لاشك أن تطوّر الفنون القديمة في الشرق الأدني تم علي يد الإيرانيين , فكان لهم بعد ذلك القسط الأجزل والقدح المعلّى في الفنون الإسلامية , والواقع أن الترك نقلوا عنهم معظم أساليبهم الفنية , بينما العرب أنفسهم لم تكن لهم تقاليد فنية عريقة , وقد عقد ابن خلدون في مقدّمته فصلا " في أن المباني والمصانع في الملة الإسلامية قليلة بالنسبة إلي قدرتها وإلى من كان قبلها من الدول " , وذكر فيه أن السبب في ذلك بداوة العرب وبعدهم عن الصنائع , وأن الدين كان أوّل الأمر مانعا من المغالاة في البنيان والإسراف فيه في غير القصد " فلما بعد العهد بالدين والتحرّج في أمثال هذه المقاصد وغلبت طبيعة الملك والترف واستخدم العرب أمة الفرس وأخذوا عنهم الصنائع والمباني ودعتهم إليها أحوال الدعة والترف فحينئذ شيدوا المباني والمصانع " .
لد زكي بن محمد بن حسن المصري ، بمدينة الخرطوم عام 1908م، ونشأ في القاهرة وتعلم بها، ثم تخصص في الآثار الإسلامية، وقد حصل على شهادة الآثار الإسلامية من مدرسة اللوفر في عام 1934م، ونال بعدها شهادة الدكتوراه في الآداب من جامعة باريس. وقد أتقن العديد من اللغات، منها: الإنجليزية والألمانية، والفرنسية، والفارسية. عُيِّن زكي حسن أمينًا لدار الآثار العربية بالقاهرة عقب عودته من باريسعام 1935م واستمر بالعمل بها حتى عام 1939م. وقد ألَّف في تلك الفترة عدة كتب في علم الآثار فضلًا عن كتابته لدليل محتويات دار الآثار العربية. وقد انتقل زكي حسن بعدها للعمل كأستاذ للآثار والفنون الإسلامية بكلية الآداب جامعة القاهرة، كما عمل مدرسًا للتاريخ والآثار في جامعة بغداد. وكان ضِمْنَ أعضاء مجامع ومجالس علمية متعددة. قام زكي حسن بعدة رحلات علمية زار فيها معظم البلاد الأوروبية، كما مثَّل مصر في كثير من المؤتمرات العلمية. وقد ألف زكي في العديد من الموضوعات، مثل: التاريخ، والآثار، وأدب الرحلات. كما ترجم عددًا من الكتب الأجنبية إلى العربية، وكتب أكثر من خمسين مقالًا في مجالات مختلفة. ومن كتبه: «التصوير في الإسلام»، «كنوز الفاطميين»، «الفن الإسلامي في مصر»، «الصين وفنون الإسلام»، «التصوير عند العرب»
لقي تقدير الهيئات العلمية وتعترف العديد من المؤسسات العلمية بفضله في تكوين مدرسة فكرية ناقدة في التاريخ والفكر الإنساني. وتم تكريمة من قِبل عدد من الجامعات، مثل جامعة اشبيلية في أسبانيا، وجامعة لشبونة بالبرتغال ومركز الإدريسي للدراسات المغربية الأندلسية بالمغرب وأسبانيا.
توفي زكي محمد حسن في بغداد عام 1957م، ودفن في القاهرة.
في أغلبه يهم المتخصصين أكتر بس حبيت فيه الكلام العابر عن خصائص الفن الإسلامي عامة وتأثير الظروف الاقتصادية والاجتماعية والدينية عليه وبرضه خصائص الفن الإيراني خاصة