إن الحياة هي الحب ، والحب هو الحياة « هذه العبارة قرأتها قبل سنوات وهي للمفكر الهندي نيسار كادتا مهراج . وقد توقفت عندها كثيراً ، وأنا أسأل ما الحب ؟ وهو سؤال ظل الكُتّاب والمفكرون يضربون أخماساً بأسداس وهم يحاولون حل لغزه . حاول «أوفيد»الذي ظهر قبل أكثر من ألف عام تاركاً القضاء والسياسة متفرغاً لكتابة موسوعته»فن الهوى»في أن يدرك سر الحب . بثلاثية شعرية مكرسة بالكامل لمفهوم العشق : « مراثي الحب وعلم الحب ودواء الحب « ، ونجد الحب عند أوفيد ليس مجرد زينة الحياة كما كتب الفيلسوف أبيقور ، بل هو الحياة كلها ، فبالنسبة له ، ليس هناك حياة كاملة من دون حب ومن دون معاناة الحب الدائمة. أمّا سقراطُ فقد صوّر الحبّ على أنه جنّيٌ عظيم وكان تلميذه أفلاطون يرى أنّ الروح تصل إلى الخير من خلال الحب ، ودائما ما تضعنا الكتب في قلب أشهر قصة حب ربطت بين فيلسوفين هما جان بول سارتر وسيمون دي بوفوار، وكذلك العلاقة الكبيرة التي ربطت بين الفيلسوف الألماني هايدغر والفيلسوفة حنة أرندت، فقد رأى هايدغر أن أرندت كانت تبث ما أطلق عليه الفكر العاطفي في كتاباته، أي يتحدث عن لحظة الإلهام التي مثلتها أرندت في حياته، وهو الحب الذي مثل لكليهما لحظة جملت حياتهما، فهيدغر يرى أن لا شيء يقود إلى قلب العالم أكثر من الحب. وحين عصفت الأهواء بشيخ مثل تولستوي انزوى جانباً ليسطر ملحمة الحب في أنا كارنينا:»على رصيف المحطة لمحت قوامه. عجباً، ما الذي جاء به الى هنا؟ لم أكن أعلم إنك كنت على سفر. لماذا أنتَ هنا؟ سألته، قال وهو ينظر في عينيها: تعلمين أنني جئت في إثرك. فليس في وسعي تجنب ذلك».
سؤال الحب... يظل سؤال بدون إجابة الحب ما بين البهجة والألم في حياة الكثير من الأدباء والفلاسفة والفنانين كتاب لطيف ... يمزج سيرة الحب مع السير الذاتية والأعمال الأدبية
من معزوفة ضوء القمر لبيتهوفن إلى آنا كارنينا لتولستوي .. ومن كبرياء وهوى لجين أوستن إلى فن الهوى لأوفيد .. ومن ديستويوفسكي إلى جان بول سارتر .. ومن اينشتاين إلى سيمون دي بوفوار .. أنها ملحمة الحب في أوجها!
سؤال الحب .. السؤال الذي أرهق الأدباء وحير العلماء وأنهى حيوات وإبتدأ أخريات الحب الذي بات لغزا هل هو الحب العذري، الحب الأفلاطوني أم الحب الجسدي المادي، أم ماذا؟
عندما تزخر بحكايات ضحايا الحب، لا يسعك سوى ان تخشاه وتتحاشاه قدر المستطاع لإنه قد أودى بحياة الكثيرين، ولكن على الصعيد الآخر، أوقد الحب جذوة الإبتكار والإبداع والتقدم فلك ان تهيم في الحب حبا لأنه قد أنقذ حياة الكثيرين ممن كانوا على جرفٍ هار.
وددت أن أكتب عن كل قصة وكل كاتب وفنان قبسة صغيرة ولكن للأسف عدد الأحرف للجودريدز أعاقني فأحجمت عن ذلك. ما اريده الآن وبشدة ان أعود لصفحات هذا الكتاب وأقرأ كل الكتب وأشاهد كل اللوحات وأستمع إلى كل المقطوعات التي تم ذكرها في هذا المرجع المؤنس وأتعايش معها بشكل آخر.
أما عن سؤال الحب، فجوابي.: أنه تلك اللحظة التي تشعر بإنك مع أنيس روحك، مع صديق وفي لا تحجمه الأيام عن الإعتناء بك، ولا ترهقه الظروف ان يظل إلى جانبك في الشدائد. الشخص الذي يهيم بك حباً ويبوح به، وليس ذلك فحسب، بل يقوم به عملا قبل قولا. ذلك الذي يخاف عليك ولا يبتغي إلا سعادتك. ليس بالضرورة أن ينطلق كل تلك الأحاسيس من النظرة الأولى، فالنظرة الأولى تعتمد على المظهر والشكليات حتما، وإنما تنطلق من العشرة الطيبة والمعاشرة الحسنة، والنية ان تكون شريك حياة على الحلوة والمرة. وأن تكون ظهرا وسندا وقلبا رقيقا طيب المعشر يتكأ عليه بعد أن تكون أعباء الدنيا قد أرهقت كتفيك. أن يكون عامل بناء لشخصيتك يعينك على فعل الصالح ويثنيك عن فعل الطالح. يسعد بك وتسعد به ويكون المخطط أن يكون رفيقك في جنة الخُلد بإذن الله. ذلك هو الحب الذي لا ينتهي بالإنتحار ولا بأفول شمس السعادة، لأن مهما حدث في الحياة الدنيا .. . . فللحكاية تتمة ...
