Jump to ratings and reviews
Rate this book

‫ثورات القوة الناعمة في العالم العربي من المنظومة الى الشبكة‬

Rate this book
يعيد الكاتب قراءة الأحداث الجارية المتسارعة والتحولات العاصفة التي شهدها العالم العربي على امتداد العام 2011. بعين الفاحص والناقد معاً.. يضم الكتاب مقالات عدة هي، كسابقاتها، قراءات على وقع المجريات الحاصلة في أكثر من بلد عربي... وفي هذا العمل لم يبالغ حرب ".. في القول بأن عام 2011 حمل توقيع العرب وختمهم بوقائعه وأحداثه. إنه كان "عام العرب" بامتياز، إذ هم أذهلوا العالم بثوراتهم التي جاءت كزلزال اهتزّت معه أوضاع راكدة منذ عقود، بقدر ما سقطت أنظمة حكم عاتية وهَوَت أصنام فكرية خاوية. وكان من مفاعيل ذلك أن تغيرت المعطيات وتبدلت التحالفات وانقلبت المعادلات، بقدر ما ظه

286 pages, Kindle Edition

First published January 1, 2013

7 people are currently reading
214 people want to read

About the author

علي حرب

32 books284 followers
كاتب ومفكر علماني لبناني, له العديد من المؤلفات منها كتاب نقد النص و هكذا أقرأ: ما بعد التفكيك ويعرف عنه أسلوبه الكتابي الرشيق وحلاوة العبارة. كما أنه شديد التأثر بجاك دريدا وخاصة في مذهبة في التفكيك.

وهو يقف موقفاً معادياً من المنطق الصوري القائم على الكليات العقلية التي يعتبرها علي حرب موجودات في الخارج وليست أدوات وآليات فكرية مجردة للنظر والفكر. فهو يتبع منهج كانط في نقد العقل وآلياته وبنيته الفكرية.

Ratings & Reviews

What do you think?
Rate this book

Friends & Following

Create a free account to discover what your friends think of this book!

Community Reviews

5 stars
11 (16%)
4 stars
13 (19%)
3 stars
21 (31%)
2 stars
12 (18%)
1 star
9 (13%)
Displaying 1 - 16 of 16 reviews
Profile Image for Moheeb Abualqumboz.
62 reviews36 followers
November 3, 2013
لماذا قرأت الكتاب؟
كان من الصعب بمكان البدء في نقد الكتاب عقب انتهائي من قراءته في الصيف الماضي والسبب في ذلك هو أنني اقتنيت الكتاب لسبب أكاديمي بحت حيث كنت أبحث عن كتاب عربي يتحدث عن الانتقال من المنظومة إلى الشبكة وتفاجأت بوجود هذا الكتاب متطابقا والعنوان الذي رسمته في ذهني وظننت أنه يتحدث تماما عما كنت أبحث عنه.
والحق يقال أنني أصبت بخيبة أمل بليغة حينما بدأت في تصفح الكتاب وقراءة مقتطفات منه كعادتي قبل الشروع في القراءة المضنية. ومنبع خيبة الأمل كان في محتوى الكتاب أولا وطريقة عرضه ثانيا. ولهذا قررت أن أكتب رأيي في الكتاب بعد مرور برهة من الزمن (أصبحت عدة أشهر) يكون العامل النفسي السلبي قد غادرني فأكتب مراجعة أمينة بقدر المستطاع لهذا الكتاب.
مؤلف الكتاب هو المفكر اللبناني علي حرب وهو مفكر علماني له العديد من المؤلفات في مجال الفلسفة ومتأثر جدا بفلسفة "كانط" التي تقوم على نقد العقل الخالص. ومن المهم بالطبع أن يلم القارئ بالخلفية الفلسفية للكاتب وذلك كي تتسق عملية القراءة الناقدة مع اتجاهات الكاتب الفكرية. وهذا يفسر كثيرا من النقاط الواردة في كتابه قد تُشكل على أي قارئ لا يعرف من هو الكاتب.
الكتاب هو عبارة عن مقالات للكاتب خلال عامي 2010 و2011 يتحدث فيها عن الثورات العربية. يتحدث عن إرهاصاتها ومآلاتها وأبطالها والنماذج الفكرية التي أنتجت تلك الثورات ونقدها. وقد تم تجميع هذه المقالات في كتاب واحد وهذا ما أثار احباطي. وللدقة منبع الإحباط ليست طبيعة الكتاب كمقالات، لكن المشكلة كانت في تباين أفكار المقالات مما جعلني أفقد بعض التركيز. وللعلم فإن أفضل الكتب البحثية تلك التي تكون على هيئة مقالات لكنها تكون مقالات لكتاب مختلفين فتتهيأ نفسيا لأن تكون الأفكار متباينة. عموما، يتناول الكتاب في طرحه الثورة المصرية والثورة الليبية على اعتبار أنهما ثورتان تتفقان في الأسباب وتختلفان في الأدوات والنتائج، ومع الأسف يتجاهل في معظم صفحات الكتاب الثورات التونسية واليمنية والسورية.

