تحدّث المؤلف في كتابه هذا عن عشرات الرجال من العلماء الربانيين عبر العصور، كان المؤلف قد كتبها ونشرها في مجلة حضارة الإسلام التي يرأس تحريرها، على مدى يزيد عن الثلاثين عاماً، وكانت تسترعي انتباه القراء بما فيها من روحانية ومعان سامية، وأفكار فذّة، في هذا العصر الذي يطحن أبناؤه بعضهم بعضاً بمادية طاغية، لم يسلم منها إلا من رحم ربك من الأتقياء الأنقياء العاملين بصدق وزهادة بما في أيدي الناس، وبما في ألسنتهم من ألوان الملق والرياء والمدح الكاذب هذه صفحات تتحدث عن صفوة من أحباب الله الربانيين الذين علموا وعلّموا وعملوا، واجتهدوا في إيصال الخير إلى الآخرين على بيّنة من ربهم في نور هداية الإسلام، وهو حديث يصحبه شيء من الدراسة والتحليل، قدر المستطاع بغية الوصول إلى ما يمكن من تيسير الانتفاع بمواقف الواحد منهم، وكلماته مواعظه وسلوكه علماً وعملاً، درساً وتدريساً وجلباً للخير إلى المسلمين، ناهيك عن الزهادة والتألّه والعبادة، والجهاد في سبيل الله، علماً بأن النسب متصل بين سلوك الربانيين في رسالة العلم والعمل والدرس والتدريس والإصلاح، وبين طبيعة الرسالة المحمدية
هو فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد أديب صالح أستاذ ورئيس قسم القرآن والسنة بجامعة دمشق, وأستاذ أصول الفقه بكلية الحقوق فيها, وأستاذ ورئيس قسم السنة وعلومها بجامعة الإمام محمد بن سعود في الرياض سابقا, رئيس تحرير مجلة"حضارة الإسلام"
عالم جليل، وأديب كبير، وأكاديمي متميز، تخرج على يديه آلاف الطلبة الجامعيين، ومئات من أساتذة الجامعات في سورية، والأردن، والسعودية.
وهو من الرعيل الأول في ميادين الدعوة، صحب الدكتور مصطفى السباعي، تغمده الله بفيض رحمته، وأفاد منه الكثير، وخلفه في مجلة (حضارة الإسلام).
والشيخ الصالح محدّث بارع، وخطيب مفوّه، وصاحب أسلوب أدبي مشرق، تقرأ له فتظن أنك تقرأ لشيوخ العربية، للجاحظ، أو التوحيدي مثلاً، بإشراق ديباجته، وجزالة عبارته، وصفاء بيانه، ونصاعة فصاحته، وقوة حجّته، وشدّة تأثيره في قارئه.