كانت قد استكملت الاستعدادات التدريبية ولديها السلاح والقوة البشرية الكافية لبدء العمليات العسكرية وتحرير سيناء بالكامل، وأنه كان من المخطط أن تبدأ الحرب في نوفمبر 1970 بعد انتهاء سريان الهدنة، ولكن وفاة عبد الناصر أجلت القرار، ويشير كذلك إلى مشروع الحرب (المناورات) الشاملة المقررة في سبتمبر 1970، والتي نُفذت فعلياً في مارس 1971، لاختبار قدرة القوات المسلحة على تنفيذ الخطة (جرانيت)، وكانت نتيجتها إثبات هذه القدرة، وننقل هنا بالنص الفقرة التالية من كتابه:
"إن قياس قدرات قواتنا مع قوات العدو في ذلك الوقت أواخر ۱۹۷۰ وأوائل ۱۹۷۱ كانت لصالح قواتنا عدداً وتسليحاً وكفاءة من قوات العدو في كل أفرع القوات المسلحة، وإن توقيت معركة التحرير وتنفيذ الخطط الموضوعة والتي تم التدريب عملياً عليها وهي الخطة جرانيت واستكمالها بالخطة ٢٠٠ الشاملة كان توقيتاً مخططاً وسليمًا .
وتبين لإسرائيل أن ميزان القوى في ذلك الوقت تحول إلى جانب مصر، فبدأت تعزز قواتها عام ۱۹۷۲ ، ۱۹۷۳ بتسليح أمريكي إضافي خاصة في قواتها الجوية والمدرعة كما ثبت ذلك في التقارير التي نشرت في أوائل عام ١٩٧٤ عن لجنة الكونجرس الأمريكي والتي زارت مصر وإسرائيل جاء فيه: (إن القوات الإسرائيلية دعمت بتسليح أمريكي خلال عام ۱۹۷۲، ۱۹۷۳ بمقدار يساوي - ٣٣٪ من قواتها العسكرية عام ۱۹۷۱، وكانت حصيلة المعونة العسكرية التي تلقتها إسرائيل عام ۱۹۷۲ فقط تساوي ٦٠٠ مليون دولار، وهي قيمة أكبر مما قدمه الرئيس نيكسون لإسرائيل خلال مدة رئاسته كلها، ومعظمها من طائرات الفانتوم والسكاي هوك وصواريخ شرياك وتوي وطائرات هليوكوبتر ضد الدبابات وأجهزة الكترونية متطورة)، وبذا تحول ميزان القوى لصالح إسرائيل ابتداءً من عام ۱۹۷۳، وهذا دليل آخر يؤكد أن توقيت المعركة مع إسرائيل في أواخر ۱۹۷۰ أو أوائل ۱۹۷۱ كان توقيتاً سليماً."
والحقيقة أن هذا الكلام ليس مستغرباً من صاحب غرض مثل الفريق فوزي، وهو يتناقض عقلاً مع حقيقة أن رئيس الأركان الذي عينه شخصياً ثم خلفه كوزير دفاع – الفريق محمد صادق – كان سبب خلافه الأساسي مع السادات رفضه لفكرة الحرب المحدودة، وإصراره على عدم بدء أي عمليات حربية قبل حصول مصر على العتاد العسكري اللازم لذلك، ويتناقض مع استمرار السادات في طلب السلاح من الاتحاد السوفييتي لاستكمال متطلبات القوات المسلحة، أضف إلى ذلك أنه لو كانت لدينا الإمكانية للتحرير الشامل منذ 1970، فلم انتظرنا حتى عام 1973، ولم خضنا حرباً محدودة لتحرير شريط بعرض 15 كم شرق القناة، ولم نحرر سيناء بالكامل؟! أضف إلى ذلك أن الفريق الشاذلي في شهادته ذكر أنه لم يجد عند توليه منصبه خطة تفصيلية لتحرير سيناء.
