بداية معرفتي برواية متروبول هي [مسلسل إختفاء] الذي يذاع حالياً و أتابعه ... فبدأت أبحث عن رأي النقاد عنه لأن المسلسل أعجبني و عرفت عن التشابه بين المسلسل و الرواية و أخذني الفضول لقراأتها... كلمت مكتبة ألف و وجدت ثلاث نسخ من الطبعة الثانية فإشتريتها بالأمس و أضفتها للإصدارات الموجودة هنا. بدأت قراءة عند الفجر وأنهيتها الآن في ذات اليوم.
الروايه كفكره جيده ... طريقة الكتابه سريعه لا توجد تفاصيل عميقه للشخصيات و إن كان الوصف للمشاعر أو المشاهد مسهب مع تكرار تشعره كقوالب لوصف متعارف عنه في أغلب الكتابات و في كثير من الأحيان تشعر أنه بلا داعي و لا يضيف شئ.
لا يعلق بذهنك أي شئ عن أي من الشخصيات تشعر أن كل منها كتب على عجاله مع هذا الإستطراد لوصف حاله أومشهد ما. كأنها نواه لفكرة كان يجب أن تمتد لصفحات أكثر بعمق أكثر للأحداث و الشخصيات ... و النهاية كانت متوقعه فلم تفصح عن جديد و إن كان هناك جديد في الأحداث ذاتها.
أما عن ما وجدته من تشابه بين المسلسل و الروايه ... في بداية المسلسل طالب يسأل د/فريدة ما رأيك في التاريخ هل ممكن أن يتكرر؟ ... في الروايه هذه هي أساس الفكره هي تكرار التاريخ لكن ليس في الواقع...
هناك شخصيات تعيش في الماضي نجد نسخه طبق الأصل لها في الحاضر. يوجد مؤلف و رسام في شخصيات القصه لوحه رسمت لتقود لشخص ما كان يعيش في الماضي و يوجد من يشبهه في الحاضر... أحداث الرواية تدور بين الإسكندرية و القاهرة. فريده و التي يوجد شبه بينها و بين نسيمه في المسلسل تقرأ عن حياة نسيمه التي عاشت في فترة الستينات من خلال رواية شريف... في حين أن ساره في الروايه كانت تحلم بساره التي كانت تعيش في فترة الخمسينات منذ كانت في سن الخامسة و كانت تشعر أنها هي.
هذا كل ما أجده من تشابه و إن كان المسلسل أكثر عمق في الفكرة و الحبكه الدراميه و تسلسل الأحداث.
قد أتفهم لماذا ريم ربطت بين روايتها و مسلسل إختفاء. المسلسل في الحلقة التاسعة عشر .... لا أدري إن كنت سأجد المزيد من التشابه بعد متابعة باقي الحلقات أم أن هذا مجرد إبداع مؤلف ألهمته فكره فهذا ما إستنتجته من خلال قراءتي و متابعتي للمسلسل... أجواء متشابهه بعض الشئ فكرة بنيت عليها فكره أخرى أكثر ثراءاً و تفصيلاً...
متروبول هو إسم الفندق العريق، الكائن بمحطة الرمل، بالأسكندرية. ولكن الروائية ريم أبوعيد أحالت من إسمه عنوان لروايتها المتفردة. و دوما ما قلت، و سأظل أقول، أن الرواية ذات الطابع التاريخي هي الأصعب على الإطلاق، لذا حاز العمل على تقدير واحترام و إعجاب شديد مني. فأحداث العمل تقع بالأسكندرية، في حقبة الأربعينيات، إبان الحرب العالمية الثانية. إختارت الروائية أسرتين من اليهود، لتكونا أبطال العمل، و هما عائلتي سمعان و سولومون. بين الصفحات، تنتقل بين العديد من أحياء الأسكندرية الساحرة، من زيزينيا، مرورا بالكورنيش و محطة الرملة، و تلقي الكاتبة ضوءا مقربا على حياة اليهود في مصر و تعاطيهم مع المجتمع، و أثر الحرب الثانية عليهم، لنكتشف حقيقة غابت عن الكثير من أبناء جيلنا، و الجيل الأسبق، فبعض يهود مصر كانوا شديدو التعلق بتراب هذا الوطن، و رفضوا الخروج من مصر إبان الزحف النازي على الصحراء الغربية. رسم الشخصيات مبهر، وصفتهم الروائية ببراعة و تجبرك على التنقل معها داخل منازل العائلات الارستقراطية التى عاصرت هذه الحقبة الزمنية بالأسكندرية. تعرف معها على سارة سمعان و جايكوب سولومون و إخوته، دانيال و كلير، حيث تنجح في مزج الواقعية بلمسة رقيقة من الفانتازيا، تحيل النص، بلغته الثرية و مفرداته القوية إلى عمل أدبي، لا بد الا يفوتك. و الحقيقة أن الكاتبة نجحت في تخييب ظني حين ظننت إني كالعادة، مقبل على نص (أنثوي)، متكرر الأحداث، مفرط في الرومانسية كما اعتدت، لكني أنهيت قراءة النص في ثلاثة أيام لا أكثر، بعد إذ تكشفت لي روعة السطور و قوة المادة الأدبية التى اهدتني إياها.
متروبول ، تلك الرواية التي عشت معها داخل فيلم أبيض وأسود ، حتى اني تعايشت في فترة اربعينات القرن الماضي ، كدت ابتاع فستانا من نفس الحقبة ، اسلوب السرد جميل جدا ، الفكرة والحبكة ممتازة ، فكرة تناسخ الارواحالتي اؤمن بها جسدتها الكاتبة بشكل رائع ، استمتعت بقرائتها
#متروبول غلاف أكثر من رائع بحق تصميم مميز وبديع Abdel-Fatah Amin وتنفيذ وإخراج ممتاز محمد الجمل أضاف للرواية والعمل ككل . #متروبول رواية ناعمة لغة جميلة وسرد رائع وحبكة مميزة وموضوع مختلف مطروح بمنتهي البساطة والروعة داخل غلاف وحقبة تاريخيه أضافت لتلك اللوحة والمعزوفة الرائعة، معها تجولت داخل فنادق الإسكندرية عروس البحر الأبيض المتوسط أحسست هذا اليقين والحيرة والتمزق والشغف والشوق الخاص بشخصيات الرواية ، أحببت سارة بجميع وجوهها وماريو وعمر وجايكوب ويوسف ونانسي ، والتنقل بين الماضي ورونقه والحاضر وسرعته وغربته ، غربة الأفراد المشاعر الأحاسيس ، الروح هذا السر والعالم اللانهائي معه نتقابل ونفترق من قبل أن نلتقي لغز هي يحمل الموت والحياة به . كم من جمل أستوقفتني لبساطتها وجمالها : ( للأمكنة أيضاً ذاكرة تبعث الماضي من مرقده وتوقظ فينا الحنين ) . تحياتي لكِ Reem Abou Eidلقدرتكِ علي غزل تلك اللوحة والإمساك بجميع خيوطها دون أن يفلت اي خيط منها أو يتناقص وهج الرواية طوال صفحاتها من البداية للنهاية ليس هذا فقط بل تصاعدت وتيرته علي مدار صفحاتها وتوالي فصولها ، ولقلمك ِ المبدع وفي انتظار أعمالك القادمة دُمتِ دوما متألقة ومتميزة ، ولأستاذ محمد الجمل لإخراجه وتنفيذه هذا العمل بتلك الروعة وهذا الجمال .