ما أعجبني في الكتاب:
قام الكاتب بتأصيل الثورات العربية كثورات خرجت لكسر الأصنام الفكرية وليس فقط للاحتجاج ضد الفقر والتهميش. وهذا في رأيي وجهة نظر صحيحة. فقد كانت الثورة تحمل أهدافا ظاهرية (العيش والكرامة) وتحل في طياتها رفض الصورة النمطية للحاكم الواحد الفاسد. وقد وفق الكاتب في سرد الكثير من الشواهد على صحة فرضيته النظرية. فإن تحسين ظروف العيش وإعادة الاعتبار إلى المواطن لا تأتي إلا عبر التخلص من الأصنام التي هي سبب تلك الكوارث التي يعيشها العالم العربي. والتخلص ليس شرطا أن يكون عبر التغيير الفيزيقي للحاكم بل يمكن أن عبر التغيير السياسي أو الأيديولوجي ويكون ذلك بالمراجعة الفكرية والعودة إلى النظم الرشيدة للحكم في الدولة وهذا ما لم يحدث في الثورات العربية وكثير من الثورات في العالم. فقط ارتبطت الأيديولوجية الفاسدة ارتباطًا كيانيًا (انطولوجيًا) بالكينونة الفيزيقية للحاكم مما تحتم التخلص منه برمته وهذا ما حدث في مصر وتونس وليبيا واليمن.
قام الكاتب بتشريح الثورات العربية تشريحا كيانيًا (انطولوجيا) ومعرفيًا (ابستمولوجيا) حيث تصدر للحديث عن الثورات العربية بمكوناتها الثقافية والسياسية والاجتماعية والنفسية وعقدية. وقد خصص لكل محور تقريبا عدة مقالات يشرح فيها كل مكون على حدة مما يجعل القارئ يقرأ الثورة من عدة أوجه. وبهذا يدعم الكاتب نظريته حول جوهر الثورات الحقيقي وهو التغيير الشامل وليس العيش والفقر.
أبرز الكاتب دور المجتمعات الرقمية وبالغ في الثناء عليها وعلى دورها السياقي في الحشد للثورة ونقلها من مرحلة الفكر إلى العمل. وهو ينظر إلى المجتمع الرقمي ليس كأداة للثورة فقط بل كعامل فاعل وجزء كيانيًّ من الثورة وهذا ما يميز الثورات العربية المعاصرة عن الثورات السابقة.
وجه الكاتب نقدا حادا للنخب الثقافية التي اكتفت بالتنظير دون أي فعل حقيقي على عكس ما كانت عليه النخب الثقافية في العقود السابقة والتي كانت هي التي تقود الثورات. يهاجم الكاتب المثقفين ويرى أنهم لم يقوموا بدورهم فحسب بل ساهموا في إطالة عمر الظلم بسبب تقاعسهم واكتفائهم بشعارات يغلب عليها التشبث بأنظمة حكم شمولية غابرة تظن أنه يمكن أن تكون نموذجا للتغيير. هذا ربما ينطبق كثيرا على الطبقة المثقفة التي ترى في النموذج الناصري هو الحل في الوقت الذي اتسم عصر عبد الناصر بالدكتاتورية القمعية والشعارات الشوفينية ولم يقدم شيئا حقيقيا في نهضة مصر.
لغة الكتاب قوية ومحكمة والأفكار انسيابية وتعبر عن عمق فكر الكاتب ومدى تجربته الفلسفية في الحشد والنقد الفلسفي. ويلزم الكتاب أكثر من قراءة كي يتمكن المرء من الوقوف على فوائده.

في خلاصة ما أعجبني:
فإن هناك نقاطا كثيرا أعجبتني وأكثرها كانت مقولته الجدلية في وصف الثورات العربية وما أحدثته من إعادة تشكيل السبب والمسبب "أن ما كنا نظنه سببا يغدو نتيجة وبالعكس" وهذه جملة هامة توضح الإرباك الحاصل في الساحة العربية حينما لم يفهم الحاكم سبب ثورة الشعب. اعتقد الحاكم أن إغراق الشعب في دوامة الحياة الطاحنة سعيا للرزق وتجفيف موارد البلاد كي يصبح هم المواطن أن يجد لقمة يسد بها رمقه، سيكون سببا في استقرار الحكم لصالحه. وقد حصل هذا لسنين طويلة بالفعل إلا أن هذه النتيجة أضحت سببا بدورها لثورة الشعب ضد الحاكم.

ما لم يعجبني:
بشكل عام الكتاب جيد إلى أن يبدأ في الحديث عن الإسلام. وهذه مشكلة معظم العلمانيين العرب. حينما يبدأ الحديث عن الإسلام يختفي علماني "المظهر" ويظهر علماني "الجوهر"، فتجد الكلام قاسيا دائما ومتحاملا متصيدا كلِّ خطأ ومكبرا كلِّ هفوة.
وقد أفقد تحامل الكاتب الشديد ضد الإسلاميين دقة الكتاب في الحديث عن الثورة حين وصل الكاتب إلى حد وصف الإسلاميين والإسلام بعبارات تصل إلى حد الإسفاف في بعض الأحيان مثل وصفهم بالرعاع ويصف الدين بشكل عام بأنه في أصله "سلطة لا تقل عنفا وإرهابا عن سلطة الدولة". ولا أدري لماذا يصاب مثل هؤلاء المفكرين العلمانيين بنوبة هياج حينما يبدؤون في مناقشة الإسلام وظاهرة الإسلام السياسي! لماذا لا يناقشون بكل هدوء مثلما يناقشون الموضوعات الأخرى؟ لذلك فهذه النقطة تصيب الكتاب في مقتل بسبب جملة من النعوت الرديئة ضد الإسلاميين وأحيانا ضد الأنظمة الحاكمة تقع داخل كتاب يفترض أنه يقدم وصفا تحليليا للثورة ويؤكد في غير موضع أهمية الثورة على التخلف وثقافة الإلغاء والشتم والتخوين فإذا به يقع في ذات الثُلْمة.
يتحيز الكاتب بشدة إلى الغرب ويصف الاستعمار الغربي للعالم الإسلامي بأنه "أيقظنا من سباتنا" ونسي الكاتب أن الاستعمار كان سببا رئيسيا في تخلف العالمين الإسلامي والعربي. ويرجع الكاتب الفضل في الهامش الديموقراطي الذي عاشت فيه لبنان في فترة من عمرها إلى الاستعمار الفرنسي. وأنا أرى أن هذه مقولة فرضية مرجوحة كون أن معظم العالم العربي وقع تحت نير الاستعمار الغربي فلماذا لم "ينعم" ب"ديمقراطية المستعمر" مثل لبنان؟ ومثال آخر وهو تمسك الكاتب بالديموقراطية الغربية كنموذجٍ للحكم الرشيد ومجادلته بأن النموذج الديمقراطي الغربي هو السبب في بناء اقتصاد قوي حر في الغرب، وأن العرب لن يصبح لديهم اقتصادا حرا إلا بتبنيهم النموذج الغربي. والحقيقة أن في هذا غبن شديد. مع رغبتي الشديدة في وصول عالمنا العربي إلى حكم رشيد إلا أنه من الظلم بمكان، جعل النموذج الغربي مرادفا وحيدا للحكم الرشيد. فالصين مثلا ليست دولة ديموقراطية إلا أن اقتصادها يتسارع نموه بمعدلات غير مسبوقة وأصبحت عملاقا اقتصاديا باعتراف الجميع. اليابان أيضا تحكمها تقاليد شرقية صارمة تختلف كثيرا عن المفهوم الأمريكي للحرية. فنزويلا تبني اقتصادا عالميا مع تشدد زعيمها الثوري الراحل تشافيز. وهناك الكثير من النماذج الناجحة في مجال الاقتصاد والحكم الرشيد والتي تختلف اختلافا كليا مع النموذج الغربي.
لكن هذا كله يمكن فهمه في سياق الخلفية الفكرية للكاتب في إطار تبنيه لفلسفة كانط في نقد العقل والفلسفة الفردانية في نقد المجتمع وإبراز دور الفرد على الجمع. كما أن دفاعه المستميت عن الفكر العلماني أفقده في كثير من المواضع الالتزام بالصرامة الأدبية ومحددات البحث الاجتماعية الرصينة في الجدال. فمثلا يجادل بأن أنظمة الحكم الإسلامي عقب فترة الخلافة الراشدة كانت أنظمة علمانية لأن مسمياتها كانت مرتبطة بالعرق أو النسب مثل الدولة الأموية والعباسية والعثمانية إلخ. ويرى أن هذا دليل على فصل الدين عن الدولة. والحقيقة أنني منذ قرأت هذه الجدلية قبل عدة أشهر وأنا أحاول كيف يمكن ربط هذا بذاك! فقد قدم الكاتب أضعف دليل على جدليته مما يحولها إلى رأي شخصي منا إلى جدلية علمية.

