دعوة ببالغ السرور يتشرّف كلٌّ من إيمان ويقظان بدعوة المايجور ألبرت كناغ وابنته هيلد موللر للاطلاع على دروس في الحكمة المتعالية من الفلسفة الإسلامية مع خالص تحياتنا للعزيزة صوفي أمندسون وأستاذها الفيلسوف ألبرتو كنوكس نرجو لكم أسعد الأوقات أثناء السفر في البعد الضائع
كاتب عماني ورئيس تحرير مجلة الرؤيا.صدر له "المعرفة والنفس الألوهية في الفلسفة" عن دار الساقي بإجازة وتعليق آية الله الفيلسوف الشيخ محمد تقي المصباح اليزدي كما وصدرت له أيضا دراسة فلسفية بعنوان "برهان الصديقيين" والتي تستعرض تاريخ البرهنة على وجود الله وخصوصا برهان واجب الوجود باعتباره أكمل وأدق البراهين الفلسفية المثبتة لوجود الله والتي ابتدأه الفارابي ووسعه الشيخ الرئيس ابن سينا وأنهاه في صورته التامة صدر المتألهين الشيرازي. وله رواية بعوان "البعد الضائع في عالم صوفي" يستعرض فيه تاريخ الفلسفة الإسلامية وأشهر رموزها وأهم إنجازاتها ومسائلها. ولقد نقل الرواية إلى الإنجليزية الدكتور حسن أحمد جواد اللواتي ونشرته في الولايات المتحدة وأوروبا Dorrance العالمية.
منذ فترة كنت اتصفح موقع "كوريوسيتي" العلمي , وظهر على ناظري عنوان لمقال يتحدث عن تقنية "فاينمان" للدراسة والتحصيل , التي ابتكرها الفيزيائي الشهير والرائع في طريقته التعليمية ريتشارد فاينمان ومع معرفتي السابقة بتقنيته في الدراسة , الا انني اعدت القراءة للاستفادة , فتكرار المسائل المفيدة حلوٌ بلا شك ...! وحتى وان لم يكن موضوع مراجعتنا تقنية السيد فاينمان والتي احبها واقدرها جدا , الا ان جذوعا من شجرة هذه التقنية البسيطة , تنمو وتزهر في غابة هذا الكتاب , والتي تتجلى مع الصفحات الأُول وصولا الى خاتم هذا الكتاب . فما السبب ...؟ بدءا من السؤال الانساني الاول ؟ كباقي كل الاسئلة الوجودية الاخرى , تنطلق صوفي في عالم صوفي , تلك الملحمة التاريخية الصغيرة التي تطير بها صوفي في سماء الفلسفة والفلاسفة والتي تتمثل بقول غوته : الذي لا يعرف أن يتعلم دروس الثلاثة الاف سنة الاخيرة، يبقى في العتمة ..! تلك الملحمة , والتي تدور بنا بدروس الثلاثة الاف سنة اللاخيرة , تصبح عرضة لنقد الكاتب "محمد اللواتي" , صاحبنا الذي كتب هذه الرواية , وذلك النقد يضرب اسهامه على استاذ صوفي كنوكس , واستاذ كنوكس وصاحبنا الذي كتب لنا رحلة صوفي وعالمها , السيد جوستين غاردر . وذلك النقد ما هو الا توبيخ على تفويت السيد كنوكس لبعض من دروس الثلاثة الاف سنة الاخيرة ! والتي , ان زٍينت بميزان التاريخ والفلسفة , فهي لسنة دراسية فصلٌ كامل ! ومن هذا النقد وهذه الفكرة , تنبثق رحلة البعد الضائع , والتي تأخذنا الى دروس الثلاثة الاف سنة " المُفوّتة" ..! وتعيد لنا بعضا مما ضيعه علينا الاستاذ كنوكس , او تحاول ذلك , وذاك اضعف الايمان .. 🌌 اولا , من وجهة نظر اسلوبية , فللكتاب ثنائية في السرد , او خطان في السرد , ولكن ليسا بالمتوازيان , بل يتداخلان فيما بينهما لتكوين صورة من صور تقليد الاسلوب الممنهج في رواية عالم صوفي , اما الخط الاول , فخط الاستاذ , ولأبتعد عن حرق الاحداث , حتى ولو ان ليس للكتاب احداث بالمعنى الحرفي , فهو ليس بالرواية العادية بحبكة ودراما, فسأكتفي بالرمزيات اذا , الاستاذ هو ذاك الشيخ , الحكيم والعالم , هو اداة الكاتب لأفضل شرح للمادة المطروحة , هو كالملكة/الوزير للاعب الشطرنج . اما الطالبان , التلميذان , فهما ايضا ادوات مهمة للكاتب , ولكن لرد الفعل , كالمرآة التي تعكس انفعالات القارئ , هما بالفعل مرآة للقارئ قد يرى بها صورته وصورة مشاعره بعد قراءة مادة/متن الكتاب . وهنا نعود لاجابة سؤال المقدمة , ولأننا نتكلم من وجهة نظر الاسلوب , فإنني استطيع ان اؤكد ان الكاتب قام بعمل جميل جدا في تبسيط الفلسفة الاسلامية , وفي اعطاء القارئ هدية مميزة من تلخيص وشرح لمقرراتها ومقدماتها , والتي للاسف , هي من اصعب الاشياء واعصاها فهما للقارئ العربي , للفجوة الكبيرة بين اللغة العلمية للعصر العباسي وما يليه مع عصرنا المعاصر .. وبهذا الخبر المفرح , نجح الكاتب بأول مهمة , وهي رسم صورة سهلة الاستقبال والهضم للكاتب ,احد اهم فروع تقنية فاينمان . ونستطيع