لهذا أعتقد أن هذا التصريح من فوزي أساسه الغرض لأسبابٍ مفهومة مرتبطة بالعلاقة مع السادات، ولكن من المستبعد كذلك أن يكون الكلام كله لا أساس له، لذا فإنه بجانب الحاجة إلى تدقيقه من خلال مراجعة مذكرات بقية قادة حرب أكتوبر 1973، فإنه من المقبول عقلاً وجود خطة تحرير ذات إطار عام، وهذه الخطة هي التي تتحدد على أساسها احتياجات القوات المسلحة لإمكانية تنفيذها، ومن المستبعد في الوقت ذاته أن تكون مصر كانت جاهزة فعلاً للحرب الشاملة في عام 1970، وخصوصاً ونحن لا نرى في هذه الفترة شواهد عن أي تنسيق مع سوريا أو بقية الدول العربية، ويبدو أن فوزي كان يريد أيضاً الاثبات أنه كان جاهزاً في الإطار الزمني الذي حدده له عبد الناصر، فكأنه نفذ الأوامر بدون مناقشة، كما نفذ أمر عامر حينما طلب منه إعداد خطة للانسحاب، بدون مناقشة كذلك!
وتبقى هذه المذكرات إحدى الوثائق الهامة التي تعرض مرحلة الهزيمة وحرب الاستنزاف من منظور أحد أهم المسئولين العسكريين في حينها، وعلى ما بها من تفاصيل، فإنه لا غنى للقاريء وللباحث عن مقارنة شهادة الفريق فوزي بشهادات غيره من القادة، والانتباه لدور الغرض وحظ النفس في هذه المذكرات، ومن الجدير بالذكر أن فوزي في الجزء المتعلق بتوليه مسئولية القوات المسلحة كان يعدد الانجازات وينسب أغلبها لقراراته وتوجيهاته، بعكس وضعه لنفسه في إطار الشاهد والمتفرج في مرحلة الهزيمة، وحقاً، فالنصر له ألف أب، أما الهزيمة فيتيمة!
ربما يكون الكتاب من أفضل المتاح عن حرب الاستنزاف باللغة العربية وأن أفتقد للكثير والكثير من الوثائق والشهادات والأحداث الهامة والتنظيم الجيد للفصول وعدم إخفاء بعض الأحداث المهمة جدًا داخل فقرات لا معنى لها، تبقى الشهادات في أغلبها تأكيد على العمل البحثي فيما يتعلق بحرب الاستنزاف بحسب المصادر الأجنبية لكن لعدم وجود مصادر عربية أو مصرية بالتحديد لن تجدي تلك الحكايات في شيء ولن تصنع رواية تاريخية موثقة أو حتى مهمة.
يتحدث الكتاب عن الفترة ما قبل ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٠. بدءاً بكواليس وعوامل هزيمة يونيو النكراء ومروراً بحرب الاستنزاف وخباياها. كان الكتاب صادماً ومسبباً للكثير من الحزن في بعض معلوماته كوني لم اتعمق في كواليس الهزيمة القاسية المجحفة التي تعرضت مصر لها في حرب يونيو ٦٧. ويلقي الضوء على مدى الشقاق الغريب وغياب التوافق والتعاون التام بين القيادة السياسية بقيادة ناصر والعسكرية بقيادة عامر في هذه الفترة الحرجة من تاريخ مصر، إلى الحد الذي يجعل عبد الحكيم عامر يتجاهل حديث عبد الناصر وتأكيده له بمهاجمة إسرائيل لمصر في ٥ يونيو ويوصي الضباط والقادة بعدم تصديق هذا الكلام بقوله (سيبكم منه) !! كما يلقي الضوء على الفساد والفشل والاستهتار والانسحاق الذي كان يرتع في جنبات المؤسسة