وكأن المرأة هي مصدر الإلهام الوحيد لمعظم الأدباء والمفكرين كتاب يبحث دور المرأة والحب في حياة كثير من الأدباء والكتاب، خرجت من الكتاب بكثير من المعلومات الجديدة، لكن لم يعجني المبالغة وتضخيم دور العاطفة في حياة الفنان، ويبدو أن الكاتب لم ينتبه إلى أن كثير من الأدباء والمفكرين خلت حياتهم من الحب ومع ذلك أبدعوا أعمالاً عظيمة ما زالت تتناقلها الاجيال
أعترف أني وقعت في حُب كل مايكتُبه العراقي الجميل علي حسين، مذهل في كل مايكتب والحالة الشعورية التي يمنحك اياها من خلال العيش مع الكُتاب ورؤية حياتهم عن قُرب.
هذا الكتاب الثاني ليَّ مع علي حسين، بعد كتابه في صحبة الكتب. الطابع ذاته في كلا الكتابين ، الاختلاف بينهم يتمثل في الغاية ، والمحور الأساسي الذي سلط الكاتب عليه الضوء. في هذا الكتاب، يُظهر لنا الكاتب الجانب العاطفي للكُتاب الذين اعتدنا على قراءة كتبهم فيُرينا علي قصص الحب التي عاشها الكُتاب، والمؤثرات التي أثرت عليهم في اختياراتهم للحب وفلسفتهم في الحب، وأيضًا يُرينا دور المرأة الكبير في حياة عظماء الكتاب ...
دائمًا؛ مانقرأ للكتاب ولا نرى ماوراء هذه الكتابات، ولا نعرف حيقية الشخص الذي سَطر هذه السطور والظروف التي كُتبت فيها الرواية كتابات علي حسين تحقق لنا اكتشاف كل مجهول وكل منظور لم نَره في الروايات ، تعيش الحالة التي كتب فيها الكاتب روايته والظروف التي عكست علي كتاباته وتأثره بها ليخلق الشخصيات و الحكايا.. ……
لم استسيغ قرأتي للجزء الخاص بالكاتب عباس محمود العقاد! اعلم أن كل إنسان اي كان يعيش الحياة بجميع زواياها، لكنني لم أتخيل قبل ذلك عباس في دور المُحب ! قرأت له كثيرًا ولم يخطر ببالي هذا الخاطر لا أعلم لماذا لم أحب ان اقرأ عن عباس المُحب !
وأيضًا انزعجت لقرائتي عن حياة جبران خليل جبران وعلاقته مع مي زياة! كُنت معجبة كثيرًا بأرائه حول الحُب والمرأة والزواج..الخ ، ولكنني وجدته في علاقاته بعيدًا كل البعد عن هذه الأراء!
……
“ما من حب من دون أن يُجرح، وما من حب من دون أن نذبل فيه، وما من عشق من دون قلق يفيض من الأعين، فالمشاعر جميعها معذِبة ومعذَبة، اذن لا بد أن نمر بالحب، واذا لم نجده علينا أن نبتكره"
إشتريته من المعرض الدولي للكتاب ٢٠١٨. كنت قد وعدت نفسي بأن اختار كِتاب من احدى الدور النشر العراقية، شطر ان لا يكون بديوان شعري، كتاب غير معروف لكاتب لا أعرفه، و غلاف جميل.. و انتهى بي الامر بهذه النسخه." سؤال الحب". الكتاب عموما خفيف، ذو حس جميل. أن تقرأ عن جميع اللذين تحبهم، حرفيا. قصص عن كتابك المفضل و رسام تعرفه و موسيقار تسمع عنه. كما في الغلاف.. من ليو تولستوي .. فان جوخ.. جبران خليل جبران، مس زيادة .. بلزاك.. شوبنهاور.. نيتشه.. و غيرهم.. كيف وقعو في الحب، رأيهم فيه.. و ما آل بهم هذا الأخير. الا انني يجب ان اذكر انه رغم خفيت و نعومة هذا الكتاب الا انه -في نظري- غير موثوق به. كثيرا ما وجدت معلومات خاطئة و غير متأكد منها موضوعه بصيغة الحقيقة الفعلية. مثلا، كرسالة فينسيت فان جوخ الأخيرة. قصة جبران خليل جبران و ميٌ زيادة مع ماري هاكسل. ليو تولستوي.. يبقى هذا رأي. عموما، يقلل من الصداع. أنصح ان يقرأ للتسلية.