في خلاصة ما لم يعجبني:
ميل الكاتب الشديد للقيم الغربية بدون أي تنقيح ولا انتقاء بما يناسب المجتمع ونقده الشديد للقيم الإسلامية مثل الحاكمية والولاية والتوريث إلخ.
لقد تجاوزت عن الكثير من النقاط الجيدة والنقاط السيئة في الكتاب واكتفيت بما ذكرت كي لا أطيل.
أخيرا أتمنى أن تقرؤوا الكتاب وأرى رأيكم فيه
وحتى نلتقي،،،

ملاحظة: يمكنك قراءة المزيد من التقييمات في مدونتي أيضا www.moheeb.ps
Profile Image for Khalid Almoghrabi.
266 reviews299 followers
May 19, 2011
بنظري هو أخر نوعية من الخطابات تريد أن تسمعها في أيام الثورات العربي فهو تعليل لغياب دور المثقفين والنخب عن الثورات كأنك مهتم أصلاً أن تدري لماذا لم يظهرو بالأصل!! الأننا في طور الحداثة أم في الحداثة الفائقة!!

الكتاب عبارة عن مقالات عن الثورة المصرية والتونسية والليبية، ونوعية الخطاب تشبه مايعرض على الفضائيات. والله أعلم أنها تجميع لما نشر لعلي حرب خلال الثورات ولي أن أصف ذلك بضحك على عقول القراء الذين يريدون شيئاً نوعياً.

لو اردت أن انصحك فسأقول لك اسمع لخطابات عزمي بشارة في حديث الثورة فهي تضيف لك جل مافي هذا الكتاب واستثمر فلوسك الباقية في شراء هامبورغر فتغذي عقلك وجسمك إن كنت لابد منفق :)
Profile Image for Mohammed.
16 reviews6 followers
March 19, 2012
سبق لي أن أجريت قراءة مفصلة عن كتاب علي حرب حول ثورات القوة الناعمة، ولكيلا أضجر القارئ هنا سأذكر خلاصة نقدي للكتاب، ومن يحب قراءة العمل كاملا فسأضع الرابط بالأسفل والآن لنبدأ في وقفة النقاش:


1- إنّ جمع مقالات متفرقة عن موضوع لا تصلح بالضرورة لضمها في كتاب يبلور رؤية متكاملة ومتماسكة. بل قد يرى البعض أنّ ثمة مقالات تأتي في سياق ردة الفعل للواقع الخارجي وغير وفية للسياق المنهجي، فلا ترتبط بجذرية وعمق مع الموضوع المطروق والعنوان المطروح، كما في مقالة (لا للعيش في عالم نووي) والذي وضع الكاتب له عنواناً آخر يسبقه (السلاح والكوارث)، عسى أن ينسجم مع الفكرة الجوهرية والمنهجية العامة. ناهيك عن تكرار بعض الأفكار في أكثر من موقع ضمن الكتاب.

2- من زاوية ثانية فإنّ المقالة المخصصة حول ليبيا لم تخدم فكرة الكاتب عن (ثورات القوة الناعمة)، ولعلّ هذا ما يفسّر عدم تناوله للأوضاع في ليبيا ضمن البعد الشعبي الذي أصبح قوة مسلحة لا ناعمة، وإنّما قرأ الحاكم تحت ذريعة أنّ الحديث عن الانتفاضة الليبية «إنّما محوره معمر القذافي الذي اختزل بلده بشخصيته»[23]، حيث نفتقد الاستدلال على القوة الناعمة في ليبيا، ونجد موقفاً يخدش النظرية. وربّما التمس حرب تبريراً إذ يشير بعد سرد للمساوئ التي صنعها نظام القذافي: «مثل هذا الوضع تحتاج مواجهته، من جانب الانتفاضة، إلى ابتكار أساليب وأشكال تلائمه. وما صح في مصر أو في تونس، أو حتى في اليمن، لا يصح في ليبيا القذافي التي صنع منها الطاغية مختبراً لعبثه وجنونه، فلكلّ نظام انتفاضته»[24]!.

3- هل نستطيع تلخيص ثورة ما بالأداة التي استعانت بها في التعبير عن مطالبها وتطلعاتها؟ لا شك أنّ أهداف الثورة وحقيقتها أعمق من مجرد وسيلة وظِّفت لتحقيق ما يصبو إليه الثوار، ورغم أن حرب في الظاهر لا يؤمن باختزال كهذا إلا أن بعض استدلالاته على ولادة الإنسان الرقمي الجديد تستند في أسّها إلى الإمكانات التي وفرتها التقنية الحديثة، مع وضوح رأيه القائل: «لا يعني ذلك أنّ الثورة في مصر أو في تونس، هي ثمرة الآلات الصماء، فالتقنيات هي ثمرة العقول والأفكار»، إلا أنّه يستدرك مستدلاً على عمق أثر الأداة فيقول مباشرة: «لكنّها تفتح بدورها إمكانات للتفكير والتدبير. من هنا تحتاج الآلات لكي تستثمر بصورة نافعة وملائمة إلى عقول فعالة تحسن قراءة المجريات ورصد التحولات، كما تحتاج إلى فكر حي وخصب يقدر أصحابه على ترجمة المعطيات إلى إنجازات...»[25]. والسؤال الملح: ما طبيعة العقول الفعالة والفكر الحي؟ وكيف نبرهن أنّها تحمل نكهة اليسار لا اليمين أو العكس؟

حرب يرى في الثورة «تحرّر المرء من سجنه الفكري»، وأنّ نجاحها «يطوي حقبة فكرية»، «وما يُطوى ويجري تجاوزه هو عصر الإيديولوجيات، الشمولية والأصولية»[26]. إنّها فرضية تعوزها البرهنة العلمية لإثباتها، وما يظهر على سطح المشهد الثوري لا يدعم تحليله، إذ إنّ رواد الثورة وأبناءها لم يرفعوا ذلك شعاراً لهم، فهتافاتهم تنبئ أنهم يريدون كسر قمقم الخوف: «علِّ وعلِّ وعلِّ الصوت، إلّي حيهتف مش حيموت»، ومواجهة الأنظمة المستبدة «الشعب يريد إسقاط النظام»، ناشدين الحرية التي يحوْل السياسي بينهم وبينها: «يا حرية فينك فينك.. حسني مبارك بينا وبينك»، أما أنهم جاؤوا ليفتحوا أفقاً يخلع «عباءة الإيديولوجيات المقدسة»[27]، أو ليزيلوا إيديولوجيات معينة، بل ليطووا «عصر الإيديولوجيات» بأسره، فهو ما لم نجده في ثورتهم لا صراحةً ولا ضمناً ولا مرجعيةً.