ان نبارك للكاتب انه فهم الفلسفة الاسلامية , لان عمو اينشتاين يقول : "اذا لم تستطع افهامها لابن ست سنين , فانت بنفسك لا تفهمها" , طبعا اينشتاين يتحدث بشكل عام هنا , ولكن فهمتم مقصدي :) , باركوا للكاتب يلا :D ثانيا , من وجهة نظر فلسفية . مممم , تزداد الامور تعقيدا هنا , قليلا ... كما يظهر من العنوان " يكتشفان الحكمة المتعالية" , يُفهم بشكل مباشر ان غائية الكتاب اكثر خصوصا من الفلسفة الاسلامية بشكل عام ك"بعد ضائع" , بل فلسفة الحكمة المتعالية بالذات كمركز لهذا البُعد . صراحة , لا انقد صاحبنا الاخر, غاردير , اذا كان لا يعرف اي شيء عن الفلسفة المتعالية , فنحن ايضا لم نسمع كثيرا ايضا عنها ...! ولكن مقاربتي لها ستكون في المستقبل القريب ان شاء الله , اما عن مقاربة الكاتب لها , فهي الكتاب بذاته ! على الرغم من انه يبدو كبيرا بعدد الصفحات , الا ان الفلسفة الاسلامية كتأريخ لم تأخذ حيزا كبيرا من الكتاب , والفلسفة الاسلامية المتعارف عليها بيننا , لم تأخذ الا شيئا زهيدا من الرواية والكتاب ككل , فما ينتهي هذا القسم، حتى يبدأ الاستاذ بتدريسنا عن الفلسفة المتعالية :) صراحة , ارى ان الكاتب اضاف الي الكثير عن الحكمة المتعالية , وضحها وابرزها بطريقة بسيطة جدا , ولموضوع بمثل هذا التعقيد , فأرى ان الكاتب قد ينقذ العديد من الباحثين المتشوقين لدراستها , للطريقة السلسة التي استعملها الكاتب في رسمها والتي قد تكون فعلا ممتازة كمقدمة لهذا الموضوع الفلسفي, حتى ولو اخذنا بالاعتبار جو الرواية المتسم بالبساطة وبالقليل من السذاجة (هكذا رأيته) , الا ان بساطة الرسم الروائي لا تنبع من هذا الجو , بل من ما استعمله الكاتب من المماثلات المبسطة و الرمزية التي تتطبع بالاوساط التي يستطيع القارئ ان يفهمها ويتخيلها , بعيدا عن التجريدية الفلسفية التي تكوّن طابع اللغة الفلسفية العلمية بعض الاحيان . وهنا برأيي تتجلى تقنية فاينمان :) بل اني على مر قراءتي للكتاب , دوما كانت ترنّ في اذني هذه التقنية , متمثّلا بما قرأءته في هذه الرواية كنوع من تجليات هذه التقنية , بالفعل , الكتاب مثال حي ورائع عن تقنية فاينمان , وطريقة ذلك العبقري في التعليم , تستحق منا التركيز لاعادة الروح التعليمية في مختلق المجالات الدراسية .. مآخذي على الكتاب ؟ بلا شك . اولا , والشيء الذي افقد للكتاب بعض الروح , هو غياب الحماس , وغياب العمق في الخط السردي الاول (الاستاذ والطلاب) , ربما كان من الافضل اضافة بعداً من الغموض او من التصوف (بالمعنى الروحاني) Mysticism كالتي يعاينها القارئ في كتاب نديم الجسر "قصة الايمان" , فحوار حيران والشيخ الذي شوقني أيما تشويق وجعلني في نوع من التركيز الكامل معهم , لم اشعر به في هذا الكتاب , خصوصا "كليشية" الاستاذ الحكيم , او دافع الاستاذ , ولهذا السبب , كان الكتاب مملا بعض الشيء في بعض الاحيان , لوحدوية طريقته في الكلام , قليلا ما وجد التطور في الحديث او وجدت نقطة تأزم , او على الاقل نقاش محتدم بين الاستاذ وطالبه ( اعيد التفكير بقصة حيران والشيخ , قصتان متشابهتان في الهدف والمغزى ولكن مبتعدتان كل البعد في الطريقة ) . المأخذ الثاني بلا شك سيكون الاعادة المملة لجغرافيا وتاريخ سلطنة عمان في الكتاب , المشكلة ليست في سلطنة عمان ( على الراس والعين العمانيين :) ) بل المشكلة في السياق الذي جعل من تكرار ظهور المعلومات عن هذه الدولة يبدو غير مناسبا في المرة , اتفهم ان للكاتب قصة يجب ان يسيغها في الكتاب , ولكن بما انها خيالية , ربما كان من الممكن جعلها اكثر عمقا , وابعد تكلفا وتكرارا لجغرافيا وتاريخ السلطنة , وكما ذكرت في احدى تحديثاتي " شعرت ان الكتاب برعاية وزارة السياحة بسلطنة عمان ! " واخيرا , شعرت بعض الاحيان ان الاستاذ كان واثقا جدا , دوما يأتي بالاجوبة جاهزة , لا ادري ولكن لم يجذبني كثيرا كشخصية في الكتاب , وردة فعل الطالبان احيانا كانت ساذجبة بعض الشيء . وفي النهاية , لا شك ان الكتاب جميل جدا , روايته لا بأس بها , ومتنه مهم جدا لكل طالب في الفلسفة الاسلامية , الكاتب يستحق التحية على العمل الذي قدمه , وأخيرا , لا تُفرّطوا بالبعد الضائع ...!
