الفلسفة الجوانية

by عثمان أمين

هذا الكتابُ نسجٌ لنظامٍ فلسفي فذٍّ، جمع الأستاذُ خيوط غزله الفريد من التأمُّل في تفاصيل الحياة اليوميَّة، ومن تلمُّس العبرة في مكابداته الروحيَّة، ومن إطالة النظر في أحوال النفس الإنسانيَّة وتقلُّباتها، قبل أن يُثريه بما ظفر به من بطون الكتب. فهو بذلك وجودٌ مُركَّبٌ نابضٌ بالحياة، وليس نسقًا نظريًّا بارِدًا يُكرِّس الفصل المعهود بين الدَّرس الفلسفي والحياة الإنسانية؛ إذ إنه يُعيد صلة الفلسفة بالحياة، وذلك بوصفها مُعالجة حقيقيَّة لشؤونها، تبدأ رحلتها من أغوار النفس الإنسانية قبل تنزُّلها إلى الواقع.
وبسبب هذه الطبيعة المتفرِّدة لنظامه الفلسفي، ونتيجة لتعبير هذا النظام الحي -في المقام الأول- عن بيئة الفيلسوف، وهمومه، ومكابداته الخاصَّة؛ فإنه نظامٌ يلزمه قدرٌ من الصبر، وكثيرٌ من التأمُّل، وتسليمٌ بالفرادة الإنسانية؛ التي تجعل من كل إنسان فيلسوفًا حقيقيًّا، ما دام وجودُهُ الجواني مُضطَّرمًا بالحياة!
هذا الكتابَ يُعيد الاعتبار لمكابدات الإنسان، ويرسِّخ ثراء حياته الجوانيَّة؛ بوصفها المعيار الحقيقي لإنسانيته، ومُبتدأ كل تغيير برَّاني.

Genres: Philosophy

288 pages, Paperback

First published January 1, 1964

About the author

مفكر وفيلسوف وأكاديمي موسوعي مصري، من رواد المدرسة التي تتلمذت على الشيخ مصطفى عبد الرازق. قرأ أمهات الفلسفة الغربيَّة باللغة الفرنسيَّة، ثم طالع عيون الفلسفة الإسلامية وعلم الكلام بتوجيه شيخه. حصل على ليسانس الفلسفة من جامعة القاهرة، ونال الدكتوراه من السوربون. له عشراتُ الكتب تأليفًا وتحقيقًا وترجمة، لعلَّ أهمها هذا الكتاب الفذ الذي بين أيدينا، بوصفه زهرة مشروعه الفلسفي، وكتابه الرائد: "الفلسفة الرواقيَّة"، إضافة إلى ترجماته لمؤلفات ديكارت وكانط وهيدغر، وتحقيقه بعضًا من نصوص الفارابي وابن رشد.

Reviews

[عبدالعزيز · Rating 5 out of 5]

من أمتع ما قرأت في استجلاء معنى (الفلسفة الجوانية) وأثرها في روح وضمير الإنسان الحيّ..أشعر أن هذا النوع من التفلسف هو ما يهم المسلم في سعيه الحياتي وسيره إلى ربه؛ فلسفة ترقى إلى أن نسميها فلسفة مؤمنة تسثمر نصوص الوحيين في التأصيل، وتفيد من خلاصات الفكر الفلسفي المثمر في ردّ برود التنظيرات العقلية الفاسدة المنقطعة عن الإيمان بالله والكدح العملي..

[محمد · Rating 3 out of 5]

كتاب تأسيسي في الفلسفة لفهم معنى الجواني والبراني في النفس البشرية، يعتبر مدخل لا غنى عنه لفهم مفاهيم عديده مهمه في نقض ونقد الحداثة وما بعدها وأثرها الانساني والإجتماعي والسياسي بل والاقتصادي أيضاً.
تتبع الأستاذ عثمان أمين عليه رحمة الله تعالى مواطن الفكر الجواني في كل ما كان يشغل بال المصرين والمسلمين في الثلث الأول من القرن العشرين وقبل الحرب الأهلية الأوروبية الثانية فبدأ بنفسه ثم عرج على فلسفة اللغة العربية وهو من أحلى فصول الكتاب كان الأستاذ لا يشرح تغلغل الفكر الجواني في العربية لكنه يتغزل في جمالها بطريقة أقرب الى غزل العشاق منه إلى كلام الفلاسفة، ثم تكلم عن الجوانية في الفكر الاسلامي وهو ما كان يفتقده أبناء هذا الجيل من المصريين والعرب في غمرة الإستعمار وبعد سقوط الخلافة الإسلامية بخمس عشر سنة أو يزيد من محاولة تشريح أسباب السقوط على عكس الهوى وقتها في محاولة استعادتها بالتنظيم السياسي على النمط والسلوك الأوروبي الاستعماري وهو مع الأسف ما زال يعتقد فيه بعض المأفونين من بني جلدتنا.
اما الجزء الخاص بالكلام عن الأمة العربية فاعتبره محاولة من الكاتب رحمة الله للحفاظ على حياته في ظل الناصرية وسجونها المفتوحة وقت نشر الكتاب. وقد تفضل السيد عبد الرحمن أبو ذكري بإيجاز بليغ في آخر الكتاب بالحديث عن ذلك الجزء وهو شرح مفصل للكتاب وأهداف دار النشر منه.
في النهاية الكتاب يصلح كمدخل للفلسفة وعلم إجتماع المعرفة والسياسة قبل خوض غمارهم حتى يكون للقارئ المبتدأ ارض صلبة تثبته في فهمه وتحليله حتى لا يتمايل كما النخل في العاصفة وهو يقرأ في تلك العلوم وما بينهما.