من المفهوم جدًّا أنّ الحراك في الربيع العربي يأتي في سياق تقويض الديكتاتوريات ونشر الحرية والعدالة، وذلك لأجل الشعارات الواضحة التي رفعت داعية لزوال الأنظمة وإحلال بدائل تستقيم والحياة الكريمة، أما أن نجرّ الثورات العربية باتجاه تقويض إيديولوجيات لم ينددوا بها في احتجاجاتهم، بل استندوا لبعض أدواتها ووظفوها لخدمة شعاراتهم، وحافظوا على مراسيمها في خضم ثورتهم وسط القمع، فإنّ من المجازفة بمكان إطلاق هكذا حكم.. إن لم يعدّه البعض مصادرة وتحريفاً لأهداف الثورة.

نعم لعلّ حرب يريد الاستنتاج أن نجاح الطراز الحالي من الثورات يعني فشل الإيديولوجيات لبقية التجارب السابقة، فهي نماذج «قد استهلكت وتداعت، منذ زمن، بعد أن فقدت مصداقيتها ومشروعيتها... وما تفعله الثورات الجديدة هو أن تسجل نهايتها في سجل الأحداث والوقائع»[28]. والمسألة هنا غير دقيقة، فإن آخر من يسقط صنم الديكتاتورية بضربة قاضية لا يبرهن على فشل كل الضربات لسابقيه، بل ربما دلل على نجاح كل اللكمات السالفة تراكميًّا، أو بعضها لا أقل، ولو بشكل نسبي.

وقد نحتمل أن حرب يعتبر أنظمة إيديولوجية معينة ساعدت في نشوء الديكتاتوريات، وبالتالي فإنّ سقوط الأخيرة سقوطٌ للأولى، ولقد جاءت القوى الجديدة لتخلخل ثنائية الديكتاتوريات والأصوليات[29]، آنئذ سيتجه النقاش نحو الاستدلال على هذا التماهي المطلق بين الديكتاتوريات وما يسميه بالأصوليات ليصح صهر الاثنين في بوتقة واحدة. ومن جهة ثانية إنّ تقرير ذلك فيه وصم للثوار بالقصور عن إدراك التماهي والتداخل المتين وربّما الحتمي، بحيث لم يطالبوا بإسقاط الثنائية السالفة ضمن مطالبهم، وفي أحسن الأحوال وصفهم بالمجاملين لقطب فاسدٍ على حساب آخر يوازيه فساداً وفقاً لمن يؤمن بتصاهر هذين القطبين.

ثمة مستويان لإقصاء الإيديولوجيات عن الثورة، الأول: يرى أنّها لم تولد من هكذا رحم، والآخر فاقع لا يكتفي بالسابق، بل يعتقد أنّها جاءت لمواجهة هذه الإيديولوجيات والاصطدام معها وإن مستقبلاً. ويبدو من الكتاب الميل للمستوى الثاني لا الأول فقط، فالثورات في نظره -ومنذ العنوان- حركة لتفكيك الأصوليات، وتؤيد ذلك قراءتُه لوائل غنيم بأنّه لا تأتي به الكتب السماوية وإنّما الكتب الرقمية[30]، ونحن «إزاء ثورات لم تأتِ من العقائد الدينية ولا الإيديولوجيات العلمانية»[31]، (المستوى الأول)، وأنّ جيل الثورة يفتح نافذة للمستقبل تخلع عباءة الإيديولوجيات المقدسة في إحدى آفاقها[32]، وأن الرهان أن تنجح الثورات في إحداث تغيير يطال العقليات والمفاهيم، وأحوج ما تحتاج إليه المجتمعات العربية هو «أن تمارس حيويتها الفكرية، بالتحرّر من جملة من العُقد والحساسيات والمسبقات والآفات التي عرقلت المشاريع الحضارية، كما تجسّمت في عبادة الأصول وتقديس النصوص وتجنيس العقول والنرجسية الثقافية...»[33]، (المستوى الثاني).

إنّه استنتاج غير صلب حين يختزل نمذجة الثورة بـ(غنيم)، تماماً كمن يستدلّ في الطرف النقيض على إسلامية الثورة عبر التشبث بذيل حجاب (أسماء محفوظ) و(نوارة نجم) وغيرهما في برهان يفتقر للدقة، واستنتاج غير صلب أيضاً حين يجعل الكتب السماوية لا تأتي بالانتفاضات التي حدثت، وكأنّها حجر عثرة في الطريق، كما في نصه: «فأوتوسترادات الإعلام والشبكات تسهم في توحيد ما تفرّقه الإيديولوجيات القومية وكلمة الله الجامعة»[34]، أو كأنّ الناشطين لا يؤمنون بهذه الكتب وبالتالي لا تأثير لها فيهم.

ما أغرب أن تكون الثورات قد جاءت لتفكيك الأصوليات وهي تذهب كلّ جمعة لمعقل إحدى الأصوليات وحاضنتها، وتتخذه مركزاً تنطلق منه!، أو تحوِّل ميادين الحرية إلى جامع توظَّف فيه أداته الفاعلة (المنبر) لخدمة الثورة ومطالبها المشروعة، وهو ما لا يُفهم منه أنّ الثورة «صنيعة أجيال جديدة لا تلتزم بعقائد دينية قديمة أو بإيديولوجيات شمولية حديثة»[35]؛ فهي إطلاقات ملبِسة وملتبِسة، وتتهافت مع نص آخر يصرح ضمناً بأن الثورات العربية -وكما احتجاجات طهران 2009م- هي «مدنية لا دينية، دون أن يعني ذلك أنها معادية للدين»[36].

بلى، الثورات تغيّر الفكر والثقافة والإيديولوجيات، ولكن أي فكر وأي ثقافة؟ ثقافة التقاعس والتبرير والخنوع أم الثقافة الدينية ومطلق الإيديولوجيات وإن كانت تدين الاستبداد وتدعو لقلعه؟

من هنا لا نرى إعطاء الأداة الرقمية التي استخدمها الثوار منزلة المؤثِّر المحرِّض، بأنّ التقنية ابنة العولمة، والثورة ابنة تلك التقنية؛ إذ شتان بين الأسس الفكرية -وهي من أهم المحركات- والأداة التي يُستعان بها لتحقيق مطلب محدد وإن فتحت الأداة أفقاً فكريًّا، فتضخيم دورها يساهم في ابتسار أو تحوير هدف الثورة.

