هذا الكتاب تحقيق لرسالة الردّ على الدهريين لجمال الدين الأفغاني، وهو من الكتب المهمّة، التي صدرت في نهاية القرن التاسع حين أخذت الدول الاستعمارية الكبرى ببثّ الأفكار الداعية إلى تغيير نمط الحياة في العالم الإسلاميّ، وتبنّي المقولات الغربيّة حول الثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع. تبرز أهميتها في أنّها تتمثل في كونها رصد مبكر لعملية الغزو الثقافي، وما تحمله في طياتها من عملية تدمير ممنهجة لهوية الشعوب.
أول كل الإحترام لإستاذ جمال الدين الكبولي= الأفغاني رائد النهضة النهضة العقلية الحديثة
ولكن هذا لا يعني ان تلك رسالة علمية قوية في رد علي ماديين او ملاحدة او اي فرقة رسالة ضعيفة جدا يكفي ذكر السيد جمال لنظرية التطور موقفه ازاد الناس من الدفاع عن النظرية بسببه
السيد جمال الدين الأفغاني قوته في حركيته وتأثيره الكاريزماتي. وهو من رواد ما يسمى بعصر النهضة العربية. لكن شتان بين نهضتنا ونهضة الغرب، فنهضة الغرب قامت على امور وأساسيات عديدة كالمنهج التجريبي وغيره، ونهضتنا قامت على المنهج الاعتباطي والادلة الخطابية الرنانة الفارغة من المضمون. أول مرة اقرأ للافغاني لا عنه، ويا لها من حيرة ودهشة من سذاجة الفكر الذي اطلعت عليه. فهو قوي بالخطابة واللغة، لكن الكارثة كلها في المضمون. فالسيد يرد على علماء لم يقرأ لهم شيئا ومعلوماته مغلوطة جملة وتفصيلا، وردوده المبنية على المعلومات المغلوطة أدهى وأمر. فمثلا يتناول نظرية التطور لدارون فيبدأ العنوان بقوله الرد على دارون الذي يقول ان اصل الإنسان قرد! وهذه مقولة العوام الذين لا يعرفون عن نظرية التطور شيئأ، ثم يستطرد فيقول بحسب زعم دارون أن الفيل بمرور الزمن يتحول الى برغوث والبرغوث يتحول الى فيل! ثم يوجه اسئلة لدارون مثل لماذا تتنوع النباتات والانواع في جزيرة بها نفس الظروف؟ ويجيب على نفسه ويقول لا بد ان دارون سيحير في الاجابة ويلوي عنقه!! ولم يدر السيد ان دارون ألهم البحث عن نظريته اصلا بعد رأى الانواع مختلفة في نفس البيئة. ويستمر الرد الخطابي الفضفاض على الباقين فيفند بقوله (وهذا مما لا تقبله بداهة العقل، وهذا من المحالات، وهلم جرا)! وكأن بداهة عقل الساذج هي معيارا لنظرية العالم، وعلى هذا الأساس والمنهج الذي اسميه بالاعتباطي يمكن ان نفد كل نظريات العلم الحديثة كالنسبية والكم وغيرها بقولنا هذا مما لا تقبله بداهة العقل وهذا من المحالات وانتهى الموضوع. وعلى هذا المنهج سارت نهضتنا متمسكة برفض فصل الدين عن الدولة لتنتج لنا في ما بعد حركات اسلامية واحزاب بلينا بها و لم يستطيع احد اقناعهم بأي من امور العلم، الا بسبب انه يخالف بديهيات عقولهم! تحدث أيضا عن مساؤى عدم وجود الدين وايجابيات وجوده، وهو بكلامه هذا قد يثبت ان الدين من الضرويات، لكن هل يثبت انه صحيح؟ فشتان بين ما نحتاجه وبين الحقيقة التي لاتجامل احدا ولا تعترف ببديهيات عقله .
