تهدف هذه الدراسة إلى وضع إطار فكري يساعد على تحديد منهج تحليلي نقدي يتناول المجتمع العرﺑﻲ في بعديه التاريخي والاجتماعي ﻳمكن من خلاله معالجة القضايا الكامنة وراء الأزمات الاجتماعية والفكرية والسياسية التي يعانيها المجتمع العرﺑﻲ.
فإذا أردنا لمجتمعنا العرﺑﻲ أن يتجاوز أزماته المتفاقمة وأن يسترجع قواه ويدخل ثانية في مجرى التاريخ، فلا بد من القيام بعملية نقد حضاري ﺗﻤكننا من خلق وعي ذاﺗﻲ مستقل ومن استعادة العقلانية الهادفة. ولا ﻳﻤكن تحقيق ذلك إلا من خلال التفاعل الفكري الحر والنقاش المستمر، لا بين «المفكرين» و«المثقفين» وحسب، بل بين جميع الفئات والأحزاب والتجمعات وعلى صعيد المجتمع ككل.
إن ما يجري في العالم اليوم هو بداية عصر جديد وممارسات اجتماعية جديدة تنبع من نوع مختلف من الدﻳﻤقراطية التي تنطلق بالفعل من السيادة الشعبية المباشرة، التي ترفض كل أنواع الأبوية والبيروقراطية وأيديولوجياتها المختلفة.
إن النقد الحضاري ﻳﻤثّل الشرط الأساسي لعملية التغيير الاجتماعي، وهو الخطوة الأولى لأية حركة اجتماعية جدّية ترمي إلى استئصال الأبوية من مجتمعنا وإلى السير به نحو مستقبل آخر يقرره أبناؤه لا المتسلطون عليه أو القلّة المنتفعة منه
Hisham Sharabi was Professor Emeritus of History and Umar al-Mukhtar Chair of Arab Culture at Georgetown University, where he was a specialist in European intellectual history and social thought. He died of cancer at the American University of Beirut hospital on January 13, 2005.
He spent his early years growing up in Jaffa, Palestine and Acre, Palestine before attending American University in Beirut, where he graduated with a B.A. in Philosophy. He then traveled to study at the University of Chicago, where he completed an M.A. in Philosophy in 1949.
Politically active from a young age, Sharabi then returned to serve as editor of the Syrian Social Nationalist Party’s monthly magazine “al-Jil al-Jadid” (The New Generation). Forced to flee to Jordan after the parties disbanding in 1949, Sharabi returned to the United States where he completed a Ph.D. in the history of culture, again at the University at Chicago. That same year, he began to teach at Georgetown University, where he gained full professorship in eleven years.
Dr. Sharabi, while an ardent supporter of Palestinian rights, was not beyond criticizing the Palestinian governing bodies. According to a story in the Washington Post[4]:"In 1999, after PLO Chairman Yasser Arafat ordered the arrests of 11 Palestinian academics who had accused his administration of 'tyranny and corruption,' Dr. Sharabi, along with Edward Said of Columbia University, signed a letter calling the arrests 'a totally unjustifiable attack on the freedom of expression.'" Nine of the lawmakers were immune from arrest, but two later accused the Palestinian police of attacking them.
He worked tirelessly to promote understanding of the Arab culture, establishing in 1973, along with several other colleagues, the Georgetown Center for Contemporary Arab Studies. In 1977, Georgetown University “awarded Dr. Sharabi the Umar Al-Mukhtar Chair in Arab Culture in recognition of his distinguished intellectual contributions and his efforts to promote Arab studies.” Dr. Sharabi formed, later that same year, the Jerusalem Fund for Education and Community Development, an organization that worked on educational, cultural and health issues of Palestinians.
He served as Chairman of Board until his death in 2005. In 1991, he formed what is now known as the Palestine Center, which serves as a think tank educating the general public on Palestinian Political Issues.
Author of 18 books and numerous articles and editorials, he is well respected as a foremost 20th-century Arab intellectual, contributing greatly to the study of Arabic culture[3]. Dr. Sharabi also published several books himself on Arabic culture and philosophy. "In honor of his work in both the European and Arab fields, the Department of history at Georgetown convened an international two-day symposium in 2002 titled ‘The Role of the Intellectual in Contemporary Political Life.’ Also named in his honor is the annual Hisham Sharabi graduate essay contest, begun by the Department's graduate students upon Dr. Sharabi's retirement in 1998.