4- ازدواجية المعايير، ففي حين ينتقد الكتاب احتجاجات البحرين (كيفاً) بأنّها فئوية وغير جامعة، وأنها بحاجة لضم قوى من السنة والشيعة لكي تكون عابرة للمذاهب والأحزاب[37]، نجده يثني على تظاهرة بيروت المطالبة بنزع سلاح حزب الله ويراها تعادل نصف لبنان (كمًّا)، بل ومنسجمة مع الثورات العربية مدنيةً وسلميةً[38]، ويغفل عن طرح سؤال (الكيف) في لبنان: هل تجاوزت تظاهرات بيروت الأزقةَ الفئوية والحزبية والمذهبية فأصبحت جامعة أم قد أُصِيبت بالداء الذي وصَم به انتفاضة البحرين؟ الانتفاضة التي لم يقرأها (كمًّا) كما لبنان، وبالتالي لم تعطَ صكّ الانضمام للربيع العربي!

5- الثورة في باكورتها ولِدت شبابية شعبية، وهذا لا يعني أن التحاق الأحزاب والنقابات والحركات والنخب جاء بمثابة (الكومبارس)، أو أن المثقفين والدعاة والمنظرين استغلوا الحدث أو ركبوا الموجة[39]، فلولا اندماج فسيفساء المجتمع بأطيافه مع الاحتجاجات لخنقت الثورة، وأجهضت في مهدها، ولما رأت النور.

6- يرى الكتاب أنّ شعارات التحرير والمقاومة والممانعة تراجعت في الثورات، وسيتم اللجوء إلى البناء الديمقراطي لمواجهة إسرائيل[40]، إلا أنّ الأحداث المتوالية التي تصل من مصر لحد الآن لا يبدو أنّها تسير في الخط الذي يرصده حرب، فمشهد الاعتصامات أمام السفارة الإسرائيلية والمطالبات بطرد السفير، والثورة بعدُ في طراوتها، قد يُقرَأ منها صورة على النقيض؛ إذ تُغذي شعارات المقاومة والممانعة ولا تستبدلها.

7- يقع الكتاب أحياناً فيما ينتقده من الإيديولوجيات الشمولية، حيث كثيراً ما يضع الجميع في سلة واحدة، فالحكام والمثقفون متألهون، والنقد يطال «القوى المهيمنة القومية واليسارية، الحداثية والتراثية، الدينية وغير الدينية»[41]، و»كان الحاكم والداعية والمثقف أو المتلاعب والمُضارب، يتربع في سلطته المغتصبة، أو يتنعم في ثروته غير المشروعة، أو يتشبث بعقائده البائدة وأفكاره المستهلكة...»[42]، وأجيال الثورة «لا تلتزم بعقائد دينية قديمة أو بإيديولوجيات شمولية حديثة»[43]. بل حتى العلمانية التي في نظره أثمرت الثورات لم تسلَم أيضاً، ففي حديثه عن الوضع اللبناني يقول: «فإن العلمانية، على صحتها، هي شعار استهلك ولم يعد يحرك الناس. فنحن نتجاوز العلمانية اليوم نحو عناوين جديدة...»[44]. مما قد يجعل البعض يضع مقالات حرب في الزاوية التي حشر فيها غيره، ويرى في كتابه تحليلاً شموليًّا ناقماً بشكل أو بآخر.

أخيراً، فإنّ الكتاب فيه العديد من الآراء الجديرة بالتأمل، سعى المؤلف أن يقرأ الثورات وما يختبئ خلف آكامها، من زوايا قد تتباين معه فيها موقعاً أو اتجاهاً أو كيفيةً، إلا أنّك لا تمتلك إلا أن تتمعن فيها بشيء من اللذة!.

--------------------------------------------------------------------------------

رابط القراءة كاملة
http://albasaer.org/index.php/post/428
ح
Profile Image for Hamouda Zaoui.
174 reviews17 followers
June 25, 2023
زاوي حمودة:
25جوان 2023

عودة للثورات العربية بعد مرور 12 سنة عن اندلاعها!

قراءة في كتاب ثورات القوة الناعمة في العالم العربي (نحو تفكيك الدكتاتوريات والأصوليات ) للمفكر والفيلسوف اللبناني علي حرب عن الدار العربية للعلوم ناشرون و منشورات الإختلاف الطبعة الأولى 2011.

إن الثورات هي بمثابة رد اعتبار أو فعل اعتراف على المستوى الوجودي، إذ هي تعني استعادة المرء ثقته في نظر نفسه، بقدر ما تعني ممارسة جدارته وانتزاع الاعتراف بمشرو��يته في نظر الآخر والعالم، فالانسان مدين لمعيار أو لقيمة يستمد منها المعنى، ولهذا فهو يثور وينتفض، أو يقاتل، من أجل أن يعترف به، ككائن له وجود وكرامة وحريتة وحقوق.
انطلاقا من سنة 2011 شهدت الدول العربية ثورات جديدة متسارعة ومتلاحقة، هي ثورات متعددة الأبعاد، مست مختلف الميادين والمجالات، لكن تشابهت مطالبها رغم اختلاف أنظمة الحكم والتكوين الثقافي للشعوب العربية.
إن الفرد العربي يشعر بمركب نقص وأن حقوقه في بلده لا تراعى وكرامته لا تصان، ليس بسبب الفقر أو العوز، إنما بسبب انتهاك القوانين والتمييز في المعاملة من مواطن إلى آخر، وهذا الاحساس يتفاوت من بلد إلى آخر، كان يبدو حادا في مصر و اليمن وليبيا وأقل حدة في تونس والبحرين...

