علي الرغم من المعرفة العميقة للإسرائيليين بمشاكل العرب إلا أن العرب لا يعرفون الكثير عن تفاصيل الحياة في إسرائيل.
هذا هو أول كتاب عربي يتعرض لهذه النقطة علي قدر علمي، نقطة عرض تفاصيل المجتمع الإسرائيلي. مشاكله الإقتصادية و الإجتماعية، إنقسام المجتمع إلي طبقات بينها فوارق مادية ضخمة، المشكلة الديموجرافية و ما إذا كانت مشكلة حقيقية أم ورقة يلعب بها بعض السياسيين لتحقيق بعض الأغراض، مشاكل الديمقراطية و هوية الدولة الإسرائيلية، الخ.
الكتاب لا يتبني وجهة نظر معينة في كل قضية يعرفها بل يعرض مختلف وجهات النظر الإسرائيلية في كل قضية يعرضها، بالتالي دور الكاتب هنا هو دور من جمع المعلومات ووضعها في الكتاب فقط.
مشكلة الكتاب أن تنظيم أفكاره بالغ السوء و أسلوبه الأدبي شديد الإملال. في الغرب هناك شخص يتولي تحرير الكتب العلمية ليتأكد أن أسلوب الكتابة و تنظيم الأفكار لا يسبب مللاً أو تشتيتاً للقاريء إلا أن هذا المفهوم غائب عن الكتب العلمية العربية للأسف.
لهذا سيجد قاريء الكتاب نفسه أمام معلومات هامة للغاية تمنعه من أن يترك الكتاب و في نفس الوقت سيشعر بملل شديد و إرهاق بسبب أسلوب الكتابة يجعل المرء يتمني لو يلقي بالكتاب في أقرب سلة مهملات.
لأننا نستقي معظم أخبار ما يسمى اسرائيل من نشرات الأخبار و التي لا تغيب اسرائيل عن عناوينها نعتقد أننا نلم بالكثير عن هذا الكيان، و الحقيقة أن معظمنا يجهل الكثير عنه. هذا الكتاب يعالج هذه النقطة و لذا أعتبره كتاب أساسي. من الواضح أن الكاتب أعتمد على الكثير من الدراسات ليستخلص منها المكونات الرئيسة في للمحاور التي تطرق إليها الكتاب. طريقة التجرد الممنهجة علميا تعطي الكتاب مصداقية عالية.
خلافا على ما ذكره أحد الأخوة الذين سبقوني برأيهم حول الكتاب، تنظيم الأفكار جيد لكن هذا النوع من الكتب المبني على دراسات علمية قد تصيب القارئ بنوع من الملل خلال القراءة. بالنسبة لي كانت المحاور المتعلقة بالجانب الاجتماعي و الديموغرافي في اسرائيل مثيرة للاهتمام. لذا فلا أعتقد بأن الملل سيتخلل قراءة هذه الكتب طالما هناك تطلعات معينة للقارئ قبل البت في قراءة الكتاب.
بعض الامور السياسية من ٢٠٠٨ الى الان لم تتغير والوضع يتجه للاسوء حتى الوضع الاقتصادي والاجتماعي ؛ رغم دخولهم في المجالات الاقتصادية لبعض الدول كالصين و الهند واغلب دول افريقيا؛ لم يحل مشكلة الوضع الاقتصادي
تركيزهم على الوضع العسكري وهو اكثر استنزافًا للميزانية و استمرار تلويح ملف ايران النووي بهدف زرع الخوف المستمر في الشرق الاوسط
مع ذلك الاوضاع لم تتغير بالنسبة لدول الشرق الاوسط
اتساع فجوة الفقر لدى الكثير من الاسرائليين وبين الطبقة الغنية والكثير منهم يرزح تحت خط الفقر والرقم في ازدياد
وضع اسرائيل في تدهور مستمر للامور اعلاه وكذلك وجود الاحزاب واختلافها وتناحرها.
كتاب صدر في ال 2009 و يضيئ على الوضع الراهن لاسرائيل كدولة و مجتمع ك الاقتصاد ( الفجوة الطبقية المتزايدة - الانتقال من الاشتراكية الاجتماعية الى الخصخصة و الرأس مالية و خاصة بعد العولمة ... ) و الرؤى و المصالح لامنية ... ديمقراطية الدولة و التناقض بينها و بين يهوديتها ...مسألة التهديد الديموغرافي ( عرب 48 )و هم ام حقيقة و وثيقة طبريا المطروحة من قبل اكادميين اسرائيلين ... الحلول و السلام مع السلطة و دول الجوار و مبدأ تبادلية الاراضي و محاولة التخلص من عرب الداخل و عمل ترانسفير لهم الى أراضي السلطة و لاسيما من يستوطنون أراضي الجليل و حقيقة مشاريع التطوير العمراني و مصارة الاراضي العربية
... مواقف و اراء و بعض مبادرات عرب الداخل للحصول على المساواة و الحقوقية ذاتها و طرح مبدأ التعايش السلمي على أساس ديمقراطي و دولة مدنية .... الصراعات و النزعات الطائفية و لاسيما بين الاشكيناز و السفارديم ( اليهود الشرقيين و الغربين ) و فلسطينين الداخل بمختلف طوائفها ... الهجرة الى اسرائيل و الهجرة المعاكسة منها ... دولة الرفاه الاسرائيلي و انحدارها في ظل تعاظم و تكدس الثروة بايدي فئة قليلة و نقل المصانع و المعامل الى مناطق خارجية ذات يد عاملة ارخص ...
العلاقات الخارجية الاسرائيلة مع دول العالم ( اوروبا - افريقيا - الولايات المتحدة - روسيا - دول الشرق الاوسط ) ... الملف النووي الايراني و قوى الردع الاسرائيلية ... وضع التعليم في المجتمع اليهودي ...الصهيونية الجديدة ... ما بعد الصهيونية ... من هو اليهودي ... نعريف اليهودي و المجتمع المفكك الذي يجمعه الذعر و الخوف من الاستهاف ... بين العلمانية و اليهوية ...الجريمة في المجتمع الاسرائيلي و لا سيما تجارة الرقيق الابيض ... كتاب يطرح مواضيع في غاية الاهمية و لا سيما ماله علاقة بالمجتمع الاسرائيلي و التوقعات للسنوات الخمس القادة اي لعام 2014 ... العام الذي نحن فيه الان