يرد جمال الدين الأفغاني في هذه الرسالة النافعة على الدهريين الذين انتشروا في عصره، وأنكروا الدين، وخلدوا إلى ظواهر المادة، وكفروا بالله واليوم الآخر. يبتدئ رسالته بذكر أصناف الدهريين أو الطبيعيين والرد عليهم بإيجاز، وينتقل بعد ذلك لذكر فضائل الدين (بشكل عام) وما استفاده الناس منه عبر العصور، وآثار تركهم إياه ولفضائله مستشهدًا بتاريخ اليونانيين والفرس والمسلمين والفرنسيين. ثم يختتمها بذكر محاسن الدين الإسلامي، وفضائله على بقية الأديان. وهذا ملخص لأهم ما ورد في كتابه: عقائد الأديان التي أورثتها الناس فانتفعوا بها وتوارثوها بينهم: 1- الإنسان أشرف المخلوقات 2- اليقين بأن أمة إنسان ما أشرف من غيرها وأن من خالفها ضال 3- هذه الدنيا مقدمة لدار أكمل منها - لازم العقيدة الأولى الارتفاع عن خصائص البهائم وصفاتها لازم العقيدة الثانية تنافس الأممم على الفضائل لازم العقيدة الثالثة الإقبال على المعرفة الصحيحة والعمل النافع -- الخصال التي أورثتها الأديان الناس: 1- الحياء وهي رادع لهم عن القبائح وهي أقوى من القوانين والعقوبات 2- الأمانة وهي وسيلة لبقاء النوع الإنساني بإقامة المعاملات بين أفراده 3- الصدق -- الأمور التي تتم بها سعادة الإنسان، مما جاء بها الإسلام. 1- "صفاء العقول من كدر الخرافات وصدء الأوهام". 2- استقبال وجهة الشرف والاستعداد لمراتب الكمال (سوى النبوة). 3- أن تكون عقائد الأمة مبنية على البراهين الصحيحة، ولا تكون مبنية على الظنون والتقليد. 4- تعدد قيام طوائف الأمة بالمهام والواجبات. بتلخيص من ص61-68 -- وقد اقتبست بعض ما أعجبني منها، وأحببت أن أضعه في هذه المراجعة: "ومن أين لمنكر الجزاء أن يكف نفسه عن خيانة أو يترفع بها عن كذب وغدر وتملق ونفاق وقد تقرر أن العلة الغائية لأعمال الإنسان إنما هي نفسه كما سبق فإن لم يؤمن بثواب وعقاب وحساب وعتاب في يوم بعد يومه فما الذي يمنعه من ذمائم الفعال خصوصًا إذا تمكن من إخفاء عمله وأمن من سوء عاقبته في الدنيا أو رأي منفعته الحاضرة في ركوب طريق الرذيلة والعدول عن سنن الفضيلة وأي حامل يحمله على المعاونة والمرادفة والمرحمة والمروءة وعلو الهمة وما يشبه ذلك من الأخلاق التي لا غنى للهيئة الاجتماعية عنها ولئن وجد في أحد الجاحدين شيء من مكارم الأخلاق بمقتضى الغريزة لكان عرضة للفساد أو كان أبتر ناقصًا لفقد ما يمده من سائر صفات الكمال" ص58 - "لا ريب أنه يقبع قبوع القنفذ وينتكس بين أمواج الحيرة يدفعه ريب ويتلقاه شك إلى أبد الآبدين" ص11 - "هذا أنفس ما وجدوا من حلية لمذهبهم العاطل بعد ما دخلوا ألف جحر وخرجوا من ألف نفق وما هو بأقرب إلى العقل من سائر أوهامهم" ص12 - "مترفعًا عن الملق الكلبي والخداع الثعلبي" ص21 - "فهو في حاجة كل الحاجة للاستعانة بمشاعر أمثاله من بني جنسه والاستهداء بمعارفهم ليتفادى بهدايتهم من بعض لاسعات المصائب ويصيب من الرزق ما فيه قوام معيشته وسداد عوزه والاستهداء إنما يكون بالاستخبار ولا تتم فائدة الخبر في الهداية إلا أن يكون من مصدر صدق يحدث عن موجود ويحكي عن مشهود وإلا فما الهداية في