الشعب المتخلف هو الشعب الذي لا يُنتِج ما هو مفيد للبشرية وللعالم؛ أما الشعب السوبر مختلف فهو الشعب الذي يُطوِّر التخلف، وذلك من خلال تقديم الجهل على أنه علم. هذا ما ابتدأ به المفكر "حسن عجمي" كتابه حيث اعتبر أن "السوبر تخلف" متجسدة في أفعالنا ومشاعرنا التي حددت سلفاً؛ والطريق الوحيدة إلى الحداثة تكمن في قبولنا للعلم والمنطق وإبتعادنا من التكنولوجيا التي تستخدم عوضاً عن إنتاجنا لأي نوع من العلوم وبذلك مع زيادة العلوم ونقص التكنولوجيا ينقص التخلف. وعلى ضوء ذلك يتناول موضوع التخلف والحداثة وفلسفة الشعوب والعلوم في 68 مقالاً تضمنت معظم المواضيع الحياتية كالعنف والعلم والقمع والمجتمع والحرية والديمقراطية...
يبالغ في جزء الكتاب الأول كثرة تحويل المفاهيم الى معادلات كأنها معدلات رياضية ...فالمفاهيم عن التخلف أو التكنولوجيا هي ليست مركبات أساسية ترد الى قاعدة(من يقرأ الكتاب سوف يفهم المقصد)...لكنه أبدع في الجزء الثاني عندما انتقد شاعرية محمود درويش وادونيس في تصويرهم المتناقض المستحيل في أكثر الأحيان لشرح الصور القاتمة لحال معين .....تستشف من خلالها أن ركبنا لم يتأخر فقط في التكنولوجيا والبحث والعلم انما حتى أدبنا الذي جعله المستثقفون فوق مستوى الانتقاد يعاني من ألم التجبر والتصنع والمباهاة الكذابة..كتاب جيد واختصار محسوب لصالحه.