أولا لابد أن نشير إلى أن هذه المقالات كتبت سنة 2011 أي خلال قيام الثورات في البدان العربية، فهل ستكون قراءة علي حرب للوضع السياسي والإجتماعي والنفسي عميقة متزنة، ويمكن أن نستفيد ندرك الوضع حينذاك من خلال هذا الكتيب، هل هي مجازفة وتسرع في الحديث عن مجريات الثورات؟
يؤكد علي حرب أن العالم العربي وما شهده من انتفاضات في تونس ثم مصر، ثم اليمن والأردن وليبيا، هو أشبه بزلزال قلب الأوضاع وكسر الصورة السائدة، المتفق عليه أن الثورات كانت مفاجئة، فأي تونسي لا يمكن أن يتكهن أن بن علي سيهرب خوفا من شعبه. إن العربي كائن كسول مسالم، وحدث الثورة لديه يعتبر أمرا خارقا تجعل منه إنسانا قلقا، مفكرا، يحسب لكل صغيرة وكبيرة، ويعيد ترتيب الأولويات، ويتجاوز الشعار القائل لا تنمية بلا ديموقراطية، و رأى حرب أن انخراط تونس في نظام السوق جعلها أقرب البلدان العربية إلى الديموقراطية الحقة، إن الثورة جعلت من العربي يعيد النظر في علاقته مع العولمة، كان ينظر إليها على أنها تشكل خطرا على الهوية والتراث والخصوصية، لكن بعد الثورات تنبه إلى أنها تفتح الأعين وتحرر القيود و تخلق جوا صحيا للحوار، كما يؤكد علي حرب أن الإيمان بالعولمة والانخراط فيها يحتم على الدول دخول النظام الليبيرالي الذي يعتبر متقاطعا مع الديموقراطية، فإذا أردت أن تعرف مستوى الديموقراطية في دولة ما والدخل الفردي ومستقبل الحياة سياسيا وإجتماعيا لدولة ما ما عليك إلا أن تبحث في طبيعة اقتصادها واهتمام السياسيين به.
إن الثورات الناعمة لا تحاول تغيير الأوضاع بعنف وبسفك الدماء، وهي ليست إديولوجية تخلق أنظمة شمولية يشتغل قادتها بانتاج أشكال جديدة من العبودية، وهي بعيدة كل البعد عن حركات التحرر و والثورات والانقلابات العسكرية، فهي لا تجري حسب النموذج اليساري الكلاسيكي الفاشل أو التحرري الآفل ولا الجهادي القاتل، الثورة الحقيقية هي التي تحاكي الثورة الفرنسية فهي نهضة فكرية، وهي استنارة و ثورة قيم أكثر من شيء آخر.

كقراءة للثورات العربية التي لاقت استحسان الجميع، فالثورة المصرية جمعت تأييد الضدين أمريكا و إيران، وكما ان إسرائيل عبرت عن قلقها وخشيتها، و التزمت الدكتاتوريات العربية الصمت خوفا من انتقال العدوى إليها، و رأى علي حرب أن الأحزاب اليمينية المتطرفة المصرية تراجعت عن مبدأ الإسلام هو الحل-رأيه هذا جانب الصواب وسنعلق عليه-.
علي حرب يعترف أن جيله من المثقفين خذل الشعوب، ولم يكونوا معارضين حقيقيين، فقد علق الروائي المصري نصر حامد أبو زيد على الثورة المصرية:" حتى في الحلم لم أكن أتخيل أن هذه الثورة ممكنة"، كما علق الروائي التونسي الحبيب السالمي على الثورة التونسية:"إن المثقفين التونسيين وانا واحد منهم، لم يكونوا على مستوى الحدث العظيم..."، نتذكر مثال المواطن الباحث المصري وائل غنيم الذي عمل على الترويج للثورة المصرية عبر الفايسبوك، فألقي القبض عليه و عومل بوحشية من طرف الأمن المصري لأيام، ثم أطلق صراحه بأمر وزاري بعد ضغط الجماهير الرهيب، وأمام الجماهير المتجمعة في ميدان التحرير أعلن وهو يذرف الدموع أنه ليس بطلا وإنما البطل هو الشعب الموحد تحت شعار واحد وهو مستقبل مصر، هذه رسالة قوية عميقة تنم عن وعي وطني وفكري عميق لشاب متوسط المستوى المعرفي، ومن هنا لم يغالي علي حرب في الهجوم على النخبة، فعلا كانت الثورات متجاوزة لشعاراهم القديمة ولعقولهم المغلقة، ولنظرتهم المحدودة، ولنماذجهم البائدة، فالتفكير بصورة حية مبتكرة ليس حكرا على الفلاسفة والأدباء والمفكربن، فالدول بحاجة إلى حكماء أحياء وليس إلى فلاسفة منغلقين على أنفسهم وينظرون من غرفهم المشمعة المعزولة، الثورات بحاجة إلى شجاعة تطال مختلف وجوه الحياة؛ أساليب و معايير وأذواق، قد يضحي الثائر بحياته من أجل التغيير و إيمانا بأهدافه، لكن توجد مفارقة خطيرة؛ فهذا البطل الذي يملك القدرة على أن يموت، ففي نفس الوقت له القدرة على أن يقتل، فهنا الوجه الآخر للعملة، فالبوعزيزي الذي ألحق الضرر بنفسه وأحرق جسده ربما لو توفر السلاح في يده لقتل أحدا ما، فالبطل ليس ملاكا طاهرا، فهو بربري يمجد القتل-لا نقصد حالة الدفاع عن النفس- لنشر عقيدة يعتبرها صحيحة سواء يمينية أو يسارية، هذا العنف أحيانا يكون ضرورة مثلما حدث في الثورة الفيتنامية أو الجزائرية، رغم ذلك يبقى أقسى وأشنع الضرورات، فالقتل أمر بشع مهما كانت الخلفيات!
بالعودة إلى إنقلاب القذافي عن الملكية وتنصيبه إله جديدا لليبيا سنة 1969، كان هذا الإنقلاب بمثابة حدث مفصلي في تاريخ دولة ليبيا الجديد، لكن لم تنتج هذه الثورة إلا العبث والخراب والجنون والعته لمدة 42 سنة من حكم الديكتاتور معمر القدافي، فبعد مرور كل هذه المدة تفطن الشعب الليبي وطالب باسقاط النظام، أي نظام؟ ليبيا لم يكن بها اي نظام إنما المطلب الحقيقي هو ترسيم النظام بتعبير عزمي بشارة، فأسوء الأمثلة في الدول العربية هو نموذج معمر القدافي، فليبيا بثرائها وثراوتها ومساحتها لم تنتج مفكرا كبيرا ولا عالما ولا حتى لاعب كرة قدم محترف!
بعد 12سنة من صدور كتاب ثورات القوة الناعمة...
إن هذا الكتيب هو قراءة للمجريات في العالم العربي، فلكل ثورة أبعادها الطوباوية، التي تشكل محفزات للعمل والتفكير، وتفتح نوافذ الأمل، بغد أفضل، وذلك بعيدا عن المنطق والإستراتيجيات النقدية؛ ومن هنا يمكننا التعليق على بعض أفكار الكتاب التي نراها بعيدة عن الرؤية الصائبة لمفكر بمقام علي حرب؛ يبدو أنه رفع من السقف الرمزي للمتعاليات والمثاليات، وكانت قراءته آنية حماسية، و لم يركز على الالتباسات والمفارقات وذهنية الفرد العربي وتكوينه المدني المحدود، لم يراعي الصدمات والمفاجئات، فمصر بعد الثورة نصب شعبها رئيسا إخوانيا وهو الراحل محمد مرسي، فعلي حرب لم يتوقع هذا رغم أن المعطيات توحي بذلك فامتداد الإخوان متجذر وقديم في مصر، كما أنه صور لنا لبنان كبلد ديموقراطي له القليل من المشاكل وفي الحقيقة النظام السياسي في لبنان هو أعقد الأنظمة العربية إن لم يكن في العالم ككل بسبب التكوين الطائفي المتعدد والمختلف لشعبه، وبسبب التنافس الشديد والاغتيالات المتكررة والإملاءات الخارجية الاسرائيلية والإيرانية والفرنسية والروسية والأمريكية، صعب جدا خلق نظام ديموقراطي حقيقي في لبنان حتى بعد مرور عقود، كما ان علي حرب أساء للشعب الليبي ويراه كأنه من عالم دوني، وفي الحقيقة الليبي كما كل عربي لا يختلف كثيرا في الفكر والتكوين، ونرى أن علي حرب أحسن قراءة الوضع في تونس، فالثورة التونسية هي الوحيدة التي اقتربت من تحقيق الأهداف المرجوة رغم كل الصعوبات والمطبات التي تعترض طريقها.
إن أهم سؤال ليس ما الثورة أو كيف تقوم الثورات، إنما ماذا بعد الثورة!
Profile Image for Gamal elneel.
524 reviews78 followers
June 26, 2015
لم يعجبنى سوى المقال الاخير اطروحة الانسان الادني
كما يقول الابنودى اتعلمنا حاجات كتير اقلها الحذر
فالحذر الحذر من الاشخاص والوعود
ولابد ان نخفض السقف الرمزى من المثاليات والمتعاليات
فنازع الاستبداد لدى الافراد اقوى من نوازع الحرية والعدالة والمساواة
فالفاعل البشرى اكان ثوريا ام لا يصل الى عكس ما يخطط اليه يترجم شعاراته باضداداها ويتواطأمع من ضده
Profile Image for تركي الدخيل TURKI ALDAKHIL.
11 reviews2,549 followers
August 1, 2011
ثورات ناعمة… ودكتاتوريات خشنة!
21 يونيو 2011