عندما اكتب روايتي اشعر بالسعادة فانا اشكل الناس كما اريد واتحكم في سير الاحداث
ان الحب يشبه معادلة رياضية ليس لها حل مثل جوهر الوجود لا بد ان يكون فيه ذلك الذي يسمونه المجهول والغامض. لو قذف الله في وجهنا نحن الادميين بالمعرفة او بالمطلق لصارت الحياة خالية من الجمال والعاطفة والفكر
ان الحب هو حلبة الصراع ففي سعينا الى اقامة علاقة تبادلية نود اخضاع الاخر لرغباتنا
على الانسان ان يعيش حياته سواء كانت سعيدة او تعيسة لاننا لا نمتلك حياة اخرى
ان الحب مجرد وهم وخيال مخدر لكن اثاره علينا حقيقية فهو يولد بداخلنا الشعور بالجمال. وهذا الجمال غير موجود في المحبوب لكنه من صنعنا
ان الخطوة الاولى نحو الرذيلة هي اخفاء البراءة وليكن شعارك دائما لا تقل او تفعل شيئا تجد غضاضة في ان يسمعه او يراه الناس
لا تتزوج قبل ان تهدا ثورة حبك ويزول المخدر وترى الامور على حقيقتها
ان الحب هو انعكاس لاراداة عمياء في الحياة وغريزة لاعقلانية لا ستمرار النوع البشري
لم يجعلني أقدس الحب (مع أنني أردت ذلك بشده ) أو حتى أراه ك شيء جميل لكن على العكس جعلني أراه شيئاً مبتذل ووسيلة يتخذها الرجال غالباً ��لإبداع لا أرى أنه جسد المعنى الحقيقي للحب كما لا أنكر أنه أحتوى على فصول ممتعة وجميلة لكن أرى أنه أساء للحب نوعاً ما.
*يوجد حرق لأحداث أغلب الروايات للكتاب والأدباء الذين تم ذكرهم في الكتاب
بالحب نحتال على العمر وثقل الطريق، ننساب سويا مع الزمان وتصبح كل المعارك مناوشات خفيفة، نحمل الوقت خفيفا على ظهورنا ونسير كأن الخوف رحل مع هزيمة عدو البشرية الأول، نلتقط كل فكرة محتملة ونحلق في احتمالات ال'لو' وال'اذا'، نخطط لساعات وساعات لاحتلال الجزء الصغير الذي نملكه، ثم نلغي كل الذي قيل لأننا لن نهزم أنفسنا على الملأ، نحمل الآخر في زوايا كلماتنا وردود أفعالنا لتصبح الأنا نحن والفرد جمعا في هذه المعادلة، نمضي معا بلا ثقل أو عبء مستعدين لأي ما سيكون فقط لأننا معا .. هكذا إلى ما بعد النهاية. ولكن حتى نحصل على كل ما فات سيبقى شعارنا في هذه الحياة ما قاله وديع سعادة: "وإن أردت رفيقا، فأي رفيق أعز من وحدتك". ع الهامش الكتاب تجميع لقصص الادباء العاطفية بشكل منوع جدا، ممل في جزئه الاخير ولغته ونحوه ضعيف الى حد ما ولكنه لطيف بشكل عام.
من قصص اللي حبيتها قصه طه حسين لها 5 نجوم . "بدون اشعر إني اعمي حقاً. أما وأنا معك، فإني تتوصل إلي الشعور بكل شيء، وإني امتزج بكل الاشياء التي تحيط بي".
الكتاب يتناول بعض قصص الحب التي مر بها الكتاب والعلماء والممثلون ويكشف من خلال وجهة نظر كل منهم فيما يخص الحب والمرأة والعلاقات العاطفية بشكل عام استمتعت ببعض القصص التي قرأتها لأول مرة مثل قصة توفيق الحكيم وسيادات، وحزنت لبعض القصص الأخرى مثل قصة فان جوخ الذي لم تحبه أي امرأة ولم تبادله أي امرأة أية عاطفة.. يالها من قسوة!
يعيب هذا الكتاب بعض الأخطاء الإملائية والنحوية وتكرار بعض الفقرات، كما أن بعض القصص كان يشوبها الملل والاطناب، أو الإنتقال السريع بين الحكايات والشخصيات، لكنه في المجمل كتاب لطيف أرشحه لكل من يريد أن يكون وجهة نظر تجاه الحب..
