“كان وضع العالم الإسلامي سيئا للغاية الخلافة العباسية متصدعة وجميع القوى متصارعة، الأيوبيون اختلفوا على أنفسهم وشغلوا بالحملات الصليبية، والخوارزميون اعتزلوا واعتزوا بملكهم، والسلاجقة تقلصوا إلى حد كبير، وظهر جنكيز خان يدولته المغولية فاجتاح العالم الإسلامي الضعيف، وهناك في الأناضول كانت لأرطغرل قصة، ليظهر على الساحة نصف قرن من الزمن لم لسطرها التاريخ إلا في بضع أسطر، لكنها جديرة بالتأمل إذ كان نتاجها الإمبراطورية العثمانية العظيمة، التي حكمت ما يقارب 600 سنة… قصة بناء وطن”
تعددت قراءاتي في التاريخ إلا ان التجربة مع أحمد المنزلاوي غير فللكاتب اسلوب اسر و مشوق, لغة الكتاب بسيطة جدا و غير معقدة تجعلك تغوص في كتاب و تنسى معه الوقت. الكتاب غزير بالمعلومات التاريخية و اكثر ما اعجبني في الكاتب انه ارفق المصادر و تعددت المصادر جدا مما دل ان الكاتب بحث كثيرا . الكتاب اكثر من رائع لكن تمنيت لو ان الكاتب اسهب في ذكر ارطغرل رغم انه ذكر في المقدمة ان الشخصية غير معروفة كثيرا وان المسلسل من سلط عليها الضوء لكن في الكتاب تحدث على نشأته و اصوله لينتقل الى تحدث على السلاجقة و التتار ,المغول و ما اقترفت يداهم من جرائم الى ضعف العرب الى غير ذلك.. للاسف لم يتحدث عن انجازاته باسهاب فقد خصص عدة صفحات فقط ليتحدث بعد ذلك عن ابناءه و انجازاتهم لينقلب الكتاب بعد ذلك تربوي و هذا ما لم يعجبني فأصبح الكتاب عبارة عن تنمية بشرية و عن فن القيادة وغيره رغم انه استعمل ارطغرل و ابناءه كأمثلة إلا انني لم احبذ . كتاب ممتع و الاكيد لن تكون اخر قراءاتي للكتاب
الكتاب جميل و خفيف و سلس.. و لكن العنوان مختلف عن المضمون بعض الشيء. تخيلت انه سيتحدث عن ارطغرل و حياته و انجازاته بشكل اكبر مما ذُكر،، الكتاب يتكلم ٢٠٪ عن ارطغرل و ٨٠٪ عن تاريخ و دين و تنمية و تربية و دول و خلافات.. المفروض يغنينا بتفاصيل اكثر عن ارطغرل و حياته من دون التطرق إلى موضوعات اخرى منفصلة عن الموضوع المنشود، أحسست أنني لم اكتفي بالمعلومات الموجودة عنه، لا أحد ينكر أن المعلومات فيه قيمة و جديدة و لكن ليست بالحد الكافي لتوقعاتنا من وحي العنوان..
الكتاب بداية شكله شيق جدا وإن كان الكتاب لم يتناول من قصة أرطغرل أكثر من ربع الكتاب ولكن الكتاب ذكر الفترة الزمنية التى ظهر بها وما كان يعترى المسلمين من ضعف وهوان بسبب صراعاتهم الداخلية فيما بينهم وإن كان التاريخ لم يذكر إلا بضعة أسطر عن أرطغرل فيكفى أنه كان بداية طريق ابنه عثمان ونشأته للخلافة العثمانية
تدور أحداث الكتاب حول شخصية أرطغرل و الظروف الزمنية و الجغرافية التي صاحبت ظهوره حيث كانت الخلافات الإسلامية المتعددة في طريقها الى الانهيار و ذلك نظرا لتعرضها لهجومات مبيدة من طرف التتار بقيادة زعيمهم آنذاك جنكيز خان و لعداواتها مع البيزنطيين و كثرة الحملات الصليبية و تعلق خلفاء المسلمين بالسلطة و الجاه و المال بدلا من إعلاء الراية و الدفاع عن الشعوب ما أضعفها عسكريا الى حد الخنوع و إبرام اتفاقات مع الأعداء من أجل مصالح واهية، و هذا ما جاء أرطغرل لإصلاحه فلم يكن سلطانا أو خليفة بل كان إنسانا مسلما معتدلا شجاعا و حكيما في تسييره لشؤون أسرته و عشيرته فقاد من تبعه من قبيلته "القاي" ووجد لهم وطنا آمنا يستقرون فيه و توسع فيه ببطء شديد لم يجلب نحوه الأنظار ولا العداوة، و هذا من ضمن أسباب ندرة المراجع التي تؤرخ له كشخص بدأ تغييرا غير خارطة العالم، فأحسن تربية أبنائه بجوار زوجته حليمة التي كان لها دور مهم في تربية أول سلطان عثماني سيقيم دولة دامت 600 سنة و أعادت أمجاد الخلافة الإسلامية لأوجها حيث كانت الأقوى و الأكثر توسعا في زمانها. هكذا بدأ التغيير، ببناء الإنسان و عدم إثارة ضجيج دون جدوى و السعي وراء قيم أسمى من السلطة و الجاه.
الكتاب يحوي على الكثير من المعلومات القيّمة، ولكن لا تتوقع ان يتحدث عن ارطغرل، وذلك لأن المصادر التاريخية حول ارطغرل قليلة جدا جدا ولم يكتب عنه سوى بعض السطور القليلة، وعلى الرغم من ذلك اعتقد بأن هذا الكتاب يستحق القراءة، الأسلوب جيد، فهو سيحكي لك الوضع الذي وصل إليه المسلمون قبل قيام الدولة العثمانية، وسيكون مفيدا جدا، بحيث يمكن أن نستلهم منه الكثير، لان تلك الاحوال تتشابه بشكل كبير مع احوال المسلمين اليوم.