نشر الشاعر الفيلسوف محمد إقبال أول دواوينه الفلسفية «أسرار خودي» سنة 1915م، وهو منظومة طويلة في بحر واحد، وعلى القافية المزدوجة، مقسمة إلى فصول يوضِّح فيها فلسفته في الذاتية فكرة بعد فكرة، ويصورها في صور شعرية رائعة. ثم نشر ديوانه الثاني المتصل بهذا الديوان «رموز بي خودي» وهي كلمة فارسية تدل على الأثرة والإعجاب بالنفس، ولكن إقبالًا نقلها إلى معنى آخر جعله قاعدة فلسفته، هو تعرف الإنسان نفسه، وتقويتها، وإخراج ما أودع فيها من مواهب يقول محمد اقبال "… إني بفطرتي وتربيتي أنزع إلى التصوف، وقد زادتني فلسفة أوروبا نزوعًا إليه، فإن هذه الفلسفة في جملتها تنزع إلى وحدة الوجود؛ ولكن بتَدَبُّر القرآن المجيد، ومطالعة تاريخ الإسلام بإمعان ،عدلت عن أفكاري الأولى، وجاهدت ميلي الفطري، وحِدْتُ عن طريق آبائي."
النشأة: ترجع سلالة محمد إقبال إلى أصول برهميه ( عقيدة وثنيه) وكانت أسرته تنتمي إلى جماعة الباندبت فى كشمير إلا أن أحد أجداده قد إعتنق الإسلام فيعهد السلطان زين العابدين ( 1421م – 1473 م) ، وانتقل بعدها إلى مدينة سيالكوت بالبنجاب بالهند. كان والد إقبال رجلاً رقيق القلب ما إن تذكر أمامه الجنة والنار إلا وتذرف دموعه ، وكان كلما مر على إقبال وهو يقرأ القرآن يقول له يا بنى إقرأ القرآن وكأنه عليك أنزل. تحدث إقبال عن عمق إيمان الأب وطريقته في التربية فقال: جاء سائل، فطرق بابنا بعنف، فضربته بعصا على رأسه، فتناثر ما جمعه، فتألم والدي وسال الدمع من عينيه وقال: (يا بني غدًا تجتمع أمة خير البشر أمام مولاها، ويحشر أهل الملة البيضاء حكماؤها والشهداء والعلماء والعصاة ويأتي هذا السائل المسكين صائحًا شاكيًا، فماذا أقول إذا قال لي النبي -صلى الله عليه وسلم-: إن الله أودعك شابًا مسلمًا، فلم تؤدبه بأدبي، بل لم تستطع أن تجعله إنسانًا، فانظر يا ولدي عتاب النبي الكريم ومقامي في خجلي بين الخوف والرجاء، أتفضح أباك أمام مولاه؟! يا ولدي كن برعمًا في غصن المصطفى، وكن وردة من نسيم ربيعه، وخذ من خلقه الطيب بنصيب)
وفاته في 21 إبريل 1938 وفي تمام الساعة الخامسة صباحًا فاضت روح إقبال الطاهرة إلى بارئها، وكان يومًا عصيبًا في حياة جماهير الهند عامة والمسلمين منهم خاصة؛ فعطلت المصالح الحكومية، وأغلقت المتاجر أبوابها واندفع الناس إلى بيته جماعات وفرادى، ونعاه قادة الهند وأدباؤها من المسلمين والهندوس على السواء، ويقول عنه طاغور ـ شاعر الهند: لقد خلفت وفاة إقبال في أدبنا فراغًا أشبه بالجرح المثخن الذي لا يندمل إلا بعد أمد طويل، إن موت شاعر عالمي كإقبال مصيبة تفوق احتمال الهند.