سأختم مراجعتي بأحد الإقتباسات التي أعجبتني للغاية.. مقولة بيكاسو: " أنا في حاجة إلى الحب لأتمكن من العمل، فالحب هو الجدار الواقي الذي يرد الصدمات والخيبات"
سيرة الحب لكثير من الادباء فلاسفة ومفكرين والعلماء و موسقيين وفنانين امثال جاك روسو، سارتر ، ديكينز، سيمون دي بوفوار، نجيب محفوظ، توفيق الحكيم، طه حسين، ايزبيل الليندي، انطوان تشيخوف، دوستويفيسكي، بلزك، غابريل ماركيز ، أرنست همنغواي ، شوبان، فنست فان كوخ وغيرهم الكثير
كتاب ممتع تتعرف او بمعنى أدق تتلصص على تاريخ حياتهم العاطفية ووجهة نظرهم عن الحب وكيف وظفوها في تصوير عواطفهم ومشاعرهم ومن الهمهم لولادة أعمالهم الادبية التي كانت سببا لشهرتهم
تنوية يعطيك لمحة مختصرة لكثير من روايات كحب في زمن الكوليرا، ذهب مع ريح، مدام بوفاري، قصر الشوق ،الكونت دي مونت كريستو وغيرها من ناحية فيها حرق للاحداث ولكن الجميل انك تتعرف على بدايات نشوء اشهر الأعمال الفنية
اقتباسات
شوبنهاور: "الانسان يخدع نفسه لاعتقاده بانه في الحب يخدم عواطفه وشهواته السامية انما يخدع نفسه بنفسه لان الحب ليس عاطفة فردية بل عاطفة جنسية بشرية انه نداء مجهول وقاهر علينا ان نتريث قبل ان نلبي النداء"
روسو: "الحب ليس الا وهما اعترف بذلك إلا انه يحوي حقيقة واحدة تتمثل في ما يولده فينا من شعور بالجمال الحقيقي الذي يجعلنا نحب، هذا الجمال لا يتمثل في من نحب بل هو من صنع أخطائنا"
ديكيز: "بوسع الحب ان يتخذ اشكالا عدة لكنها في معظم الحالات مطاردة للفرح وسعي محموم نحو امل يأتي أو لا يأتي"
سيمون دي بوفوار: "عندها فقط ايقنت انه ليس بإمكان اي شخص ان يكون مسؤولا عني على نحو كامل لا احد يعرفني او يحبني تماما، ليس لدي سوى نفسي فقط"
فرنسوا ساغان : "الحب يأتي كما يأتي اللص يأتي على حين غفلة دون ان يكون له اي اثر في حياتنا اليومية التي لا يجري عليها اي تعديل حين نحب تتجاذبنا الكثير من المشاعر والاحاسيس المتناقضة و المختلفة هذه المشاعر تتغلغل هي الحب المعروف للناس حب يحاول الواحد من خلاله ان يستولي على الآخر الحب المعروف للناس يتكون من الغيرة ومن الرغبة في التملك هذا الحب كالحرب تماما يخلق ضحيته واحد يحب وآخر يتألم اما الحب الذي ادعو اليه هو الرقة تجعلك تقبل الآخر ، رقة هي الثقة لا الاستسلام "
تيشخوف: "عندما لا يوجد حب حقيقي يعيش الناس على السراب لكنه في النهاية الحال أفضل من لا شيء"
نجيب محفوظ : "الحب هو تلك النسمة الحية التي تشيع في جميع الكائنات الحية نبصرها في تآلف الخلايا وتجاذب الأطيار وتزاوج الانسان وقد يكون من الحكمة اذا رغبنا ان نزكي احساسنا به أو نسمو بعواطفنا فيه أن نقصد جماعة الشعراء نصغي لأناشدهم وقد وهبهم الله من طاقة الإحساس بهذه العاطفة وغيرها ما يبلغهم مناهم من تصوير العواطف العميقة حيث يقف العقل حائرا مترددا"
توفيق الحكيم: "فكل ما ينطق عن الشفتين ولا يصل الى المحبوب فهو وهم والحب ليس وهما بل هو حقيقة والطريق اليه يبدأ بالخوف وينتهي بالشجاعة لكن لا حب بلا خطر لا حب بلا قلق بلا خوف وحين يدخل الإحساس بالخطر يصبح الحب أكثر عنفا وأكثر قسوة أما اذا كنت تحب امرأة ولا يعنيك ان تعرف هي ذلك ولا تحاول انت أن تقول لها ثم تجد متعة في هذا الحب فأنت من الملائكة او من القديسين"
"إن الحياة هي الحب، والحب هو الحياة" المفكر الهندي نيسار كادتا مهراج. تلخص هذه العبارة ما يرنو إليه صاحب هذا الكتاب الممتع، والذي يثبنا هنا قصص الحب الشهيرة والمغمورة في حياة أشهر الكتاب والمفكرين والفلاسفة والفنانين. الحب وحده الذي يحتال على العمر ويسرق الزمن، ويضرب الحزن على "قفاه" ويهرب ضاحكا منتشيا. وحده الحب يمكنه أن يخلق لنا مكانًا على الأرض. لحظات الحزن تحتاج من يحتضنها ويحتوي غضبها الطفولي.. وحده الحب يفعل ذلك. الجنون لا يفهمه غير المحب. الضعف وربما – الانكسار – أحيانا أخرى لا يجبره غير "طبطة" يد العاشق. الأقنعة التي التي نرتديها لا نخلعها حقيقة إلا في أحضان من نحب. وحده الحب يفعل كل ذلك وأكثر.