خبر لا واقع له" ص26 - "ولا يخفى أن الأمانة والصدق منشأوهما في النفس الإنسانية أمران الإيمان بيوم الجزاء وملكة الحياء" ص28 - "أغلب الناس مقلدون في عقائدهم منقادون للعادة في أخلاقهم وأقل التشكيك وأدنى الشبهة يكفي لزعزعة قواعد التقليد وضعضعة قوائم العادة" ص32 - "إذا تعارض موجب المدح والثناء ومقتضى الشهوات البدنية فقليلٌ من الناس من يختار الأول على الثاني والجمهور الأغلب مغلوب للشهوة مأسور للذة والنظر في طبقات الناس وأحوالهم على اختلافهم يثبت لنا ذلك." ص55 - "وليس بكثير في الناس طلاب المحمدة الحقة اللاقطون لدرر المدائح من باحات الفضائل وساحات المكارم المرتادون للحمد بين حدود الحق وأولئك الحافظون لشرف النفس وقليل ما هم." ص56 - "والآخذ في عقائده بالظن ينصب عقله على متابعة الظنون والقانع بأن آباءه كانوا على مثل عقيدته فأولى به أن يكون عليها يلتقي مع سابقه في مضارب الوهم وفجاج الظن وأولئك المتبعون للظن القانعون بالتقليد تقف بهم عقولهم عند ما تعودت إدراكه فلا يذهبون مذاهب الفكر ولا يسلكون طرائق النظر وإذا استمر بهم ذلك تغشتهم الغباوة بالتدريج ثم تكاثفت عليهم البلادة حتى تعطل عقولهم عن أداء وظائفهما العقلية بالمرة فيدركها العجز عن تمييز الخير من الشر فيحيط بهم الشقاء ويتعثر بهم البخت وبئس المآل مآلهم" ص65 - "إن الدين الإسلامي يكاد يكون متفردًا من بين الأديان بتقريع المعتقدين بلا دليل وتوبيخ المتبعين للظنون وتبكيت الخابطين في عشواء العماية والقدح في سيرتهم. هذا الدين يطالب المتدينين أن يأخذوا بالبرهان في أصول دينهم وكلما خاطب خاطب العقل وكلما حاكم حاكم إلى العقل تنطق نصوصه بأن السعادة من نتائج العقل والبصيرة وأن الشقاء والضلالة من لواحق الغفلة وإهمال وانطفاء نور البصيرة ويرفع أركان الحجة لأصول من العقائد كل منها ينفع العامة ويفيد الخاصة وكلما جاء بحكم شرعي أتبعه ببيان الغاية منه في الأغلب" ص66 ---- وموضوع الرسالة نافع وماتع بوجه عام وبحاجة لاستقصاء أكبر.
أول مرة أقرأ للأفغاني-رحمه الله- لاعنه :)) رسالة الرد على الدهريين .. بداية الرسالة كانت ضعيفة في المساق العلمي والذي أعذر به الأفغاني لأنه ليس من اختصاصه ،وأنا أساسًا لست مهتمة بالتطور كنظرية علمية بل كإنعكاسات فلسفية ،فقد رد على هذه الأخرى ردود لطيفة وذكية كتبريره لوجود العقائد القومية وهو ما أعجبني بشدة ،وحديثه عن خطورة تفشي الفكر الدارويني في المجتمعات أو حتى مخالطتهم وكم أن هذا الفكر مفسد للحياء ومفسد لعقائد الأمم ومبادئها ،وهو ما أظنه وقع بلا أدنى ريب ،فالحياء رُفع من الأرض وأصبح الصواب هو التطبيل لانعدام الأخلاق ، فعلى سبيل المثال لو أخذنا الشذوذ الجنسي كمثال لانعدام الأخلاق وانقلاب الآيات ،فلم يعد الحديث فقط عن قبولهم أو عن اعطائهم حرياتهم من قبل الطبيعيين ،بل حتى كثير من معتنقي الأديان أصبحوا يرون الأمر طبيعي ويتسارعون لإخفاء نصوصهم الدينية حفاظًا على مشاعر أولئك البهائم وهذا ما يندرج بنظري تحت نبوءته تحت عنوان :فساد مذاهب النيتشريين حتى بعقول من لم يأخذ بها إن خالطهم .