قالوا عنه:
من دواعي العجب أن كل هذا النجاح حصل لهذا النابغة، وهو لم يتجاوز اثنين وثلاثين عامًا من عمره. [أبو الحسن الندوى] إقبال من الذين لم ينقلبوا على هويتهم الدينية مع شدّة احتكاكه بثقافات الغرب وفلسفاته. [مرتضى مطهرى] ليس من قبيل الصدفة ألا تعرف الحداثة الإسلامية أي طالب جادّ للفلسفة يمكن الافتخار به في طول العالم الإسلامي وعرضه سوى محمد إقبال. [فضل الرحمن]
مؤلفاته (1) صلصلة الجرس (2) رسالة المشرق (3) زبور العجم (4) ما ينبغي أن نعمل يا أمم الشرق (5) هدية الحجاز (6) أسرار اثبات الذات (7) رموز نفى الذات (8) ضرب الكليم
كان رسمي صورة لم تكتمل .... كان نقشي صورة مهملة " "إلا ان مبرد العشق ... حولني إلى آدمي إلى إنسان
في هذا الديوان أودع إقبال فلسفته ومنهجه في النهوض بالأمة عن طريق فلسفته الذاتيه والديوان ينقسم قسمين إثبات الذات ونفي الذات في إثبات الذات يدعو ان يكتشف كل واحد منا ذاته وجوهره ويقويها بالعشق والمحبة محبة الله والنبي صلى الله عليه وسلم وبهذا النور الذي يضيء الفؤاد ينطلق المسلم في الدنيا مستشعرا وظيفته وهي النيابة الإلهية فيسعي فالارض لتنفيذ تلك الإرادة
فيا أيها العاشق أحكم العشق بتقليد الحبيب " حتي يحببك رب العالمين واجلس في حراء القلب هادئا واترك علائق ذاتك كون جيشا من قوة العشق وسلطانه واسع الي الظهور في فاران العشق "حتي تنال الرضا من رب العكبة حتي تكون تفسيرا لقول إني جاعل
لا يركن لسؤال الغير ولا يركن لتك الفلسفات التي تدعو الي الدعة وترك العمل وفناء الذات "كل من لا يكون له الحكم علي نفسه .... يكون مجبرا للخضوع إالي حكم الآخرين " تجد في هذا الجزء اقبال الثائر الملتهب الذي آلمه ضياع الأمة عن طريق المجد يبث فيه من قلبه الملتهب شعلا لعلها تلهب قلوب أبنائها
وفي القسم الثاني نفي الذات يدعو اقبال الي ان يفني الانسان ذاته التي قواها بالعشق والمحبة في بحر الامة فالدرة لايكتمل معناه الا إذا اجتمعت بغيرها مكونة عقدا فريدا والقطرة والواحدة تجف فاذا انضمت لغيرها كونت نهر ومبينا اركان الامة الأسلامية وهي التوحيد لا اله الا الله هي الروح والجسد ... في الأمة البيضاء أمة الإسلام .... لا اله الا الله هي اللحن لا اله الا اله الا الله هي متاع أسرارنا ..... وهي حلقة الوصل لخيط افكارنا
والركن الثاني وهو الرسالة فالنبي صلي الله عليه وسلم هو الذي ألف بين أطيافها المختلفة ونفخ فيها الروح حتي صار همها واحد وهدفها واحد ونغمات قيثارتها واحدة وذلك ان هدف الرسالة هو إرساء دعائم الأخوة والمساواة فالعبد والملك سواء بسواء وهذا هو سرة قوتها ووحدتها ثم أكد هذا المعني بنفي تأسيس الامة علي معني اخر فليس أساس امتنا الوطن ولا النسب فامة قائمة علي تلك الدعائم امة خالدة متجاوزة للزمان والمكان والامة تحسن ويكمل سيرها بتباع رسالة الله القران وسير النبي عليه السلام ويقوي سيرها وتعود للحياة بالتمسك بقيمها وتاريخها "فاضبط التاريخ واستحكم به واحكم وصل الأمس بالغد " أيها العاقل انت كتاب خطته سيرك ... انت كتاب خيطه تاريخك وأيامك المتصلة " "تاريخنا هو ثوبنا ... وإبرة خيط هذا الثوب هو حفظ القيم
ثم بين أهمية الام ودورها في بناء هذة الامة إنما النغمة تصدر من عزف حواء علي قيثارة آدم وكل محاسن آدم انما هي من سعي حواء وانه هذا القسم بنجوي ورجاء تحس بنبعها من روحة المتالم وكانها تسكب من قلب متوهج بنيران العشق والحزن يرسلها للنبي صلي الله علية وسلم يرجو شفاعته لفتي تخبط زمنا طويلا بين الاوهام لفتي يريد جواره بعد ان تنتهي ايامه وبهذا استحق ان يلقب بعاشق الحجاز
This entire review has been hidden because of spoilers.