كنت أتمنى لو أن هذا الكتاب كان قد كُتِب بطريقة أكثر بساطة و سهولة.. مع أن الكاتب قد بذل جهداً واضحاً في تبسيط شروحاته لكن ذلك الأمر كان يفلت منه أحياناً كثيرة.. قد يكون أسلوب الكتاب مناسب للمن هو أكثر تبحراً في الأمور الفلسفية و أكثر إلماماً بمفاهيمها و مصطلحاتها.. و لكنه بالنسبة لشخص مبتدئ هو على شيء من الصعوبة.. كنت أعيد قراءة بعض الفقرات مراراً حتى أتمكن من فهمها و أعتقد أن فهمي لعديد من ما طرح في الكتاب ما زال قاصراً.. و لهذا أستغرق مني وقتاً ليس بالقصير في إتمامه إضافة إلا أنني كنت أشعر أحياناً بشيء من الإنهاك الذهني فأفضل الابتعاد قليلاً عن الكتاب ثم العودة إليه الأمر الذي يؤثر على التسلسل الفكري الضروري أحياناً.. كما كنت أشعر و أنا أقرأه أنني بحاجة لشرح أكثر وضوحاً لما جاء فيه.. و هو أمر لم أشعر بها و انا اقرأ "عالم صوفي" الرواية الأصلية.. و بما أن الكتاب يعرض نفسه كمتمم لعالم صوفي فإن المقارنة تصبح شبه لازمة..
أعتقد أن هناك اختلاف في رؤية الكتابين.. و هو ما يجعلهما في وجهة نظري يصبان في اتجاهين مختلفين.. اتفق مع كاتب البعد الضائع في أن جوستاين غاردر لم يعط الفلسفة الإسلامية حقها من الذكر في خضم سرده لتاريخ الفلسفة.. خاصة مع تأثر العديد من التوجهات الفلسفية الغربية بها بحكم التقارب الجغرافي و عوامل أخرى.. لكن.. أولاً: أعتقد بأن الكاتب تطرق بالمجمل إلى تاريخ الفلسفة الغربية بالذات.. و لم أعتقد بأن الفلسفة الإسلامية وحدها كانت الغائبة.. أعتقد بأن الفلسفة الشرقية بالمجمل كانت غائبة.. صحيح أنه جاء على ذكر بوذا في الكتاب أكثر من مرة.. لكنه ذكره أيضاً بطريقة عرضية و سطحية.. و لا شك أن هناك توجهات فلسفية أخرى على مدى التاريخ بتوزيعات جغرافية و ثقافية مختلفة أغفل الكتاب ذكرها أيضاً و لو كان قد ذكرها لدخل في هوة التشتت .. و لكن إغفاله للفلسفة الإسلامية يجعل التسلسل التاريخي الذي سرده ناقصاً فعلاً كما ذكرت بالوضع في عين الاعتبار تأثر الفلسفة الغربية بالفلاسفة المسلمين
ثانياً: لا أرى أن كتاب "عالم صوفي" أراد تقديم الأجوبة بتاتاً بل قال صراحةً و أقتبس هنا "أن الفلسفة ليست شيئاً يمكن ت��لمه و لكن يمكن تعلم التفكير بطريقة فلسفية" ، هذه كانت رؤية الكتاب، تعلم التفكر و طرح الأسئلة بطريقة صحية إن صح التعبير.. و يمكن القول بأن الكاتب أثناء سردها التاريخي لم يتبنى صراحةً (على أقل) أي فكرة أو توجه فلسفي بل طرح جل الأفكار بطريقة محايدة حتى يحفز القارئ على تكوين وجهات نظره الخاصة من كل شيء حوله.. بينما كانت رؤية "البعد الضائع" هي بتقديم الأجوبة و أرى أن رؤية "عالم صوفي" بكل صراحة و موضوعية كانت أكثر عملية و أكثر أهمية كرسالة يراد بها أن تصل إلى القارئ.. إذ أنني بعد قراءة "البعد الضائع" تحفزت في ذهني المزيد و المزيد من التساؤلات حول ما طرح فيها.. لم أرى أن الكاتب وصل بي إلى الأجوبة النهائية التي أراد..