ثم إن لغته وكتابته تنبئ عن شخصية غيورة على الدين ثابتة العقيدة حادة ،وفي بعض السطور تستشعر بجمال الدين الأفغاني الثائر .. أكثر ما أعجبني في الكتاب هو ذكره لثلاث خصال تضاد أفكار الماديين أو الطبيعيين أو الداروينيين بصورة أوضح ،وهي الصفات الثلاثة التي تنهض بها الأمم وينهض بها الإنسان مترفعًا أن يكون مجرد حيوان يشبع غرائزه في هذه الحياة ،وهي الحياء والأمانة والصدق ، جميل كان تبريره وربطه لمعنى الإيمان شعبة من شعب الإيمان للتنزه عن مبادئ الطبيعيين . ماأعجبني بشدة أيضًا هو النظرة التاريخية التي تكلم فيها ومر فيها على الشعوب والأمم وسبب هلاكها من منظوره ه�� انعدام الأخلاق وتفشي البهيمية معتقد الدهريين .. ثم كلامه على أن أي دين مهما بلغ من الدناءة بين باقي الأديان يبقى أفضل من مذهب الدهريين ،ثم بيانه بكلمات قليلة لما يتميز الإسلام على بقية الأديان .. رسالة صغيرة ولطيفة وكانت ممتعة ،رحم الله الأفغاني :))
قرأت هذا الكتاب بهدف عملي أكاديمي، في إطار مراجعتي لأولى الردود التي تقدمت من علمائنا على طروحات الغرب "النهضوية" و"الحداثوية" التي دخلت إلى بلدان عالمنا الإسلامي في أواخر أيام السلطنة العثمانية، وما بعد انهيارها. مضمون الكتاب الجميل والشيق ليس وحده ما سيبهرك عزيزي القارئ عند اتمامك صفحاته، بل شخصية السيد جمال الدين الأفغاني التي أفرد لها المحقق الدكتور أحمد ماجد مساحة واسعة من هذا الكتاب. كان ذلك الرجل مثالا ونموذجًا في حرصه على الدين وإيمانه بتراثه وهويته، ورؤيته الوحدوية على كل الصعد. كان لذلك الرجل دور بارز في الساحة المصرية كما الهندية والأفغانية والإيرانية والتأثير حتى في عاصمة القرار اسطنبول آنذاك. كتاب جميل وشيق أنصح به، تحديدا بنسخته المحققة من قبل الدكتور أحمد ماجد
يقوم السيد محمد عبده نقلا عن استاذه جمال الدين الأفغاني بالتقديم لهذا الكتاب، والكتاب هو من الكتب التأسيسية للقرن التاسع عشر، وما وجد فيه يمكن تطبيقه على القرن العشرين بمنتهى السهولة والقرن الواحد وعشرين ولا بأس من القرن الاثنين وعشرين لو أحيانا الله . الحقيقة أن الكتاب يوضح حقيقة الصراع الأزلي بين المادي الطبيعي وبين الإنساني الروحي، فمفاهيم الحضارة النيتشوية التي لا تتغير والتي بنت أسسها وانتهت ومفاهيم الحضارة الإنسانية التي تغذي قيم الروح هي عملية صراع أبدي بشري ستظل إلى النهاية. والكتاب قام بتفصيل هذا الأمر جيدا بلغة عظيمة جزلة الألفاظ وثرية
أول مرة أقرأ للأفغاني-رحمه الله- لاعنه :)) رسالة الرد على الدهريين .. بداية الرسالة كانت ضعيفة في المساق العلمي والذي أعذر به الأفغاني لأنه ليس من اختصاصه ،وأنا أساسًا لست مهتمة بالتطور كنظرية علمية بل كإنعكاسات فلسفية ،فقد رد على هذه الأخرى ردود لطيفة وذكية كتبريره لوجود العقائد القومية وهو ما أعجبني بشدة ،وحديثه عن خطورة تفشي الفكر الدارويني في المجتمعات أو حتى مخالطتهم وكم أن هذا الفكر مفسد للحياء ومفسد لعقائد الأمم ومبادئها ،وهو ما أظنه وقع بلا أدنى ريب ،فالحياء رُفع من الأرض وأصبح الصواب هو التطبيل لانعدام الأخلاق ، فعلى سبيل المثال لو أخذنا الشذوذ الجنسي كمثال لانعدام الأخلاق وانقلاب الآيات ،فلم يعد الحديث فقط عن قبولهم أو عن اعطائهم حرياتهم من قبل الطبيعيين ،بل حتى كثير من معتنقي الأديان أصبحوا يرون الأمر طبيعي ويتسارعون لإخفاء نصوصهم الدينية حفاظًا على مشاعر أولئك البهائم وهذا ما يندرج بنظري تحت نبوءته تحت عنوان :فساد مذاهب النيتشريين حتى بعقول من لم يأخذ بها إن خالطهم .