رحلة إنسانية عاطفية مثيرة وجديرة بالقراءة. محطات الحب التي تتخلل حياة كل منا مدهشة وتتباين من وقت لأخر ومن مرحلة لأخرى. يا إلهي، كيف يصل الحال بالمرء في نهاية المطاف ألا يتمنى غير قلب عطوف يحتويه ويضمد جراح العمر في تؤدة وحنان؟
فحين عصفت الأهواء بشيخ مثل تولستوي انزوى جانباً ليسطر ملحمة الحب في "أنا كارنينا": على رصيف المحطة لمحت قوامه. عجباً، ما الذي جاء به الى هنا؟ لم أكن أعلم إنك كنت على سفر. لماذا أنتَ هنا؟ سألته، قال وهو ينظر في عينيها: تعلمين أنني جئت في إثرك. فليس في وسعي تجنب ذلك"
والعبقري بيكاسو رسم أعظم لوحاته في أحضان من أحبته وأدركت الجنون الذي بداخله وأخذت تسير بجوار كأم تشد على يد طفلها الخائف. والعظيم فيدور ديستويفسكي وكيف عصف به الحب وأذاقه الحزن والتعب والوحدة ثم انتهت حياته بين يدي من أحبته وآمنت به وتقبلت كل ما قد يرفضه غيرها... وغيرهم الكثير.
الحب وحده يقف أمام كل قوي ويذلل كل العقبات وكيف لم يقدر قوى العقول على الوقوف أمامه: أينشتاين وفتاته التي عشقها وهي تكبره ورفضها أهله.. وفاتنة العالم: مارلين مونرو وعشقها للكاتب المبدع إيريك ماريا ريمارك وقصة حبهما العاصفة وما آل إليه هذا الحب. ونجيب محفوظ والعشق الذي جعله يسطر أخلد الملاحم. وجبران الأفلاطوني ومي زيادة التي عاشت بالحب حياة تفوق السنين المعدودة التي عاشتها. وتوفيق الحكيم "عدو المرأة" كيف وقع في شباك المرأة والحب؟ وأجمل علاقات الحب بين طه حسين وزوجته الفرنسية سوزان.
هناك الكثير والكثير من قصص الحياة التي تنبض بفعل الحب بين دفتي هذا الكتاب الجميل ولكن ذكرت منها على سبيل المثال لا الحصر وما أسعفتني به الذاكرة. كتاب يذيل غبار الأيام ووحشة الحياة ويدفع نحو الإيمان بالحب و"يطبطب" على كل قلب مجروح ويؤكد له أن هناك من عانى أكثر منه في سبيل الحب وما وجده وإن وجده لم يطل.
يعرفنا الكاتب على جانب الضعف المتجذر لدى كل منّا مهما ادعى القوة والقسوة أو العذوف عن الحب. يتبين ما قد يفعله الحب بصاحبه: فإما أن يجعله شخصا أفضل أو أسوء؟! فالحب يخرج حقيقتنا المتواريه خلف أقنعة زائفة.
كتاب سهل ويسير ولغته بسيطة وموضوعه بديع.
أرشحه بقوة. ولو لم يرق لك.. فسينال محبة واستحسان قلبك وروحك.
كتاب جميل بيعرض حياة مجموعة من الكُتاب والتجارب التي مروا بها وقصص الحب التي عاشوها وآثرت في كتابتهم ولوحاتهم وفي حياتهم بصفة عامة، فالحب هي الفكرة الرئيسية في الكتاب وسؤال الحب هو دوما التساؤل الذي نطرحه ونفكر فيه، ما هو الحب؟!
السؤال كان محير العديد من الفلاسفة والكُتاب على مر السنين والذي شمل الكاتب علي حسين بعضهم في كتابه الجميل، وأفرد كل فصل بالحديث عن كاتب منهم أو فنان وأعجبني المزج بين الشخصيات، فالفصل لا يعرض كاتب واحد وإنما كاتب رئيسي ومعاه كاتب قرأ له أو بيحبه أو مؤمن بفكره، مثل برنارد شو وحبه لكتابات نيتشه وإيمانه بنفس منطقه في الحب والزواج.
سؤال الحب لم يجعلني فقط أتعرف على جانب كبير بل رئيسي في حياة الكثير من الكُتاب الذين أحبهم بل عرفني على بعض منهم لم أكن اعرفهم وجعلني متحمسة للقراءة لهم أو لو فنانين أتعرف على لوحاتهم.
الكتاب بيبن لك كيف معاناة الحب على الانسان فظيعة ورهيبة وكيف بتأثر على حياتنا وكل واحد وتأثير الحب عليه بيختلف، من الواضح إنه قصص الحب كانت هي الشرارة لانتاج العديد من الروايات والكتب واللوحات والتي استلهم الكُتاب والفنانون من عشقهم، كتاباتهم أو لوحاتهم، لتظهر جلية وبوضح هذا التأثير في أسلوبهم ومشاعرهم أثناء الكتابة أو الرسم.
#سؤال_الحب من تولستوى إلى أينشتاين، للكاتب العراقى على حسين، عن دار المدى للنشر، يقع فى 323 صفحة . كتابة مراجعة عنه كانت اخر شيء قد افكر فيه نظرا لطبيعته .. بداية هو من النوع السهل الخفيف و السلس ، جلستين او ثلاث على ابعد تقدير ! لن يبهرك او يشدك ما جاء فيه ان كنت على اطلاع مسبق على سيرة حياة من قرأت لهم من الأدباء و المشاهير...صدقني فالملل سيكون عنوانك بين الصفحات ! وان لم تفعل فاعتبر الامر فرصة لاستراحة ممتعة ، فلن يكون اكثر من محاولة لجمع اغلب آراء المحبين ممن قرأت لهم او سمعت عنهم في كتاب واحد! مختصرًا عليك الكثير!