العسكرية بكاملها، للحد الذي يجعلك تعتقد بأن فرداً واحداً لم يكن ملتزماً بدوره ووظيفته التي يتقاضى عليها أجرأ في نهاية كل شهر!! حتى المخابرات كان لها دور بتقديمها للمعلومات المضللة والخاطئة والتي لعبت دوراً كبيراً في الهزيمة. كل الأجهزة بدءاً من أكبرها لأصغرها مرورا بالاتصالات واللاسلكي كانت في تجاهل تام لدورها لدرجة إن الإشارة التي تفيد ببدء الهجوم الإسرائيلي على مصر شروق يوم ٥ يونيو ظلت ٣ ساعات حتى تصل للقيادة العسكرية المصرية!!! أحداث غريبة وتدعو للتساؤل الذي لا يتوقف، هل كان عامر يظن أن الحرب لعبة؟ كيف كان يتوقع النصر وهو عالم بحال الجيش والمؤسسة العسكرية المفككة وقتها؟ لماذا قبلوا بتصعيد الحرب من دون استعداد حقيقي من جانبنا لا من ناحية الكفاءة العسكرية والتدريبات (التي كان يتم تزوير تقاريرها قبل رفعها للقادة) ولا من ناحية الضباط والجنود الذين كانوا يخدمون في جبهة أخرى في اليمن؟ لماذا تصرف عامر منفرداً في إعلان قرار الانسحاب ومن قبله قرار غلق خليج العقبة الذي كان يعلم هو وناصر أن إسرائيل حتماً ستأخذه ذريعة لإعلان الحرب؟ لماذا ولماذا ولماذا، تتعدد التساؤلات وتبقى مرارة الهزيمة.
لا يسع أي مصري يطلع على كواليس هذه الحرب المشينة والتي مازلنا نعاني من آثارها حتى اليوم إلا أن يحزن ويغضب وهو يرى أن النصر لم يكن بعيداً ولا مستحيلاً لولا فشل وفساد القيادة بشقيها السياسي والعسكري وانشغالهم بمصالحهم الخاصة عن واجبهم الذي فرضوه على أنفسهم منذ قيامهم بحركة ٥٢.
أما عن حرب الاستنزاف فقد كانت لمحةً من الأمل للشعب وللجنود الذين فقدوا كل ملمح للثقة بعد هزيمتهم في حرب يونيو، طبقاً للكتاب فقد تداركت القوات المسلحة أوجه التقصير والضعف واندمجت في الكثير من التدريبات الشاقة والعسيرة وطورت من إمكاناتها بشكل عظيم ونجحت في إلحاق الكثير من الخسائر بالعدو سواء بالأفراد أو بالمعدات للحد الذي جعل إسرائيل تسعى لقرار وقف إطلاق النار ليلتقطوا أنفاسهم، وهي الحقائق التي اعترف بها القادة الإسرائيليون أنفسهم مثل بيجن وغيره. طبعاً كالمعتاد يعيب الكاتب عدم إلقائه اللوم على عبد الناصر إلا على استحياء ويلقي الجزء الأكبر من الهزيمة على عاتق عبد الحكيم عامر وحده وكأنه لم يكن مدعوماً من عبد الناصر الذي أعماه حبه لصديقه عن رؤية ما كان يفعله بجيشنا.
كتاب عظيم لقائد عظيم يوضح مدى الجهد المبذول والتضحيات للجيش المصرى لإعادة بنائه بعد نكبة ٦٧ وكيف للكاتب أنشأ وحدات جديدة وأعاد هيكلة للجيش المصري ليستطيع رد سيناء لعد العدوان الإسرائيلي
الكتاب وضح مدى التعاون العربى مع مصر وسوريا
الكتاب وضح مدى التعاون السوفيتى فى التدريب من المستشارين والخبراء السوفيت وتصدير الأسلحة وبتيسيرات خيالية فى الأسعار والسداد ، إيمانا منه بالشراكة مع العرب حينها.