ثم إن لغته وكتابته تنبئ عن شخصية غيورة على الدين ثابتة العقيدة حادة ،وفي بعض السطور تستشعر بجمال الدين الأفغاني الثائر .. أكثر ما أعجبني في الكتاب هو ذكره لثلاث خصال تضاد أفكار الماديين أو الطبيعيين أو الداروينيين بصورة أوضح ،وهي الصفات الثلاثة التي تنهض بها الأمم وينهض بها الإنسان مترفعًا أن يكون مجرد حيوان يشبع غرائزه في هذه الحياة ،وهي الحياء والأمانة والصدق ، جميل كان تبريره وربطه لمعنى الإيمان شعبة من شعب الإيمان للتنزه عن مبادئ الطبيعيين . ماأعجبني بشدة أيضًا هو النظرة التاريخية التي تكلم فيها ومر فيها على الشعوب والأمم وسبب هلاكها من منظوره هو انعدام الأخلاق وتفشي البهيمية معتقد الدهريين .. ثم كلامه على أن أي دين مهما بلغ من الدناءة بين باقي الأديان يبقى أفضل من مذهب الدهريين ،ثم بيانه بكلمات قليلة لما يتميز الإسلام على بقية الأديان .. رسالة صغيرة ولطيفة وكانت ممتعة ،رحم الله الأفغاني :))
لأول مرة اقرأ للأفغاني وليس عنه :) سعدت بوجود هذه الرسالة الصغيرة لأطلاع على فكر واسلوب الرجل المثير للجدل , وكما توقعت فشخصيته بارزة بين السطور كقامة فكرية و زعيم سياسي و أصلاحي وان كان عصرة المتعطش الي امثالة لم يكن بة حفياً ..قد تكون الرسالة ضعيفة في موضوعها ان نظرنا لها بمقاييس ايامنا ولكن في عصرة (اواخر القرن التاسع عشر ) كانت تنم على أطلاع واسع وثقافة نادرة وبعيداً عن صلب موضوعها نجد ملامح فكر الافغانى المستمسك بالهوية في عصر مربك و النابض بالرغبة في العمل الاصلاحي والتغيير بارزة بين السطور وبعض الاقتباسات توضح :- - ولو أن قوما اساؤوا الظن بأنفسهم واعتقدوا أن نصيبهم من الفطرة نقص الاستعداد وخسة المنزلو وأن لا سبيل لهم الي الوقوف في مصاف غيرهم من طبقات الناس فلا ريب يسقط من هممهم على مقدار ما ظنوا في أنفسهم وبذلك يتولى النقص اعمالهم ويملك الخمول عقولهم -ولا ريب أن قوما يساسون بحكومة خائنة إما أن ينقرضوا بالفساد وإما ان يأخذهم جبروت امة أجنبية عنهم يسومونهم خسفا ويستبدون فيهم عسفا فيذوقون من مرارة العبودية ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال - ان الدين الاسلامي يكاد يكون متفردا من بين الاديان في تقريع المعتقديم بلا دليل وتوبيخ المتبعين للظنون وتبكيت الخابطين في عشواء العماية والقدح في سيرتهم , هذا الدين يطالب المتدينين أن يأخذوا بالبرهان في أصول دينهم وكلما خاطب خاطب العقل و كلما حاكم حاكم الى العقل تنطق نصوصه بأن السعادة من نتائج العقل والبصيرة و ان الشقاء و الضلالة من لواحق الغفلة وأهمال العقل وانطفاء نور البصيرة .
اول كتاب اقرأه للافغاني اظن اصح القول فيها انها رسالة وليست دراسة كاملة في اثار الطبيعيين (من ينكرون الله) وضح فيها في ايجاز احوال الامم و صفات المجتمع كجماعة و افراد قبل ظهر فكرة الطبيعين و بعده و اثر ذلك علي اخلاق المجتمع الحقيقة ان كل ما قاله يؤكده تاريخ الامم فإي قارئ للتاريخ في احوال الامم و المجتمعات يجد ان ما تبني مجتمع فكر الطبيعين الا و اورثهم ضعف النفس و بهيمية الفطرة و الهوان و تقليل الذات ، و ده مش غريبة لانه كان يستقرئ حقيقة واقعيه في معظم الاقطار من حوله. الملفت للنظر انه يربط بين عدم الثقة بالنفس و تقليل الذات بفكر الطبيعيين و هو امر اراه -انا- في جيلي كثيراً حيث يظن اثر شباب جيلي ان العنصر الغربي اعلي منه ذاتاً و طموحاً و امكانية
ولا ريب أن قوماً يساسون حكومة خائنة، إما أن بالفساد، وإما أن يأخذهم جبروت أمة أجنبية عنهم، یسومونهم خسفاً، ويسبتدون فيهم عسفاً، فيذوقون من مرارة العبودية ما هو أشد من مرارة الانقراض والزوال.