قصص كنت اعرفها و اخرى غابت عني تفاصيلها ، ومع تنوع الخلفيات والثقافات و حتى الازمنة كان الضياع حالي ،من خلال انتقال الكاتب من عصرنا الحالي الى ما قبل المسيح معرجا على عصر الأنوار غير متحرج من نقلك من الغرب الى الشرق او العكس ، وهي نقلات لم تكن موفقة في اغلبها ! لن انكر انه سيفتح امامك باب للتعرف على خلفية كل كاتب أديب و فنان( كيركجارد،دي بوفوار ، گوخ،دوستو) و حقيقة ما كتبوه ( نيتشه، أوستن، اراغون) او ظروف الكتابة ( نجيب محفوظ، غارسيا) التي تدخلت في نسج تلك الشخصيات ... قصص حب عاشوها او عايشوها ( تولستوي، جبرا، العقاد) اثرت على مفهومهم للحب و جعلت لكل واحد منهم فلسفته الخاصة التي اثرت بشكل او باخر على فنان و اديب ثانٍ.
الكتاب ككل تجد ان محوره هو تاثير المرأة و دورها في حياة المبدعين الذين تم ذكرهم ، و ان كان في الامر مبالغة لم استسغها...حيث جعل كل شيء في الوجود مختصرا بعنوان واحد هو المرأة ( ص:٩١/اراغون) وحتى من جانب من منح لهم لقب عدوي المرأة ( نيتشه، العقاد ) بل هي إلهامهم الوحيد لأعمالهم (بيكاسو/ص٢٠٩) ، الى جانب الحب الذي وسم غيابه في حياتنا بالتعاسة و غياب موسيقى الحياة عن فاقديه، في دعوة منه على لسان قصص الآخرين بالبحث عنه او ابتكاره حتى ( ص٢٢١)حتى و ان كان وهما ( ص٧١).
افضل ما يمكن ان يمنحك إياه هذا الكتاب هو تقديم عناوين لكتب و روايات من الخالدات .. فن الحب ، الجنس الاخر ، آنا كارنينا، ذهب مع الريح ، مسرحية ايڤانوڤ،المرايا ،عصر الحب ، مدام بوفاري ... وحتى عناوين لمعزوفات موسيقية دون ان ننسى اللوحات الفنية ! ____________________ #اقتباسات هي كثيرة فضلت ان تكون متناقضة علك تجد واحدا يخصك🧐
😏"فإن مجرد الاغراء الذي لا يصحبه اي شعور ما ، غير مجد" ص١٢
😏"لا تتزوج إلى ان تقنع نفسك بانك قمت بكل ما تقوى عليه ،وحتى تكون قد هدأت ثورة حبك للمراة ،فيمكنك رؤيتها على حقيقتها" ص١٤
"ان الخطوة الاولى نحو الرذيلة هي اخفاء البراءة في ذاتها ! وليكن شعارك دائما لا تقل او تفعل شيئا تجد غضاضة في ان يسمعه الناس جميعا او يروه👌" ص٢٠
" واكتشف بعد كل سنين الالم و العذاب، انني مازلت قادرا على الوقوع في الحب من جديد💙" ص٢٧
"كنت اتحدث بغموض عن الحب فانا اعرف الثمن ، انا عقلانية جدا ، ومتطلبة جدا ..💙" ص٢٩
"علينا ان نعيش حياتنا مهما كانت تعيسة لو مفرجة ، لانها محسوبة علينا 💙" ص٣٢
"لا ترفع يدك عن كتفي ، ولكن لا تجعل يدك ثقيلة ، فاليد الثقيلة ترهق الناس ، حتى ولو كانوا عشاقا متيمين💙" ص٣٦
" أتوق بشدة لزمن استطيع فيه ان أجرؤ على العيش في وفاق مع نفسي ومع مشاعري و بالتالي مع الحياة 🙏" ص٧١
" إن العذاب والالم و الشقاء لا تعلمنا شيئا ...ولذلك ارتميت في احضان الحب ...حتى ولو كان وهما 🤨" ص٧٨
"ان النساء مثل المقطوعة الموسيقية ، لا يريد لها العازف ان تنتهي😉" ص١٠٣
"لست في حاجة الا لشيء واحد هو الحب ، لا شيء يجعلني ارضي عن الوجود سوى إحساسي بان هناك امرأة تحبّني 😉" ص١٠٤
" الحب الاول ...مثل الخصبة ، كثيرا ما يخلف اثارا لا تمحى 🙈" ص١٣٢
" من المستحيل فهم رقة النساء و حساسيتهن و حرارتهم من غير ان يصبح الرجل بدوره ذا روح رقيقة و حساسية و ملتهبة ...👌" ص١٦٩
"...وهذا هو السبب الذي يجعلني اكتب إليك، يا آمالي العزيزة ،فانا بحاجة الى ضوء القمر يسطع من جديد في حياتي 🙈" ص١٨٧
"ان تتزوج يعني فعل كل ما يمكن ليصبح كل طرف موضع اشمئزاز الاخر🤨" ص٢٠٣
" يا للعجب لقد استغرقت خمسة وثمانين عاما ، لكي اصبح شابا 🥰" ص٢١٩