تركي الدخيل

لقراءة الفاحصة لمسيرة الثورات العربية التي تجري اليوم بدأت تؤتي أكلها كل حين، من خلال الأبحاث التي تصدر والكتب التي تفرزها المطابع وتحفل بها المكتبات؛ ذلك أن حدثاً بمثل خضة 2011 لا يمكننا أن نعتبره إلا حدثاً تاريخياً بامتياز، وإن اختلفنا مع بعض مجرياته، غير أن التحليل هو الذي يقودنا إلى إيجابيات الحدث وسلبياته أكثر من الكلام العاطفي السهل، سواء في خانة الـ «مع» أو الـ «ضد»، ولعلي في هذا المقال أقف مع كتاب جديد للمفكر اللبناني: علي حرب، صدر حديثاً، يناقش فيه الثورتين التونسية والمصرية، وأطلق على كتابه اسم: «ثورات القوة الناعمة في العالم العربي».
يرى حرب أنه لم يكن في حسابه إصدار هذا الكتيب عن الثورات الجارية في أكثر من ساحة عربية، فما يضمّه من مقالات متفرقة هو قراءات من مداخل متعددة وزوايا مختلفة، في الأحداث المتسارعة والمتلاحقة، بمفاجآتها وصدماتها، بتداعياتها ومفاعيلها. وقد وجد أن جمعها في كتاب يشكل مساهمة قد تُغني المناقشات الدائرة، عربياً وعالمياً، عما يشهده العالم العربي من تحوّلات وانعطافات تنقله من عصر إلى آخر، لتغيِّرَ وجهَ الحياة فيه، وتحرّره من أسر التاريخ وحتمياته ولتشرِّع أبواب المستقبل وتفتح آفاقه.
مصطلح «القوة الناعمة» امتازت به ثورتا تونس ومصر، حيث لم يشهدا المزيد من الخسائر، على عكس الدماء التي سالت في ليبيا أو في اليمن أو في سورية، والكتاب صدر ليناقش ما جرى في تونس ومصر حصراً، لهذا يمكن اعتبار الثورة الناعمة قد انتهت بثورة مصر، وبدأت بعد ذلك الثورات الخشنة وبقوة، غير أن علي حرب في كتابه يؤكد أن الثورة في مصر وتونس نجحت بأقصى سرعة، وبأقل الخسائر في الأرواح والأرزاق، في تحقيق الحد الأدنى من أهدافها: سقوط النظام السياسي. الحد الأدنى، لأن ما يُنتظر من الثورة هو أن تغيِّر النظام الفكري بعدّته وعاداته وآلياته، كما رأى أن ما يشهده العالم العربي هو ��نتفاضات متعددة الأبعاد. إنها انتفاضات مدنية وسياسية واقتصادية، بقدْر ما هي تقنية وعقلية وخلقية، وهي إلى ذلك عالمية بقدر ما هي عربية. إنها ثورات فكرية تجسّد نموذجاً جديداً تتغير معه علاقة الإنسان بمفردات وجوده، بالزمان والمكان والإمكان، كما بالواقع والعالم والآخر، فهي أتت من فتح كوني جسّدته ثورة الأرقام والمعلومات التي خلقت أمام الأجيال العربية الجديدة إمكانات هائلة للتفكير والعمل على تغيير الواقع، بتفكيك الأنظمة الدكتاتورية وخلخلة المنظومات الأصولية.
وإذا كان السؤال الأساسي الذي يتبادر إلى كثيرٍ من الأذهان يتعلق بسؤال حول المآلات السياسية التي يمكن أن تثمر عنها هذه الثورات، يخلص الكتاب إلى أن هذه الثورات ستُفضي إلى تشكيل عالم مختلف تتغير معه برامج العقول وخرائط المعرفة وقواعد المداولة، وتتغيّر اللغات والعقليات والحساسيات، بقدر ما تتغيّر طرق إدارة الأشياء وممارسة السلطات وسَوس الهويات.
الأحداث الجارية حالياً لا تحتاج فقط إلى كثير كلام سريع، أو إلى صيغ إنشائية مكررة، بل تحتاج أيضاً إلى دراسات مركزة تكون فيها الثورات بكل ما تحمله من تعقيدات سياسية، ومن علاقات اجتماعية، ومن آثار اقتصادية مكاناً لاختبارات الباحثين وتأملاتهم، وأحسب أن كاتباً مثل علي حرب، بأسلوبه المميز، وبآرائه الخارجة عن المألوف، قارب آلية ممتازة لتحليل الثورات التي تمّت بأقل الخسائر وبأقصى ما يمكن من السلم، من خلال أذرعة المتظاهرين المسالمة، والصدور العارية، والقوة الناعمة.
http://www.turkid.net/?p=2470
Profile Image for Salma Elsayed.
31 reviews17 followers
October 12, 2012
من البداية إلى النهاية, ينتقد الكاتب طريقة المثقفين العرب في الدعوة إلى الديمقراطية و احتواء و تقبل الرأي الآخر ثم لا يعمل بها على أرض الواقع.
فلابد أن يكون غريباً أن يقع الكاتب في نفس الخطأ الذي كان ينتقده, سياسة الإقصاء. تبني الكاتب لقيم الليبرالية و العلمانية لا يجعلها بالضرورة السبيل الأوحد للتنمية و التقدم و نجاحها في دول الغرب لا يجعلها كذلك أيضاً هنا.
أرى التناقض في وجوه أخرى, فالكاتب يشدد على قيم العدل و المساواة ثم يعارض محاكمة الديكتاتوريين المخلوعين و رموز نظامهم, لماذا؟؟
إن كان هناك خير يرجى منهم فلماذا لم يفعلوه إبان فترات استيلائهم على السلطة التي امتدت لعقود؟؟ .. و لأن الكاتب لم يعاني بصورة مباشرة كما يعاني عامة الشعب فإنه يقول هذا الكلام.
و أيضاً الكاتب يقول بشكل مباشر أنه يرفض رفضا تاما مبدأ العبودية لله و يجعل المرجعية الكاملة للإنسان من الإنسان, و هذا أمر لا يجوز إلا في حال ما إذا كنت غير مسلم بالأساس.
فشل التجارب الإسلامية (هذا إن كانت تستحق شرف هذه التسمية), لا يعود إلى الشريعة الاسلامية بالأساس. فالشريعة لم تقل اقتل و اسجن و اسرق و اقمع.... الخ. هذه أهواء الحكام. و إيران و طالبان و حركة الشباب الصومالية دكتاتوريات كما النظام البعثي.
هؤلاء متطرفون أساؤوا تفسير الاسلام و استخدموه لتحقيق مصالحهم الشخصية.
و لو كانوا مخلصين حقا التزموا قيم و تعاليم الاسلام العظيم, ما كانت هذه حال الدول الاسلامية.

