في نيسان الماضي، اهدتني الصديقة والكاتبة ملاك مكي كتابها الشعري الأول، "كأنني أسابق صخرة". منذ اللحظات الأولى، تصفحته وراقت لي السُريالية المتجسدة في تلك الابيات القصيرة والنثر الجميل الأكثر طولا في صفحاتٍ أخرى. لكنني أجلت قراءته حتى يحين وقته، فللقراءة وقتٍ معين لا يمكننا أن نتدخل في تحديده برأيي.
في الكتاب تصاوير جميلة وخيال خصب للغاية. هناك تجد أحلام الطفولة وصوت العاشقات الصامتات، فتقرأ عن غفوة مع الشمس تحرم العالم من طلوع الفجر في ذلك النهار، وتقرأ عن سباق تسلق مع الضوء، وعن توق للتحول الى قميص يلبسه صدر فوضوي قبل أن يُخلع ويُهمل.
في نهاية الكتاب تصرّ الكاتبة على الانطلاق بحرية الخيال الى اقصى حدوده فتقرر الهروب من هذه الارض الى الفضاء على متن بالون ملون وتأخذ معها اشياء بسيطة لتتجنب الحنين والاشتياق الذي يرافق رؤية الاشياء المرتبطة دائما بموقف أو شخص أو مكان. الكتاب جميل ويمثل قراءة خفيفة ذات معانٍ عميقة. أرجو أن يروق لكم.
جميلٌ أن أكونَ فكرةً يزرعني أحدٌ في رأسه / يجعل الحبّ الوقت ملموسا، جميلا. فنتوقّف عن الهروب منه، نمسك به ونقترب منه أكثر. توقّفت عن الركض ومشيت كما يمشي الأشخاص العاديّون الذين لا يخافون الوقت ولا يهابونه