رحم الله البطل محمد فوزى كان رجلاً تحمل الهزيمة وصمد واعاد بناء الجيش من شبه العدم
الكتاب بيورينا ازاي ان النجاح بيولد من رحم الفشل و ازاي ان الاراده و الإصرار و التصميم هي مفتاح تحقيق المستحيل
معلومات كتير تاريخيه مهمه للاسف نظامنا التعليمي مش مهتم بتوثيقها وتعليمها للاجيال كل معلوماتي عن حرب النكسة و الحرب كانت معاومات سمعته او مكتوبه في اُسلوب مختصر ركيك و ده اول قراءه متخصصة ليا للفتره ديه
الكتاب بيمثل و جهة تظر كاتبه الشخصية و ده باين في تحيزه لعبد الناصر في السرد ، و عشان كده الي بيقرأ الكتاب ده لازم يسقط المعلومه ديه من حسابه ويركز في العرض الفني للأحداث وبس
حقيقي احنا شعب عظيم لو أتوفرتله القياده السليمه و الإمكانيات اكيد كنا هانكون في مكان تاني خالص غير الي احنا فيه
اخترت الكتاب لرغبتي في قراءة واحد من الكتب العسكرية في مكتبتي لكن مع قراءاتي لفصوله الأولى عن حالة القوات المسلحة في مرحلة ما قبل يونيو 67 قررت المضي قدما حتى نهاية هذا العام في تتبع حرب 67 في مذكرات القادة وما يتوفر من الكتب
الفريق أول محمد فوزي شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة إبان حرب يونيو 67 ثم وزير الحربية بعدها يمر في الفصول الأولى على الوضع في القوات المسلحة، من حيث القيادة ومعنويات الضباط والتدريب والميزانية وغيرها من الموضوعات ويتكلم عن صلاحياته وصلاحيات المشير عامر ومنصبه الغريب (نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة) ثم يبدأ في سلسلة الأحداث التي انتهت بالهزيمة المدوية في يونيو 67 يؤكد الفريق فوزي إنه سافر إلى سوريا ولم يجد حشودا عسكرية إسرائيلية غير اعتيادية على حدود سوريا وأبلغ القيادة بذلك ويمر الفريق فوزي على باقي الأحداث يوما بيوم، ويسرد كيف كان يفكر عبدالحكيم عامر وتخيلاته عن الهجوم الإسرائيلي المتوقع، والتحركات العشوائية التي أنهت الخطة قاهر المخصصة للدفاع عن سيناء ثم تدمير الطيران والدفاع الجوي، والقرار الانفعالي للمشير بانسحاب القوات من سيناء بدون انتظار خطة من القادة بتوقيتات وطرق الانسحاب الكارثي. ثم الأيام التي تلت الهزيمة، وتظاهر الضباط في القيادة لعودة المشير إسوة بعبدالناصر، ثم تمركزهم في بيت المشير وتحويله لثكنة عسكرية وتخزين أسلحة وذخيرة به. ومحاولة المشير الانتحار، ثم انتحاره بعد تصفية الوضع الغريب في منزله. ثم تولي الفريق فوزي، بمعاونة الفريق عبدالمنعم رياض إعادة بناء القوات المسلحة من الأسفل على مستوى السرية، وتجميع القوات لتكوين خط دفاع مرتجل على الضفة الغربية للقناة. ثم استيراد الأسلحة من الاتحاد السوفيتي، وبداية التدريب والعمليات التعرضية ضد القوات الإسرائيلية، وإنشاء الدفاع الجوي وسرد لبعض العمليات خلال حرب الاستنزاف، ثم ينهي الكتاب بسرد تفاصيل مشروع حرب في عام 71 بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر، لتنفيذ الخطط جرانيت (تحرير الضفة الشرقية والوصول للمضائق) والخطة 200 (تطوير الهجوم حتى حدود فلسطين المحتلة)