الأمر الآخر، أعتقد أن الكاتب في كثير من الأحيان وقع في مطبة "التعميم" في الإشارة إلى الفلاسفة الغربيين أو الفلسفة الغربية في حديثه عن أفكار تتصل بتوجهات معينة من توجهات الفلسفة الغربية و لا أعتقد أن هذا يصح، كما أنه بذل جهداً في بعض الأحيان في دحض هذه التوجهات قد لا يكون ضرورياً بقدر إثبات أفكار الفلسفة الإسلامية باعتبار أن رؤيته كانت تقديم الأجوبة
نقطة أخرى قد اختلف مع الكاتب فيها، و هو ذكره بأن طريق العرفان هو مما تتفرد به الفلسفة الإسلامية، من قراءتي البسيطة لعالم صوفي يمكنني القول بأن فكرة العرفان كانت موجودة بشكل أو بآخر لدى بعض الفلاسفة الغربين - و دعنا لا ننسى أن العديد من الفلاسفة الغربيين أتوا من خلفيات دينية متشددة تتبع مسلك شبيه بالعرفان - و لكن ليس بهذا المسمى او الإصطلاح و لا الوضوح و لم يكن لها البصمة الكبيرة كما هي في الفلسفة الإسلامية.. لكن مما لا شك في أن الفلسفة الإسلامية تتفرد به هو مفهوم "الحكمة المتعالية"..
و الجدير بالذكر أيضاً أن الكثير من الأفكار التي طرحها الكاتب على أنها خاصة بالفلسفة الإسلامية هي موجودً حقيقةً في السرد التاريخي في "عالم صوفي" و لكن بصياغات مختلفة اذكر منها مثلاً فكرة "المعقولات الأولية و الثانوية" هي ذاتها مذكورة في عالم صوفي إلا أن جوستاين غاردر كان في الغالب يحاول تجنب الإصطلاحات الفلسفية المعقدة و يستعيض عنها بالشرح..
"عالم صوفي" جاءت في قالب روائي بينما "البعد الضائع" جاءت في قالب يمكن وصفه بالحواري.. و ربما أراد الكاتب تسليط الضوء على ثقافة بلده و معالمها من خلال الكتاب حيث يجوز له ذلك.. إلا إنني لم أرى أن ذلك خدم رؤية الكتاب بأي شكل من الأشكال و لم أستلطفه "شخصياً" بل وجدته في بعض الأحيان عاملاً مشتتاً..
نقطة أخرى، اختار الكاتب أن يقوم بالسرد التاريخي دون تعمق في الأفكار و الأطروحات الفلسفية التي تخص كل حقبة ثم قام بالشرح فيما بعد، و كنت أفضل لو قام بالشرح اولاً ثم السرد التاريخي لأن ذلك سيجعله أكثر قبولاً و رسوخاً في الذهن أو أنه استخدم أسلوب جوستاين غاردر في روايته حيث كان يدمج بين الشرح و السرد التاريخي بطريقة سلسلة و هي مهارة إبداعية ليست سهلة يجب الإقرار..
أؤمن تماماً بأن وجود مثل هذا الكتاب ضروري و لو كان طرح نفسه بمعزل عن رواية "عالم صوفي" كسرد لتاريخ الفلسفة الإسلامية لربما كان أفضل رغم أن استخدام اسم الرواية لا شك يساهمم في إيصاله إلى الشريحة التي أراد الكاتب إستهدافها .. أو ربما كان يستطيع طرح نفسه كمتمم لعالم صوفي لكن بالتركيز الكامل على تاريخ الفلسفة الإسلامية و أطروحاتها دون مقارنات و مناظرات..
تحيَّة لا تخلو من تذمُّر، تكتبها إليك قارئة وجدت نفسها في مغامرة فلسفيَّة ظنَّت أنَّها ستبعث في روحها الدَّهشة الأولى، تلك الَّتي عانقتها صوفي ذات صباح غامض حين وصلت إليها أولى الرَّسائل. لكنَّها هذه المرَّة، لم تكن رسالة، بل كان كتابًا عنوانه البُعد الضّائع من عالم صوفي. وكان عليّ أن أقرأه، بحماسة تلميذة تفتح نافذتها نحو عوالم الفكر... فإذا بالنّافذة تطلّ على جدار.
تبدو إيمان بطلتك، وكأنَّها تحاول جاهدًا أن تكون صوفي، لكنَّها لا تُشبهها في شيء. لا في فضولها، لا في أسئلتها، ولا حتّى في حيويَّتها. تسأل أسئلة بديهيَّة حدّ السَّذاجة، وتُبدي تعليقات لا تتماشى مع إدراكها ولا مع عمرها المفترض. يقظان، كذلك، لا يختلف عنها كثيرًا. تزعجني محاولاتهما لأن يكونا ظريفين، يذكِّرانني بشخص ثقيل ظل يُصرّ أن يروي نكتة لا تُضحك أحدًا.