"انتِ وانا لا نرضى بالقليل. نحن نريد الكثير . نحن نريد كلشيء . نريد الكمال 😒" "انتَ قادر عل الحب ، وليس على حب امرأة من لحم ودم 😏" ص٢٤١
"كلانا من الشياطين الفقيرة، المكبلة بأغلال الواجبات. لا استطيع ان اعبر بما يكفي عن مدى رغبتي في ان اكون معك. لكن اذا استسلامنا لحبنا فالنتيجة لن تكون جيدة . انت تعرفين هذا جيدًا🤫 " ص٢٥٨
« ليس لدي احد سوى نفسي 🙏" ص٢٧١
"النساء يتحدثن دائما عن العاطفة و الحب العاطفي ،ولكن هذا مجرد حديث وحيلة مرسومة ،ذلك ان الهدف الأخير الذي تسعى اليه كل امرأة هو الزواج🤫" ص٢٩٧
"نحن نعيش كاننا لا نعيش...نعيش في انتظار شيء لم ندر ما هو .🧡" ص٣١٥
تقول مي زيادة في رسائلها لجبران : إني أخاف من الحب ولكن قليلا من الحب لا يكفيني ويرد جبران :واني اخاف من الحب، اني انتظر من الحب كثيرا ،فأخاف ألا يأتي بكل ما انتظره ،أقول هذا مع علمي ،من أن قليل من الحب كثير، ولكن قليل من الحب لا يرضني.
كتاب لطيف بيحكي فيه مايشبه السيرة الذاتية لاكتر من 30 كاتب نظرة عامة عن حياتهم ونظرة خاصة عن حياتهم العاطفية على وجه التحديد, الكتاب غيرلي وجهة نظري عن بعض الكتاب .. بس حقيقة معجبنيش في الكتاب او كتب علي حسين عامة انه بيحب الحشو لدرجة انه بيكرر فقرات كاملة في اكتر من فصل كانه عاوز يملى مساحة مش اكتر.. وكمان في الفصول نفسها كان بيتشعب عن اكتر من شخص غير الشخص الاساسي اللي الفصل المفروض بيتكلم عنه فانت فعلا بتوه معاه ..
أبحرت في هذا الكتاب باحثة عن معنى الحب وعن قواعده وخرجت منه وكلي إيمان بأن لا حاجة لك بأن تكون فيلسوفا أو أديبا أو فنانا لتحيا الحب.
فبين كل ما كُتِب في هذا الكتاب وجدت أن أكثر الناس تكلفا في البحث عن المحبوب المثالي أو الحب المثالي هو أبعدهم عنه، ويحيا متخبطا من علاقة عاطفية إلى أخرى. ووجدت نفسي كلما قرأت كلاما لطيفا في الحب تخيلت أني أجلس في حديقة العلوم و استمتع بسماع زقزقة العصافير وبطبطة البطات أو أقف في مواجهة البحر واستمتع بالرياح التي تبعثر عني كل فكرة أرهقتني بحملها وأحيا حبا روحيا متكاملا مع كل ذرة في هذا الكون.
يا صديقي، إن الحب لا يحتاج منك إلا أن تكون أنت، بعفويتك، وأن تخلع عنك كل أقنعتك بما فيها التي تناسيتها حتى ظننتها جزءا منك.
أضاف لي الكتاب من التجارب التي ذكرت به، أن هناك بيئات وظروف يعيشها الإنسان تجعل اختياراته في الحب تميل لصفات محددة. مثلا، قد يفضل الرجل الذي عاش قريبا من والدته ومدللا لها بأن يتزوج امرأة تكبره بسنوات كثيرة.
لفتت نظري قصة سيادات زوجة توفيق الحكيم وكيف أوقعته في حبها وتزوجته بالرغم من أنه لم يكن ينوي الزواج في حياته أصلا.
اقتباسات:
على حسب رأي تول��توي، الحب هو القوة الوحيدة القادرة على لجم الأنانية المفرطة، دون أن يحذف السمات الفردية، بل على العكس ينميها ويتفهمها ... والحب هو إلغاء كامل للأنانية، إنه نقل اهتمامنا من الذات إلى الآخر ومن هنا تأتي قوة الحب الكبرى التي تلغي الأنانية وتبعث الفرد وتسمو به نحو روحية جديدة.
كتبت سيمون دي بوفوار في مذكرات فتاة رصينة: "لا ترفع يدك عن كتفي، ولكن لا تجعل يدك ثقيلة، فاليد الثقيلة ترهق الناس، حتى لو كانوا عشاقا متيمين"
يكتب أراغون في مقدمة ديوانه عيون إلزا: "على أولئك الذين يرون في هذا النشيد لإلزا أمرا ليس في مكانه والوطن يتعرض للحرب، فإنهم لا يعرفون أننا نرى الوطن من خلال عيون المحبوبة، وهي التي تجعلنا نحس بالعالم، وتمنحنا معنى المشاعر الإنسانية".