شغل الفريق فوزى منصب رئيس الاركان قبل النكسة و بيقول ان ده منصب كان بلا صلاحيات في ظل المشير عامر و شمس بدران وزير الحربية... لماذا قبل المنصب اذا كان بدون صلاحيات، خصوصا في فترة تعج بالأحداث السياسية و العسكرية! أظهر أن فترة ما قبل النكسة كان الجيش مله تابع لسياسات المشير و بعيد عن أوامر و افكار عبد الناصر، و لما تتوغل في الكتاب هتلاقي أن بعد تولي فوزى وزارة الحربية لم يذكر اسم عبد الناصر مقترنا بالجيش إلا لماماً... يعني عبد الناصر غالبا هو من عزل نفسه عن الجيش... الفريق فوزى بينظر لاستشهاد ٧٠ عامل في غارات اسرائيل أنه أثر جانبي بسيط، و ده يمكن فهمه في إطار المعارك مش أنه تحصل غارة يموت فيها العدد ده! نظرته للخبراء السوفيت انهم أصدقاء و ده شئ غريب لان كل قائد مصرى في "قفاه" ضابط سوفيتي بيشوف كل حاجة.. يعني عندك ١٢٠٠ جاسوس محتمل! التأكيد مرارا و تكرارا أن الجيش كان هيحارب في سنة ٧٠ لكن وفاة عبدالناصر أجلت الحرب، و بسبب تأخير الحرب مالت موازين السلاح جهة إسرائيل مرة أخرى... التأكيد أنه أثناء بروفه الحرب درب الجنود علي صد هجوم ثغرة الدفرسوار وهنا تلميح سخيف للثغرة و اللي مختلف علي افضل حل لعلاجها رغم مرور كل السنين دي! و اللي يحب يقرأ عن الثغرة ، يقرأ مذكرات الجمسي لانه كان في موقع المسئولية و رجل عسكرى بدون اي انحياز لأي طرف.... الكتاب كان وسيلة لان الفريق فوزى يمدح في نفسه ٢٤ قيراط، و بعدها يمدح في عبد الناصر حبتين، و الاتحاد السوفيتي حبة، و مفيش مانع نجيب سيرة الجندى المصري بالخير بس من بعيد لبعيد، و مش هنموت فرصة أن في كتاب من غير ما ننتقد عامر و شلته و السادات بس من تحت لتحت....
حسناً.. نتفق جميعاً بأن هذا الكتاب ينقصه المصادر والأدلة ، ومن الطبيعي أن الكتاب يعبر عن وجهة نظر صاحبه وآرائه واعتقاداته الشخصية وحسب ، ولكن بعد كل هذا ؛ يعد هذا الكتاب نافذة جيدة على أحداث تلك الحقبة الزمنية وما حدث فيها في حرب النكسة ١٩٦٧ ، ويحكي كيف كان التخبط ومدى الازدواجية في القرارات ، بل وبيروقراطية وفساد مستشري في الجيش بكافة طبقاته. كما أنه من ضمن ما يعيب الكتاب تمسك الكاتب بحفظ ماء الوجه لعبد الناصر وأنه ألقى بمسئولية الهزيمة كلها على عاتق المشير عامر. أياً كان ، فما حدث قد حدث ، وما ترتب بعد ذلك هو ما يهمنا ، الدروس المستفادة من إعادة بناء وتنظيم القوات المسلحة ، وكيف استفاد من أخطائهم القديمة في إعادة هيكلة الجيش بكل تفاصيله على أسس علمية وعملية ، هذا هو ما يهمنا كدروس مستفادة للمستقبل لنا وللأجيال القادمة.
كتاب رائع وإن كان ينقصه بعض التنظيم ، وبعض الشفافية في بعض الأحيان ، مبذول فيه عظيم الجهد من شخصية فذة ، رحمة الله عليه وعلى شهداء بلدنا أجمعين.