يفتتح محمد إقبال ديوانه برده على الشيخ ابن عربي الذي يتبنى فكرة "وحدة الوجود" فيرى فيها باباً يمهد للاستسلام والخنوع للطاغوت كونها تُغلّب -بنظره- الفناء على البقاء، فاتسم رده ببعده الفلسفي الاجتماعي دون التطرق للناحية الدينية بل إنه يقول: "ولا أنكر عظمة الشيخ ابن عربي وفضله، بل أعده من كبار فلاسفة المسلمين، ولا أرتاب في إسلامه، وأرى أن تأويله غير صحيح، فأنا أعدّه مسلماً مخلصاً ولا أتبعه في مذهبه" كما ظهر تأثر إقبال واضحا بـ جلال الدين الرومي وشيخه التبريزي فلا تكاد تخلو قصيدة من مدحهم أو تضمين أشعارهم....لكن كحال معظم الأشعار التي تُترجم فإنها تفقد شيئاً من سلاستها.
مر بي اليوم طيف أسماء فوجدت نفسي هنا، أقرأ اسم الكتاب كأول مرة قرأته يوم أهدتني إياه، ولا أنسى أبدا استغرابي حينها أنها قد قرأته وفهمته بينما لم أفهم أنا جلّه -كنا حينها في الخامسة عشرة من عمرنا- ليس من عادتي الحديث عن أسماء ولكن الجودريدز دائما ما يشعرني أني أخاطبها بالفعل، كان ركنها الحاني دائما، أستعير كلماتك الرقيقة التي كتبتها لي كإهداء على الكتاب .. "الله يجمع بيننا أبدا على العهد الوثيق ♡" وأضيف: ليتك هنا أسماء، رحمة الله عليك :)
قراءة مجهدة نوعا ما ، عميقة و مثيرة للتأمل ، اخذت وقتا اطول مما توقعت لدقة المعاني و بعد غورها و عدم حضور معني الكثير من الكلمات في ذهني، حيث كان فهم بعض العبارات يستلزم فتح المعجم احيانا، و لكنها و لا شك جديرة بذلك و اكثر، والشكر هنا للاستاذ عبد الوهاب عزام ، الرائع ، الذي بدت القصائد كأنها ابداعه الشخصي.
كان وقع البحر علي اذني لطيفا و محببا و مقاصد ما كتبه اقبال و معانيه و محازاته فوق الرائقة ، و انا من كنت قد توقفت عن قراءة الكثير جدا من الشعر ، عاد اقبال ليثبت ان هناك ثمة مجال لشعر حقيقي الشكل و المضمون، كشعر الامام علي و الامام الشافعي، الشعر الهادف و المؤصل .
اول قراءة لإقبال بعد ما حسن ذكره و علا صيته في خطب دكتور عدنان ابراهيم ، لم يكن امامي بدا من قراءته، الا اني لم اندم البته ، ستكرر القراءات لاقبال للنهل من فيض روحانيته المعتدلة المتحدثة بلسان الاسلام كما يجب ان يكون . كل الحب الشاعر و الفيلسوف محمد اقبال و الدكتور عبد الوهاب عزام ايضا علي هذا المجهود العظيم و المحتوي المبدع ❤️❤️
عمري ما كنت من الناس التي تتذوق الشعر، كانت مجرد قراءة للتعرف على إقبال. أفكاره المعروضه في مقدمة المؤلف وبشكل خاص فكرة الفرد والمجتمع، التي صادف مشابهتها لإعتقاد شخصي عندي. متفق مع رأي إقبال في أفلاطون، وبإيمان شخصي أعتقد إن أفلاطون وآرسطو كانوا طابوه في وسط الفلاسفة المسلمين طوال وجودهم وكأنه بدون التأكيد والإيمان بأفكارهم هيسحب منه لقب فيلسوف، وكثير منهم لما لقى تعارض بين الإسلام وأفكار الإثنين لوى النصوص الإسلامية لتوافق كلامهم. غريب! بخصوص الترجمة فهي جميلة، وكذلك كلام إقبال كله صور بيانية وتشبيهات حلوة. وأخيراً: قطع إيران من محيطها السني هو أكبر جريمة تاريخية حصلت في تاريخ الأمة تقرييا، وخسارتنا لإيران أعظم من خسارتنا ل ١٠٠ أندلس و ١٠٠ هند. الله يلعن إسماعيل الصفوي مليون مرة.