Profile Image for Mustafa Soliman.
352 reviews100 followers
March 23, 2021
يعرض الكاتب الفرق بين الثورات القديمة التي تقوم على الانقلابات او الافكار الايدلوجية او القومية اما الثورات الحديثة في العالم العربي فإنها ثورات ناعمة مغايرة للقديمة تأخذ بأساليب العصر

اما في مناقشته للأخطار التي تهدد الثورات في العالم العربي فيما يقال له الثورات المضادة فانة يعرض لفكرة ان الثورات نفسها تخلق ما يهددها فيقول



ويعرض انه لم يكن احد من المثقفين كان يتوقع قيام هذه الثورات وان الكثير منهم كان يساير الانظمة الحاكمة



وعندما نجحت الثورات او كانت في طريقها للنجاح كان المثقفين عبء على الثورات



الكتاب بمستوي عام جيد وهو اول كتبي للمؤلف وان كان يطغي علية الفكر العلماني
Profile Image for hanan al-herbish al-herbish.
304 reviews87 followers
February 18, 2014
حول الثورات العربية .. ( في تونس ، ليبيا ، و مصر )

الثورات بطابعها الجديد .. المركّب .. المتعدد الهويات ، و الأبعاد .. الثورات السلمية التي ساهم في تكوينها العامل الرقمي المعلوماتي الميديائي الذي يستمدّ أفكاره من قيم العالم الحديث و شعارات الثورة الفرنسية ، بعيدا ً عن نماذج الثورات الآفلة التي تأكل البلاد و العباد ..تلك التي تنضوي تحت لواء قائد مُلهم ، نصّ ديني ، أو فلسفة علمانية ..

الثورات التي تُبشّر بسقوط الأصنام الفكرية .. و عبادة الآلهة الزعماء .. و التي يلعب فيها الفرد الناشط المُستقل الدور الأبرز .. عوضاً عن النخب المثقفة ، القادة و الزعماء ..

الثورة الشعبية الحيّة التي تلتمس التغيير بكافة أطيافها و شرائحها .. و التي تعد خروجاً من سجن فكري .. و انطلاقا ً نحو آفاق مستقبل واعد يفتح المزيد من الإمكانات في وجه الفرد العربي ...



Profile Image for فهد الفهد.
Author 1 book5,611 followers
July 16, 2011
ثورات القوة الناعمة

الكتاب محاولة لمواكبة الثورات العربية فكريا ً، وهذا قد يبدو مبكرا ً، فصياغة رؤية وفكرة حول حدث لازال قائم ويتفاعل مهمة صعبة وغير مكتملة، ولكن علي حرب كان عليه أن يخرج هذا الكتاب فهو صاحب (أوهام النخبة أو نقد المثقف) والذي ينعي فيه وفي كل كتبه الأخرى على النخب والمثقفين انفصالهم عن الشعب، وعدم فهمهم له رغم تنطحهم للكتابة والتعبير عنه.

Profile Image for Ahmad Badghaish.
615 reviews194 followers
December 28, 2013
لم يعجبني الكتاب كثيرًا، الكتاب كان عبارة عن فضفضة عن الثوارت وامتداحها، ونقد الحركات السابقة للثورات العربية، وكان يردد بأن ميزة الثورات الحالية بأنها غير طائفية، وبأنها تبتعد عن استخدام السلاح. أعجبني نقده للأصوليات والمثقف، وإن كان كلام مكرر لم يكن فيه لكثير من الجديد، وصراحة توقعت من الكاتب أكثر مما كتب، رغم إعجابي بالكاتب إلا أنني سأعد هذا الكتاب سقطة كما أفضل تسميتها.
Profile Image for Abdulsattar.
174 reviews75 followers
October 1, 2015
كتاب ممل و ثقيل جدا
لم يعجبني أي شيء فيه بصراحة
حاولت أن أقرأ مقالة بشكل شبه كامل و لكن ثقل الكلمات المستخدمة و ادعاء المعرفة جعلني لا استسيغ و استمتع بقراءة الكتاب

كثير من المقالات مضى زمنه و الواقع على الارض قد ألفى معناها بشكل كامل
Profile Image for Rasha Ashraf Ashraf.
33 reviews61 followers
April 9, 2013
رائع...مستنية بس تحليله كاملا لعصر الاخوان في مصر
Profile Image for زنبيان.
61 reviews10 followers
November 23, 2012
أسلوب لغوي ممتاز
تكرار
لا ترابط
انحيازه للمعسكر الغربي
طرح يبحث عن مثال
Displaying 1 - 16 of 16 reviews

Can't find what you're looking for?

Get help and learn more about the design.