ثمّ، يا للعجب، حين نصل إلى المعلومات الفلسفيَّة، والَّتي يُفترض أنَّها كتبت للمبتدئين، نجدها كأنَّها شيفرات لفلاسفة العصور الوسطى. أقف عندها، أقرؤها، أعيدها، أفرك عينيّ، أبحث في الإنترنت، فأفهم. لكنّ الفهم لا يأتي من كتابك، بل من بحثي خارجه! كأنَّك وضعت لي طعامًا لم يُطهَ بعد، وأردت منّي أن آكله وأستمتع. ما أسوأ مذاقه حين يُقدم بهذه الطَّريقة!
وعن الحديث عن عُمان، ولا أدري لمَ اقتحم علينا صفحات الكتاب هكذا، بدا كأنَّه استعراض فجّ لا مبرِّر له، وكأنَّك تريد رفع راية بلدك عاليًا في مجلس لا علاقة له بالرّايات. ما الحاجة لهذا؟ ولماذا بهذا الشَّكل الفجّ؟
ورغم كلّ هذا، ولأنَّك قد تتساءل، ولأنَّني كنت قارئة تبحث عن بصيص، أقول لك: لقد منحتني شيئًا واحدًا. مصطلحا واحدًا. الحكمة المتعالية. هذا المصطلح وحده كان النّافذة الحقيقيَّة، الَّتي تفتَّحت أخيرًا بعد أن ظننت أنّ كلّ نوافذك مُغلقة. وبفضله، بدأت بحثًا جادًّا، وعرفت طريقًا جديدًا.
البعد الضائع في عالم صوفي محمد بن رضا اللواتي . عدم الاهتمام بالتراث الاسلامي والظلم الحاصل عليه من قبل المسلمين، فضلًا عن غيرهم. هذا التراث الزاخر بالعطاء في كل المجالات، يجهل قدره ابنائه المسلمين، وتراهم منشغلين مبهورين بنتاج غيرهم، غير ملتفتين إلى ما لديهم من كنوز معرفية. . وعلى خطى التعريف بنتاج الحضارة الإسلامية للعالم، وإظهار ما فيه من كنوز معرفية، هذا الكتاب الذي أبدعه الكاتب محمد بن رضا اللواتي في رواية البعد الضائع في عالم صوفي، لقد حاول الكاتب ان ينتصر للفلسفة الإسلامية التي غابت -بقصد أو بغير قصد- في رواية عالم صوفي- للكاتب جوستاين غاردر. ومما يجدر الإشارة له أن الرواية -كما يعرف ذلك من قرأ الرواية- ان الرواية إنتهت ولم تجب عن أسئلة ضرورية الإجابة؛ لانها تسبب الحيرة للقارئ. واستطاع الكاتب في روايته(البعد الضائع) ان يُجيب عن الأسئلة المحيرة المتروكة الجواب في (عالم صوفي) وكذلك استطاع بيان بعض تاريخ الفلسفة الإسلامية ومعالمها وإعلامها. . فهرسة الرواية: الرواية مكونة من عشرة فصول ، ف1: طرح فيه الأسئلة المحيرة، والتي سوف يجيب عنها في روايته. ف2: تكلم فيه عن شبهة ان الفلسفة الإسلامية ماهي الأ فلسفة يونانية أعيدت صياغتها، وأيضا استعرض الكاتب تاريخ أعلام الفلسفة الإسلامية ابتداءً من الكندي وانتهاءً ب ملا صدر الشيرازي. ف3: وكان عن نظرية المعرفة، كيف تُكون المعرفة؟، ما هي أدوات المعرفة؟، والرّد على السفسطائيين الذين انكروا المعرفة! وعلى التجريبيين الذين حصروا المعرفة بالحس والتجربة. ف4: العليّة، الذي يعتبر من القوانين البديهية الذي تبنى عليه المعرفة كل المعرفة، وبدونه يفتح الباب بمصراعيه للشك والسفسطة. ف5: كان عن الوجود الذي تميزت واشتهرت به فلسفة الحكمة المتعالية، بنظريتها (أصالة الوجود واعتبارية الماهية) والتي شرحها الكاتب بشرح موجز. ف7.6: فيهما تطرق لإثبات وجوده سبحانه، وذكر عدة براهين على ذلك واهم تلك البراهين برهان الصديقين، واثبات صفاته، وناقش إشكالية الشرور، وطرح نظرية الفلاسفة في أن الشر أمر عدمي أصلًا!!!. ف8: طرح فيه موضوع الجبر والاختيار، والقدر والقضاء!. ف9: الإنسان الكامل وحتمية الوحي، وكيف ان عدم وجود الإنسان الكامل (النبي ﷺ ) يعني ان الخلق لا معنى له! ف10: خاتمه. . نقطتان حول الرواية: اعتقد ان الكاتب لم يكن همه ان تخرج الرواية حسب الشروط والأدوات الروائية، بل أراد ان يبسط موضوع الفلسفة على شكل رواية، حتى يسهل على القارى، لذا محاسبة على جودة الرواية حسب الموازين الروائية-حسب نظري القاصر- ربما ليس في محلها. . الرواية