الكاتب بقع بنفس خطأ من ينتقدهم في رؤية المجتمع العربي والإسلامي وأدواته في النقد ليست عميقة وسهل عكسها وممكن يكون نقدي جارح ولكن بنفس وقت قراءة الكتاب كنت بقرأ مقالة في economist كانت اعمق بكثير حتى في أدواتها
القراءة الثانية للفلسطيني "هشام شرابي" بعد كتابه "مقدمات لدراسة المجتمع العربي"، والكتاب على صِغر حجمه إلا أنه أكثر صعوبة من الأول في بعض الأجزاء، ويُحسب للكاتب عدم اكتفاءه بنقد الثقافة العربية بل تعداها لنقد نقد كُتاب الغرب للثقافة العربية، سواء اتفقت أو اختلفت مع الكاتب، سيبقى الإيمان بإخلاصه وعدم تحيزه الإيجابي إلى أي جانب وإن كان هناك تحيز سلبي صارم ضد الأصوليتين الأبوية السلطوية والدينية
النقد الحضاري للمجتمع العربي في نهاية القرن العشرين هشام شرابي ١٩٩٩م التقييم ٣/٥
-لقد كشفت معاناتنا في العقود الأربعة أو الخمسة الأخيرة من عقم الإيدولوجيات المتحجرة وعجز الأحزاب والقيادات الثورية عن احداث التغيير المطلوب، وأدت بنا إلى الهرب نحو الماضي للتخلص من الحاضر وإلى اللجوء إلى الغيبيات الدينية للتحرر من الوضع الراهن وآلامه.
-لا يمكن للوعي النقدي الحديث أن يرتكز على قاعدة واحدة أو أن ينبثق من فكر واحد أو من نظرية واحدة. فبصفته وعيًا ناقدًا وحديثًا لابد له من أن ينبع من أطراف وحركات فكرية متعددة تتناول المجتمع وثقافته من مواقع وأبعاد مختلفة. إن فكرة النقد الواحد الشامل كفكرة الخلاص الاجتماعي مثلا بالعودة إلى التراث أو الدين هي في صميمها فكرة سلطوية فوقية وقمعية.
- لقد أدى فشل الثورة إضافة إلى الموقف النقدي العلماني إلى ثلاثة أنواع من المواقف: الأول، موقف اليأس من الثورة والتخلي عن السياسية، الثاني موقف الشك إزاء الفكر العلماني والتوجه نحو التراث والدين، أما الموقف الثالث فهو موقف الانتهازية والانصراف عن السياسية والتراث معا، ورفض التعرف إلا إلى المصلحة الذاتية واتخاذ الأفكار والعقائد وسيلة لتحقيق هذه المصلحة.
-فرويد في نظربة "التفكير الرغبوي" يقول إن العقل العربي يشكل بنية ساكنة لا فاعة وإن اللغة العربية التي تعكس العقلية العربية تقوم على العاطفة والغلو والترديد، وإن الإنسان العربي سجين هذه العقلية ولغتها، حتى لو درس تاريخ الحضارات الأخرى.
-يتجسد معنى الحداثة بالنسبة إلينا في اتجاهين مترابطين: الاتجاه العقلاني والاتجاه العلماني، عقلنة الحضارة وعلمنة المجتمع. والحديث هو الجديد والطلائعي بمعنى المغامرة نحو المستقبل والانفلات من قيود الحاضر وماضيه .
كتاب جيد يقوم من خلاله هشام شرابي، أحد علماء الاجتماع العرب وأصله فلسطيني، بنقد النظام الأبوي بشكل عام في المجتمعات العربية. يرى شرابي أن اللغة وفهم الأطر الفكرية مهمة جدا في إحداث تغيير جدري في اللغة الأبوية التي لا تحكم العائلة فحسب بل وكل مؤسسات الدولة من أعلى لأسفلها. كذلك يتطرق شرابي إلى بعض الكتاب والكاتبات العرب الذي عالجوا هذه القضية ومنهم خالدة سعيد ومروة المرنيسي وجبران خليل جبران وغيرهم.
كتاب يستحق القراءة لمن يسعى إلى فهم المجتمع العربي وتركيبته وتأثير الأبوية في تأسيس بنيته.