يقول طه حسين: " ما قيمة التفكير العقلي، ومتى كان الرجل رجلا دون قلبه، ومتى كان الإنسان إنسانا بالتفكير دون الحب، إن الإنسان لا يستطيع أن يفكر في كل وقت، لكنه يستطيع أن يحب دائما".
والعاشق المحترف في نظر ابن حزم هو ذلك الذي يتمكن منه الحب كلما ازداد من محبوبته اقترابا: "ومن الناس من يقول إن دوام الوصال يقتل الحب، وهذا قول خاطئ، إنما ذلك يكون لأهل الملل بل كلما زاد الإنسان وصلا زاد اتصالا. دعني أخبرك أني ما رويت قط من ماء الوصل إلا وازددت ظمأ. ولقد بلغت من التمكن بمن أحب أبعد الغايات".
تقول مي زيادة في إحدى رسائلها لعباس محمود العقاد: "وقد أتعمد الخطأ لأفوز بسخطك علي فأتوب على يدك وامتثل لأمرك... في حضورك سأتحول عنك إلى نفسي لأفكر فيك، وفي غيابك سأتحول عن الآخرين إليك لأفكر فيك".
كتب بيكاسو عن دورا ماركوفيتش في يومياته: "وجدت فيها لأول مرة الشخص الذي أستطيع أن أقول له كل شيء من دون أن أنطق".
نجد ألبرت أينشتاين يكتب في دفتر يومياته: "لقد أدركت أخيرا معنى الحب، عندما انقطعت رسائلك عني طوال شهر كامل، فأنا أتوق إليك بشدة".
توصي أوستن على لسان اليزابيت في رواية كبرياء وهوى: "تأكدي من أنك تفهمين بالفعل ما تشعرين به لأن مشاعرك قد تخدعك، فكري قبل أن تتصرفي وحتى لو مر الكثير من الوقت ستحبين في نهاية المطاف وستحظين بحياة عاطفية رائعة".
كتاب آخر رائع لعلي حسين ميزة هذا الرجل أنه حينما يكتب في موضوع يبذل كل جهده له ويشرح ادق التفاصيل وأوسع المعاني بأسلوبه الجميل. في هذا الكتاب يحكي لنا عن قصص حب المشاهير من الأدباء سواء عرب أو أجانب وكذلك رجال العلم ورغم أن قيمة الحب واحدة إلا أنها تختلف من شخص لآخر وهنا تجد أن كل قصة تختلف عن الأخري كل قصة لها حكاياتها ولها المعني الخاص بها كلٌ منهم له تفسير للحب وتفسير منطقي وواقعي يتناسب مع كل قصة. ليس الكتاب مجرد حكي عن الحب وفقط بل إنه يوثق قصص الحب بالأعمال الادبية لكتابها فمثلا يصف الكاتب محبوبته في المشهد الفلاني في رواية كذا وكأنه يوثق حالة الحب في رواياته مثل توفيق الحكيم في رواية عصفور من الشرق والذي يحكي فيه عن رحلته لباريس وعن قصة حبه هناك وهذا يدل علي أن كل كاتب دائما ما يترك جزء من روحه داخل أدبه سواء كان في مشهد من رواية أو شخصية أو حدث. الكتاب مبذول فيه جهد جبار ليخرج بهذا الشكل وهذا الأسلوب وأيضاً يتطلع علي كم هائل من الكتب الأدبية والروايات التي ستجعلك شغوفاً لمعرفتها.
كتاب كما وصفه كاتبه عن إحياء قصص الحب التي قرأها في كتب حفظتها من التلاشي، محاولاً أخذ القارئ في سياحة مع أدباء وفنانين وفلاسفة ليكتشف ان الحب لم يكن حالة عرضية في حياتهم وإنما مدخلاً للابداع، وهروباً من الوحدة.
بدأت استمع لموسيقى شوبان وبيتهوفن في منتصف الكتاب 😊 فالكتاب طاف بي لعالم آخر، أعادني لتلك الصبية التي حلمت يوماً بالحب، ورأت فيه كما قال اينشتاين لزوجته فعلاً إيجابياً ..
هل تمكن علي حسين بكتابه من فك لغز "ماهو الحب"؟ أظنه أوضح من خلال قصص سارتر، بيتهوفن، العقاد وغيرهم أن الحب سيبقى سؤالاً أبدياً، لتباين حالاته من أسباب، علائم ونتائج
كتاب لطيف لطيف، خاصة لمن يهوى الحب، لمن يحب الآن ولمن يحلم بالحب ❣️
▪️”ان كل استهلاك لمفردة الحب يعني اننا ندير ظهرنا للمعنى الحقيقي للشئ الجميل ولقيمته الحقيقية، وماقيمته في أنه يملأ نفوسنا بالراحة، ويكشف النقاب عن بعض معاني الحياة" سارتر