ركزت على فلسفة الحكمة المتعالية دون سائر الفلسفات الإسلامية؛ ربما لان الكاتب كان في مقام التبسيط ولم يكن هم عرض الآراء والرد عليها، فذاك يخالف هدف الكتاب، وأيضا ان فلسفة الحكمة المتعالية تعتبر الان المغطية على ساحة الإسلامية في الفلسفة دون سائر الفلسفات الاخرى. . اشكر الكاتب محمد بن رضا اللواتي ، واشكر دار المعارف الحكمية، وكل من ساهم في إيجاز هذا الكتاب. أتمنى وارجوا ان يتم تبسيط المعارف والتراث الإسلامي وعرضه كمثل هذا العرض الروائية. .................................. حسن علي الأربعاء ١٢- رمضان - ١٤٤١هـ Wed, 6 May 2020
الفلسفة الإسلامية هي البعد الضائع في رواية عالم صوفي التي شغلت 21 سطرا من الرواية. الكاتب على نمط شخصية صوفي هناك إيمان انتهت من عالم صوفي. ولم تنتهي أسالتها. تصادف السيد ماهر في معرض مسقط للكتاب والذي يأخذها في سلسلة دروس قصيرة عن الفلسفة الإسلامية. يبدأ بذكر الفلاسفة المسلمين وبعض انجازاتهم يعقوب الكندي, محمد الفارابي ,ابن سينا ,إخوان الصفا,شهاب الدين السهرودي ,ابن رشد,ابن عربي ,نصير الدين الطوسي . ويختمها بصدر المتألهين الشيرازي(ملا صدرا)والحكمة المتعالية المعرفة العلية الوجود إثبات وجود الله و توحيده أهداف خلق العالم والنظام الأحسن طريق الحرية (الجبر والتفويض) الإنسان الكامل وحتمية الوحي الخاتمة
الرواية أنصفت الفلسفة الإسلامية والشرح لم يكن بذلك الوضوح مثل عالم صوفي ولم أجد نفس اللذة التي وجدتها عند جوستان غاردر
كتاب حلو ��فيه كم كبير من المعلومات، لكنه مللني لأبعد حد! أسلوبه مباشر جدا وممل، مب مثل عالم صوفي اللي كان فيها تشويق شوي، أو يمكن بعد لأني اعرف معظم المعلومات اللي ذكرها. الكتاب يصلح للمبتدئين في الفلسفة الإسلامية.
جدا اعجبني الكتاب شرح لي حاجات كثير عن الفلسفة أثراني حقيقة بمعلومات عظيمة ، رغم تحفظي على بعض الاشياء ، ماحسيته يتقارن بعالم صوفي او يكمل ، كلاهما عن الفلسفة لكن كل واحد بمنظور وعالم مختلف ، ف الاخير جميل جدا 👏🏻💕
عنوان الرواية مثير وخاصة انه ربطها برواية عالم صوفي التي استطاع كاتبها الوصول لغايته بتبسيط علم الفلسفة والتحدث عن تاريخ الفلسفة بشكل عام حاول الكاتب بجد ان يقوم بعمل يشبه عالم صوفي ولكن للاسف لم يسيطع اعتقد ان محاولته جيدة ولكنها غير موفقة وفيها بعض المغالطات العلمية ويؤخذ على الكاتب محاولة التقليد ربما لو اطلق العنان لمخيلته لخرج بشيء اهم وافضل القسم الاول عندما تحدث عن نبذة عن الفلاسفة الاسلاميين كان جميل ومفهوم ولكن عندما بدأ يتحدث عن الوجود والعلة والمعلول بدأ الامر بالتعقيد ولم يستطع ان يبسطه ولا ان يوصل المعنى او ان بعض الامور اصلاً عصية على فهم العوام الاسلوب الروائي جيد ولكنه يخلو من المتعة وفيه الكثير من التقليد لم اجد في هذه الرواية بصمة الكاتب ابداً لي عودة اخرى معها عندما الم اكثر بالفلسفة العربية
ما بعد عالم صوفي تقرأ هذه خصوصا إذا جاءك تساؤل أين الشرق في تاريخ الفلسفة الذي ذكر في رواية عالم صوفي.
وكما ذكر بهذه الرواية بأن الفلسفة الإسلامية كانت ٢١ سطر فقط من رواية عالم صوفي ولكن هنا كان الحديث كله عن الفلسفة الإسلامية وجاء بطريقة سلسة وسهلة ومبسطة.
الكاتب كتب الكتاب بأسهل طريق ليصل للجميع وذلك بشرح الفلسفة لإيمان ويقظان مع ذكر الأمثلة والملخص نهاية كل فصل.
وكما تخلل الرواية وقد يكون ذلك حتى لا يشعر القارئ بالملل أو لإضافة بعض الدراما والحوارات في الرواية هو السياحة البسيطة التي قاما بها مع السيد ماهر في عُمان.
كتاب جميل ورائع وأنصح بمن يحاول الدخول لعالم الفلسفة أن يقرأه.