كعادة المذكرات لا اقتنع بما فيها بشكل كامل اذ ان قليلا ما يكتب احدهم ما يدينه فى مذكراته الشخصية و لكن بشكل عام فالمذكرات شاملة لفترة ما قبل النكسة و اثنائها و عمليات حرب الاستنزاف و ان كانت توجد مؤلفات اكثر تدقيقا و موضوعية و لكن ما لفت نظرى اصرار الفريق فوزى على مدح السوفيت كحليف و ذلك ما تبين فيما بعد انه كان اغراقا فى الخيال اذ ان اغلب اسلحة معركة اكتوبر كانت دفاعية الطابع و تعنت الاتحاد السوفيتى فى ارسال معدات قد تعطى الامل للمصريين فى عملية هجومية بل كان يدفعهم لا شعوريا لتجميد الوضع عند حالة لا سلم ولا حرب
ويستمر الفريق محمد فوزي في ابهارنا بكتبه التي لا يوحد منها هدف سوي مهاجمة السادات (وهو يستحق) والدفاع عند اراء وأفكار عبد الناصر وعصابته ( التي كان هو نفسه والسادات من أهم الشخصيات بها). والكتاب هنا يختلط به السياسي بالعسكري ويفتقد للمهنية والحديث المصقول بحجج عسكرية كما مثلا في مذكرات الشاذلي والتي وان كانت تحتوي علي تفسيرات سياسية لكنها تنطلق من حجج عسكرية ومناقشة للأمور الفنية، لا مجرد الحديث العام حول قدراتنا وانها كانت دائما كافية.... بلا بلا بلا
رابع الكتب التي أقرأها عن حرب ١٩٦٧ بعد تحطيم الآلهة لدكتور عبدالعظيم رمضان وستة أيام من الحرب لكاتب ٱسرائيلي وشاهد على حرب ١٩٦٧ للفريق صلاح الدين الحديدي والكتاب الأخير لايختلف عن كتاب الفريق محمد فوزي أحد صناع الحدث في فترة مابعد النكسة الكتاب مزود بالعديد من الخرائط المتميزة التفصيلية زخال من اي ضغينة أو رأي شخصي غير موضو��ي وهذا مايميز الكتاب فهو أقرب إلى تاريخ علمي رصين وينقص الكتاب فصل من المفترض وجوده عن مظاهرات ١٩٦٨ ومحاكمات الطيران عام ١٩٦٨
مجهود ضخم في اعادة بناء القوات المسلحة وتنظيمها وتطهيرها من الفوضى والمحسوبية رغم دفاع الكاتب عن عبد الناصر وحبه الجارف له .. لكن مازال الكتاب قيم جدا في معلومات تفاصيل ازالة اثار العدوان وبناء الجيش والدولة وتفاصيل المساعدات السوفيتية
الكتاب يكتبه باني القوات المسلحة المصريه عقب النكسه و أحد قادة حرب الاستنزاف يبين في الكتاب اسباب التي ادت إلى النكسه و كيفية التعامل معاها. و كيفية إعادة بناء الجيش المصري و كيفية إدارة معارك حرب الاستنزاف.
أهمية هذه المذكرات في ترتيبها المنطقي وتنظيمها بحيث تصبح كمرجع دراسي عسكري لدراسة الأسس السليمة لبناء قوة مسلحة تعرضت بالمعنى الحرفي للكلمة لدمار شامل.. أهمية هذا الكتاب من أهمية صاحبه، الفريق أول محمد فوزي الذي عاصر الهزيمة النكراء فوضع الخطوط العريضة لمرحلة الانتصار المدوي، ويضع يديه على لب الحقيقة لأسباب النكسة والهزيمة، وأسباب النجاح والابهار.
المذكرات من تأليف محمد فوزي شخصيًا ولا دور للشخص المدعومحمد عبد الملك وتسلط الضوء على إعادة بناء القوات المسلحة عقب الهزيمة بيد أنه يضلل القارئ بإلقاء المسئولية بالكامل على المشير عبد الحكيم عامر وتبرئة جمال عبد الناصر بطريقة سخيفة من تحمل المسئولية