هذا الكتاب امتداد لكتاب عالم صوفي. مع العلم أن بالأمكان قراءة كل منهما على حدة. لكني أحب تسلسل الشيء أو التعمق فيه. بدأت بالعدل الإلهي للشيخ الشهيد مطهري ثم قررت قراءة عالم صوفي وفي نفس الوقت نهاية حلم وهم الإله لأيمن المصري "فيه شيء بسيط من التقارب" بعد ذلك ختمتها بالبعد الضائع. فكان تمازج بديع في الأفكار.
كتاب بالغ الجمال حقا تطلب مني تركيزا مضاعفا لاستطيع فهمه واستيعاب معظم معلوماته إن جلسة وقراءة واحدة لا تكفي بل يجب أن يُعاد قراءته للإلمام التام بما يحتويه من معلومات تُثري الثقافة العامة للفرد المهتم بدنيا الفلسفة
منذ سنوات وأنا متعلق قلبا وفكرا بالفلسفة عموما وبالفلسفة الاسلامية بشكل أخص لما لها من علاقة وطيدة بالدين الإسلامي ورغبة مني في الوصول إلى حالة من الاطمئنان القلبي للأمور الاعتقادية من توحيد ومعا وقضاء وقدر وغيرها من الأمور الإعتقادية الأساسية في حياة كل إنسان. وبسبب بعض الذين يجعلون من الاطلاع على الفلسفة والمسائل العقائدية أمراً في غاية الصعوبة والمنال إلا بدراسة مقدمات طويلة في المنطق والفلسفة فقد أطفئوا جذوة الحماس لمواصلة الاطلاع في كتب الفلسفة والعرفان خوفا من عدم الفهم. ولكن بعد فتح من الله علي وإرشاد منه تعالى إلي بالبدء في قراءة كتب تاريخ الفلسفة وبالأخص كتاب برتراند راسل - تاريخ الفلسفة الغربية - والتي واجهتني صعوبة في فهم أسلوب المؤلف في التعاطي مع أفكار كل فيلسوف، اضطررت إلى قراءة كتب أخرى أبسط ومنها كتاب "عالم صوفي" وبدأت أفهم الأفكار التي لم أفهمها من خلال كتاب راسل وانتهيت منه وفي ذهني كتاب آخر كتبه هذا الكاتب الفذ -محمد رضا اللواتي - الذي أكمل ما نقص من كتاب "عالم صوفي" وذلك الجانب الإسلامي المفقود أو كما أسماه البعد الضائع من رواية عالم صوفي. ووجدت كتابه هذا - البعد الضائع - كتاب فلسفي عرفاني حكمي متعالي من الطراز الأول والذي طرح أفكار الحكمة المتعالية بإسلوب الرواية التي أضفت سهولة ووضوح على مطالب الحكمة المتعالية والفلسفة مما جعلني أنبهر لسهولة تلك المطالب التي كنت أظنها مستعصية على من لم يدرس الفلسفة أو العرفان من أمثال المطالب : الوجود الماهية أصالة الوجود القدر والقضاء الانسان الكامل
فكل الشكر والعرفان لهذا الكاتب الانسان من صميم قلبي ونفسي وعقلي
كتاب مذهل مكمل لكتاب عالم صوفي من الجانب الاسلامي الفلسفي.
أسلوب الكتابة مختلف عن سابقه ، عالم صوفي كتاب تاريخي خيالي. ربط الكاتب الفلاسفة بأزمنتهم وشخوصهم و كأن القارئ قد إلتقاهم. فيه أيضاً سرد تاريخ الفلسفة سرداً ممتعاً في عالم سحري من خيال المايجور وابنته.
أما كتاب اللواتي فهو كتاب فلسفي ،يتحدث مبدئيا عن فلاسفة المسلمين وانتاجاتهم. وركز في الجزء الأكبر من الكتاب على صدر المتألهين الشيرازي. شرح الكتاب حكمته المتعالية المثيرة بعمق، تحدث عن العلة ومعلولها, ممكن الوجوب وواجبه ، الفقر الوجودي والاطلاق الوجودي والكثير من المواضيع الفلسفية الرائعة ببساطة وإسهاب.
كنت قد تعلمت بعض الدروس في المنطق وقرأت قليل من الكتب في الفلسفة فكان الكتاب مكمل مناسب لخلفيتي المعرفية السابقة.
البعد الضائع في عالم صوفي لأكون منصفه كان الجزء الاول من الرواية ألتي يذكر بها الكاتب على لسان سيد ماهر السيرة الذاتيه القصيره لفلاسفة الاسلام مثل ابن رشد وابن سينا هو الجزء الاحب لقلبي ولو بقي الكاتب على هذا الفصل فقط لقدم منفعه لاوراق الشجر التي هدرت في ال٤٠٠ صفحه الباقية اما بالنسبة للفصول الباقيه فكان الاسلوب صعب لم تكن بنفس البراعه والسلاسه التي كانت عند جوستاين غاردر الرواية مملة في اغلبها والكلام صعب (مفصص) مع الاسف كانت بداية العام بهكذا رواية محبطه قيمتها نجمتان نجمة للفصل الاول ونجمة لان هذه الرواية من الادب العماني واحنا فزنه على عمان واخذنه الكاس
من قرأ رواية صوفي سيدرك ان هناك خللا ما، فالاقتصار في الفلسفة على العلماء الغربين وركن علماء المسلمين جانبا، يعطي رواية عالم صوفي قصورا في مدخل الفلسفة، يأتي كتاب البعد الضائع معوضا النقص الحاصل بطريقة تحاكي عالم صوفي، افراد يرغبون بتعلم الفلسفة من استاذهم الذي اتقن وبمهارة ووضوح جذبهم نحو علماء الفلسفة المسلمين ونظرياتهم حول الوجود، واجوبة فلسفية لم يتمكن علماء الغرب الوصل اليها لكن من خلال علماء المسلمين تكونت الصور الناقصة لديهم. كما سنتعرف على معالم عمان السياحية أثناء تنقلات أبطال الرواية.
كتاب غاية فى الأملال ..كان التنبيه على قائل كل عبارة فى نهايتها كارثي .. ناهيك عن أسلوب مزر فى الحوار حاول الكاتب ان يقدم كتابًا عن الفلسفة الأسلامية فجاء كتابه مختصرًا مخلًا يرجىء محتواه فصلًا بعد فصل برغم بعض المعلومات التى استقيتها منه لكنه لم أصابني بملل لم يكن منه فكاك بالاضافة إلي أراء الكاتب فى الفلاسفة أنتحت منحي شخصي وليس محايد. وكل هذا بناحية وتلك المعلومات المملة عن سلطنة عمان جائت كإعلان ترويجي سخيف ليس له محل بالكتاب اطلاقًا لا انصح بقراءته تحياتي
أعجبتني المادة المطروحة حتى انني أكملت الكتاب رغم الأسلوب فيما يخص الجانب الروائي. في الحقيقة لا أستطيع تسمية الكتاب رواية. فمايجب أن يكون قصة يخلو من الحبكة والأحداث. الكتاب عبارة عن دروس فلسفة على شكل حوار تتخلله دعاية للسياحة في عمان وبعض التفاصيل (من الجانب القصصي) التي لا تضيف شيئاً لا للقصة ولا لدروس الفلسفة!
رغم مشاكله المزعجة، لست نادمة على قراءته بل سعيدة باقتناءه وقد أنصح غيري بقراءته.
كتاب جميل جداً, يشرح الفلسفة الإسلامية بطريقة سلسلة و ممتعة, يجعلك تتفكر و تنظر الى الواقع بمناظر مختلفة. :إحدى الإقتباسات اللي كان وقعها كبير على نفسي "بل كل موجود يجب أن يكون ضروري الوجود لكي يضع قدمه على أرض الواقع" !سبحان الله كيف وجودنا (كفرد) من بين بلايين البشر في هذا الكون واجب الوجود, وشي علة وجودنا اللي أدت الى وجوب وجودنا؟ أنصح بقتنائه
كتاب جيد جدا وقد اجاد المؤلف توصيل هدف الكتاب من خلال لغة روائية واضحة وممتعة . وكما يذكر المؤلف فان هذا الكتاب هو متمم تقريبا لكتاب عالم صوفي فكلا الكتابين يطرحان نمط جديد من الرواية اول مرة اقراه واتعرف اليه وهو تناول موضع كالفلسفة باسلوب رواية تدور عادة بين عدد محدود من الشخصيات . في رواية عالم صوفي تناول المؤلف تاريخ الفلسفة لكنه كان تناسى الجزء الاسلامي من التاريخي العالمي للفلسفة فقد اشار اليه بشكل بسيط دون ان يبين دور للفلاسفة المسلمين ، لذا جائت رواية البعد الضائع متمم حقا حيث عالجت المفقود .
أوجز غاردر تاريخ الفلسفة في كتاب "عالم صوفي" إلا أنه عندما جاء دور الحديث عن الفلسفة الإسلامية وإنجازاتها ورمُوزها لخصها بإجحاف في بضعة أسطر. فجاء محمد رضا اللواتي وعلى نمطِ عالم صوفي ألفَ رواية شبيهة وأسمَاها: "البُعد الضائع في عالم صوفي"، وكان هذا البُعد هو الفلسفة الإسلامية، فأسهب في ذكرها والتفصيل فِيها، ولم يبخسها حقها. ورغم أن الحبكة الرواية ليست بِمستوى عالم صوفي، والأسلوبَ كان أصعبَ قليلاً، والسرد الفلسفي كان أعقد وأعمق، إلا أن الكِتاب يستحق القراءة، أنصف فيه الكاتب الفلسفة الإسلامية، وأجاد في ذلك.
رغم افتقار الرواية لعنصر التشويق في الأحداث، إلاّ أنها استحقت برأيي النجمات الخمس، كونها أدّت الغرض الذي كُتِبت لأجله: الرد على تساؤلات صوفي والتعمق في شرح الفلسفة الإسلامية والحكمة المتعالية. لايخلو الكتاب من صعوبة تزداد مع تقدمكم في الفصول.